" الصَّوْحُ بالفتح والضّمّ " لغتان صحيحتانِ والفتح عن ابن الأَعرابيّ : " حائطُ الوادِي " . وفي الحديث " أَن مُحلِّمَ بن جَثَّامةَ اللَّيْثيّ قَتَلَ رَجلاً يقول : لا إِلهَ إِلاّ اللهُ فلمّا مات هو دَفَنُوه فلفَظَتْه الأَرضُ فأَلْقَتْه بين صَوْحَيْنِ فأَكَلتْه السِّبَاعُ " . قيل : هو " أَسْفَلُ الجَبَلِ أَو وَجْهُه القائمُ " تَراه " كأَنّه حائطٌ " . وأَلْقَوْه بين الصّوْحَيْنِ : أَي بين الجَبَلَيْنِ . فأَمّا ما أَنشده بعضهم :
وشِعْبٍ كشَكِّ الثَّوْبِ شَكْسٍ طَرِيقُه ... مدَارِجُ صُوحَيْه عِذَابٌ مَخاصِرُ
تَعَسَّفْتُه باللَّيْلِ لم يَهْدِني له ... دَلِيلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ
فإِنّما عَنَى فَماً قَبَّله فجَعَلَه كالشِّعْب لِصغَرِه ومَثَّله بشَكِّ الثَّوْبِ وهي طريقةُ خِيَاطتِه لاستواءِ مَنابِت أَضْراسِه وحُسْنِ اصْطفافِها وتَراصُفِها وجَعلَ رِيقه كالماءِ وناحِيَتَيِ الأَضْرَاسِ كصُوحَيِ الوَادِي . " والتَّصَوُّحُ : التَّشَقُّقُ " في الشَّعرِ وغيرِه " كالانْصِياح " . يقال : انْصاحَ الثَّوْبُ انْصِياحاً : إِذا تَشقَّقَ من قِبلَ نَفْسِه . وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ " اللّهُمَّ انْصَاحَتْ جِبالُنا " أَي تَشقَّقتْ وجَفَّتْ لعَدَمِ المَطَرِ . وفي حديث ابن الزُّبير : " " فهو " يَنْصَاحُ عليكم بِوَابِلِ البَلاَيَا " أَي يَنْشَقّ . التَّصَوُّحُ : " تَنَاثُرُ الشَّعرِ " وتَشقُّقُه مِن قِبَلِ نَفْسِه . وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ " كالتَّصيُّح " وكذلك البَقْلُ والخَشَبُ ونحوُهما لُغة في تَصَوَّحَ . وقد صَيَّحَتْه الرِّيحُ والحَرُّ والشَّمْسُ مثل صَوَّحَتْه . وتَصَيَّحَ الشَّيْءُ : تَكَسَّرَ وتَشقَّقَ . وصَيَّحْتُه أَنا . التَّصوُّحُ : " أَن يَيْبَسَ البَقْلُ من أَعْلاهُ " وفي نُدُوَّةٌ قال الرّاعي :
وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمَالَ وآذَنَتْ ... مَذَانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتصوِّحُ " والتَّصْوِيحُ : التَّجْفِيفُ " . في اللّسَان : يقال : تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ تَمَّ يُبْسُه . وقيل : إِذا أَصابتْه آفةٌ ويَبْسَ . قال ابن بَرِّيّ : وقد جاءَ صَوَّحَ البقلُ غيرَ متعدٍّ بمعنَى تَصَوَّحَ : إِذا يَبِسَ وعليه قولُ أَبي عليٍّ البصير
ولكِنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ ... وصَوَّحَ نَبْتُهَا رُعِيَ الهَشِيمُ وصَوَّحَتْه الرِّيحُ : أَيْبَسَتْه . قال ذو الرُّمّة :
وصَوَّحَ البَقْلَ نَئَّاجٌ تَجِيءُ به ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ وقال الأَصمعيّ : إِذا تَهَيَّأَ النَّبَاتُ لليُبْسِ قيل : قد اقْطَارّ فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل : قد تَصَوَّحَ . قال الأزهري : وتَصَوُّحه من يُبْسِه زَمَانَ الحَرِّ لا مِن آفةٍ تُصيبُه . وفي الحديث " نَهَى عن بَيْعِ النَّخْلِ قبلَ أَن يُصوِّح " أَي قبلَ أَن يَسْتَبِينَ صَلاَحُه وجَيِّدُه من رَدِيئِه . ويُرْوَى بالرّاءِ وقد تقدّمَ . وفي حديث عليّ : " فَبادِروا العِلْمَ من قَبِلِ تَصْوِيحِ نَبْتِه " . " والصُّوَاح كغُرَابٍ : الجِصّ " بكسر الجيم . قال الأَزهريّ عن الفرّاءِ قال : الصُّوَاحِيّ : مأْخوذٌ من الصُّوَاح وهو الجِصّ وأَنشد :
جَلَبْنَا الخَيْلَ مِن تَثْلِيثَ حتَّى ... كأَنَّ على مَنَاسِجِها صُوَاحَا هكذا رواه ابنُ خالَويه منصوباً قال : شَبَّه عَرَقَ الخَيْلِ لمّا ابْيَضَّ بالصُّوَاح وهو الجصّ . الصُّوَاحُ أَيضاً : " عَرَقُ الخَيلِ " . وأَنشد الأَصمعيّ :
جَلبْنَا الخَيْلَ دامِيَةً كُلاهَا ... يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّوَاحُ وفي رواية : يَسيل ؛ كذا في الصّحاح والبيت الأَوّل من التّهذيب . الصُّوَاح : " مَا غَلَبَ عليه الماءُ من اللَّبَنِ " ؛ قاله أَبو سيعدٍ وهو الضَّيَاحُ والشَّهَابُ . الصُّوَاح : " الرِّخْوَةُ " وفي اللّسَان : النَّجْوَةُ " من الأَرْضِ . و " الصُّوَاح : " طَلْعُ النَّخْلِ " حين يَجِفّ فَيَتناثَر ؛ عن أَبي حَنيفَة . تقول : هذه السّاحة كأَنّها " الصّاحَة " : وهي " أَرْضٌ لا تُنْبِت شيئاً أَبداً " أَي لا خَيْرَ فيها . الصُّوَّاحة " كرُمّانة : ما تَشقَّقَ من الشَّعرِ و " ما " تَناثَر " منه وكذا من الصُّوف . من المَجاز : " انْصَاحَ القَمَرُ " انْصِياحاً إِذا " اسْتَنارَ " . وانْصاحَ الفَجْرُ والبرْقُ : أَضاءَ . وأَصلُه الانْشِقاق . " والمُنْصَاحُ " في قول عَبيدٍ يَصف مَطراً قد ملأَ الوِهَادَ والقَراراتِ
فأَصْبَحَ الرَّوْضَ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... ما بَيْن مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ هو " الفَائِض الجارِي على " وَجْهِ " الأَرْضِ " كذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ . قال شَمِرٌ : ويروَى : " مُرتفِقٍ " وهو المُمْتَلِئُ . والمرْتتِق من النباتِ : الّذي لم يَخرُجْ نَوْرُه وزَهْرُه من أَكْمَامِه . والمُنْصاحُ : الّذِي قد ظَهَرَ زَهْرُه . ورُوِيَ عن أَبي تَمّام الأَسَديّ أَنه أَنشده :
" من بَيْنِ مُرْتفِقٍ منها ومِنْ طَاحِيوالطّاحِي : الّذِي فاضَ وسالَ وذَهَبَ . " وصاحَاتُ : جِبالٌ بالسَّراةِ " . " وصاحَتَانِ : ع " . " وصَاحَةُ " : مَوْضعٌ و " جَبَلٌ " . قال بِشْر بن أَبي خازم :
تَعرُّضَ جأْبَهِ المِدْرَى خَذُولٍ ... بِصَاحَةَ في أَسِرَّتِهَا السِّلاَمُ قال ابن الأَثير : الصَّاحَةُ " هِضَابٌ حُمْرٌ قُرْبَ عَقِيقِ المَدِينَةِ " وقد جاءَ ذِكْرُهَا في الحديث . " والصُّوحَانُ بالضّمّ : اليابِسُ " وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ . " ونَخْلةٌ صُوحانَةٌ : كَزَّةُ السَّعَفِ " يابِستُه . " وصُحْتُه " أَصُوحُه أَي " شَقَقْتُه فانْصاحَ " أَي انْشَقّ . " وبنو صُوحانَ من " بني " عبدِ القَيْس " . وزَيْدُ بن صُوحَانَ بنِ حَجَرِ بنِ الحارِثِ أَبو سليمانَ وقيل : أَبو عائشةَ أَسلَمَ في عهد النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم وله تَرجمةٌ حَسنةٌ . وأَخوه صَعْصَعةُ بن صُوحانَ وسَيْحانُ بنُ صُوحَانَ . قال :
" قَتَلْتُ عِلْيَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي