الفعل بالكسر : حركة الإنسان وقال الصاغاني : هو إحداث كل شيء من عمل أو غيره فهو أخص من العمل . أو كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد كما في المحكم وقيل : هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير أولا كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا قاله ابن الكمال . وقال الراغب : الفعل : التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإيجاده أو بغيره ولما كان لعلم أو بغيره ولما كان بقصد أو غيره ولما كان من الإنسان أو الحيوان أو الجماد والعمل مثله والصنع أخص منهما انتهى . وقال الحرالي : الفعل : ما ظهر عن داعية من الموقع كان عن علم أو غير علم لتدين كان أو غيره وقال الجويني : الفعل : ما كان في زمن يسير بلا تكرير والعمل : ما تكرر وطال زمنه واستمر ورد بحديث : " ما فعل النغير " . والفعل عند النحاة : ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة وقال السعد في شرح التصريف : الفعل : بالكسر : اسم لكلمة مخصوصة . وبالفتح مصدر فعل كمنع وفعل به يفعل فعلا وفعلا فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وقال قوم : المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر قال ابن كمال : ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء في المصدر قال شيخنا وفيه نظر وقيل : لا نظير له لفعله يفعله فعلا إلا سحره يسحره سحرا وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا وصرع يصرع صرعا وصرعا وقرأ بعضهم : " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " . الفعل : كناية عن حياء الناقة وعن فرج كل أنثى . الفعال كسحاب : اسم الفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه قاله الليث . الفعال : الكرم قال هدبة :
ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا أو يكون الفعال فعل الواحد خاصة في الخير والشر يقال : فلان كريم الفعال وفلان لئيم الفعال قاله ابن الأعرابي قال الأزهري : وهذا هو الصواب ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح . قال المبرد : الفعال يكون في المدح والذم وهو مخلص لفاعل واحد وإذا كان من فاعلين فهو فعال بالكسر قال الأزهري : وهذا هو الجيد قلت : وهو إذن مصدر فاعل . وهو أيضا جمع فعل كقدح وقداح وبئر وبئار كما في الصحاح . الفعال : نصاب الفأس والقدوم ونحوه كالمطرقة قال ابن بري : الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس فإنها مكسورة الفاء يقال : يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان والحدثان : الفأس التي لها رأس واحدة وقال ابن الأعرابي : الفعال : العود الذي في خرت الفأس يعمل به وقال ابن مقبل في نصاب القدوم وسماه فعالا :
وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت ... هوي قدوم القين حال فعالها قال ابن فارس : لا أدري كيف صحتها وأنشد ابن الأعرابي :
أتته وهي جانحة يداها ... جنوح الهبرقي على الفعال ج : فعل ككتب . والفعلة محركة : صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه لأنهم يفعلون قال ابن الأعرابي : والنجار يقال له : فاعل . قلت : وقد خص به الآن من يعمل بالطين ويحفر الأساس . الفعلة كفرحة : العادة . من المجاز : افتعل عليه كذبا وزورا : أي اختلقه قال ذو الرمة :
غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا وقال ابن الأعرابي : افتعل فلان حديثا : إذا اخترقه وأنشد :
ذكر شيء يا سليمى قد مضى ... ووشاة ينطقون المفتعلقال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل بالفتح أي على صيغة اسم المفعول أي جاء بأمر عظيم قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل وجاء بالمفتعل من الخطأ . ويقال : عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل : إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . وفعال كقطام قد جاء بمعنى افعل . وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك :
تعرض ضيطارو فعالة دوننا ... وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة وهي قبيلة معروفة . ومما يستدرك عليه : الفعال بالفتح : مصدر كذهب ذهابا نقله الجوهري . ويجمع الفعل على أفعال كقدح وأقداح . وقوله تعالى : " وفعلت فعلتك التي فعلت " أراد المرة الواحدة كأنه قال : قتلت النفس قتلتك وقرأ الشعبي : " فعلتك " بالكسر على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها ؛ لأنه قتله بوكزة هذا عن الزجاج قال : والأول أجود . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة . واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل : فعالة وفعولة وأفعولة ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري ؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها فعل كقولك : فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن وفاعلاتن مستفعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر . ويقال : شعر مفتعل : إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل . وقوله تعالى : " وكنا فاعلين " أي قادرين على ما نريده . وقوله تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي مؤتون قاله الزجاج وقيل : معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون . وتقول : إن الرشا تفعل الأفاعيل وتنسي إبراهيم وإسماعيل الأفاعيل : جمع أفعول أو إفعال : صيغة تختص بما يتعجب منه قاله السعد في حواشي الكشاف وهو عربي وقيل : مولد . وقال الراغب : والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بينهما فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه فهو أعم من المنفعل ؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان والطرب الحاصل من الغناء وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل : لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله عز وجل فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر