وَيْبٌ : كلمةٌ مثل وَيْل تقول: ويْبَكَ، ووَيْبٌ لك، ووَيْبًا لك
وَيْبًا لهذا: عَجَبًا
,
درايفينج فوبيا - خوف قيادة سيارة بموتور
المعجم: عربي عامة
,
فَأْوُ
ـ فَأْوُ : الضَّرْبُ ، والشَّقُّ ، كالفَأْيِ ، والصَّدْعُ بين الجَبَلَيْنِ ، والوَطِيءُ بين الحَرَّتَيْنِ ، والدارَةُ من الرِّمالِ ، وبَطْنٌ من الأرضِ طَيِّبٌ ، تُطِيفُ به الجِبالُ ، وقرية بالصَّعيدِ ، واللَّيْلُ ، والمَغْرِبُ ، وموضع بناحيَةِ الدَّوْلَجِ ، والمَضِيقُ في الوادِي يُفْضِي إلى سَعَةٍ ، والموضِعُ الأمْلَسُ . ـ أفْأَى : وقَعَ فيه ، أو شَجَّ مُوضِحَةً . ـ انْفِياءُ : الاِنْفِتاحُ ، والانْفِراج ، والانْصداعُ . ـ فِئَةُ : الجماعةُ ، ج : فِئاتٌ وفِئُونَ . ـ فَأْوَى : الفَيْشَةُ . ـ فائِيَةُ : المكانُ المُرْتَفِعُ المُنْبَسِطُ .
المعجم: القاموس المحيط
أَهْلُ
ـ أَهْلُ الرجُلِ : عَشيرَتُه ، وذَوُو قُرْباهُ ، ج : أَهْلونَ وأَهالٍ وآهالٌ وأَهْلاتٌ . ـ أَهَلَ يأْهُلُ ويَأْهِلُ أُهولاً ، وتأهَّلَ واتَّهَلَ : اتَّخَذَ أَهْلاً . ـ أَهْلُ الأمرِ : وُلاتُه ، ـ أَهْلُ للبيتِ : سُكَّانُه ، ـ أَهْلُ للمَذْهَبِ : من يَدينُ به ، ـ أَهْلُ للرجُل : زَوْجَتُه ، كأَهْلَتِه ، ـ أَهْلُ للنبيِّ ، صلى الله عليه وسلم : أزْوَاجُه وبناتُه وصِهْرُه عليٌّ ، رضي الله تعالى عنه ، أَو نِساؤُه ، والرِّجالُ الذين هُمْ آلُه ، ـ أَهْلُ لكلِّ نَبيٍّ : أُمَّتُه . ـ مكانٌ آهِلٌ : له أَهْلٌ . ـ مأْهُولٌ : فيه أهْلُهُ ، وقد أُهِلَ . ـ كلُّ ما ألِفَ من الدوابِّ المَنازِلَ : فأهْلِيٌّ وأَهِلٌ . ـ مَرْحَباً وأَهْلاً : صادَفْتَ أَهْلاً لا غُرَباءَ . ـ أَهَّلَ به تأهِيلاً : قال له ذلك . ـ أَهِلَ : أنِسَ . ـ هو أَهْلٌ لكذا : مُسْتَوْجِبٌ ، للواحِدِ والجميعِ . ـ أَهَّلَهُ لذلك تأْهِيلاً ، ـ آهَلَهُ : رآه له أهْلاً . ـ اسْتَأْهَلَهُ : اسْتَوْجَبَهُ ، لُغَةٌ جَيِّدَةٌ ، وإنْكارُ الجوهريِّ باطِلٌ ، ـ اسْتَأْهَلَ فلانٌ : أَخَذَ الإِهالَة : للشَّحْمِ ، أَو ما أُذِيبَ منه أَو الزَّيْتِ وكلِّ ما ائْتُدِمَ به . ـ '' سَرْعانَ ذا إهالَةً '': العَيْنِ . ـ آلُ اللهِ ورسولِه : أولياؤُه ، وأصْلُهُ : أهْلٌ ، وتَقدَّمَ في أوَلَ . ـ إِهَالَةُ : موضع . ـ إنهم لأَهْلُ أهِلَةٍ : مالٍ . ـ أُهَيْلُ : موضع .
فأو 1 - مصدر فأى . 2 - موضع أملس . 3 - فسحة من الأرض تحيط بها الجبال . 4 - ما استدار من الرمال . 5 - صدع أو شق بين الجبلين . 6 - مضيق في الوادي ينتهي إلى سعة . 7 - مغرب . 8 - ليل .
المعجم: الرائد
الفَأوُ
الفَأوُ : الصَّدْع والانفراجُ بين الجَبَليْنِ .
المعجم: المعجم الوسيط
فَأَى
فأى - يفأى ، فأوا وفأيا 1 - رأسه : فلقه
المعجم: الرائد
فأي
" فَأَوْتُه بالعَصا : ضَرَبْتُه ؛ عن ابن الأَعرابي . قال الليث : فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إذا فَلَقته بالسَّيف ، وقيل : هو ضربك قِحْفَه حتى ينفرج عن الدماغ . والانْفياءُ : الانْفراج ، ومنه اشْتق اسم الفئةِ ، وهم طائفة من الناس . والفَأْوُ : الشَّق . فَأَوْتُ رأْسه فأْواً وفَأَيْتُه فانْفَأَى وتَفأْى وفأَيْت القَدَح فَتَفَأْى : صَدَعْتُه فَتَصَدَّع . وانْفَأَى القَدَح : انشقَّ . والفَأْو : الصَّدْع في الجبل ؛ عن اللحياني . والفَأْوُ : ما بين الجبلين ، وهو أَيضاً الوَطِيءُ بين الحَرَّتَيْن ، وقيل : هي الدَّارةُ من الرِّمال ؛ قال النمر بن تولب : لم يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها فَأْوٌ ، من الأرضِ ، مَحْفُوفٌ بأَعلامِ وكله من الانشقاق والانفراج . وقال الأصمعي : الفَأْو بطن من الأَرض تُطِيفُ به الرّمال يكون مُسْتطِيلاً وغير مستطيل ، وإنما سمي فَأْواً لانْفِراج الجبال عنه لأن الانْفِياء الانفتاح والانْفِراج ؛ وقول ذي الرمة : راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً وَقَعَتْ حتى انْفَأَى الفَأْوُ ، عن أَعناقِها ، سَحَرا الخرج : موضع ، يعني أَنها قَطعت الفأْوَ وخرجت منه ، وقيل في تفسيره : الفأْو الليل ؛ حكاه أَبو ليلى . قال ابن سيده : ولا أَدري ما صحته . التهذيب في قول ذي الرمة : حتى انفأَى أَي انكشف . والفأْو في بيته أَيضاً : طريق بين قارتين بناحية الدَّوّ بينهما فَجٌّ واسع يقال له فأْوُ الرَّيّان ، قال الأزهري : وقد مررت به . والفأْوى ، مقصور : الفَيْشةُ ؛
قال : وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ ، فأَضْحَوْا هُمُ الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها والفِئة : الجماعة من الناس ، والجمع فِئات وفِئُون على ما يطرد في هذا النحو ، والهاء عوض من الياء ؛ قال الكميت : تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئينا أَي فرقاً متفرقة ؛ قال ابن بري : صوابه أن يقول والهاء عوض من الواو لأن الفِئة الفرقة من الناس ، من فَأَوْت بالواو أَي فَرَّقْت وشَقَقْت . قال : وحكي فأَوْتُ فَأَواً وفَأْياً ، قال : فعلى هذا يصح أَن يكون من الياء . التهذيب : والفِئة ، بوزن فِعة ، الفِرقة من الناس ، من فأَيْت رأسه أَي شققته ، قال : وكانت في الأصل فِئْوة بوزن فِعْلَة فنقص . وفي حديث ابن عُمر وجماعته : لما رجعوا من سَريَّتهم ، قال لهم أنا فِئتَكم ؛ الفئة : الفرقة والجماعة من الناس في الأصل ، والطائفة التي تُقيم وراء الجيش ، فإن كان عليهم خوف أَو هزيمة التجأُوا إليهم . "
المعجم: لسان العرب
هلك
" لهَلْكُ : الهلاك . قال أَبو عبيد : يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً : مات . ابن جني : ومن الشاذ قراءة من قرأَ : ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ ، قال : هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة ، قال : وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ ، فاستغنى عنه بهَلَكَ وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها ، واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف النبات وبَيُوده فقال يصف النبات : من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه ، ثم تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده . ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ ، الأَخيرة شاذة ؛ وقال الخليل : إِنما ، قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون . الأَزهري : قومٌ هَلْكَى وهالِكُون . الجوهري : وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك ؛ قال زيادُ بن مُنْقِذ : تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ، يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ يعني به الفقراء ؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه ؛ قال العجاج : ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا ، هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يعني مُهْلِك ، لغة تميم ، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ . وقال الأَصمعي في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ ؛
وأَنشد ثعلب :، قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الجوهري : هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً ، والاسم الهُلْكُ ، بالضم ؛ قال اليزيدي : التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس ؛ قال ابن بري : وكذلك التُّهْلوك الهَلاكُ ؛ قال : وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ : شَبيبُ ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه . وفي الحديث عن أَبي هريرة : إِذا ، قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم ؛ يروى بفتح الكاف وضمها ، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم ، فإِذا ، قال الرجل ذلك فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى ، أَو هو الذي لما ، قال لهم ذلك وأَيأَسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي ، فهو الذي أَوقعهم في الهلاك ، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا ، قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم هَلاكاً ، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً ، ويرى له عليهم فضلاً . وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم . وفي الحديث : ما خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه ؛ قيل : هو حضٌّ على تعجيل الزكاة من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به ، وقيل : أَراد تحذير العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها ، وقيل : أَن يأْخذ الزكاة وهو غنّي عنها . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَتاه سائل فقال له : هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي . وفي التنزيل : وتلك القُرى أَهْلَكْناهم لما ظلموا . وقال أَبو عبيدة : أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى أَهْلَكتني ، قال : وليست بلغتي . أَبو عبيدة : تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه . وفي المثل : فلان هالِكٌ في الهوالك ؛
وأَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ : تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه ، إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ ، غَداةَ إِذٍ ، أَو هالِكٌ في الهَوالِك ؟
قال : وهذا شاذ على ما فسر في فوارس ؛ قال ابن بري : يجوز أَن يريد هالك في الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة ، على القياس ، وإِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص بالرجال فلا لبس فيه ، قال : وصواب إنشاد البيت : فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر والهَلَكَة : الهَلاكُ ؛ ومنه قولهم : هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ ، وهو توكيد لها ، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ . أبو عبيدة : يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة السَّوْأى . وقوله عز وجل : وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً ؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً ، ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم . وفي حديث أم زرع : وهو إمامُ القَوْم في المَهالِك ؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا يتخلف ، وقيل : إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره . واسْتَهْلَكَ المالَ : أنفقه وأنفده ؛ أنشد سيبويه : تقولُ ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ ، فُكَيْهَةُ : هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِق ؟
قال سيبويه : يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين ، وليس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء . وأهْلَكَ المالَ : باعه . في بعض أخبار هذيل : أن حَبيباً الهُذَليّ ، قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد : ارجِعْ إلى قومك ، قال : كيف أصنع بإيلي ؟، قال : أهْلِكْها أي بعْها . والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة : المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً . ومفازة هالكةٌ من سَلَكها أي هالكة للسالكين . وفي حديث التوبة : وتَرْكُها مَهْلِكة أي موضع لهَلاكِ نفْسه ، وجمعها مَهالِكُ ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة . والهَلَكُونُ : الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء . ابن بُزُرج : يقال هذه أرض آرمَةٌ هَلَكُونٌ ، وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء . يقال : هَلَكونُ نبات أرضين . ويقال : ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر طويل . يقال : مررت بأرض هَلَكِينَ ، بفتح الهاء واللام (* قوله : « هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين »، هكذا في الأصل . وفي القاموس : أرضٌ هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ ، بتنوين الضمّ ). والهَلَكُ والهَلَكاتُ : السِّنُونَ لأنها مهلكة ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد لأسْودَ بن يَعْفُرَ :، قالت له أمُّ صَمْعا ، إذ تُؤَامِرُه : ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ ؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً . والهَلاكُ : الجَهْدُ المُهْلِكُ . وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ : على المبالغة ؛ قال رؤبة : من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ ، والفتح فيهما لغة ، أي لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ . وهالِكُ أهْلٍ : الذي يَهْلِكُ في أهْله ؛ قال الأَعشى : وهالِك أهْلٍ يَعودُونه ، وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَن ؟
قال : ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه . والهَلَكُ : جِيفَةُ الشيء الهالِك . والهَلَكُ : مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها مَهْلَكة ، وقيل : الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة ، وهو من ذلك ؛ فأما قول الشاعر : الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه ، وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح فإنه سكن للضرورة ، وهو مذهب كوفي ، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور والمضموم ، وقيل : الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما بين كل شيئين ، وكله من الهَلاك ، وقيل : الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين ؛ وأنشد لامرئ القيس : أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ ، على الأَيْنِ ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط ، فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا
ويروى : تَجُدّ لذاك الهِجارا ؛ قوله هِباب : نَشاط ، ونِواراً : نِفاراً ، وتجدّ : تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ ، والهِجار : حبل يشدّ في رسغ البعير . والهَلَكُ : المَهْواة بين الجبلين ؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة جَيْداء : تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً على هَلَكٍ ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ ، بالتحريك : الشيء الذي يَهْوي ويسقُط . والتَّهْلُكَةُ : الهلاك . وفي التنزيل العزيز : ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة ؛ وقيل : التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك . والتُّهْلُوك : الهَلاك ؛ وأنشد بيت شَبيبٍ : وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا ووقع في وادي تُهْلِّكَ ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة ، وهو غير مصروف مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل . والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ : رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة . والقَطاة تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك . ويقال : تَهْتَلِكُ تجتهد في طيرانها ، ويقال منه : اهْتَلَكتِ القَطاةُ . والمِهْتَلِكُ : الذي ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه ؛ قال أبو خِراشٍ : إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا ، ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلاّكُ : الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم ، وقيل : الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق ، وكله من ذلك ؛ أنشد ثعلب لجَمِيل : أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها ، وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون ؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ : لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ، من بُؤَّس الناس ، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال ، بضم الهاء واللام غير مصروف ؛ قال ابن سيده : وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو هَلَكْتَ ، والعامَّة تقول : إن هَلَكَ الهُلُكُ ؛ قال ابن بري : حكى أبو علي عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ ، مصروفاً وغير مصروف . وفي حديث الدجال : وذكر صفته ثم ، قال : ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور ؛ الهُلْكُ الهَلاك ، ومعنى الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر ، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن الله منزه عن النقائص والعيوب ، وأما الثانية فهُلَّكٌ ، بالضم والتشديد ، جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور ، ولو روي : فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن ، لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال . وهُلُكٌ : صفة مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ ، فكأنه ، قال : فكيفما كان الأمر فإن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس بأعور . قال الفراء : العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ ، وهُلُكٌ بإجراءٍ وغير إجراء ، وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال ، وقيل في تفسير الحديث : إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور ، وقوله على ما خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره . والهَلُوك من النساء : الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال ، سميت بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها ، ولا يوصف الرجل الزاني بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ ؛ وقال بعضهم : الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها . وفي حديث مازِنٍ : إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء . وفي الحديث : فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه . وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ : سقط عليه ، وتَهالَكَتِ المرأةُ في مشيها : من ذلك . والهالِكِيُّ : الحدَّادُ ، وقيل الصَّيْقَل ؛ قال ابن الكلبي : أوّل من عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة ، وكان حدّاداً نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ ؛ وقال لبيد : جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ ، مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكيّ الحداد ؛ وقال آخر : ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه ، سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت : شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه ، ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أي خلطته بالسويق . قال عرّام في حديثه : كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت أدور فيها شِبْهَ المتحير ؛ وأنشد : كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها ، بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه ، واهْتَلَكَ معه ؛ وقال الراعي : لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى خفيفَ الحشا ، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح ، طامِعا أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها . وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه ؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق : مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ ، كالأُسْتيِّ ، قد جعَلَتْ أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ : يعني به السَّدى والسَّتى ؛ شبَّه شَرَك الطريق بسَدَى الثوب . وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي هالِكٌ . والهَلْكى : الشَّرِهُونَ من النساء والرجال ، يقال : رجال هَلْكى ونساء هَلْكى ، الواحد هالِكٌ وهالكة . ابن الأَعرابي : الهالِكَة النفس الشَّرِهَة ؛ يقال : هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ ؛ ومنه قوله : ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ (* تمامه كما في شرح القاموس : جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهلك إلى اللبن ) أي لم أشْرَهْ . ويقال للمُزاحِمِ على الموائد : المُتَهالِكُ والمُلاهسُ والوارش والحاضِرُ (* قوله « والحاضر » كذا بالأصل . والذي في مادّة حضر : رجل حضر ككتف وندس : يتحين طعام الناس ليحضره .) واللَّعْوُ ، فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ ؛ وأنشد شمر : إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه ، كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّب ؟
قال : هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك هَلاكه . "
المعجم: لسان العرب
وري
" الوَرْيُ : قَيْح يكون في الجَوف ، وقيل : الوَرْي قَرْحٌ شديد يُقاء منه القَيْح والدَّمُ . وحكى اللحياني عن العرب : ما له وَراه الله أَي رَماه الله بذلك الداء ، قال : والعرب تقول للبَغِيض إِذا سَعَلَ : وَرْياً وقُحاباً ، وللحبيب إِذا عَطَس : رَعْياً وشْبَاباً . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : لأَن يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خير له من أَن يَمْتَلِئَ شِعْراً ؛ قال الأَصمعي : قوله حتى يَرِيَه هو من الوَرْي على مثال الرَّمْي ، يقال منه : رجل مَوْرِيٌّ ، غير مهموز ، وهو أَن يَدْوَى جَوْفُه ؛
وأَنشد :، قالت له وَرْياً إِذا تَنَحْنَحا (* قوله « تنحنحا » كذا بالأصل وشرح القاموس ، والذي في غير نسخة من الصحاح : تنحنح .) تدعو عليه بالوَرْي . ويقال : وَرَّى الجُرْحُ سائرَه تَوْرِيةً أَصابه الوَرْيُ ؛ وقال الفرَّاء : هو الوَرى ، بفتح الراء ؛ وقال ثعلب : هو بالسكون المصدر وبالفتح الاسم ؛ وقال الجوهري : وَرَى القَيْحُ جَوْفَه يَرِيه وَرْياً أَكَله ، وقال قوم : معناه حتى يُصِيب رِئَته ، وأَنكره غيرهم لأَن الرئة مهموزة ، فإِذا بنيت منه فِعلاً قلت : رآه يَرْآه فهو مَرْئِيٌّ . وقال الأَزهري : إِنَّ الرئة أَصلها من ورى وهي محذوفة منه . يقال : وَرَيْت الرجل فهو مَوْرِيٌّ إِذا أَصبت رِئته ، قال : والمشهور في الرواية الهمز ؛
وأَنشد الأَصمعي للعجاج يصف الجِراحات : بَينَ الطِّراقَيْنِ ويَفْلِينَ الشَّعَرْ عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَن سَبَرْ كأَنه يُعْدِي من عِظَمِه ونُفور النفس منه ، يقول : إِنَّ سَبَرها إِنسان أَصابَه منه الوَرْيُ من شدَّتها ، وقال أَبو عبيدة في الوَرْي مثله إِلا أَنه ، قال : هو أَن يأْكل القيحُ جوفَه ؛ قال : وقال عبد بني الحَسْحاس يذكر النساء : وَراهُنَّ رَبِّي مِثلَ ما قد وَرَينَني ، وأَحْمَى على أَكْبادِهِنَّ المَكاوِيا وقال ابن جبلة : سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تُوَرِّي مَنْ سَبَرَ ، قال : معنى تُوَرِّي تَدفَع ، يقول : لا يَرى فيه عِلاجاً من هَوْلِها فيَمْنَعه ذلك من دوائها ؛ ومنه قول الفَرزدق : فلو كنتَ صُلْبَ العُودِ أَو ذا حَفِيظَةٍ ، لَوَرَّيْتَ عن مَوْلاكَ والليلُ مُظْلِمُ يقول : نَصَرْتَه ودفعتَ عنه ، وتقول منه : رِ يا رجل ، وَريا للاثنين ، ورُوا للجماعة ، وللمرأَة رِي وهي ياء ضمير المؤنث مثل قومي واقْعُدِي ، وللمرأَتين : رِيا ، وللنسوة : رِينَ ، والاسم الوَرَى ، بالتحريك . ووَرَيْته وَرْياً : أَصبت رئته ، والرئة محذوفة من وَرَى . والوارية سائصة (* قوله « والوارية سائصة » كذا بالأصل ، وعبارة شارح القاموس : والوارية داء . داء يأْخذ في الرئة ، يأْخذ منه السُّعال فيَقْتُل صاحِبَه ، قال : وليسا من لفظ الرّئة . ووَراهُ الداء : أَصابه . ويقال : وُرِيَ الرجلُ فهو مَوْرُوٌّ ، وبعضهم يقول مَوْرِيٌّ . وقولهم : به الوَرَى وحُمَّى خَيْبرا وشَرُّ ما يُرَى فإِنه خَيْسَرَى ، إِنما ، قالوا الوَرَى على الإِتباع ، وقيل : إِنما هو بفِيه البَرَى أَي التراب ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : هَلُمَّ إِلى أُمَية ، إِنَّ فيها شِفاء الوارِياتِ منَ الغَلِيلِ وعمَّ بها فقال : هي الأَدْواء . التهذيب : الوَرَى داء يُصِيب الرجل والبعير في أَجوافهما ، مقصور يكتب بالياء ، يقال : سلَّط الله عليه الوَرى وحُمَّى خَيْبرا وشَرَّ ما يُرَى فإِنه خَيْسَرَى ؛ وخَيْسَرَى : فَيْعَلى من الخُسْران ، ورواه ابن دريد خَنْسَرَى ، بالنون ، من الخَناسِير وهي الدَّواهي . قال الأَصمعي : وأَبو عمرو لا يَعْرِفُ الوَرَى من الداء ، بفتح الراء ، إِنما هو الوَرْيُ بإِسكان الراء فصُرِف إِلى الوَرَى . وقال أَبو العباس : الوَرْيُ المصدر ، والوَرَى بفتح الراء الاسم . التهذيب : الوَرَى شَرَقٌ يَقَعُ في قَصَبةِ الرِّئتين فَيَقْتُله (* قوله فيقتله : أي فيقتل من أصيب بالشرق .) أَبو زيد : رجل مَوْرِيٌّ ، وهو داء يأْخذ الرجل فيَسْعُلُ ، يأْخذه في قصب رِئته . وَوَرَتِ الإِبلُ وَرْياً : سَمِنَتْ فكثر شحمها ونِقْيها وأَوْراها السِّمَن ؛
وأَنشد أَبو حنيفة : وكانَتْ كِنازَ اللحمِ أَورَى عِظامَها ، بِوَهْبِينَ ، آثارُ العِهادِ البَواكِر والواري : الشحم السَّمينُ ، صفة غالبة ، وهو الوَرِيُّ . والوارِي : السمين من كل شيء ؛
وأَنشد شمر لبعض الشعراء يصف قِدْراً : ودَهْماءَ ، في عُرْضِ الرُّواقِ ، مُناخةٍ كَثيرةِ وذْرِ اللحمِ وارِيةِ القَلْب ؟
قال : قَلْبٌ وارٍ إِذا تَغَشَّى بالشحم والسِّمَن . ولَحْمٌ وَرِيٌّ ، على فَعِيل ، أَي سمين . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنَّ امرأَة شَكَتْ إِليه كُدُوحاً في ذِراعَيها من احْتراشِ الضَّبابِ ، فقال : لو أَخذتِ الضَّبَّ فَوَرَّيْتِه ثم دَعَوْتِ بِمِكْتَفَةٍ فَثَمَلْتِه كان أَشْبَعَ ؛ وَرَّيْتِه أَي رَوَّغْتِه في الدُّهن ، من قولك لَحْمٌ وارٍ أَي سَمِينٌ . وفي حديث الصدقة : وفي الشَّويِّ الوَرِيِّ مُسِنَّةٌ ، فَعِيل بمعنى فاعل . وَوَرَتِ النارُ تَرِي وَرْياً ورِيةً حسَنَةً ، وَوَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي ، وَوَرَى يَرِي ويَوْرَى وَرْياً ووُرِيّاً ورِيةً ، وهو وارٍ ووَرِيٌّ : اتَّقَد ؛ قال الشاعر : وَجَدْنا زَنْدَ جَدِّهمِ ورِيّاً ، وزَنْدَ بني هَوازِنَ غَيرَ وارِي وأَنشد أَبو الهيثم : أُمُّ الهُنَيْنَين مِنْ زَنْدٍ لها وارِي وأَوْرَيْتُه أَنا ، وكذلك وَرَّيْتُه تَوْرِيةً ؛
ويقال : وَرِيَ المُخُّ يَرِي إِذا اكتنز وناقةٌ وارِيةٌ أَي سمِينة ؛ قال العجاج : يأْكُلْنَ مِن لَحْمِ السَّدِيفِ الواري كذا أَورده الجوهري ؛ قال ابن بري : والذي في شعر العجاج : وانْهَمَّ هامُومُ السَدِيفِ الواري عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري وقالوا : هُو أَوْراهُمْ زَنْداً ؛ يضرب مثلاً لنَجاحه وظَفَره . يقال : إِنه لوارِي الزِّنادِ وواري الزَّنْد وورِيُّ الزند إِذا رامَ أَمراً أَنجَحَ فيه وأَدرَكَ ما طَلب . أَبو الهيثم : أَوْرَيْتُ الزِّنادَ فوَرَتْ تَرِي وَرْياً وَرِيةً ؛ قال : وقد يقال وَرِيَتْ تَوْرَى وَرْياً وَرِيةً ، وأَوْرَيْتُها أَنا أَثْقَبْتُها . وقال أَبو حنيفة : ورَتِ الزنادُ إِذا خرجت نارها ، ووَرِيَتْ صارت وارِيةً ، وقال مرَّة : الرِّيةُ كلُّ ما أَوْرَيْتَ به النار من خِرْقة أَو عُطْبةٍ أَو قِشْرةٍ ، وحكى : ابْغِنِي رِيَّةً أَرِي بها ناري ، قال : وهذا كله على القلب عن وِرْيةٍ وإِنْ لم نسمع بوِرْيةٍ . وفي حديث تزويج خديجة ، رضي الله عنها : نَفَخْتَ فأَوْرَيْتَ ؛ ورَى الزَّندُ : خرجت نارُه ، وأَوْراه غيره إِذا استخرج نارَه . والزَّنْدُ الواري : الذي تظهر ناره سريعاً . قال الحربي : كان ينبغي أَن يقول قدَحْتَ فأَوْرَيْت . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : حتى أَوْرَى قَبَساً لقابِسٍ أَي أَظْهَرَ نُوراً من الحق لطالب الهُدى . وفي حديث فتح أَصْبهنَ : تَبْعَثُ إِلى أَهل البصرة فيُوَرُّوا ؛ قال : هو من وَرَّيْت النر تَوْرِيةً إِذا استخرجتها . قال : واسْتَوْرَيْتُ فلاناً رأْياً سأَلته أَن يستخرج لي رأْياً ، قال : ويحتمل أَن يكون من التَّوْرِية عن الشيء ، وهو الكناية عنه ، وفلان يَسْتَوْرِي زنادَ الضلالةِ . وأَوْرَيْتُ صَدره عليه : أَوْقَدْتُه وأَحقَدْته . وَرِيةُ النار ، مخففة : ما تُورى به ، عُوداً كان أَو غيره : أَبو الهيثم : الرِّيةُ من قولك ورَتِ النارُ تَري وَرْياً ورِيَّةً مثل وعَتْ تَعِي وَعْياً وعِيةً ، ووَدَيْتُه أَدِيه وَدْياً ودِيةً ، قال : وأَوْرَيْتُ النار أُورِيها إِيراء فَوَرَت تَري ووَرِيَتْ تَرِي ، ويقال : وَرِيَتْ تَوْرَى ؛ وقال الطرمّاح يصف أَرضاً جَدْبة لا نبات فيها : كظَهْرِ اللأََى لو تَبْتَغِي رِيَّةً بها ، لعَيَّتْ وشَقَّتْ في بُطون الشَّواجنِ أَي هذه الصَّحْراء كظهر بقرة وحشية ليس فيها أَكَمَة ولا وَهْدة ، وقال ابن بُزُرْج : ما تُثْقب به النار ؛ قال أَبو منصور : جعلها ثَقُوباً من خَثًى أَو رَوْثٍ أَو ضَرَمةٍ أَو حَشِيشة يابسة ؛ التهذيب : وأَما قول لبيد : تَسْلُبُ الكانِسَ لمْ يُورَ بها شُعْبةُ الساقِ ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ روي : لم يُورَ بها ولم يُورَأْ بها ولم يُوأَرْ بها ، فمن رواه لم يُورَ بها فمعناه لم يَشْعُرْ بها ، وكذلك لم يُورَأْ بها ، قال : ورَيْته وأَوْرَأْته إِذا أَعْلَمْته ، وأَصله من وَرَى الزَّنْدُ إِذا ظهرت نارُها كأَنَّ ناقته لم تُضِئُ للظبي الكانس ولم تَبِنْ له فيَشْعُر بها لسُرْعَتِها حتى انْتَهَت إِلى كِناسه فنَدَّ مندَّ منهاجافِلاً ، قال : وأَنشدني بعضهم : دَعاني فلمْ أُورَأْ به فأَجَبْتُه ، فمَدَّ بثَدْيٍ بَيْننا غَير أَقْطَعا أَي دَعاني ولم أَشْعُرْ به ، ومن رواه ولم يُوأَرْ بها فهي من أُوارِ الشمس ، وهو شدَّة حرِّها ، فقَلَبه وهو من التنفير . والتَّوْراةُ عند أَبي العباس تَفْعِلةٌ ، وعند الفارسي فَوْعلة ، قال : لقلة تَفْعِلة في الأَسماء وكثرة فَوْعلة . ووَرَّيْتُ الشيءَ ووَارَيْتُه : أَخْفَيْتُه . وتَوارى هو : استتر . الفراء في كتابه في المصادر : التَّوْراةُ من الفعل التَّفْعِلة ؛ كأَنها أُخِذَتْ من أَوْرَيْتُ الزِّناد وورَّيْتُها ، فتكون تَفْعِلة في لغة طيِّء لأَنهم يقولون في التَّوْصِية تَوْصاةٌ وللجارية جاراةٌ وللناصِيةِ ناصاةٌ ، وقال أَبو إسحق في التَّوارة :، قال البصريون تَوْراةٌ أَصلها فَوْعَلةٌ ، وفوعلة كثير في الكلام مثل الحَوْصلة والدَّوْخلة ، وكلُّ ما قُلْت فيه فَوْعَلْتُ قمصدره فَوْعلةٌ ، فالأَصل عندهم وَوْراةٌ ، ولكن الواو الأُولى قلبت تاء كما قلبت في تَوْلَج وإِنما هو فَوْعَل من وَلَجْت ، ومثله كثير . واسْتَوْرَيْتُ فلاناً رَأْياً أَي طلبتُ إِليه أَن ينظر في أَمري فيَستخرج رَأْياً أَمضي عليه . ووَرَّيْتُ الخَبر : جعلته ورائي وسَتَرْته ؛ عن كراع ، وليس من لفظ وراء لأَن لام وراء همزة . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا أَراد سَفَراً ورَّى بغَيْرِه أَي سَتَرَه وكَنى عنه وأَوْهَمَ أَنه يريد غيره ، وأَصله من الوراء أَي أَلقَى البَيانَ وراءَ ظهره . ويقال : وارَيْته ووَرَّيْتُه بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : ما وُرِيَ عنهما ؛ أَي سُتِرَ على فُوعِلَ ، وقرئَ : وُرِّي عنهما ، بمعناه . ووَرَّيْتُ الخبر أُوَرِّيه تَوْرِيةً إِذا سترته وأَظهرت غيره ، كأَنه مأْخوذ من وَراء الإِنسان لأَنه إِذا ، قال وَرَّيته فكأَنه يجعله وراءه حيث لا يظهر . والوَرِيُّ : الضَّيْفُ . وفلان وَرِيُّ فلا أَي جارَه الذي تُوارِيه بيُوته وتستره ؛ قال الأَعشى : وتَشُدُّ عَقْدَ وَرِيَّنا عَقْدَ الحِبَجْرِ على الغِفارَه ؟
قال : سمي وَرِيّاً لأَن بيته يُوارِيه . ووَرَّيْتُ عنه : أَرَدْتُه وأَظهرت غيره ، وأَرَّيت لغة ، وهو مذكور في موضعه . والتَّوْرِيةُ : الستر . والتَّرِيَّةُ : اسم ما تَراه الحائض عند الاغتسال ، وهو الشيء الخفي اليسير ، وهو أَقل من الصُّفْرة والكُدرة ، وهو عند أَبي علي فَعِيلة من هذا لأَنها كأَنَّ الحيضَ وارَى بها عن مَنْظَره العَيْن ، قال : ويجوز أَن يكون من ورَى الزندُ إِذا أَخرج النارَ ، كأَن الطُّهر أَخرجها وأَظْهَرها بعدما كان أَخْفاها الحَيْضُ . ووَرَّى عنه بصَرَه ودَفَع عنه ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : وكُنْتُمْ كأُمٍّ بَرّةٍ ظَعَنَ ابنُها إِليها ، فما وَرَّتْ عليهِ بساعِدِ ومِسْكٌ وارٍ : جيّد رفِيع ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : تُعَلُّ بالجادِيِّ والمِسْكِ الوارْ والوَرَى : الخَلْق . تقول العرب : ما أَدري أَيُّ الوَرَى هو أَي أَيُّ الخلق هو ؛ قال ذو الرمة : وكائنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامحٍ ، بِلادُ الوَرَى ليستْ له ببِلاد ؟
قال ابن بري :، قال ابن جني لا يستعمل الوَرَى إِلاَّ في النفي ، وإِنما سَوَّغ لذي الرمة استعماله واجباً لأَنه في المعنى منفي كأَنه ، قال ليست بِلادُ الوَرَى له بِبِلاد . الجوهري : ووَراء بمعنى خَلْف ، وقد يكون بمعنى قُدَّام ، وهو من الأَضداد . قال الأَخفش : لَقِيتُه من وَراءُ فترفعه على الغاية إِذا كان غير مضاف تجعله اسماً ، وهو غير متمكن ، كقولك مِنْ قَبْلُ ومن بَعْدُ ؛
وأَنشد لعُتَيِّ بن مالك العُقَيْلي : أَبا مُدْرِك ، إِنَّ الهَوَى يومَ عاقِلٍ دَعاني ، وما لي أَنْ أُجِيبَ عَزاءُ وإِنَّ مُرورِي جانِباً ثم لا أَرى أُجِيبُكَ إِلاَّ مُعْرِضاً لَجَفاءُ وإِنَّ اجتِماعَ الناسِ عندِي وعندَها ، إِذا جئتُ يَوْماً زائراً ، لَبَلاءُ إِذا أَنا لم أُومَنْ عليكَ ، ولم يَكُنْ لِقاؤُكَ إِلاَّ مِنْ وَراءُ وراءُ وقولهم : وراءَكَ أَوسَعُ ، نصب بالفعل المقدَّر وهو تأَخَّرْ . وقوله عزَّ وجل : وكان وَراءَهُم مَلِكٌ ؛ أَي أَمامَهم ؛ قال ابن بري : ومثله قول سَوَّار ابن المُضَرِّب : أَيَرْجُو بَنُو مَرْوانَ سَمْعي وطاعَتي ، وقَوْمِي تَمِيمٌ والفَلاةُ وَرائيا ؟ وقول لبيد : أَليسَ وَرائي ، إِنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي ، لزُومُ العَصا تُثْنى عليها الأَصابِعُ ؟ وقال مرقش : ليسَ على طُولِ الحَياةِ نَدَم ، ومِنْ وراءِ المَرْءِ ما يَعْلَم أَي قُدَّامُه الشّيْبُ والهَرَمُ ؛ وقال جرير : أَتُوعِدُني وَرَاءَ بَني رَباحٍ ؟ كَذَبْتَ ، لَتَقْصُرَنَّ يَدَاكَ دون ؟
قال : وقد جاءت وَرا مقصورة في الشعر ؛ قال الشاعر : تَقاذَفَه الرُّوَّادُ ، حتى رَمَوْا به ورَا طَرَفِ الشامِ البِلادَ الأَباعِدا أَراد وَراءَ ، وتصغيرها وُرَيِّئَةٌ ، بالهاء ، وهي شاذة . وفي حديث الشفاعة : يقول إِبراهيمُ إِنِّي كنتُ خَليلاً من وَراءَ وراء ؛ هكذا يروى مبنيّاً على الفتح ، أَي من خَلف حِجابٍ ؛ ومنه حديث مَعْقِل : أَنه حدَّث ابنَ زِياد بحديث فقال أَشيءٌ سمعتَه من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَو مِن وَراءَ وَراء أَي ممن جاءَ خَلْفَه وبعدَه . والوَراءُ أَيضاً : ولد الولد . وفي حديث الشعبي : أَنه ، قال لرجل رأَى معه صبيّاً هذا ابنك ؟، قال : ابن ابني ، قال : هو ابنُك من الوَراء ؛ يقال لولد الولد : الوَراءُ ، والله أَعلم . "