-
أذِنَ
- ـ أذِنَ بالشيء ، إِذْناً ، وأَذَناً ، وأذاناً وأذانَةً : عَلِمَ به .
ـ { فَأْذَنوا بحَرْبٍ }، أي : كونوا على عِلْمٍ .
ـ آذَنَهُ الأمْرَ ، آذَنَهُ به : أعْلَمَهُ .
ـ أذَّنَ تَأذيناً : أكْثَرَ الإِعْلامَ ،
ـ أذَّنَ فُلاناً : عَرَكَ أُذُنَهُ ، ورَدَّهُ عن الشُّرْبِ فلم يَسْقِهِ ،
ـ أذَّنَ النَّعْلَ وغيرَها : جَعَلَ لها أُذُناً .
ـ فَعَلَهُ بإِذْني وأذِيني : بِعِلْمي .
ـ أذِنَ له في الشيءِ ، إذْناً ، وأذيناً : أباحَهُ له .
ـ اسْتَأْذَنَهُ : طَلَبَ منه الإِذْنَ .
ـ أذِنَ إليه ، أذِنَ له : اسْتَمَعَ مُعْجِباً ، أو عامٌّ ،
ـ أذِنَ لرائحةِ الطَّعامِ : اشْتهاه .
ـ آذَنَهُ إيذاناً : أعْجَبَهُ ، ومنَعَه .
ـ الأذُنُ : معروفة ، مُؤَنَّثَةٌ ، كالأذِينِ , ج : آذانٌ ، والمَقْبِضُ ، والعُرْوَةُ من كلِّ شيءٍ ، وجبلٌ لبني أبي بكْرِ بنِ كِلابٍ ، والرَّجُلُ المُسْتَمِعُ القابِلُ لما يقالُ له ، للواحِدِ والجَمْعِ .
ـ رجلٌ أُذانِيٌّ ، وآذَنُ : عظيمُ الأُذُن طَويلُها ، ونَعْجَةٌ أذْناءُ ، وكبْشٌ آذَنُ .
ـ آذَنَه وأذَنَه : أصابَ أُذْنَه .
ـ أُذِنَ : اشْتكاها .
ـ أُذَيْنَةُ : اسمُ مَلِكِ العَماليقِ ، ووادٍ .
ـ بنو أُذُنٍ : بَطْنٌ .
ـ أُذُنُ الحِمارِ : نَبْتٌ له أصلٌ كالجَزَرِ الكِبارِ ، يُؤْكَلُ ، حُلْوٌ .
ـ آذانُ الفارِ : نَبْتٌ بارِدٌ رَطْبٌ ، يُدَقُّ مع سَويقِ الشَّعيرِ ، فيوضَعُ على وَرَمِ العَيْنِ الحارِّ ، فَيُحَلِّلُهُ .
ـ آذانُ الجَدْيِ : لسانُ الحَمَلِ .
ـ آذانُ العبدِ : مِزْمارُ الراعي .
ـ آذانُ الفيلِ : القُلْقاسُ .
ـ آذانُ الدُّبِّ : البُوصيرُ .
ـ آذانُ القِسِّيسِ ، وآذانُ الأرْنَبِ ، وأُذُنُ الشاةِ : حَشائشُ .
ـ الأذانُ والأذِينُ والتأذِينُ : النِّداءُ إلى الصلاةِ ، وقد أذَّنَ تأذيناً وآذَنَ .
ـ الأذِينُ : المُؤَذِّنُ ، وجَدُّ والدِ محمدِ ابنِ أحمدَ بنِ جعفرٍ ، والزَّعيمُ ، والكفِيلُ ، كالآذِنِ ، والمكانُ الذي يأتيهِ الأذانُ من كلِّ ناحيةٍ .
ـ ابنُ أذينٍ : نَديمٌ لأبي نُواسٍ .
ـ المِئْذَنَةُ : موضِعُه ، أو المَنارَةُ ، والصَّوْمَعَةُ .
ـ الأذانُ : الإِقامةُ .
ـ تأَذَّنَ : أقْسَمَ ، وأعْلَمَ .
ـ آذَنَ العُشْبُ : بَدأ يَجِفُّ ، فبعضُه رَطْبٌ ، وبعضُه يابِسٌ .
ـ إذَنْ : جوابٌ وجزاءٌ ، تأويلُها : إن كان الأمرُ كما ذَكَرْتَ ، ويَحْذِفونَ الهَمْزَةَ ، فيقولونَ : ذَنْ . وإذا وَقَفْتَ على إِذَنْ ، أبْدَلْتَ من نونِه ألفاً .
ـ الآذِنُ : الحاجِبُ .
ـ الأذَنَةُ : ورَقُ الحَبِّ ، وصِغارُ الإِبِلِ والغَنَمِ ، والتِبْنَةُ , ج : أذَنٌ .
ـ طَعامٌ لا أذَنَةَ له : لا شَهْوَةَ لريحِه .
ـ منصورُ بنُ أذينٍ ، وعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أذينٍ : محدِّثانِ .
ـ أذَنَة : بلد قُرْبَ طَرَسوسَ ، وجَبلٌ قُرْبَ مكةَ .
ـ أَذونٌ : موضع بالرَّيِّ .
ـ أُذُنا القَلْبِ : زَنَمتانِ في أعْلاهُ .
ـ أُذُنٌ ، أو أُمُّ أُذُنٍ : قارَةٌ بالسَّماوَةِ .
ـ لَبِسْتُ أُذُنَيَّ له : أعْرَضْتُ عنه ، أو تغافَلْتُ .
ـ ذو الأذُنَيْنِ : أنَسُ بنُ مالِكٍ .
ـ جاءَ ناشِراً أُذُنَيْهِ : طامِعاً .
ـ سُلَيْمانُ بنُ أُذُنانِ : مُحدِّثٌ .
ـ تأذَّنَ الأميرُ في الناسِ : نادَى فيهم بتَهَدُّدٍ .
ـ الأذَناتُ : أخْيِلَةٌ بحِمَى فَيْدَ نَحْو عِشرينَ ميلاً ، الواحِدَةُ : أذَنَةٌ .
ـ المُؤْذَنَةُ : طائِرٌ .
المعجم: القاموس المحيط
-
حَقْلُ
- ـ حَقْلُ : قَراحٌ طَيِّبٌ يُزْرَعُ فيه ، كالحَقْلَةِ ، ومنه : '' لا يُنْبِتُ البَقْلَةَ إلا الحَقْلَةُ ''، والزَّرْعُ قد تَشَعَّبَ ورَقُهُ ، وظَهَرَ وكثُرَ ، أو إذا اسْتَجْمَعَ خُروجُ نَباتِهِ ، أو ما دامَ أخْضَرَ ، وقد أَحْقَلَ في الكُلِّ .
ـ مَحاقِلُ : المَزارِعُ .
ـ مُحاقَلَةُ : بَيْعُ الزَّرْعِ قبلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ ، أو بَيْعُهُ في سُنْبُلِهِ بالحِنْطَةِ ، أو المُزارَعَةُ بالثُّلُثِ أو الرُّبُعِ ، أو أقَلَّ أو أكثَرَ ، أو اكْتِراءُ الأرضِ بالحِنْطَةِ .
ـ حِقْلَةُ : ما يَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ الصافي ، وبَقِيَّةُ اللَّبَنِ ، وحُشافَةُ التَّمْرِ ، وما دونَ مِلْءِ القَدَحِ ،
ـ حَقْلَةُ : داءٌ في الإِبِلِ ، ووجَعٌ في بَطْنِ الفرسِ من أكْلِ التُّرابِ ، وقد حَقِلَتْ ، فيهما ، حَقْلَةً وحَقَلاً .
ـ حِقْلُ : الهَوْدَجُ ، وداءٌ في البَطْنِ ، وماءُ الرُّطَبِ في الأَمْعَاءِ ، كالحُقالِ ، والحَقيلَةِ ، ج : حَقائِلُ .
ـ حَقِيلُ : الأرضُ التي لا تَبْلُغُ أن تكونَ جَبَلاً ، ونَبْتٌ ، وموضع ،
ـ حَقِيلَةُ : حُشافَةُ التَّمْرِ .
ـ حَوْقَلَةُ : القارورةُ الطويلَةُ العُنُقِ ، تكون مع السَّقَّاءِ ، والغُرْمُولُ اللَّيِّنُ ، وسُرْعَةُ المَشْيِ ، ومُقارَبَةُ الخَطْوِ ، والإِعْياءُ ، والضَّعْفُ ، والنَّوْمُ ، والإِدْبارُ ، والعَجْزُ عن الجِماعِ ، واعْتِمادُ الشيخِ بيَدَيْهِ على خَصْرِه ، والدَّفْعُ .
ـ حَيْقَلُ : مَن لا خيرَ فيه .
ـ حَوْقَلُ : الذَّكَرُ .
ـ حاقُولُ : سَمَكٌ أخْضَرُ طويلٌ .
ـ حَقْلُ : قرية بأَجَأَ ، وقرية قُرْبَ أيْلَةَ ، ووادٍ لِسُلَيْمٍ ، واسمُ ساحِلِ تَيْماءَ .
ـ مِخْلافُ الحَقْلِ : باليَمنِ .
ـ حَقْلُ الرُّخامَى : موضع .
ـ حِقْلَةُ : ناحيةٌ باليمامةِ .
ـ حُقالِيَةُ : حِصْنٌ باليمنِ .
ـ حِقالُ : موضع .
ـ حَقالُ : ابنُ أنْمارٍ .
المعجم: القاموس المحيط
-
الدَّلْهُ
- ـ الدَّلْهُ ، ودَّلَهُ ، دُّلُوهُ : ذَهابُ الفُؤَادِ من هَمٍّ ونحوِهِ . ودَلَّهَهُ العِشْقُ تَدْليهاً ، فَتَدَلَّهَ .
ـ مُدَلَّهُ : السَّاهِي القَلْبِ الذاهِب العقلِ من عِشقٍ ونحوِهِ ، أو من لا يَحْفَظُ ما فَعَلَ أو فُعِلَ به .
ـ دَّالهُ ودَّالِهَةُ : الضعيفُ النفسِ .
ـ أبو مُدَلِّهٍ : تابِعِيٌّ .
ـ دَلِهَ : تَحَيَّرَ ، أوْ جُنَّ عِشْقاً أو غَمًّا .
ـ دَلَهَ : سَلاَ .
ـ ذَهَبَ دَمُهُ دَلْهاً : هَدَراً .
المعجم: القاموس المحيط
-
فأذنوا بحرب
- فأيقِنوا به
سورة : البقرة ، آية رقم : 279
المعجم: كلمات القران
- انظر التحليل و التفسير المفصل
-
فأدلى دلوه
- فأرسلها في الجبّ ليملأها ماءً
سورة : يوسف ، آية رقم : 19
المعجم: كلمات القران
- انظر التحليل و التفسير المفصل
-
فَأَدَهُ
- فَأَدَهُ فَأَدَهُ َ فَأْدًا : فَأَدَهُ أَصاب فُؤَادَهُ .
ويقال : فأدَهُ الداءُ ، وفأدَهُ الخوفُ .
و فَأَدَهُ الْخُبْزَ أَو اللَّحْمَ : أَنضجه في الرَّمادِ الحارِّ .
المعجم: المعجم الوسيط
-
الحَقلُ
- الحَقلُ : الأرضُ الفَضاءُ الطيبة يُزْرَعُ فيها .
و الحَقلُ الزرعُ ما دام أخْضَرَ .
وحقل البترول : المكان الذي يستنبط منه البترول للاستغلال .
وحقْل التجارب : للمكان الذي تُجرَى فيه . والجمع : حُقول .
المعجم: المعجم الوسيط
-
فأذّنَ مؤذنٌ
- أعلم معلمٌ ونادى منادٍ
سورة : الاعراف ، آية رقم : 44
المعجم: كلمات القران
-
دُلوه
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
دلِه
- دله - يدله ، دلها ودلها ودلوها
1 - دله : ذهب قلبه من هم أو حب . 2 - دله : تحير .
المعجم: الرائد
-
دلِهَ
- دلِهَ يَدلَه ، دَلْهًا ودَلَهًا ودُلُوهًا ، فهو داله ودلِه :-
• دلِه الشَّخصُ تحيَّر وذَهَبَ عقلُه من همٍّ أو عِشْقٍ أو نحوهما :- دلِهت امرأةٌ على ولدِها ، - نساءٌ دَلِهات .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
ذوق
- " الذّوْقُ : مصدر ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقاً وذَواقاً ومَذاقاً ، فالذَّواق والمَذاق يكونان مصدرين ويكونان طَعْماً ، كما تقول ذَواقُه ومذاقُه طيّب ؛ والمَذاق : طَعْمُ الشيء .
والذَّواقُ : هو المأْكول والمشروب .
وفي الحديث : لم يكن يَذُمُّ ذَواقاً ، فَعال بمعنى مفعول من الذَّوْقِ ، ويقع على المصدر والاسم ؛ وما ذُقْتُ ذَواقاً أَي شيئاً ، وتقول : ذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده أَي خَبَرْته ، وكذلك ما نزل بالإِنسان من مَكروه فقد ذاقَه .
وجاء في الحديث : إِنَّ الله لا يحبّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات ؛ يعني السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ ؛ قال : وتفسيره أَن لا يَطْمئنّ ولا تطمئنّ كلما تزوّج أَو تزوّجت كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غيرهما .
والذَّوَّاق : المَلُول .
ويقال : ذُقت فلاناً أَي خبَرْته وبُرْتُه .
واسْتَذَقْت فلاناً إِذا خبرته فلم تَحْمَد مَخْبَرَته ؛ ومنه قول نَهْشل بن حرِّيٍّ : وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ ، وَنَتْ عنه الجَعائلُ ، مسْتَذاقِ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه ، ولا يَشْفِي الحَوائم من لَماقِ يريد أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عنه أَجرُه فسدَ حاله مع إِخوانه ، فلا يَصِل إلى الاجتماع بهم على الشَّراب ونحوه .
وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شيئاً بعد شيء .
وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ معلوم .
والذَّوْقُ : يكون فيما يُكره ويُحمد .
قال الله تعالى : فأَذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ ؛ أَي ابْتَلاها بسُوء ما خُبِرت من عِقاب الجوع والخَوْف .
وفي الحديث : كانوا إِذا خرجوا من عنده لا يَتفرَّقون إِلا عن ذَواق ؛ ضَرب الذواق مثلاً لما يَنالون عنده من الخير أَي لا يَتفرقون إِلا عن علم وأَدب يَتعلَّمونه ، يَقوم لأَنفسهم وأَرواحهم مَقام الطعام والشراب لأَجسامهم .
ويقال : ذُقْ هذه القوس أَي انْزَعْ فيها لتَخْبُر لِينها من شدّتها ؛ قال الشماخ : فذاق فأَعْطَتْه من اللِّينِ جانِباً ، كَفَى ولَها أَن يُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ (* قوله « كفى ولها إلخ » كذا بالأصل والذي في الأساس : لها ولها أن يغرق السهم حاجز ).
أَي لها حاجز يَمنع من إِغراقٍ أَي فيها لين وشدّة ؛ ومثله : في كَفِّه مُعْطِيةٌ مَنُوع ومثله : شَِرْيانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لتنظر ما شدّتها .
ابن الأَعرابي في قوله : فذوقُوا العذاب ، قال : الذَّوْق يكون بالفم وبغير الفم .
وقال أَبو حمزة : يقال أَذاق فلان بعدك سَرْواً أَي صار سَرِيّاً ، وأَذاقَ بعدَك كَرَماً ، وأَذاق الفرَسُ بعدك عَدْواً أَي صار عَدّاء بعدك ؛ وقوله تعالى : فذاقَت وبالَ أَمرِها ، أَي خبَرت ؛ وأَذاقَه اللهُ وبال أَمره ؛ قال طفيل : فذوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ من الغَيْظِ ، في أكْبادِنا ، والتَّحَوُّبِ (* قوله « محجر »، قال الأصمعي بكسر الجيم وغيره يفتح ).
وذاقَ الرجل عُسَيْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فيها إِذاقةً حتى خَبر طِيب جِماعها ، وذاقَت هي عُسَيْلَته كذلك لمّا خالَطها .
ورجل ذَوّاق مِطْلاق إِذا كان كثير النكاح كثير الطلاق .
ويومٌ ما ذُقْته طعاماً أَي ما ذقت فيه ، وذاقَ العذاب والمكروه ونحو ذلك ، وهو مثَل : وفي التنزيل : ذُقْ إِنَّك أَنت العزيز الكريم .
وفي حديث أُحُد : أَن أَبا سفيان لما رأَى حمزة ، رضي الله عنه ، مقْتولاً ، قال له : ذُقْ عُقَقُ أَي ذق طعْمَ مُخالَفَتِك لنا وتَرْكِكَ دِينَك الذي كنت عليه يا عاقَّ قومه ؛ جعل إِسلامَه عُقوقاً ، وهذا من المجاز أَن يستعمل الذَّوْق وهو ما يتعلّق بالأَجسام في المعاني كقوله تعالى : ذق إِنك أَنت العزيز الكريم ، وقوله : فذاقُوا وبالَ أَمرِهم .
وأَذَقْته إِياه ، وتَذواقَ القومُ الشيء كذاقُوه ؛ قال ابن مُقْبِل : يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالاً مُنعَّمةً ، هَزَّ الشَّمالِ ضُحىً عَيْدانَ يَبْرِينا أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَه أَيدي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا (* قوله « التجار » في الأساس : الكماة ).
والمعروفُ تداوله .
ويقال : ما ذُقت ذَواقاً أَي شيئاً ، وهو ما يُذاق من الطعام .
"
المعجم: لسان العرب
-
أذن
- " أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً : عَلِم .
وفي التنزيل العزيز : فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله ؛ أَي كونوا على عِلْمٍ .
وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به : أَعْلَمَه ، وقد قُرئ : فآذِنوا بحربٍ من الله ؛ معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله .
ويقال : قد آذَنْتُه بكذا وكذا ، أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ، ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا .
ويقال : أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً ، بكسر الهمزة وجزمِ الذال ، واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً .
وأَذَّنْتُ : أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء .
والأَذانُ : الإعْلامُ .
وآذَنْتُكَ بالشيء : أَعْلمتُكه .
وآذَنْتُه : أَعْلَمتُه .
قال الله عز وجل : فقل آذَنْتُكم على سواءٍ ؛ قال الشاعر : آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً : عَلِمَ به .
وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي : كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به .
ويقال : أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ .
وقوله عز وجل : وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ ؛ أَي إعْلامٌ .
والأَذانُ : اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ ، وهو المصدر الحقيقي .
وقوله عز وجل : وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم ؛ معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم ، وقوله عز وجل : وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله ؛ معناه بِعلْمِ الله ، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله ، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه .
ويقال : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ، ويكون بإِذْنِه بأَمره .
وقال قومٌ : الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ؛
وأَنشدوا : طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ، ولم تكُنْ بها رِيبةٌ ، مما يُخافُ ، تَريب ؟
قال ابن بري : الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ ، مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ ، قال : وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ ؛ قال ابن سيده : وبيت امرئ القيس : وإني أَذِينٌ ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ، بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا (* في رواية أخرى : وإني زعيمٌ ).
أَذينٌ فيه : بمعنى مُؤْذِنٍ ، كما ، قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع .
والأَذِين : الكفيل .
وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال : أَذِينٌ أَي زَعيم .
وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي .
وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً : أَباحَهُ له .
واسْتَأْذَنَه : طَلَب منه الإذْنَ .
وأَذِنَ له عليه : أَخَذَ له منه الإذْنَ .
يقال : ائْذَنْ لي على الأمير ؛ وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث : وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي ، إذا شئتُ ، قادِرُ وقول الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ ، فإني حَمْؤُها وجارُها .
قال أَبو جعفر : أَراد لِتأْذَنْ ، وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم ، وقرئ : فبذلك فَلْتِفْرَحوا .
والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وقال : تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً : اسْتَمَعَ ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ : إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي ، وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنو ؟
قال ابن سيده : وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع .
وفي الحديث : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن ؛ قال أَبو عبيد : يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به .
يقال : أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ؛ قال عديّ : أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل : وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ ؛ أَي اسْتَمعَتْ .
وأَذِنَ إليهِ أَذَناً : استمع إليه مُعْجباً ؛
وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم : فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً ، أَذِنَّ إلى الحديثِ ، فهُنَّ صُورُ وقال عديّ : في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له ، وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : فلا وأَبيك خَيْر منْك ، إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ : اسْتَمع ومالَ .
والأُذْنُ والأُذُنُ ، يخفَّف ويُثَقَّل : من الحواسّ أُنثى ، والذي حكاه سيبويه أُذْن ، بالضم ، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك ، وتصغيرها أُذَيْنة ، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر ، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً .
ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ : مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له ؛ وصَفُو به كما ، قال : مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة .
قال أَبو علي :، قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد .
قال ابن بري : ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ، ولا يثنى ولا يجمع ، قال : وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما ، قالوا للمرأَة : ما أَنتِ إلا بُطَين .
وفي التنزيل العزيز : ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ، ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويقول : إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ ، فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ .
وقوله تعالى : أُذُنُ خيرٍ لكم ، أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ، ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به .
وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم : هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه .
ورجل أُذانِيّ وآذَنُ : عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما ، وكذلك هو من الإبلِ والغنم ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ .
وفي حديث أَنس : أَنه ، قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابن الأَثير : قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ، ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ ، وقيل : إن هذا القول من جملة مَزْحه ، صلى الله عليه وسلم ، ولَطيف أَخلاقه كما ، قال للمرأَة عن زوجها : أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً ، فهو مأْذونٌ : أَصاب أُذُنَه ، على ما يَطَّرِد في الأَعضاء .
وأَذَّنَه : كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ، ومن كلامهم : لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ ؛ الجابهُ : الواردُ ، وقيل : هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزةُ : السَّقْية من الماء ، يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك .
وأُذِنَ : شكا أُذُنَه ؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ، ولذلك ، قال بعض المُحاجِين : ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ .
وقال أَبو حنيفة : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه .
وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه ، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه ، وكلُّه مؤنث .
وأُذُنُ العَرفج والثُّمام : ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ ، وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ .
وآذانُ الكيزانِ : عُراها ، واحدَتها أُذُنٌ .
وأُذَيْنةُ : اسم رَجُلٍ ، ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية ، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو ، وقيل : أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن .
وبنو أُذُنٍ : بطنٌ من هوازن .
وأُذُن النَّعْل : ما أَطافَ منها بالقِبال .
وأَذَّنْتُها : جعلتُ لها أُذُناً .
وأَذَّنْتُ الصبيَّ : عرَكْتُ أُذُنَه .
وأُذُنُ الحمارِ : نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر ، وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد ، وفيه حلاوة ؛ عن أَبي حنيفة .
والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ : النّداءُ إلى الصلاة ، وهو الإعْلام بها وبوقتها .
قال سيبويه : وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ ، فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ، ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ ، وآذَنْتُ أََعلمْت .
وقوله عز وجل : وأَذِّنْ في الناس بالحجّ ؛ روي أَنَّ أَذان إبراهيم ، عليه السلام ، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى : أَيّها الناس ، أَجيبُوا الله ، يا عباد الله ، أَطيعوا الله ، يا عباد الله ، اتقوا الله ، فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض ، فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج ، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم ، عليه السلام .
وروي أَن أَذانه بالحجّ كان : يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ .
والأَذِينُ : المُؤذِّنُ ؛ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش : شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً ، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ : الطَّرْدُ .
والمِئْذنةُ : موضعُ الأَذانِ للصلاة .
وقال اللحياني : هي المنارةُ ، يعني الصَّومعةَ .
أَبو زيد : يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة ؛ قال الشاعر : سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة : معروف ، والأَذِينُ مثله ؛ قال الراجز : حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً ، جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ ، فهل لكم ، يا خُزْرَ تَغْلِبَ ، من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً ، أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى ، بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً ، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت : هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً ، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري : والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً .
قال : وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن ، قال : والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة ؛
وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي : سَحْقاً ، وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ : اسمُ التأْذين ، كالعذاب اسم التّعذيب .
قال ابن الأَثير : وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان ، وهو الإعلام بالشيء ؛ يقال منه : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً ، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة .
والأَذانُ : الإقامةُ .
ويقال : أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه ، قال : وهذا حرفٌ غريب ؛ قال ابن بري : شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق : وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي ، فَوْقَها ، بأَذان وفي الحديث : أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال ، عليه السلام : قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن ؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة ؛ التَّقْريسُ : التَّبْريدُ ، والشِّنان : القِرَبْ الخُلْقانُ .
وفي الحديث : بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض .
وأَذَّنَ الرجلَ : ردَّه ولم يَسْقِه ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا ؛ قال ابن سيده : وهذا هو المعروف ، وقيل : أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ، وهو مذكور في موضعه .
وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم .
وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم ؛ قال : فقلتُ : تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً ، والاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل : وإذ تأَذَّنَ ربُّك ؛ قيل : تَأَذَّن تأَلَّى ، وقيل : تأَذَّنَ أَعْلَم ؛ هذا قول الزجاج .
الليث : تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى ، كما يقال : أَيْقَن وتَيَقَّنَ .
ويقال : تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم ، يكون في التهديد والنَّهيْ ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ .
والمُؤْذِنُ : مثل الذاوي ، وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ .
وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ ، فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ ؛ قال الراعي : وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب : والأذَنُ التِّبْنُ ، واحدته أَذَنةٌ .
وقال ابن شُميل : يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة .
والأََذَنَةُ : خوصةُ الثُّمامِ ، يقال : أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه .
ابن شميل : أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته ، وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته ، وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها ، وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ، ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً .
ابن سيده : وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى ، وقالوا : ذَنْ لا أَفعلَ ، فحذفوا همزة إذَنْ ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً ، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف ، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين ، فإنْ قلت : فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب : إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف ، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان ، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن .
الجوهري : إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ ، إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير ؛
وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ ، قال : وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ : ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه ، إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروب ؟
قال الجوهري : إذا ، قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ ، قلتَ : إذَنْ أُكْرمَك ، وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ : أُكْرِمُكَ إذنْ ، فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل ، لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة ، وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا ، كما تقول زيدَا ، وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً ، كقولك : أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء ، وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ ، إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ .
"
المعجم: لسان العرب
-
دله
- " الدَّلْهُ والدَّلَهُ : ذهابُ الفُؤاد من هَمٍّ أَو نحوه كما يَدْلَهُ عقل الإِنسان من عشق أَو غيره ، وقد دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه .
والمرأَةُ تَدَلَّهُ على ولدها إِذا فَقَدَتْه .
ودُلِّهَ الرجلُ : حُيِّرَ ، ودُلِّهَ عقلُه تَدْلِيهاً .
والمُدَلَّهُ : الذي لا يحفظ ما فَعل ولا ما فُعِلَ به .
والتَّدَلُّه : ذهابُ العقل من الهَوى ؛
أَنشد ابن بري : ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ
ويقال : دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّره وأَدْهَشَه ، ودَلهِ هو يَدْلَهُ .
ابن سيده : ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا .
والدَّلُوه من الإبل : التي لا تكاد تَحِنُّ إلى إلْفٍ ولا ولد ، وقد دَلَهَتْ عن إلْفِها وولدها تَدْلَهُ دُلُوهاً ، وذهب دَمُه دَلْهاً ، بالتسكين ، أَي هَدَراً .
أَبو عبيد : رجل مُدَلَّه إذا كان ساهي القلب ذاهب العقل ، وقال غيره : رجل مُتَلَّه ومُدَلَّه بمعنى واحد .
ورجل دَالِهٌ ودالِهَةٌ : ضعيف النَّفْس .
وفي حديث رُقَيْقَة : دَلَّهَ عقلي أَي حَيَّره وأَذْهبه .
"
المعجم: لسان العرب
-
حرج
- " الحِرْجُ والحَرَجُ : الإِثمُ .
والحارجُ : الآثم ؛ قال ابن سيده : أُراه على النسب ، لأَنه لا فعل له .
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ : الكافُّ عن الإِثم .
وقولهم : رجل مُتَحَرِّجٌ ، كقولهم : رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن نفسه .
ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه ؛ قال الأَزهري : وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها ؛ وقال :، قال ذلك أَحمد بن يحيى .
وأَحْرَجَه أَي آثمه .
وتَحَرَّجَ : تأَثَّم .
والتحريج : التضييق ؛ وفي الحديث : حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ .
قال ابن الأَثير : الحَرَجُ في الأَصل الضيق ، ويمقع على الإِثم والحرام ؛ وقيل : الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ ؛ فمعناه أَي لا بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم ، وإِن استحال أَن يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول ، وأَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك ، لا أَن تَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب .
ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم العجائب ؛ وقيل : معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته ، حقّاً كان أَو باطلاً ، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ ، بخلاف الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته ؛ وقيل : معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله ، عليه السلام ، في أَوّل الحديث : بَلِّغُوا عَنِّي ؛ على الوجوب ، ثم أَتبعه بقوله : وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم .
قال : ومن أَحاديث الحرج قوله ، عليه السلام ، في قتل الحيات : فَلْيُحَرِّجْ عليها ؛ هو أَن يقول لها : أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق ، إِن عُدْتِ إِلينا فلا تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل .
قال : ومنها حديث اليتامى : تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم ؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم .
وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به ، مِن الحَرَج ، الإِثم والضيق ؛ ومنه الحديث : اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين : اليتيم والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما ؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة : كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج .
قال ابن الأَثير : وورد الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى .
ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ : ضَيِّق الصَّدْرِ ؛
وأَنشد : لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ والحَرَجُ : الضِّيق .
وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً : ضاق فلم ينشرح لخير ، فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ ، فمن ، قال حَرِج ، ثَنَّى وجَمَعَ ، ومَن ، قال حَرَجٌ أَفرد ، لأَنه مصدر .
وقوله تعالى : يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً ؛ قال الفراء : قرأَها ابن عباس (* قوله « قرأها ابن عباس إلخ » كذا بالأصل .) وعمر ، رضي الله عنهما ، حَرَجاً ، وقرأَها الناس حَرِجاً ؛ قال : والحَرَجُ فيما فسر ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ ؛ قال : وكذلك صدر الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ ؛ قال : وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ والوَحِدِ ، والفَرَدِ والفَرِدِ ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ .
وقال الزجاج : الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا .
قال : ومَ ؟
قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره ، ومن ، قال حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلاً ؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ ، ودَنِفٌ نَعْتٌ ؛ الجوهري : ومكان حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر .
والحَرِجُ : الذي لا يكاد يَبْرَح القتالَ ؛
قال : مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ : الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام .
والحَرِجُ : الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر ، وهذا ضيق أَيضاً .
وحَرِجَ إِليه : لَجَأَ عن ضِيقٍ .
وأَحْرَجَه إِليه : أَلْجَأَهُ وضَيَّق عليه .
وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه ، وأَحْرَجْتُ فلاناً : صيرته إِلى الحَرَجِ ، وهو الضيق ، وأَحْرَجْتُهُ : أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ ، بمعنىً واحدٍ ؛ ويقال : أَحْرَجَني إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ .
وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ : أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه .
وحَرِجَ الغُبارُ ، فهو حَرِجٌ : ثار في موضع ضَيِّقٍ ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ ؛
قال : وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها ، يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَل ؟
قال الأَزهري :، قال الليث : يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه ؛ وقال لبيد : حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ ؛
قال : ومَا أَبْهَمَتْ ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ ؛ قال ذو الرمة : تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ ، وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ وقيل : معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر .
الأَزهري : الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه فَرَقاً وغيظاً .
وحَرِجَ عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر ، فحرم عليه لضيق وقته .
وحَرِجَتِ الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً : حرمت ، وهو من الضيق لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق .
وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم .
ويقال : أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها ؛ ويقال : أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات ؟ يريد بثلاث تطليقات .
الأَزهري : وقرأَ ابن عباس ، رضي الله عنهما : وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام ؛ وقرأَ الناس : وحَرْثٌ حِجْرٌ .
الجوهري : والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ ، وهو الإِثم ؛ قال : حكاه يونس .
والحَرَجَةُ : الغَيْضَةُ لضيقها ؛ وقيل : الشجر الملتف ، وهي أَيضاً الشجرة تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ ، وهي ما رَعَى من المال .
والجمع من كل ذلك : حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ ؛ قال الشاعر : أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ ، حِينَ تَحَمَّلُوا ، بذِي سَلَمٍ ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ وحِرَاجٌ ؛ قال رؤبة : عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ ، شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وهي المَحاريجُ .
وقيل : الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ ؛ وقيل : هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر ؛ وقيل : هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر ؛ قال أَبو زيد : سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها .
وقال الجوهري : الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر .
قال الأَزهري :، قال أَبو الهيثم : الحِراجُ غِياضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها ؛ قال العجاج : عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ ، يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وفي حديث حنين : حتى تركوه في حَرَجَةٍ ؛ الحَرَجَة ، بالفتح والتحريك : مجتمع شجر ملتف كالغيضة .
وفي حديث معاذ بن عمرو : نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في مثل الحَرَجَةِ .
والحديث الآخر : إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ وعِضَاه .
وحِراجُ الظلماء : ما كَثُفَ والتفَّ ؛ قال ابن ميادة : أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ ، ودُونَها حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ ، يَعْشَى غُرابُها ؟ خص الغرابَ لحدّة البصر ، يقول : فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغيره ؟ والحَرَجَةُ : الجماعة من الإِبل ، قال ابن سيده : والحَرَجَةُ مائة من الإِبل .
وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق ؛ وقيل : معظمه ، وقد حكيت بجيمين .
والحَرَجُ : سرير يحمل عليه المريض أَو الميت ؛ وقيل : هو خشب يُشدُّ بعضه إِلى بعض ؛ قال امرؤُ القيس : فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ على حَرَجٍ ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابن بري : أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه ، وأَراد بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها .
وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها .
وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ ، وكان معه في بلاد الروم ، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ يحمل فيه ؛ والقَرُّ : مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج .
قال : كذا ذكره أَبو عبيد ، وقال غيره : هو الهودج .
الجوهري : الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى ، وربما وضع فوق نعش النساء .
قال الأَزهري : وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت ، وهو سريره .
قال الأَزهري : وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة : يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ ، وكَأَنَّهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها ، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته .
قال ابن سيده : والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس .
والحَرَجُ والحِرْجُ : الشَّحَصُ .
والحَرَجُ من الإِبل : التي لا تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ ؛ قال لبيد : حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَل ؟
قال الأَزهري : هذا قول الليث ، وهو مدخول .
والحَرَجُ والحُرْجُوجُ : الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض ؛ وقيل : الشديدة ، وقيل : هي الضامرة ، وجمعها حَراجِيجُ .
وأَجاز بعضهم : ناقة حُرْجُجٌ ، بمعنى الحُرْجُوجِ ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ ، بالضم .
وفي الحديث : قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ ، وهي الناقة الطويلة ؛ وقيل الضامرة ، وقيل : الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب ؛
قال : أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ ، بِرَحْلِيَ ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ : الريح الباردة الشديدة ؛ قال ذو الرمة : أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها ، مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً : حَكَّ بعضَها إِلى بعض من الحَرَدِ ؛ قال الشاعر : ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ ، به أُوَامُ والحِرْجُ ، بكسر الحاء : القطعة من اللحم ، وقيل : هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن ، والكلابُ تطمع فيها .
قال الأَزهري : الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده ، والجمع أَحْرَاجٌ ؛ قال جَحْدرٌ يصف الأَسد : وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ ، حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ وقال الطرماح : يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ ، والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره ؛ شبَّه الكلاب في سرعتها بالزنابير ، وهي الثَّوْلُ .
وقال الأَصمعي : أَحْرِجْ لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ .
وقال المفضل : الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع ؛ قال الشاعر : وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ مُجَفَّفَةً ، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ : الوَدَعَةُ ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ ؛ وقول الهذلي : أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا ؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ ، فإِما أَن يكون البياضُ لَوْنَهما ، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما ، وكان هذان الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك .
والمضفر : المقتول كالضفيرة .
والحِرْجُ : قلادة الكلب ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ ؛
قال : بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ حْرَاجَ ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري : ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ ؛
وأَنشد في ترجمة عضرس : مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها ، إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ ، عَضْرَسُ (* قوله « إِذا أَيه » كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح ، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن ، والضمير في عيونها يعود على الكلاب ، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه .) مُحَرَّجَةٌ : مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج ، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ .
وحُصٌّ : قد انْحَصَّ شَعَرُها ، وقال الأَصمعي في قوله : طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَة ؟
قال : مُحَرَّجَةٌ : في أَعناقها حِرْجٌ ، وهو الوَدَعُ .
والوَدَعُ : خرز يعلق في أَعناقها .
الأَزهري : والحِرْجُ القلادة لكل حيوان .
قال : والحِرْجُ : الثياب التي تُبسط على حبل لِتَجَفَّ ، وجمعها حِراجٌ في جميعها .
والحِرْجُ : جماعة الغنم ، عن كراع ، وجمعه أَحْرَاجٌ .
والحُرْجُ : موضعٌ معروف .
"
المعجم: لسان العرب
-
دلا
- " الدَّلْوُ : معروفة واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها ، تذكَّر وتؤنَّث ؛ قال رؤبة : تَمْشي بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتأْنيث أَعلى وأَكثر ، والجمع أَدْلٍ في أَقل العدد ، وهو أَفْعُلٌ ، قلبت الواو ياء لوقوعها طرفاً بعد ضمة ، والكثير دِلاءٌ ودُليٌّ ، على فُعولٍ ، وهي الدَّلاةُ والدَّلا بالفتح والقصر ، الواحدة دَلاةٌ ؛ قال الجُمَيح : طامي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا وأَنشد ابن بري هذا البيت ونسبه للشماخ ؛
وأَنشد لآخر : إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما ، يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما (* قوله « مخج الدلا » ضبط الدلا هنا بالفتح ، وضبط في غير موضع من اللسان وغيره بكسر الدال ).
وأَنشد لآخر في المفرد : دَلْوَكَ إني رافعٌ دَلاتي وأَنشد لآخر : أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتي وقوله في حديث عثمان ، رضي الله عنه : تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاة ؛ قال ابن الأَثير : هو جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ ، وهو النازِعُ في الدَّلْوِ المُسْتَقِي بها الماءَ من البئر .
يقال : أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إذا أَرسلتها في البئر ، ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا أَخرجْتها ، ومعنى الحديث تواضعت لكم وتَطامَنْتُ كما يَفْعَل المُستقي بالدَّلْوِ .
ومنه حديث ابن الزبير : أَن حبَشِيّاً وقع في بئرِ زمزم فأَمرَهُم أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه ، وقيل : الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلاً جمع فَلاةٍ .
والدَّلاة أَيضاً : الدَّلْوُ الصغيرة ؛ وقول الشاعر : آلَيْتُ لا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا دَلاتَهُ ، إني أُحِبُّ الأَسْوَدا يريد بِدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ ، والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه .
ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها إذا أَرْسَلْتها في البئر لِتَسْتَقِيَ بها أُدْليها إدلاءً ، وقيل : أَدْلاها أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بها ، ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها ، تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أَخرجَتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأى ؛ قال الراجز العجاج : يَنْزِعُ من جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال أََي نَزْعُ النازعِ .
ودَلَوْتُ الدَّلْوَ : نَزَعْتُها .
قال الجوهري : وقد جاء في الشعر الدَّالي بمعنى المُدْلي ؛ وهو قول العجاج : يَكْشِفُ ، عن جَمَّاتِه ، دَلْوُ الدَّالْ عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ يعني المُدْليَ ؛ قال ابن بري : ومثله لرؤبة : يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي أي مُغْضٍ ، قال : وقال عليّ بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة في تفسير بيت العجاج آخرهم ثعلب ، قال : يعني كونهم قَدَّرُوا الدَّاليَ بمعنى المُدْلي ؛ قال ابن حمزة : وإنما المعنى فيه أَنه لما كان المُدْلي إذا أَدْلى دَلْوَه عادَ فَدَلاها أَي أَخرجها مَلأَى ، قال دَلْوُ الدَّالْ كما ، قال النابغة : مِثْل الإماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما وإنما تحملها عند الرَّواح ، فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ ، قال : مثل الإماء الغَوادِي .
ويقال : دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها .
وفي قصة يوسف : فأَدْلَى دَلْوَهُ ، قال يا بُشْرَى .
ودَلَوْتُ بفلان إليك أَي اسْتَشْفَعْتُ به إليك .
قال عمر لما اسْتَسْقَى بالعباس ، رضي الله عنهما : اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إليك بعَمِّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقَفِيَّةِ آبائِه وكُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا به إليكَ مُسْتَشْفِعين ؛ قال الهروي : معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا ؛ قال ابن سيده : وأُرَى معناه أَنهم تَوَسَّلُوا بالعباس إلى رَحْمةِ الله وغِياثِه كما يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلى الماء ؛ قال ابن الأَثير : هو من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ به إلى الماء ، وقيل : أَراد به أَقْبَلْنا وسُقْنَا ، من الدَّلْوِ وهو السَّيْرُ الرَّفِيقُ .
وهو يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ بها .
والدَّلْوُ : سِمَةٌ للإبل .
وقولهم : جاء فلانٌ بالدَّلْوِ أَي بالدَّاهِيةِ ؛ قال الراجز : يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا ، والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَ (* قوله « يحملن عنقاء إلخ » كذا أنشده الجوهري وقال في التكملة : الإنشاد فاسد والرواية : أنعت أعياراً رعين كيرا * يحملن عنقاء وعنقفيرا وأم خشاف وخشفيرا * والدلو والديلم والزفيرا ثم ، قال : والكيراسم موضع بعينه ).
والدَّلْوُ : بُرْجٌ من بُرُوج السماء معروف ، سمي به تشبيهاً بالدَّلْو .
والدَّاليةُ : شيءٌ يُتَّخذُ من خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى به بحِبالٍ تشد في رأْس جِذْعٍ طويل ؛ قال مِسْكِين الدارمي : بأَيْدِيهِمْ مَغارِفُ من حَديدٍ يُشَبِّهُها مُقَيَّرَةَ الدَّوَالِي والدَّالِيَةُ : المَنْجَنُون ، وقيل : المَنْجَنُون تُدِيرُها البَقَرَةُ ، والناعُورَة يُديرُها الماء .
ابن سيده : والدَّالِيَةُ الأَرض تُسْقَى بالدَّلْو والمَنْجَنُون .
والدَّوَالِي : عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ وعَناقِيدُه أَعْظَم العناقِيدِ كُلِّها تَرَاها كأَنَّها تُيُوس معلَّقة ، وعِنَبه جافٌّيتَكَسَّر في الفم مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ ؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة : وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه : أَخرج جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ ، وكذلك أَدْلَى العَيْرُ ودَلَّى ؛ قيل لابْنَةِ الخُسِّ : مَا مائَةٌ منَ الحُمُر ؟، قالت : عازِبَةُ اللَّيْل وخِزْيُ المَجْلِس ، لا لَبَنَ فَتُحْلَبَ ولا صُوفَ فَتُجَزِّ ، إنْ رُبِطَ عَيْرُها دَلَّى وإن أَرْسَلْتَه وَلَّى .
والإنسانُ يُدْلِي شيئاً في مَهْوَاةٍ ويَتَدَلَّى هو نَفْسُه .
ودَلَّى الشيءَ في المَهْواةِ : أَرْسَلَهُ فيها ؛
قال : مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ في هُوَّةٍ ضَنْكٍ ، ولَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِيقْ أَي بالخروج من المَضِيق ، وتَدَلَّيْتُ فيها وعليها ؛ قال لبيد يصف فرساً : فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً ، وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه وهو عَلَى فَرَسِه راكبٌ .
ولا يكون التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ إلى اسْتِفَال ، تَدَلَّى من الشجرة .
ويقال : تَدَلَّى فلانٌ علينا من أَرض كذا وكذا أي أَتانا .
يقال : من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ علينا ؛ قال أُسامة الهذلي : تَدَلَّي عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ ، لَهُ طِحْلِبٌ ، في مُنْتَهَى القيضِ ، هامِدُ وقوله تعالى : فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ .
قال أَبو إسحق : دلاَّهُما في المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما ، وقال غيره : فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما ؛ ومنه قول أَبي جُنْدُب الهذلي : أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ ، ومَنْ أُجِرْهُ ، فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ أَحُصُّ : أَمْنَع ، وقيل : أَحُصُّ أَقْطَع ذلك ، وقوله : كَمَنْ يُدَلَّى أَي يُطْمَع ؛ قال أَبو منصور : وأَصله الرجل العَطْشانُ يُدَلَّى في البئر ليَرْوَى من مَائِها فلا يجدُ فيها ماءً فيكون مُدَليِّاً فيها بالغُرورِ ، فوُضِعَت التَّدْلِيَة موضع الإطْمَاع فيما لا يُجْدِي نَفْعاً ؛ وفيه قول ثالث : فَدَلاَّهُما بغرور ، أَي جَرَّأهما إبليس على أَكْلِ الشجرة بغُرره ، والأَصلُ فيه دَلَّلهما ، والدَّالُ والدَّالَّةُ : الجُرْأَة .
الجوهري : ودلاَّه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فيما أَراد من تَغْرِيره وهو من إدْلاءِ الدَّلْو .
وأَما قوله عز وجل : ثم دَنَا فَتَدَلَّى ؛ قال الفراء : ثم دَنَا جبريل من محمد فتَدَلَّى كأَنَّ المعنى ثم تَدَلَّى فَدَنا ، قال : وهذا جائز إذا كان المَعْنى في الفعلين واحداً .
وقال الزجاج : معنى دَنَا فَتَدَلَّى واحد لأَن المعنى أَنه قرب فَتَدَلَّى أَي زاد في القُرْب ، كما تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ .
قال الجوهري : ثم دَنَا فَتَدَلَّى ، أَي تَدَلَّل كقوله : ثم ذهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ؛ أَي يَتَمَطَّطُ .
وفي حديث الإسْراء : فَتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ ؛ التَّدَلِّي : النزولُ من العُلْو ؛ قال ابن الأَثير : والضميرُ لجبريل ، عيه الصلاة والسلام .
وأَدْلَى بحُجَّتِه : أَحْضَرَها واحْتجَّ بها .
وأَدْلَى إليه بِمالِه : دَفَعه .
التهذيب : وأَدْلَى بمالِ فلان إلى الحاكِمِ إذا دَفَعَه إليه ؛ ومنه قوله تعالى : وتُدْلُوا بها إلى الحكام ؛ يعني الرِّشْوَةَ .
قال أَبو إسحق : معنى تُدْلُوا في الأَصل من أَدْلَيْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها ، قال : ومعنى أَدْلَى فلان بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بها على صحة ، قال : فمعنى قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أَي تَعْمَلون على ما يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون في الأَمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من أَمْوالِ الناسِ بالإثْمِ ، كأَنه ، قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ ؛ وقال الفراء : معناه لا تأْكُلوا أَمْوالكم بينكم بالباطل ولا تُدْلُوا بها إلى الحُكَّام ، وإن شئتَ جَعلْتَ نصبَ وتُدْلُوا بها إذا أَلْقَيْتَ منها لا على الظَّرْفِ ، والمعنى لا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكم حقّاً لغيركم وأَنتم تعلمون أَنه لا يحل لكم ؛ قال أَبو منصور : وهذا عندي أَصح القولين لأَن الهاء في قوله وتُدْلوا بها للأَموال وهي ، على قول الزجاج ، للحُجّة ولا ذكر لها في أَول الكلام ولا في آخره .
وأَدْلَيْت فيه : قلت قولاً قبيحاً ؛ قال : ولو شئتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ عَلانِيَةً ، أَو ، قالَ عِنْدِيَ في السِّرِّ ودَلَوْتُ الناقَةَ والإبِلَ دَلْواً : سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً رُوَيْداً ؛
قال : لا تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا ، إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا وقال الشاعر : لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها ، لَبِئْسما بُطْءٌ ولا نَرْعاها وادْلَوْلى أَي أَسْرَع ، وهي افْعَوْعَلَ .
ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته .
قال ابن بري : المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ ؛ قال كثير : أَلا يا لَقَوْمي ، للنِّوى وانْفِتَالِها وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدالِها وقول الشاعر : كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة ، إذا تَدَلَّت بِهِ ، أَو شارِبٌ ثَمِلُ يجوز أَن يكون تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذي هو السَّوْق الرَّفِيقُ كأَنَّه دَلاَّها فَتَدَلَّت ، قال : ويجوز أَن يكون أَراد تَدَلَّلَت من الإدْلالِ ، فكره التضعيف فحوّل إحدى اللامين ياء كما ، قالو تظنيت في تظننت .
ابن الأَعرابي : دَلِيَ إذا ساقَ ودَلِيَ إذا تَحَيَّر ، وقال : تَدَلَّى إذا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ ، وتَدَلَّى تواضَعَ .
ودالَيْتُه أَي دارَيْتُه .
"
المعجم: لسان العرب
-
حقل
- " الحَقْل : قَرَاح طَيّب ، وقيل : قَرَاح طيب يُزْرَع فيه ، وحكى بعضهم فيه الحَقْلة .
أَبو عمرو : الحَقْل الموضع الجادِس وهو الموضع البِكْرُ الذي لم يُزْرَع فيه قط .
وقال أَبو عبيد : الحَقْل القَرَاح من الأَرض .
ومن أَمثالهم : لا يُنْبِت البَقْلة إِلا الحَقْلة ، وليست الحَقْلة بمعروفة .
قال ابن سيده : وأُراهم أَنَّثُوا الحَقْلة في هذا المثل لتأْنيث البَقْلة أَو عَنَوا بها الطائفة منه ، وهو يضرب مثلاً للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس .
والحَقْل : الزرع إِذا اسْتَجْمَع خروجُ نباته ، وقيل : هو إِذا ظهر ورقه واخْضَرَّ ؛ وقيل : هو إِذا كثر ورقه ، وقيل : هو الزرع ما دام أَخضر ، وقد أَحْقَل الزرعُ ، وقيل : الحَقْل الزَّرع إِذا تَشَعَّب ورقُه من قبل أَن تَغْلُظ سوقه ، ويقال منها كُلِّها : أَحْقَل الزرعُ وأَحْقَلَت الأَرضُ ؛ قال ابن بري : شاهده قول الأَخطل : يَخْطُر بالمِنْجَل وَسْطَ الحَقْلِ ، يَوْم الحَصَاد ، خَطَرَانَ الفَحْلِ وفي الحديث : ما تصنعون بمحَاقِلِكم أَي مَزَارعكم ، واحدتها مَحْقَلة من الحَقْل الزرعِ ، كالمَبْقَلة من البَقْل .
قال ابن الأَثير : ومنه الحديث كانت فينا امرأَة تَحْقِل على أَرْبعاءَ لها سِلْقاً ، وقال : هكذا رواه بعض المتأخرين وصوّبه أَي تَزْرع ، قال : والرواية تَزْرَع وتَحْقِل ؛ وقال شمر :، قال خالد بن جَنْبَة الحَقْل المَزْرَعة التي يُزْرَع فيها البُرُّ ؛
وأَنشد : لَمُنْداحٌ من الدَّهْنَا خَصِيبٌ ، لِتَنْفَاح الجَنوبِ به نَسيم أَحَبُّ إِليَّ من قُرْيان حِسْمَى ، ومن حَقْلَيْن بينهما تُخُوم وقال شمر : الحَقْلُ الروضة ، وقالوا : موضع الزرْع .
والحاقِلُ : الأَكَّار .
والمَحاقِل : المَزَارع .
والمُحاقَلة : بيع الزرع قبل بدوّ صلاحه ، وقيل : بيع الزرع في سُنْبُله بالحِنْطة ، وقيل : المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أَو أَقل من ذلك أَو أَكثر وهو مثل المُخابَرة ، وقيل : المُحاقلة اكتراء الأَرض بالحِنْطة وهو الذي يسميه الزَّرّاعون المُجارَبة ؛ ونهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن المُحاقَلة وهو بيع الزرع في سنبله بالبُرّ مأْخوذ من الحقل القَراحِ .
وروي عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء ما المُحاقَلة ؟، قال : المُحاقَلة بيع الزرع بالقَمْح ؛ قال الأَزهري : فإِن كان مأْخوذاً من إِحْقال الزرع إِذا تَشَعَّب فهو بيع الزرع قبل صلاحه ، وهو غَرَر ، وإِن كان مأْخوذاً من الحَقْل وهو القَرَاح وباع زرعاً في سنبله نابتاً في قَراح بالبُرّ ، فهو بيع بُرٍّ مجهول بِبُرٍّ معلوم ، ويدخله الربا لأَنه لا يؤمن التفاضل ، ويدخله الغَرَر لأَنه مُغَيَّب في أَكمامه .
وروى أَبو العباس عن ابن الأَعراب ؟
قال : الحَقْل بالحَقْل أَن يبيع زرعاً في قَرَاح بزرع في قَراح ؛ قال ابن الأَثير : وإِنما نهى عن المُحَاقَلة لأَنهما من المَكِيل ولا يجوز فيه إِذا كانا من جنس واحد إِلا مِثْلاً بمثل ، ويداً بيد ، وهذا مجهول لا يدري أَيهما أَكثر ، وفيه النسيئة .
والمُحَاقَلة ، مُفَاعلة من الحَقْل : وهو الزرع الذي يزرع إِذا تَشَعَّب قبل أَن تَغْلُظ سُوقُه ، وقيل : هو من الحَقْل وهي الأَرض التي تُزْرَع ، وتسميه أَهل العراق القَرَاح .
والحَقْلة والحِقْلة ؛ الكسر عن اللحياني : ما يبقى من الماء الصافي في الحوض ولا ترى أَرضه من ورائه .
والحَقْلة : من أَدواء الإِبل ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري أَيّ داء هو ، وقد حَقِلَت تَحْقَل حَقْلة وحَقَلاً ؛ قال رؤبة يمدح بلالاً ونسبه الجوهري للعجاج : يَبْرُق بَرْق العارِضِ النَّغَّاص ذَاكَ ، وتَشْفي حَقْلة الأَمْراض وقال رؤبة : في بطنه أَحْقاله وبَشَمُه وهو أَن يشرب الماء مع التراب فيَبْشمَ .
وقال أَبو عبيد : مِنْ أَكلِ التراب مع البَقْل ، وقد حَقِلَت الإِبِلُ حَقْلة مثل رَحِمَ رَحْمة ، والجمع أَحْقال .
قال ابن بري : يقال الحَقْلة والحُقال ، قال : ودواؤه أَن يوضع على الدابة عدة أَكسية حتى تَعْرَق ، وحَقِل الفرسُ حَقَلاً : أَصابه وَجَع في بطنه من أَكل التراب وهي الحَقْلة .
والحِقْل : داء يكون في البطن .
والحِقْل والحُقال والحَقِيلة : ماء الرُّطْب في الأَمعاء ، والجمع حقائل ؛ قال : إِذا العَرُوض اضْطَمَّت الحَقائلا وربما صيره الشاعر حقلاً ؛ قال الأَزهري : أَراد بالرُّطْب البقول الرَّطْبة من العُشْب الأَخضر قبل هَيْج الأَرض ، ويَجْزَأُ المالُ حينئذ بالرُّطْب عن الماء ، وذلك الماء الذي تَجْزَأُ به النَّعَم من البُقول يقال له الحَقْل والحَقِيلة ، وهذا يدل على أَن الحَقْل من الزرع ما كان رَطْباً غَضًّا .
والحَقِيلة : حُشافة التَّمْر وما بَقِيَ من نُفاياته ؛ قال الأَزهري : لا أَعرف هذا الحرف وهو مُريب .
والحَقِيل : نبْتٌ ؛ حكاه ابن دريد وقال : لا أَعرف صحته .
وحَقِيل : موضع بالبادية ؛
أَنشد سيبويه : لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ ، تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومَتالِيا وحَقْل : واد بالحجاز .
والحَقْل ، بالأَلف واللام : موضع ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري أَين هو .
والحَوْقَلة : سرعة المَشْي ومقارَبةُ الخَطْو ، وقال اللحياني : هو الإِعْياء والضعف ؛ وفي الصحاح : حَوْقَلَ حَوْقَلة وحِيقالاً إِذا كَبِر وفَتَر عن الجماع .
وحَوْقَل الرجلُ إِذا مشى فأَعْيا وضَعُف .
وقال أَبو زيد : رَجُل حَوْقَل مُعْيٍ ، وحَوْقَل إِذا أَعْيا ؛
وأَنشد : مُحَوْقِلٌ وما به من باس إِلاَّ بَقايا غَيْطَل النُّعَاس وفي النوادر : أَحْقَل الرجلُ في الركوب إِذا لزِم ظهر الراحلة .
وحَوْقَل الرجلُ : أَدْبَر ، وحَوْقَل : نام ، وحَوْقَل الرجلُ : عَجَز عن امرأَته عند العُرْس .
والحَوْقَل : الشيخ إِذا فَتَر عن النكاح ، وقيل : هو الشيخ المُسِنُّ من غير أَن يُخَصَّ به الفاتر عن النكاح .
وقال أَبو الهيثم : الحَوْقَل الذي لا يقدر على مجامعة النساء من الكِبَر والضعف ؛
وأَنشد : أَقولُ : قَطْباً ونِعِمًّا ، إِنْ سَلَق لِحَوْقَلٍ ، ذِراعُه قد امَّلَق (* قوله « اقول قطباً إلخ » أورده الجوهري : وحوقل ذراعه قد املق * يقول قطباً ونعماً ان سلق ) والحَوْقَل : ذَكَر الرَّجُل .
الليث : الحَوْقَلة الغُرْمول اللَّيِّن ، وهو الدَّوْقَلة أَيضاً .
قال الأَزهري : هذا غَلَطٌ غَلِطَ فيه الليث في لفظه وتفسيره : والصواب الحَوْفَلة ، بالفاء ، وهي الكَمَرة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَقْل ، وهو الاجتماع والامتلاء ، وقال :، قال أَبو عمرو وابن الأَعراب ؟
قال : والحَوْقَلة : بالقاف ، بهذا المعنى خطأٌ .
الجوهري : الحَوْقَلة الغُرْمول اللَّيِّن ، وفي المتأَخرين من يقوله بالفاء ، ويزعم أَنه الكَمَرة الضَّخْمة ويجعله مأْخوذاً من الحَفْل وما أَظنه مسموعاً ، قال : وقلت لأَبي الغوث ما الحَوْقَلة ؟، قال : هَنُ الشيخ المُحَوْقِل .
وحَوْقَل الشيخُ : اعتمد بيديه على خَصْرَيْه ؛
قال : يا قومِ ، قد حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ وبَعْدَ حِيقالِ الرِّجالِ المَوْتُ
ويروى : وبَعْدَ حَوْقال ، وأَراد المصدر فلما استوحش من أَن تصير الواو ياء فَتَحه .
وحَوْقَله : دَفَعَه .
والحَوْقَلة : القارورة الطويلة العُنُق تكون مع السَّقَّاء .
والحَيْقَل : الذي لا خير فيه ، وقيل : هو اسم ؛ وأَما قول الراعي : وأَفَضْنَ بعد كُظومِهِنَّ بحَرّة ، من ذي الأَبارق ، إِذ رَعَيْن حَقِيلا فهو اسم موضع ؛ قال ابن بري : كُظومهن إِمساكهن عن الحَرَّة ، وقيل : حَقِيلاً نَبْتٌ ، وقيل : إِنه جَبَل من ذي الأَبارق كما تقول خرج من بغداد فتزوّد من المُخَرِّم ، والمُخَرِّم من بغداد ، ومثله ما أَنشده سيبويه في باب جمع الجمع : لها بحَقِيل فالنُّمَيرة منزِلٌ ، ترى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومتاليا وقد تقدم .
ويقال : احْقلْ لي من الشراب ، وذلك من الحِقْلة والحُقْلة ، وهو ما دون مِلْءِ القَدَح .
وقال أَبو عبيد : الحِقْلة الماء القليل .
وقال أَبو زيد : الحِقْلة البَقِيَّة من اللبن وليست بالقَلِيلة .
"
المعجم: لسان العرب
-
فأد
- " فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً : شواها .
وفي التهذيب : فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ .
والفَئِيدُ : ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار .
وإِذا شوي اللحمُ فوق الجمْرِ ، فهو مُفْأَدٌ وفئيد .
والأُفؤُودُ : الموضع الذي تُفْأَدُ فيه .
وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه : شواه .
والمِفْأَدَةُ : السَّفُّودُ ، وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته .
ولحم فَئِيدٌ أَي مشويٌّ .
والفِئد : الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود .
قال مرضاوي يخاطب خويلة : أَجارَتَنا ، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ عليَّ ، وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ ، وما ارتمتْ به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ (* قوله « ملوذر » أراد من الوذر ).
والمِفْأَدُ : ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به ؛ قال الشاعر : يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً مع الذئْبِ ، يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي
ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ .
ويقال : فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً ، والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ ، على أُفْعُول ، والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ .
ويقال : ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه .
والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ ، والجمع مفائِدُ (* قوله « والجمع مفائد » في القاموس والجمع مفائيد .) وافْتَأَدُوا : أَوقدوا ناراً .
والفئِيدُ : النارُ نفسُها ؛ قال لبيد : وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى ، وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ : موضع الوَقُود ؛ قال النابغة : سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ : التَّوَقُّد .
والفؤاد : القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه ، مذكر لا غير ؛ صرح بذلك اللحياني ، يكون ذلك لنوع الإِنسان وغيره من أَنواع الحيوان الذي له قلب ؛ قال يصف ناقة : كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ ، أَما فُؤادُها فَصَعْبٌ ، وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ والفؤادُ : القلب ، وقيل : وسَطُه ، وقيل : الفؤاد غِشاءُ القلبِ ، والقلبُ حبته وسُوَيْداؤُه ؛ وقول أَبي ذؤيب : رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه ، نِيافاً من البيضِ الحِسانِ العِطائِلِ رأَى ههنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني نيافاً ، وقد يكون نيافاً حالاً كأَنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار كأَن له عينين يراها بهما ؛ وقول الهذلي : فقامَ في سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى ، وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ يعني ببنات الجَوْف الأَفئدةَ ، والجمع أَفئدةٌ ؛ قال سيبويه : ولا نعلمه كُسِّر على غير ذلك .
وفي الحديث : أَتاكم أَهلُ اليمن هم أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قلوباً .
وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً : أَصاب فؤاده .
وفَئِدَ فَأَداً : شكا فُؤَادَه وأَصابه داء في فؤَاده ، فهو مَفؤُودٌ .
وفي الحديث : أَنه عاد سعداً وقال إِنك رجل مَفْؤُودٌ .
المفؤُودُ : الذي أُصيب فوادُه بوجه .
وفي حديث عطاء : قيل له : رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دماً أَحَدَثٌ هو ؟، قال : لا ؛ أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دماً .
ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ : لا فؤَادَ له ؛ ولا فِعْل له .
قال ابن جني : لم يُصَرِّفُوا منه فِعلاً ، ومفعول الصفة إِنما يأْتي على الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب ومقتول من قُتِلَ .
التهذيب : فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه .
"
المعجم: لسان العرب
-
حرب
- " الحَرْبُ : نَقِيضُ السِّلم ، أُنثى ، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ ، هذا قول السيرافي ، وتصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاءٍ ، روايةً عن العَرَب ، لأَنها في الأَصل مصدر ؛ ومثلها ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ ، أُنثى ، ونُيَيْبٌ وذُوَيْد ، تصغير ذَوْدٍ ، وقُدَيْرٌ ، تصغير قِدْرٍ ، وخُلَيْقٌ .
يقال : مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ ؛ كل ذلك تأْنيث يُصغَّر بغير هاءٍ .
قال : وحُرَيْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب .
وحكى ابن الأَعرابي فيها التذكير ؛
وأَنشد : وهْوَ ، إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه ، * كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُ ؟
قال : والأَعرَفُ تأْنِيثُها ؛ وإِنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة .
قال : وعندي أَنه إِنما حَمَله على معنى القَتْل ، أَو الهَرْج ، وجمعها حُرُوبٌ .
ويقال : وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ .
الأَزهري : أَنَّثُوا الحَرْبَ ، لأَنهم ذهَبُوا بها إلى الـمُحارَبةِ ، وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ ، يُذْهَبُ بهما إِلى الـمُسالمةِ فتؤَنث .
ودار الحَرْب : بلادُ المشركين الذين لا صُلْح بينهم وبين المسلمِين .
وقد حاربَه مُحارَبةً وحِراباً ، وتحَارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بمعنى .
ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ ، بكسر الميم ، ومِحْرابٌ : شَديدُ الحَرْبِ ، شُجاعٌ ؛ وقيل : مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ : صاحب حَرْبٍ .
وقوم مِحْرَبةٌ ورجُلمِحْرَبٌ أَي مُحارِبٌ لعَدُوِّه .
وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهه : فابعثْ عليهم رجُلاً مِحْرَباً ، أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب ، عارِفاً بها ، والميم مكسورة ، وهو من أَبْنية الـمُبالغة ، كالمِعْطاءِ ، من العَطاءِ .
وفي حديث ابن عباس ، رضي اللّه عنهما ، قال في عليّ ، كرم اللّه وجهه : ما رأَيتُ مِحْرَباًمِثلَه .
وأَنا حَرْبٌ لمن حارَبَني أَي عَدُوّ .
وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي مُحارِبُه .
وفلانٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ ، وإِن لم يكن مُحارِباً ، مذكَّر ، وكذلك الأَنثى .
قال نُصَيْبٌ : وقُولا لها : يا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتي ! * أَسِلْمٌ لَنا في حُبِّنا أَنـْتِ أَم حَرْبُ ؟ وقوم حَرْبٌ : كذلك .
وذهب بعضهم إِلى أَنه جمَع حارِبٍ ، أَو مُحارِبٍ ، على حذف الزائد .
وقوله تعالى : فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِن اللّهِ ورسولِه ، أَي بِقَتْلٍ .
وقوله تعالى : الذين يُحارِبونَ اللّهَ ورسولَه ، يعني الـمَعْصِيةَ ، أَي يَعْصُونَه .
قال الأَزهريّ : أَما قولُ اللّه تعالى : إِنما جَزاءُ الذين يُحارِبُونَ اللّهَ ورسولَه ، الآية ، فإِنَّ أَبا إِسحق النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ قولَ العلماءِ : إِنَّ هذه الآيةَ نزلت في الكُفَّارِ خاصَّةً .
وروي في التفسير : أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كان عاهَدَ النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَنْ لا يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، بسُوءٍ ، وأن لا يَمنَعَ من ذلك ، وأَن النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، لا يمنعُ مَن يريد أَبا بُرْدةَ ، فمرّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يريدون النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، فعَرَضَ أَصحابهُ لهم ، فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ ، فأَنزل اللّه على نبِيِّه ، وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه ، ومَن قَتَل ولم يأْخذِ المالَ قَتَلَه ، ومَن أَخَذ المالَ ولم يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه المال ، ورِجْلَه لإِخافةِ السَّبِيلِ .
والحَرْبةُ : الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ ، وجمعها حِرابٌ .
قال ابن الأَعرابي : ولا تُعَدُّ الحَرْبةُ في الرِّماح .
والحاربُ : الـمُشَلِّحُ .
والحَرَب بالتحريك : أَن يُسْلَبَ الرجل ماله .
حَرَبَه يَحْرُبه إِذا أَخذ ماله ، فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ ، مِن قوم حَرْبى وحُرَباءَ ، الأَخيرة على التشبيه بالفاعل ، كما حكاه سيبويه ، مِن قولهم قَتِيلٌ وقُتَلاءُ .
وحَرِيبتُه : مالهُ الذي سُلِبَه ، لا يُسَمَّى بذلك إِلاّ بعدما يُسْلَبُه .
وقيل : حَرِيبةُ الرجل : مالهُ الذي يَعِيشُ به .
تقول : حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً ، مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً ، إِذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ .
وفي حديث بَدْرٍ ، قال الـمُشْرِكُونَ : اخْرُجوا إِلى حَرائِبكُم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في الروايات ، بالباءِ الموحدة ، جمع حَريبة ، وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه ، والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم ، وسيأْتي ذكره .
وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه ، فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ .
وأَحْرَبَه : دلَّه على ما يَحْرُبُه .
وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه ؛ وقولُهم : واحَرَبا إِنما هو من هذا .
وقال ثعلب : لـمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة ، قالوا : واحَرْبا ، ثم ثقلوها فقالوا : واحَرَبا .
قال ابن سيده : ولا يُعْجِبُني .
الأَزهري : يقال حَرِبَ فُلان حَرَباً ، فالحَرَبُ : أَن يُؤْخَذَ مالُه كلُّه ، فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ ، وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ .
والحَرِيبُ : الذي سُلِبَ حَريبَته .
ابن شميل في قوله : اتَّقُوا الدَّينَ ، فإِنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ ، قال : تُباعُ دارهُ وعَقارُه ، وهو من الحَريبةِ .
مَحْرُوبٌ : حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه ، يعني قوله : فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه ، وقد روي بالتسكين ، أَي النزاع .
وفي حديث الحُدَيْبِيةِ : وإِلاَّ تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ .
والحَرَبُ ، بالتحريك : نَهْبُ مالِ الإِنسانِ ، وترْكُه لا شيءَ له .
وفي حديث الـمُغِيرة ، رضي اللّه عنه : طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها أَولادٌ ، إِذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها ، فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا .
وفي الحديث : الحارِبُ الـمُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ ، الذي يُعَرِّي الناسَ ثِيابَهم .
وحَرِبَ الرَّجلُ ، بالكسر ، يَحْرَبُ حَرَباً : اشْتَدَّ غَضَبُه ، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى ، مثل كَلْبى .
الأَزهري : شُيُوخٌ حَرْبى ، والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ .
وأَنشد قول الأَعشى : وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ ؛ * ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعال ؟
قال الأَزهري : ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إِلاَّ ههنا ؛
قال : ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى ، أَنه على مِثاله وبنائِه .
وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه .
وحَرَّبَه أَغْضَبَه .
قال أَبو ذؤَيب : كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ * يُنازِلُهُم ، لِنابَيْهِ قَبِيبُ وأَسَدٌ حَرِبٌ .
وفي حديث علي ، عليه السلام ، أَنه كتَب إلى ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ : حتى أُدْخِلَ على نِسائه ، من الحَرَبِ والحُزْنِ ، ما أُدْخِلَ على نِسائي .
وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيّ : فخَلَفْتني بِنزاعٍ وَحَرَبٍ أَي بخُصومة وغَضَبٍ .
وفي حديث ابن الزُّبير ، رضي اللّه عنهما ، عند إِحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ : يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إِحراقها .
والتَّحْرِيبُ : التَّحْرِيشُ ؛ يقال : حَرَّبْتُ فلاناً تَحْرِيباً إِذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإِنْسان ، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته .
وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه .
وحَمَلْتُه على الغَضَب ، وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه ؛ ويروى بالجيم والهمزة ، وهو مذكور في موضعه .
والحَرَبُ كالكَلَبِ .
وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى ، والفِعْلُ كالفِعْلِ .
والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإِنسانِ : ما لَه حَرِبُ وَجَرِبَ .
وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً .
وحَرَّبَ السَّنانَ : أَحَدَّه ، مثل ذَرَّبَه ؛ قال الشاعر : سَيُصْبحُ في سَرْحِ الرِّبابِ ، وَراءَها ، * إِذا فَزِعَتْ ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ والحَرَبُ : الطَّلْعُ ، يَمانِيةٌ ؛ واحدته حَرَبَةٌ ، وقد أَحْرَبَ النخلُ .
وحَرَّبَهُ إِذا أَطْعَمَه الحَرَبَ ، وهو الطَّلْع .
وأَحْرَبَه : وجده مَحْروباً .
الأَزهريّ : الحَرَبةُ : الطَّلْعَةُ إِذا كانت بِقِشْرِها ؛ ويقال لِقِشْرِها إِذا نُزع : القَيْقاءة .
والحُرْبةُ : الجُوالِقُ ؛ وقيل : هي الوِعاءُ ؛ وقيل : هِي الغِرارةُ ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي : وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا ، * تَراهُ ، بَينَ الحُرْبَتَينِ ، مُسْنَدا والمِحْرابُ : صَدْرُ البَيْتِ ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه ، والجمع الـمَحارِيبُ ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ .
قال وضَّاحُ اليَمَنِ : رَبَّةُ مِحْرابٍ ، إِذا جِئْتُها ، * لم أَلْقَها ، أَو أَرْتَقي سُلَّما وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس : كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوا ؟
قال : والمِحْرابُ عند العامة : الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في الـمَسْجد ، وقال الزجاج في قوله تعالى : وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ ؛ قال : المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في الـمَسْجِد .
قال : والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ ، وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ .
وفي الحديث : أَنّ النبيّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ ، رضي اللّه عنه ، إِلى قومِه بالطَّائِف ، فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له ، فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر ، ثم أَذَّن للصَّلاةِ .
قال : وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِليها .
والمَحارِيب : صُدُور الـمَجالِس ، ومنه سُمّي مِحْرابُ الـمَسْجِد ، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ .
والمِحْرابُ : القِبْلةُ .
ومِحْرابُ الـمَسْجِد أَيضاً : صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه .
ومَحارِيبُ بني إِسرائيلَ : مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها ؛ وفي التهذيب : التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة .
وقولُ الأَعشى : وَتَرَى مَجْلِساً ، يَغَصُّ به المِحْـ * ـرابُ ، مِلْقَوْمِ ، والثِّيابُ رِقاق ؟
قال : أُراهُ يعني الـمَجْلِسَ .
وقال الأَزهري : أَراد مِنَ القوم .
وفي حديث أَنس ، رضي اللّه عنه ، أَنه كان يَكْرَه الـمَحارِيبَ ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ الـمَجْلِس ، ويَترَفَّعَ على الناسِ .
والمَحارِيبُ : جمع مِحْرابٍ .
وقول الشاعر في صفة أَسد : وَما مُغِبٌّ ، بِثِنْيِ الحِنْوِ ، مُجْتَعِلٌ * في الغِيلِ ، في جانِبِ العِرِّيسِ ، محْرابا جعَلَه له كالمجلِسِ .
وقوله تعالى : فخرَجَ على قومِهِ مِن المِحْرابِ ، قالوا : من المسجِدِ .
والمِحْرابُ : أَكْرَمُ مَجالِس الـمُلوكِ ، عن أَبي حنيفة .
وقال أَبو عبيدة : المِحْرابُ سَيِّدُ الـمَجالِس ، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها .
قال : وكذلك هو من المساجد .
الأَصمعي : العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً ، لشَرَفِه ، وأَنشد : أَو دُمْية صُوِّرَ مِحْرابُها ، * أَو دُرَّة شِيفَت إِلى تاجِر أَراد بالمِحْرابِ القَصْر ، وبالدُّمْيةِ الصورةَ .
وروى الأَصمعي عن أَبي عَمْرو بن العَلاءِ : دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ ، فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ .
أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ .
وقيل : المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه الـمَلِكُ ، فيَتَباعَدُ من الناسِ ؛ قال الأَزهري : وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً ، لانْفِراد الإِمام فيه ، وبُعْدِه من الناس ؛ قال : ومنه يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ ؛ واحتج بقوله : وحارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها ، * وسامَى به عُنُقٌ مِسْعَرُ أَراد : بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها .
وقال الفرَّاءُ في قوله عز وجل : من مَحاريبَ وتَماثِيلَ ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء والملائكة ، كانت تُصَوَّرُ في المساجد ، ليَراها الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً .
وقال الزجاج : هي واحدةُ الـمِحْراب الذي يُصَلَّى فيه .
الليث : المِحْرابُ عُنُقُ الدَّابة ؛ قال الراجز : كأَنها لَـمَّا سما مِحْرابُها وقيل : سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إِذا قام فيه ، لم يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ ، فهو خائفٌ مكاناً ، كأَنه مَأْوى الأَسَدِ ، والمِحْرابُ : مَأْوَى الأَسَدِ .
يقال : دخَل فلان على الأَسَدِ في مِحْرابِه ، وغِيلِه وعَرينِه .
ابن الأَعرابي : المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهم .
والحِرْباءُ : مِسْمارُ الدّرْع ، وقيل : هو رأْسُ المِسْمارِ في حَلْقةِ الدِّرْع ، وفي الصحاح والتهذيب : الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ ؛ قال لبيد : أَحْكَمَ الجِنْثيُّ ، من عَوْراتِها ، * كلَّ حِرباءٍ ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ ؟
قال ابن بري : كان الصواب أَن يقول : الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع ، والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ ، وإِنما تَوْجِيهُ قول الجوهري : أَن تُحْمَل الحِرْباءُ على الجنس ، وهو جمع ، وكذلك قوله تعالى : والذين اجْتَنَبُوا الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها ؛ وأَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِيت ؛ والطاغُوت : اسم مفرد بدليل قوله تعالى : وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به .
وحمل الحِرْباء على الجنس وهو جمع في المعنى ، كقوله سبحانه : ثم اسْتَوَى إِلى السماءِ فَسَوَّاهنَّ ، فجَعل السماء جِنساً يدخُل تحته جميعُ السموات .
وكما ، قال سبحانه : أَوِ الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النِّساء ؛ فإِنه أَراد بالطفل الجنس الذي يدخل تحته جميع الأَطفال .
والحِرْباءُ : الظَّهْرُ ، وقيل : حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه ؛ وقيل : الحَرابيُّ : لَحْمُ الـمَتْنِ ، وحَرابِيُّ الـمَتْنِ : لَحْماتُه ، وحَرابِيُّ الـمَتْنِ : لحْمِ الـمَتْنِ ، واحدها حِرْباء ، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة ؛ قال اَوْسُ بن حَجَر : فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً ، إِلى اللَّيلِ ، قِدْرُنا ، * تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَع ؟
قال كُراع : واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ ، على القِياس ، فدَلَّنا ذلك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ .
والحِرْباء : ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ ؛ وقيل : هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ ، أَو أَكبر ، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت ، يقال : إِنه إِنما يفعل ذلك ( يتبع
.
..) ( تابع
.
.
. ): حرب : الحَرْبُ : نَقِيضُ السِّلم ، أُنثى ، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها
.
.
.
.
.
. ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه ؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس ، والجمع الحَرابِيُّ ، والأُنثى الحِرباءةُ .
قال : حِرْباء تَنْضُب ، كما يقال : ذِئْبُ غَضًى ؛ قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ : أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ ، * لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُـمْسكاً ساق ؟
قال ابن بري : هكذا أَنشده الجوهري ، وصواب إِنشاده : أَنَّى أُتِيحَ لها ، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها ، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ الـمُجِدُّ الحازِمُ ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم ، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل ، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر ؛ والعَرَبُ تَقُول : انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ ، على القَلْبِ ، وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود ؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ ، وعلى أَجْذالِ الشجَر ، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ ، فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها .
الأَزهري : الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع ، دَقيقَةُ الرأْسِ ، مُخطَّطةُ الظهرِ ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها .
قال : وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها : أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ ، الواحدة أُم حُبَيْنٍ ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً .
وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ : كثيرة الحرْباء .
قال : وأُرَى ثَعْلَباً ، قال : الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة ، وإِنما المعروف الحِزباء ، بالزاي .
والحرِثُ الحرّابُ : ملِكٌ من كِنْدةَ ؛ قال : والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ * جَدَثاً ، أَقامَ به ، ولمْ يَتَحَوَّلِ وقَوْلُ البُرَيْقِ : بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ ، * لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ ، وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ انْتِهاب واسْتِلابٍ .
وحَرْبٌ ومُحارِبٌ : اسْمان .
وحارِبٌ : موضع بالشام .
وحَرْبةُ : موضع ، غير مصروف ؛ قال أبو ذؤَيب : في رَبْرَبٍ ، يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها ، * كَأَنَّهُنَّ ، بجَنْبَيْ حَرْبةَ ، البَرَدُ ومُحاربٌ : قبيلة من فِهْر .
الأَزهري : في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ : تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرِّ .
وفي الصحاح : واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ ، والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ ، وقد يُهْمز ؛ وقيل : احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ، ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء .
والمُحْرَنْبي : الذي يَنامُ على ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إِلى السَّماءِ .
الأَزهري : الـمُحْرَنْبِي مثل الـمُزْبَئِرّ ، في المعنى .
واحْرَنْبَى الـمَكانُ إِذا اتَّسَعَ .
وشيخ مُحْرَنْبٍ .
قد اتَّسَع جلْدُه .
ورُوِيَ عن الكسائي ، أَنه ، قال : مَرَّ أَعرابي بآخَر ، وقد خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره ، وَتَعَذَّر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها ، فقال له المارُّ : جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن ذَكَرك ، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه .
والمُحْرَنْبِي : الذي إِذا صُرِعَ ، وَقعَ على أَحد شِقَّيْه ؛ أَنشد جابر الأَسدي : إِنِّي ، إِذا صُرِعْتُ ، لا أَحْرَنْبي ، * ولا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي وَصفَ نَفْسَه بأَنَّه قَوِيّ ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي .
وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي : إِذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه ، * مُحْرَنْبِياً ، عَلَّمَتْه الـمَوْتَ ، فانْقَفَل ؟
قال : الـمُحْرَنْبِي الـمُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه .
ومثل للعرب : ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق .
وقوله : عَلَّمَتْه ، يعني الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ ، ومعنى عَلَّمَتْه : جَرَّأَتْه على الـمَثَلِ ، لَـمَّا قَتَلَ واحِداً بعد واحد ، اجْتَرَأَ على قَتْلِها .
انْقَفَلَ أَي مَضَى لِما هُوَ فيه .
وانْقَفَل الغُزاةُ إِذا رَجَعُوا .
"
المعجم: لسان العرب