وصف و معنى و تعريف كلمة فأصكما:


فأصكما: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على فاء (ف) و ألف همزة (أ) و صاد (ص) و كاف (ك) و ميم (م) و ألف (ا) .




معنى و شرح فأصكما في معاجم اللغة العربية:



فأصكما

جذر [فأص]

  1. صَكَمَ: (فعل)
    • صَكَمَ صَكْماً، وصَكْمةً
    • صَكَمَ الفرسُ على اللجام : عضَّه مقاومة له
    • صَكَمَ الشيءَ: صدمه
  2. صَكْم: (اسم)
    • صَكْم : مصدر صَكَمَ
  3. صَكْمة: (اسم)
    • صَكْمة : مصدر صَكَمَ
  4. صَكَمَ الشيءَ:
    • صدمه.


  5. صَكَمَ الفرسُ على اللجام:
    • عضَّه مقاومة له.
  6. وَصِيّ : (اسم)
    • وَصِيّ : جمع وَصِيَّةُ
  7. وَصْي : (اسم)
    • وَصْي : مصدر وصَى
  8. وَصيّ : (اسم)
    • الجمع : أَوصَياءُ ،
    • الوَصِيُّ : من يُوصَى له
    • الوَصِيُّ : قيِّم؛ مَنْ يُكلَّف شَرْعًا بالقيام على شئون غير الرَّاشدين أو القاصرين بعد موت عائلهم
    • الوَصِيُّ :النباتُ الملتَفُّ
    • الوَصِيّ على العرش: الذي يقوم على شئون المملكة عند عدم بلوغ الملك سِنّ الرُّشد،
    • مَجْلِس أوصياء: مجموعة من الأشخاص مختارة لتحكم بدلاً من حاكم غائب أو حاكم لم يبلغ سنَّ الرُّشْد
    • وَصِيّ شرعيّ: (القانون) وصِيّ مُعيَّن قانونيًّا، بطريقة قضائيّة
    • وَصِيّ قضائيّ: حارس قضائيّ، قَيِّم
,
  1. صكم
    • "صَكَمَه صَكْماً: ضربه ودفعه.
      وصَكَمَهُ صَكْمَةً: صَدَمه.
      الليث: الصَّكْمَةُ صَدْمة شديدة بحجر أو نحو حجر، والعرب تقول: صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْر، وصواكِمُ الدهر: ما يصيب من نوائبه.
      وصَكَمَ الفرسُ يَصْكُمُ: عَضَّ على اللجام ثم مَدَّ رأْسَه كأَنه يريد أن يغلبه.
      الأصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دَفَعْتَه.
      "



    المعجم: لسان العرب

  2. صَكَمَهُ
    • ـ صَكَمَهُ: ضَرَبَهُ، ودَفَعَهُ،
      ـ صَكَمَ الفَرَسُ على لِجامِهِ: عَضَّهُ، ثم مَدَّ رأسَه، كأنَّهُ يُريدُ أن يُغالِبَ.
      ـ الصَّكْمَةُ: الصَّدْمَةُ الشَّديدَةُ.
      ـ الصَّواكِمُ: النَّوائبُ.
      ـ الصُّكَّمُ:الأخْفافُ.

    المعجم: القاموس المحيط

  3. صَكَمَ
    • صَكَمَ الفرسُ على اللجام صَكَمَ صَكْماً، وصَكْمةً: عضَّه مقاومة له.
      و صَكَمَ الشيءَ: صدمه.

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. وصّاكم الله بهذا
    • أمركم الله بهذا التّحريم
      سورة :الانعام، آية رقم :144

    المعجم: كلمات القران



  5. وصّاكم به
    • أمركم و ألزمكم به
      سورة :الانعام، آية رقم :151

    المعجم: كلمات القران

  6. وصي
    • "أَوْصى الرجلَ ووَصَّاه: عَهِدَ إِليه؛ قال رؤبة: وَصَّانيَ العجاجُ فيما وَصَّني أَراد: فيما وَصَّاني، فحذف اللام للقافية.
      وأَوْصَيْتُ له بشيءٍ وأَوْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ.
      وأَوْصَيْتُه ووَصَّيْته إِيصاء وتَوْصِيةً بمعنى.
      وتَواصي القومُ أَي أَوْصى بعضهم بعضاً.
      وفي الحديث: اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ، والاسم الوَصاةُ والوَصايةُ والوِصايةُ.
      والوصِيَّةُ أَيضاً: ما أَوْصَيْتَ به.
      والوَصِيُّ: الذي يُوصي والذي يُوصى له، وهو من الأَضداد.
      ابن سيده: الوَصِيُّ المُوصي والمُوصى، والأُنثى وَصِيٌّ، وجمعُهما جميعاً أَوْصِياء، ومن العرب من لا يُثني الوَصِيَّ ولا يجمعه.
      الليث: الوَصاة كالوَصِيَّة؛

      وأَنشد: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَني يَزيداً وَصاةً مِنْ أَخي ثِقةٍ وَدُودِ ‏

      يقال: ‏وَصِيٌّ بَيِّنُ الوَصاية.
      والوَصِيَّةُ: ما أَوْصَيْتَ به، وسميت وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت، وقيل لعلي، عليه السلام، وصِيٌّ لاتصال نَسَبِه وسَبَبه وسَمْته بنسب سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وسَبَبه وسَمْته؛ قلت: كرَّم الله وجه أَمير المؤمنين عليّ وسلَّم عليه، هذه صفاته عند السلف الصالح، رضي الله عنهم، ويقول فيه غيرهم: لولا دُعابةٌ فيه؛ وقول كثير: تُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتَ أَنك عائذٌ،بلِ العائذُ المَحْبُوسُ في سِجْنِ عارِمِ وصِيُّ النبيِّ المصطَفى وابنُ عَمِّهِ،وفَكَّاكُ أَغْلالٍ وقاضي مَغارِمِ إِنما أَراد ابنَ وَصِيِّ النبي وابنَ ابنِ عمه، وهو الحسن ابن علي أَو الحسين بن علي، رضي الله عنهم، فأَقام الوَصِيُّ مُقامَهما، أَلا ترى أَن عليّاً، رضي الله عنه، لم يكن في سِجْن عارم ولا سُجِنَ قط؟، قال ابن سيده: أَنبأَنا بذلك أَبو العلاءِ عن أَبي علي الفارسي والأَشهر أَنه محمد بن الحنفية، رضي الله عنه، جبَسه عبدُ الله بن الزبير في سجن عارم، والقصيدة في شعر كثير مشهورة، والممدوح بها محمد بن الحنفية، قال: ومثله قول الآخر: صَبِّحْنَ من كاظِمة الحِصْنَ الخَرِبْ،يَحْمِلْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبْ إِنما أَراد: يحملن ابن عباس، ويروى: الخُصَّ الخَرِبْ.
      وقوله عز وجل: يُوصِيكم اللهُ في أَولادكم؛ معناه يَفْرِضُ عليكم لأَن الوَصِيَّةَ من الله إِنما هي فَرْض، والدليل على ذلك قوله تعالى: ولا تَقْتُلوا النفسَ التي حرَّم اللهُ إِلا بالحقّ ذلكم وَصَّاكم به؛ وهذا من الفرض المحكم علينا.
      وقوله تعالى: أَتَواصَوا به؛ قال أَبو منصور: أَي أَوْصى أَوَّلُهم آخرَهم، والأَلف أَلف استفهام، ومعناها التوبيخ.
      وتَواصَوْا: أَوْصى بعضهم بعضاً.
      ووصَى الرجلَ وَصْياً: وصَلَه.
      ووَصَى الشيءَ بغيره وَصْياً: وصَلَه.
      أَبو عبيد: وصَيْتُ الشيءَ ووَصَلْته سواء؛ قال ذو الرمة: نَصِي الليلَ بالأَيَّامِ، حتى صَلاتُنا مُقاسَمةٌ يَشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ يقول: رجع صلاتُنا من أَربعة إِلى اثنين في أَسفارنا لحال السفر.
      وفلاةٌ واصيةٌ: تتصل بفَلاة أُخرى؛ قال ذو الرمة: بَيْنَ الرَّجا والرَّجا مِنْ جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماء، خابطُها بالخَوْفِ مَعْكوم؟

      ‏قال الأَصمعي: وَصَى الشيءُ يَصي إِذا اتصل، ووَصاه غيره يَصِيه: وصَله.
      ابن الأَعرابي: الوَصِيُّ النبات المُلْتَفُّ، وإِذا أَطاع المَرْتَعُ للسائمة فأَصابته رَغَداً قيل أَوْصى لها المرتع يَصي وَصْياً.
      وأَرض واصيةٌ: متصلة النبات إِذا اتَّصل نَبْتها، وربما، قالوا تَواصى النبتُ إِذا اتصل، وهو نبت واصٍ؛

      وأَنشد ابن بري للراجز: يا رُبَّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ يأْكُلنَ من قُرّاصِ،وحَمَصِيصٍ واصِ وأَنشد آخر: لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ واصٍ كأَنه زَرابِيُّ قَيْلٍ، قد تُحوميَ، مُبْهَم المُوفِدُ: السَّنامُ، والقَيْلُ: المَلِكُ؛ وقال طرفة: يَرْعَيْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه،فانْطَلَقَ اللوْنُ ودَقَّ الكُشُوحْ يقال منه: أَوْصَيْتُ أَي دخلت في الواصي.
      ووَصَتِ الأَرضُ وَصْياً ووُصِيّاً ووَصاءً ووَصاةً؛ الأَخيرة نادرة حكاها أَبو حنيفة، كلُّ ذلك: اتصل نباتُها بعضُه ببعض، وهي واصِيةٌ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَهْلُ الغِنَى والجُرْدِ والدِّلاصِ والجُودِ، وصَّاهمْ بذاكَ الواصي أَراد: الجُودِ الواصي أَي المُتَّصِل؛ يقول: الجُودُ وصّاهم بأَن يُدِيموه أَي الجُود الواصي وصَّاهم بذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أَوْصى، على حذف الزائد أَو على النسب، فيكون مَرْفوعَ الموضع بأَوْصَى (* قوله «بأوصى» كذا بالأصل تبعاً للمحكم.) لا مَجرُورَه على أَن يكون نعتاً للجود، كما يكون في القول الأَول.
      ووَصَيْتُ الشيءَ بكذا وكذا إِذا وصلته به؛

      وأَنشد بيت ذي الرمة: نَصِي الليلَ بالأَيام والوَصى والوَصيُّ جميعاً: جَرائد النخل التي يُحْزَمُ بها، وقيل: هي من الفَسِيل خاصة، وواحدتها وَصاةٌ ووَصِيَّةٌ.
      ويَوَصَّى: طائر قيل هو الباشَقُ، وقيل: هو الحُرُّ، عراقية ليست من أَبنية العرب.
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. فأصحاب الميمنة
    • اليُـمْن و البركة . أو ناحية اليمين
      سورة : الواقعة ، آية رقم : 8

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل



  2. المَيْمَنَةُ
    • المَيْمَنَةُ : اليُمْن .
      و المَيْمَنَةُ خِلافُ الميسرة . والجمع : مَيامِنُ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. أصحاب الميمنة
    • اليُـمْن . أو ناحية اليمين
      سورة : البلد ، آية رقم : 18

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  4. صبح
    • " الصُّبْحُ : أَوّل النهار .
      والصُّبْحُ : الفجر .
      والصَّباحُ : نقيص المَساء ، والجمع أَصْباحٌ ، وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ ؛ قال الله عز وجل : فالِقُ الإِصْباحِ ؛ قال الفراء : إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح ، فهو جمع المَساء والصُّبْح ، قال : ومثله الإِبْكارُ والأَبْكارُ ؛ وقال الشاعر : أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ ، تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ .
      وحكى اللحياني : تقول العربُ إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره : صباحُ الله لا صَباحُك ، قال : وإِن شئت نصبتَ .
      وأَصْبَحَ القومُ : دخلوا في الصَّباح ، كما يقال : أَمْسَوْا دخلوا في المساء ؛ وفي الحديث : أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح ؛ يقال : أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح ؛ وفي التنزيل : وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم مُصْبِحِينَ وبالليل ؛ وقال سيبويه : أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك ، وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء ؛ وقال أَبو عدنان : الفرق بين صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا ، وصَبَّحْنا فلاناً ، فهذه مُشَدَّدة ، وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً ؛ وقال النابغة : وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه ، عل كلِّ من عادى من الناسِ ، عاليا

      ويقال : صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا ؛ كل ذلك جائز ؛ ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة : أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك ؛ وقال رؤبة : أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ .
      وقول الله ، عز من قائل : فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح .
      وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار .
      وصَبَّحك الله بخير : دُعاء له .
      وصَبَّحْته أَي قلت له : عِمْ صَباحاً ؛ وقال الجوهري : ولا يُرادُ بالتشديد ههنا التكثير .
      وصَبَّحَ القومَ : أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْيِ خامسةٍ ، وصِبْحِ خامسة ، بالكسر ، أَي لِصَباحِ خمسة أَيام .
      وحكى سيبويه : أَتيته صَباحَ مَساءَ ؛ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ، ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال أَو الظرف ، وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ ؛ قال سيبويه : لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً ، وهو ظرف غير متمكن ، قال : وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً ؛ قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ : عَزَمْتُ على إِقامةِ ذي صباحٍ ، لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم .
      قال الأَزهري : صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً ؛ وأَما قول بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ ، وكان أَسلم : صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ ، وسَبْعٍ من بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم ؛ وقال الراجز : نحْنُ صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً ، تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها صباحاً بخيل جُرْد ؛ وقول الشَّمَّاخ : وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها ، وقيلَ المُنادِي : أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِ ؟

      ‏ قال الأَزهري : يسأَل السائل عن هذا البيت فيقول : الإِدلاج سير الليل ، فكيف يقول : أَصبح القوم ، وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب فيه : أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده ، تقول : قد بلغناه ، وإِذا قربت للساري طلوعَ الصبح وإِن كان غير طالع ، تقول : أَصْبَحْنا ، وأَراد بقوله أَصبح القومُ : دنا وقتُ دخولهم في الصباح ؛ قال : وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه .
      والصُّبْحة والصَّبْحة : نوم الغداة .
      والتَّصَبُّحُ : النوم بالغداة ، وقد كرهه بعضهم ؛ وفي الحديث : أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ، ثم وقت طلب الكسب .
      وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح ، تقول منه : تَصَبَّح الرجلُ ،؛ وفي حديث أُم زرع أَنه ؟

      ‏ قالت : وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ ؛ أَرادت أَنها مَكفِيَّة ، فهي تنام الصُّبْحة .
      والصُّبْحة : ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً .
      والمِصْباحُ من الإِبل : الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير ، وقيل : المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار ؛ وهو مما يستحب من الإستبل وذلك لقوَّتها وسمنها ؛ قال مُزَرِّد : ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً ، فشُبَّتْ عليها النارُ ، فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ : كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً ، وهو خلاف الغَبُوقِ .
      والصَّبُوحُ : ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه ، وحكى الأَزهري عن الليث : الصَّبُوحُ الخمر ؛

      وأَنشد : ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ ، مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن : ما حُلب بالغداة .
      والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ : الناقة المحلوبة بالغداة ؛ عن اللحياني .
      حكي عن العرب : هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي .
      والصَّبْحُ : سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن .
      والصَّبُوح : ما شرب بالغداة فما دون القائلة وفعلُكَ الإِصطباحُ ؛ وقال أَبو الهيثم : الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ ، والناقة التي تُحْلَبُ في ذلك الوقت : صَبُوح أَيضاً ؛ ‏

      يقال : ‏ هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي ؛ قال : وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي : ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ : اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة .
      واصْطَبَحَ القومُ : شَرِبُوا الصَّبُوحَ .
      وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً ، وصَبَّحَه : سقاه صَبُوحاً ، فهو مُصْطَبحٌ ؛ وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري : كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمةٍ ، كفَسِيلِ النَّخْل ، دُرَّارِ يَعشون : يطعمه عشاء .
      والهَجْمة : القطعة من الإِبل .
      ودُرَّار : من صفتها .
      وفي الحديث : وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ، ويقال : صَبَحْتُ فلاناً أَي ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ؛ ومنه قول طرفة : متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً ؛ وقيل : الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا .
      ومن أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم : أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ ؛ قال شمر : هكذا ، قال ابن الأَعرابي ، قال : وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ ، فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها ، قال : ويقال أَيضاً : أَكذب من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ ؛ قال أَبو عدنان : الأَخِيذُ الأَسيرُ .
      والصَّبْحانُ : الذي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ ؛ قال ابن الأَعرابي : هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض عنهم شاخصاً ، فأَخذه قوم وقالوا : دُلَّنا على حيث كنت ، فقال : إِنما بِتُّ بالقَفْر ، فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول ، فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم ، فاستدلوا به عليهم واسْتَباحوهم ، والمصدرُ الصَّبَحُ ، بالتحريك .
      وفي المثل : أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟ يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح ، وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن الخَطْب العظيم بكناية عنه ، ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه ؛ وأَصله أَن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً ، فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه ، وقال في خِلال كلامه : إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا كذا ، فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال : أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته ، فقال له الشعبي : أَعن صبوح ترقق ؟ حرمت عليه امرأَته ؛ ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها ؛ وقد ذكر أَيضاً في رقق .
      ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى : شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى .
      وفي الحديث أَنه سئل : متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال : ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها ؛ قال أَبو عبيج : معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ وهو الغداء ، والغَبُوقُ وهو العَشاء ؛ يقول : فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة ؛ قال : ومنه قول سَمُرة لبنيه : يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ ؛ قال الأَزهري وقال غير أَبي عبيد : معناه لما سئل : متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال : إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ، ولم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة حينئذ ، وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة ؛ قال : وهذا التفسير واضح بَيِّنٌ ، والله الموفق .
      وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها : قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً .
      ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب الصَّبُوحَ ؛ ابن الأَعرابي : أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً ؛ وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام .
      وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً : جاءَهم به صَباحاً .
      وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم : جاءَتهم صُبْحاً .
      وفي الحديث : أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً ؛ وفي حديث أَبي بكر : كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله ، والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ .
      ويوم الصَّباح : يوم الغارة ؛ قال الأَعشى : به تُرْعَفُ الأَلْفُ ، إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ ، إِذا النَّقْعُ ثارا يقول : بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل يوم الغارة .
      والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً : يا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي .
      وفي الحديث : لما نزلت .
      وأَنْذِرْ عشيرتك الأَقربين ؛ صَعَّدَ على الصفا ، وقال : يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة ، لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ، ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم الصَّباح ، فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول : قد غَشِيَنا العدوُّ ؛ وقيل : إِن المتقاتلين كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا ، فكأَنه يريد بقوله يا صباحاه : قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال .
      وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع : لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ ، صلى الله عليه وسلم ، نادَى : يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً : سقاها غُدْوَةً .
      وصَبَّحَ القومَ الماءَ : وَرَده بهم صباحاً .
      والصَّابِحُ : الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ؛ ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ : حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ ، وليست بناجعة عند العرب ، ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر .
      وفي حديث جرير : ولا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا ، وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها ماء ظاهراً على وجه الأَرض .
      قال الأَزهري : والتَّصْبِيحُ على وجوه ، يقال : صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ؛ ومنه قوله : وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ ، وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ ، فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء ؛ وتقول : صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع الصباح ؛ ومنه قول عنترة يصف خيلاً : وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً ، يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً ؛ يعني خيلاً عليها فُرْسانها ؛ ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ .
      والتَّصْبيح : الغَداء ؛ يقال : قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي ؛ وفي حديث المبعث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يَتِيماً في حجْر أَبي طالب ، وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم ؛ وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع ، والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس ، والتنوير اسم لنَوْر الشجر .
      والصَّبُوح : الغَداء ، والغَبُوق : العَشاء ، وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل .
      وفي الحديث : من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة ، هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ .
      وصَبَّحْتُ ، بالتشديد ، لغة فيه .
      والصُّبْحةُ والصَّبَحُ : سواد إِلى الحُمْرَة ، وقيل : لون قريب إِلى الشُّهْبَة ، وقيل : لون قريب من الصُّهْبَة ، الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء ، تقول : رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح .
      والأَصْبَحُ من الشَّعَر : الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ ؛ وقد اصْباحَّ .
      وقال الليث : الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر ، والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب .
      وروى شمر عن أَبي نصر ، قال : في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة .
      ورجل أَصْبَحُ اللحية : للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ، ومن ذلك قيل : دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته ؛ قال أَبو زُبيد : عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر : الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة ؛ وفي حديث الملاعنة : إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ ؛ الأَصْبَحُ : الشديد حمرة الشعر ، ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح ؛ قال الأَزهري : ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل .
      والصَّبَحُ : بَريقُ الحديد وغيره .
      والمِصْباحُ : السراج ، وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره ، والقِراطُ لغة ، وهو قول الله ، عز وجل : المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ .
      والمِصْبَحُ : المِسْرَجة .
      واسْتَصْبَح به : اسْتَسْرَجَ .
      وفي الحديث : فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها .
      وفي حديث جابر في شُحوم الميتة : ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم .
      وفي حديث يحيى بن زكريا ، عليهما السلام : كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح .
      والمَصْبَح ، بالفتح : موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً ؛ قال الشاعر : بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه ، ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح ، بضم الميم ؛ قال الأَزهري : المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه ، والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ؛ ومنه قوله : قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً : الإِصباحُ ؛ يقال : أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً ؛ وقول النمر بن تَوْلَبٍ : فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابي فقال : أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ ؛ وقال غيره : شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح ، وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب : أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه ؟ كأَنه ، في عِراصِ الشامِ ، مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب : شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم ، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم ، وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح ، فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح ؛ قال ثعلب : معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم ؛ والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به .
      والمِصْبَحُ والمِصْباحُ : قَدَحٌ كبير ؛ عن أَبي حنيفة .
      والمَصابيح : الأَقْداح التي يُصْطبح بها ؛

      وأَنشد : نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها ، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ ، مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم : أَعلام الكواكب ، واحدها مِصْباح .
      والمِصْباح : السِّنانُ العريضُ .
      وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ ، كذلك ؛ قال ابن سيده : لا أَدري إِلامَ نُسِبَ .
      والصَّباحةُ : الجَمال ؛ وقد صَبُحَ ، بالضم ، يَصْبُح صَباحة .
      وأَما من الصَّبَح فيقال صَبِحَ (* قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح ، كما في القاموس .) يَصْبَحُ صَبَحاً ، فهو أَصْبَحُ الشعر .
      ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ ، بالضم : جميل ، والجمع صِباحٌ ؛ وافق الذين يقولون فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً ، والأُنثى فيهما ، بالهاء ، والجمع صِباحٌ ، وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية ؛ وقد صَبُحَ صَباحة ؛ وقال الليث : الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه .
      وذو أَصْبَحَ : مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر (* قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس .) وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة .
      والأَصْبَحِيُّ : السوط .
      وصَباحٌ : حيّ من العرب ، وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً .
      وبنو صُباح : بطون ، بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ .
      وصُباحُ : حيّ من عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ .
      وصُنابِحُ : بطن من مُراد .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. صلح


    • " الصَّلاح : ضدّ الفساد ؛ صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً ؛ وأَنشد أَبو زيد : فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني ؟ وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وهو صالح وصَلِيحٌ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ، والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ ؛ وصَلُح : كصَلَح ، قال ابن دريد : وليس صَلُحَ بثَبَت .
      ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره ، وقد أَصْلَحه الله ، وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب : مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر ؛ هي مَطَرَةٌ صالحة ، وكقول بعض النحويين ، كأَنه ابن جني : أُبدلت الياء من الواو إِبدالاً صالحاً .
      وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك .
      والإِصلاح : نقيض الإِفساد .
      والمَصْلَحة : الصَّلاحُ .
      والمَصعلَحة واحدة المصالح .
      والاسْتِصْلاح : نقيض الاستفساد .
      وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده : أَقامه .
      وأَصْلَحَ الدابة : أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ .
      وفي التهذيب : تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها .
      والصُّلْحُ : تَصالُح القوم بينهم .
      والصُّلْحُ : السِّلْم .
      وقد اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا ، مشدّدة الصاد ، قلبوا التاء صاداً وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد .
      وقوم صُلُوح : مُتصالِحُون ، كأَنهم وصفوا بالمصدر .
      والصِّلاحُ ، بكسر الصاد : مصدر المُصالَحةِ ، والعرب تؤنثها ، والاسم الصُّلح ، يذكر ويؤنث .
      وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً ؛ قال بِشْرُ ابن أَبي خازم : يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ ، وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ وقوله : وما فيها أَي وما في المُصالَحة ، ولذلك أَنَّث الصِّلاح .
      وصَلاحِ وصَلاحٌ : من أَسماء مكة ، شرفها الله تعالى ، يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل : حَرَماً آمناً ؛ ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ ، وقد ُصرف ؛ قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ ؛ وقيل هو للحرث بن أُمية : أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ ، فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم ، أَبا مَطَرٍ ، هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً ، وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْش ؟

      ‏ قال ابن بري : الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح ؛ قال : والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام .
      ويقال : حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك ؛ قال : وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف ، فقول الآخر : مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً ، لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ .
      قال ابن بري : وصَلاحِ اسم علم لمكة .
      وقد سمَّت العربُ صالحاً ومُصْلِحاً وصُلَيحاً .
      والصِّلْحُ : نهر بمَيْسانَ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. صوب
    • " الصَّوْبُ : نُزولُ الـمَطَر .
      صَابَ الـمَطَرُ صَوْباً ، وانْصابَ : كلاهما انْصَبَّ .
      ومَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ ، وقوله تعالى : أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ ؛ قال أَبو إِسحق : الصَّيِّبُ هنا المطر ، وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين ، كـأَنّ المعنى : أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ ؛ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ والشدائد ، وجَعَلَ ما يَسْتَضِـيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من الإِسلام ، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل .
      قال : والدليل على ذلك قوله تعالى : يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم .
      وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ ، فقد صابَ يَصُوبُ ؛

      وأَنشد : كأَنـَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ ، * صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ .
      ( عجز هذا البيت غامض .) وقال الليث : الصَّوْبُ المطر .
      وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا ، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ : جادَتْها .
      وصابَ الماءَ وصوَّبه : صبَّه وأَراقَه ؛

      أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين : وحَبَشِـيَّـينِ ، إِذا تَحَلَّبا ، *، قالا نَعَمْ ، قالا نَعَمْ ، وصَوَّبا والتَّصَوُّبُ : حَدَبٌ في حُدُورٍ ، والتَّصَوُّبُ : الانحدار .
      والتَّصْويبُ : خلاف التَّصْعِـيدِ .
      وصَوَّبَ رأْسَه : خَفَضَه .
      التهذيب : صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه ؛ وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة .
      وفي الحديث : من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار ؛ سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث ، فقال : هو مُخْتَصَر ، ومعناه : مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة ، يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيل ، بغير حق يكون له فيها ، صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه ؛ ومنه الحديث : وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها .
      والإِصابةُ : خلافُ الإِصْعادِ ، وقد أَصابَ الرجلُ ؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ : ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِـيبٍ ومُصْعِدٍ ، * إِذا ما خَلَتْ ، مِـمَّنْ يَحِلُّ ، المنازِلُ والصَّـيِّبُ : السحابُ ذو الصَّوْبِ .
      وصابَ أَي نَزَلَ ؛ قال الشاعر : فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لـمَـْلأَكٍ ، * تَنَزَّلَ ، من جَوِّ السماءِ ، يَصوب ؟

      ‏ قال ابن بري : البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ ؛ وقيل : هو لأَبي وجزَة يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير ؛ وقيل : هو لعَلْقَمَة بن عَبْدَة .
      قال ابن بري : وفي هذا البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما قبلَها ، بدليل قولهم مَلائكة ، فأُعيدت الهمزة في الجمع ، وبقول الشاعر : ولكن لـمَـْلأَك ، فأَعاد الهمزة ، والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة ، وهي الرسالة ، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً ، وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً إِلى حذفها ، لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها ، جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها .
      والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ ، وتقول : صابَهُ الـمَطَرُ أَي مُطِرَ .
      وفي حديث الاستسقاء : اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً ؛ أَي مُنْهَمِراً متدفقاً .
      وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ ؛ قال امرؤُ القيس : فَصَوَّبْتُه ، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ ، * على الأَمْعَزِ الضاحي ، إِذا سِـيطَ أَحْضَرا والصَّوابُ : ضدُّ الخطإِ .
      وصَوَّبه :، قال له أَصَبْتَ .
      وأَصابَ : جاءَ بالصواب .
      وأَصابَ : أَراد الصوابَ ؛ وأَصابَ في قوله ، وأَصابَ القِرْطاسَ ، وأَصابَ في القِرْطاس .
      وفي حديث أَبي وائل : كان يُسْـأَلُ عن التفسير ، فيقول : أَصابَ اللّهُ الذي أَرادَ ، يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ ؛ وأَصله من الصواب ، وهو ضدُّ الخطإِ .
      يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه ؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِـئْ ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ .
      قال الأَصمعي : يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب ؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده ، فأَخْطَـأَ مُرادَه ، ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ .
      وقولهم : دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي ؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء : أَلا ، قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ ، * تَقَطَّع ، بابنِ غَلْفاءَ ، الحِـبالُ : دَعِـيني إِنما خَطَئي وصَوْبي * عليَّ ، وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ وإِنَّ ما : كذا منفصلة .
      قوله : مالُ ، بالرفع ، أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنما هو مالٌ .
      واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه : رآه صَواباً .
      وقال ثعلب : اسْتَصَبْتُه قياسٌ .
      والعرب تقول : اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك .
      وأَصابه بكذا : فَجَعَه به .
      وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم .
      جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم .
      ابن الأَعرابي : ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ .
      وإِذا ، قال الرجلُ لآخر : أَنتَ مُصابٌ ، قال : أَنتَ أَصْوَبُ مِني ؛ حكاه ابن الأَعرابي ؛ وأَصابَتْهُ مُصِـيبةٌ فهو مُصابٌ .
      والصَّابةُ والـمُصِـيبةُ : ما أَصابَك من الدهر ، وكذلك الـمُصابةُ والمَصُوبة ، بضم الصاد ، والتاء للداهية أَو للمبالغة ، والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ ، الأَخيرة على غير قياس ، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِـيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل .
      التهذيب :، قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِـيبة ، بالهمز ، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ ، وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ .
      قال : وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة ، كما ، قالوا وسادة وإِسادة ؛ قال : وزعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو ، لأَنها أُعِلَّتْ في مُصِـيبة .
      قال الزجّاج : وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام مَقَائِم ، وفي مَعُونة مَعائِن .
      وقال أَحمدُ بن يحيـى : مُصِـيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة .
      ومثله : أَقيموا الصلاة ، أَصله أَقْوِمُوا ، فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت ، وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف .
      وقال الفراء : يُجْمَعُ الفُواق أَفْيِـقَةً ، والأَصل أَفْوِقةٌ .
      وقال ابن بُزُرْجَ : تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم .
      وفي الحديث : من يُرِدِ اللّهُ به خيراً يُصِبْ منه ، أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها ، وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان .
      يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول ؛ وفي الحديث : يُصِـيبونَ ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا .
      وفي الحديث : أَنه كان يُصِـيبُ من رأْس بعض نسائه وهو صائم ؛ أَراد التقبيلَ .
      والـمُصابُ : الإِصابةُ ؛ قال الحرثُ بن خالد المخزومي : أَسُلَيْمَ ! إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلامَ ، تحيَّـةً ، ظُلْمُ أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ ، * إِذْ جاءَكُمْ ، فَلْـيَنْفَعِ السِّلْم ؟

      ‏ قال ابن بري : هذا البيت ليس للعَرْجِـيِّ ، كما ظنه الحريري ، فقال في دُرَّة الغواص : هو للعَرْجِـيِّ .
      وصوابه : أَظُلَيْم ؛ وظُلَيم : ترخيم ظُلَيْمة ، وظُلَيْمة : تصغير ظَلُوم تصغير الترخيم .
      ويروى : أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم .
      وظُلَيْمُ : هي أُمُّ عمْران ، زوجةُ عبدِاللّه بنُ مُطِـيعٍ ، وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها ، ولما مات زوجها تزوجها .
      ورجلاً : منصوبٌ بمُصابٍ ، يعني : إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً ؛ وظُلْم : خبر إِنَّ .
      وأَجمعت العرب على همز الـمَصائِب ، وأَصله الواو ، كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد .
      وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ : صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها .
      وأَصابَ الشيءَ : وَجَدَه .
      وأَصابه أَيضاً : أَراده .
      وبه فُسِّر قولُه تعالى : تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ ؛ قال : أَراد حيث أَراد ؛ قال الشاعر : وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها ، * فناءَتْ ، وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِـيبُها أَراد : تُريدها ؛ ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ ، من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ ، لأَنه لا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد .
      وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِـيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ ؛ وقيل : صَابَ جاءَ من عَلُ ، وأَصابَ : من الإِصابةِ ، وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً ، لغة في أَصابه .
      وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ .
      والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالـحَدْسِ ، إِذا زاغَ عن القَصْدِ : أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك .
      وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِـيره .
      وفي المثل : مع الخَوَاطِـئِ سهمٌ صائبٌ ؛ وقول أَبي ذؤَيب : إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها ، * كعَنْزِ الفَلاةِ ، مُسْتَدِرٌّ صِـيابُها أَرادَ جمعَ صَائِبٍ ، كصاحِب وصِحابٍ ، وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في الواحد ، كصائم وصِـيامٍ وقائم وقِـيامٍ ، هذا إِن كان صِـيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في الرمي ، وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الـهَدَفَ يَصِـيبُه ، فالياء فيه أَصل ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي ، * وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِـيبَ حَمِـيمُها فسره فقال : صِـيبَ كقولكَ قُصِدَ ؛ قال : ويكون على لغة من ، قال : صَاب السَّهْمُ .
      قال : ولا أَدْري كيف هذا ، لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ .
      قال : وعندي أَن صِـيبَ ههنا من قولهم : صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ ، فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ الـحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها .
      وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ : صائبٌ ؛ قال ابن جني : لم نعلم في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه ، وعينه واو ، إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب ؛ قال : فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم .
      وهو في صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم .
      وصُوَّابةُ القوم : جَماعتُهم ، وهو مذكور في الياءِ لأَنها يائية وواوية .
      ورجلٌ مُصابٌ ، وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنون ؛ وفي التهذيب : كأَنه مجنون .
      ويقال للمجنون : مُصابٌ .
      والـمُصابُ : قَصَب السُّكَّر .
      التهذيب ، الأَصمعي : الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان ، من الشجر ، مُرَّان .
      والصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ ؛ وقيل : هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن ، وربما نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين كأَنها شِهابُ نارٍ ، وربما أَضْعَفَ البصر ؛ قال أَبو ذُؤَيب الـهُذَلي : إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً ، * كأَنَّ عَيْنِـيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ .
      ( قوله « مشتجراً » مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان .) ويروى : نام الخَلِـيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً والمُشْتَجِرُ : الذي يضع يده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه .
      وقيل : الصَّابُ شجر مُرٌّ ، واحدته صابَةٌ .
      وقيل : هو عُصارة الصَّبِرِ .
      قال ابن جني : عَيْنُ الصَّابِ واوٌ ، قياساً واشتقاقاً ، أَما القياس فلأَنها عين والأَكثر أَن تكون واواً ، وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العين حَلَبها ، وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ .
      وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر .
      ابن الأَعرابي : الـمِصْوَبُ الـمِغْرَفَةُ ؛ وقول الهذلي : صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ ، * حتَّى كأَن عليهم جابِـياً لُبَدَا صابُوا بهم : وَقَعوا بهم .
      والجابي : الجَراد .
      واللُّبَدُ : الكثير .
      والصُّوبةُ : الجماعة من الطعام .
      والصُّوبةُ : الكُدْسةُ من الـحِنْطة والتمر وغيرهما .
      وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ ، عن كراع .
      قال ابن السكيت : أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ ، وهو موضع التمر .
      والصُّوبةُ : الكُثْبة من تُراب أَو غيره .
      وحكى اللحياني عن أَبي الدينار الأَعرابي : دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع مَهِـيلةٌ ؛ ومَن رواه : فإِذا الدينار ، ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس ، لأَن الدينار الواحد لا يكون صُوبةً .
      والصَّوْبُ : لَقَبُ رجل من العرب ، وهو أَبو قبيلة منهم .
      وبَنُو الصَّوْبِ : قوم من بَكْر بن وائل .
      وصَوْبةُ : فرس العباسِ بن مِرْداس .
      وصَوْبة أَيضاً : فرس لبني سَدُوسٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. صحب
    • " صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة ، بالضم ، وصَحابة ، بالفتح ، وصاحبه : عاشره .
      والصَّحْب : جمع الصاحب مثل راكب وركب .
      والأَصْحاب : جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ .
      والصاحب : الـمُعاشر ؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل ، أَعني أَنك لا تقول : زيد صاحِبٌ عَمْراً ، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء ، نحو غلام زيد ؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا : زيد صاحِبٌ عمراً ، أَو زيد صاحبُ عَمْرو ، على إِرادة التنوين ، كما تقول : زيد ضاربٌ عمراً ، وزيد ضاربُ عمْرٍو ؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين ؛ والجمع أَصحاب ، وأَصاحيبُ ، وصُحْبان ، مثل شابّ وشُبّان ، وصِحاب مثل جائع وجِـياع ، وصَحْب وصَحابة وصِحابة ، حكاها جميعاً الأَخفش ، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ ، وعلى الفتح معها ، والكسر معها عن الفراء خاصة .
      ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس ، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع .
      وفي حديث قيلة : خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ؛ هو بالفتح جمع صاحب ، ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا ؛ قال امرؤُ القيس : فكانَ تَدانِـينا وعَقْدُ عِذارهِ ، * وقال صِحابي : قَدْ شَـأَونَك ، فاطْلُ ؟

      ‏ قال ابن بري : أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع ، كأَنه ، قال : فكان تدانينا مع عقد عذاره ، كما ، قالوا : كل رجل وضَيْعَتُه ؛ فكل مبتدأ ، وضيعته معطوف على كل ، ولم يأْت له بخبر ، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع ، والضيعة هنا : الحرفة ، كأَنه ، قال : كل رجل مع حرفته .
      وكذلك قولهم : كل رجل وشأْنه .
      وقال الجوهري : الصَّحابة ، بالفتح : الأَصْحاب ، وهو في الأَصل مصدر ، وجمع الأَصْحاب أَصاحِـيب .
      وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع .
      وقال الأَخفش : الصَّحْبُ جمع ، خلافاً لمذهب سيبويه ، ويقال : صاحب وأَصْحاب ، كما يقال : شاهِد وأَشهاد ، وناصِر وأَنْصار .
      ومن ، قال : صاحب وصُحْبة ، فهو كقولك فارِه وفُرْهَة ، وغلامٌ رائِق ، والجمع رُوقَة ؛ والصُّحْبَةُ مصدر قولك : صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً .
      وقالوا في النساءِ : هنَّ صواحِبُ يوسف .
      وحكى الفارسي عن أَبي الحسن : هنّ صواحبات يوسف ، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة ، كقوله : فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وقوله : جَذْب الصَّرارِيِّـين بالكُرور والصِّحابَة : مصدر قولك صاحبَك اللّهُ وأَحْسَن صحابَتَك .
      وتقول للرجل عند التوديع : مُعاناً مُصاحَـباً .
      ومن ، قال : مُعانٌ مَصاحَبٌ ، فمعناه : أَنت معان مُصاحَب .
      ويقال : إِنه لَـمِصْحاب لنا بما يُحَبّ ؛ وقال الأَعشى : فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ .
      واصْطَحَب الرجلان ، وتصاحبا ، واصْطَحَبَ القوم : صَحِبَ بعضهم بعضاً ؛ وأَصله اصْتَحَب ، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب ، وعند الضاد مثل اضْطَربَ ، وعند الطاء مثل اطَّلَب ، وعند الظاء مثل اظَّلَم ، وعند الدال مثل ادَّعى ، وعند الذال مثل اذّخَر ، وعند الزاي مثل ازْدَجَر ، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها ، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها ، لتخفّ على اللسان ، ويَعْذُبَ اللفظ به .
      وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة .
      وأَصْحَبَ : صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب .
      وأَصْحَبَ : بلغ ابنه مبلغ الرجال ، فصار مثله ، فكأَنه صاحبه .
      واسْتَصْحَبَ الرجُلَ : دَعاه إِلى الصُّحْبة ؛ وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه ؛

      قال : إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي ، * والـمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك : نوع من الطيب رديء خسيس .
      وأَصْحَبْتُه الشيء : جعلته له صاحباً ، واستصحبته الكتاب وغيره .
      وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه : حفظه .
      وفي الحديث : اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة ؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا ، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا .
      وفي التنزيل : ولا هم منا يُصْحَبون ؛ قال : يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا ، ولا هم منا يُصْحَبون : يجارون أَي الكفار ؛ أَلا ترى أَن العرب تقول : أَنا جارٌ لك ؛ ومعناه : أُجِـيرُك وأَمْنَعُك .
      فقال : يُصْحَبون بالإِجارة .
      وقال قتادة : لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير ؛ وقال أَبو عثمان المازنيّ : أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه ؛

      وأَنشد قَوْلَ الـهُذَليّ : يَرْعَى بِرَوْضِ الـحَزْنِ ، من أَبِّه ، * قُرْبانَه ، في عابِه ، يُصْحِبُ يُصْحِبُ : يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى : ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون .
      وقال غيره : هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً ؛

      وقال : جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما ، * وصاحِـبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ : انقادا .
      ومنهم مَن عَمَّ فقال : وأَصْحَبَ ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة ؛ قال امرؤ القيس : ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ، * إِذا قِـيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ : الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه ، والرَّثْيَةُ : وجَع المفاصل .
      وفي الحديث : فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت ، واسترسلت ، وتبعت صاحبها .
      قال أَبو عبيد : صحِـبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة ، وأَصْحَبْتُ أَي انقدت له ؛

      وأَنشد : تَوالى بِرِبْعِـيِّ السّقابُ ، فأَصْحَبا والمُصْحِبُ الـمُستَقِـيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : يا ابن شهابٍ ، لَسْتَ لي بِصاحِب ، * مع الـمُماري ومَعَ الـمُصاحِب فسره فقال : الـمُمارِي الـمُخالِفُ ، والـمُصاحِبُ الـمُنْقاد ، من الإِصْحابِ .
      وأَصْحَبَ الماءُ : علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ .
      وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه ، وقد أَصْحَبْته : تركت ذلك عليه .
      وقِربَةٌ مُصْحِـبَة : بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ .
      والـحَمِـيتُ : ما ليس عليه شعر .
      ورجل مُصْحِب : مجنون .
      وصَحَبَ الـمَذْبوحَ : سلَخه في بعض اللغات .
      وتَصَحَّب من مُجالَسَتِنا : استَحْيا .
      وقال ابن برزح .
      (* قوله « برزح » هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا .) إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِـي منها .
      وإِذا قيل : فلان يتسَحَّب علينا ، بالسين ، فمعناه : أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل .
      وقولهم في النداءِ : يا صاحِ ، معناه يا صاحبي ؛ ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده ، سُمِـعَ من العرب مُرخَّماً .
      وبنو صُحْب : بَطْنان ، واحدٌ في باهِلَة ، وآخر في كلْب .
      وصَحْبانُ : اسم رجلٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. صدق
    • " الصِّدْق : نقيض الكذب ، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً .
      وصَدَّقه : قَبِل قولَه .
      وصدَقَه الحديث : أَنبأَه بالصِّدْق ؛ قال الأَعشى : فصدَقْتُها وكَذَبْتُها ، والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ

      ويقال : صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً ، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم .
      ومن أَمثالهم : الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد .
      ورجل صَدُوقٌ : أبلغ من الصادق .
      وفي المثل : صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ؛ وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري : إنه جمل ، فقال المشتري : بل هو بَكْرٌ ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه : هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت ، وقيل : يسكن بها البَكارة خاصَّة ، فقال المشتري : صدقَني سِنَّ بَكْرِه .
      وفي حديث علي ، رضي الله عنه : صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه .
      وهو مثل يضرب للصادق في خبره .
      والمُصَدِّقُ : الذي يُصَدِّقُك في حديثك .
      وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً ، تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني ، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام .
      وقوله تعالى : لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم ؛ تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم ، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون .
      ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ : وُصِفا بالمصدر ، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ ، يريدون المبالغة والإشارة .
      والصِّدِّيقُ ، مثال الفِسَّيق : الدائمُ التَّصْدِيقِ ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل ؛ ذكره الجوهري ، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان .
      والصِّدِّيقُ : المُصَدِّقُ .
      وفي التنزيل : وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق .
      وقوله تعالى : والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به .
      روي عن علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، أنه ، قال : الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ ، صلى الله عليه وسلم ، والذي صَدَّقَ به أَبو بكر ، رضي الله عنه ، وقيل : جبرئيل ومحمد ، عليهما الصلاة والسلام ، وقيل : الذي جاء بالصدق محمدٌ ، صلى الله عليه وسلم ، وصَدَّقَ به المؤمنون .
      الليث : كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو صِدِّيقٌ ، وهو قول الله عز وجل : والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم .
      والصِّدِّيقُ : المبالغ في الصِّدْق .
      وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت ، قال فلم يَصْدُقْ .
      ورجلٌ صَدْقٌ : نقيض رجل سَوْءٌ ، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ ؛ حكاه سيبويه .
      ويقال : رجُلُ صِدْقٍ ، مضاف بكسر الصاد ، ومعناه نِعم الرجل هو ، وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك ، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ ، وهي صَدْقةٌ ، وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات ؛

      وأَنشد : مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق ؛ وقال رؤبة يصف فرساً : والمراي الصدق يبلي الصدقا (* قوله « المراي الصدق إلخ » هكذا في الأصل ، وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس : والمري إلخ ).
      وقال الفراء في قوله تعالى : ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه ؛ قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه ، ومن قرأَ : ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه ؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حين ، قال : ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم ، لأنه ، قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين .
      أَبو الهيثم : صَدَقَني فلانٌ أي ، قال لي الصِّدْقَ ، وكَذَبَني أي ، قال لي الكذب .
      ومن كلام العرب : صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا ؛ المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا .
      والصَّداقةُ والمُصادَقةُ : المُخالّة .
      وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء : أَمْحَضه له .
      وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً : خالَلْتُه ، والاسم الصَّداقة .
      وتصادَقا في الحديث وفي المودّة ، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق ، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ .
      والصَّدِيقُ : المُصادِقُ لك ، والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ ؛ قال عمارة بن طارق : فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ ، يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير : وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل : فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم ؛ ألا تراه عطفه على الجمع ؟ وقال رؤبة : دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً ؛ قال جميل : كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها ، وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه : لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً ، وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر : فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ ، لم أَبْخَلْ ، وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر : لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي ، إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ ؛

      وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب : ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ ، وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا ؟

      ويقال : فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ؛ وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ ؛ قال جرير : نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس ، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله : ويَهْجُرْنَ أََقْواماً ، وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ : الثَّبْتُ اللقاء ، والجمع صُدْق ، وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً ؛ قال حسان بن ثابت : صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ ، وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ ، بالضم : مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون .
      وصَدَقُوهم القِتالَ : أَقدموا عليهم ، عادَلُوا بها ضِدَّها حين ، قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم ، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما ، قالوا ليست لها مكذوبة ؛ فأَما قوله : يَزِيد زادَ الله في حياته ، حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة .
      وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت ، ت .
      وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه .
      ورجل ذو مَصْدَقٍ ، بالفتح ، أَي صادقُ الحَمْلِة ، يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ ، وصادِقُ الجَرْي : كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك ؛ قال خفاف ابن ندبة : إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى ، وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول : إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية ؛ وقول أَبي ذؤيب : نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ ، غداةَ البَأْس ، بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه ، ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف ، وكذلك الفرس ، وقد يقال ذلك في الرأْي .
      والمَصْدَق أَيضاً : الجِدُّ ، وبه فسر بعضهم قول دريد : وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً ، وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ .
      والمَصْدَق : الصلابة ؛ عن ثعلب .
      ومِصْداق الأَمر : حقيقتُه .
      والصَّدْق ، بالفتح : الصلب من الرماح وغيرها .
      ورمح صَدْقٌ : مستوٍ ، وكذلك سيف صَدْق ؛ قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي : صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه ، ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاع ؟

      ‏ قال ابن سيده : وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط ؛ وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب : وفي الحِلْم إِدْهانٌ ، وفي العَفُو دُرْسةٌ ، وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ ، فاصْدُق ؟

      ‏ قال : الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة ؛ يقول : إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه ، وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك ؛ روى ابن بري عن ابن درستويه ، قال : ليس الصِّدق من الصلابة في شيء ، ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة : في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَ ؟

      ‏ قال : وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة ، والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك .
      قال الخليل : الصَّدْقُ الكامل من كل شيء .
      يقال : رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة ؛ قال ابن درستويه ؛ وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه ، والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة ، قال : ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق ، قال : وذلك لا يقال .
      وصَدَقاتُ الأَنعامِ : أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب .
      والصَّدَقة : ما تصَدَّقْت به على للفقراء .
      والصَّدَقة : ما أَعطيته في ذات الله للفقراء .
      والمُتَصَدِّق : الذي يعطي الصِّدَقَةَ .
      والصَّدَقة : ما تصَدَّقْت به على مسكين ، وقد تَصَدَّق عليه ، وفي التنزيل : وتَصَدَّقْ علينا ، وقيل : معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى : وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا ، فقال : مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها ، وتَصَدَّقْ علينا ، قال : فَضِّل ما بين الجيّد والرديء .
      وصَدَّق عليه : كتَصَدَّق ، أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل .
      والمُصَدِّق : القابل للصَّدقة ، ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق ، والعامة تقوله ، إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة .
      وقوله تعالى : إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات ، بتشديد الصاد ، أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها ؛ قال ابن بري : وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل ؛

      وأَنشد : ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم ، لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ : ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ ، قال : تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق ، لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ .
      والمُصَدِّقُ : الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم .
      يقال : لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها ، والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء ؛ قال الأَزهري : وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه ؛ قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما .
      والمُتصَدِّق : المعطي ؛ قال الله تعالى : وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين ، ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق ، بتخفيف الصاد ، وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق ، بالتخفيف ، قال الله تعالى : أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين ، الصاد خفيفة والدال شديدة ، وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك ؛ وأَما المُصَّدِّق ، بتشديد الصاد والدال ، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت .
      قال الله تعالى : إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات .
      وفي حديث الزكاة : لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ ؛ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد ، يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله ، وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال ، وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها ، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم ، فهو مُصَدِّقٌ ؛ وقال أَبو موسى : الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال ، وهو صاحب المال ، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد ، والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة ، فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم ، وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز ، وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ ؛ قال ابن الأَثير : والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق ، بتخفيف الصاد ، العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده .
      والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ ، بالضم وتسكين الدال ، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ : مهر المرأَة ، وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ ، والكثير صُدُقٌ ، وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب .
      وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً ، وقيل : أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً .
      أَبو إِسحق في قوله تعالى : وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً ؛ الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ ، ومن ، قال صُدْقة ، قال صُدْقاتِهنَّ ، قال : ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ ؛ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة ؛ وفي رواية : لا تُغالُوا في صُدُق النساء ، جمع صَداقٍ .
      وفي الحديث : وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ .
      والصَّيْدَقُ ، على مثال صَيْرف : النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى ؛ عن كراع ، وقال شمر : الصَّيْدقُ الأَمِينُ ؛

      وأَنشد قول أُمية : فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ ، ما ، قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو : الصَّيْدَقُ القطب ، وقيل المَلِك ، وقال يعقوب : هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق .
      "



    المعجم: لسان العرب

  9. يمن
    • " اليُمْنُ : البَركةُ ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث .
      واليُمْنُ : خلاف الشُّؤم ، ضدّه .
      يقال : يُمِنَ ، فهو مَيْمُونٌ ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ .
      ابن سيده : يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن ، وإنَّه لمَيْمونٌ عليهم .
      ويقال : فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به ، وجمع المَيْمونِ مَيامِينُ .
      وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً ، فهو مَيْمُونٌ ، والله الْيَامِنُ .
      الجوهري : يُمِن فلانٌ على قومه ، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً عليهم ، ويَمَنَهُم ، فهو يامِنٌ ، مثل شُئِمَ وشَأَم .
      وتَيَمَّنْتُ به : تَبَرَّكْتُ .
      والأَيامِنُ : خِلاف الأَشائم ؛ قال المُرَقِّش ، ويروى لخُزَزَ بن لَوْذَانَ .
      لا يَمنَعَنَّكَ ، مِنْ بُغَا ءِ الخَيْرِ ، تَعْقَادُ التَّمائم وكَذَاك لا شَرٌّ ولا خَيْرٌ ، على أَحدٍ ، بِدَائم ولَقَدْ غَدَوْتُ ، وكنتُ لا أَغْدُو على وَاقٍ وحائم فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ ، والأَيامنُ كالاشائم وقول الكيمت : ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ يعني في انتسابها إلى اليَمَن ، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن .
      ويقال : يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن ؛ قال زُهَير : وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ ورجل أَيْمَنُ : مَيْمُونٌ ، والجمع أَيامِنُ .
      ويقال : قَدِمَ فلان على أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن .
      وفي الصحاح : قدم فلان على أَيْمَن اليَمِين أَي اليُمْن .
      والمَيْمنَةُ : اليُمْنِ .
      وقوله عز وجل : أُولئك أَصحاب المَيْمَنةِ ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على أَنفسهم غير مَشَائيم ، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ .
      واليَمِينُ : يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه ، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن ، بالتشديد بلا هاء .
      وقوله في الحديث : إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع أَمره ما استطاع ؛ التَّيَمُّنُ : الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن .
      وفي الحديث : فأَمرهم أَن يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً .
      وفي حديث عَدِيٍّ : فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم ؛ أَي عن يمينه .
      ابن سيده : اليَمينُ نَقِيضُ اليسار ، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ .
      وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه ، قال في كهيعص : هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ عَزِيزٌ صادِقٌ ؛ قال أَبو الهيثم : فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله كافٍ ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً ، فهو مَيْمون ، قال : واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر ؛

      وأَنشد : بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَن ؟

      ‏ قال : فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ ، وجعل العَيْنَ عزيزاً والصاد صادقاً ، والله أَعلم .
      قال اليزيدي : يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم اليَمِينَ ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا مَيْمونٌ عليهم ، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم ، وأَنا أَيْمَنُهُمْ يَمْناً ويَمْنةً ، وكذلك شَأَمْتُهُم .
      وشأَمْتُهُم : أَخَذتُ على شَمائلهم ، ويَسَرْتُهم : أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً .
      والعرب تقول : أَخَذَ فلانٌ يَميناً وأَخذ يساراً ، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً .
      ويامَنَ فلان : أَخذَ ذاتَ اليَمِين ، وياسَرَ : أَخذَ ذاتَ الشِّمال .
      ابن السكيت : يامِنْ بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً ، ولا يقال : تَيامَنْ بهم ولا تَياسَرْ بهم ؛ ويقال : أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين ، ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ .
      واليَمْنةُ : خلافُ اليَسْرة .
      ويقال : قَعَدَ فلان يَمْنَةً .
      والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة : خلاف الأَيْسَر والمَيْسَرة .
      وفي الحديث : الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض ؛ قال ابن الأَثير : هذا كلام تمثيل وتخييل ، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ الرجلُ يده ، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم ويُلْثَم .
      وفي الحديث الآخر : وكِلْتا يديه يمينٌ أَي أَن يديه ، تبارك وتعالى ، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن ال شمال تنقص عن اليمين ، قال : وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة ، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم .
      وفي حديث صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ في مَلَكَتِه ، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما ؛ وأَما قوله : قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا ، قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا : هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائين ؟

      ‏ قال ابن سيده : عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ ، ثم جمع أَيْماناً على أَيامِين ، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير أَكثر من هذا ، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع ، فرجع إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر : فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء ؛ وكقول الآخر : جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور جَمَع صارِياً على صُرَّاء ، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ ، ثم جمعه على صراريين ، بالواو والنون ، قال : وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول أَيامينينا ، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال ، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف الثاني أَو البيت الثاني فطينا ، ووزنه فعولن ، أَراد أَن يبني قوله أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين ؛ ونظير هذه التسوية قول الشاعر : قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا ، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء ، كقولهم سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل ، لكن أَراد أَن يبني بين (* قوله « يبني بين » كذا في بعض النسخ ، ولعل الأظهريسوي بين كما سبق ).
      دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا ، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو العَرُوضَيْن فَعُولُن ، قال : وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف ؛ وأَما قوله :، قالت ، وكنتُ رجُلاً فَطِينا فإن ، قالت هنا بمعنى ظنت ، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى مفعولين ، وذلك في لغة بني سليم ؛ حكاه سيبويه عن الخطابي ، ولو أَراد ، قالت التي ليست في معنى الظن لرفع ، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن إلاَّ بني سُلَيم ، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ (* قوله « وهي اليمنى فلا تكسر » كذا بالأصل ، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو الورقتين ، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة لنقصهما ).
      قال الجوهري : وأَما قول عمر ، رضي الله عنه ، في حديثه حين ذكر ما كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته ، وأَنه واخْتاً له خرجا يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما ، قال : أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ ، فيقال : إنه أَراد بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى ، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث ؛ قال ابن بري : الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة ، وهي تصغير يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة ؛ يقال : أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه الطعام بيمينه ويده مبسوطة .
      ويقال : أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه بيده مبسوطة ، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة ، ثم سمي الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين ، كما سَمَّوا الحَلِفَ يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين ؛ قال : ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً تَصْغِيرَ الترخيم ، ثم ثنَّاه ، وقيل : الصواب يَمَيِّنَيْها ، تصغير يمين ، قال : وهذا معنى قول أَبي عبيد .
      قال : وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى ، على ما ذكره من إبدال التاء من الياء الأُولى .
      قال أَبو عبيد : وجه الكلام يُمَيِّنَيها ، بالتشديد ، لأَنه تصغير يَمِينٍ ، قال : وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء .
      قال ابن سيده : وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها ، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين ، لكن ، قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم ، وإنما ، قال يُمَيْنَيْها ولم يقل يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع الكفين ، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها ، فهاتان يمينان ؛ قال شمر : وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها ، قال : وهكذا ، قال يزيد بن هرون ؛ قال شمر : والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن ال يَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة ، قال : وسعت من لقيت في غطفانَ يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام ، فإن أَعطاه بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام ، وإن حَشَى له بيده فهي الحَثْيَة والحَفْنَةُ ، قال : وهذا هو الصحيح ؛ قال أَبو منصور : والصواب عندي ما رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها ، وهو صحيح كما روي ، وهو تصغير يَمْنَتَيْها ، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً ، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ ؛ قال : وهذا أَحسن الوجوه مع السماع .
      وأَيْمَنَ : أَخَذَ يَميناً .
      ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ : ذهب به ذاتَ اليمين .
      وحكى سيبويه : يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين ، قال : وسَلَّمُوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو ، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه ؛ وقول أَبي النَّجْم : يَبْري لها ، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ، ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ (* قوله « يبري لها » في التكملة الرواية : تبري له ، على التذكير أي للممدوح ، وبعده : خوالج بأسعد أن أقبل والرجز للعجاج ).
      يقول : يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال ، وذهب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك ؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر : فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً ، بعدما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب .
      قال أَبو منصور : اليَمينُ في كلام العرب على وُجوه ، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ .
      واليَمِينُ : القُوَّة والقُدْرة ؛ ومنه قول الشَّمّاخ : رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إلى الخَيْراتِ ، مُنْقَطِعَ القَرينِ إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ، تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ أَي بالقوَّة .
      وفي التنزيل العزيز : لأَخَذْنا منه باليَمين ؛ قال الزجاج : أَي بالقُدْرة ، وقيل : باليد اليُمْنَى .
      واليَمِينُ : المَنْزِلة .
      الأَصمعي : هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ ؛ قال : وقوله تلقَّاها عَرابة باليمين ، قيل : أَراد باليد اليُمْنى ، وقيل : أَراد بالقوَّة والحق .
      وقوله عز وجل : إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين ؛ قال الزجاج : هذا قول الكفار للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب ، فكنتم تأْتوننا من قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا ، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل ، وقيل : معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد ، والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك لأَنه من ناحية الشمال ؟ وكذلك قيل في قوله تعالى : ثم لآتِيَنَّهم من بين أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم ؛ قيل في قوله وعن أَيمانهم : من قِبَلِ دينهم ، وقال بعضهم : لآتينهم من بين أَيديهم أَي لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة ، ومن خلفهم حتى يكذبوا بأَمر البعث ، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك ، وإن كانت اليدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف ، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل بغيرهما .
      وأَما قوله تعالى : فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين ؛ ففيه أَقاويل : أَحدها بيمينه ، وقيل بالقوَّة ، وقيل بيمينه التي حلف حين ، قال : وتالله لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين .
      والتَّيَمُّنُ : الموت .
      يقال : تَيَمَّنَ فلانٌ تيَمُّناً إذا مات ، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في قبره ؛ قال الجَعْدِيّ (* قوله « قال الجعدي » في التكملة :، قال أبو سحمة الأعرابي ): إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى ، وجِلْدَه كضَرْحٍ قديمٍ ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ (* قوله « وجلده » ضبطه في التكملة بالرفع والنصب ).
      عَلْبَى : اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ ، والضِّرْحُ : الجِلدُ ، والتَّيَمُّن : أَ يُوَسَّدَ يمِينَه في قبره .
      ابن سيده : التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه الأَيْمن في القبر ؛ قال الشاعر : إذا الشيخُ عَلْبى ، ثم أَصبَحَ جِلْدُه كرَحْضٍ غَسيلٍ ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ (* قوله « والتيمني أبو اليمن » هكذا بالأصل بكسر التاء ، وفي الصحاح والقاموس : والتَّيمني أفق اليمن ا هـ .
      أي بفتحها )، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ ، قالوا تِيمَنِيٌّ .
      وأَيْمُنُ : إسم رجل .
      وأُمُّ أَيْمَن : امرأة أَعتقها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهي حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة .
      وأَيْمَنُ : موضع ؛ قال المُسَيَّبُ أَو غيره : شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ ، تَجْمَعُه في طَوْدِ أَيْمَنَ ، من قُرَى قَسْرِ "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: