هَجَرَه يَهْجُره هَجْرَاً بالفتح وهِجْراناً بالكسر : صَرَمَه وَقَطَعه . والهَجْرُ : ضِدُّ الوَصْل . هَجَرَ الشيءَ يَهْجُره هَجْرَاً : تَرَكَه وأَغْفَله واَعْرَض عنه ومنه حديثُ أبي الدَّرْداء : " ولا يَسْمَعون القرآنَ إلاّ هَجْرَاً " يريد التَّركَ له والإعراضَ عنه ورواه ابنُ قُتَيْبة في كتابه : إلاّ هُجْراً بالضمّ وقال : هو الخَنا والقَبيح من القول وقد غلَّطه الخَطَّابيّ في الرِّواية والمعنى راجِع النِّهاية لابن الأثير كَأَهْجَرَه وهذه هُذَليَّة قال أسامة : كأنِّي أُصادِيها على غُبْرِ مانعٍ مُقلَّصَةً قد أَهْجَرتْهَا فُحولُها هَجَرَ الرجلُ هَجْرَاً : إذا تَباعَدَ ونأى . وقال الليث : الهَجْرُ من الهِجْران وهو تَرْكُ ما لا يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه . وَهَجَرَ في الصَّوم يَهْجُر هِجْراناً : اعتزَلَ فيه عن النِّكاح كان أَخْصَر . يقال : هما يَهْتَجِران ويتَهاجَران والاسمُ الهِجرةُ بالكسر وفي الحديث : " لا هِجْرَةَ بعدَ ثلاث " يريد به الهَجْرَ ضِدّ الوَصْل يعني فيما يكون بين المسلمين من عَتْب ومَوْجِدةَ أو تقصير يقع في حقوقِ العشرةِ والصُّحبة دون ما كان من ذلك في جانبِ الدِّين فإنّ هِجْرَةَ أهلِ الأهواءِ والبِدَع دائمةٌ على مَمَرِّ الأوقات ما لم تَظْهَر منهم التَّوبة والرّجوع إلى الحقّ . وَهَجَرَ فلانٌ الشِّركَ هَجْرَاً بالفتح : وهِجْراناً بالكسر وهِجرَةً حَسَنَةً بالكسر أيضاً حكاه الخَطَّابيّ عن اللِّحْيانيّ . والهُجْرَة بالكسر والضمّ : الخروجُ من أرضٍ إلى أخرى وقد هاجَر . قال الأَزْهَرِيّ : وأصلُ المُهاجَرَة عند العرب : خروج البَدَويِّ من بادِيَته إلى المُدُن يقال : هاجَر الرجلُ إذا فعل ذلك وكذلك كلّ مُخْلٍ بمَسكَنِه مُنتَقِلٍ إلى قومٍ آخرين بسُكناه ومَساكِنَهم التي نشأوا بها لله ولَحِقوا بدارٍ ليس لهم بها أهلٌ ولا مالٌ حين هاجَروا إلى المدينة : فكلُّ مَن فارَقَ بَلَدَه من بَدويٍّ أو حَضَرِيٍّ أو سَكَنَ بَلَدَاً آَخَرَ فهو مُهاجِرٌ والاسمُ منه الهِجْرَة قال الله عزَّ وجلَّ : " ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأرضِ مُرَاغَماً كثيراً وسَعَةً " وكلّ من أقامَ من البَوادي بمَباديهم ومَحاضِرِهم في القَيْظ ولم يَلْحَقوا بالنبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ولم يتحَوَّلوا إلى أمصار المُسلمين التي أُحدِثَت في الإسلام وإنْ كانوا مُسلمين فهم عيرُ مُهاجِرين وليس لهم في الفَيْءِ نَصيبٌ ويُسَمَّوْن الأعْراب . وفي البصائر للمصنّف : والهِجْرانُ يكون بالبَدَنِ وباللسان وبالقلب وقولُه تعالى : " واهْجُروهُنَّ في المضاجع " أي بالأبْدان وقوله : " هذا القرآن مَهْجُوراً " أي باللسان أو بالقَلب وقولَه : واهْجُرْهُم هَجْرَاً جَميلا " محتمل للثلاثة وقوله : " والرُّجْزَ فاهْجُرْ " حَثَّ على المفارَقة بالوُجوه كلّها . والمُهاجَرَة في الأصل مُصارَمةُ الغَيرِ ومُتارَكَتُه . وفي قَوْلُهُ تَعالى : " والذين هاجَروا وجاهَدوا " الخروجُ من دارِ الكُفر إلى دارِ الإيمان . والهِجْرَتان : هِجرَةٌ إلى الحبَشَة وهِجرَةٌ إلى المدينة وهذا هو المُراد من الهِجْرَتَيْن إذا أُطلِقَ ذِكرُهما قاله ابنُ الأثير . والمُهاجَرَةُ من أرضٍ : تَرْكُ الأولى للثانية وذو الهِجْرَتَيْن من الصَّحابة : مَن هاجَرَ إليْهما . وفي الحديث : " لا هِجْرَةَ بعدَ الفَتْح ولكنْ جِهادٌ ونِيَّة " . وفي حديثٍ آخَرَ : " لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حتى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ " . انظر الجمع بينهما في النِّهاية . والهِجِرّ كفِلِزٍّ : المُهاجَرَةُ إلى القُرى عن ثعلب وأنشد :
شَمْطَاءُ جاءَتْ من بلادِ الحَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت حَرِّ ثمّ أمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ عَمْدَاً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
" تَحْسَبُ أنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ ولَقيتُه عن هَجْرٍ بالفتح أي بعد حَوْلٍ ونحوِه وقيل : الهَجْرُ : السَّنَةُ فصاعِداً أو بعد سِتَّةِ أيّامٍ فصاعِداً أو بعدَ مَغيب أيَّاً كان أنشد ابْن الأَعْرابِيّ
لمّا أتاهُمْ بعد طُولِ هَجْرِهِ ... يَسْعَى غلامُ أَهْلِهِ ببِشْرِهِ وقال أبو زيد : لَقيتُ فلاناً عن عُفْرٍ : بعد شَهر ونَحوه وعن هَجْرٍ : بعدَ الحَولِ ونحوِه . عن أبي زيد : يقال للنخلةِ الطَّويلة : ذَهَبَت الشجرةُ هَجْرَاً أي طُولاً وعِظَماً . ونَخلةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ : طويلةٌ عظيمةٌ . وقال أبو حنيفة : هي المُفرِطة الطُولِ والعِظَمِ وهذا أَهْجَرُ منه أي أَطْوَلُ منه أو أَضْخَم هكذا في النسخ وهو نَصُّ التَّكملة . وفي بعضِ الأُصول : وأَعظم . وناقةٌ مُهْجِرَةٌ : فائقةٌ في الشَّحْمِ والسَّيْرِ . وفي التهذيب : في الشَّحم والسِّمَن وقيل : ناقةٌ مُهْجِرَةٌ إذا وُصِفت بنَجابةٍ أو حُسْنٍ . والمُهْجِرُ كمُحسِن : النَّجيبُ الحَسَنُ الجميلُ يَهْجُرون بذِكره أي يَتَنَاعَتُونه يقال : بَعيرٌ مُهْجِرٌ من ذلك قال الشاعر :
عَرْكَركٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأْوِيمِ المُهْجِرُ : الجَيِّدُ الجَميلُ من كلِّ شيءٍ وقيل : الفائقُ الفاضلُ على غيرِه قال :
" لمّا دَنَا من ذات حُسْنٍ مُهْجِرِ وقال أبو زيد : يقال لكلِّ شيءٍ أَفْرَطَ في طُولٍ أو تَمامٍ وحُسْنٍ : إنّه لمُهْجِرٌ . قال : وسمعتُ العربَ تقولُ في نَعْتِ كلِّ شيءٍ جاوزَ حَدَّه في التَّمام : مُهْجِرٌ . قلتُ : وإنّما قيل ذلك في كلّ ممّا ذُكِر لأنّ واصِفَه يَخْرُج من حَدّ المُقارِبِ الشَّكلِ للموصوفِ إلى صفة كأنّه يَهْجُرُ فيها أي يَهْذِي . كالهَجِرِ ككَتِف هكذا في سائر النسخ وهو غَلَطٌ وصوابُه : كالهَجير كأَمير ففي اللسان وغيرِه : والهَجيرُ كالمُهْجِر ومنه قَوْلُ الأعْرابِيَّةُ لمُعاويةَ حين قال لها : هل من غَداءٍ ؟ فقالت : نعم خُبزٌ خَميرٌ ولَبَنٌ هَجيرٌ وماءٌ نَميرٌ . أي فائقٌ فاضِل . والهاجِر يقال : بعير هاجِرٌ وناقةٌ هاجِرةٌ أي فائقةٌ فاضِلة والجمع الهاجِرات . قال أبو وَجْزَةَ : تَبارى بأَجْيادِ العَقيق غُدَيَّةً على هاجِراتِ حان منها نُزولُها وأَهجَرَت الناقةُ هكذا في سائر النسخ ونَصُّ ابنِ دُرَيْد على ما في التكملة واللسان : أَهْجَرَت الجاريةُ إذا شَبَّتْ شَباباً حَسَنَاً . وقال غيرُه : جاريةٌ مُهْجِرَةٌ إذا وُصِفَت بالفَراهةِ والحُسْن . والهَجْرُ بالفتح : الحَسَنُ الكريمُ الجَيِّد يقال : جَملٌ هَجْرٌ وكَبشٌ هَجْرٌ أي حَسَنٌ كريمٌ وقال الشاعر :
" وماءٍ يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُيقول : طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله كالهاجِرِيّ وهو الجيِّدُ الحَسنُ من كلِّ شيء . الهَجْرُ أيضاً : الخِطامُ نَقَلَه الصَّاغانِيّ . الهُجْرُ بالضمّ : القبيح من الكلام والفُحشُ في المَنْطق والخَنَا نقله الكسائيّ والأصمعيّ كالهَجْراءِ ممدوداً نَقَلَه الصَّاغانِيّ . الهِجْرُ بالكسر : الفائقةُ والفائقُ في الشَّحم والسَّيْر من النُّوقِ والجِمالِ نقله الصَّاغانِيّ يقال : ناقةٌ هِجْرٌ مثل مُهْجِرَةٍ . وأَهْجَرَ في مَنْطقه إهْجاراً وهُجْراً بالضمّ عن كُراع واللِّحيانيّ والصحيح أن الهُجْر بالضمّ الاسم من الإهْجار وأنّ الإهْجار المصدر . أَهْجَرَ به إهْجاراً : اسْتَهزأَ به وقال فيه قولاً قبيحاً وقال هَجْرَاً وبَجْرَاً وهُجراً وبُجْراً إذا فَتَحَ فهو المصدر وإذا ضمَّ فهو الاسم . وَتَكَلَّم بالمَهاجِر أي الهُجْرِ من القَول ورَماهُ بهاجِراتٍ ومُهْجِرات أي بفَضائح كذا في التهذيب وفي الأساس : أي بفَواحِش قال : والهاجِرات : هي الكلماتُ التي فيها فُحْشٌ فهي من بابِ لابِن وتامِرٍ . الهُجْرُ أيضاً : الهَذَيانُ وإكثارُ الكلام فيما لا ينبغي . يقال : هَجَرَ في نَوْمِه ومَرضِه يَهْجُرُ هُجْراً بالضمّ وهِجِّيرَى وإهْجيرَى كِلاهما بالكسر : هَذَى . قال سيبويه : الهِجِّيرَى : كَثْرَةُ الكلام والقول السيِّئ وقال الليث : الهِجِّيرى : اسمٌ من هَجَرَ إذا هَذى وَهَجَرَ المريضُ هَجْرَاً فهو هاجِرٌ وَهَجَرَ به في النَّوم هَجْرَاً : حَلَمَ وهَذى وفي التنزيل : " مُستَكبرينَ به سامِراً تَهْجُرون " قال الأَزْهَرِيّ : قرأ ابنُ عبّاس : تُهْجِرون من أَهْجَرْت من الهُجْر وهو الإفْحاش وقال الفَرّاء : وإن قُرئَ تَهْجُرون جُعلَ من قولك : هَجَرَ الرجلُ في مَنامِه إذا هَذى وقال أبو عُبَيْد : هو مِثلُ كلامِ المَحْموم والمُبَرْسَم ؛ والكلامُ مَهْجُورٌ وقد هَجَرَ المريضُ ورُوي عن إبراهيمَ في قوله عزَّ وجلَّ : " إنّ قومي اتَّخذوا هذا القُرآنَ مَهْجُوراً " قال : قالوا فيه غَيْرَ الحقّ . أَلَمْ ترَ إلى المريضِ إذا هَجَرَ قال غَيْرَ الحقِّ . وعن مُجاهدٍ نَحْوُه . يقال : هذا هِجِّيراه وإهْجيراهُ وإهْجِيرَاؤُه بالمدّ والقَصْر وهِجِّيرُه كسِكِّيتٍ وأُهْجورَته بالضمّ وهِجْرِيَّاهُ وإجْرِيّاه أي دَأْبُه ودَيْدنُه وشَأْنَه وعادَتُه . وفي التهذيب : هِجِّيرى الرجلِ : كلامُه ودَأْبُه وشَأْنه . قال ذو الرُّمَّة :
رَمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالِبَةٌ ... فانْصَعْنَ والوَيْلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ وفي الصّحاح : الهِجِّيرُ مِثالُ الفِسِّيق : الدَّأْبُ والعادة وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى وفي حديث عمر رضي الله عنه : " مالَه هِجِّيرى غيرُها " هي الدَّأْبُ والعادةُ والدَّيْدَن . يقال : ما عندَه غَناءُ ذلك ولا هَجْرَاؤُه بمعنىً واحدٍ . والهَجيرُ كأَميرٍ والهَجيرَةُ بزيادةِ الهاءِ والهَجْرُ بالفتح والهاجِرَةُ : نِصفُ النَّهارِ عندَ زَوالِ الشَّمسِ مع الظُّهْرِ أو من عند زَوالِها إلى العَصْر سُمِّي بذلك لأنّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ في بيوتهم كأنّهم قد تَهاجَروا وحكى ابن السِّكِّيت عن النَّضْر أنّه قال : الهاجرَةُ إنّما تكون في القَيْظ وهي قَبْلَ الظُّهرِ بقليل وبَعدَه بقليل وقال أبو سعيد : الهاجرةُ من حين تزول الشمسُ والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل . أو شِدَّةُ الحَرِّ في كلّ ذلك . وفي الصّحاح : هو نِصفُ النَّهارِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ . قال ذو الرُّمَّة :
وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكادُ ارْتكاضُها ... بآلِ الضُّحى والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ وهَجَّرْنا تَهْجِيراً وأَهْجَرْنا وتهجَّرْنا : سِرنا في الهاجرة . الأخيرةُ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
بأطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكْبٍ واعْتِسافُ خُروقِ وفي حديث زَيْدِ بن عمرو : " وهل مُهَجِّرٌ كَمَنْ قال ؟ " أي هل مَن سارَ في الهاجِرَةِ كَمَنْ أقامَ في القائلة ؟ وتقول منه : هَجَّرَ النّهارُ قال امرؤُ القَيس :
فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنكَ بجَسْرَةٍ ... ذَمولٍ إذا صام النَّهارُ وهَجَّراوتقول : أتينا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقال : مُؤْصِلين أي في وقت الهاجِرَة والأَصيل . قال الصَّاغانِيّ تبعاً للأزْهريّ : التَّهجيرُ في قولِه صلّى الله تعالى عليه وسلَّم في حديثٍ مَرْفُوع : " المُهَجِّرُ إلى الجُمُعَة كالمُهْدي بَدَنَةٍ " قال الأَزْهَرِيّ : يذهبُ كثيرٌ من الناسِ إلى أنّ التَّهجير في هذه الأحاديث من المُهاجَرَة وَقْتَ الزَّوال قال : وهو غَلَطٌ والصَّواب فيه ما روى أبو داوود المَصاحفيّ عن النَّضْر ابنُ شُمَيْل أنّه قال : التَّهجير إلى الجُمُعَة وغيرِها : التَّبْكيرُ والمُبادَرةُ إلى كلّ شيءٍ قال : سَمِعْتُ الخليلَ يقول ذلك قال الأَزْهَرِيّ : وهذا صحيحٌ وهي لغةٌ أهلِ الحجازِ ومن جاوَرَهم من قَيْس قال لَبيد :
" راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بعدَما ابْتَكَروا فَقَرَنَ الهَجرَ بالابْتِكارِ والرَّواحُ عندهم الذَّهابُ والمُضِيُّ يقال : راحَ القومُ أي خَفُّوا ومَرُّوا أيَّ وَقْتٍ كان . وقولُه صلّى الله عليه وسلَّم : " ولو يَعْلَمون وفي رواية : لو يَعْلَمُ الناسُ ما في التَّهْجيرِ لاسْتَبَقوا إليه " بمعنى التَّبْكير إلى جميع الصَّلَوات وهو المُضِيُّ إليها في أوائلِ أَوْقَاتِها . قال الأَزْهَرِيّ : وسائرُ العرب يقولون : هَجَّرَ الرجلُ : إذا خَرَجَ بالهاجِرَة وهي نِصفُ النَّهار ويقال : أَتَيْتُه بالهَجيرِ وبالهَجْر وأنشد الأَزْهَرِيّ عن ابْن الأَعْرابِيّ في نَوادِرِه قال : قال جِعْثِنَةُ بنُ جَوّاس الرَّبَعيّ يُخاطبُ ناقتَه :
وتَصْحَبي أيانِقاً في سَفْرِ ... يُهَجِّرون بهَجيرِ الفَجْرِ أي يُبِكِّرون بوَقتِ الفجر . زاد الصَّاغانِيّ : وليسَ التّهجيرُ في هذين الحَديثين من الهاجِرَة في شيءٍ . والهَجيرُ كأَمير : الحَوضُ العظيم وقال :
" يَفْرِي الفَرِيَّ بالهَجيرِ الواسِعِ ج هُجُرٌ بضَمَّتَيْن وعَمّ به ابنُ الأعرابيّ فقال : الهَجيرُ : الحَوضُ وفي التهذيب : الحَوضُ المَبْنيّ قالت خَنْسَاءُ تَصِف فرساً :
فَمالَ في الشَّدِّ حَثيثاً كما ... مالَ هَجيرُ الرجلِ الأَعْسَرِ تعني بالأَعْسر الذي أساءَ بناءَ حَوْضِه فمالَ فانْهَدَم شَبّهت الفرَسَ حينَ مالَ في عَدْوِه وجَدّ في حُضْرِه بحَوضٍ مُلئَ فانْثَلَمَ فسالَ ماؤُه . الهَجيرُ : ما يَبِسَ من الحَمْض وفي الصّحاح : يَبِيسُ الحمضِ الذي كَسَرَتهُ الماشيةُ وهُجِرَ أي تُرَك . قال ذو الرُّمَّة :
ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممّا عَنَتْ به ... من الرُّطْب إلاّ َيبْسُها وهَجيرُها الهَجيرُ : الغليظُ الضَّخم من حُمُرِ الوَحشِ والهَجير : القَدَحُ الضَّخَم نقله الصَّاغانِيّ . الهَجيرُ : ماءٌ وفي التكملة : ماءَةٌ لبني عِجْل بن لُجَيْم بين الكُوفةِ والبَصْرة نَقَلَه الصَّاغانِيّ وقيل : مَوضعٌ . منَ المَجاز : الهَجيرُ : الفَحلُ الفادِرُ السَّمين الجافِرُ من الضِّراب يقال : هَجَرَ الفَحلُ إذا تَرَكَ الضِّرابَ كقولهم : عَدَلَ الفَحْلُ كما في الأساس . الهَجيرُ : اللَّبَنُ الخاثِر هكذا في سائر النسخ والصواب فيه : اللبن الفائق الجيد وفي الكِفاية : الهَجير : اللبَنُ الجيِّد وقد تقدّم في شرح قولِ الأعرابيّة لمعاوية . ولم يَذْكُر أحدٌ من الأئمّة أنَّ الهَجيرَ هو الخاثِرُ من اللّبن وما عَلِمْتُ للمُصنِّف في ذلك قُدوة فتأَمَّلْ . منَ المَجاز : قَوسٌ قَويَّة الهِجار ككِتابٍ أي الوَتَر قاله الزَّمَخْشَرِيّ . الهِجار : خاتَمٌ كانت الفُرسُ تتَّخذه غَرَضَاً أي هَدَفَاً عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد للأغْلَبِ العِجْليّ :
ما إنْ عَلِمْنا مَلِكَاً أغارا ... أَكْثَرَ منه قِرَةً وَقَارا
" وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجاراقال : يصِفُه بالحِذْق . الهِجار : الطَّوْق والتَّاج والهِجارُ : حَبلٌ يُشَدُّ في رُسْغِ رِجلِ البعيرِ ثم يُشدُّ إلى حَقْوِه إنْ كان عُرْياناً وإن كان مَوْصُولاً هكذا في النسخ وهو غلطٌ وصوابُه : وإنْ كان مَرْحُولاً شُدَّ إلى الحَقَب . وقيل : هو حَبلٌ يُعقَد في يَدِه ورِجْله في أحدِ الشِّقَّيْن وربّما عُقِدَ في وَظيفِ اليَدِ ثم حُقِّبَ بالطرف الآخَر وَهَجَرَ بَعيرَه يَهْجُره هَجْرَاً بالفتح وهُجوراً بالضمّ : شَدَّه به . وقال الجَوْهَرِيّ : المَهْجورُ : الفَحلُ يُشَدُّ رَأْسُه إلى رِجْله . وقال الليثُ : تُشَدُّ يَدُ الفَحل إلى إحدى رِجلَيْه يقال : فحلٌ مَهْجُور . قال : والهِجارُ مُخالِفُ الشِّكالِ . قال الأَزْهَرِيّ : وهذا الذي حكاه الليثُ في الهِجارِ مُقارِبٌ لما حَكَيْتُه عن العربِ سَماعاً وهو صحيحٌ إلاّ أنّه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحلُ وغيرُه . وقال أبو الهيثم : قال نُصَيْرٌ : هَجَرْتُ البَكْرَ : إذا رَبَطْت في ذِراعِه حَبلاً إلى حَقْوِه وقَصَّرْتَه لئلاّ يَقْدِر على العَدْوِ . وقال الأَزْهَرِيّ : والذي سمعتُ من العرب في الهِجارِ أن يُؤخذ فَحلٌ ويُسَوَّى له عُرْوَتان في طَرَفَيه وزِرّان ثم تُشَدُّ إحدى العُرْوَتَيْن في رُسْغِ رِجلِ الفرَسِ وتُزَرُّ وكذلك العُرْوَة الأُخرى في اليدِ وتُزَرّ قال : وسَمِعْتُهم يقولون : هَجِّروا خَيْلَكم وقد هَجَّرَ فلانٌ فرسَه . والهَجِرُ ككَتِف الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً مُتقارِبَ الخَطْوِ قاله ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد قَوْلَ العَجّاج :
وغِلْمَتي منهم سَحيرٌ وبحِرْ ... وآبِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ قال : كأنه قد شُدَّ بهِجارِ لا يَنْبَسط ممّا به من الشّرِّ والبَلاءِ وفي المحكم : وذلك من شدَّةِ السَّقْي . وَهَجَر محرَّكةً : د باليمن بينه وبينَ عَثَّرَ يومٌ وليلةٌ من جهةِ اليمن مُذكّر مَصْرُوفٌ وقد يؤنَّث ويُمْنع قال سيبويه : قد سَمِعْنا من العربِ مَن يقول : كجالب التَّمْرِ إلى هَجرٍ يا فتى فقوله : يا فتى من كلام العربيِّ وإنّما قال يا فتى لئلاّ يَقِفَ على التَّنوين وذلك لأنه لو لم يقل له يا فتى لَلَزمه أن يقول : كجالب التمرِ إلى هَجَر فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أنّه مَصْرُوف أو غيرُ مَصْرُوف والنِّسبَةُ هَجريٌّ على القياس وهاجِرِيٌّ على غيرِ قياسٍ كما قيل : حارِيّ بالنّسبة إلى الحِيرَة قال الشاعر :
ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها ... كسَحِّ الهاجِرِيِّ جَريمَ تَمْرِ وقال عَوْفُ بن الخَرِع :
يَشُقّ الأَحِزَّةَ سُلاَّفُنا ... كما شَقَّقَ الهاجريُّ الدِّبارا هَجَرُ : اسمٌ لجميع أرض البحْرَيْن . وقال ابنُ الأثير : بلدٌ معروف بالبَحرَيْن وقال غيرُه : هو قَصَبَةُ بلادِ البحرَيْن منه إلى يَبْرِينَ سبعةُ أيّام ومنه المثَل : كمُبْضِعِ تَمْرٍ إلى هجرَ . ذكره الجَوْهَرِيّ وهو كقولهم : كجالبِ الدُّرِّ إلى البَحر . منه أيضاً قولُ عمر رضي الله عنه : عَجِبْتُ لتاجِرِ هَجَرَ وراكبِ البَحر . كأنه أراد لكثرةِ وَبائه أو لرُكوبِ البَحر . وقال ابنُ الأثير : وإنّما خَصَّها لكثرةِ وَبائِها أي تاجِرُها وراكِبُ البَحرِ سَواءٌ في الخَطَر . وكلامُ المُصنّف غَيْرُ مُحرّرٍ هنا . هَجرُ : ة كانت قربَ المدينة المُشرّفة إليها تُنسَب القِلالُ الهَجَرِيَّة وقد جاء ذِكرها في حديثِ المِعراج أو أنها تُنسَب إلى هَجَرِ اليمن وفيه اختلافٌ . هَجَرُ : حِصَّةٌ هكذا في سائر النسخ والصوابُ كما في المعجم وغيره : هَجَرُ : حِصْنَةٌ بكسرٍ فسكونٍ فنون مفتوحة من مِخْلافِ مازنٍ والهَجَر بلغة حِمْيَر : القرية . والهَجَران : قَريتان مُتقابِلَتان في رأسِ جبلٍ حَصينٍ قربَ حَضْرَمَوْت تَطْلُع إليه في مَنْعَة من كلّ جانب . يقال لإحداهما : خَيْدُونُ وخَوْدُونُ وللأُخرى : دَمُّون قال الحسنُ بن أحمد بن يعقوب اليمنيّ : وساكن خَوْدُونَ الصَّدِف وساكنُ دَمُّونَ بنو الحارث بن عمروٍ المَقْصور بن حُجْرٍ آكلِ المُرار وفيها يقول امرؤُ القَيْس : كأنِّي لم آلَهْ بدَمُّونَ مَرَّةً وَلَمْ أَشْهَدِ الغاراتِ يوماً بعَنْدَلِوكلُّ رجل من هاتَيْن القَريتَيْن مُطِلٌّ على قَلْعَته ولهم غيل يصُبُّ من سفح الجبلِ يَشْرَبونه وزُروعُ هذه القرى النَّخل والذُّرَة والبُرُّ وفيهما يقول المُتَمَثِّل : الهَجَران كفّة بكفّة بها الدَّبْر مُحتَفّه . الدَّبْرُ عندهم : الزَّرْعُ يقال : ما بلَدُه إلاّ هَجَرٌ من الأَهْجارِ أي خِصْبٌ نقله الصَّاغانِيّ . وهاجِرُ بكسر الجيم : قَبيلةٌ من ضَبَّة أنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
إذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها أمّا هاجَرُ بفتح الجيم فإنّها أمُّ إسماعيل صلّى الله على نبيِّنا وعليه وسلَّم ويقال لها : آجَرُ أيضاً وقد تقدّم في موضعه . وفي اللسان : هاجَرُ : أوّلُ امرأةٍ جَرَّت ذَيْلَها وَثَقَبتْ أُذُنَيْها وأوّل من خُفِضَ . قال : وذلك أنّ سارةَ غَضِبَت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثةَ أعضاءٍ من أعضائها فأمرَها إبراهيمُ عليه السّلام أن تَبَرَّ قَسَمَها بثَقْبِ أُذُنَيْها وخَفْضِها فصارت سُنَّةً في النساء . والهَجْرُ بالفتح . جاء ذِكرُه في شِعر قاله الحازميّ . والهُجَيْرُ كزُبَيْر . موضعان . والهاجِريُّ : البِناءُ كأنّ مَنْسُوبٌ إلى هَجَر مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الشاعرِ الذي تقدّم ذِكرُه عند ذِكرِ هاجِريّ . الهاجِرِيُّ أيضاً : مَن لَزِمَ الحَضَر وهذا على حقيقته فإنّ الهِجْرَةَ عندهم هي الانتقالُ من البَدْوِ إلى القُرى كما تقدّم . والهَجُورِيّ بالفتح : اسمُ الطّعامِ الذي يُؤكَل نِصفَ النّهارِ قال الأَزْهَرِيّ : سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من العرب يقول هكذا . والتَّهَجُّر : التَّشبُّه بالمُهاجِرين ومنه قَوْلُ عمر رضي الله عنه : هاجِروا ولا تَهَجَّروا . قال أبو عُبَيْد : يقول : أَخْلِصوا الهِجرَةَ لله تعالى ولا تَشبَّهوا بالمُهاجِرين على غيرِ صِحَّةٍ منكم فهذا هو التَّهَجُّر وهو كقولِك : فلانٌ يَتحلَّم وليس بحليم أي أنّه يُظهِر ذلك وليس فيه . وهجرَةُ البُحَيْح كزُبَيْر : قربَ صنعاءِ اليمن نقله ياقوت في المُعجَم وهَجرَةُ ذي غَبَبٍ مُحرَّكةً وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كصُرَد قُربَ ذَمارِ باليمن نقله ياقوت . ثم إنّ مُقتضى سِياق المصنِّف أنهما بالفتح ورأيتُ الصَّاغانِيّ قد ضَبَطَهما بالكسر بخطّه مُجَوِّداً وهو المشهور على الألسنة . وذو هَجَرَان الحِمْيَريّ مُحرَّكةً هو ابنُ نُسْمى بضم النون وسكون السين المهملة مقصور من بني مِيتَمٍ بن سَعْدٍ كمِنْبَر من الأَذْواء وهو من الأَقْيال . يقال : عَدَدٌ مُهْجِرٌ كمُحسِن أي كَثيرٌ قال أبو نُخَيْلةَ السَّعديّ :
" هذاكَ إسحاقُ وقِبْضٌ مُهْجِرُ قال الصَّاغانِيّ : هكذا أَنْشَده الأَزْهَرِيّ . وفي رَجْزِه : مُجْهِر على القلب . وإسحاق هو ابنُ مُسلِم العُقَيْليُّ . والمُتَهَجِّرُ : فرَسُ عبدِ يَغوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّة بن هَمّام . والهُجَيْرَة : تصغير الهَجْرَة بالفتح : وهي السَّنَةُ التّامّةُ قاله ابْن الأَعْرابِيّ . هكذا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عنه كما رأيتُه في التّكملة وتَبِعَه المُصنِّف وهو تَصحيفٌ قَبيحٌ وصوابُه على ما هو في التّهذيب للأزهريّ نقلاً عن ابْن الأَعْرابِيّ . والهُجَيْرَة : تصغير الهَجْرَة وهي السَّمينَةُ التّامةُ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الهَجْرُ : تَرْكُ ما يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه قاله الليث . والمُهاجَرَة في الذِّكْر : تَرْكُ الإخلاصِ فيه فكأنّ قلبَه مُهاجِرٌ للسانِه ومنه الحديث : " ومنَ الناسِ مَن لا يَذْكُر اللهَ إلاّ مُهاجِراً " يريد هِجْرانَ القلب . وَهَجَره : أَغْفَله . ومُهاجَرُ إبراهيمَ بفتح الجيم : الشّامُ . ومنه الحديث : " سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجرَةٍ فخِيارُ أهلِ الأرضِ أَلْزَمُهم مُهاجَرَ إبراهيم " وإنّما أُضيف إليه لأنّه عليه السلامُ لمّا خرجَ من أرضِ العراق مضى إلى الشامِ وأقام به . وهذا المكانُ أَهْجَرُ من هذا أي أحسنُ . حكاه ثعلب . وأنشد :
" تَبدَّلَتُ داراً مِن دِيارِكَ أَهْجَراقال ابنُ سِيدَه : ولم نسمع له بفِعْل فعسى أن يكون من باب أَحْنَكِ الشّاتَيْن وأَحْنَكِ البَعيرَيْن وقال هُجْراً وبُجْراً : أي فُحشاً . وهَجَرَ به النومُ يَهْجُر هَجْرَاً : حَلَمَ . والهَواجِرُ جمع هُجْر بمعنى الفُحْش على غير قياس وهو من الجموع الشاذّة كأنّ واحدها هاجِرَةٌ كما قالوا في جمع حاجةٍ : حَوائِج كأنّ واحدَها حائِجَة قاله ابنُ جنّي وأنشد :
وإنَّكَ يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ ... مُعيدٌ على قِيلِ الخَنَا والهَواجِرِ قال ابنُ بَرّيّ : البَيتُ لسَلَمةَ بن الخُرْشُب الأَنْماريّ يُخاطِبُ عامرَ بن الطُّفَيْل . وقُرْزُل : اسم فرسٍ للطُّفَيْل . والمُعيد : الذي يُعاوِدُ الشيءَ مرّةً بعد مرّةٍ . قال : والصَّحيحُ في الهَواجِرِ أنّها جمع هاجِرَةٍ بمعنى الهُجْر ويكون من المَصادر التي جاءَت على فاعِلَة مثل العاقِبَة والكاذِبَة والعافِيَة قال : وشاهِد هاجِرَة بمعنى الهُجْر قَوْلُ الشاعر أنشده المفضّل :
إذا ما شِئتَ نالَكَ هاجِراتي ... ولم أُعْمِلْ بهنَّ إليكَ ساقي فكما جُمِعَ هاجرَةٌ على هاجِراتٍ جَمْعَاً مُسلَّماً كذلك يُجمَع هاجِرَةٌ على هَواجِرَ جمعاً مُكَسَّراً . وهِجِّيرى الرجلِ : كلامُه قاله الأَزْهَرِيّ . وصَلاةُ الهَجير كأَمير : صلاةُ الظُّهر وفي الحديث : " أنّه كان يُصلّي الهَجيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ " على حذفِ مُضاف وقد هَجَّرَ النهارُ فهو مُهَجَّر . وقال الليثُ أَهْجَرَ القومُ : إذا صاروا في ذلك الوقت وهَجَّروا : إذا ساروا في ذلك الوقت . والهُوَيْجِرَة بعد الهاجِرَةِ بقليل قاله السُّكَّريّ . والهجير كأَمير : المَتروك وقد هُجِرَ إذا تُرِك نَقَلَه ابنُ القَطّاع . والهَجْرُ بالفتح والهجير كأمير موضعان . وهما غير الموضعين اللذين ذكرهما المصنف والهَجَرُ مُحرَّكةً : مَوْضِعٌ عن ابن دُرَيْد قال الصَّاغانِيّ : وهو غيرُ هَجَر الذي لا تَدْخُله الألفُ واللام . وأَهْجَرَت الحاملُ : عَظُمَ بَطْنُها نقله ابنُ القَطّاع . وهِجْرةُ القِيريّ : من أعمالِ كَوْكَبان وقد تقدّم ذِكرها في قير . وهاجِرُ بن عبد مَناف الخُزاعيّ بكسر الجيم وبنتُه لُبْنى بنت هاجِرِ أمُّ أبي لَهَب ذكره السُّهَيْليّ في الروض ونقله الشّاميّ في السِّيرَة . وهاجِرُ بن عُرَيْنة في نسَبِ عبد الرحمن بن رُماحِس الكِنانيّ بكسر الجيم أيضاً . وهذا نَقَلَه الحافظُ في التبصير . وهِجَارُ بن وَبَيْر بن أبي دُعَيْج ككِتاب بطنٌ من بني الحَسَنِ بن عليّ رضي الله عنه . والإمامُ أبو الحسَن عليّ الهُجْويريّ بالضمّ مُؤلِّف : كَشْفُ المَحْجوب . والمَدْفون بلاهور من قُدَماءِ المَشايخ كأنّه إلى هُجْويرة قريةٌ من مُضافات غَزْنِينَ فليُنظَرْ . والهَجَران محرَّكة : اسمٌ للمُشَقَّر وعَطالَة حِصنانِ باليَمامة وهما غير اللذان ذكرَهما المُصنِّف . ومَهْجُورٌ : اسمُ ماءٍ في نواحي المدينة . ومَهْجَرةُ : بَلْدَةٌ في أوّلِ أعمالِ اليمن بينها وبين صَعْدَةَ عِشرونَ فَرْسَخاً
مهجر : أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان واستدركه الصَّاغانِيّ فقال : نقلاً عن ابنِ السِّكِّيت : التَّمَهْجُر : التَّكَبُّر مع الغِنى وأنشد :
سَهْجرَ الرجلُ سهْجَرةً : عدا عدْو فزعٍ ككنفٍ وهو الخائفُ
ومَما يُسْتَدْرَك عليه : البَهْجُورةُ بالفتح : مدينةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى وقد دخلتُهَا . قال الأَدْفَوِيُّ : وأَصلُه : البها مُهْجُورة بضمِّ الميم فلْيُنْظَرْ