" عَبِثَ " به " كفَرِحَ " عَبَثاً " : لَعِبَ " فهو عابِثٌ لاعِبٌ بما لا يَعْنِيه وليسَ من بَاله . والعَبَثُ : أَن تَعْبَثَ بالشَّيْءِ وقيل : العَبَثُ : ما لا فائِدَةَ فيه يُعْتَدُّ بها أَو ما لا يُقْصَدُ به فائدة وفي الحديث : " أَنَّه عَبثَ في مَنامِهِ " أَي حَرَّك يَدَيْهِ كالدَّافِعِ أَو الآخِذِ . عَبَثَ " كَضَرَبَ " يَعْبِثُ عَبْثاً " : خَلَطَ " . عَبَثَ يَعْبِثُ عَبْثاً " : اتَّخَذَ العَبِيثَةَ وهي أَقِطٌ مُعَالَجٌ " . قال أَبُو صَاعِدٍ الكِلاَبِيّ : الأَقِط يُفْرَغُ رَطْبُه حينَ يُطْبَخُ على جَافِّهِ فيُخْلَطُ بِه يقال : عَبَثَتِ المَرْأَةُ " أَقِطَهَا " إِذا فَرَّغَتْهُ على المُشَرِّ " اليَابِسِ " ليَحْمِلَ يابِسُه رَطْبَه يقال : ابْكُلِي واعْبِثِي قال رُؤْبَة :
" وطَاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ
العَبِيثَةُ " طَعامٌ يُطْبَخُ وفيه جَرَادٌ " . وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً : جَفَّفَه في الشَّمْسِ وقيل : عَبَثَه : خَلَطَه بالسَّمْنِ وهي العَبِيثَةُ والعَبِيثُ . والعَبِيثَةُ أَيضاً : الأَقِطُ يُدَقُّ مع التَّمْرِ فتُؤْكَل وتُشْرَبُ . ويقال : جاءَ بِعَبِيثَةٍ في وِعَائِهِ وهي البُرُّ والشَّعِيرُ يُخْلَطانِ مَعاً . " وعَبِيثَةُ النّاسِ : أَخْلاَطُهُم " ليسوا من أَبٍ واحِدٍ قال :
" عَبِيثَةٌ من جُشَمٍ وجَرْمِ كل ذلك مُشْتَقٌّ من العَبْثِ وتقول : إِنّ فُلاناً لَفِي عَبِيثَةٍ من النّاسِ ولَوِيثَةٍ من النّاسِ وهُمُ الّذِين لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ تَهَبَّشُوا من أَماكِنَ شَتَّى . " والعِبِّيثُ كسِكِّينٍ " : الرَّجُلُ " الكَثِيرُ العَبَثِ " . العَبِيثُ " : كلَطِيفٍ " : المَصْلُ في لغة وهو " رَيْحَانٌ " وفي التّكْملة : ضَرْبٌ من الرَّياحِين . " والعَوْبَثُ " كجَوْهَرٍ " : شِعْبٌ " وفي اللسان : موضِعٌ قال رؤبة :
أَسْرَى وقَتْلَى في غُثَاءِ المُغْتَثِى ... بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ " وعَوْبَثانُ بن زَاهِرِ بنِ مُرادِ " بنِ مُذْحِجٍ " : جَد بَدَّاءَ بنِ عامِرٍ " ذَكَرَه ابنُ حَبِيب . وعَوْبَثانُ بنُ مُرَادٍ : أَخو زَاهِرِ بنِ مُرادٍ هذا . " وهو عَبِيثَةٌ " أَي " مُؤْتَشَبٌ في نَسَبِه خَلْطٌ " كذا عن أَبي عُبَيْدَةَ وهو مَجاز
ومما يستدرك عليه : العَبْثَةُ بالتسكين : المَرَّةُ الواحِدَةُ . وَعَبَثْتُ الأَقِطَ ومِثْتُه ودُفْتُه وغَبَثْتُه بالغين لغة فيه . والعَبِيثَةُ : الغَنَمُ المُخْتَلِطَةُ يقال : مَرَرْنا على غَنَمِ بنِي فُلانٍ عَبِيثَةً واحِدَةً أَي اخْتَلَطَ بعضُهَا ببعضٍ وقال غيره : وظَلَّتِ الغَنَمُ عَبِيثَةً وَاحِدَةً وَبَكِيلَةً واحِدَةً وهو أَنَّ الغَنَمَ إِذا لَقِيَتْ غَنَمَاً أُخرَى دَخَلَتْ فيها واخْتَلَطَ بعضُها ببعْضٍ وهو مَثَلٌ وأَصْلُه من الأَقِطِ والسَّوِيقِ يُبْكَلُ بالسَّمْنِ فيُؤْكَلُ . وأَما قول السَّعْدِيّ :
" إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانِيُّ ساءَناتَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فيُقَال : إِنّ العَوْبَثَانِيّ دَقِيقٌ وسَمْنٌ وتَمْرٌ يُخْلَطُ باللَّبَنِ الحَلِيبِ . قال ابنُ بَرُىُّ : هذا البَيْتُ لناشِرَةَ بنِ مالِكٍ يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ وكان المًخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ . والخَصِيفُ : اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُصَبّ عليه الرّائِبُ وسيذكر في خ ص ف إِن شاءَ الله تعالى