الطَّيْفُ : الغَضَبُ وبه فَسَّرَ ابنَ عَبّاسٍ قولَه تعالى : " إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ " وهو قولُ مُجاهِد أَيضاً . وقال الأزهري : الطَّيْفُ في كلامِ العَربِ الجُنُونُ وهكذا رواه أَبو عُبَيْد عن الأَحْمَرِ قالَ : قِيلَ للغَضَبِ : طَيْفٌ لأَنّ عَقْلَ من غَضِبَ يَعْزُبُ حتى يَتَصَّورَ في صُورةِ المَجْنُونِ الذي زالَ عقلُه . وقالَ اللَّيْثُ : كلُّ شيءٍ يَغْشَى البَصَرَ من وَسْواسِ الشَّيْطانِ فهو طَيْفٌ . وقال ابن دريدٍ : الطَّيْفُ : الخَيالُ : الطّائِفُ في المَنامِ يُقال : طَيْفُ الخَيالِ وطائِفُ الخَيالِ . أَو طَيْفُ الخَيالِ : مَجِيئُه فِي المَنامِ قال أُمَيَّةُ الهُذَليُّ :
ألا يا لَقَوْمِي لِطَيْفِ الخَيالِ ... أَرَّقَ من نازِحٍ ذِي دَلالِ وطافَ الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطافاً هذا قولُ الأَصْمَعِيِّ وقالَ أَبو المُفَضَلِ : يَطُوفُ طَوْفاً فهي واويَّةٌ يائِيَّةٌ وقال كَعْبٌ بنُ زُهَيْرٍ :
أَنَّى أَلمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ... ومَطافُه لكَ ذِكْرَةٌ وشُعُوفُ
وإِنما قِيل لطائِفِ الخَيالِ : طَيْفٌ ؛ لأَنَّ أَصْلَه طَيِّفٌ كَميْتٍ ومَيِّتٍ من ماتَ يَمُوتُ وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو والكِسائِيُّ ويَعْقُوبُ وأَبو حاتمٍ قولَه تعالَى : " طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ " والباقُونَ طائِفٌ وقال الفَرّاءُ : الطّائِفُ والطَّيْفُ سواءٌ وهو ما كانَ كالخَيالِ والشَّيء يُلِمُ بكَ . وابنُ الطَّيْفانِ كالحَيْرانِ : خالِد ابنُ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ أَحَدُ بَنِي مالِكِ ابنِ يَزِيدَ بن دارِمٍ شاعِرٌ فارِسٌ وطَيْفانُ أُمُّه . وابنُ الطَّيْفانِيَّةِ : عمْرُو بنُ قَبِيصَة أَحَدُ بَنِي يَزِيدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دارِمٍ وهي أُمُّه شاعرٌ أَيضاً نقَلَه الصاغانِي . وطَيَّفَ تَطْيِيفاً وطَوَّفَ أَكْثَرَ الطَّوافَ وإِنّما ذَكَر طَوَّفَ - وهو واوِيٌّ - اسْتِطْراداً ونَصُّ الجَمْهَرةِ لابنِ دُرَيْدٍ : وأَطافَ وطَيَّفَ وتَطَيَّفَ بِمَعْنَىً فتَأَمّلْ
ومما يُستدركُ عليه : الطِّيفُ بالكسرِ : الخَيالُ نفسُه عن كُراعٍ . والطّيافُ ككِتابٍ : سَوادُ اللَّيْلِ وقِيلَ : هو بالنُّون وقد تَقَدم وبهما رَوِى ما أَنْشَدَه اللَّيْثُ :
" عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طِيافَا وتَطَيَّفَ : أَكْثرَ الطَّوافَ
فصل الظّاءِ المُشالَةِ مع الفاءِ