وصف و معنى و تعريف كلمة فأس:


فأس: كلمة تتكون من ثلاث أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ سين (س) و تحتوي على فاء (ف) و ألف همزة (أ) و سين (س) .




معنى و شرح فأس في معاجم اللغة العربية:



فأس

جذر [فأس]

  1. فَأَسَ: (اسم)
    • الجمع : أفْؤُس و فُئُوس
    • الفَأسُ : آلةٌ ذاتُ يد ملساءَ من الخشب وسنّ عريضة من الحديد يُحفَرُ بها ويُعزَق
    • فأس اللِّجام : الحديدة المعترضة في فم الفَرَس
    • الفأس المخلبيَّة : فأس ذات طرف مشقوق
  2. فَأس: (اسم)
    • فَأس : مصدر فأَسَ
  3. فأَسَ: (فعل)
    • فَأَسَ فَأسًا
    • فَأَسَ الخَشبةَ : شقَّها بالفأس
    • فَأس فلانًا : ضَرَبه بالفأس ، أو أصابَ فَأسَ رَأسِهِ
  4. أفْؤُس: (اسم)

    • أفْؤُس : جمع فَأَسَ
  5. فُؤُوْس: (اسم)
    • فُؤُوْس : جمع فَأْسُ
  6. فُئُوس: (اسم)
    • فُئُوس : جمع فَأَسَ
,
  1. فَأْسُ
    • ـ فَأْسُ : معروف ، مُؤَنَّثَةٌ ، ج : أفْؤُسٌ وفُؤُوسٌ ،
      ـ فَأْسُ من اللِّجامِ : الحديدةُ القائِمَةُ في الحَنَكِ ،
      ـ فَأْسُ من الرأسِ : حَرْفُ القَمَحْدُوَةِ المُشْرِفُ على القَفَا ، والشَّقُّ ، والضَّرْبُ بالفَأْسِ ، وإصابَةُ فَأْسِ الرأسِ ، وأكلُ الطعامِ ، فِعْلُهُنّ فَأَسَ .
      ـ فاسُ : بلد عظيمٌ بالمَغْرب ، تُرِكَ هَمْزُها لكَثْرَةِ الاستعمالِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. فأس
    • ف أ س : الفَأْسُ مهموزا واحد الفُؤُوس و فَاْسُ اللجام الحديدة القائمة في الحنك


    المعجم: مختار الصحاح

  3. فَأَسَ
    • فَأَسَ الخَشبةَ فَأَسَ َ فَأسًا : شقَّها بالفأس .
      ويقال : فَأس فلانًا : ضَرَبه بالفأس ، أو أصابَ فَأسَ رَأسِهِ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. فَأْس
    • فَأْس :-
      جمع أفْؤُس وفُئُوس : آلة ذاتُ يدٍ خشبيّة وسِنّ عريضة من الحديد ، تُستعمل للحفر والعزق والقطع ( مؤنّثة وقد تُذكَّر ) :- قلّب الفلاحُ أرضَه بفأسه ، - قطعت الشَّجرة بالفَأْس ، - فأْس حادّ :-
      فأس اللِّجام : الحديدة المعترضة في فم الفَرَس .
      • الفأس المخلبيَّة : فأس ذات طرف مشقوق .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  5. الفأس المخلبيّة
    • فأس ذات طرف مشقوق .


    المعجم: عربي عامة

  6. الفَأسُ
    • الفَأسُ : آلةٌ ذاتُ يد ملساءَ من الخشب وسنّ عريضة من الحديد يُحفَرُ بها ويُعزَق .
      وفأسُ اللّجام

    المعجم: المعجم الوسيط

  7. فأَس
    • فأس - يفأس ، فأسا
      1 - فأسه : ضربه بالفأس . 2 - فأس الخشبة : شقها بالفأس . 3 - فأسه : أصاب فأس رأسه .

    المعجم: الرائد

  8. فَأس
    • فأس - ج ، أفؤس وفؤوس
      1 - مصدر فأس . 2 - آلة من حديد ذات عصا قصيرة يقطع بها الخشب وغيره . مؤنثة . 3 - « فأس الرأس » : حرف مؤخره المشرف على القفا . 4 - « فأس الفم » : طرفه الذي فيه الأسنان . 5 - « فأس اللجام » : حديدته المعترضة في الفم

    المعجم: الرائد

  9. فأس
    • " الفَأْسُ : آلة من آلات الحديد يُحْفَرُ بها ويُقطَع ، أُنثى ، والجمع أَفْؤُس وفؤُوس ، وقيل ، تجمع فُؤُوساً على فُعْلٍ .
      وفأَسَه يَفأَسُه فَأْساً : قطعَه بالفَأْس .
      قال أَبو حنيفة : فأَسَ الشجرة يَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس ، وفأَسَ الخشبةَ : شَقَّها بالفأْس .
      التهذيب : الفأْس الذي يُفْلَق به الحطَب ، يقال : فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه .
      وفي الحديث : ولقد رأَيت الفُؤُوس في أُصُولها وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ ؛ هي جمع الفَأْس ، وهو مهموز ، وقد يُخَفَّف .
      وفَأْس اللِّجام : الحَديدَةُ القائمةُ في الحَنَك ، وقيل : هي الحديدة المعترضة فيه ؛ قال طُفَيل : يُرادى على فَأْسِ اللِّجامِ ، كأَنَّما تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ وفَأَسْته : أَصبت فأْس رأْسِه .
      وفي الحديث : فَجَعَل إِحْدى يَدَيه في فأْس رأْسه ؛ هو طرَف مُؤَخِرِه المُشْرِفُ على القَفا .
      وجمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس .
      التهذيب : وفأْس اللِّجام الذي في وسَط الشَكِيمَة بين المِسْحَلَيْن .
      وقال ابن شميل : الفَأْسُ الحديدة القائمة في الشَّكِيمة .
      وفَأْس الرأْس : حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف على القَفا ، وقيل : فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة .
      وفَأْسُ الفَمِ : طرَفه الذي فيه الأَسنان ؛

      وقوله : يا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ ، وابْكِ على لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوس ؟

      ‏ قال : لا أَدري أَهو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس في جمع رأْس أَم هي من غير هذا الباب من تركيب ف و س .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. فأسر بعبادي ليلا
    • سِـرْ ليلا ببني إسرائيل
      سورة : الدخان ، آية رقم : 23

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  2. فأزلّهما الشّيطان
    • أذهَبَهُما وأبعَدَهُما
      سورة : البقرة ، آية رقم : 36

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  3. فأس
    • " الفَأْسُ : آلة من آلات الحديد يُحْفَرُ بها ويُقطَع ، أُنثى ، والجمع أَفْؤُس وفؤُوس ، وقيل ، تجمع فُؤُوساً على فُعْلٍ .
      وفأَسَه يَفأَسُه فَأْساً : قطعَه بالفَأْس .
      قال أَبو حنيفة : فأَسَ الشجرة يَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس ، وفأَسَ الخشبةَ : شَقَّها بالفأْس .
      التهذيب : الفأْس الذي يُفْلَق به الحطَب ، يقال : فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه .
      وفي الحديث : ولقد رأَيت الفُؤُوس في أُصُولها وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ ؛ هي جمع الفَأْس ، وهو مهموز ، وقد يُخَفَّف .
      وفَأْس اللِّجام : الحَديدَةُ القائمةُ في الحَنَك ، وقيل : هي الحديدة المعترضة فيه ؛ قال طُفَيل : يُرادى على فَأْسِ اللِّجامِ ، كأَنَّما تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ وفَأَسْته : أَصبت فأْس رأْسِه .
      وفي الحديث : فَجَعَل إِحْدى يَدَيه في فأْس رأْسه ؛ هو طرَف مُؤَخِرِه المُشْرِفُ على القَفا .
      وجمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس .
      التهذيب : وفأْس اللِّجام الذي في وسَط الشَكِيمَة بين المِسْحَلَيْن .
      وقال ابن شميل : الفَأْسُ الحديدة القائمة في الشَّكِيمة .
      وفَأْس الرأْس : حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف على القَفا ، وقيل : فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة .
      وفَأْسُ الفَمِ : طرَفه الذي فيه الأَسنان ؛

      وقوله : يا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ ، وابْكِ على لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوس ؟

      ‏ قال : لا أَدري أَهو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس في جمع رأْس أَم هي من غير هذا الباب من تركيب ف و س .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. زلل
    • " زَلَّ السَّهْمُ عن الدِّرْع ، والإِنسانُ عن الصَّخْرة يَزِلُّ ويَزَلُّ زَلاًّ وزَلِيلاً ومَزِلَّة : زَلِقَ ، وأَزَلَّهُ عنها .
      وزَلَلْتَ يا فلان تَزِلُّ زَلِيلاً إِذا زَلَّ في طِين أَو مَنْطِق .
      وقال الفراء : زَلِلْت ، بالكسر ، تَزَلُّ زَلَلاٌ ، والاسم الزَّلَّة والزِّلِّيلى .
      وزَلَّ في الطين زَلاًّ وزَلِيلاً وزُلُولاً ؛ هذه الثلاثة عن اللحياني ؛ وزَلَّت قَدَمُه زَلاًّ وزَلَّ في مَنْطِقه زَلَّةً وزَلَلاً .
      التهذيب : إِذا زَلَّت قَدَمُه قيل زَلَّ ، وإِذا زَلَّ في مَقالٍ أَو نحوه قيل زَلَّ زَلَّة ، وفي الخَطيئة ونحوها ؛

      وأَنشد : هَلاْ على غَيْرِي جَعَلْتَ الزَّلَّه ؟ فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسَام القُلَّه وزَلَّ في رَأْيِه ودِينِه يَزَلُّ زَلاًّ وزَلَلاً وزُلُولاً وزِلِّيلى تُمَدُّ وتقصر ؛ عن اللحياني ، وأَزَلَّه هو واسْتَزَلَّهُ غيرُه ، وكذلك زَلَّ في المَزَِلَّة وأَزَلَّ فلان فلاناً عن مكانه إِزْلالاً وأَزَالَه ، وقرئ : فأَزَلَّهما الشيطانُ عنها ، وقرئ : فأَزالَهُما ، أَي فنَحّاهما ، وقيل : أَزَلَّهما الشيطان أَي كَسَبَهما الزَّلَّة .
      وفسره ثعلب فقال : أَزَلَّهما في الرأْي ، وقال اللحياني : أَزَلهما .
      وفي حديث عبد الله بن أَبي سَرْح : فأُزَلَّه الشيطانُ فلَحِق بالكُفَّار أَي حَمَله على الزَّلَلَ وهو الخَطَأ والذنب .
      ومَقامٌ زُلُّ : يُزَلُّ فيه ، ومَقامةٌ زُلُّ كذلك .
      وزُخْلُوقة زُلٌّ أَي زَلَقٌ ؛

      قال : لِمَنْ زُحْلُوقةٌ زُلُّ ، بها العَيْنانِ تَنْهَلُّ ؟ ويروى زُحْلُوفَةٌ ؛ وقال الكميت : ووَصْلُهُنَّ الصِّبَا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه ، وفي مَقَام الصِّبَا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ والمَزَلَّة والمَزِلَّة ، بكسر الزاي وفتحها : المكان الدَّحْضُ ، وهو موضع الزَّلَل .
      والمَزَلَّة : الزَّلَل في الدَّحْض .
      والزَّلَل : مثل الزَّلَّة في الخَطَإِ ؛ ومكان زَلُولٌ .
      والمَزَلَّة : موضع الزَّلَل ؛ قال الراعي : بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ ، لا يستطيع بها القُرادُ مَقِيلا والمَزَلَّة : الزَّلَل ، وقيل : المَزَلَّة والمَزِلَّة لغتان .
      وفي صفة الصراط : مَزِلَّة مَدْحَضَة ؛ المَزَلَّة مَفْعَلة من زَلَّ يَزِلُّ إِذا زَلِق ، وتفتح الزاي وتكسر ، أَراد أَنه تَزْلَق عليه الأَقدام ولا تثبت ؛

      وقوله أَنشده ثعلب : بِسُلَّمٍ من دَفّةٍ مَزِلّ ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يكون مَزِلّ بدلاً من سُلَّم ولا يكون نعتاً لأَنَّ مَفْعِلاً لم يجئ صفة ، ويجوز أَن تكون الرواية مُزِلّ ، بضم الميم .
      وزَلَّ عُمْرُه : ذَهَب ، وزَلَّ منه الشيءُ كذلك ؛

      قال : أَعُدُّ اللَّيالي ، إِذ نَأَيْتَ ، ولم يكن بما زَلَّ من عَيْشٍ أَعُدُّ اللَّياليا وقوس زَلاَّءُ : يَزِلُّ السَّهْمُ عنها لسرعة خروجه .
      وزَلَّت الدراهمُ تَزِلُّ زُلولاً : انْصَبَّت أَو نقصت في وَزْنها ؛ يقال : دِرْهَم زالٌّ .
      والزَّلُول : المكان الذي زِلُّ فيه القَدَم ؛

      قال : بماءٍ زُلالٍ في زَلُولٍ بمعْرَكٍ يَخِرُّ ضَبابٌ ، فوقه ، وضَرِيبُ وأَزَلَّ إِليه نَعْمَةً أَي أَسداها .
      وفي الحديث : من أُزِلّت إِليه نعمةٌ فليَشْكُرْها .
      واتَّخَذَ عنده زَلَّة أَي صَنِيعة ، وأَزْلَلْت إِليه نِعْمَةً أَي أَسْدَيْتها ، قال أَبو عبيد : قوله في الحديث من أُزِلّت إِليه نعمة معناه من أُسْدِيَتْ إِليه وأُعْطِيَها واصْطُنِعت عنده ؛ قال ابن الأَثير : وأَصله من الزَّلِيل وهو انتقال الجسم من مكان إِلى مكان ، فاستعير لانتقال النعمة من المُنْعِم إِلى المُنْعَم عليه .
      يقال : زَلَّت منه إِلى فلان نعمةٌ وأَزَلَّها إِليه وأَزْلَلْت إِلى فلان نِعْمةً فأَنا أُزِلُّها إِزْلالاً ؛ قال كثيِّر يذكر امرأَة : وإِني ، وإِن صَدَّتْ ، لَمُثْنٍ وصادقٌ عليها بما كانت إِلينا أَزَلَّتِ والمُزَلِّل : الكثيرة الهَدايا والمعروف .
      وقال ابن شميل : كنا في زَلَّة فلان أَي عُرْسه ؛ وأَزْلَلْت فلاناً إِلى القوم أَي قَدَّمْته .
      وأَزْلَلْت إِليه من حقه شيئاً أَي أَعطيت .
      والزِّلِّيَّة : واحدة الزَّلاليِّ .
      وفي ميزانه زَلَلٌ أَي نقصان ؛ هذه عن اللحياني .
      والزَّلَّة : من كلام الناس عند الطعام ، يقال : اتَّخَذَ فلان زَلَّةً أَي صَنِيعاً للناس .
      قال الليث : الزَّلّة عِراقيّة اسم لما يُحْمَل من المائدة لقريب أَو صديق ، وإِنما اشتق ذلك من الصنيع إِلى الناس .
      أَبو عمرو : يقال أَزْلَلْت له زَلّة ، ولا يقال زَلَلْت .
      والزَّلِيلُ : مَشْيٌ خفيف ، وقد زَلَّ يَزِلُّ زَلِيلاً .
      والأَزَلُّ : السريع ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : أَزَلُّ إِن قِيدَ ، وإِن قام نَصَب وقول أَبي محمد الحَذْلَمِيّ : إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتوق ، وزَلَلِ النِّيَّة والتَّصْفِيق ، رِعْيَةَ مَوْلىً ناصحٍ شَفيق فسر ابن الأَعرابي الزَّلَل ههنا فقال : زَلَلُ النِّيَّة تَباعُدها في النَّجْعة ، وقال مرّة : يعني بزلَل النِّية أَن يَزِلُّوا من موضع إِلى موضع لطلب الكَلإِ ، والنِّيَّةُ : الموضعُ الذي يَنْوون المسير إِليه .
      وزَلَّ يَزِلُّ زَلِيلاً وزُلُولاً إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً .
      وغلامٌ زُلْزُلٌ وقُلْقُلٌ إِذا كان خفيفاً .
      وزَلَّ الماءُ في حلقه يَزِلُّ زُلولاً : ذَهَب .
      وماءٌ زُلالٌ وزَلِيلٌ : سريع النزول والمَرّ في الحلق .
      وماءٌ زُلالٌ : بارد ، وقيل : ماءٌ زُلالٌ وزُلازِلٌ عَذْبٌ ، وقيل صافٍ خالص ، وقيل : الزُّلال الصافي من كل شيء ؛ قال ذو الرُّمَّة : كأَنّ جُلُودَهُنّ مُمَوَّهات ، على أَشارها ذَهَبٌ زُلالُ (* أورده الزمخشري في الاساس : كأن جلودهن مموهات * على أبشارها ذهباً زلالا ثم ، قال أي مشربات ماء ذهب صاف اهـ .
      فجعل الخبر مموهات ونصب ذهباً على المفعولية ).
      ابن الأَعرابي عن ابي شنبل أَنه ، قال : ما زَلْزَلْت ماءً قَطُّ أَبردَ من ماء الثَّغوب ، ففتح الثاء ، أَي ما شرِبْتُ ؛ قال أَبو منصور : أَراد ما جعلت في حلقي ماءً يَزِلُّ فيه زَلُولاً أَبردَ من ماء الثَّغْب ، فجعله ثَغُوباً .
      والزَّلَزِلُ : الأَثاثُ والمتاعُ ، على فَعَلِل بفتح العين وكسر اللام .
      قال شمر : وهو الزَّلَز أَيضاً .
      وفي كتاب الياقوت : الزَّلَزِلُ والقُثْرُد والخُنْثُر قماش البيت .
      والزُّلْزُل : الطَّبّال الحاذق .
      والزَّلْزَلة والزَّلْزال : تحريك الشيء ، وقد زَلْزَله زَلْزَلةً وزِلْزالاً ، وقد ، قالوا : إِن الفَعْلال والفِعْلال مُطَّرد في جميع مصادر المضاعف ، والاسم الزَّلْزال .
      وزَلْزَلَ اللهُ الأَرْضَ زَلْزَلَةً وزِلْزالاً ، بالكسر ، فَتَزَلْزَلَتْ هي .
      وقال أَبو إِسحق في قوله عز وجل : إِذا زُلْزِلَتِ الأَرضُ زِلْزالَها ؛ المعنى إِذا حُرِّكَت حركة شديدة ، والقراءة زِلْزالَها ، بكسر الزاي ، ويجوز في الكلام زَلْزالَها ، قال : وليس في الكلام فَعْلال ، بفتح الفاء ، إِلاَّ في المضاعف نحو الصِّلْصال والزَّلْزال ، قال : والزِّلْزال ، بالكسر ، المصدر ، والزَّلزال ، بالفتح ، الاسم ، وكذلك الوِسواس المصدر ، والوَسْواس الاسم .
      قال ابن الأَنباري في قولهم : أَصابت القومَ زَلْزَلةٌ ، قال : الزَّلْزَلة التخويف والتحذير من قوله تعالى : وزُلْزِلوا حتى يقول الرسول ؛ أَي خُوِّفوا وحُذِّروا .
      والزَّلازل : الشدائد .
      والزَّلازِل : الأَهوال ؛ قال عِمْرانُ بن حِطّان : فقد أَظَلَّتك أَيام لها خمسٌ ، فيها الزَّلازِلُ والأَهوالُ والوَهَلُ وقال بعضهم : الزَّلْزلة مأْخوذة من الزَّلَل في الرأْي ، فإِذا قيل زُلْزِل القومُ فمعناه صُرِفوا عن الاستقامة وأُوقِع في قلوبهم الخوفُ والحَذَر .
      وأُزِلَّ الرَّجُلُ في رأَيه حتى زَلَّ ، وأُزِيلَ في موضعه حتى زال .
      وفي الحديث : اللهم اهْزِم الأَحزاب وزَلْزِلْهم ؛ الزَّلزلة في الأَصل : الحركة العظيمة والإِزعاج الشديد ؛ ومنه زَلْزَلة الأَرض ، وهو ههنا كناية عن التخويف والتحذير ، أَي اجعل أَمرهم مضطرباً متقلقلاً غير ثابت .
      وفي حديث عطاء : لا دَقَّ ولا زَلْزَلة في الكَيْل أَي لا يُحَرَّك ما فيه ويُهَزُّ لينضمَّ ويسع أَكثر مما فيه .
      وفي حديث أَبي ذَرٍّ : حتى يَخْرج من حَلَمة ثدييه يَتَزَلْزَلُ .
      وإِزِلْزِلْ : كلمةٌ تقال عند الزَّلْزَلة ؛ قال ابن جني : ينبغي أَن تكون من معناها وقريباً من لفظها فلا تكون من حروف الزَّلْزَلة ، قال : وإِنما حكمنا بذلك لأَنها لو كانت منها لكانت .. ‏ .
      ‏ (* هنا بياض بالأصل ) فهو أَنه مثال فائت فيه بَلِيَّة من جهة أُخرى ، وذلك أَن بنات الأَربعة لا تدركها الزيادة من أَولها إِلاَّ في الأَسماء الجارية على أَسمائها نحو مُدَحْرج ، وليس إِزِلْزِل من ذلك ، فيجب أَن يكون من لفظ الأَزْل ومعناه ، ومثالُه فِعِلْعِل .
      وتَزَلْزَلت نفسُه : رَجَعَتْ عند الموت في صدره ؛ قال أَبو ذؤيب : وقالوا : تَرَكْناهُ تَزَلْزَلُ نفسُه ، وقد أَسْنَدوني ، أَو كَذَا غيرَ سانِدِ كذا منصوبة الموضع بفعل مضمر تقديره قد أَسندوني أَو تركوني كذا مُضْجَعاً ، وأَكثر ما تحذف العرب أَحد الفعلين لصاحبه إِذا كانا متفقين نحو ضربت زيداً وعمراً أَي وضربت عمراً ، وحذف الثاني لدلالة الأَول لفظاً ومعنى ، فقد يجوز حذف أَحد الفعلين لصاحبه وإِن كانا مختلفين ، فمن ذلك هذا البيت الذي نحن بصَدَده ، وهو قوله أَسندوني أَو تركوني ، فحذف تركوني وإِن كان مخالفاً لأَسندوني ، وذلك أَن الشيء يجري مجرى نقيضه ، كما يجري مجرى نظيره ، وذلك قولهم طَوِيل كما ، قالوا قصِير ، وقالوا ظَمْآن كما ، قالوا رَيّان ، وقالوا كَثُرَ ما تقولنَّ كما ، قالوا قَلَّما تقولنَّ ، ونحوه كثير ، وإِذا ثبت هذا في المختلف كان حكماً يُرْجَع إِليه في المتفق .
      ويقال : تَرَكْت القومَ في زُلْزُولٍ وعُلْعُولٍ أَي في قتال ؛ قال شَمِر : ولم يعرفه أَبو سعيد .
      والأَزَلُّ : الخفيف الوَرِكَين .
      والأَزَلُّ الأَرْسَح ، وقيل : هو أَشد منه لا يَسْتَمْسِك إِزارُه ، والأُنثى زَلاّء .
      وقد زَلَّ زَلَلاً .
      وامرأَة زَلاّء : لا عَجِيزَة لها أَي رَسْحاء بَيِّنة الزَّلل ؛

      وقال : لَيْسَتْ بكَرْواءَ ولكن خِدْلِمِ ، ولا بِزَلاّءَ ولكنْ سُتْهُمِ ، ولا بِكَحْلاءَ ، ولكن زُرْقُمِ وسِمْعٌ أَزَلُّ : بين الضَّبُع والذئب ؛

      قال : مُسْبِلٌ في الحَيِّ أَحْوَى رِفَلُّ ، وإِذا يَغْزُو فسِمْعٌ أَزَلُّ الجوهري : والسِّمْعُ الأَزَلُّ الذئب الأَرْسَح يتولد بين الذئب والضَّبُع ، وهذه الصفة لازمة له كما يقال الضَّبْع العَرْجاء .
      وفي المثل : هو أَسْمَعُ من الذِّئب الأَزَلّ ، وفي حديث علي ، عليه السلام ، كتب إِلى ابن عباس : اخْتَطَفْتَ ما قَدَرْتَ عليه من أَموال الأُمَّة اخْتِطافَ الذِّئب الأَزَلِّ دامِيَةَ المِعْزَى ؛ قال ابن الأَثير : الأَزَلُّ في الأَصل الصغير العَجُز ، وهو في صفات الذئب الخفيف ، وقيل : هو من قولهم زَلَّ زَلِيلاً إِذا عدا ، وخَصَّ الداميةَ لأَن من طبع الذئب مَحَبَّة الدم حتى إِنه يرى ذئباً دامياً فيَثِب عليه ليأْكله .
      التهذيب : والزَّلَل مصدر الأَزَلّ من الذئاب وغيرها ، والجمع الزُّلُّ ؛ وقول الشاعر : وعادية سَوْمَ الجَراد وَزَعْتها ، فكَلَّفتها سِيداً أَزَلَّ مُصَدَّر ؟

      ‏ قال : لم يَعْنِ بالأَزَلِّ الأَرْسَح ولا هو من صفة الفرس ، ولكنه أَراد يَزِلُّ زَلِيلاً خفيفاً ؛ قال ذلك ابن الأَعرابي فيما روى ثعلب له ، وقال غيره : بل هو نعت للذئب ، جعله أَزَلَّ لأَنه أَحق له شَبَّه به الفرس ثم نَعَتَه .
      ابن الأَعرابي : زُلَّ إِذا دُقِّقَ ، وزَلَّ إِذا أَخطأَ .
      الفراء : الزِّلَّة الحجارة المُلْس .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. سقط
    • " السَّقْطةُ : الوَقْعةُ الشديدةُ .
      سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً ، فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ : وقع ، وكذلك الأُنثى ؛

      قال : من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ بيْضاءَ ، لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها .
      والمَسْقَطُ ، بالفتح : السُّقوط .
      وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً .
      وفي الحديث : لَلّهُ عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد أَضلَّه ؛ معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره .
      وفي حديث الحرث بن حسان :، قال له النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وسأَله عن شيء فقال : على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت ، وهو مثل سائرٌ للعرب .
      ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه : موضع سقُوطه ، الأَخيرة نادرة .
      وقالوا : البصرة مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه .
      وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه ، وأَسقَطَه هو .
      وتساقَط الشيءُ : تتابع سُقوطه .
      وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً : أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه ؛ قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب : يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها ، سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قوله : أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار .
      والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس : الموضع ؛ يقال : هذا مَسْقِط رأْسي ، حيث ولد ، وهذا مسقِطُ السوْطِ ، حيث وقع ، وأَنا في مَسْقِط النجم ، حيث سقط ، وأَتانا في مَسْقِط النجم أَي حين سقَط ، وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد .
      وكلُّ مَن وقع في مَهْواة يقال : وقع وسقط ، وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان ، يقال : وقع وسقط ، ويقال : سقَط الولد من بطن أُمّه ، ولا يقال وقع حين تَلِدُه .
      وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً ، وهي مُسْقِطٌ : أَلقَتْه لغير تَمام من السُّقوطِ ، وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط ، الذكر والأُنثى فيه سواء ، ثلاث لغات .
      وفي الحديث : لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة مُسْتَلئِمْ ؛ السقط ، بالفتح والضم والكسرِ ، والكسرُ أَكثر : الولد الذي يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه ، والمستلْئِمُ : لابس عُدَّةِ الحرب ، يعني أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه ، وثواب السقط مُوَفَّر على الأَب .
      وفي الحديث : يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً مُرْداً .
      وسَقْطُ الزَّند : ما وقع من النار حين يُقْدَحُ ، باللغات الثلاث أَيضاً .
      قال ابن سيده : سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين قبل اسْتحكامِ الوَرْي ، وهو مثل بذلك ، يذكر ويؤَنث .
      وأَسقَطَتِ الناقةُ وغيرها إِذا أَلقت ولدها .
      وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط ، الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ ، والفتح فيها على القياس لغة .
      ومَسْقِطُ الرمل : حيث ينتهي إِليه طرَفُه .
      وسِقاطُ النخل : ما سقَط من بُسْرِه .
      وسَقِيطُ السَّحابِ : البَرَدُ .
      والسَّقِيطُ : الثلْجُ .
      يقال : أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ .
      والسَّقِيطُ : الجَلِيدُ ، طائيةٌ ، وكلاهما من السُّقوط .
      وسَقِيطُ النَّدَى : ما سقَط منه على الأَرض ؛ قال الراجز : وليْلةٍ ، يا مَيَّ ، ذاتِ طَلِّ ، ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ ، طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ : وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه ، تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقَطُ من الأَشياء : ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد والقوم ونحوه .
      والسُّقاطاتُ من الأَشياء : ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام والثياب ونحوها .
      والسَّقَطُ : رَدِيءُ المَتاعِ .
      والسَّقَطُ : ما أُسْقِط من الشيء .
      ومن أَمْثالِهم : سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ ، يُضرب مثلاً للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه .
      ويقال لخُرْثِيِّ المَتاعِ : سَقَطٌ .
      قال ابن سيده : وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع المتاع ، والجمع أَسْقاط .
      قال الليث : جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها .
      وأَسْقاطُ الناس : أَوْباشُهم ؛ عن اللحياني ، على المثل بذلك .
      وسَقَطُ الطَّعامِ : ما لا خَيْرَ فيه منه ، وقيل : هو ما يَسْقُط منه .
      والسَّقَطُ : ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك ساقِطُ القِيمة ، وبائعه سَقَّاط .
      والسَّقَّاطُ : الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ .
      وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما : كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عليه ؛ هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره .
      والبِيعةُ من البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس ، والسَّقَطُ من البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها ، وأَنكر بعضهم تسميته سَقَّاطاً ، وقال : لا يقال سَقَّاط ، ولكن يقال صاحب سَقَطٍ .
      والسُّقاطةُ : ما سَقَط من الشيء .
      وساقَطه الحديثَ سِقاطاً : سَقَط منك إِليه ومنه إِليك .
      وسِقاطُ الحديثِ : أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له الآخَرُ ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ ؛ قال الفرزدق : إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ ، كأَنَّه جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف وسَقَطَ إِليَّ قوم : نزلوا عليَّ .
      وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ : فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه .
      وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً : يكنى به عن النزول ؛ قال النابغة الجعدي : إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها سَواقِطُ من حَرٍّ ، وقد كان أَظْهَرا وسَقَطَ عنك الحَرُّ : أَقْلَعَ ؛ عن ابن الأَعرابي ، كأَنه ضد .
      والسَّقَطُ والسِّقاطُ : الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب .
      وأَسْقَطَ وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً : أَخْطأَ .
      وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة ، وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ فيها .
      ابن السكيت : يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ حَرْفاً ، قال : وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ ، يُثْبتون الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام .
      وفي حديث الإفك : فأَسْقَطُوا لها به يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ ، وهو رديئه ، بسبب حديث الإِفْك .
      وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه : طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده ؛ قال جرير : ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا حَجِئاً بِسِرِّكِ ، يا أُمَيْمَ ، ضَنِينا (* قوله « حجئاً » أَي خليقاً ، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير : حصراً ، وهو الكتوم للسر .) والسَّقْطةُ : العَثْرةُ والزَّلَّةُ ، وكذلك السِّقاطُ ؛ قال سويد بن أَبي كاهل : كيفَ يَرْجُون سِقاطِي ، بَعْدَما جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ ؟

      ‏ قال ابن بري : ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي : رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي ، وراءَكِ عَنِّي طالِقاً ، وارْحَلي غَدا وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها : يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ مُعِيداً ، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها .
      والعَذارى : جمع عَذْراء .
      ويقال : فلان قليل العِثار ، ومثله قليل السِّقاطِ ، وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يقال : ساقِطٌ ، وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل .
      وأَسقط فلان من الحساب إِذا أَلقى .
      وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل : زَلَّ وأَخْطأَ ، وقيل : نَدِمَ .
      قال الزجّاجُ : يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما فرَطَ منه : قد سُقِط في يده وأُسْقِط .
      وقال أَبو عمرو : لا يقال أُسقط ، بالأَلف ، على ما لم يسمّ فاعله .
      وفي التنزيل العزيز : ولَمّا سُقِط في أَيديهم ؛ قال الفارسي : ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم ، فإِن صح ذلك فهو إِذاً من السقوط ، وقد قرئ : سقَط في أَيديهم ، كأَنه أَضمر الندم أَي سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون في اليد : قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ ، فشبّه ما يحصُل في القلب وفي النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين .
      الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في أَيْديهم : يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة ، وسُقط أَكثر وأَجود .
      وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط .
      قال الزجاج : يقال للرجل النادم على ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه : قد سُقط في يده وأُسقط .
      قال أَبو منصور : وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده ، بضم السين ، غير مسمًّى فاعله الصفةُ التي هي في يده ؛ قال : ومثله قول امرئ القيس : فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه ، ولكنْ حَدِيثاً ، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ ؟ أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه ، وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه ، كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء ، أَراد أَنه كثير اللذات : وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه ، حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ .
      وأَما قوله تعالى : وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ ، وقرئ : تَساقَطْ وتَسّاقَطْ ، فمن قرأَه بالياء فهو الجِذْعُ ، ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ ، وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً على التمييز المحوَّل ، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع ، فلما حوّل الفعل إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً ؛ قال الأَزهري : هذا قول الفرّاء ، قال : ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة ، أَو قرأَ يسقط عليك يذهب إِلى الجذع ، كان صواباً .
      والسَّقَطُ : الفَضيحةُ .
      والساقِطةُ والسَّقِيطُ : الناقِصُ العقلِ ؛ الأَخيرة عن الزجاجيّ ، والأُنثى سَقِيطةٌ .
      والسَّاقِطُ والساقِطةُ : اللَّئيمُ في حسَبِه ونفْسِه ، وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ ، وفي التهذيب : وجمعه السَّواقِطُ ؛ وأَنشد : نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى : سَقِيطةٌ ، ويقال للرجل الدَّنِيء : ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ .
      والسَّقِيطُ : الرجل الأَحمق .
      وفي حديث أَهل النار : ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم .
      والساقِط : المتأَخِّرُ عن الرجال .
      وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس : وهو أَن يأْتي بما لا ينبغي .
      والسِّقاطُ في الفَرسِ : اسْتِرْخاء العَدْوِ .
      والسِّقاطُ في الفرس : أَن لا يَزالَ مَنْكُوباً ، وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ .
      ويقال للفرس : إِنه ليساقِط الشيء (* قوله « ليساقط الشيء » كذا بالأصل ، والذي في الاساس : وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء .) أَي يجيء منه شيء بعد شيء ؛ وأَنشد قوله : بِذي مَيْعة ، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً .
      ويقال للفرس إِذا سبق الخيل : قد ساقَطَها ؛ ومنه قوله : ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ ، عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ ، وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ المَنِيحُ : الذي لا نَصِيبَ له .
      ويقال : جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ وغَلب ؛ وقال يصف الثور : كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ ، بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ : الفِرْقةُ من الأَسْباط .
      بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب .
      وسُقّاطٌ : جمع الساقِط ، وهو المُتَدَلِّي .
      والسَّواقِطُ : الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر ، والسِّقاطُ : ما يحملونه من التمر .
      وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ ، وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما بعدها ؛ قال ابن الأَعرابي : هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن يقطع ؛ قال المتنخل الهذلي : كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ ، يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي وقد تقدَّم في سرط ، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ .
      والسُّراطِيُّ : القاطعُ .
      والسَّقّاطُ : السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى الأَرض .
      وسِقْطُ السَّحابِ : حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية الأُفُق .
      وسِقْطا الخِباء : ناحِيَتاه .
      وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه : جَناحاه ، وقيل : سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض .
      يقال : رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه .
      والسِّقْطانِ من الظليم : جَناحاه ؛ وأَما قول الرَّاعي : حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ ، وانْبَعَثَتْ عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل ، وسِقْطاه : أَوّلُه وآخِرُه ، وهو على الاستعارة ؛ يقول : إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح ؛ وقال الأَزهري : أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين ، وسِقاطا الليل : ناحِيتا ظَلامِه ؛ وقال العجاج يصف فرساً : جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ ، وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ قوله : ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو (* قوله « أي يعدو إلخ » كذا بالأصل .) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه .
      ويقال : الرجل فيه سِقاطٌ إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى .
      قال أَبو تراب : سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول : تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء .
      وفي حديث أَبي بكر ، رضي اللّه عنه : بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض .
      وفي حديث سعد ، رضي اللّه عنه : كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهو من أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به .
      وفي حديث أَبي هريرة : أَنه شرب من السَّقِيطِ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين ، وفسره بالفَخّارِ ، والمشهور فيه لُغةً وروايةً الشينُ المعجمة ، وسيجيء ، فأَمّا السَّقِيطُ ، بالسين المهملة ، فهو الثَّلْجُ والجَلِيدُ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  6. شور
    • " شارَ العسلَ يشُوره شَوْراً وشِياراً وشِيَارَة ومَشَاراً ومَشَارة : استخرجه من الوَقْبَة واّحتَناه ؛ قال ساعدة بن جؤية : فَقَضَى مَشارتَهُ ، وحَطَّ كأَنه حَلَقٌ ، ولم يَنْشَبْ بما يَتَسَبْسَبُ وأَشَاره واشْتاره : كَشَارَه .
      أَبو عبيد : شُرْت العسل واشْتَرْته اجْتَنَيْته وأَخذته من موضعه ؛ قال الأَعشى : كأَن جَنِيّاً ، من الزَّنْجبِيل ، باتَ لِفِيها ، وأَرْياً مَشُورَا شمر : شُرْت العسل واشْتَرْتُه وأَشَرْتُه لغة .
      يقال : أَشِرْني على العسل أَي أَعِنِّي ، كما يقال أَعْكِمْني ؛

      وأَنشد أَبو عمرو لعدي بن زيد : ومَلاهٍ قد تَلَهَّيْتُ بها ، وقَصَرْتُ اليومَ في بيت عِذارِي في سَمَاعٍ يأْذَنُ الشَّيْخُ له ، وحَدِيثٍ مثْلِ ماذِيٍّ مُشارِ ومعنى يأْذَن : يستمع ؛ كما ، قال قعنب بن أُمّ صاحب : صُمٌّ إِذا سَمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وِإِنْ ذُكِرْتُ بسُوء عندهم أَذِنُوا أَوْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طارُوا بها فَرَحاً مِنِّي ، وما سَمِعوا من صالح دَفَنُوا والمَاذِيّ : العسل الأَبيض .
      والمُشَار : المُجْتَنَى ، وقيل : مُشتار قد أُعين على أَخذه ، قال : وأَنكرها الأَصمعي وكان يروي هذا البيت : « مِثْلِ ماذِيِّ مَشَار » بالإِضافة وفتح الميم .
      قال : والمَشَار الخَلِيَّة يُشْتار منها .
      والمَشَاوِر : المَحابِض ، والواحد مِشْوَرٌ ، وهو عُود يكون مع مُشْتار العسل .
      وفي حديث عمر : في الذي يُدْلي بحبْل ليَشْتَارَ عسلاً ؛ شَار العسل يَشُوره واشْتَاره يَشْتارُه : اجتناه من خلاياه ومواضعه .
      والشَّوْرُ : العسل المَشُور ، سُمّي بالمصدر ؛ قال ساعدة بن جؤية : فلّما دنا الإِفراد حَطَّ بِشَوْرِه ، إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحِيرٍ جُمومُها والمِشْوَار : ما شار به .
      والمِشْوَارة والشُّورة : الموضع الذي تُعَسَّل فيه النحل إِذا دَجَنَها .
      والشَّارَة والشُّوْرَة : الحُسْن والهيئة واللِّباس ، وقيل : الشُّوْرَة الهيئة .
      والشَّوْرَة ، بفتح الشين : اللِّباس ؛ حكاه ثعلب ، وفي الحديث : أَنه أَقبل رجل وعليه شُوْرَة حَسَنة ؛ قال ابن الأَثير : هي بالضم ، الجَمال والحُسْن كأَنه من الشَّوْر عَرْض الشيء وإِظهاره ؛ ويقال لها أَيضاً : الشَّارَة ، وهي الهيئة ؛ ومنه الحديث : أَن رجلاً أَتاه وعليه شَارَة حسَنة ، وأَلِفُها مقلوبة عن الواو ؛ ومنه حديث عاشوراء : كانوا يتخذونه عِيداً ويُلبسون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشَارَتهم أَي لباسهم الحسَن الجميل .
      وفي حديث إِسلام عمرو بن العاص .
      فدخل أَبو هريرة فَتَشايَرَه الناس أَي اشْتَهَرُوه بأَبصارهم كأَنه من الشَّارَة ، وهي الشَّارة الحسَنة .
      والمِشْوَار : المَنْظَر .
      ورجل شَارٌ صارٌ ، وشَيِّرٌ صَيِّرٌ : حسَن الصورة والشَّوْرة ، وقيل : حسَن المَخْبَر عند التجربة ، وإِنما ذلك على التشبيه بالمنظَر ، أَي أَنه في مخبره مثله في منظره .
      ويقال : ما أَحسن شَوَارَ الرجل وشَارَته وشِيَارَه ؛ يعني لباسه وهيئته وحسنه .
      ويقال : فلان حسن الشَّارَة والشَّوْرَة إِذا كان حسن الهيئة .
      ويقال : فلان حسن الشَّوْرَة أَي حسن اللِّباس .
      ويقال : فلان حسن المِشْوَار ، وليس لفلان مِشْوَار أَي مَنْظَر .
      وقال الأَصمعي : حسن المِشْوَار أَي مُجَرَّبه وحَسَنٌ حين تجرّبه .
      وقصيدة شَيِّرة أَي حسناء .
      وشيء مَشُورٌ أَي مُزَيِّنٌ ؛

      وأَنشد : كأَن الجَراد يُغَنِّيَنه ، يُباغِمْنَ ظَبْيَ الأَنيس المَشُورَا .
      الفراء : إِنه لحسن الصُّورة والشُّوْرَة ، وإِنه لحسَن الشَّوْر والشَّوَار ، واحده شَوْرَة وشَوارة ، أَي زِينته .
      وشُرْتُه : زَيَّنْتُه ، فهو مَشُور .
      والشَّارَة والشَّوْرَة : السِّمَن .
      الفراء : شَار الرجلُ إِذا حسُن وجهه ، ورَاشَ إِذا استغنى .
      أَبو زيد : اسْتَشَار أَمرُه إِذا تبيَّن واسْتَنار .
      والشَّارَة والشَّوْرة : السِّمَن .
      واسْتَشَارَتِ الإِبل : لبست سِمَناً وحُسْناً ويقال : اشتارت الإِبل إِذا لَبِسها شيء من السِّمَن وسَمِنَتْ بعض السِّمَن وفرس شَيِّر وخيل شِيارٌ : مثل جَيّد وجِياد .
      ويقال : جاءت الإِبل شِياراً أَي سِماناً حِساناً ؛ وقال عمرو ابن معد يكرب : أَعَبَّاسُ ، لو كانت شِياراً جِيادُنا ، بِتَثْلِيثَ ، ما ناصَبْتَ بعدي الأَحامِسَا والشِّوَار والشَّارَة : اللباس والهيئة ؛ قال زهير : مُقْوَرَّة تَتَبارَى لا شَوارَ لها إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ والوُرُك (* في ديوان زهير : إِلا القطوع على الأَنساع ).
      ورجل حسن الصُّورة والشُّوْرَة وإِنه لَصَيِّر شَيِّر أَي حسن الصورة والشَّارة ، وهي الهيئة ؛ عن الفراء .
      وفي الحديث : أَنه رأَى امرأَة شَيِّرَة وعليها مَناجِد ؛ أَي حسنة الشَّارة ، وقيل : جميلة .
      وخيلٌ شِيار : سِمان حِسان .
      وأَخذت الدابة مِشْوَارها ومَشَارَتَها : سَمِنت وحسُنت هيئتها ؛ قال : ولا هِيَ إِلا أَن تُقَرِّبَ وَصْلَها عَلاةٌ كِنازُ اللّحم ، ذاتُ مَشَارَةِ أَبو عمرو : المُسْتَشِير السَّمِين .
      واسْتَشار البعيرُ مثل اشْتار أَي سَمِن ، وكذلك المُسْتَشيط .
      وقد شَار الفرسُ أَي سَمِن وحسُن .
      الأَصمَعي : شارَ الدَّابَّة وهو يَشُورها شَوْراً إِذا عَرَضَها .
      والمِشْوار : ما أَبقت الدابَّة من علَفها ، وقد نَشْوَرَتْ نِشْواراً ، لأَن نفعلت (* قوله : « لأن نفعلت إلخ » هكذا بالأَصل ولعله إِلا أَن نفعلت ).
      بناء لا يعرف إِلا أَن يكون فَعْوَلَتْ ، فيكون من غير هذا الباب .
      قال الخليل : سأَلت أَبا الدُّقَيْش عنه قلت : نِشْوار أَو مِشْوار ؟ فقال : نِشْوار ، وزعم أَنه فارسي .
      وشَارها يَشُورها شَوْراً وشِواراً وشَوَّرَها وأَشارَها ؛ عن ثعلب ، قال : وهي قليلة ، كلُّ ذلك : رَاضَها أَو رَكِبها عند العَرْض على مُشْترِيها ، وقيل : عَرَضها للبيع ، وقيل : بَلاها ينظُر ما عندها ، وقيل : قلَّبها ؛ وكذلك الأَمَة ، يقال : شُرْت الدَّابة والأَمة أَشُورُهما شَوْراً إِذا قلَّبتهما ، وكذلك شَوَّرْتُهُما وأَشَرْتهما ، وهي قليلة .
      والتَّشْوِير : أَن تُشَوِّرَ الدابة تنظرُ كيف مِشْوارها أَي كيف سَيْرَتُها .
      ويقال للمكان الذي تُشَوَّرُ فيه الدَّوابّ وتعرَض : المِشْوَار .
      يقال : أَياك والخُطَب فإِنها مِشْوارٌ كثير العِثَارِ .
      وشُرْت الدَّابة شَوْراً : عَرَضْتها على البيع أَقبلت بها وأَدبرت .
      وفي حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه : أَنه ركب فَرساً يَشُوره أَي يَعْرِضُه .
      يقال : شَارَ الدَّابة يشُورها إِذا عَرَضها لِتُباع ؛ ومنه حديث أَبي طَلْحَةَ : أَنه كان يَشُور نفسه بين يَدَيْ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَي يعرِضُها على القَتْل ، والقَتْل في سبيل الله بَيْع النفس ؛ وقيل : يَشُور نفسه أَي يَسْعى ويَخِفُّ يُظهر بذلك قوَّته .
      ويقال : شُرْت الدابة إِذا أَجْرَيْتها لتعرف قُوَّتها ؛ وفي رواية : أَنه كان يَشُور نفسه على غُرْلَتِه أَي وهو صبيٌّ ، والغُرْلَة : القُلْفَةُ .
      واشْتار الفحل الناقة : كَرَفَها فنظر إِليها لاقِح هي أَم لا .
      أَبو عبيد : كَرَف الفحل الناقة وشافَها واسْتَشارها بمعنى واحد ؛ قال الراجز : إِذا اسْتَشارَ العَائطَ الأَبِيَّا والمُسْتَشِير : الذي يَعرِف الحائِلَ من غيرها ، وفي التهذيب : الفَحْل الذي يعرِف الحائِل من غيرها ؛ عن الأُموي ، قال : أَفزَّ عنها كلّ مُسْتَشِيرِ ، وكلّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشيرِ مِئْشير : مِفْعِيل من الأَشَر .
      والشَّوَارُ والشَِوَرُ والشُّوَار ؛ الضم عن ثعلب .
      مَتاع البيت ، وكذلك الشَّوَار لِمتَاع الرَّحْل ، بالحاء .
      وفي حديث ابن اللُّتْبِيَّة : أَنه جاء بشَوَار كَثِيرٍ ، هو بالفتح ، مَتاع البَيْت .
      وشَوار الرجُل : ذكَره وخُصْياه واسْتُه .
      وفي الدعاء : أَبْدَى الله شُواره ؛ الضم لغة عن ثعلب ، أَي عَوْرَته ، وقيل : يعني مَذاكِيره .
      والشَّوار : فرج المرأَة والرجُل ؛ ومنه قيل : شَوَّر به كأَنه أَبْدَى عَوْرَته .
      ويقال في مَثَلٍ : أَشْوَارَ عَروسٍ تَرَى ؟ وشَوَّرَ به : فعَل به فِعْلاً يُسْتَحْيا منه ، وهو من ذلك .
      وتَشَوَّرَ هو : خَجِل ؛ حكاها يعقوب وثعلب .
      قال يعقوب : ضَرَطَ أَعرابيّ فَتَشَوَّر ، فأَشار بإِبْهامه نحوَ اسْتِه وقال : إِنها خَلْفٌ نطقَتْ خَلْفاً ، وكرهها بعضهم فقال : ليست بعربِيَّة .
      اللحياني : شَوَّرْت الرجلَ وبالرجل فَتَشَوَّر إِذا خَجَّلْته فَخَجِل ، وقد تشوَّر الرجل .
      والشَّوْرَة : الجَمال الرائِع .
      والشَّوْرَة : الخَجْلَة .
      والشَّيِّرُ : الجَمِيل .
      والمَشارة : الدَّبْرَة التي في المَزْرَعة .
      ابن سيده : المَشارة الدَّبْرَة المقطعة لِلزِّراعة والغِراسَة ؛ قال : يجوز أَن تكون من هذا الباب وأَن تكون من المَشْرَة .
      وأَشار إِليه وشَوَّر : أَومَأَ ، يكون ذلك بالكفِّ والعين والحاجب ؛

      أَنشد ثعلب : نُسِرُّ الهَوَى إِلاَّ إِشارَة حاجِبٍ هُناك ، وإِلاَّ أَن تُشِير الأَصابِعُ وشَوَّر إِليه بيده أَي أَشارَ ؛ عن ابن السكيت ، وفي الحديث : كان يُشِير في الصلاة ؛ أَي يُومِئ باليد والرأْس أَي يأْمُرُ ويَنْهَى بالإِشارة ؛ ومنه قوله لِلَّذى كان يُشير بأُصبعه في الدُّعاء : أَحِّدْ أَحِّدْ ؛ ومنه الحديث : كان إِذا أَشار بكفِّه أَشارَ بها كلِّها ؛ أَراد أَنَّ إِشارَاتِه كلَّها مختلِفة ، فما كان منها في ذِكْر التوحيد والتشهُّد فإِنه كان يُشِير بالمُسبِّحَة وحْدها ، وما كان في غير ذلك كان يُشِير بكفِّه كلها ليكون بين الإِشارَتَيْن فرْق ، ومنه : وإِذا تحَدَّث اتَّصل بها أَي وصَلَ حَدِيثَه بإِشارة تؤكِّده .
      وفي حديث عائشة : مَنْ أَشار إِلى مؤمن بحدِيدة يريد قتلَه فقد وَجَب دَمُه أَي حلَّ للمقصود بها أَن يدفعَه عن نفسه ولو قَتَلَه .
      قال ابن الأَثير : وَجَب هنا بمعنى حلَّ .
      والمُشِيرَةُ : هي الإِصْبَع التي يقال لها السَّبَّابَة ، وهو منه .
      ويقال للسَّبَّابَتين : المُشِيرَتان .
      وأَشار عليه بأَمْرِ كذا : أَمَرَه به .
      وهيَ الشُّورَى والمَشُورَة ، بضم الشين ، مَفْعُلَة ولا تكون مَفْعُولَة لأَنها مصدر ، والمَصادِر لا تَجِيء على مثال مَفْعُولة ، وإِن جاءت على مِثال مَفْعُول ، وكذلك المَشْوَرَة ؛ وتقول منه : شَاوَرْتُه في الأَمر واسْتشرته بمعنى .
      وفلان خَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي يصلُح لِلْمُشاورَة .
      وشاوَرَه مُشاوَرَة وشِوَاراً واسْتَشاره : طَلَب منه المَشُورَة .
      وأَشار الرجل يُشِيرُ إِشارَةً إِذا أَوْمَأَ بيديْه .
      ويقال : شَوَّرْت إِليه بِيَدِي وأَشرت إِليه أَي لَوَّحْت إِليه وأَلَحْتُ أَيضاً .
      وأَشارَ إِليه باليَدِ : أَوْمأَ ، وأَشارَ عليه بالرَّأْيِ .
      وأَشار يُشِير إِذا ما وَجَّه الرَّأْي .
      ويقال : فلان جيِّد المَشُورة والمَشْوَرَة ، لغتان .
      قال الفراء : المَشُورة أَصلها مَشْوَرَة ثم نقلت إِلى مَشُورة لخفَّتها .
      اللَّيث : المَشْوَرَة مفْعَلَة اشتُقَّ من الإِشارة ، ويقال : مَشُورة .
      أَبو سعيد : يقال فلان وَزِيرُ فلان وشيِّرُه أَي مُشاورُه ، وجمعه شُوَرَاءُ .
      وأَشَارَ النَّار وأَشارَ بِها وأَشْوَرَ بها وشَوَّرَ بها : رفعَها .
      وحَرَّة شَوْرَان : إِحْدَى الحِرَارِ في بلاد العرَب ، وهي معروفة .
      والقَعْقاعُ بن شَوْر : رجُلٌ من بَنِي عَمْرو بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة ؛ وفي حديث ظبيان : وهمُ الَّذِينَ خَطُّوا مَشائِرَها أَي ديارَها ، الواحدة مَشارَة ، وهي من الشَّارة ، مَفْعَلَة ، والميم زائدة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. سكن
    • " السُّكُونُ : ضدّ الحركة .
      سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته ، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً .
      وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك .
      وسَكَنَ الرجل : سكت ، وقيل : سَكَن في معنى سكت ، وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب .
      وقوله تعالى : وله ما سَكَن في الليل والنهار ؛ قال ابن الأَعرابي : معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار ؛ وقال الزجاج : هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره ، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى .
      وقال أَبو العباس في قوله تعالى : وله ما سكن في الليل والنهار ، قال : إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة ، قال : وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك ، وإنما معناه ، والله أَعلم ، الخَلْق .
      أَبو عبيد : الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ ، وهو الكَوْثَلُ أَيضاً .
      وقال أَبو عمرو : الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن .
      الليث : السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل ؛ ومنه قول طرفة : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ .
      وسُكَّانُ السفينة عربي .
      والسُّكّانُ : ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب .
      والسِّكِّين : المُدْية ، تذكر وتؤَنث ؛ قال الشاعر : فعَيَّثَ في السَّنامِ ، غَداةَ قُرٍّ ، بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب : يُرَى ناصَحاً فيما بَدا ، وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ ، على الحَلْقِ ، حاذق ؟

      ‏ قال ابن الأَعرابي : لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين ، وقال ثعلب : قد سمعه الفراء ؛ قال الجوهري : والغالب عليه التذكير ؛ قال ابن بري :، قال أَبو حاتم البيت الذي فيه : بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ .
      هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا .
      وفي الحديث : فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس ؛ قال ابن بري : ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال ، وذكره الهروي في الغريبين .
      ابن سيده : السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين ؛

      قال : سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو ، نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ :، قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة ؛ هي لغة في السِّكِّين ، والمشهور بلا هاء .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه : إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث ، ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ ؛ وقوله أَنشده يعقوب : قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين ، وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِين ؟

      ‏ قال ابن سيده : أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين ، وقوله : بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله ، وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ ؛ قال : الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد .
      ابن دريد : السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه ؛ وقال الأَزهري : سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت .
      وكل شيء مات فقد سَكَنَ ، ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت .
      ورجل شِمِّير : لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش .
      وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً : أَقام ؛ قال كثيِّر عزة : وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ، ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ .
      فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ، وقيل : جمع على قول الأَخفش .
      وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري ، والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب ، وهم سُكّان فلان ، والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى .
      وقال اللحياني : والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار .
      يقال : لك فيها سَكَنٌ .
      أَي سُكْنَى .
      والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن : المنزل والبيت ؛ الأخيرة نادرة ، وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ ، بالفتح .
      والسَّكْنُ : أَهل الدار ، اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ ؛ قال سَلامة بن جَنْدَل : ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ، يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة : فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ ، والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّل ؟

      ‏ قال ابن بري : أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر ، وقوله : فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم .
      والسَّكْنُ : جمع ساكن كصَحْب وصاحب .
      وفي حديث يأْجوج ومأْجوج : حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ ؛ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت .
      وقال اللحياني : السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة .
      يقال : تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا .
      والسَّكَنُ : كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره ، وربما ، قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ؛ ومنه قوله تعالى : جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً .
      والسَّكَنُ : المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها .
      والسَّكَنُ : الساكِنُ ؛ قال الراجز : لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ ، إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث : اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه ، وهو بفتح السين والكاف .
      الليث : السَّكْنُ السُّكّانُ .
      والسُّكْنُ : أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء ، قال : والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت ، الواحد ساكِنٌ .
      وفي حديث الدجال : السُّكْنُ القُوتُ .
      وفي حديث المهدي : حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته ، وهو بمنزلة النُّزْل ، وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه .
      والأَسْكانُ : الأَقْواتُ ، وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ ، وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً .
      ويقال : مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن ، كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ .
      قال : والسُّكْنُ المَسْكَن .
      يقال : لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد .
      وسُكْنى المرأَة : المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه .
      يقال : لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه .
      وسُكّانُ الدَّارِ : هُمُ الجنّ المقيمون بها ، وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ذبائح الجن .
      والسَّكَنُ ، بالتحريك : النار ؛ قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن : أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر : أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ ، وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي : التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ ، وهو النار .
      والتَّسْكين : أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ ، وهو الحمار الخفيف السريع ، والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة ، وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة .
      قال : والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه .
      والسُّكَيْنُ : الحمار الوحشي ؛ قال أَبو دُواد : دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً ، وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة : الوَدَاعة والوَقار .
      وقوله عز وجل : فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ ؛ قال الزجاج : معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم ؛ قال ابن سيده :، قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء ، وقيل : إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل ، وقيل : إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان .
      قال الحسن : جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه .
      الفراء : من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة .
      وفي حديث قَيْلَةَ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لها : يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ ؛ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ .
      يقال : رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ .
      وروي عن ابن مسعود أَنه ، قال : السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم ، وقيل : أَراد بها ههنا الرحمة .
      وفي الحديث : نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة .
      وقال شمر :، قال بعضهم السَّكِينة الرحمة ، وقيل : هي الطمأْنينة ، وقيل : هي النصر ، وقيل : هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان .
      وقوله تعالى : فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم .
      وتقول للوَقُور : عليه السُّكون والسَّكِينة ؛ أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي : للهِ قَبْرٌ غالَها ، ماذا يُجِنْنَ ، لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة : عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير .
      وفي حديث الخروج إلى الصلاة : فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة .
      وفي حديث زيد بن ثابت : كنت إلى جنب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فغَشِيَتْه السَّكِينةُ ؛ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي .
      وفي الحديث : ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ ؛ قيل : هو من الوقار والسكون ، وقيل : الرحمة ، وقيل : أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز ، قيل في تفسيرها : إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع ، وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء ، وقيل : هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم ، فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم ، وقيل : هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، قال : والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة .
      وفي حديث علي ، رضي الله عنه ، وبناء الكعبة : فأَرسل الله إليه السَّكينة ؛ وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ .
      والسَّكِّينة : لغة في السَّكينة ؛ عن أَبي زيد ، ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة .
      والسِّكِّينةُ ، بالكسر : لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي .
      وتَسَكَّنَ الرجل : من السَّكِينة والسَّكِّينة .
      وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم ، وقال ثعلب : على مساكنهم ، وفي المحكم : على مَنازلهم ، قال : وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر ، إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر ، فافهم .
      وقالوا : تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم .
      والسَّكِنة ، بكسر الكاف : مقرّ الرأْس من العنق ؛ وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه ، وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث : أَنه ، قال يوم الفتح : اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ، ويقال : واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات ، يعني أَن الله قد أَعز الإسلام ، وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين .
      ويقال : الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم ؛ قال ابن بري : وقال زامِل بن مُصاد العَيْني : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّ ؟

      ‏ قال : وقال طُفَيل : بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ، ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّ ؟

      ‏ قال : وقال النابغة : بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب .
      والمِسْكينُ والمَسْكِين ؛ الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل : الذي لا شيء له ، وقيل : الذي لا شيء له يكفي عياله ، قال أَبو اسحق : المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه ، وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل ، وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول ، والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه ، وسنذكر منه هنا شيئاً ، وهو مِفْعيل من السكون ، مثل المِنْطيق من النُّطْق .
      قال ابن الأَنباري :، قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين ، والفقير الذي له بعض ما يُقيمه ، والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير ، وهو قول ابن السكيت ؛ قال يونس : وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال : لا والله بل مسكين ، فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير ؛ واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي : أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال ، فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله ؛ قال : وقول مالك في هذا كقول يونس .
      وروي عن الأَصمعي أَنه ، قال : المسكين أَحسن حالاً من الفقير ، واليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد ، قال : وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعال ؟

      ‏ قال : أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين ؛ فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة ، وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض : يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً ؛ فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين .
      قال ابن بري : وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ، ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ ، واستدل على ذلك بقوله : مِسْكيناً ذا مَتربةٍ ؛ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر ، ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه ، واستدل على ذلك بقوله عز وجل : أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر ؛ فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر ؛ واستدل أَيضاً بقول الراجز : هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ ، تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ ، عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ ، قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ .
      فأَثبت أَن له عشر شياه ، وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة ، واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك ؛ وهو قوله : أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه ، قال : أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته ، وقال : فلم يُترك له سَبَدٌ ، فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله ، ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ، ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً ، يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه ، قال : الذي كانت حلوبته ، ولم يقل الذي حلوبته ، وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة ، وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً ، بعد أَن كان ذا مال وثروة ، وكذلك يكون المعنى في قوله : أَما الفقير الذي كانت حلوبته .
      أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ، ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك : أَما الفقير الذي كان له مال وثروة ، لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته ، وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً ، لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ، ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ ، وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ، ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره ، فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً ، فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير ؛ قال علي بن حمزة : ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره ، وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى : إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين ، وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول ، والثالث أَصلح حالاً من الثاني ، وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن ، قال : ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال ، أَلا ترى أَنهم ، قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ، ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟، قال : ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال ، فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه ، قال : ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ، ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي ؛ وقال قتادة : الفقير الذي به زَمانة ، والمِسْكين الصحيح المحتاج .
      وقال زيادة الله بن أَحمد : الفقير القاعد في بيته لا يسأَل ، والمسكين الذي يسأَل ، فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى ، والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله ، فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال ، فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ، ويشهد بصحة ذلك قوله ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ ، وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى ، فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل ، وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير ، والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً ، إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين ، لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة ، فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير ، وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه ، فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير ، وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين ، وأَصل المسكين في اللغة الخاضع ، وأَصل الفقير المحتاج ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين ؛ أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر ، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج .
      قال محمد بن المكرّم : وقد استعاذ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الفقر ؛ قال : وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ ، عليه السلام : أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ، فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً ، وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً ، إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة ، وهو الخضوع والذل ، ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل : يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ ؛ والمَتْرَبةُ : الفقر ، وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة ، وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره ، وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر ، ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه .
      قال ابن الأَثير : وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ ، قال : وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة ، واسْتَكانَ إذا خضع .
      والمَسْكَنة : فَقْرُ النفس .
      وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين ، وهم جمع المِسْكين ، وهو الذي لا شيء له ، وقيل : هو الذي له بعض الشيء ، قال : وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ؛ ومنه حديث قَيْلة :، قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ ؛ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر .
      قال سيبويه : المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها ، تقول : مررت به المِسْكين ، تنصبه على أَعني ، وقد يجوز الجرّ على البدل ، والرفع على إضمار هو ، وفيه معنى الترحم مع ذلك ، كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء ؛

      قال : وكان يونس يقول مررت به المسكينَ ، على الحال ، ويتوهم سقوط الأَلف واللام ، وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ، ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً ، ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه ، قال لقيت المسكين ، لأَنه إذا ، قال مررت به فكأَنه ، قال لقيته ، وحكي أَيضاً : إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه : إنه أَحمق ، وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ ، وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها ، والأُنثى مِسْكينة ؛ قال سيبويه : شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار ، وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى ؛ قال تأَبط شرّاً : قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ ، كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها ، والجمع مَساكين ، وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون ؛ قال أَبو الحسن : يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير ، وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة ، فلما ، قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ، ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون .
      وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً ، وإنما ، قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء ، والاسم المَسْكَنة .
      الليث : المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين ، وإذا اشتقوا منه فعلاً ، قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً .
      ويقال : أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً .
      قال الجوهري : المسكين الفقير ، وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف .
      يقال : تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن ، كم ؟

      ‏ قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل ، على تَمَفْعَل ،
      ، قال : وهو شاذ ، وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم .
      وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً ، أَثبتوا الزائد ، كما ، قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة .
      قال اللحياني : تَسَكَّن كتَمَسْكَن ، وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة .
      وحكي : ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ .
      وتمسكَنَ لربه : تضَرَّع ؛ عن اللحياني ، وهو من ذلك .
      وتمسكن إذا خضع لله .
      والمَسْكَنة : الذِّلَّة .
      وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال للمصلي : تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك ؛ وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع ، وهو تَمَفْعَل من السكون ؛ وقال القتيبي : أَصل الحرف السُّكون ، والمَسْكَنة مَفْعلة منه ، وكان القياس تسَكَّن ، وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل ، ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع ؛ وقال سيبويه : كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ ، تقول : تمَعْدَد ، وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد ؛ قال أَبو منصور : وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل ، فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه .
      وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد : المَسْكين ، بفتح الميم ، المِسْكين .
      والمِسْكينة : اسم مدينة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال ابن سيده : لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      واستَكان الرجل : خَضَع وذلَّ ، وهو افتَعَل من المَسْكَنة ، أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً .
      وفي التنزيل العزيز : فما استَكانوا لربهم ؛ وهذا نادر ، وقوله : فما استكانوا لربهم ؛ أَي فما خضعوا ، كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله : لها مَتْنتان خَظانا ، أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف .
      يقال : سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل .
      وفي حديث توبة كعب : أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ .
      والاسْتِكانة : اسْتِفْعال من السُّكون ؛ قال ابن سيده : وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع ، مدّت فتحة الباء بأَلف ، وكقوله : أَدْنو فأَنظُورُ ، وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ ، فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان ، وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه ؛ قال كثيِّر عزة : فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ، ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى : وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم ؛ أَي يَسْكُنون بها .
      والسَّكُون ، بالفتح : حيّ من اليمن .
      والسَّكون : موضع ، وكذلك مَسْكِنٌ ، بكسر الكاف ، وقيل : موضع من أَرض الكوفة ؛ قال الشاعر : إنَّ الرَّزِيَّة ، يَوْمَ مَسْكِنَ ، والمُصِيبةَ والفَجيعه .
      جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه .
      وأَما المُسْكان ، بمعنى العَرَبون ، فهو فُعْلال ، والميم أَصلية ، وجمعه المَساكين ؛ قاله ابن الأَعرابي .
      ابن شميل : تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة ، وفلان بنُ السَّكَن .
      قال الجوهري : وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف ؛ قال ابن بري :، قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ ؛ قال جرير في الإسكان : ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني ، وعَمْرو بنُ عَفْرا ، لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ : أَسماء .
      وسُكَينٌ : اسم موضع ؛ قال النابغة : وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ ، وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ .
      وسُكَينٌ ، مصغر : حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني .
      قال ابن بري : يعني هذا البيت : وعلى الرُّميثة من سُكين .
      وسُكَيْنة : بنت الحُسَين بن علي ، عليهم السلام ، والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. سرر
    • " السِّرُّ : من الأَسْرار التي تكتم .
      والسر : ما أَخْفَيْتَ ، والجمع أَسرار .
      ورجل سِرِّيٌّ : يصنع الأَشياءَ سِرّاً من قوم سِرِّيِّين .
      والسرِيرةُ : كالسِّرِّ ، والجمع السرائرُ .
      الليث : السرُّ ما أَسْرَرْتَ به .
      والسريرةُ : عمل السر من خير أَو شر .
      وأَسَرَّ الشيء : كتمه وأَظهره ، وهو من الأَضداد ، سرَرْتُه : كتمته ، وسررته : أَعْلَنْته ، والوجهان جميعاً يفسران في قوله تعالى : وأَسرُّوا الندامةَ ؛ قيل : أَظهروها ، وقال ثعلب : معناه أَسروها من رؤسائهم ؛ قال ابن سيده : والأَوّل أَصح .
      قال الجوهري : وكذلك في قول امرئ القيس : لو يُسِرُّون مَقْتَلِي ؛ قال : وكان الأَصمعي يرويه : لو يُشِرُّون ، بالشين معجمة ، أَي يُظهرون .
      وأَسَرَّ إِليه حديثاً أَي أَفْضَى ؛ وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّهُ في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا .
      أَبو عبيدة : أَسررت الشيء أَخفيته ، وأَسررته أَعلنته ؛ ومن الإِظهار قوله تعالى : وأَسرُّوا الندامة لما رأَوا العذاب ؛ أَي أَظهروها ؛

      وأَنشد للفرزدق : فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه ، أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كان أَضْمَر ؟

      ‏ قال شمر : لم أَجد هذا البيت للفرزدق ، وما ، قال غير أَبي عبيدة في قوله : وأَسرُّوا الندامة ، أَي أَظهروها ، قال : ولم أَسمع ذلك لغيره .
      قال الأَزهري : وأَهل اللغة أَنكروا قول أَبي عبيدة أَشدّ الإِنكار ، وقيل : أَسروا الندامة ؛ يعني الرؤساء من المشركين أَسروا الندامة في سَفَلَتِهم الذين أَضلوهم .
      وأَسروها : أَخْفَوْها ، وكذلك ، قال الزجاج وهو قول المفسرين .
      وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً : أَعلمه بسره ، والاسم السَّرَرُ ، والسِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً .
      واستَسَرَّ الهلالُ في آخر الشهر : خَفِيَ ؛ قال ابن سيده : لا يلفظ به إِلاَّ مزيداً ، ونظيره قولهم : استحجر الطين .
      والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ ، كله : الليلة التي يَستَسِرُّ فيها القمرُ ؛

      قال : نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً في دارِها ، جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها ، عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها ‏ ‏ .
      غيره : ‏ سَرَرُ الشهر ، بالتحريك ، آخِرُ ليلة منه ، وهو مشتق من قولهم : استَسَرَّ القمرُ أَي خفي ليلة السرار فربما كان ليلة وربما كان ليلتين .
      وفي الحديث : صوموا الشهر وسِرَّه ؛ أَي أَوَّلَه ، وقيل مُسْتَهَلَّه ، وقيل وَسَطَه ، وسِرُّ كُلِّ شيء : جَوْفُه ، فكأَنه أَراد الأَيام البيض ؛ قال ابن الأَثير :، قال الأَزهري لا أَعرف السر بهذا المعنى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَرهُ ، وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سأَل رجلاً فقال : هل صمت من سرار هذا الشهر شيئاً ؟، قال : لا .
      قال : فإِذا أَفطرت من رمضان فصم يومين .
      قال الكسائي وغيره : السرار آخر الشهر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلال .
      قال أَبو عبيدة : وربما استَسَرَّ ليلة وربما استسرّ ليلتين إِذا تمّ الشهر .
      قال الأَزهري : وسِرار الشهر ، بالكسر ، لغة ليست بجيدة عند اللغويين .
      الفراء : السرار آخر ليلة إِذا كان الشهر تسعاً وعشرين ، وسراره ليلة ثمان وعشرين ، وإِذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين ؛ وقال ابن الأَثير :، قال الخطابي كان بعض أَهل العلم يقول في هذا الحديث : إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شيئاً سؤالُ زجر وإِنكار ، لأَنه قد نهى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم يوم أَو يومين .
      قال : ويشبه أَن يكون هذا الرجل قد أَوجبه على نفسه بنذر فلذلك ، قال له : إِذا أَفطرت ، يعني من رمضان ، فصم يومين ، فاستحب له الوفاءِ بهما .
      والسّرُّ : النكاح لأَنه يُكْتم ؛ قال الله تعالى : ولكن لا تُواعِدُوهُنَّ سِرّاً ؛ قال رؤبة : فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ ، ولم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ : الجارية المتخذة للملك والجماع ، فُعْلِيَّةٌ منه على تغيير النسب ، وقيل : هي فُعُّولَة من السَّرْوِ وقلبت الواو الأَخيرة ياء طَلبَ الخِفَّةِ ، ثم أُدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها ، ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الياء ؛ وقد تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت : على تحويل التضعيف .
      أَبو الهيثم : السِّرُّ الزِّنا ، والسِّرُّ الجماع .
      وقال الحسن : لا تواعدوهن سرّاً ، قال : هو الزنا ، قال : هو قول أَبي مجلز ، وقال مجاهد : لا تواعدوهن هو أَن يَخْطُبَها في العدّة ؛ وقال الفراء : معناه لا يصف أَحدكم نفسه المرأَة في عدتها في النكاح والإِكثارِ منه .
      واختلف أَهل اللغة في الجارية التي يَتَسَرَّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّةً فقال بعضهم : نسيت إِلى السر ، وهو الجماع ، وضمت السين للفرق بين الحرة والأَمة توطأُ ، فيقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة : سِرِّيَّةً ، وللمملوكة يتسراها صاحبها : سُرِّيَّةً ، مخافة اللبس .
      وقال أَبو الهيثم : السِّرُّ السُّرورُ ، فسميت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل .
      قال : وهذا أَحسن ما قيل فيها ؛ وقال الليث : السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من قولك تَسَرَّرْت ، وم ؟

      ‏ قال تَسَرَّيْت فإِنه غلط ؛ قال الأَزهري : هو الصواب والأَصل تَسَرَّرْتُ ولكن لما توالت ثلاثٌ راءات أَبدلوا إِحداهن ياء ، كما ، قالوا تَظَنَّيْتُ من الظنّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ ؛ ومنه قول العجاج : تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله : تَقَضُّض .
      وقال بعضهم : استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بمعنى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية .
      والسرية : الأَمة التي بَوَّأَتَها بيتاً ، وهي فُعْلِيَّة منسوبة إِلى السر ، وهو الجماع والإِخفاءُ ، لأَن الإِنسان كثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُها عن حرته ، وإِنما ضمت سينه لأَن الأَبنية قد تُغَيَّرُ في النسبة خاصة ، كما ، قالوا في النسبة إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ ، وإِلى الأَرض السَّهْلَةُ سُهْلِيٌّ ، والجمع السَّرارِي .
      وفي حديث عائشة وذُكِرَ لها المتعةُ فقالت : والله ما نجد في كلام الله إِلاَّ النكاح والاسْتِسْرَارَ ؛ تريد اتخاذ السراري ، وكان القياس الاستسراء من تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سرية ، لكنها ردت الحرف إِلى الأَصل ، وهو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدى الراءات ياء ، وقيل : أَصلها الياء من الشيء السَّريِّ النفيس .
      وفي حديث سلامة : فاسْتَسَرَّني أَي اتخذني سرية ، والقياس أَن تقول تَسَرَّرَني أَو تسرّاني فأَما استسرني فمعناه أَلقي إِليَّ سِرّه .
      قال ابن الأَثير :، قال أَبو موسى لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز .
      والسرُّ : الذَّكَرُ ؛ قال الأَفوه الأَودي : لَمَّا رَأَتْ سِرَّي تَغَيَّرَ ، وانْثَنَى مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى وفي التهذيب : السر ذكر الرجل فخصصه .
      والسَّرُّ : الأَصلُ .
      وسِرُّ الوادي : أَكرم موضع فيه ، وهي السَّرارةُ أَيضاً .
      والسِّرُّ : وسَطُ الوادي ، وجمعه سُرور :، قال الأَعشى : كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وِسْطَ الغَرِيف ، إِذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا وكذلك سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه .
      وأَرض سِرُّ : كريمةٌ طيبة ، وقيل : هي أَطيب موضع فيه ، وجمع السِّرَّ سِرَرٌ نادر ، وجمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة ، وجمع السَّرارِة سَراثرُ .
      الأَصمعي : سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه .
      ويقال : أَرض سَرَّاءُ أَي طيبة .
      وقال الفراء : سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ ، وهو الخالص من كل شيء .
      وقال الأَصمعي : السَّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةَ أَكرمها ؛ وقول الشاعر : وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم ، واهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كات ؟

      ‏ قال : السر أَخْصَبُ الوادي .
      وكاتم أَي كامن تراه فيه قد كتم ولم ييبس ؛ وقال لبيد يرثي قوماً : فَساعَهُمُ حَمْدٌ ، وزانَتْ قُبورَهمْ أَسِرَّةُ رَيحانٍ ، بِقاعٍ مُنَوَّ ؟

      ‏ قال : الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ ، وقال أَبو عمرو : واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ ؛

      وأَنشد : كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه : أَوسطُه .
      ويقال : فلان في سِرِّ قومه أَي في أَفضلهم ، وفي الصحاح : في أَوسطهم .
      وفي حديث ظبيان : نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي من خيارهم .
      وسِرُّ النسَبِ : مَحْضُه وأَفضلُه ، ومصدره السَّرارَةُ ، بالفتح .
      والسِّرُّ من كل شيء : الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ ، ولا فعل له ؛ وأَما قول امرئ القيس في صفة امرأَة : فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها ، ولَها عليهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وصف جاريةً شبهها بظبيةٍ جيداً ومُقْلَةً ثم جعل لها الفضل على الظبية في سائر مَحاسِنها ، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل .
      وسَرارةُ كلِّ شيء : محضُه ووسَطُه ، والأَصل فيهعا سَرَارةُ الروضة ، وهي خير منابتها ، وكذلك سُرَّةُ الروضة .
      وقال الفراء : لها عليها سَرارةُ الفضل وسَراوةُ الفضل أَي زيادة الفضل .
      وسَرارة العيش : خيره وأَفضله .
      وفلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به .
      وسِرُّ الوادي : أَفضل موضع فيه ، والجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ وأَقِنَّةٍ ؛ قال طرفة : تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ وكذلك سَرارةُ الوادي ، والجمع سرارٌ ؛ قال الشاعر : فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ ، أَكُنْ منها التَّخُومَةَ والسَّرَارا والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ ، كله : خط بطن الكف والوجه والجبهة ؛ قال الأَعشى : فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها ، هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضائري ؟ يعني خطوط باطن الكف ، والجمع أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ ، وأَسارِيرُ جمع الجمع ؛ وكذلك الخطوط في كل شيء ؛ قال عنترة : بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ ، قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُقَدَّم وفي حديث عائشة في صفته ، صلى الله عليه وسلم : تَبْرُقُ أَسارِيرُ وجهه .
      قال أَبو عمرو : الأَسارير هي الخطوط التي في الجبهة من التكسر فيها ، واحدها سِرَرٌ .
      قال شمر : سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تبرق أَسارِيرُ وجهه ، قال : خطوط وجهه سِرٌّ وأَسرارٌ ، وأَسارِيرُ جمع الجمع .
      قال : وقال بعضهم الأَساريرُ الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه ، وهي شآبيبُ الوجه أَيضاً وسُبُحاتُ الوجه .
      وفي حديث علي ، عليه السلام : كأَنَّ ماءَ الذهبِ يجري في صفحة خده ، وروْنَقَ الجلالِ يَطَّردُ في أَسِرَّةِ جبينه .
      وتَسَرَّرَ الثوبُ : تَشَقَّقَ .
      وسُرَّةُ الحوض : مستقر الماء في أَقصاه .
      والسُّرَّةُ : الوَقْبَةُ التي في وسط البطن .
      والسُّرُّ والسَّرَرُ : ما يتعلق من سُرَّةِ المولود فيقطع ، والجمع أَسِرَّةٌ نادر .
      وسَرَّه سَرّاً : قطع سَرَرَه ، وقيل : السرَر ما قطع منه فذهب .
      والسُّرَّةُ : ما بقي ، وقيل : السُّر ، بالضم ، ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصبي .
      يقال : عرفْتُ ذلك قبل أَن يُقْطَعَ سُرُّك ، ولا تقل سرتك لأَن السرة لا تقطع وإِنما هي الموضع الذي قطع منه السُّرُّ .
      والسَّرَرُ والسِّرَرُ ، بفتح السين وكسرها : لغة في السُّرِّ .
      يقال : قُطِعَ سَرَرُ الصبي وسِرَرُه ، وجمعه أَسرة ؛ عن يعقوب ، وجمع السُّرة سُرَرٌ وسُرَّات لا يحركون العين لأَنها كانت مدغمة .
      وسَرَّه : طعنه في سُرَّته ؛ قال الشاعر : نَسُرُّهُمُ ، إِن هُمُ أَقْبَلُوا ، وإِن أَدْبَرُوا ، فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَي نَطْعُنُه في سُبَّتِه .
      قال أَبو عبيد : سمعت الكسائي يقول : قُطِع سَرَرُ الصبيّ ، وهو واحد .
      ابن السكيت : يقال قطع سرر الصبي ، ولا يقال قطعت سرته ، إِنما السرة التي تبقى والسرر ما قطع .
      وقال غيره : يقال ، لما قطع ، السُّرُّ أَيضاً ، يقال : قطع سُرُّه وسَرَرُه .
      وفي الحديث : أَنه ، عليه الصلاة والسلام ، وُلِدَ مَعْذُوراً مسروراً ؛ أَي مقطوع السُّرَّة (* قوله : « أَي مقطوع السرة » كذا بالأَصل ومثله في النهاية والإِضافة على معنى من الابتدائية والمفعول محذوف والأَصل مقطوع السر من السرة وإِلاَّ فقد ذكر أَنه لا يقال قطعت سرته ).
      وهو ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة .
      والسَّرَرُ : داءٌ يأُخذ في السُّرَّة ، وفي المحكم : يأْخذ الفَرَس .
      وبعير أَسَرُّ وناقة بيِّنة السَّرَر يأْخذها الداء في سرتها فإِذا بركت تجافت ؛ قال الأَزهري : هذا التفسير غلط من الليث إِنما السَّرَرُ وجع يأْخذ البعير في الكِرْكِرَةِ لا في السرة .
      قال أَبو عمرو : ناقة سَرَّاء وبعير أَسَرُّ بيِّنُ السَّرَرِ ، وهو وجع يأْخذ في الكركرة ؛ قال الأَزهري : هذا سماعي من العرب ، ويقال : في سُرَّته سَرَرٌ أَي ورم يؤلمه ، وقيل : السَّرَر قرح في مؤخر كركرة البعير يكاد ينقب إِلى جوفه ولا يقتل ، سَرَّ البعيرُ يَسَرُّ سَرَراً ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وقيل : الأَسَرُّ الذي به الضَّبُّ ، وهو ورَمٌ يكون في جوف البعير ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ؛ قال معد يكرب المعروف بِغَلْفاءَ يرثي أَخاه شُرَحْبِيلَ وكان رئيس بكر بن وائل قتل يوم الكُلابِ الأَوَّل : إِنَّ جَنْبي عن الفِراشِ لَنابي ، كَتَجافِي الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِيث نَما إِلَيَّ فَمٌّ تَرْ فَأُعَيْنِي ، ولا أُسِيغ شَرابي مُرَّةٌ كالذُّعافِ ، ولا أَكْتُمُها النَّا سَ ، على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِيلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْ ماحُ ، في حالِ صَبْوَةٍ وشَبابِ وقال : وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها ، فإِذا تَحَزْحَزَ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ وسَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّه سَرّاً إِذا كان أَجوف فجعل في جوفه عوداً ليقدح به .
      قال أَبو حنيفة : يقال سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجوف أَي احْشُه لِيَرِيَ .
      والسَّرُّ : مصدر سَرِّ الزَّنْدَ .
      وقَنَاةٌ سَرَّاءُ : جوفاء بَيِّنَةُ السَّرَرِ .
      والسَّرِيرُ : المُضطَجَعُ ، والجمع أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ ؛ سيبويه : ومن ، قال صِيدٌ ، قال في سُرُرٍ سُرٌّ .
      والسرير : الذي يجلس عليه معروف .
      وفي التنزيل العزيز : على سُرُرٍ متقابلين ؛ وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف فيردّ الأَول منهما إِلى الفتح لخفته فيقول سُرَرٌ ، وكذلك ما أَشبهه من الجمع مثل ذليل وذُلُلٍ ونحوه .
      وسرير الرأْس : مستقره في مُرَكَّبِ العُنُقِ ؛ وأَنشد : ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن سَرِيرِهِ ، إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِيرِهِ والسَّرِيرُ : مُسْتَقَرُّ الرأْس والعنق .
      وسَرِيرُ العيشِ : خَفْضُهُ ودَعَتُه وما استقرّ واطمأَن عليه .
      وسَرِيرُ الكَمْأَةِ وسِرَرُها ، بالكسر : ما عليها من التراب والقشور والطين ، والجمع أَسْرارٌ .
      قال ابن شميل : الفَِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرعها ظهوراً وأَقصرها في الأَرض سِرَراً ، قال : وليس لِلْكَمْأَةِ عروق ولكن لها أَسْرارٌ .
      والسَّرَرُ : دُمْلُوكَة من تراب تَنبت فيها .
      والسَّرِيرُ : شحمة البَرْدِيِّ .
      والسُّرُورُ : ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِيَّة فَرَطُبَتْ وحَسُنَتْ ونَعُمَتْ .
      والسُّرُورُ من النبات : أَنْصافُ سُوقِ العُلا ؛ وقول الأَعشى : كَبَرْدِيَّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيفِ ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّرِيرا يعني شَحْمَةَ البَرْدِيِّ ، ويروى : السُّرُورَا ، وهي ما قدمناه ، يريد جميع أَصلها الذي استقرت عليه أَو غاية نعمتها ، وقد يعبر بالسرير عن المُلْكِ والنّعمَةِ ؛

      وأَنشد : وفارَقَ مِنها عِيشَةً غَيْدَقِيَّةً ؛ ولم يَخْشَ يوماً أَنْ يَزُولِ سَرِيرُها ابن الأَعرابي : سَرَّ يَسَرُّ إِذا اشتكى سُرَّتَهُ .
      وسَرَّه يَسُرُّه : حَيَّاه بالمَسَرَّة وهي أَطراف الرياحين .
      ابن الأَعرابي : السَّرَّةُ ، الطاقة من الريحان ، والمَسَرَّةُ أَطراف الرياحين .
      قال أَبو حنيفة : وقوم يجعلون الأَسِرَّةَ طريق النبات يذهبون به إِلى التشبيه بأَسِرَّةِ الكف وأَسرة الوجه ، وهي الخطوط التي فيهما ، وليس هذا بقويّ .
      وأَسِرَّةُ النبت : طرائقه .
      والسَّرَّاءُ : النعمة ، والضرَّاء : الشدة .
      والسَّرَّاءُ : الرَّخاء ، وهو نقيض الضراء .
      والسُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ والمَسَرَّةُ ، كُلُّه : الفَرَحُ ؛ الأَخيرة عن السيرافي .
      يقال : سُرِرْتُ برؤية فلان وسَرَّني لقاؤه وقد سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي فَرَّحْتُه .
      وقال الجوهري : السُّرور خلاف الحُزن ؛ تقول : سَرَّني فلانٌ مَسَرَّةً وسُرَّ هو على ما لم يسمَّ فاعله .
      ويقال : فلانٌ سِرِّيرٌ إِذا كان يَسُرُّ إِخوانَه ويَبَرُّهم .
      وامرأَة سَرَّةٌ ( قوله : « وامرأَة سرة » كذا بالأَصل بفتح السين ، وضبطت في القاموس بالشكل بضمها ).
      وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ .
      وامرأَة سَرَّةٌ وسارَّةٌ : تَسُرُّك ؛ كلاهما عن اللحياني .
      والمثل الذي جاء : كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ ؛ قال ابن سيده : هكذا حكاه أَفَّارُ لَقِيطٍ إِنما جاء على توهم أَسَرَّ ، كما أَنشد الآخر في عكسه : وبَلَدٍ يِغْضِي على النُّعوتِ ، يُغْضِي كإِغْضَاءِ الرُّوَى المَثْبُوتِ (* قوله : « يغضي إلخ » البيت هكذا بالأَصل ).
      أَراد : المُثْبَتَ فتوهم ثَبَتَهُ ، كما أَراد الآخر المَسْرُورَ فتوهم أَسَرَّه .
      وَوَلَدَتْ ثلاثاً في سَرَرٍ واحد أَي بعضهم في إِثر بعض .
      ويقال : ولد له ثلاثة على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ واحد ، وهو أَن تقطع سُرَرُهم أَشباهاً لا تَخْلِطُهُم أُنثى .
      ويقولون : ولدت المرأَة ثلاثة في صِرَرٍ ، جمع الصِّرَّةِ ، وهي الصيحة ، ويقال : الشدة .
      وتَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فلان إِذا كان لئيماً وكانت كريمة فتزوّجها لكثرة ماله وقلة مالها .
      والسُّرَرُ : موضع على أَربعة أَميال من مكة ؛ قال أَبو ذؤيب : بِآيةِ ما وقَفَتْ والرِّكابَ ، وبَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السُّرَرْ التهذيب : وقيل في هذا البيت هو الموضع الذي جاء في الحديث : كانت به شجرة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً ، فسمي سُرَراً لذلك ؛ وفي بعض الحديث : أَنها بالمأْزِمَيْنِ مِن مِنًى كانت فيه دَوْحَةٌ .
      قال ابن عُمران : بها سَرْحَة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً أَي قطعت سُرَرُهُمْ يعني أَنهم ولدوا تحتها ، فهو يصف بركتها والموضع الذي هي فيه يسمى وادي السرر ، بضم السين وفتح الراء ؛ وقيل : هو بفتح السين والراء ، وقيل : بكسر السين .
      وفي حديث السِّقْطِ : إِنه يَجْتَرُّ والديه بِسَرَرِهِ حتى يدخلهما الجنة .
      وفي حديث حذيفة : لا ينزل سُرَّة البصرة أَي وسطها وجوفها ، من سُرَّةِ الإِنسان فإِنها في وسطه .
      وفي حديث طاووس : من كانت له إِبل لم يؤدِّ حَقَّها أَتت يوم القيامة كَأَسَرِّ ما كانت تَطؤه بأَخفافها أَي كَأَسْمَنِ ما كانت وأَوفره ، من سُرِّ كلِّ شيء وهو لُبُّه ومُخُّه ، وقيل : هو من السُّرُور لأَنها إِذا سمنت سَرَّت الناظر إِليها .
      وفي حديث عمر : أَنه كان يحدّثه ، عليه السلامُ ، كَأَخِي السِّرَارِ ؛ السِّرَارُ : المُسَارَّةُ ، أَي كصاحب السِّرَارِ أَو كمثل المُسَارَّةِ لخفض صوته ، والكاف صفة لمصدر محذوف ؛ وفيه : لا تقتلوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَيْلَ يدرك الفارسَ فَيُدَعْثِرُه من فرسه ؛ الغَيْلُ : لبن المرأَة إِذا حملت وهي تُرْضِعُ ، وسمي هذا الفعل قتلاً لأَنه يفضي إِلى القتل ، وذلك أَنه بضعفه ويرخي قواه ويفسد مزاجه ، وإِذا كبر واحتاج إِلى نفسه في الحرب ومنازلة الأَقران عجز عنهم وضعف فربما قُتل ، إِلاَّ أَنه لما كان خفيّاً لا يدرك جعله سرّاً .
      وفي حديث حذيفة : ثم فتنة السَّرَّاءِ ؛ السَّرِّاءُ : البَطْحاءُ ؛ قال ابن الأَثير :، قال بعضهم هي التي تدخل الباطن وتزلزله ، قال : ولا أَدري ما وجهه .
      والمِسَرَّةُ : الآلة التي يُسَارُّ فيها كالطُّومار .
      والأَسَرُّ : الدَّخِيلُ ؛ قال لبيد : وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ رَئِيسٌ ، لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ ويروى : أَلَفُّ .
      وفي المثل : ما يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ ؛ قال : يضرب لكل أَمر متعالم مشهور ، وهي حليمة بنت الحرث بن أَبي شمر الغساني لأَن أَباها لما وجه جيشاً إِلى المنذر بن ماء السماء أَخرجت لهم طيباً في مِرْكَنٍ ، فطيبتهم به فنسب اليوم إِليها .
      وسَرَارٌ : وادٍ .
      والسَّرِيرُ : موضع في بلاد بني كنانة ؛ قال عروة بن الورد : سَقَى سَلْمى ، وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمى ؟ إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِيرِ والتَّسْرِيرُ : موضع في بلاد غاضرة ؛ حكاه أَبو حنيفة ، وأَنشد : إِذا يقولون : ما أَشْفَى ؟ أَقُولُ لَهُمْ : دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ ، من الجُنَيْبَةِ ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُونِ الجنيبة : ثِنْيٌ من التسرير ، وأَعلى التسرير لغاضرة .
      وفي ديار تميم موضع يقال له : السِّرُّ .
      وأَبو سَرَّارٍ وأَبو السَّرّارِ جميعاً : من كُناهم .
      والسُّرْسُورُ : القَطِنُ العالم .
      وإِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَي حافظ له .
      أَبو عمرو : فلان سُرْسُورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إِذا كان حسن القيام عليه عالماً بمصلحته .
      أَبو حاتم : يقال فلان سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي أَي حبيبي وخاصَّتِي .
      ويقال : فلان سُرْسُورُ هذا الأَمر إِذا كان قائماً به .
      ويقال للرجل سُرْسُرْ (* قوله : « سرسر » هكذا في الأَصل بضم السينين ).
      إِذا أَمرته بمعالي الأُمور .
      ويقال : سَرْسَرْتُ شَفْرَتِي إِذا أَحْدَدْتَها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. سقي
    • " السَّقْيُ : معروف ، والاسم السُّقْيا ، بالضم ، وسَقاهُ اللهُ الغيثَ وأَسْقاهُ ؛ وقد جَمَعَهما لَبيدٌ في قوله : سَقى قَوْمي بني مَجْدٍ ، وأَسْقى نُمَيْراً والقبائِلَ من هِلالِ

      ويقال : سَقَيْته لشَفَتِه ، وأَسْقَيْته لِماشيَتهِ وأَرْضِهِ ، والاسْمُ السِّقْيُ ، بالكسر ، والجمعُ الأَسْقِيَةُ .
      قال أَبو ذؤيب يَصِفُ مُشْتارَ عَسَل : فجاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مِثْلَهُ ، هو الضَّحْكُ ، إلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ يَمانيةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ ، والِ قُراسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْل ؟

      ‏ قال الجوهري : هذا قول الأَصمعي ؛ ويرويه أَبو عبيدة : صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ وهما بمعنىً .
      قال ابن بري : والمَزْجُ العَسَل والضَّحْكُ الثَّغْرُ ، شبَّه العَسَل به في بياضهِ ، ويمانِيةٍ يريدُ به العَسَلَ ، والمَظُّ رمّانُ البَرِّ ، والأَسْقِيةُ جمع سِقْيٍ وهي السَّحابة ، وكُحْلٍ : سودٍ أَي سحائبَ سودٍ ؛ يقول : أَجْبى نَبْتَ هذا الموضِعِ صَوْبُ هذه السحائب .
      ابن سيده : سَقاهُ سََقْياً وسَقَّاهُ وأَسْقاه ، وقيل : سَقاه بالشَّفَة وأَسْقاهُ دَلَّهُ على موضعِ الماء .
      سيبويه : سَقاهُ وأَسْقاهُ جَعَل له ماءً أو سِقْياً فسَقاه ككسَاه ، وأَسْقى كأَلْبَس .
      أَبو الحسن يذهَبُ إلى التسوية بين فَعَلْت وأَفْعَلْت ، وأَنَّ أَفْعَلْت غيرُ مَنْقولَة من فَعَلْت لضَرْب من المَعاني كنَقْل أَدخلت .
      والسَّقْيُ : مصدرُ سَقَيْتُ سَقْياً ، وفي الدعاء : سَقْياً له ورَعْياً وسَقَّاهُ ورَعّاه :، قال له سَقْياً ورَعْياً .
      وسَقَّيْت فلاناً وأَسْقَيْته إذا قُلت له سَقاكَ اللهُ ؛ قال ذو الرُّمة : وقَفْتُ ، على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ، ناقَتي ، فما زِلْتُ أُسْقي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ وأُسْقيهِ حتى كادَ ، ممَّا أُبِثُّه ، تُكَلِّمُني أَحْجارُهُ ومَلاعِبُه ؟

      ‏ قال ابن بري : والمعروف في شعره : فما زِلْتُ أَبْكي عندهَ وأُخاطِبُهْ والسِّقْيُ : ما أَسْقاهُ إيّاهُ .
      والسِّقْيُ : الحَظّ من الشُّرْبِ .
      يقال : كَمْ سِقْيُ أَرْضِكَ أَي كَمْ حَظُّها من الشُّرْبِ ؟ وأَنشد أَبو عبيد لعبد الله بن رواحة : هُنالِكَ لا أُبالي نَخْلَ سِقْيٍ ، لا بَعْلٍ ، وإنْ عَظُمَ الأَتاءُ

      ويقال : سَقْيٌ وسِقْيٌ ، فالسَّقْيُ بالفتح الفعْل ، والسِّقْيُ بالكسر الشِّرْب ، وقد أَسْقاه على رَكِيَّته .
      وأَسْقاهُ نهراً : جعله له سِقْياً .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنَّ رجلاً من بني تَميم ، قال له يا أَمير المؤْمنين أَسْقِني شَبَكَةً على ظَهْرِ جَلاّل ؛ الشَّبَكة : بِئارٌ مُجْتَمِعة ، أَي أَجْعَلْها لي سِقْياً وأَقْطِعْنيها تكون لي خاصَّة .
      التهذيب : وأَسْقَيْتُ فلاناً رَكِيَّتي إذا جَعَلْتها له ، وأَسْقَيْته جَدْولاً من نَهْري إذاجَعَلْت له منه مَسْقىٌ وأَشْعَبْتَ له منه .
      وسَقَّيْته الماءَ : شُدِّدَ للكثرة .
      وتساقى القَوْمُ : سَقى كلُّ واحدٍ صاحِبَه بِجِمام الإناءِ الذي يَسْقيان فيه ؛ قال طَرَفة بن العبد : وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً ، وعلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ وقول المتنخل الهذلي : مُجَدَّلٌ يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَه ، كما تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُ أَي يتَشَرَِّبه ، ويروى : يَتَكَسَّى من الكِسْوة ؛ قال ابن بري : صواب إنشاده مُجَدَّلاً لأَن قبله : التارك القِرْنِ مُصْفَرّاً أَنامِلُهُ ، كأَنَّهُ منْ عُقارٍ قَهْوَةٍ ثَمِلُ وفي الحديث : أَعْجَلْتُهم أَنْ يَشْربوا سِقْيَهُم ؛ هو بالكسر اسم للشّيْءِ المُسْتَقى .
      والمِسْقاة والمَسْقاة والسِّقاية : موضعُ السَّقْي .
      وفي حديث عثمان : أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقاتَهُ ؛ المَسْقاةُ ، بالفتح : موضع الشُّرْب ، وقيل : هو بالكسر آلةُ الشُّرْب ، والميم زائدة ؛ قال ابن الأَثير : (* قوله « قال ابن الأثير إلخ » عبارة النهاية : يريد إنه رفق برعيته ولان لهم في السياسة كمن خلى المال إلخ ).
      أَراد أَنه جمع له بين الأَكل والشُّرْبِ ، ضربه مثلاً لرِفْقِه برَعِيَّتهِ ، ولان لهم في السياسة كمن خَلَّى المالَ يَرْعى حيث شاء ثم يُبلِغُه الوِرْد في رِفْقٍ ، ومن كسر الميم جعلها كالآلة التي هي مِسْفاةُ الديك .
      والمَسْقى : وقتُ السَّقْيِ .
      والمِسْقاةُ : ما يُتَّخذ للجِرار والكيزان تُعَلَّق عليه .
      والساقية من سواقي الزَّرع : نُهَيْر صغيرٌ .
      الأَصمعي : السَّقِيُّ والرَّمِيُّ ، على فعيل ، سَحابَتان عظيمتا القَطْر شَدِيدتا الوقع ، والجمع أَسْقِيةٌ .
      والسِّقايةُ : الإناءُ يُسْقى به .
      وقال ثعلب : السِّقايةُ هو الصاع والصُّواع بعينه .
      والسِّقايةُ : الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشَّراب في المواسم وغيرها .
      والسِّقاية في القرآن : الصُّواع الذي كان يَشْرَب فيه الملِك ، وهو قوله تعالى : فلما جَهَّزَهم بجَهازِهم جَعل السِّقاية في رَحْل أَخيه ، وكان إناءً من فِضَّةٍ كانوا يَكيلون الطعام به .
      ويقال للبيت الذي يُتَّخذ مَجْمَعاً للماء ويُسْقى منه الناسُ : السِّقاية .
      وسِقاية الحاجِّ : سَقْيُهم الشراب .
      وفي حديث معاوية .
      أَنه باعَ سِقايةً من ذهب بأَكثر من وزْنِها ؛ السِّقايةُ : إناءٌ يُشرب فيه .
      وسِقاية الماء : معروفة .
      وقال الفراء في قوله تعالى : وإن لكم في الأَنعامِ لعِبْرةً نُسْقِيكُم مما في بُطونهِ ؛ وقال في موضع آخر : ونُسْقِيَه مما خلقْنا أَنعاماً ؛ العرب تقول لكل ما كان من بطون الأَنعام ومن السماء أَو نهَر يَجْري لقوم أَسْقَيْت ، فإذا سَقاكَ ماءً لشَفَتِك ، قالوا سَقاهُ ولم يقولوا أَسْقاهُ كما ، قال تعالى : وسَقاهم ربهم شراباً طَهُوراً ، وقال : والذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ ؛ وربما ، قالوا لِما في بطون الأَنْعام ولِماءٍ السماء سَقى وأَسْقى كما ، قال لبيد : سَقى قومي بَني مَجْدٍ ، وأَسْقى نُمَيْراً والقَبائِلَ من هِلالِ وقال الليث : الإسْقاءُ من قولك أَسْقَيْتُ فلاناً نهَراً أَو ماءً إذا جعلت له سِقْىاً .
      وفي القرآن : ونَسْقيه مما خَلقْنا أَنْعاماً ؛ من سَقى ونُسقيه من أَسْقى ، وهما لغتان بمعنى واحد .
      أَبو زيد : اللهم أَسْقِنا إسْقاءً إرْواءً .
      وفي الحديث : كلُّ مأْثَرةٍ من مآثِر الجاهلية تحت قدميَّ إلا سِقايةَ الحاجِّ وسِدانةَ البيت ، هي ما كانت قريش تَسْقِيه الحُجَّاج من الزَّبيب المُنْبُوذِ في الماء ، وكانَ يليها العباسُ بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام .
      وفي الحديث : أَنه تَفَلَ في فمِ عبد الله بن عامر وقال : أَرجو أَن تكون سِقاءً أَي لا تعطَش .
      والسِّقاءُ : جلدُ السَّخْلة إذ أَجْذَعَ ولا يكون إلاَّ للماء ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : يَجُبْن بنا عَرْضَ الفَلاةِ وما لنا عليهنَّ ، إلاَّ وخْدَهُنَّ ، سِقاءُ الوَخْدُ : سَيْرٌ سهلٌ أَي لا نحتاج إلى سِقاءٍ للماء لأَنهنّ يَرِدْنَ بنا الماءَ وقتَ حاجتِنا إليه وقبل ذلك ، والجمع أََسِْقيةٌ وأَسْقِيات ، وأَساقٍ جمع الجمع .
      وأَسْقاهُ سِقاءً : وهَبَه له .
      وأَسْقاهُ إهاباً : أَعطاه إيَّاه ليَدْبُغَه ويتَّخِذ منه سِقاءً .
      وقال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، للذي اسْتَفْتاه في ظَبْيٍ رماه فقتله وهو مُحْرِم فقال : خُذْ شاةً من الغنم فتصدَّقْ بلحمِها وأَسْقِ إهابَها أَي أَعْطِ إهابها مَن يتخذهُ سِقاءً .
      ابن السكيت : السِّقاءُ يكون للِّبن والماء ، والجمع القليل أَسْقِيَةٌ وأَسْقِياتٌ ؛ قال أَبو النجم : ضُرُوعُها بالدَّوِّ أَسْقِياتُهُ والكثير أَساقٍ ، والوَطْبُ للبَنِ خاصَّة ، والنِّحْيُ للسَّمن ، والقِرْبَةُ للماءِ ، والسِّقاءُ ظَرْفُ الماءِ من الجلد ، ويُجمع على أَسْقِيةٍ ، وقيل : السِّقاءُ القِرْبةُ للماء واللَّبَن .
      ورجلٌ ساقٍ من قوم سُقَّاءٍ وسَقَّائِينَ (* قوله « من قوم سقاء وسقائين » هكذا في الأصل ، وهي عبارة المحكم ونصه : ورجل ساق من قوم سقى ، أي بضم السين وتشديد القاف منوناً .
      وسقاء ، بضم السين وتشديد القاف .
      وسقاء ، بالفتح والتشديد ، على التكثير من قوم سقائين ).
      والأُنثى سَقَّاءَة وسَقَّاية ، الهمْزُ على التذكير والياءُ على التأْنيث : كشقاءٍ وشَقاوةٍ ؛ وفي المثل : اسقِ رَقاشِ إنها سَقَّايهْ ‏

      ويروى : ‏ سَقَّاءَهْ وسَقَّايةٌ على التكثير ، والمعنى واحد ، وهذا المثل يضرب للمحسن أَي أَحْسِنوا إليه لإحْسانهِ ؛ عن أَبي عبيد .
      واسْتَقى الرجلَ واسْتَسْقاه : طَلب منه السَّقْيَ .
      وفي الحديث : خرج يَسْتَسْقي فقلب رِداءَه ؛ وتكرر ذكر الاسْتِسْقاء في الحديث ، وهو اسْتِفْعال من طَلب السُّقْيا أَي إنْزال الغَيْثِ على البلادِ والعِبادِ .
      يقال : اسْتَسْقى وسَقى اللهُ عبادَه الغَيْثَ وأَسْقاهم ، والاسم السُّقْيا بالضم .
      واسْتَسْقَيْت فلاناً إذا طلبت منه أَن يَسقِيَك .
      واستَقى من النهَر والبئرِ والرَّكِيَّة والدَّحْل استِقاءً : أَخذ من مائها .
      وأَسْقَيْت في القِرْبة وسَقَيْتُ فيها أَيضاً ؛ قال ذو الرمة : وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيتَا الكُلى سَقى فيهما ساقٍ ، ولمَّا تَبَلّلا ، بأَضْيَعَ من عينيك للدّمع ، كلّما تعرّفْتَ داراً ، أَو توهَّمتَ منزِلا وهذا الشعر أَنشده الجوهري : وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كُلاهُما ، سَقَى فيهما مستعجِلٌ لم تَبلّلا والصواب ما أوردناه .
      وقول القائل : فجعلوا المُرّان أَرْشِيةَ المَوْت فاستَقَوْا بها أَرواحَهُم ، إنما استعارهَ وإن لم يكن هناك ماءٌ ولا رِشاءٌ ولا استِقاءٌ .
      وتَسَقَّى الشيءُ : قَبِلَ السَّقْيَ ، وقيل : ثَرِيَ ؛ أَنشد ثعلب للمَرّار الفَقْعَسي : هنيئاً لخُوطٍ من بَشامٍ تَرُفُّه ، إلى بَرَدٍ ، شُهْدٌ بهنَّ مَشُوبُ بما قد تَسَقَّى من سُلافٍ ، وضَمَّهُ بَنانٌ ، كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ ، خَضيبُ وزرعٌ سِقْيٌ ، ونخلٌ سِقْيٌ : للذي لا يعيش بالأَعْذاءِ إنما يُسقى ، والسَّقيُ المصدر .
      وزرع سِقيٌ : يُسْقى بالماء ، والمَسقَويُّ : كالسِّقْى ؛ حكاه أَبو عبيد ، كأَنه نسبهَ إلى مَسقىً كَمرْمىً ، ولا يكون منسوباً إلى مَسقيٍّ لأَنه لو كان كذلك لكانَ مَسْقيٌّ ، وقد صرح سيبويه بذلك .
      وزرع مَسْقَويٌّ إذا كان يُسقى ، ومَظْمَئِيٌّ إذا كان عِذْياً ، قال ذلك أَبو عبيد وأَنكره أَبو سعيد .
      الجوهري : المَسْقَوِيُّ من الزرع ما يُسقى بالسَّيْح ، والمَظْمَئيُّ ما تَسقِيه السماء ، وهو بالفاء تصحيف .
      وفي حديث معاذ في الخراج : وإن كان نَشْرُ أَرضٍ يُسلِمُ عليها صاحِبُها فإنهُ يخرج منها ما أُعطي نَشْرُها رُبْعَ المَسقَويِّ وعشر المَظْمَئِيِّ ، المَسْقَوِيُّ ، بالفتح وتشديد الياء ، من الزرع : ما يُسقى بالسَّيْح ، والمَظَمئيُّ : ما تسقيه السماءُ ، وهما في الأَصل مصدرا أَسقى وأَظْمأَ أَو سَقى وظمِئَ منسوباً إليهما .
      والسَّقِيُّ : المَسْقِيُّ .
      والسَّقيُّ : البَرْدِيُّ ، واحدته سَقِيَّةٌ ، وهي لا يفوتُها الماءُ ، وسمِّيَ بذلك لنَباته في الماء أَو قريباً منه ؛ قال امرؤ القيس : وكَشْح لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر ، وساق كأُنبُوب السَّقِيِّ المُذَلَّلِ وقال بعضهم : أَراد بالأُنبُوبِ أُنبُوبَ القصب النابت بين ظَهرانَيْ نخل مَسْقِيٍّ ، فكأَنه ، قال كأَُنبوب النخل السَّقِيِّ أَي كقصب النخل ، أَضافه إليه لأَنه نبَت بين ظَهْرانَيه ، وقيل : السَّقِيُّ البرْديٌّ الناعمُ ، وأَصله العُنْقَرُ يشبَّه به ساقُ الجارية ؛ ومنه قوله : على خَبَندى قصبٍ مَمْكورِ ، كعُنْقُران الحائِر المسْكُورِ والواحدة سَقِيَّةٌ ؛ قال عبد الله بن عَجْلان النَّهدي : جديدة سِرْبالِ الشَّبابِ ، كأَنها سَقِيَّةُ بَردِيٍّ نَمَتْها غُيولُها والسَّقِيُّ أَيضاً : النخل .
      وفي الحديث : أَنه كان إمام قومه فمرَّ فتىً بناضِحِه يريدُ سَقِيّاً ، وفي رواية : يريد سَقِيَّة ؛ السَّقِيُّ والسَّقِيَّةُ : النخل الذي يُسقى بالسَّواني أَي الدوالي .
      والسَّقْيُ والسِّقْيُ : ماءٌ يقع في البطن ، وأَنكر بعضهم الكسر .
      وقد سَقى بطنهُ واستَسْقي وأَسْقاه الله .
      والسِّقيُ : ماءٌ أَصفر يقع في البطن .
      يقال : سَقى بطنهُ يَسْقي سَقْياً .
      أَبو زيد : استَسْقى بطنهُ استِسْقاءً أي اجتمع فيه ماءٌ أَصفر ، والاسم السِّقْيُ ، بالكسر .
      وقال شمر : السَّقْيُ المصدر ، والسِّقْيُ الاسم ، وهو السَّلى كما ، قالوا رَعْيٌ ورِعْيٌ .
      وفي حديث عمران بن حصين : أَنه سُقِيَ بطنهُ ثلاثين سنة .
      يقال : سُقِي بطنهُ وسَقى بطنُه واستَسْقى بطنهُ أَي حصل فيه الماء الأَصفر .
      وقال أَبو عبيدة : السِّقْيُ الماءُ الذي يكون في المَشِيمَة يخرج على رأْس الولد .
      والسِّقْيُ : جلدة فيها ماءٌ أَصفر تنشَقُّ عن رأْس الولد عند خروجه .
      التهذيب : والسِّقْيُ ما يكون في نفافيخَ بيض في شحم البطن .
      وسَقى العِرْقُ : أَمَدَّ فلم ينقطع .
      وأَسقى الرجلَ إسْقاءً : اغتابَه ؛ قال ابن أَحمر : ولا عِلم لي ما نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ ، ولا أَيُّ من فارَقْتُ أَسقى سقائي ؟

      ‏ قال شمر : لا أَعرف قول أَبي عبيد أَسقى سِقائياً بمعنى اغتَبْتُه ؛ قال : وسمعت ابن الأَعرابي يقول معناه لا أَدري من أَوعى فِيَّ الدَّاءَ .
      قال ابن الأًعرابي : يقال سَقَى زيدٌ عمراً وأَسْقاهُ إذا اغتابه غَيْبةً خبيثةً .
      الجوهري : أَسْقَيْته إذا عِبْته واغتبْته .
      وسُقيَ قلبهُ عدواةً : أُشْرِب .
      ويقال للرجل إذا كرِّر عليه ما يكرههُ مراراً : سُقِّيَ قلبهُ بالعدواة تَسْقية .
      وسَقى الثوبَ وسَقَّاهُ : أَشربه صِبغاً .
      ويقال للثوب إذا صبغته : سَقَيته مَنّاً من عُصْفُرٍ ونحو ذلك .
      واستقى الرجل واستَسْقى : تَقَيَّأَ ؛ قال رؤبة : وكنتَ من دائك ذا أَقْلاسِ ، فاستَسْقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ والمُساقاة في النخيل والكروم على الثُّلُثِ والرُّبُع وما أَشبهه .
      يقال : ساقى فلان فلاناً نخله أو كرْمَه إذا دفعه إليه واستعمله فيه على أَن يَعْمُرَه ويَسقِيَه ويقومَ بمصلحته من الإبارِ وغيره ، فما أَخرج الله منه فللعامل سهمٌ من كذا وكذا سَهْماً مما تُغِلُّه ، والباقي لمالِكِ النخل ، وأَهل العراق يُسَمُّونَها المُعاملة .
      وفي حديث الحج : وهو قائلٌ السُّقْىا ؛ السُّقيا : منزلٌ بين مكة والمدينة ، قيل هي على يومين من المدينة ؛ ومنه الحديث : أَنه كان يَسْتَعدِبُ الماءَ من بيوت السقيا .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى فأس في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**فَأْسٌ** - ج:** فُؤُوسٌ**. : آلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ تُوضَعُ فِي رَأْسِ عَصاً صَلْبَةٍ،تُسْتَعْمَلُ لِقَطْعِ الْخَشَبِ أَوْ لِحَفْرِ الأَرْضِ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
فأس [ مفرد ] : ج أفؤس وفئوس : آلة ذات يد خشبية وسن عريضة من الحديد ، تستعمل للحفر والعزق والقطع ( مؤنثة وقد تذكر ) قلب الفلاح أرضه بفأسه - قطعت الشجرة بالفأس - فأس حاد ° فأس اللجام : الحديدة المعترضة في فم الفرس . • الفأس المخلبية : فأس ذات طرف مشقوق .
المعجم الوسيط
الخشبةَ ـَ فَأساً: شقّها بالفأس. ويقال: فأس فلاناً: ضربه بالفأس، أو أصاب فأس رأسه.( الفأسُ ): آلة ذات يد ملساء من الخشب وسنّ عريضة من الحديد يحفر بها ويعزق. ( مؤنثة ). وفأس اللّجام: الحديدة المعترضة في فم الفرس. وفأس الفم: طرفه الذي فيه الأسنان. وفأس الرأس: طرف مؤخّره المشرف على القفا. ( ج ) أفؤس، وفؤوس.
مختار الصحاح
ف أ س : الفَأْسُ مهموزا واحد الفُؤُوس و فَاْسُ اللجام الحديدة القائمة في الحنك
الصحاح في اللغة
الفأسُ: واحد الفُؤوس. وفَأسُ اللجام: الحديدة القائمة في الحَنك. وفَأسُ الرأسِ: حرفُ القَمَحْدُوَةِ المشرف على القفا. وفَأسْتُهُ، أي ضربته بالفأس، وكذلك إذا أصبتَ فأس رأسه.
لسان العرب
الفَأْسُ آلة من آلات الحديد يُحْفَرُ بها ويُقطَع أُنثى والجمع أَفْؤُس وفؤُوس وقيل تجمع فُؤُوساً على فُعْلٍ وفأَسَه يَفأَسُه فَأْساً قطعَه بالفَأْس قال أَبو حنيفة فأَسَ الشجرة يَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس وفأَسَ الخشبةَ شَقَّها بالفأْس التهذيب الفأْس الذي يُفْلَق به الحطَب يقال فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه وفي الحديث ولقد رأَيت الفُؤُوس في أُصُولها وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ هي جمع الفَأْس وهو مهموز وقد يُخَفَّف وفَأْس اللِّجام الحَديدَةُ القائمةُ في الحَنَك وقيل هي الحديدة المعترضة فيه قال طُفَيل يُرادى على فَأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ وفَأَسْته أَصبت فأْس رأْسِه وفي الحديث فَجَعَل إِحْدى يَدَيه في فأْس رأْسه هو طرَف مُؤَخِرِه المُشْرِفُ على القَفا وجمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس التهذيب وفأْس اللِّجام الذي في وسَط الشَكِيمَة بين المِسْحَلَيْن وقال ابن شميل الفَأْسُ الحديدة القائمة في الشَّكِيمة وفَأْس الرأْس حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف على القَفا وقيل فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة وفَأْسُ الفَمِ طرَفه الذي فيه الأَسنان وقوله يا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ وابْكِ على لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوسِ قال لا أَدري أَهو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس في جمع رأْس أَم هي من غير هذا الباب من تركيب ف و س


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: