غَرَسَ الشَّجَرَ يَغْرِسُ غَرْساً : أَثْبَتَه في الأَرْضِ كأَغْرَسَه هذِه عن الزَّجَّاج . والغَرْسُ بالفتحِ : الشَّجَر المَغْروس ج أغْرَاسٌ وغِرَاسٌ بالكَسْر . وبِئْرُ غَرْسٍ : بالمَدِينَة وهو بالفَتْحِ على ما يَقْتضِي سِياقُ المصنِّفِ وهو الذي جَزَم به ابنُ الأَثِيرِ وغيره وصَوَّبه السّيدُ السَّمْهودِيُّ وحكَى الأَخِيرُ في توَارِيخِه عن خَطِّ المَرَاغِيِّ ضَمَّ الغَيْنِ وكذلِك ضبَطه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ وهو المَشْهور الجارِي على الأَلْسِنَة . وقد تَعَقَّبَه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ وصَوَّب الفَتْحَ ومنه الحديث غَرْسٌ من عُيُون الجَنَّة رَوَاهُ ابنُ عَبَاسٍ مَرْفُوعاً ويَعْضُدُه حديثُ ابن عُمَرَ قالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو جالسٌ على شَفِيرِ بِئْرِ غَرْسٍ : " رأَيتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي جالِسٌ على عَيْنٍ من عُيُونِ الجَنَّةِ " يَعْنِي هذِه البِئْرَ وعن عُمَر بنِ الحَكَمِ مُرْسَلاً : قالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم : " نِعْمَ البِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ هِيَ مِنْ عُيُونِ الجَنَّةِ " . وغُسِّلَ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم مِنْهَا كما نقلَه أَرْبَابُ السِّيَرِ
ووَادِي الغَرْسِ قُرْبَ فَدَكَ بينَها وبَيْنَ مَعْدنِ النَّقْرَةِ وقال الواقِدِيُّ رحِمَه اللهُ : كانَت مَنازِلُ بَنِي النَّضِيرِ بنَاحِيَةِ الغَرْسِ . والغِرْسُ بالكَسْرِ : ما يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ كأَنَّه مُخَاطٌ وقِيلَ : ما يَخْرُج على الوَجْهِ وقال الأَزْهَرِيُّ : الغِرْسُ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُج مع الوَلَدِ إِذا خَرَج من بَطْنِ أُمِّهِ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : الغِرْسُ : المَشِيمَةُ أَو الغِرْسُ : جُلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُج علَى وَجْهِ الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ فإِن تُرِكَتْ عليه قَتَلَتْه قالَ الراجِزُ : يَتْرُكْنَ في كُلِّ مُنَاخٍ أَبْسٍ كُلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ فِي غِرْسِ ج أَغرَاسٌ
و قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الغِرْس بالكَسْرِ : الغُرَابُ الأَسْوَدُ وزادَ غيرُه : الصَّغِير وضَبَطه بالفتح أَيضاً . والغَرَاسُ كسَحَابٍ : ما يَخْرُجُ من شارِبِ دَواءِ المَشِيِّ كالخامِّ عَن الأَصْمَعِيّ . والغِرَاسُ بالكَسْرِ : وَقْتُ الغَرْسِ . وهو أَيضاً : ما يُغْرَسُ مِن الشَّجَرِ . ويُقَالُ : هُمْ فِي مَغْرُوسَةٍ مِن الأَمْرِ ومَرْغُوسَةٍ أَي اخْتِلاطٍ عن ابنِ عَبّادٍ . والغَرِيسَةُ : النَّخْلَةُ أَوَّلَ ما تَنْبُتُ كالوَلِيدَةِ للصَّبِيَّةِ الحَدِيثَةِ العَهْدِ بالوِلادَةِ أَو الفَسِيلَةُ ساعَةَ تُوضَعُ في الأَرْضِ حتَّى تَعْلَقَ عن ابنِ دُرَيْدٍ والجَمْعُ : غَرَائِسُ وغِرَاسٌ الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ . وعنِ ابنِ عَبَّادٍ : الغَرِيسُ كأَمِيرٍ : النَّعْجَةُ وتُدْعَى لِلْحَلْبِ بِغَرِيسْ غَرِيسْ نقَلَه الصّاغَانِيُّ . وغَرِيسَةُ : عَلَمٌ للإِماءِ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المَغْرِسُ : مَوْضِعُ الغَرْسِ والجَمْع : المَغَارِسُ . والغَرْسُ : القَضِيبُ الذَّي يُنْزَعُ مِن الحَبَّةِ ثُمّ يُغْرَسُ . والغَرِيسَةُ : شَجَرُ العِنَبِ أَوَّلَ ما يُغْرَسُ . والغَرِيسَةُ : النَّوَاةُ الَّتِي تُزْرَعُ عن أَبِي المُجِيبِ والحَارِثِ بن دُكَيْنٍ . والغِرَاسَةُ : فَسِيلُ النَّخْلِ . وغَرَسَ فُلانٌ عِنْدِي نِعْمَةً : أَثْبَتَهَا وهو مَجازٌ . وكذا غَرَسَ المَعْروفَ إِذا صَنَعه نقله ابنُ القَطَّاع . والغِرَاسُ : ما كَثُرَ من العُرْفُطِ عن كُرَاع . ومِن المَجازِ : أَنَا غَرْسُ يَدِكَ وفُلانٌ غَرْسُ نِعْمَتِه . وتقول : هذا مَسْقِطُ رأسِه ومَكَانُ غِرِاسِه . والغِرَاسُ بالكَسْرِ : حِصْنٌ باليَمنِ من أَعْمالِ ذي مَرْمَرٍ وفيه يَقُولُ السيِّدُ صلاحُ بنُ أَحْمَدَ الوَزِيريّ من شعراء اليَمَنِ :
للهِ أَوقاتِي بِذِي مَرْمَرٍ ... وطِيبُ أَوْقَاتِي بِرَبْعِ الغِرَاسِ وهي طويلةٌ سائِرةٌ . وغَرِيسَةُ : من أَعلام الإِماءِ نقله الصّاغَانِيُّ
بَغْرَاسُ أهمله الجَوْهَرِيّ وابنُ مَنْظُورٍ وقال شَيْخُنا : قَوْلُه بالفَتْح كأنّه صرَّحَ به لغَرابَتِه ؛ لأنّه فَعْلالٌ وهو في غيرِ المُضاعَفِ قليلٌ جداً حتى قيل : إنّه لم يَرِدْ منهُ غيرُ خَزْعَال وقال الصَّاغانِيّ : إنّه مَوْضِعٌ ولم يزد وصرَّحَ في العُبابِ أنّه : د بلِحْفِ جَبَل اللُّكَام كان لمَسْلَمةَ بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ ولوَرَثَتِه من بَعْدِه حتى جاءَت الدولةُ العبّاسيَّةُ فانْتزَعتْها منهم وأَقْطَعَها السَّفَّاحُ مُحَمَّد بنَ سُلَيْمانَ بنِ عليٍّ ثمّ الرشيد ثمّ المأمون ثمّ لولَدِه من بعده وقد نُسِبَ إليه سعيدٌ بنُ حَرْبٍ البَغْراسيُّ حدَّثَ عن عثمانَ بنِ خُرْزادَ وغيرِه