" الصَّفْح " من كلِّ شَيْءٍ : " الجانبُ " وصَفْحَاه : جانِباه كالصَّفْحَةِ . وفي حديث الاسْتِنْجاءِ : " حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ " أَي جَانِبَيِ المَخْرَجِ . الصَّفْحِ " من الجَبَلِ : مُضْطَجَعُه " والجمْعُ صِفَاحٌ . الصَّفْح " منك : جَنْبُك . و " الصَّفْحُ " من الوَجْهِ والسِّيْفِ : عُرْضُه " بضم العين وسكون الرّاءِ " ويُضَمّ " فيهما . ونَسبَ الجَوْهَريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة . يقال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه وصَفْحِه أَي بعُرْضِه . وضَرَبه بصُفْح السِّيْف وصَفْحِهِ . و " ج صِفَاحٌ بالكسر وأَصْفاحٌ . وصَفْحَتَا السَّيْفِ : وَجْهَاه . أَمّا قولُ بشْرٍ :
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ ... لها بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ فهو اسمُ " رَجُل من بني كَلْب " ابنِ وَبْرَة وله حديثٌ عند العرب . ففي الصّحاح أَنه جَاوَرَ قَوْماً من بين عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً . يقول : غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيَّ . صَفَحَ " كَمَنَعَ : أَعْرَضَ وتَرَكَ " يَصْفَحُ صَفْحاً . يقال : ضَرَبْتُ عن فُلان صَفْحاً إِذا أَعْرَضْتَ عنه وتَرَكْتَه . ومن المَجاز : " أَفَنَضْرِب عَنْكُم الذِّكْرَ صَفْحاً " منصوب على المَصْدر لأَنّ معنَى قوله أَنُعْرِضُ عنكم الصَّفْحَ وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كَفَّ عنه وتَرَكَه . صَفَحَ " عنه " يَصْفَح صَفْحاً : أَعْرَضَ عن ذَنْبه . وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ : " عَفَا " . وصَفَحْتُ عن ذَنْبِ فُلانٍ وأَعْرَضْت عنه فلم أُؤَاخِذْه به . صَفَحَ " الإِبِلَ على الحَوْضِ " إِذا " أَمَرَّها عليه " إِمراراً . صَفَحَ " السَّائلَ " عن حاجتِه يصْفَحه صَفْحاً : " رَدَّه " ومنعَه . قال :
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرَّ لا يَزَلْ ... يُمَقَّتُ في عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ " كأَصْفَحَه " . يقال : أَتاني فُلانٌ في حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عنها إِصفاحاً إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته . وفي حديث أُمِّ سَلَمة : " لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه " أَي خيَّبْتُموه . قال ابن الأَثير : يقال : صَفَحْتُه إِذَا أَعْطَيْته وأَصْفَحْتُه إِذا حَرَمْته . صَفَحَه " بالسّيفِ " وأَصْفَحه : " ضَرَبَه " به " مُصْفَحاً " كمُكْرَم " أَي بعُرْضِه " . وقال الطِّرِمّاح :
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها ... علَى حَرْفِ سَيْفٍ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً . عن ابن الأَعْرَابيّ أَي معرَّضاً . وفي حديث سعدِ بن عُبَادةَ : " لو وَجَدْتُ معها رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفَح " . يقال : أَصْفَحَه بالسّيفِ إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه فهو مُصْفِحٌ بالسَّيفِ " والسّيْفُ " مُصْفَحٌ يُرْوَيانِ معاً . وسيْفٌ مُصْفَحٌ ومُصَفِّحٌ : عَرِيضٌ . وتقول : وَجْهُ هذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ أَي عَريض من أَصْفَحْتُه . وقال رَجلٌ من الخَوَارج : " لَنَضرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ " . يقول : نَضْرِبكم بحَدِّها لا بعُرْضها . صَفَحَ " فُلاناً " يَصْفَحُه صَفْحاً : " سَقَاه أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كان . صَفحَ " الشَّيْءَ : جَعَلَه عَريضاً " . قال :
" يَصْفَحُ للفِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
" صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه فقَلَب . وقيل : هو أَن يَبْسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُلَه . وهذا البيتُ أَورده الأَزهريّ قال : وأَنشد أَبو الهيثم وذَكَرَه ثم قال : وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حين فَتَله فصارَ لَه وجْهَانِ فهو مَصْفوحٌ أَي عريضٌ . قال : وقولُه : صَفْحَ ذِراعيْه أَي كما يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه . ونَصَبَ كَلْباً على التَّفْسِيرِ . " كصَفَّحَه " تَصْفيحاً . ومنه قولهم : رَجُلٌ مُصفِّحُ الرَّأْسِ أَي عَرِيضُها . صَفَحَ " القَوم " صَفْحاً كذا " وَرَقَ المُصْحفِ " إِذا " عَرَضَهَا " وفي نسخَة : عرَضهما وهي الصَّواب " واحِداً واحِداً . و " صَفَحَ " في الأَمرِ " إِذا " نَظر " فيه " كتَصفَّحَ " يقال : تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصفَحَه : نَظَرَ فيه . وقال اللّيث : وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم : نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ . وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها : نَظَرَها مُتعرِّفاً لها . وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنْظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم . وأَنشد ابن الأَعْرَابيّ :
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة ... فلمْ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِأَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ إِذا نَظَرْت في صَفَحَاته . وفي الأَساس : تَصفَّحَه : تأَمَّله ونَظَرَ في صَفَحَاتِه : والقَوْمَ : نَظَرَ في أَحوَالِهم وفي خِلالِهم هل يَرَى فُلاناً . وتَصَفَّحَ الأَمْرَ . قال الخَفَاجيّ في العِناية في أَثْناءِ القِتَال : التَّصْفُّحُ : التَّأَمُّلُ لا مُطْلَقُ النَّظَرِ كما في القاموس قال شيخُنا : قلت : إِن النّظر هو التأَمُّل كما صَرَّح به في قولهم : فيه نَظَرٌ ونَحْوه فلا مَنافاةَ . قلت : وبما أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَر الصَّوَابُ . صَفَحَت " النّاقَةُ " تَصْفَح " صُفُوحاً " بالضّمّ : " ذَهَب لَبنُها " وَوَلَّى وكذلك الشَّاةُ " فهي صافِحٌ " . قال ابن الأَعْرَابيّ : الصَّافِحُ : النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا . " والمُصافحةُ : الأَخْذُ باليَدِ كالتَّصَافُح " . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ : إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه في صُفْحِ كَفِّه وصَفْحَا كَفَّيْهمَا : وَجْهَاهُمَا . ومنه حديث : " المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ : " وهي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْه ؛ كذا في اللِّسَان والأَساس والتَّهْذِيب فلا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ . ملائكةُ " الصَّفيح " الأَعْلى : هو من أَسماءِ " السّماءِ " . وفي حديث عَلِيٍّ وعمّار : " الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه " . " ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ " : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ . " والمُصْفَحُ كمُكْرَم : العَرِيضُ " من كلّ شَيْءٍ " ويُشدَّد " وهو الأَكثر . المُصْفَح إِصفاحاً : " الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبينُه " فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه . المُصْفَحُ من السُّيوف : " المُمَالُ " والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُرِبَ به ويُمالُ إِذى أَرادوا أَن يُغْمِدُوه . قال ابن بُزُرْج : المُصْفَح : " المَقْلوبُ " . يقال : قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه : بمعنىً واحدٍ . المُصْفَح " من الأُنوف : المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ " المُسْتَوِيها بالجَبْهَة . المُصْفَح " من الرُّؤُوسِ : المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْه حتّى طالَ " وفي نسخة : فطالَ " ما بينَ جَبْهَتِه وقَفاه " . وقال أَبو زيدٍ : من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبينُه فخرَجَ وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَس : مِثْلُ المُصْفَح ولا يقال : رُؤَاسِيّ . المُصْفَحُ " من القُلوب " : المُمَالُ عن الحَقِّ . وفي الحديث : " قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ " أَي مُمالٌ عليه كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه أَي جانِبَه عليه . وقوله : " ما اجْتَمَعَ " مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قال : " القُلُوبُ أَربعةٌ : فقَلْبٌ أَغْلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلِك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان ؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر فذلك قَلْبُ المُؤْمِن ؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع " فيه الإِيمانُ والنِّفَاقُ " " - ونَصُّ الحديث بتقديم النِّفاقِ على الإِيمانِ - " فَمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العَذْبُ ومَثَلُ النِّفَاقِ فيه كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القيْحُ والدَّمُ وهو لأَيِّهما غَلَبَ " . قال ابن الأَثير : المُصْفَح : الّذي له وَجهانِ يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ وأَهْلَ الإِيمانِ بوجْهٍ . وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه . وهو مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ : " شَرُّ الرِّجَالِ ذو الوَجْهَيْنِ : الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهؤُلاءِ بوَجْهٍ " . وهو المنافِق . وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكُفَّارَ بوَجْهِ وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ ذا وَجْهَيْنِ . قال الأَزْهَرِيّ : وقال شَمرٌ فيما قرَأْتُ بخَطّه : القَلْبُ المُصْفَح زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فيه غِلٌّ الّذي ليس بخالِصِ الدِّينِ . قلْت : فإِذا تأَمّلْت ما تَلَوْنا عليك عَرَفتَ أَن قول شيخنا رحمه الله تعالى - : كيف يَجْتمعانِ ؟ وكيف يَكُون مِثْلُ هذا من كلام العرب والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر انتهى - نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نصوصالعُلمَاءِ في بابِه . المُصْفَحٌ : " السّادِسُ من سِهَامِ المَيْسِرِ " ويقال له : المُسْبِلُ أَيضاً . وقال أَبو عُبيد : من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى . المُصْفَح من الوُجوه : السَّهْلُ الحَسَنُ " عن اللِّحْيَانيّ . " والصَّفُوحُ : الكَرِيمُ " لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عليه . أَمّا الصَّفُوح مِن صفات الله تعالى فمعناه " العفُوُّ " عن ذُنوبِ العِبَاد مُعْرِضاً عن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّمَاً . الصَّفوحُ في نَعْتِ " المَرْأَة : المُعْرِضَةُ الصّادَّةُ الهاجِرَةُ " فأَحدُهما ضِدُّ الآخَرِ . قال كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عنه : مَاءِ في بابِه . المُصْفَحٌ : " السّادِسُ من سِهَامِ المَيْسِرِ " ويقال له : المُسْبِلُ أَيضاً . وقال أَبو عُبيد : من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى . المُصْفَح من الوُجوه : السَّهْلُ الحَسَنُ " عن اللِّحْيَانيّ . " والصَّفُوحُ : الكَرِيمُ " لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عليه . أَمّا الصَّفُوح مِن صفات الله تعالى فمعناه " العفُوُّ " عن ذُنوبِ العِبَاد مُعْرِضاً عن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّمَاً . الصَّفوحُ في نَعْتِ " المَرْأَة : المُعْرِضَةُ الصّادَّةُ الهاجِرَةُ " فأَحدُهما ضِدُّ الآخَرِ . قال كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عنه :
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً ... فمَنْ مَلَّ منها ذلك الوَصْلَ مَلَّت " كأَنَّهَا لا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها " . " والصّفَائِحَ : قَبَائِلُ الرَّأْسِ " واحِدُتها صَفِيحَةٌ . الصَّفَائِحُ : " ع . و " الصَّفَائحُ " من البابِ : أَلْواحُه . و " قولهم : اسْتَلُّوا الصَّفائحَ أَي " السُّيوف العَرِيضَة " واحدتُها صَفيحةٌ . وقولُهُم : كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمانِيَة . الصَّفائِح : " حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ " والوَاحِدُ كالوَاحِدِ . يقال : وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ " كالصُّفّاح كرُمّانِ " وهو العَريض . والصُّفّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ الواحدةُ صُفّاحَةٌ وفي اللسان : وكلُّ عريضٍ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ والجمع صُفّاح ؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ . ومنه قول : النّابِغة :
" ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهريّ : ويقال للحجَارةِ العَرِيضَةِ : صَفائِحُ واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفِيحٌ . قال لَبيد :
وصَفَائِحاً صُمّاً رَوَا ... سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا " وهو " - قال شيخُنا : هكذا بالتّذكير في سائِر النُّسخ والأَوْلَى : وهي - " الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا " فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأَخُذُ قَرَاها وهو مجازٌ أَنشد ابن الأَعرابيّ
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا ... عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة لصَلاَبتها . وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجهودٌ مُحْتَاجٌ . " ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ " . الصُّفّاح " : ع قُرْبَ ذَرْوَةَ " في ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ . " والمُصفَّحَة : كمعظَّمَة المُصَرّاة " . وفي التهذيب : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة : بمعنىً واحدٍ . المُصَفَّحَةُ : " السَّيْف ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ " . وقيل المُصَفَّحاتُ : السُّيوفُ العَريضةُ . وقال لَبيد يَصف سَحاباً :
كأَنّ مُصفَّحاتٍ في ذُرَاه ... وأَنْواحاً عليهنّ المآلِيقال الأَزهريّ : شَبَّهَ البَرْقَ في ظُلْمةِ السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاضٍ . وقال ابن سيده : المُصفَّحَاتُ : السُّيوفُ لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها . ويُروَى بكسر الفاءِ كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمَعَ منه البَرْقُ فانْفَرجَ ثمّ الْتَقَى بعْدَ خُبُوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهنّ . قلت : هكذا عبارة الصّحاحِ وصَوَابه : الغَيْم بدل : الغَيْث . ويُعلَم من هذا أَن المصفِّحات - على رواية الكسر - من المجاز فتأَمّلْ . " والتَّصْفيحُ " مثلُ " التَّصْفيق " . وفي الحديث : " التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ " . ويُرْوَى أَيضاً بالقاف . يقال : صَفَّحَ بيديه وصَفَّقَ . قال ابنُ الأَثير : هو من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ على صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى يعني إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهُه المأُمومُ إِن كان رَجلاً قال : سُبْحَانَ الله وإِن كانت امرأَةً ضَربَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى عِوَضَ الكلامِ . وروى بَيْت لبيد :
" كأَنّ مُصفِّحاتٍ في ذُراهُ جَعَلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ في مأْتَمٍ شبَّهَ صَوتَ الرَّعدِ بتصفِيقِهنّ . ومَن رواه : مصفَّحاتٍ أَراد بها السُّيوفَ العَرِيضةَ شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها . قال ابن الأَعرابيّ " في جَبْهتِه صَفَحٌ محرّكَةً أَي عُرْضٌ " بسكون الراءِ " فاحِشٌ " . وفي حديث ابن الحَنَفيّة أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ أَي عَرِيضه . " ومنه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ " على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام . قال شيخنا : الأَصفح مُؤَذِّن المدينة يَرْوِي عن أَبي هُرَيْرَةَ وعنه ابنُه إِبراهيمُ ؛ قاله ابن حِبَّانَ . فالصَّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ . " والصِّفَاحُ : كِكتَا ويُكْرَه في الخَيْلِ : شَبِيهٌ بالمَسْحَة في عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِد بها اتِّساعُه . و " الصِّفَاحُ : " جِبَالٌ تُتاخِمُ " أَي تُقابِل " نَعْمَانَ " بفتح النون : جَبَل بين مَكَّةَ والطَّائفِ . وفي الحديث ذِكْرُه وهو موضعٌ بين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ . " وأَصْفَحَه : قَلَبَه " فهو مُصْفَحٌ وقد تقدّم . " والمُصَافِحُ : مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ " . ومما يستدرك عليه : لَقِيَه صِفَاحاً أَي استقبَلَه بصَفحِ وَجْهِه عن اللِّحْيَانيّ . وفي الحديث : " غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه ولا صافِحٍ بخَدِّه " أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحدِ الشِّقَّيْن وصَفيحَةُ الوَجْهِ : بَشَرَةُ جِلْدِه . والصَّفْحَانِ من الكَتِف : ما انْحَدَرَ عن العَيْن من جانِبَيْهِمَا والجمْع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرَّجُل : عُرْضُ صَدْرِه . والصفاح . واسْتَصْفَحه ذَنْبَه : اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ له عنه . ومن المجازِ : أَبْدَى له صَفْحَتَه : كاشَفَه