( طب ) سرطان يصيب الأنسجة المنتجة للدم بما فيها نخاع العظام أو الجهاز الليمفاوي والكبد والطحال مما ينتج عنه زيادة في إنتاج الخلايا البيضاء وضمور في إنتاج الخلايا الحمراء وعناصر الدم الأخرى .
ابيضاض :- مصدر ابيضَّ . • ابيضاض الدَّم : ( طب ) سرطان يصيب الأنسجة المنتجة للدم بما فيها نخاع العظام أو الجهاز الليمفاوي والكبد والطحال مما ينتج عنه زيادة في إنتاج الخلايا البيضاء وضمور في إنتاج الخلايا الحمراء وعناصر الدم الأخرى .
" البياض : ضد السواد ، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره . البَيَاضُ : لون الأَبْيَض ، وقد ، قالوا بياض وبَياضة كما ، قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة ، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً ، وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ ، وأَصله بُيْضٌ ، بضم الباء ، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء ، وقد أَباضَ وابْيَضَّ ؛ فأَما قوله : إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى ، فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن ؛ قال ابن بري : وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر : لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء . قال ابن سيده : فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم ، قال : أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً (* قوله « فلولا أنه زاد ضاداً إلخ » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا .) على الضاد التي هي حرف الإِعراب ، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة ، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ ، فلذلك لحقته بَيانَ الحركة (* قوله « عرقا أبيضه »، قال الصاغاني : هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب ، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين ، أفاده شارح القاموس .) والأَبيضان : الشحمُ والشَّباب ، وقيل : الخُبْز والماء ، وقيل : الماء واللبنُ ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين : ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً ، وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ ، لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم : بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن . ابن الأَعرابي : ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه ، وكذلك ، قال أَبو زيد ، وقال أَبو عبيد : الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن . وفي حديث سعد : أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه ؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً ، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما ، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد ، وخالفه غيره . وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ ، يعني يومين أَو شهرين ، وذلك لبياض الأَيام . وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ : ما أَحاط به ، وقيل : بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب ، وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك ، سمَّوْها بالعَرَض ؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض . والمُبَيِّضةُ ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة . وكَتِيبةٌ بَيْضاء : عليها بَياضُ الحديد . والبَيْضاء : الشمسُ لبياضها ؛ قال الشاعر : وبَيْضاء لم تَطْبَعْ ، ولم تَدْرِ ما الخَنا ، تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء : القِدْرُ ؛ قال ذلك أَبو عمرو . قال : ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء ؛
وأَنشد : وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ ، يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها : يا أُمَّ بَيْضاءَ ، فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّل ؟
قال الكسائي : ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح ، قال : وصرماءُ خبر الذي . والبِيضُ : ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة . وفي الحديث : كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ ، وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها . قال ابن بري : وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض ، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي . وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة ، على المثل . وكلام أَبْيَضُ : مشروح ، على المثل أَيضاً . ويقال : أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر ، ولا يقال أَبْيَض . الفراء : العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر ، قال : وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب . يقال : ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ ، قال : والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ ، قال : وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ ، قال : ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً ، قال : ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة ؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة : أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً ، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت : يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء ، وللأبْيَض أَبو الجَوْن ، واليد البَيْضاء : الحُجّة المُبَرْهنة ، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء . وأَرض بَيْضاءُ : مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها ، وقيل : هي التي لم تُوطَأْ ، وكذلك البِيضَةُ . وبَيَاضُ الأَرض : ما لا عمارة فيه . وبَياضُ الجلد : ما لا شعر عليه . التهذيب : إِذا ، قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب ؛ ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً . أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال : أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في البيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِه ؟
قال : وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب ، وإِذا ، قالوا : فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن . ابن الأَعرابي : والبيضاءُ حبالة الصائد ؛
وأَنشد : وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ ، وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول : إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً . والبَيْضة : واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً ، وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة ، والجمع بَيْض . وفي التنزيل العزيز : كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون ، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ ؛ قال : على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت ؛ قال ابن سيده : فأَما قول الشاعر (* قوله « فأما قول الشاعر » عبارة القاموس وشرحه : والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات ، قال الصاغاني : ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر ، قال : أخو بيضات إلخ . أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب ، رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه . وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً : أَلْقَتْ بَيْضَها . ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ : كثيرة البَيْضِ ، والجمع بُيُضٌ فيمن ، قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود ، وهي التي تَحِيد عنك ، وبِيضٌ فيمن ، قال رُسْل ، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب ، وقد ، قال بُّوضٌ أَبو منصور . يقال : دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض ، وباضَت الطائرةُ ، فهي بائضٌ . ورجل بَيّاضٌ : يَبِيع البَيْضَ ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ ، وكذلك الغُراب ؛
قال : بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائض ؟
قال ابن سيده : وهو عندي على النسب . والبَيْضة : من السلاح ، سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام . وابْتاضَ الرجل : لَبِسَ البَيْضةَ . وفي الحديث : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه ، يعني الخُوذةَ ؛ قال ابن قتيبة : الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل : والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما ، قال النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه ، يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها ، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه ، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ليس موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق ، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال : قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر ، إِنما يقال : لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ . وفي الحديث : أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام ، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس ، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة ، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب ؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير ، قال : وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء ، أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع ، وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه ، وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً . وفي الحديث : لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه ، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم . والبَيْضةُ : عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ . وبَيْضةُ الخِدْر : الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة . والبَيْضةُ : بَيْضةُ الخُصْية . وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ . قال أَبو منصور : وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود ، يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها . وبَيْضة البلَدِ : تَرِيكة النعامة . وبَيْضةُ البلد : السَّيِّدُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد ؛
وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي : لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ ، يا ابن الرِّقاعِ ، ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه ؛ قال : وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال : إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها ، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ . وقولهم : هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها ؛
وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد ، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو : لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به ، إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها . قال ابن بري : حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة ، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري ، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك ، وقال المرزوقي : حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به ؛ ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان : أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا ، وقد كَثُروا ، وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَد ؟
قال أَبو منصور : هذا مدح . وابن فُرَيْعة : أَبوه (* قوله « وابن فريعة أبوه » كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه : وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه .). وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم ؛ قال أَبو منصور : وليس ما ، قاله أَبو حاتم بجيد ، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم ، وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه ، واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها ، فتبقى تَرِكةً بالفلاة . وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس : العرب تقول للرجل الكريم : هو بَيْضة البلد يمدحونه ، ويقولون للآخر : هو بَيْضة البلد يذُمُّونه ، قال : فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا ، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر . قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد : هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً ، فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه ، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه ؛
وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه : لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله ، بَكَيْتُه ، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به ، وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد : عليُّ بن أَبي طالب ، سلام اللّه عليه ، أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها ؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة ؛ قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها : لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ ، فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام : شَحْمَته . وبَيْضَةُ الجَنِين : أَصله ، وكلاهما على المثل . وبَيْضَة القوم : وسَطُهم . وبَيْضة القوم : ساحتهم ؛ وقال لَقِيطٌ الإِيادِي : يا قَوْمِ ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها ، إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول : احفظوا عُقْر داركم . والأَزْلَم الجَذَع : الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً . ويقال منه : بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم ، وبِضْناهم وابْتَضْناهم : فعلنا بهم ذلك . وبَيْضَةُ الدار : وسطها ومعظمها . وبَيْضَةُ الإِسلام : جماعتهم . وبَيْضَةُ القوم : أَصلهم . والبَيْضَةُ : أَصل القوم ومُجْتَمعُهم . يقال : أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ . وقوله في الحديث : ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم ؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم ، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم ، قيل : أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ ، وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها ، وقيل : أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ ؛ ومنه حديث الحديبية : ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك . وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه . وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ : استأْصلوهم . ويقال : ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم ، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم . وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً . أَبو زيد : يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة . والبَيْضُ : وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد ؛ قال الأَصمعي : هو من العيوب الهَيِّنة . يقال : قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً . وبَيْضَةُ الصَّيْف : معظمه . وبَيْضَة الحرّ : شدته . وبَيْضَة القَيْظ : شدة حَرِّه ؛ وقال الشماخ : طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ ، بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد . ابن بزرج :، قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل . قال أَبو منصور : والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ . ابن شميل : أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم ، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ . وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ ، إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّن ؟
قال : أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم ، يقول : إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق . قال ابن بري : هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب ، والنَّعَامُ ههنا : النعائمُ من النجوم ، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر ، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت ، ومعنى باضَ أَمْطَرَ ، والدَّوا بمعنى الداء ، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت ، والمُتَأَفِّنُ : المُتَنَقِّص . والأَفَن : النَّقْصُ ؛ قال : هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال ؛ قال ابن بري : ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء ، يقول : يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ . وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها . وباضَت الأَرض : اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست ، وقيل : باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات ، وقد باضَ : اشتدَّ . وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء : مَلأَه . ويقال : بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه ، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته ، وهو من الأَضداد . والبَيْضاء : اسم جبل . وفي الحديث في صفة أَهل النار : فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء ؛ قيل : هو اسم جبل . والأَبْيَضُ : السيف ، والجمع البِيضُ . والمُبَيِّضةُ ، بكسر الياء : فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع ، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية . وفي الحديث : فنظرنا فإِذا برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وأَصحابه مُبَيِّضين ، بتشديد الياء وكسرها ، أَي لابسين ثياباً بيضاً . يقال : هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة ، بالكسر ؛ ومنه حديث توبة كعب بن مالك : فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ ، قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً ، بسكون الباء وتشديد الضاد ، من البياض أَيضاً . وبِيضَة ، بكسر الباء : اسم بلدة . وابن بَيْض : رجل ، وقيل : ابن بِيضٍ ، وقولهم : سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ ، قال الأَصمعي : هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها ؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي : سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه ، فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَع ؟
قال : ومثله قول بَسّامة بن حَزْن : كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به ، فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ : شاعر معروف ، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، فلما فرغ من الحديث ، قال : يا نَضْرُ ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت ، قالته العرب ، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص : تقولُ لي ، والعُيونُ هاجِعةٌ : أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً ، فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ ؟ قلتُ لها : وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه : هذا ابنُ بِيضٍ بالباب ، يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي ، رحمه اللّه ، قال : حمزة بن بِيضٍ ، بكسر الباء لا غير . قال : وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله : ويروى ابن بِيضٍ ، بكسر الباء ، قال : وأَبو محمد ، رحمه اللّه ، حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه . قال : وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض ، قال الفراء : البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء . والبُيَيْضَة : اسم ماء . والبِيضَتانِ والبَيْضَتان ، بالكسر والفتح : موضع على طريق الشام من الكوفة ؛ قال الأَخطل : فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً ، وليس له ، بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ ، مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين . وذُو بِيضانَ : موضع ؛ قال مزاحم : كما صاحَ ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير : قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له ، أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا ؟ فقال ابن حبيب : البِيضَة ، بالكسر ، بالحَزْن لبني يربوع ، والبَيْضَة ، بالفتح ، بالصَّمّان لبني دارم . وقال أَبو سعيد : يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة ، قال : وبعد البَيْضة البَسِيطةُ . وبَيْضاء بني جَذِيمة : في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة ، قال : وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة . ابن الأَعرابي : البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء . قال شمر : وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها ، والسَّوْدة : أَرض بها نخيل ؛ وقال رؤبة : يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ ، والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما ، قاله ابن الأَعرابي . "