المعجم: عربي عامة
المعجم: عربي عامة
المعجم: عربي عامة
المعجم: عربي عامة
المعجم: عربي عامة
المعجم: مالية
المعجم: لسان العرب
" ومن دونِهم أرضُ الأعِقّة والرّملُ ع ل ق
العَلَق مُحرَّكة : الدّمُ عامّة ما كان أو هوَ الشّديدُ الحُمْرةِ أو الغَليظُ أو الجامِدُ قبلَ أن ييْبَس قال الله تعالَى : ( خلَقَ الإنسانَ من علَق ) وفي حديث سَريّةِ بَني سُلَيْم : فإذا الطّيْرُ ترْميهم بالعَلَق أي : بقِطَع الدّمِ . وقال رؤْبَة :
" تَرى بها من كلِّ مِرْشاشِ الوَرَقْ
" كثامِر الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ القِطعَة منه العَلَقة بِهاءٍ . وفي التّنزيل : ( ثم خلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقةً ) وفي حَديث ابنِ أبي أوْفَى : أنه بَزَق علَقَةً ثم مضى في صَلاتِه أي قِطْعَة دم مُنْعَقِد . والعَلَقُ : كُلُّ ما عُلِّقَ . وأيضاً : الطّينُ الذي يعْلَق باليَد . وأيضاً : الخُصومَة والمَحَبّة اللازِمَتان وقد علِقَ به علَقاً : إذا خاصَمَه وعَلِق به علَقاً : إذا هوِيه وسيأتي . وذو علَق : اسم جبَلٍ عن أبي عُبَيدة كما في الصِّحاح . قال غيرُه : لبَني أسَد ويُقال : هو وَرَاءَ عرَفة وقيل : جبَل نجْدِيّ لهُم فيه يوْم م مَعْروف على بَني رَبيعَة بنِ مالِك . وأنشد أبو عُبَيدٍ لعَمْرو بنِ أحْمر :
ما أمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذي علَقٍ ... يَنْفي القَراميدَ عنها الأعصَمُ الوَقِلُ والعَلَق : دُوَيْبَّة وهي دُويْدَةٌ حمراءُ تكونُ في الماءِ تعْلَقُ بالبَدَن وتمُصُّ الدّمَ وهي من أدْوِيَة الحَلْقِ والأورامِ الدّمويّة ؛ لامْتِصاصها الدّمَ الغالبَ على الإنسان . وفي حديث عامر : خيرُ الدّواءِ العلَق والحِجامَةُ . والعَلَق : ما تتَبَلَّغُ به الماشيةُ من الشّجَر كما في الصِّحاح قال :
" وأكتَفي من كَفافِ الزّاد بالعَلَقِ كالعُلْقَة بالضّمّ وكذلك العَلاقُ والعَلاقة كسَحاب وسَحابَة . وأكثرُ ما يُستَعمل في الجَحْدِ يُقال : ما ذُقْت عَلاقاً . وما في الأرضِ عَلاق ولا لَماق أي : ما فيها ما يُتَبَلَّغُ به من عيْش . ويقال : ما فيها مرْتَعٌ . قال الأعْشى :
وفَلاةِ كأنّها ظهْرُ تُرْسٍ ... ليسَ إلا الرّجيعَ فيها عَلاقُ يقول : لا تَجِد الإبلُ فيها عَلاقاً إلا ما تُردِّده من جِرَّتِها . وقال ابنُ عبّاد : العلَقُ : معْظَمُ الطّريق . والعَلَقُ : الذي تُعَلَّقُ به البَكَرَة من القامَةِ . يُقال : أعِرْني عَلَقَك أي : أداةَ بكَرتِك قال رؤبَة :
" قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطّافَ العَلَقْ وقيلَ : البَكَرةُ نفسُها والجَمْعُ أعلاق قال :
" عُيونُها خُزْرٌ لصَوْتِ الأعلاق الأعلاقْ أو العَلَق : الرِّشاءُ والغَرْبُ والمِحْوَرُ والبكَرة جَميعاً نقله اللّحْياني . قال : يُقال : أعيرُونا العلَق فيُعارونَ ذلك كلّه . وقال الأصمعي : العلَقُ : اسمٌ جامع لجَميع آلاتِ الاسْتِقاء بالبَكَرة ويدخلُ فيها الخَشبتان اللّتان تُنْصَبان على رأسِ البِئْرِ ويُلاقَى بين طَرَفيْهِما العالِيَيْن بحبلٍ ثم يوتَدانِ على الأرض بحبْلٍ آخر يُمَدُّ طرفاهُ للأرْض ويُمَدّان في وتِدَيْن أُثْبِتا في الأرض وتُعلَّقُ القامَةُ - وهي البكَرة - في أعلى الخشَبَتين ويُسْتَقى عليها بدلْوَين ينزِعُ بهما ساقِيان ولا يكونُ العلَقُ إلا السّانِيةَ وجُملَة الأداةِ من : الخُطّاف والمِحْور والبَكَرة والنّعامَتين وحِبالها كذلك حفِظْتُه عن العرب . أو هو الحَبْل المُعلَّق بالبَكرة وأنشد ابنُ الأعرابي :
" كلا زَعَمْت أنّني مَكْفيُّ
" وفوْق رأسي علَقٌ ملْويُّ وقيل : هو الحبْلُ الذي في أعْلى البكَرة وأنشدَ ابنُ الأعرابي أيضاً :
" بِئْسَ مَقامُ الشّيخِ بالكَرامهْ
" مَحالَةٌ صَرّارَةٌ وقامَهْ
" وعلَقٌ يزْقو زُقاءَ الهامَهْ قال : لمّا كانت القامَةُ معلَّقةً في الحبْلِ جعَلَ الزُّقاءَ له وإنّما الزُّقاءُ للبكرة . والعلَق : الهَوَى والحُبُّ اللازِم للقَلْب . وقال اللِّحيانيُّ : العلَق : الهَوى يكونُ للرّجُلِ في المرأة . وإنّه لَذو علَق في فُلانة كذا عدّاه بفي . وقالوا في المثَل : نظْرة من ذي علَق يضرب في نظْرةِ المُحبِّ . قال ابنُ الدُّمَيْنَة :
ولقد أردْتُ الصّبْرَ عنكِ فعاقَني ... علَقٌ بقَلْبي من هَواكِ قَديمُ وقد علِقَه كفَرِح وعلِقَ بهِ . وفي الصِّحاح والعُباب : علِقَها وبِها وعلِق حُبُّها بقَلْبه عُلوقاً بالضم وعِلْقاً بالكَسْر وعلَقاً بالتّحْريك وعَلاقَة بالفَتح أي : هَوِيَها . قال المَرّارُ الأسديُّ :
أعَلاقةً أمَّ الوُلَيِّد بعدَما ... أفنانُ رأسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِسِ وقال كعْبُ بنُ زهيْر رضي الله عنه :
إذا سمِعتُ بذِكْر الحُبِّ ذكَّرني ... هِنْداً فقد علِقَ الأحشاءَ ما علِقا وقال ذو الرُّمّة :
لقد علِقَتْ ميٌّ بقَلْبي عَلاقةً ... بَطيئاً على مرِّ اللّيالي انْحِلالُها وقال اللِّحْياني عن الكِسائي : لها في قَلْبي عِلْقُ حُبّ وعَلاقةُ حُبٍّ وعِلاقة حُبٍّ قال : ولم يعرِف الأصمعيُّ : عِلْق حُبّ ولا عِلاقة حُبّ إنما عرَف عَلاقَةَ حبٍّ بالفَتْح علَق حُبٍّ بالتّحْريك . والعلَق من القِرْبَة كعَرَقِها وهو سيْر تُعَلَّقُ به وقيل : علَقُها : ما بَقِي فيها من الدُهْنِ الذي تُدْهَنُ به . وقيلَ : علَقُ القِرْبَة : الذي تُشدُّ به ثم تُعلَّق . وعرَقُها أن تعْرَقَ من جهدها وقد تقدّم . وعلِق يفْعَلُ كذا مثل طَفِقَ وأنْشَدَ الجوْهَريُّ للراجِزِ :
" علِقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ
" وحُمَّراتٌ شُرْبهُنّ غِبُّ
" إذا غفَلْتُ غَفلَةً يَعُبُّ أي : طَفِق يرِدُهُ ويقال : أحَبَّهُ واعْتادَه . وفي الحديث : فعَلِقوا وَجْهَه ضَرْباً أي : طفِقوا وجعَلوا يضْرِبونه . وعلِق أمرَه أي : علِمَه . وقولُهم في المثَل :
" علِقَتْ معالِقُها وصَرَّ الجُنْدَبُ تقدّم في حرفِ الرّاءِ . لم أجده في ص ر ر وكَمْ من إحالاتٍ للمُصنِّف غير صَحيحة . وفي الصِّحاح : أصلُه أنّ رجلاً انْتَهى الى بئْرٍ فأعْلَق رِشاءَه برِشائِها ثم سار الى صاحِب البِئْر فادّعَى جوارَه فقال له : وما سَبَبُ ذلك ؟ قال : علّقْتُ رِشائِي برِشائِك فأبَى صاحِبُ البِئْر وأمَره أن يرتَحِل فقال : هذا الكلام أي : جاءَ الحرُّ ولا يُمْكِنُني الرّحيلُ . زاد الصاغانيّ : يُضرَبُ في استِحْكامِ الأمْر وانْبِرامِه . وقال غيرُه : يُقال ذلِك للأمرِ إذا وقَع وثبَت كما يُقال ذلِك للأمر إذا وقَع وثبَتَ كما يُقال : جفّ القَلم فلا تَتَعَنَّ . وقال ابنُ سيدَه : يُضربُ للشّيءِ تأخُذُه فلا تُريدُ أن يُفْلِتَك . وقال الزّمخشريُّ : الضميرُ للدّلوِ والمَعالِقُ يأتي ذِكرُها . وعلِقَت المرْأةُ علَقاً أي : حبِلَتْ نقلَهُ الجوْهَريُّ . وعلِقَت الإبِلُ العِضاهَ كنَصَر وسمِعَ تَعْلُقُ عَلْقاً : إذا تسنّمَتْها أي : رعَتْها منْ أعْلاها كما في الصِّحاح واقْتَصَر على الباب الأول . ونقل الفرّاءُ عن الدُبَيْرِيّين : تعلّق كتسمّع . وقال اللِّحياني : العَلْق : أكْلُ البَهائم ورَقَ الشّجرِ علَقَت تعْلُق عَلْقاً . وقال غيرُه : البَهْم تعْلُق من الورَق أي : تُصيبُ وكذلك الطّيْرُ من الثّمَر . ومنه الحَديث : أرواحُ الشُهداءِ في حَواصِلِ طيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثِمارِ الجنّة يُروَى بضمّ اللاّم وفتحِها الأخيرُ عن الفَرّاءِ . قلتُ : ويُروى تَسْرح وقد رَواه عُبَيدُ بنُ عُمَيْر اللّيْثيّ . وأوردَه أبو عُبَيد له في أحاديثِ التّابِعين . قال الأصمعيُّ : تَعْلُق أي : تتَناول بأفْواهِها . يُقال : علَقت تَعلُق عُلوقاً وأنشدَ للكُمَيْتِ يصِفُ ناقَتَه :
أو فوْقَ طاوِيَةِ الحَشَى رمْليَّةٍ ... إنْ تدْنُ من فَنَنِ الألاءَةِ تعْلُقِيقول : كأنّ قُتودِي فوق بَقَرة وحْشيّة . قال ابنُ الأثير : هو في الأصلِ للإبِل إذا أكلَت العِضاهَ فنُقِل الى الطير . وعلِقت الدّابّة كفَرِح : شرِبَت الماءَ فعَلِقَتْ بها العَلَقَةُ كما في الصِّحاح أي : لزِمَتها وقيلَ : تعلَّقَتْ بها . والعُلْقَةُ بالضّمِّ : كُلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيْش . ومنه حَديثُ أبي مالِكٍ - وكان من عُلَماءِ اليهود - يصِفُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّم عن التّوراةِ فقال : من صِفَتِه أنّه يَلْبَسُ الشَّمْلَة ويجْتَزئُ بالعُلْقَة معه قومٌ صُدورُهم أناجيلُهم قُربانُهُم دِماؤُهم . يُقال : ما يأكلُ فُلانٌ إلا عُلْقةً . وقال الأزهريّ : العُلقَة من الطّعامِ والمَرْكَب : ما يُتَبَلَّغُ به وإنْ لم يكُنْ تامّاً . وقال أبو حَنيفة : العُلقَةُ : شجَرٌ يَبْقَى في الشّتاءِ تعلَّقُ به الإبِلُ حتّى تُدْرِكَ الرّبيعَ . ونَصُّ كِتابِ النّبات : تتَبلّغُ به الإبِلُ . وقال غيرُه : العُلْقَةُ : نَباتٌ لا يلْبَثُ . وقد علَقَت الإبِلُ تعْلُق عَلْقاً وتعلّقَت : أكلَتْ من عُلْقَةٍ الشّجَر . والعُلْقَةُ : اللُّمْجَة وهو ما فيه بُلْغَةٌ من الطّعامِ الى وقْتِ الغَداءِ كالعَلاقِ كسَحابٍ وقد تقدّم الاستِشْهادُ له . ويُقال : لم يبْقَ عندَه عُلْقَةٌ أي : شيْءٌ . ويُقال : أي بقيّةٌ . وعَلَقَةُ - مُحرَّكةً - ابنُ عبْقَرِ بنِ أنْمار بن إراش بنِ عمْرو بنِ الغَوْثِ : بطْنٌ من بَجيلَةَ . ومن ولَدِه جُنْدَب بنُ عبدِ الله بنِ سُفيانَ البَجَلِيّ العَلَقيُّ الصّحابيُّ الجَليلُ رضِي الله عنه نزَل الكوفةَ والبَصْرةَ . وعَلَقَةُ بنُ عُبَيد أبو قَبيلة في الأزْدِ . وعَلَقَةُ بنُ قَيْس : أبو بطْن آخر . وأما مُحمّدُ بنُ عِلْقَةَ التّيْمِيُّ الأديبُ الشاعِرُ فبالكسْر حَكَى عنه ابنُ الأعرابيّ في نوادِرِه وسمِع منه الأصمعيّ فرْدٌ ضبَطَه هكذا أبو أحمدَ العسْكَريُّ في كِتابِ التّصْحيفِ وذكَر المَرْزَبانيُّ أباه عِلْقَة وقال : كان أحَدَ الرُّجّازِ المتقدّمين . وكقُبَّرةٍ : عُلَّقَةُ بنُ الحارِث في بَني ذُبْيان من قَيْس صوابه بالفاءِ كما ضبَطه أئِمّة النّسَب والحافظ . وعُقَيْلُ بنُ عُلَّقَة المُرِّيّ : شاعِرٌ له أخبارُ رَوى عن أبيهِ وأبوهُ أدْرك عُمَر رضي الله عنه . ولعُقَيْلٍ أيضاً ابنٌ شاعرٌ اسمه كاسْمِ جدّه والصّوابُ في كلٍّ منهما بالفاءِ كما ضبَطه أئِمّةُ النّسبِ والحافِظُ . وهِلالُ بنُ عُلَّقَة التّيْميُّ : قاتِلُ رُسْتَمَ بالقادسيّة والصّوابُ فيه أيضاً بالفاءِ وقد أخطأَ المُصنِّف في إيرادِ هذه الأسماءِ في القافِ مع أنّه ذكَرها في الفاءِ على الصّواب فقد تصحّفَتْ عليهِ هنا فليُتَنَبّه لذلك . وعُلِق كعُنِيَ : نشِبَ العلَقُ في حلْقِه عندَ الشّرابِ فهو مَعْلوقٌ من النّاسِ والدّواِّ . وقال ابنُ دُرَيْد : يُقال : عَلاقِ يا هذا كقَطامِ أخْرَجوه مُخْرَج نَزالِ وما أشْبَهَه وهو أمرٌ أي : تعلّقْ به . وقال غيرُه : يُقال : جاءَ بعُلَقَ فُلَقَ كصُرَد غيرَ مصْروفَين أي : بالدّاهِية حكاه أبو عُبَيد عن الكِسائيِّ ولو قال : لا يُجْرَيانِ كعُمَر كان أحْسَن . والعُلَق أيضاً : الجَمْعُ الكثير . وبه فسّرَ بعضٌ قولَهم هذا . قال ابنُ دُرَيد : ورجُلٌ ذو مَعْلَقَة كمَرْحَلَة : إذا كان مُغيراً يتعلّق بكُلِّ ما أصابَه . قال :
" أخافُ أنْ يعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ
" مُعَوِّداً شُرْبَ ذَواتِ الأفْوِقَهْ والمِعْلاقان : مِعْلاقُ الدّلْو وشِبْهِها عن ابنِ دُرَيْد . ورجلٌ مِعْلاقٌ وذو مِعْلاق أي : خَصِمٌ شَديد الخُصومة يتعلّقُ بالحُجَجِ ويستدرِكُها ولهذا قيلَ في الخَصيم الجَدِل :
" لا يُرْسِلُ السّاقَ إلا مُمْسِكاً ساقاً أي : لا يدَعُ حُجّةً إلا وقد أعدّ أخْرى يتعلّقُ بها . والمِعْلاقُ : اللّسانُ البَليغ . قال مُهلْهلٌ :
إنّ تحْتَ الأحْجارِ حَزْماً ولِيناً ... وخَصيماً ألدَّ ذا مِعْلاقِويُرْوى : ذا مِغْلاقِ أي : الذي تُغْلَق على يَدِه قِداحُ المَيْسِر كذا أنشدَه ابنُ دُرَيد . وهو لعَديِّ بنِ رَبيعة يرْثي أخاه مُهَلْهِلاً . قال الزّمَخْشَريّ عن المُبرِّد قال : مَنْ رَواهُ بالعَيْن المُهْمَلةِ فمَعْناه : إذا علِق خصْماً لم يتخلّصْ منه وبالغَيْن المُعْجَمة فتأويلُه يُغْلِقُ الحُجّةَ على الخصْم . وكُلّ ما عُلِّق به شيءٌ فهو مِعْلاقُه كالمُعْلوق بالضّمِّ أي : بضَمّ الميم لا نَطيرَ له إلا مُغْرودٌ ومُغفور ومُغْثور ومُغْبور ومُزْمور عن كراع . قال اللّيْثُ : أدْخَلوا على المُعْلوق الضّمّةَ والمَدّة كأنّهم أرادوا حدَّ المُنْخُل والمُدْهُن ثم أدْخَلوا عليه المَدّة . قُلتُ : وسيأتِي المُغْلوق في غ ل ق . ومَعاليقُ : ضرْبٌ من النّخْل عن ابنِ دُريد . قال أخو مَعْمَرِ بنِ دَلَجة :
" لَئنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعاليقْ
" من الدَّبَى إنّي إذن لمَرْزوقْ والعَلْقَى كسَكْرى : نبْتٌ . قال سيبَويْه : يكونُ واحِداً وجَمْعاً وألف للتّأنيثِ فلا يُنوَّن . قال العَجّاج يصِفُ ثوراً :
" فحطّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ
" بينَ تَوارِي الشّمْسِ والذّرُورِ وقال غيرُه : ألِفهُ للإلحاقِ ويُنَوَّن الواحِدَةُ عَلْقاة كما في الصِّحاح . وقال ابنُ جِنّي : الألِف في عَلْقاة ليسَت للتّأنيث ؛ لمَجيء هاء التّأنيثِ بعدَها وإنما هي للإلْحاق ببِناءِ جعْفَر وسَلْهَب فإذا حذَفوا الهاءَ من عَلْقاة قالوا علْقَى غيرَ منوَّن ؛ لأنها لو كانت للإلحاقِ لنُوِّنَتْ كما تُنَوّن أرطىً . ألا ترى أن مَنْ ألحقَ الهاءَ في عَلْقاة اعتَقَد فيها أنّ الألفَ للإلحاقِ ولغيْر التّأْنيث فإذا نزَع الهاءَ صارَ الى لُغة من اعْتَقَد أنّ الألفَ للتأْنيث فلا ينوِّنُها كما لم ينوِّنْها ووافَقَهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذْهَبون إليه من أنّ ألف عَلْقَى للتّأنيثِ . وقال أبو نصْر : العَلْقَى : شجَرة تَدومُ خُضْرَتُها في القَيْظِ ومنابِت العَلْقَى الرّمْلُ والسّهولُ . قال جِران العَوْدِ :
بوَعْساءَ من ذاتِ السّلاسِلِ يلْتَقي ... علَيْها من العَلْقَى نَباتٌ مؤَنَّفُ وأنشد أبو حَنيفَة :
" أوْدَى بنَبْلي كُلُّ نَيّاف شَوِلْ
" صاحبُ عَلْقَى ومُضاضٍ وعبَلْقال : وهذه كُلُّها من شجَرِ الرّملِ . قال : وأرانِي بعْضُ الأعرابِ نبْتاً زعَم أنّه العَلْقى قُضْبانُه دِقاقٌ عسِرٌ رضُّها ووَرقُه لِطافٌ يُسمّى بالفارسيّة خلوام تُتّخَذُ منه المَكانِسُ وزعَم بعضُ الأطبّاءِ أنّه يُشرَبُ طَبيخُه للاسْتِسْقاءِ . وقال بعضُ العرَب الأوائل : العَلْقاةُ : شجَرةٌ تكونُ في الرّملِ خضْراءُ ذات ورَق ولا خيْر فيها . والعالِقُ : بَعيرٌ يرْعاهُ أي العَلْقَى . وهو أيضاً بعيرٌ يعْلُقُ العِضاهَ أي : ينْتِفُ منها وإنما سُمّيَ عالِقاً لأنّه يتعلّقُ بالعِضاهُ لطوله كما في الصّحاح والعُباب . والعُلَّيْق كقُبَّيْط ورُبما قالوا العُلَّيْقَى مثل قُبَّيْطَى : نبْتٌ يتعلّق بالشّجَر يُقال له بالفارسيّة : سِرِنْد كما قال الجوْهَريُّ . وقال أبو حنيفَة : يُسمّى بالفارسية دركة . قال : وهو من شجَر الشّوكِ لا يَعظُم وإذا نشِبَ فيه الشيءُ لم يكَدْ يتخلّصُ من كَثْرةِ شوْكِه وشوكُه حُجَز شِدادٌ وله ثمَر شَبيه الفِرْادِ وأكثرُ منابِتِها الغِياض والأشَبُ . وقال غيرُه : مضْغُهُ يشُدُّ اللِّثَةَ ويُبْرِئُ القُلاعَ وضِمادُه يُبرِئُ بَياضَ العيْن ونُتوَّها والبَواسيرَ وأصلُه يُفَتِّتُ الحَصى في الكُلْيَة . وعُلَّيق الجبَل وعُلَّيْق الكَلْب : نبْتان . والعَوْلَق كجَوْهَر : الغُول . وأيضاً الكَلْبَةُ الحَريصَة كما في الصِّحاح . وقولُهم : هذا حَديثٌ طويل العَوْلق أي الذّنَب . وقال كُراع : إنه لطَويلُ العَوْلَق أي : الذّنَب لم يخُصُّ به حَديثاً ولا غيرَه . والعَوْلَق : الذّئبُ وبينَه وبينَ الذّنَب مُجانسَة . ويُكْنَى بالعَوْلَقِ عن الجوعِ . والعَوالِقُ : قومٌ باليَمنِ بوادٍ لهم يُقال له : الحَنَك بالتّحْريكِ كما في العُباب . والعَلاقَة ويُكْسَر : الحُبُّ اللازِم للقَلْب وقد تقدّم أنّ الأصمعيَّ أنكر فيه الكسْر وتقدّم الاستِشْهاد به . أو هو بالفَتْح في المحَبّة ونحوِها وقد علِقَها عَلاقَة : إذا أحبّها . وقال ابن خالَوَيْه في كتاب ليس : أنشدَني أعْرابيّ :
ثَلاثةُ أحْبابٍ فحُبُّ عَلاقَة ... وحُبُّ تِمِلاّقٍ وحُبٌّ هو القَتْلُ فقلتُ له : زِدْني فقال : البيْتُ يَتيم أي : فرْد . والعِلاقة بالكسرِ في السّوْط ونحْوِه كالسّيْفِ والقَدَح والمُصْحَف والقوْسِ وما أشبَه ذلك . وعِلاقةُ السّوطِ : ما في مقْبِضِه من السّيْر . ورجُلُ عَلاقِية كثَمانِية : إذا علِقَ شيْئاً لم يُقْلِعْ عنه كما في العُباب . وفي اللّسان : علِقتْ نفسُه الشيءَ فهي علِقةٌ وعَلاقِيَةٌ وعِلَقْنَةٌ : لهِجَتْ به وقال :
فقلتُ لها والنّفسُ منّي عِلَقْنَةٌ ... علاقِيَةٌ يهْوَى هَواها المُضَلَّلُ وأصابَ ثوبَه علَقٌ بالفَتْح وبالتّحْريك أي : خرْقٌ من شَيْءٍ علِقه وذلِك أن يمرَّ بشجَرة أو شوْكةٍ فتَعْلَقَ بثوْبه فتَخْرِقَه . وبالوَجهَيْن رُوِي حَديث أبي هُريرَة رضي الله عنه : أنّه رُئِي وعليه إزارٌ فيه علَق وقد خيّطَه بالأُسْطُبّة . الأُسْطُبَّة : مُشاقَة الكتّان . والعَلْق بالفَتْح : ع بالجَزيرة . والعَلْق : شجَرٌ للدِّباغ . والعَلْقُ : الشّتْم وقد علَقَه بلِسانِه : إذا لَحاه مثل سَلَقَه عن اللِّحْيانيّ . وقال غيرُه : سلَقَه بلِسانِه وعلَقه : إذا تَناولَه وهو مَعْنى قولِ الأعْشى :
نَهارُ شَراحيلَ بنِ قيْس يَريبُني ... ولَيلُ أبي عيسَى أمرُّ وأعْلَقُ والعَلْقَة بالفَتْح : الجَذْبة تكون في الثّوْب وغيرِه إذا مرّ بشجَرة أو بشوْكة . ويقال : لي في هذا المال عُلْقَة بالضّمِّ وعِلْق بالكَسْر وعُلوقٌ كقُعود وعَلاقَةٌ كسَحابةٍ ومتعَلِّق بالفَتْح أي بفتح اللام كله بمَعْنىً واحد أي : بُلْغَة . والعَليقُ كأمِير : القَضيمُ يُعَلَّقُ على الدّابّة . وحِبّانُ بنُ عُلَيْق كزُبَيْر : شاعِرٌ طائِيٌّ قديم . والعَليقَة والعَلاقة كسَفينة وسَحابَة واقتصر الجوهَريُّ على الأوّل : البَعير تُوجِّهُه مع قوْمٍ يمْتارون فتُعْطيهم دَراهِمَ وعَليقَةً ليَمْتاروا لك عليه وأنشد الجوهريُّ :
وقائِلَةٍ لا تركَبَنّ عَليقَةً ... ومن لَذّةِ الدُنْيا رُكوبُ العَلائِقِ يُقال : علّقتُ مع فُلان عَليقَةً وأرْسلتُ معه عليقَةً . قال الراجز :
" أرْسَلَها عَليقَةً وقد علِمْ" أنّ العَليقات يُلاقينَ الرَّقِمْ لأنّهم يودِعون رِكابَهم ويرْكَبونها ويخَفِّفون من حَمْلِ بعضِها عليها كما في الصحاح . وقال الراجز :
" إنّا وجَدْنا عُلَبَ العَلائِقِ
" فيها شِفاءٌ للنُعاسِ الطّارثقِ والعَلائِقُ يصْلُح أن يكون جمْعاً لعَليقة وجمْعاً لعَلاقَة كسَفينة وسَفائن وسَحابة وسَحائِب . وقال ابنُ الأعرابي : العَليقَة والعَلاقَةُ البَعيرُ - أو البَعيران - يضمُّه الرّجلُ الى القوْم يمْتارون له معَهم . والعَلاقَة كسَحابة : الصّداقَة والحُبُّ وقد تقدّم شاهِدُه . وأيضً الخُصومَة وقد علَق به علْقاً : إذا خاصَمَه أو صادَقَه . ويُقال : لفُلان في أرضِ فُلان عَلاقَة أي : خصومَة وهو ضِدٌّ . وفي الصحاح : والعلاقَةُ بالفتْح : عَلاقة الخُصومة وعَلاقة الحُبِّ . وأنشَد للمرّارِ الأسدِيّ ما أسلَفْنا ذكرَه ولا يظْهرُ من كَلامِه وجهُ الضِّدّيّة فتأمل . والعَلاقة : ما تَعلَّق به الرّجلُ من صِناعةٍ وغيْرِها . والعَلاقَةُ : ما يُتَبَلَّغُ به من عيْش كالعُلْقَة بالضّمِّ وقد تقدّم . والعلاقَةُ من المَهْرِ : ما يتعلّقون به على المُتزوِّج قالَه شَمِر ج : علائِقُ ومنه الحَديث : أدّوا العَلائِقَ قالوا : وما العَلائِقُ يا رَسولَ الله ؟ قال : ما تَراضَى عليه أهْلوهم . ومَعْناها التي تُعلِّقُ كلَّ واحدٍ بصاحِبه كما يُعَلَّق الشّيءُ بالشيءِ يتّصلُ به . وعَلاقَةُ : والِد أبي مالك زياد الثّعلَبي الكوفيّ الغَطَفاني التّابِعيّ وهو زياد بنُ عَلاقة بن مالك يروي عن أسامةَ بنِ شَريك وجَرير بنِ عبدِ الله والمُغيرة بنِ شُعْبَة وعمّه قُطْبة بن مالِك رَوَى عنه الثّوريُّ وشُعْبَةُ وناسٌ ذكرَه ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ . وقضيّة سِياقِ المُصَنّف في والِدِه أنه بالفَتْح وهو خطأ صَوابُه بالكَسْر كما صرّح به الحافِظُ وغيرَه . والعَلاقَة : المَنيّة كالعَلوق كصَبور وسيأتي ذكرُ العَلوقِ قَريباً والشّاهِد عليه . وأما العَلاقَةُ التي ذكَرها فإنّه خطأٌ والصّواب عَلاّقَةٌ بالتّشديد كما ضبَطَه غيرُ واحد من الأئِمّةِ وبه فسّروا قولَ الشّاعر :
عيْن بَكِّي أسامةَ بنَ لُؤَيٍّ ... علِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاّقَهْ أي : المنيّة . وقيل : عَنَى بها الحيّة لتعَلُّقها ؛ لأنّها علِقت زِمامَ ناقَتِه فلدَغَتْه فتأمّلْ ذلك وستأتي قصَّتُه في فوق قريباً . والعِلْق بالكسْر : النّفيس من كُلِّ شيءٍ سُمِّي به لتَعَلُّقِ القَلْب به ج : أعْلاقٌ وعُلوقٌ بالضّمّ . ومنه حديث حُذَيْفَة : فما بالُ هؤلاءِ الذين يسرِقون أعْلاقَنا أي : نفائسَ أموالِنا . وقال تأبّطَ شرّاً :
يَقولُ أهْلَكْتَ مالاً لو قَنَعتَ به ... من ثوْبِ صِدْقٍ ومن بَزٍّ وأعْلاقِ وقال ابنُ عبّاد : العِلْق : الجِراب قال : ويُفْتَح فيهما أي : في النّفيسِ والجِراب . والعِلْقُ : الخَمْر لنَفاسَتِها أو عَتيقُها أي : القَديمة منها قال الشاعر :
إذا ذُقْت فاها قُلت عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أريدَ به قَيْلٌ فغودرَ في سابِ والعِلْقُ : الثّوبُ الكَريم أو التُّرْس أو السّيْف عن اللِّحْياني . قال : وكذا الشيءُ الواحِد الكَريم من غير الروحانيين . ويُقال : فلان عِلْقُ عِلْمٍ وطِلْبُ عِلمٍ وتِبْع عِلْم أي : يُحبّه ويَطْلُبه ويتْبَعُه . والعِلْقُ : المالُ الكَريمُ يُقال : عِلْق خَيْر وقد قالوا : عِلْقُ شرٍّ كذلِك والجَمْع أعلاقٌ . والعِلْقَة بهاءٍ : ثوبٌ صغير وهي أولُ ثوْبٍ يُتّخَذُ للصّبيِّ نقَلَه الصّاغانيُّ . أو قَميصٌ بلا كُمّين أو ثوْب يُجابُ أي : يُقْطَع ولا يُخاطُ جانِباه تلْبَسَه الجارِيَة مثلُ الصُّدْرَةِ تبْتَذِلُ به وهو الى الحُجْزَة . قال الطّمّاحُ بنُ عامِر بنِ الأعْلم بن خُوَيْلِد العُقَيْليُّ وأنشدَه سيبَويهِ لحُمَيد بنِ ثوْر وليس له وأنشدَه ابنُ الأعرابي في نوادِرِه لمُزاحِم العُقَيْليّ وليس له :
وما هي إلاّ في إزارٍ وعِلقَةٍ ... مَغارَ ابنِ همّامٍ علي حيِّ خَثْعَماويُرْوَى : إلا ذاتُ إتْبٍ مُفرَّجٍ . وفي كِتاب الجيم لأبي عَمْرو : في إزار وشَوْذَر . وقال ابنُ بَرّي : العِلْقَة : الشّوْذَرُ وأنْشَدَ البيتَ . أو العِلْقُ والعِلْقَة : الثّوْب النّفيسُ يكون للرّجلِ . ويُقال : ما عَلَيْه عِلْقَة : إذا لم يكن عليه ثِيابٌ لها قِيمة والعِلْقَة : شجَرة يُدْبَغُ بها . وعِلْقَة بلا لام : اسمُ والدِ محمّد المذكور قريباً راجز وقد سبَقَت الإشارةُ إليه . وقولُهم : استأصَل الله علَقاتِهم لُغةٌ في عَرَقاتِهم بالرّاءِ . قال ابنُ عبّادٍ : أي : أصلَهم . وقيلَ : هي جمْع عِلْقٍ للنّفيس وكسْرُ التّاءِ لغة . والعُلاّق كزُنّار : نبْتٌ عن ابنِ عبّاد . والعَلوقُ كصَبُور : الغُولُ والدّاهِية والمَنِيّةُ . قال ابنُ سيدَه : صِفة غالبةٌ . قال المفَضَّل النُكْرِيّ :
وسائِلَةٍ بثَعْلبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد علِقتْ بثَعْلَبَة العَلوقُ وقد تقدم في س ي ر . والعَلوق : ما تعْلُقه أي : ترْعاه الإبِلُ وأنشدَ الجَوْهَريّ للأعْشى :
هو الواهِبُ المائةَ المُصْطَفا ... ةَ لاطَ العَلوقُ بهنّ احْمِرارا يقول : رَعَيْنَ العَلوقَ حتى لاطَ بهِنّ الاحْمِرار من السِّمَن والخِصْب . قال ابنُ بَرّيّ والصاغانيّ : الذي في شِعْر الأعْشى :
بأجْوَدَ منه بأُدْمِ الرِّكا ... بِ لاطَ العَلوقَ بهنّ احْمِرارا
هو الواهِبُ المِائةَ المُصْطفا ... ةَ إمّا مَخاضاً وإمّا عِشارا والعَلوقُ : شجَر تأكُلُه تحْمَرُّ منه الإبِلُ العِشار . قال الصّاغانيّ : ويُروَى :
وبالمائة الكُوم ذاتِ الدّخي ... سِ... قال الجوهَريّ : ويُقال : أرادَ بالعَلوقِ الولدَ في بطنِها وأرادَ بالأحْمَر حُسْن لونِها عند اللَّقْحِ . والعَلوق : ما يَعْلَق بالإنْسانِ نقَلَه الجوهريّ . قال : والعَلوقُ : النّاقَةُ التي تعْطِف على غيْر ولَدِها فلا ترأمُهُ وإنما تشمُّه بأنفِها وتمْنَعُ لبَنَها ونَصُّ اللِّحياني : هي التي ترْأم بأنفِها وتمْنَعُ دِرَّتَها . وأنشدَ ابنُ السِّكّيت للنّابِغَة الجَعْدِيّ - رضي الله عنه - :
ومانَحَني كمِناح العَلو ... قِ ماتَرَ منْ غِرّةٍ تضْرِبِوقال الليثُ : العَلوقُ من النِّساءِ : المرأةُ التي لا تُحبُّ غيْرَ زوْجِها . ومن النّوق : ناقَةٌ لا تألَفُ الفَحْلَ ولا ترْأم الوَلَدَ وكِلاهُما على الفأل . قال : وإذا كانت المرأةُ تُرضِع ولد غيْرِها فهي عَلوق أيضاً . وقولُهم : عامَلَنا مُعامَلَة العَلوق يقالُ ذلك لمَنْ تكلَّم بكَلامٍ لا فِعْلَ معَه . والعُلَق كصُرَد : المَنايا والدّواهي هكذا في النُسَخ والصّواب فيها وفيما بعْدها أن يكونَ بضمّتيْن فإنّها جمْعُ عَلوق فتأمّل . والعُلَقُ أيضاً : الأشْغالُ . وأيضاً : الجمْعُ الكَثير وهذا قد تقدّم . والعَلاّقِيُّ كرَبّانيّ : حِصْنٌ في بلاد البَجّة جَنوبيَّ أرضِ مِصْر به معدِنُ التِّبْر نقله ابنُ عبّادِ . والعَلاقَى كسَكارى : الألْقابُ واحِدَتُها عَلاقِيَةٌ كثَمانيَة وهي أيضاً : العَلائِقُ واحِدَتُها عِلاقة ككِتابة ؛ لأنها تُعَلَّق على النّاس كما في اللّسان . والعَلائِق من الصّيْد : ما علِق الحبْلُ برِجْلِها جمْعُ عَلاقَة . وأعْلَق الرّجلُ : أرسَلَ العَلَق على الموْضِع لتَمُصَّ الدّمَ . ومنه الحديث : اللّدودُ أحَبُّ إليَّ من الأعْلاق . وأعْلَق : صادَفَ عِلْقاً من المالِ أي : نفيساً نقَلَه ابنُ عبّاد . وأعْلَقَ وأخْلَق : جاءَ بالدّاهِية . وأعْلَق بالغَرْبِ بَعيرَيْن : إذا قرَنَهُما بطَرَف رِشائِه نقلَه ابنُ فارس . وأعْلَق القَوْس : جعَل لها عِلاقَةً وعُلَّقَها على الوَتِد وكذلك السّوطَ والمُصْحَفَ والقَدَح . وأعلَق الصّائِدُ : علِقَ الصّيدُ في حِبالَتِه . ويُقال له : أعْلَقْتَ فأدْرِكْ . وقال اللِّحْياني : الإعْلاق : وقُوعُ الصّيد في الحَبْل . يُقال : نصَب له فأعْلَقَه . وعلَّقه على الوَتِد تعْليقاً : إذا جعلَه مُعَلَّقاً وكذا عَلَّق الشيءَ خلْفَه كما تُعلَّق الحَقيبةُ وغيرُها من وراءِ الرَّحل كتَعَلَّقه . ومنه قولُ عُبَيْد الله بنِ زيادٍ لأبي الأسْوَدِ الدُّؤَليّ : لو تعلَّقْتَ مَعاذَةً لئِلاّ تُصيبَك عيْنٌ . وفي الحَديث : مَنْ تعلَّقَ شيئاً وُكِلَ إليه أي : من عَلَّقَ على نفسِه شيْئاً من التّعاويذِ والتّمائِم وأشْباهِها مُعْتَقِداً أنّها تجْلِبُ إليه نَفْعاً أو تدْفَع عنه ضُرّاً . وقال الشاعرُ :
تعلَّقَ إبْريقاً وأظهَرَ جَعْبَةً ... ليُهلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجامِلِ وعلَّق البابَ تعْليقاً : أرْتَجَه . يقال : علَّق البابَ وأزلجَه بمعْنىً . وعُلِّق فُلانٌ - بالضّم - امرأةً أي : أحَبَّها وهو من عَلاقَةِ الحُبِّ . قال الأعْشى :
عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رجُلاً ... غيْري وعُلِّقَ أخْرَى غيْرَها الرَّجُلُ
وعُلِّقَتْه فتاةٌ ما يُحاوِلُها ... من أهلِها ميِّتٌ يهْذي بها وهِلُ
وعُلِّقَتْنيَ أخْرَى ما تُلائِمُني ... وأجْمَعَ الحُبُّ حُبّاً كُلُّه خبَلُ وقال عنْترةُ :
عُلِّقْتُها عَرَضاً وأقتُلُ قومَها ... زَعْماً لعَمْرُ أبيكَ ليسَ بمَزْعَمِ وووعَلِقَ بها عُلوقاً وتعلَّقَها وتعَلَّق بِها وعَلَق بها بمَعْنىً واحد . قال أبو ذؤيْب :
تعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ ... تظَلُّ لأصْحابِ الشَّقاءِ تُديرُها أراد تعلَّق منها دَلالاً ومُقْلةً فقَلَب كاعْتَلَق به اعْتِلاقاً . وقولُهم : ليسَ المُتَعَلِّقُ كالمُتأنِّقِ أي : ليْسَ من يَقْتَنِع كذا في النُّسخ والصّوابُ : ليس مَن يتبلّغُ باليَسيرِ كمَنْ يتأنّق في المَطاعِم يأكُلُ ما يَشاءُ كما في الصِّحاح والعُبابِ . قال الزّمخْشَريُّ : ومنها قولُهم : علِّقوا رَمَقَه بشَيْءٍ أي : أعْطوه ما يُمْسِكُ رمقَه . ويُقال : ما طَعامُه إلاّ التّعلُّقُ والعُلْقَةُ . وعَلاّقٌ - كشَدّاد - ابنُ أبي مُسْلِم وعُثْمان بنُ حُسَيْن بنِ عُبَيدَةَ بنِ علاّق : مُحدِّثان . وعَلاّق بنُ شِهاب بنِ سَعْد بنِ زيْدِ مَناةَ : جاهِليٌّ . وفاتَه : عَلاّق بنُ مَرْوانَ بنِ الحَكَم بنِ زِنْباع هكذا ضبَطه المَرْزُباني بالمُهْمَلة وكذا ابنُ جِنّي في المَنْهَج . والتّركيب يدُلّ على نَوْط الشيءِ بالشّيءِ العالي ثم يتّسِع الكلامُ فيه . ومما يُستَدرَك عليه : علِقَ بالشّيءِ علَقاً وعلِقَه : نشِب فيه . قال جرير :إذا عَلِقَتْ مخالِبُه بقِرْنٍ ... أصابَ القلبَ أو هَتَكَ الحِجابا وفي الحديث : فعلِقَت الأعرابُ به أي : نشِبوا وتعَلَّقوا . وقيلَ : طَفِقوا . وقال أبو زُبَيْد :
إذا علِقَت قِرْناً خَطاطيفُ كفِّه ... رأى الموتَ رأيَ العيْنِ أسودَ أحْمَرا وهو عالِقٌ به أي : نشِبٌ فيه . وقال اللِّحياني : العَلَقُ : النّشوبُ في الشّيءِ يكونُ في جبَلٍ أو أرْضٍ أو ما أشْبَهَهما . ونفْسٌ عِلَقْنَة به : لهِجَةٌ وقد ذُكِر شاهِدُه . وفي المثَل :
" علِقت مَراسِيها بذِي رمْرامِ يُقالُ ذلِك حين تطْمَئنُّ الإبِلُ وتَقَرُّ عُيونُها بالمَرْتَعِ يُضرَب لمن اطْمأنَّ وقرّت عيْنُه بعَيْشِه . ويُقالُ للشّيخِ : قد علِق الكِبَرُ معالِقَه جمع مَعْلَقٍ . وفي الحديث : فعَلِقَتْ منه كُلَّ مَعْلَق أي : أحبَّها وشُغِفَ بها . وكُلُّ شيْءٍ وقَع موْقِعَه فقد عَلِق مَعالِقَه . وأعلَق أظْفارَه في الشّيءِ : أنْشَبها . وعلّق الشيءَ بالشّيءِ ومنه وعليه تعْليقاً : ناطَه . وتَعلَّق الشيءَ : لزِمَه . ويُقال : لم تبْقَ لي عنده عُلْقَة أي : شيءٌ . ويُقال : ارْضَ من المَرْكَبِ بالتّعْليقِ يُضرَبُ مثلاً للرّجل يُؤْمرُ بأنْ يَقْنَعَ ببعْض حاجَتِه دونَ تَمامِها كالرّاكِبِ عَليقَةً من الإبل ساعةً بعْد ساعَة . ويُقال : هذا الكلامُ لنا فيه عُلقةٌ أي : بُلْغَةٌ . وعندهم عُلْقَة من متاعهم أي : بَقيّة . وعَلَق عَلاقاً وعَلوقاً : أكَل . وما بالنّآقة عَلُوق كصَبور أي : شَيْءٌ من اللّبَن . وما تركَ الحالِبُ بالنّاقةِ عَلاقاً : إذا لم يَدَعْ في ضرْعِها شَيْئاً . والصّبيُّ يعْلُق : يمُصُّ أصابِعَه . وقال أبو الهَيْثَم : العَلوق : ماءُ الفَحْلِ ؛ لأن الإبلَ إذا علِقَتْ وعقَدَتْ على الماءِ انقلَبَتْ ألوانُها واحْمَرّتْ فكانت أنْفَسَ لها في نفْسِ صاحِبِها . وبه فُسِّر قولُ الأعشى السابق . وإبلٌ عَوالِقُ ومِعْزَى عَوالِق : جمْع عالق وقد ذُكِر نَقله الجوْهَريّ . والعَلوق من الدّوابّ : هي العَليقَة . والتّعْليقُ . إرسالُ العَليقَةِ مع القوم . وقال شَمِر : العَلاقَة بالفتح : النَّيْلُ . وقال أبو نَصْر : هو التّباعُد . وبِهِما فُسِّر قولُ امرئِالقَيْس :
بأيِّ عَلاقَتِنا ترغَبو ... نَ عن دمِ عمْرٍو على مَرْثَدِ وعلى الأخير الباءُ مُقْحَمَة . والعِلاقَةُ بالكسر : المِعْلاقُ الذي يُعَلَّقُ به الإناءُ . ويُقال : لفُان في هذه الدّار عَلاقَة بالفَتْح أي : بقيّةُ نَصيب . والمَعالِقُ - بغيْر ياءٍ - من الدّوابِّ هي العَلوقُ عن اللّحيانيّ . وفي بيتِه مَعاليقُ التّمْرِ والعِنَبِ جمعُ مِعْلاقٍ . ومَعاليقُ العُقودِ والشُّنوفِ : ما يُجعَلُ فيها من كلِّ ما يَحْسُنُ وفي المُحْكَم : ومَعاليق العِقْدِ : الشُّنوفُ يُجعَلُ فيها من كُلِّ ما يَحسُنُ فيه . والأعاليقُ كالمَعاليقِ كِلاهُما ما عُلِّقَ ولا واحدَ للأعالِيقِ . ومِعْلاقُ البابِ : شيءٌ يُعَلَّقُ به ثم يُدْفَع المِعْلاقُ فينفَتِحُ وهو غيرُ المِغْلاق بالمُعْجَمة . وفي الأساس : ما لِبابِه مِعْلاقٌ ولا مِغْلاقٌ أي : ما ىُفتَح بمِفْتاح أو بغَيْره وسيأتي . وقد أعْلَق البابَ مثل علّقه . وتعْليق البابِ أيضاً : نصْبُه وترْكيبُه . وعلَّق يده وأعْلقَها قال :
وكُنتُ إذا جاورْتُ أعْلَقْتُ في الذُّرَى ... يدَيَّ فلم يوجَدْ لجَنبيَّ مصرَعُ والمِعْلَقَة : بعضُ أداةِ الرّاعي عن اللّحياني . والعُلُق بضمّتَين : الدّواهي . وما بينَهما عَلاقة بالفَتْح أي : شيءٌ يتعلّق به أحدُهما على الآخر والجَمْع علائِقُ . قال الفرَزْدَق :
حمّلْتُ من جرْمٍ مثاقِيلَ حاجَتي ... كَريمَ المُحَيّا مُشْنِقاً بالعَلائقِأي : مُسْتَقِلاًّ بما يُعَلَّق به من الدِّياتِ . ولي في الأمْر عَلوقٌ ومتَعلَّق أي : مُفْتَرض . والعَلاّقَةُ كجَبّانَة : الحَيّة . والمُعَلَّقةُ من النّساءِ : التي فُقِدَ زوجُها قال تعالى : ( فتَذَروها كالمُعَلَّقَةِ ) وقال الأزهريّ : هي التي لا يُنصِفُها زوجُها ولم يفخلِّ سبيلَها فهي لا أيِّمٌ ولا ذاتُ بعْلٍ . وفي حديث أمِّ زرْع : إن أنْطِقْ أُطَلَّقْ وإن أسكُت أُعَلَّقْ أي : يترُكني كالمُعَلَّقة لا مُمْسَكَة ولا مُطلَّقة . وعلّق الدّابّةَ : علّقَ عليها . والعَليقُ : الشّرابُ على المثَل . وأنشدَ الأزهريُّ لبعْضِ الشُعراءِ وأظُنّ أنّه لَبيد وإنْشادُه مصْنوع :
اسْقِ هذا وذا وذاكَ وعَلِّقْ ... لا تُسَمِّ الشّرابَ إلاّ عَليقا ويُقال : علّقَ فلانٌ راحِلَتَه : إذا فسَخَ خِطامَها عن خطْمِها وألْقاهُ عن غارِبِها ليَهْنِئَها . ويُقال : هذا الشّيءُ عِلْق مَضِنّة أي : يُضَنُّ به وكذا عِرْق مَضِنّة وقد ذُكِر في موْضِعِه . وتعلّقَت الإبلُ : أكَلَتْ من عُلْقَةِ الشّجَر . وقال اللِّحيانيُّ : العَلائِق : البَضائِع . والإعْلاق : رفْع اللَّهاةِ ومُعالَجَة عُذْرةِ الصّبيّ وهو وجَعٌ في حلْقِه وورَم تدْفَعُه أمُّه بإصْبَعِها هي أو غيرُها . يُقال : أعْلَقَت عليه أمُّه : إذا فعَلت ذلِك وغمَزَتْ ذلِك المَوْضِعَ بإصْبَعِها ودَفَعَتْه . وقال أبو العبّاس : أعْلَقَ : إذا غمَزَ حلْقَ الصّبيِّ المَعْذور وكذلك دَغَر . وحَقيقةُ أعلَقْتُ عنه : أزَلْت عنه العَلوق وهي الدّاهِية . ومنه حديثُ أمِّ قيْس : دخَلْتُ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بابْنٍ وقد أعْلَقْتُ علَيْه . قال الخطّابيّ : هكذا يرْويه المُحَدِّثون وإنّما هو أعْلَقَتْ عنه أي : دفَعَتْ عنه . ومعنى أعْلَقَتْ عليه : أوْرَدَت عليه العَلوق أي : ما عذّبَتْه به من دَغْرِها . ومنه قولُهم : أعْلَقْتُ عليَّ : إذا أدْخَلْتَ يَدي في حَلْقي أتقيّأُ . وفي الحديث : عَلامَ تدْغَرْنَ أولادَكُنّ بهذه العُلُق وفي رِواية : بهذا الإعْلاق . ويُروَى : العِلاق على أنه اسمٌ . وأما العُلُقُ فجمعُ عَلوقٍ . والإعْلاق : الدّغْرُ . والمِعْلَقُ : العُلْبةُ إذا كانت صَغيرة ثم الجَنْبَةُ أكبرُ منها تُعْمَل من جنْبِ النّاقَةِ ثم الحَوْأبَةُ أكبَرُهُنّ والمِعْلَقُ أجْوَدُهنّ وهو قَدَحٌ يُعلِّقُه الرّاكِبُ معه وجمْعُه مَعالِقُ . قال الفرَزْدَق :