الشّجاع كسَحاب وكِتاب وغُراب وهاتان عن اللِّحيانيّ كما حكى ابن السِّكِّيت وأميرٍ نقله الصَّاغانِيّ عن اللحيانيّ أيضاً وكَتِف وعِنَبَةٍ وهذه عن ابْن الأَعْرابِيّ وَأَحْمدَ نَقَلَه الصَّاغانِيّ : الشديدُ القلبِ عند البأس ولا تظهرُ فائدةٌ للتطويلِ بهذه الأوزان ولو قال : الشّجاع مُثَلَّثَةً وكأميرٍ وعِنَبَةٍ وأحْمَدَ كان أَخْصَر وأَجْرَى على قاعدَتِه ج : شجْعَة مثلَّثةً الفتح والكسر عن أبي عُبَيْدة وَشَجَعةٌ محرّكةً وشِجاعٌ كرِجال وشُجْعانٌ بالضَّمّ والكسر الأخيرةُ عن اللحيانيّ وحكى ابن السِّكِّيت عن اللحيانيّ : رجلٌ شُجاعٌ وشِجاعٌ وقومٌ شُجْعانٌ : مثلُ جَريبٍ وجُرْبان وقال ابْن دُرَيْدٍ : لا تَلْتَفِتْ إلى قَوْلِهم : شُجْعان فإنّه غلَطٌ وشُجَعاء مثل قومٌ شَجْعَةٌ وِشجْعَةٌ وحكى غيرُه : شَجَعَةٌ بالتحريك أيضاً ويقال : شُجَعاء وشجْعةٌ وشِجَعَةٌ الأربع اسمٌ للجَمعِ قال طَريفُ بن مالكٍ العَنبَريّ :
حَوْلي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شُجْعَةٌ ... وإذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِي خَضَّمُ وهي شجاعةٌ مُثلّثة وشَجِعةٌ كفَرِحة وشَريفةٍ وشَجْعاء بالفَتْح والمَدّ ج : شَجائِعُ وشِجاعٌ بالكَسْر وشُجُعٌ بضمَّتَيْن الجميعُ عن اللحيانيّ أو شُجاعٌ خاصٌّ بالرِّجالِ ولا تُوصَفُ به المرأةُ كما سَمِعَه أبو زيدٍ من الكِلابيِّين ونقله الجَوْهَرِيّ . والشَّجِعَة من النساء : الجَريئَةُ على الرِّجالِ في كلامِها وسَلاطَتِها . وقد شَجُعَ ككَرُمَ شَجاعَةً ككَرامِة . أَغْفَلَ عنه مع شِدّةِ الاحتِياجِ إليه والاعتذارُ بالشُّهرَةِ مِن مثلِه لا يَنْهَض . وكغُرابٍ وكِتابٍ : الحَيّةُ مُطلَقاً أو الذَّكَرُ منها أو ضَرْبٌ منها صغيرٌ وقال شَمِرٌ في كتابِ الحَيّاتِ : الشُّجاع : ضَرْبٌ من الحَيّاتِ لطيفٌ دَقيقٌ وهو - زعَموا - أَجْرَؤُها قال ابنُ أَحْمَرَ :
وَحَبَتْ له أُذُنٌ يُواقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ كناصِبَةِ الشُّجاعِ المُسْخِدِ
حَبَت : انْتَصبَتْ وناصِبَةُ الشُّجاع : عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنَّظَرِ إذا نَظَرَ . وفي الحديث : " يجيءُ كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ " ج : شُجْعانٌ بالكَسْر والضمِّ الأوّلُ عن اللحيانيّ وقال ابْن دُرَيْدٍ : الكسرُ أَكْثَرُ . منَ المَجاز : الشُّجاع : الصَّفَرُ الذي كون في البطن وفي الصحاح : وتزْعُمُ العربُ أنّ الرجلَ إذا طالَ جوعُه تعرَّضتْ له في بَطْنِه حَيّةٌ يُسَمُّونَها الشُّجاعَ والصَّفَر قال أبو خَراشٍ الهُذَليُّ يُخاطِبُ امرأتَه :
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ لو تَعْلَمينَهُ ... وأُوثِرُ غَيْرِي من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزْهَرِيّ : قال الأَصْمَعِيّ شُجاعُ البطنِ : شِدّةُ الجوع وأنشدَ بيتَ أبي خِراشٍ أيضاً . وشُجاعُ بنُ وَهْبٍ ويقال : ابنُ أبي وَهْبٍ بنِ رَبيعةَ الأسَديُّ حَليفُ بَني عبدِ شَمسٍ : صحابيٌّ رَضِيَ اللهُ عنه كُنيَتُه أبو وَهْبٍ له هِجرَتان وشَهِدَ بَدْرَاً وَبَعَثه النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم رسولاً إلى الحارثِ ابنِ أبي شَمِرٍ الغَسّانيِّ مَلِكِ البَلْقاءِ . وفاتَه : شُجاعُ بن الحارثِ السَّدوسِيُّ له شِعرٌ ذَكَرَه ابنُ فَتْحُون في الصَّحابَة . وبَنو شُجَاعةَ بالضَّمّ : بطنٌ من العرب قاله ابْن دُرَيْدٍ . قلت : وهم شُجَاعةُ بن مالكِ بن كَعْبِ بن الحارثِ بَطنٌ من الأَزْدِ . وبَنو شَجْعٍ بالفَتْح : بَطنٌ من عُذرَةَ بنِ زَيْدِ اللاّتِ ثمّ من كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ قال أبو خِراشٍ :
غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ ووَلَّى ... يَؤُمُّ الخَطْمَ لا يَدْعُو مُجيبا بَنو شِجْعٍ بالكَسْر : بَطنٌ من كِنانةَ وهو شِجْعُ بنُ عامرِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ وهو جَدٌّ للحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَسيدِ بن جابرِ بنِ عُوَيْرةَ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ شِجْع أبو واقِدٍ اللَّيثيُّ الصحابيّ رَضِيَ اللهُ عنه وهو بكُنيَتِه أَشْهَرُ شَهِدَ الفَتحَ ونزلَ في الآخر بمكّة وبها تُوفِّيَ سنةَ ثمانٍ وسِتِّين . والشَّجَع مُحرّكةً في الإبل : سُرعَةُ نَقْلِ القَوائِمِ كما في الصحاح وأنشدَ لسُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ :
فرَكِبْناها على مَجْهُولِها ... بصِلابِ الأرضِ فيهِنَّ شَجَعْ أي بصِلابِ القَوائمِ يقال : جَمَلٌ شَجِعُ القوائمِ ككَتِفٍ وناقةٌ شَجْعَاءُ وشَجِعَةٌ كفَرِحَةٍ قال ابنُ بَرّيّ : لم يَصِفْ سُوَيْدٌ في البيتِ إبِلاً وإنّما وَصَفَ خَيْلاً بدليلِ قَوْلِه بعدَه :
" فَتراها عُصُماً مُنْعَلَةً فيكونُ المعنى في قولِه : بصِلابِ الأرضِ أي بخَيلٍ صِلابِ الحوافرِ وأرضُ الفرَسِ : حَوافرُها وإنّما فسَّرَ الجَوْهَرِيّ صِلابَ الأرضِ بالقوائمِ لأنّه ظنَّ أنّه يصفُ إبِلاً وقد قدّمَ أنَّ الشَّجَع : سُرعةُ نَقْلِ القوائمِ والذي ذَكَرَه الأَصْمَعِيّ في تفسيرِ الشجَعِ في هذا البيتِ أنّه المَضاءُ والجَراءَة . والأَشْجَعُ من الرِّجال كالشُّجاع : مَن فيه خِفّةٌ كالهَوَجِ لقُوَّتِه يُسَمَّى به الأسدُ كما في الصحاح وهو قولُ الليثِ وبه فسَّرَ قولَ العَجّاجِ : فَوَلَدتْ فَرّاسَ أُسْدٍ أَشْجَعا يعني : أمَّ تَميمٍ وَلَدَتْه أَسَدَاً من الأُسودِ . قال الأَزْهَرِيّ : قال الليثُ : وقد قيل : إنَّ الأَشْجَعَ من الرِّجالِ : الذي كأنّ به جُنوناً . قال : وهذا خطَأٌ ولو كان كذلك ما مَدَحَ به الشُّعَراءُ . قولُ الشاعرِ : وأَشْجَعَ أخّاذ يعني : الدَّهْر هكذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وهو قولُ الأعشى والرِّوايةُ :
بأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه ... فمِنْ أيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُوأنتَ خَبيرٌ بأنّه لا يَصِحُّ أنْ يُرادَ بالأَشْجَعِ الدَّهْر ؛ لقولِه : أخَّاذٍ على الدهرِ حُكمَه . فالصوابُ أنّه عَنى بالأَشْجَعِ نَفْسَه أو غير ذلك فَتَأَمَّلْ . الأَشْجَع : الطويلُ وهو البَيِّنُ الشَّجَعِ محرّكةً أي الطُّولِ عن ابْن دُرَيْدٍ وامرأةٌ شَجْعَاءُ بَيِّنَةُ الشَّجَعِ كذلك . والأَشاجِعُ كذا وُجِدَ بخطِّ الجَوْهَرِيّ وفي بعضِ نسَخِ الصحاح : الأَشاجيع : أُصولُ الأصابعِ التي تتَّصِلُ بعَصَبِ ظاهرِ الكَفِّ وفي التهذيب : هي رؤوسُ الأصابعِ بَدَل أصول الواحِدُ أَشْجَعُ كَأَحْمَدَ ومنه قولُ لَبيدٍ :
" يُدخِلُها حتى يُواري أَشْجَعَهْ قال الجَوْهَرِيُّ : وناسٌ يَزعُمونَ أَنَّه إشْجَعْ مثل إصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوثِ وقِيل : الأَشْجَعُ في اليدِ والرِّجْلِ : العصَبُ المَمدودُ فوق السُّلامَى من بين الرُّسْغِ إلى أُصول الأَصابِع فوقَ ظهر الكَفِّ وقيل : هو العظْمُ الذي يصلُ الإصبَعَ بالرُّسْغِ لكُلِّ إصْبِعٍ أَشْجَعُ واحتجَّ الذي قال : هو العصب بقولهم للذئب والأَسدِ : عاري الأَشاجِعِ فمن جعلَ الأَشاجِعَ العصَبَ قال لتلكَ العِظامِ : هي الأَسْناعُ وفي صفةِ أَبي بَكرٍ رضي الله عنه : عاري الأَشاجِعِ وهي مفاصِلُ الأَصابِعِ أَي كان اللحمُ عليها قليلاً وقيل : هو ظاهِرُ عصَبِها . وأَشْجُعُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سعدِ بن قيسِ عَيْلانَ : أَبو قبيلَةٍ من العَرَبِ . وشَجَعَهُ كمنَعَه : غلبَهُ بالشَّجاعةِ يُقالُ : شاجَعْتُه فشَجَعْتُه فهو مَشْجوعٌ مَغلوبُ بالشَّجاعةِ . ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : ما تُغني عنكَ المُساجَعَه إذا طُلِبَتْ منكَ المُشاجَعَة . والشُّجْعَةُ بالضَّمِّ عن ابنِ عبّاد ويفتَحُ : الجَبانُ الضَّعيفُ العاجِزُ الضَّاويُّ الذي لا فُؤادَ لهُ . الفَتْح عن اللِّحيانيِّ . قال ابنُ عَبّادٍ : وأَرى أَنَّ سبيلَه سبيلُ ما جاءَ على فُعَلَة ومعناهُ المَفعولُ كالسُّخَرَةِ وغيرِها . الشَّجْعَةُ بالفتحِ : الفصيلُ تَضَعُه أُمُّه كالمُخَبَّلِ كما في اللسان والتَّكملَةِ عن اللِّحيانِيِّ . والشُّجُعُ بضمَّتينِ : عُروقُ الشَّجَرِ عن ابنِ عبّاد . أَيضاً : لُجُمٌ كانت في الجاهلِيَّةِ تُتَّخَذُ من الخَشَبِ عن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً . قال : الشَّجِعُ ككَتِفٍ : المَجْنونُ من الجِمالِ أَي الذي يعتريه جُنونٌ . الشَّجِعَةُ بِهاءٍ : المَرأَةُ الجَريئَةُ السَّليطَةُ على الرِّجالِ الجَسورَةُ في كلامِها وسَلاطَتِها عن ابنِ عبّادٍ أَيضاً كالشَّجيعَةِ كسَفينَةٍ . وبَنو شِجْعٍ بالكَسر : قبيلَةٌ من كِنانَةَ وقد ذَكرَها قريباً فهو تكرارٌ . ومَشْجَعَةُ : اسمٌ وهو مَشْجَعَةُ بنُ تَميمِ بنِ النَّمِرِ بنِ وبرَةَ : بَطْنٌ من قُضاعَةَ وإليه يرجعُ كلُّ مَشْجِعِيٍّ ذكره ابنُ الجَوانِيِّ والرُّشاطِيُّ . والمُشْجَعُ كمُجْمَلٍ أَي على صيغة اسم المَفعولِ المُنتهي جُنوناً عن ابن عبّادٍ قال : ومنه أُخِذَ الشُّجاع . في الصِّحاح : شَجَّعَه تَشجيعاً : قَوَّى قلبَه وجَرَّأَه أَو قال له : إنَّكَ أَنتَ شُجاعٌ قال سيبويهِ : يُقال : هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمَى بذلك ويُقال لهُ . وتشَجَّعَ الرَّجُلُ : تكلَّفَ الشَّجاعَةَ وأَظْهرَها من نفسِه وليسَ به يقال : تَشَجَّعوا فحملوا عليهم . ومما يُستدرَكُ عليه : اللَّبُؤَةُ الشَّجْعاءُ : هي الجَريئةُ . والأَشْجَعُ : المَجنون وبه فسَّرَ بعضٌ قولَ الأَعشَى السَّابِقَ . وقَوائمُ شَجِعاتٌ : سريعَةٌ خفيفةٌ قال :
" على شُجِعاتٍ لا شِحابٍ ولا عُصْلِ والشَّجَع مُحرَّكَة : المَضاءُ والجُرأَةُ . والشَّجْعَةُ بالفتح : الطَّويلُ المُضْطَرِبُ وأَيضاً الزَّمِنُ وفي المَثَلِ : أَعمى يَقودُ شَجْعَةً ويقال للحَيَّةِ : أَشْجَع قال :
" ... فقَضى عليهِ الأَشْجَعُ جَمعُه : أَشاجِعُ ومنه حديثُ أَبي هُرَيرَةَ في مَنع الزَّكاةِ : " إلاّ بُعِثَ عليه يومَ القيامَةِ سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَهُ " أَي حَيَّاتٍ وقيل : هو جَمعُ أَشْجِعَةٍ وأَشْجِعَةٌ : جَمْعُ شُجاعٍ وهو الحَيَّةُ . والشَّجْعَمُ : الضَّخْمُ من الحَيّات وقيل : هو الخبيثُ المارِدُ وذهب سيبويه إلى أَنَّه رُباعِيٌّ وأَنشدَ الأَحمرُ :قد سالَمَ الحَيّاتُ منه القَدَما ... الأُفْعُوانُ والشُّجاعُ الشَّجْعَما والأَشْجَع : الجَسيم ُ وقيل : الشَّابُّ هكذا فسَّر به بعضُهم قولَ الأَعشى السابقَ