ضرير - ج ، أضراء وأضرار ، - مؤ ، ضريرة ج ، ضرائر 1 - ضرير : أعمى . 2 - ضرير : مريض ضعيف . 3 - ضرير : مضرور . 4 - ضرير : غيرة . 5 - ضرير : حرف الوادي . 6 - ضرير : نفس . 7 - ضرير : صبر . 8 - ضرير من الناس والدواب الصبور .
المعجم: الرائد
ضرر
" في أَسماء الله تعالى : النَّافِعُ الضَّارُّ ، وهو الذي ينفع من يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها : خيرِها وشرّها ونفعها وضرّها . الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان : ضد النفع . والضَّرُّ المصدر ، والضُّرّ الاسم ، وقيل : هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد ، فإِذا جمعت بين الضَّرّ والنفع فتحت الضاد ، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً ، كقولك : ضَرَرْتُ ضَرّاً ؛ هكذا تستعمله العرب . أَبو الدُّقَيْش : الضَّرّ ضد النفع ، والضُّر ، بالضم ، الهزالُ وسوء الحال . وقوله عز وجل : وإِذا مسّ الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه ؛ وقال : كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مسَّه ؛ فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ ، وما كان ضدّاً للنفع فهو ضَرّ ؛ وقوله : لا يَضُرّكم كيدُهم ؛ من الضَّرَر ، وهو ضد النفع . والمَضَرّة : خلاف المَنْفعة . وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى ؛ والاسم الضَّرَر . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام ؛ قال : ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر : فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه ، وهو ضد النفع ، وقوله : ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد منهما صاحبه ، فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد ، ومعنى قوله : ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه ، كقوله عز وجل : ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه ولِيٌّ حَمِيمٌ ؛ قال ابن الأَثير : قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه فَيَنْقُصه شيئاً من حقه ، والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ ، أَي لا يجازيه على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه ؛ والضَّرَر فعل الواحد ، والضِّرَارُ فعل الاثنين ، والضَّرَر ابتداء الفعل ، والضِّرَار الجزاء عليه ؛ وقيل : الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به ، والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن تنتفع ، وقيل : هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد . وقوله تعالى : غير مُضَارّ ؛ مَنع من الضِّرَار في الوصية ؛ وروي عن أَبي هريرة : من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو نار ؛ والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث ؛ ومنه الحديث : إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران في الوصية فتجبُ لهما النار ؛ المُضارَّةُ في الوصية : أَن لا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة . الأَزهري : وقوله عز وجل : ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد ، له وجهان : أَحدهما لا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول ، والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق ، ويستوي اللفظان في الإِدغام ؛ وكذلك قوله : لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها ؛ يجوز أَن يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل ، وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى ، ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه . والضَّرَّاءُ : السَّنَة . والضَّارُوراءُ : القحط والشدة . والضَّرُّ : سوء الحال ، وجمعه أَضُرٌّ ؛ قال عديّ بن زيد العبّادي : وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْـ شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة ؛ الأَخيرة مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي ؛ وقوله أَنشده ثعلب : مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها ، على الضَّرّ ، رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز ؛ يقول : كرمُه وجوده يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم ؟ والضَّرَّاءُ : نقيض السَّرَّاء . وفي الحديث : ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا ، وابتلينا بالسَّرَّاء فلم نَصْبِرْ ؛ قال ابن الأَثير : الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ ، وهي نقيض السَّرَّاء ، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما ، يريد أَنا اخْتُبِرْنا بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه ، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر . وقوله تعالى : وأَخذناهم بالبأْساءِ والضَّرَّاءِ ؛ قيل : الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس ، وكذلك الضَّرَّة والضَّرَارَة ، والضَّرَرُ : النقصان يدخل في الشيء ، يقال : دخل عليه ضَرَرٌ في ماله . وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى : ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع فقال : الضَّرَّةُ شدة الحال ، فَعْلَة من الضَّرّ ، قال : والضُّرّ أَيضاً هو حال الضَّرِيرِ ، وهو الزَّمِنُ . والضَّرَّاءُ : الزَّمانة . ابن الأَعرابي : الضَّرَّة الأَذاة ، وقوله عز وجل : غير أُولي الضَّرَر ؛ أَي غير أُولي الزَّمانة . وقال ابن عرفة : أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن الجهاد ، وهي الضَّرَارَة أَيضاً ، يقال ذلك في البصر وغيره ، يقول : لا يَسْتَوي القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين ؛ الجوهري : والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة ، وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير ، قال الفراء : لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى النِّعْمة على أَنْعُم لجاز . ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة : ذاهب البصر ، والجمع أَضِرَّاءُ . يقال : رجل ضَرِيرُ البصرِ ؛ وإِذا أَضَرَّ به المرضُ يقال : رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة . وفي حديث البراء : فجاء ابن أُمّ مكتوم يشكو ضَرَارَتَه ؛ الضَّرَارَة ههنا العَمَى ، والرجل ضَرِيرٌ ، وهي من الضَّرّ سوء الحال . والضَّرِيرُ : المريض المهزول ، والجمع كالجمع ، والأُنثى ضَرِيرَة . وكل شيء خالطه ضُرٌّ ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ . والضَّرائِرُ : المَحاويج . والاضطِرَارُ : الاحتياج إِلى الشيء ، وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ ، والاسم الضَّرَّة ؛ قال دريد بن الصمة : وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ، وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَي تَلأْلُؤَ عَضْب ، ويروى : ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ . والضَّرُورةُ : كالضَّرَّةِ . والضِّرارُ : المُضَارَّةُ ؛ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ . ورجل ذو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ ، وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه ؛ قال الشاعر : أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى عليه ، وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ الليث : الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ ، تقول : حَمَلَتْني الضّرُورَةُ على كذا وكذا . وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا ، بِناؤُه افْتَعَلَ ، فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ . وقوله عز وجل : فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ ؛ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع ، وأَصله من الضّرَرِ ، وهو الضِّيقُ . وقال ابن بزرج : هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود . وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنَّه نهى عن بيع المُضْطَرّ ؛ قال ابن الأَثير : هذا يكون من وجهين : أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه ، قال : وهذا بيعٌ فاسدٌ لا يَنْعَقِدُ ، والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ ، وهذا سبيلُه في حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ ، ولكن يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها ، فإِنْ عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ أَهلِ العلْم له ، ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ . والمُضْطَرُّ : مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ ؛ ومنه حديث ابن عمر : لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً ؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ على المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج . وفي حديث سَمُرَةَ : يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق ؛ الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ ، أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً ، وليس له اين يَجْمعَ بينهما . والضَّرَرُ : الضِّيقُ . ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ . ومكانٌ ضَرَرٌ : ضَيِّقٌ ؛ ومنه قول ابن مُقْبِل : ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر وقول الأَخطل : لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ أَضاةٌ ، ماؤها ضَرَرٌ يَمُو ؟
قال ابن الأَعرابي : ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ ، وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به ، وإِن اتَّسَعَتْ . والمُضِرُّ : الدَّاني من الشيْءِ ؛ قال الأَخْطل : ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً ، حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار وفي حديث معاذ : أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ ؛ قوله : أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه . وأَضَرَّ بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ : دنَا منه ولم يُخالِطْه ؛ قال عبدالله بن عَنْمة (* قوله : « ابن عنمة » ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك ). الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ : لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ ؟ (* قوله : « غداة » في ياقوت بحيث ). يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو أَبا الصَّهْبا ، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ الحَسَنُ : اسمُ رَمْلٍ ؛ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ ، أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من السَّبِيلِ . وأَبو الصهباء : كُنْيَةُ بسْطام . وأَضَرَّ السيْلُ من الحائط : دَنَا منه . وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ . وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ : دَنَا ، وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً ، فقد أَضَرَّ . وفي الحديث : لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له ؛ هذه الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ والتَّرْغِيبُ . والضَّرِيرُ : حَرْفُ الوادِي . يقال : نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ ، وقال غيرُه : بإِحْدَى ضَفَّتَيْه . والضَّرِيرانِ : جانِبا الوادِي ؛ قال أَوس بن حَجَر : وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ، يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ . وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشرِّ ومُقَاساةٍ له . والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ : الصبُورُ على كلّ شيء ؛ قال : باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ ، شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ وقال : أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ ، ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها الأَصمعي : إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عليه ومُقَاساةٍ ؛ وأَنشد : وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ ؛ قال الأَصمعي في قول الشاعر : بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرافِها ، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُه ؟
قال : ضريرُها شدَّتُها ؛ حكاه الباهِليُّ عنه ؛ وقول مليح الهذلي : وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ ، حين يَنوبني ، بُعَيدَ الكَرَى منه ، ضَرِيرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِيد . وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه ؛ قال أَبو خراش : والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها ، لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ . وعُرْوةُ : أَخُو أَبي خِراشٍ ، وكان لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه : إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ من سادةِ القَومِ ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الفراء : سمعت أَبَا ثَروانَ يقول : ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما يَزِيدُكَ ؛ قال : وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ صَبْراً ، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ . ابن الأَعرابي : ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً ، واحِدٌ . وقال ابن السكيت في أَبواب النفي : يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية ، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لا يَزِيدُك . والضَّرِيرُ : اسمٌ للْمُضَارَّةِ ، وأَكْثُر ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ . يقال : ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها . وإِنه لذُو ضَرِيرٍ على امرأَته أَي غَيْرة ؛ قال الراجز يصف حماراً : حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه وضارّه مُضارَّةً وضِراراً : خالَفَه ؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة : وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ ، متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا وروُي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه قيل له : أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال : أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ ؟
قالوا : لا ، قال : فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى ؛ قال أَبو منصور : رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ ، أَي لا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً ، وروي تُضارُونَ ، بالتخفيف ، من الضَّيْرِ . ومعناهما واحدٌ ؛ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً ، والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه . والضرَرُ : الضِّيقُ ، وقيل : لا تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه . يقال : ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته ، قال الجوهري : وبعضُهم يقول لا تَضارّون ، بفتح التاء ، أَي لا تَضامُّون ، ويروى لا تَضامُّون في رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له : أَرِنِيهِ ، كما يَفْعَلُون عند ، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ ، ولكن يَنْفَردُ كلٌّ منهم برُؤْيته ؛ ويروى : لا تُضامُون ، بالتخفيف ، ومعناه لا يَنالُكْم ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم بعضُكم بعْضاً . قال الأَزهري : ومعاني هذه الأَلفاظِ ، وإِن اخْتلفت ، مُتَقارِبةٌ ، وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً ، وهو من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وغُرَرِها ولا يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى ؛ وقال أَبو بكر : مَنْ رواه : هل تَضارُّون في رؤيته ، مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون ، وهو تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ ، قال : وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته ضُرٌّ ، وتُضارُون ، بالتخفيف ، من الضَّيْرِ ، وهو الضُّرُّ ، وتُضامُون لا يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ ؛ وقال ابنُ الأَثير : رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف والتَّشْديد ، فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره ، يقال : ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه ، وقيل : أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند النَّظرِ إِليه ، وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ ، والمَعْنَى فيه كالأَوّل ، قال ابن سيده : وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ ، أَي لا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون . وضَرَّةُ المَرْأَةِ : امرأَةُ زَوْجِها . والضَّرَّتان : امرأَتا الرجُلِ ، كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها ، وهو من ذلك ، وهُنَّ الضرائِرُ ، نادِرٌ ؛ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً : لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ ، تَفاحَشَ غارُها وهي الضِّرُّ . وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ ، ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ . وحَكى كُراعٌ : تَزوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّكُنَّ لَها ، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لا واحدَ له . والإِضْرارُ : التزْويجُ على ضَرَّةٍ ؛ وفي الصحاح : أَنْ يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ ؛ ومنه قيل : رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ . والضِّرُّ ، بالكَسْرِ : تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ . يقال : نكَحْتُ فُلانة على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها . وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ : تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ ، بالكسر والضمِّ . وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً : لها ضرائر ، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ ، ويقال : امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كان لها ضَرَّةٌ ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ ، وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ . والضَّرَّتانِ : امرأَتانِ للرجل ، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها ، وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها ضَرَّة ، وقيل : جارةٌ ؛ كذلك جاء في الحديث . الأَصمعي : الإِضْرارُ التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ ؛ يقال منه : رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ ، بغير هاء . ابن بُزُرج : تزوج فلانٌ امرأَةً ، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ . ويقال : هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ . وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ : عند اعْتِكارِ الضرائرِ ؛ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا يَتَّفِقْنِ ، واحِدتُها ضَرَّةٌ . والضَّرَّتانِ : الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها ، وهُما الشَّحْمتان ، وفي المحكم : اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها . وضَرَّةُ الإِبْهام : لَحْمَةٌ تحتَها ، وقيل : أَصْلُها ، وقيل : هي باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ . والضَّرَّةُ : ما وَقَع عليه الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ . وضَرَّةُ الضَّرْعِ : لَحْمُها ، والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث . يقال : ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى من اللَّبَنِ . والضَّرَّةُ : أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن أَو لا يكادُ يَخْلُو منه ، وقيل : هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ ، ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قيل له : خَيْفٌ ، وقيل : الضَّرَّةُ الخِلْفُ ؛ قال طرفة يصف نعجة : من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها ، وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ : له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد ؛ الضَّرَّةُ : أَصْلُ الضرْعِ . والضرَّةُ : أَصْلُ الثَّدْيِ ، والجمعُ من ذلك كُلِّه ضرائرُ ، وهو جَمْعٌ نادِرٌ ؛ أَنشد ثعلب : وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ . والضرَّةُ : المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه ، وعليه ضَرَّتانِ من ضأْنٍ ومعَزٍ . والضرَّةُ : القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ ، وقيل : هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ . ورجلٌ مُضِرٌّ : له ضَرَّةٌ من مالٍ . الجوهري : المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال ؛ قال الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان : تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه ، أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ ؟ بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون بأَنَّكَ ، للضَّيْفِ ، جُوعٌ وقُرْ وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار ، فلا أَنَتَ حُلْوٌ ، ولا أَنت مُرْ والمَسِيخ : الذي لا طَعْمَ له . والضَّرّة : المالُ الكثيرُ . والضَّرّتانِ : حَجَر الرّحى ، وفي المحكم : الرحَيانِ . والضَّرِير : النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ ؛ قال العجاج : حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ ويقال : ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ ، وقيل : الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ : مُضِرَّةٌ بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها ؛ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ الهذلي : تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير ، وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا وأَضَرَّ يَعْدُو : أَسْرَعَ ، وقيل : أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ ؛ هذه حكاية أَبي عبيد ؛ قال الطوسي : وقد غَلِظَ ، إِنما هو أَصَرَّ . والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ : التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ ؛ عن ابن الأَعرابي : وأَنشد : إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ ، أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ وضُرٌّ : ماءٌ معروف ؛ قال أَبو خراش : نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ ، كدَابِغةٍ ، وقد نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرارٌ : اسمُ رجلٍ . ويقال : أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ ، بالزاي . وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ . وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة له ؛ قال جرير : طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى ، نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ ، زادَها بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ ، والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على امرأَة تقدّم ذكرُها ، أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون ، أَراد طرقت أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ ، والسَّواهِمُ : المَهْزُولةُ ، وقوله : نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ . والزُّورُ : جمع زَوْراءَ . والتَّنائِفُ : جمع تَنُوفَةٍ ، وهي الأَرْضُ القَفْرُ ، وهي التي لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً . "
المعجم: لسان العرب
ضرا
" ضَرِيَ به ضَراً وضَراوَةً : لهِجَ ، وقد ضَرِيتُ بهذا الأَمر أَضْرى ضَراوَةً . وفي الحديث : إن للإسلام ضَراوَةً أَي عادةً ولَهجاً به لا يُصْبَرُ عنه . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : إياكُمْ وهذه المَجازِرَ فإن لها ضَراوةً كضَراوَةِ الخمرِ . وقد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ . وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ : يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه ، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ . وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إذا اشْتَدَّ . قال أَبو منصور : الضاري من الآنِيَةِ الذي ضُرَّي بالخمر ، فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صار مُسْكِراً ، وأَوصلُه من الضَّراوَةِ وهي الدُّرْبَةُ والعادةُ . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : أَنه نهى عن الشُّرْبِ في الإناء الضَّاري ؛ هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعُوِّدَ بها ، فإذا جُعِلَ فيه العَصيرُ صار مُسْكراً ، وقيل فيه معنىً غير ذلك . أَبو زيد : لذِمْتُ به لَذَماً وضَرِيتُ به ضَرىً ودَرِبْتُ به دَرَباً ، والضَّراوَةُ : العادة . يقال : ضَرِيَ الشيءُ بالشيء إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه . وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه . والإناءُ الضَّاري بالشَّراب والبيتُ الضَّاري باللَّحْم من كثرة الاعْتيادِ حتى يَبْقى فيه ريحُه . وفي حديث عمر : إن للَّحْم ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمرِ ، أَي أَن له عادةً يَنزِعُ إليها كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن له عادةً طَلاَّبَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها ، ذلك أَن من اعتاد الخمرَ وشُرْبَها أََسْرَفَ في النَّفَقة حِرْصاً عليها ، وكذلك من اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لم يَكَدْ يصبر عنه فدخل في باب المُسْرفِ في نفَقَته ، وقد نَهى الله عز وجل عن الإسْراف . وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ ، وقد ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً ؛ الأَخيرةِ عن أَبي زيد ، إذا اعْتادَ الصَّيْدَ . والضِّرْوُ : الكلبُ الضاري ، والجمع ضِراءٌ وأَضْرٍ مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ ؛ قال ابن أَحمر : حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْري ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْْحشَ والعََزَبَا أَراد : باتَ وحْشاً وعَزباً ؛ وقال ذو الرمة : مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ له إلاَّ الضَّراءَ ، وإلاَّ صَيْدَها ، نَشَبُ وفي الحديث : مَنِ اقْتَنى كلْباً إلا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضارٍ أَي كلباً مُعَوَّداً بالصيْد . يقال : ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ به ، ويُجْمع على ضَوارٍ . والمَواشي الضَّارية : المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ . ويقال : كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ ، وفي الحديث : إن قيساً ضِراءُ اللهِ ؛ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ ، وهو من السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس ؛ المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها . والضِّرْوُ ، بالكَسْر : الضَّاري من أَوْلادِ الكِلابِ ، والأُنثى ضِرْوَةٌ . وقد ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَراوَةً أَي تَعَوَّد ، وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده ، وأَضْراهُ به أَي أَغراهُ ، وكذلك التَّضْرِية ؛ قال زهير : متى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً ، وتَضْرى ، إذا ضَرَّيْتُموها ، فتَضْرَم والضِّرْوُ من الجُذامِ : اللَّطْخُ منه . وفي الحديث : أَن أَبا بكر ، رضي الله عنه ، أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ أَي لطْخٌ ، وهو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ به ؛ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن ؛ قال ابن الأَثير : روي بالكسر والفتح ، فالكسرُ يريد أنَه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفارِقُه ، والفتحُ من ضرا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي به قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ . والضِّرْوُ والضَّرْوُ : شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ ؛ قال النابغة الجعْدي : تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ ، أَوْ هَيْلانَ ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ
وأَنشد : هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي له بَرِيقٌ ؛ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ . قال أَبو حنيفة : وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ ، وقيل : الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه . ابن الأَعرابي : الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ ؛ قال جارِية بن بدر : وكأَن ماءَ الضَّرْوِ في أَنْيابِها ، والزَّنْجَبيلَ على سُلافٍ سَلْسَل ؟
قال أَبو حنيفة : الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ ، وهي مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ ، له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه حتى يَنْضَجَ ، فإذا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إلى النارِ فيعقد ويصير كالقُبَّيطى ، يُتداوى به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ . الجوهري : الضِّرْوُ ، بالكسر ، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ من اليَمَن . واضْرَوْرى الرجلُ (* قوله « واضرورى الرجل إلخ »، قال الصاغاني في التكملة : هو تصحيف ، والصواب إظرورى بالظاء المعجمة . وقد ذكرناه في موضعه على الصحة ، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً ). اضْرِيراءً : انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَمَ . والضَّراءُ : أَرضٌ مستويةٌ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشجر . والضَّراء : البَرازُ والفَضاءُ ، ويقال : أَرضٌ مُسْتَويةٌ فيها شجر فإذا كانت في هَبْطةٍ فهي غَيْضَةٌ . ابن شميل : الضَّراءُ المُسْتَوي من الأَرضِ ، يقال : لأَمْشِيَنَّ لك الضَّراءَ ، قال : ولا يقال أَرضٌضَراءٌ ولا مكانٌ ضَرَاءٌ . قال : ونَزَلنا بضَراءٍ من الأَرض من الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية . وفي حديث مَعْدِ يكرِبَ : مَشَوْا في الضَّراءِ ؛ والضَّراءُ ، بالفتح والمدِّ : الشجرُ المُلْتَفُّ في الوَادي . يقال : تَوارَى الصَّيْدُ منه في ضَرَاءِ . وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إذا مَشَى مُسْتَخْفِياً فيما يُوارِي من الشَّجَر . واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يعلمَ . والضَّراءُ : ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ وغيرِهِ ، وهو أَيضاً المشيُ فيما يُوارِيكَ عمن تَكِيدُه وتَخْتِلُه . يقال : فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ ؛ قال بشْرُ بن أَبي خازم . عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ ، لا يَمْشِي الضُّرَاءَ رَقِيبُها
ويقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ به : هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ؛ ويقال : لا أَمْشِي له الضَّراءَ ولا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ ولا أُخاتِلُه . والضَّراءُ : الاسْتِخْفاءُ . ويقال : ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ ، وما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر . وهو يَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان يَخْتِلُه . ابن شميل : ما وَارَاك من شيء وادَّارَأْتَ به فهو خَمَر ، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر والجبل خَمَر والشجرُ خَمَرٌ ، وما واراك فهو خَمَر . أَبو زيد : مكانٌ خَمِرٌ إذا كان يُغَطِّي كلِّ شيء ويُوارِيه . وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ ، هو ، بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ : الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ به المَكْرَ والخَدِيعَةَ . والعِرْقُ الضَّارِي : السَّائلُ ؛ قال الأَخطل يصف خمراً بُزِلَت : لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم ، سارتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ : هي حَدِيدةٌ تُغْرَزُ في زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتري ليكون أُنْموذَجاً للشَّراب ويشتريه حينئذ ، ويُستَعْمل في الحَضَر في أَسْقِيَةِ الماء وأَوْعِيَتِه ، يُعالَج بشيءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِيرَ خَرَج الماءُ ، فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل ؛ وقال حميد : نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها ، كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ . وقال بعضهم : الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا يَضْرُو ، وقيل : الضاري العِرْقُ الذي اعْتادَ الفَصْدَ ، فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه ، قال : وكلاهما صحيحٌ جيّد ، وقد ضَرَا العِرْقُ . والضَّرِيُّ : كالضَّارِي ؛ قال العجاج : لها ، إذا ما هَدَرَتْ ، أَتِيُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِيُّ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ : لا يكادُ ينقطع دَمُه . الأَصمعي : ضَرَا العِرْقُ يَضْرُِو ضَرْواً ، فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ . قال ابن الأَعرابي : ضَرَى يَضْرِي إذا سال وجَرَى ، قال : ونَهَى عليٌّ ، رضي الله عنه ، عن الشُّرْبِ في الإناء الضارِي ، قال : معناه السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلى شارِبهِ . ابن السكيت : الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ ، وكانت منازِلَ الملُوك من بني آكِلِ المُرارِ ، وفيها اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ . وفي حديث عثمان : كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ ، وضَرِيَّةُ : امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بها ، وهو بأَرْضِ نَجْدٍ . قال أَبو عبيدة : وضَرِيَّة بِئرٌ ؛ وقال الشاعر : فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَة . وضَرِيَّةُ : موضع ؛ قال نُصَيْب : أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ ، سُقِيتِ الغَوادِي من عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ : قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ على طَرِيق البَصرة إلى مَكَّة ، وهي إلى مَكَّة أَقْرَب . "