قال : غَدَتْ عَذَّالتايَ فَقُلْتُ : مَهْلاً أَفي وَجْدٍ بسَلْمى تَعْذِلاني ؟ ورجُلٌ عُذَلةٌ : يَعْذِلُ الناس كثيراً مثل ضُحَكة وهُزَأَة . وفي المثل : أَنا عُذَله ، وأَخي خُذَله ، وكلانا ليس بابْنِ أَمَه ؛ قال أَبو الحسن : إِنما ذَكَرْتُ هذا للمَثَل وإِلاَّ فلا وجه له لأَن فُعَلة مُطَّرد في كل فِعْلٍ ثُلاثي ، يقول : أَنا أَعْذِل أَخي وهو يَخْذُلني . وأَيامٌ مُعْتَذِلاتٌ (* قوله « وأيام معتذلات » ويقال لها أيضاً عذب بوزن كتب كما في التهذيب ) شديدة الحَرِّ كأَنَّ بعضَها يَعْذِلُ بعضاً فيقول اليومُ منها لصاحبه . أَنا أَشَدُّ حَرًّا منك ولِمَ لا يكون حَرُّك كَحرِّي ؟، قال ابن بري : ومُعْتذِلاتُ سُهَيْلٍ أَيامٌ شديداتُ الحَرِّ تجيء قبل طلوعه أَو بعده ؛
ويقال : مُعْتَدِلاتٌ ، بدال غير معجمة ، أَي أَنَّهُنَّ قد اسْتَوَيْن في شدة الحَرِّ ، ومن رواه بالذال أَي أَنهن يَتَعاذَلْن ويأْمر بعضُهن بعضاً إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ ، وإِما بالكَفِّ عنه . والعاذِلُ : اسم العِرْق الذي يَسِيلُ منه دَمُ المستحاضة . وفي بعض الحديث : تلك عاذِلٌ تَغْذُو ، يعني تَسيلُ ، ورُبما سُمِّي ذلك العِرْق عاذِراً ، بالراء ، وقد تقدم وأُنِّث على معنى العِرْقَةِ ، وجمع العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مثل شارِف وشُرُف . وفي حديث ابن عباس : أَنه سُئل عن دم الاستحاضة فقال : ذلك العاذِلُ يَغْذو ، لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ ولْتُصَلِّ . وقد حَمَل سيبويه قولهم : اسْتأْصَلَ اللهُ عِرْقاتِهم ، على تَوَهُّم عِرْقة في الواحد . وقولهم في المثل : سَبَق السَّيْفُ العَذَلَ ، يضرب لما قد فات ، وأَصل ذلك أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلاً فَقَتَله ، فأُخْبر بعُذْره فقال : سَبَق السَّيْفُ العَذَل . قال ابن السكيت : سمعت الكلابي يقول رَمى فلان فأَخْطأَ ثم اعْتَذَلَ أَي رَمَى ثانيةً . ورجُلٌ مُعَذَّلٌ أَي يُعَذَّل لإِفراطه في الجُود ، شُدِّد للكثرة . وعاذِلٌ : شَعْبان ، وقيل : عاذِلٌ شَوَّالٌ ، وجمعه عَواذِل . قال المُفَضَّل الضَّبِّي : كانت العرب تقول في الجاهلية لشعبان عاذِلٌ ، ولرمضان ناتِق ، ولشَوَّال وَعْلٌ ، ولذي القَعْدة وَرْنَة ، ولذي الحِجَّة بُرَك ، ولمُحَرَّم مُؤْتَمِر ، ولصَفَر ناجِرٌ ، ولربيعٍ الأَوّلِ خَوّان ، ولرَبيعٍ الآخِر وَبْصانُ ، ولجُمادَى الأُولى رُنَّى ، ولجُمادَى الآخرة حَنِين ، ولرَجَب الأَصَمُّ . "