وصف و معنى و تعريف كلمة فتودعاكن:


فتودعاكن: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على فاء (ف) و تاء (ت) و واو (و) و دال (د) و عين (ع) و ألف (ا) و كاف (ك) و نون (ن) .




معنى و شرح فتودعاكن في معاجم اللغة العربية:



فتودعاكن

جذر [ودع]



معنى فتودعاكن في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**وَدَعٌ**، ةٌ - [و د ع]. "وَدَعُ البَحْرِ" : مَحَارَةٌ، صَدَفَةٌ أَحْجَامُهَا مُتَفَاوِتَةٌ.


معجم الغني
**وَدْعٌ** - ج:** وُدُوعٌ**. [و د ع]. 1. "وَدْعُ الْمَيِّتِ" : قَبْرُهُ. 2. "هَذَا وَدْعُهُ" : قَدَرُهُ الَّذِي يُرْمَى فِيهِ.
معجم الغني
**وَدَّعَ** - [و د ع]. (ف: ربا. متعد، م. بحرف).** وَدَّعْتُ**،** أُوَدِّعُ**،** وَدِّعْ**، مص. تَوْدِيعٌ. 1. "وَدَّعَ الابْنُ أَهْلَهُ" : فَارَقَهُمْ مُحَيِّياً لَهُمْ. "رَاحَتْ عَصَافِيرُ التِّينِ تَحُطُّ وَتَطِيرُ وَتُزَقْزِقُ مَرِحَةً كَأَنَّهَا تُنْشِدُ لَحْناً تُوَدِّعُ بِهِ النَّهَارَ". (حنا مينه). 2. "وَدَّعُوا الضَّيْفَ" : شَيَّعُوهُ. 3. "وَدَّعَ أَيَّامَ اللَّهْوِ" : تَرَكَهَا، أَقْلَعَ عَنْهَا.**![الضحى آية 3]**** مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى**! ( قرآن).

4. "وَدَّعَ الثَّوْبَ فِي الصِّوَانِ" : وَدَعَهُ، صَانَهُ، حَفِظَهُ فِي صِوَانٍ. 5. "وَدَّعَ الصَّبِيَّ" : جَعَلَ فِي عُنُقِهِ الوَدَعَ.
معجم الغني
**وَدَعَ** - [و د ع]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف). (مَاضِيهِ وَمَصْدَرُهُ قَلِيلَا الاسْتِعْمَالِ).** وَدَعْتُ**،** أَدَعُ**،** دَعْ**، مص. وَدْعٌ. 1. "وَدَعَ الرَّجُلُ" : سَارَ إِلَى الدَّعَةِ وَالسُّكُونِ. 2. "وَدَعَ الطَّيْرُ" : سَكَنَ، اِسْتَقَرَّ، اِطْمَأَنَّ. 3. "وَدَعَ الْمُسَافِرُ النَّاسَ" : تَرَكَهُمْ خَافِضِينَ وَادِعِينَ. 4. "وَدَعَ النَّاسُ الْمُسَافِرَ" : تَرَكُوهُ وَسَفَرَهُ مُتَمَنِّينَ لَهُ دَعَةً إِلَى أَنْ يَعُودَ. 5. "وَدَعَ الثَّوْبَ بِالثَّوْبِ" : وَدَّعَهُ، حَفِظَهُ، صَانَهُ. 6. "وَدَعَ مَالَهُ فِي الْمَصْرِفِ" : تَرَكَهُ وَدِيعَةً. 7. "دَعْ عَنْكَ لَوْمِي" : اُتْرُكْ، تَخَلَّ...


معجم الغني
**وَدُعَ** - [و د ع]. (ف: ثلا. لازم).** وَدُعْتُ**،** أَوْدُعُ**، مص. دَعَةٌ، وَدَاعَةٌ. 1. "وَدُعَ الرَّجُلُ" : سَكَنَ، اِسْتَقَرَّ، اِطْمَأَنَّ. "يَغْضَبُ بِسُرْعَةٍ وَلَكِنْ سُرْعَانَ مَا يَوْدُعُ". 2. "وَدُعَ الرَّجُلُ" : تَرَفَّهَ.


معجم اللغة العربية المعاصرة
أودعَ يُودع، إيداعًا، فهو مُودِع، والمفعول مُودَع • أودع أموالَه في الخزينة: صانها "أودع النَّصَّ المعتمد في دار المحفوظات- أودع سيَّارتَه في المخزن". • أودعَ نقودَه صديقَه: سلَّمها إليه لتكون عنده وَديعة أي أمانة. • أودعه السِّجْنَ: أدخله فيه "أودع أباه دار المسنّين: أولاها رعايته". • أودعه سرَّه: باح له به وسأله كتمانه، ائتمنه عليه. • أودع كلامَه معنًى حسنًا: ضمَّنه هذا المعنى "أودع كتابًا خواطرَه".
معجم اللغة العربية المعاصرة
استودعَ يستودع، استيداعًا، فهو مُستودِع، والمفعول مُستودَع • استودع الشَّخْصَ مالاً: أودعه إيّاه؛ تركه عنده وديعة أي أمانة يستردُّها وقتما شاء "استودعته كلَّ مصوغاتها وسافرت- {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}".

• استودعه اللهَ: ودَّعه تاركًا إيّاه في عناية الله "أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه".
المعجم الوسيط
ـَ ( يَدَعُ ) وَدْعاً: صار إلى الدَّعَة والسكون. وـ سكن واستقرّ فهو وديع، ووادع. وـ المسافرُ الناسَ: خلَّفهم خافضين وادعين. وـ الناس المسافر: تركوه وسفره متمنِّين له دَعة يصير إليها إذا قَفَل. وـ فلان الشيء: تركه. وقرئ: {ما وَدَعَك ربّك}. وفي الحديث: ( لينتَهينَّ قوم عن وَدْعهم الجُمعات ). وـ الثَّوب بالثَّوب: صانه.( وَدُعَ ) ـُ ( يَوْدُعُ ) دَعَة، ووَداعة: سكن واستقرّ. وـ ترفَّهَ. فهو وديع.( أوْدَعَ ) الشيء: صانه. وـ الفرس ونحوه: أراحه وصيَّره إلى الدَّعَة والسكون. وـ فلاناً الشيء: دفعه إليه ليكون عنده وديعة.( وَادَعَ ) فلان فلاناً: صالحه وسالمه وهادنه. وـ تاركه.( وَدَّعَ ) المسافر الناس: فارقهم مُحَيِّياً لهم. وـ الناس المسافر: شيَّعوه مُحَيِّين له، متمنِّين له دَعَة يصير إليها إذا قفل. وـ الشيء: تركه. وفي التنزيل العزيز: {ما ودَّعَكَ ربُّكَ}. وـ صانه في صُِوانه. ويقال: ودَّعَ الثوب: جعله في صُِوان يصونه. وـ الصَّبيّ: وضع في عنقه الوَدَع. وـ فرسَه: رفَّهه. فهو موَدَّع، ومَوْدُوع ( على غير قياس ).( اتَّدَعَ ): سكن واستقرّ. وـ لزم السكينة والوقار. وـ صار صاحب دَعة وراحة.( تَوَادَعَ ) القومُ: ودَّعَ بعضهم بعضاً. وـ تصالحوا. وـ أعطى بعضهم بعضاً عهداً.( تَوَدَّعَ ): لزم السّكينة والوقار. وـ صار صاحِبَ دَعة وراحة. وـ القوم: ودَّع بعضهم بعضاً. وـ فلان الشيء: صانه في مِيدَع. وـ فلاناً: ابتذله في حاجته.( تُوُدِّعَ ) من فلان: سُلِّم عليه للتَّوديع. وـ يُئِس من صَلاحه. وفي الحديث: ( إذا لم يُنكر الناس المنكَرَ فقد تُوِدِّع منهم ).( اسْتَوْدَعَ ) فلاناً وديعة: استحفظه إياها.( الاسْتيداعُ ): إعفاء الضابط أو الموظف من العمل قبل سنّ المعاش. يقال: أحيل الضابط على الاستيداع. ( محدثة ).( الإيدَاعُ ): ( في الاقتصاد ): وضع البضائع المستوردة في مخازن تابعة لدوائر ( الجَمَارك ) أو تحت إشرافها. ( مج ).( التَّدَاعَةُ ): الخفض والسعة في العيش.( التُّدَْعَةُ ): التَّدَاعَة.( الدَّعَةُ ): التَّداعة.( المُسْتَوْدَعُ ): مكان الوديعة. وـ مكان آدم وحوَّاء في الجنة. ومنه قول العباس: من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يُخصَف الورَقُ. ( المُوَدَّعَةُ ): الناقة لا تُركب ولا تُحلب.( المُودَعُ ): ذو الدَّعة.( المَوْدُوعُ ): السكينة. وـ الوقار. يقال: عليك بالمودوع. وـ ذو الدَّعة.( المِيدَاعَةُ ): الرجل الذي يحب الدَّعة. ( ج ) مَوَادِع.( المِيدَعُ ): الثوب الذي تبتذله وتودّع به ثياب الزِّينة ليوم الحفل. وـ الثَّوب الخَلَق. ( ج ) مَوادِع. ويقال: ما له مِيدع: ما له من يكفيه العمل.( المِيدَعَةُ ): الثوب المبتذل. وـ ثوب غير ذي كُمَّين يُلبس فوق الثياب وقاية لها من وسخ العمل. ( ج ) موادع.( الوَدَاعُ ): تشييع المسافر. و( ثَنِيّة الوَدَاع ): موضع بالمدينة؛ لأنّ من سافر إلى مكَّة كان يودَّع ثمَّة ويشيَّع إليها. وجاء مجموعاً في الشعر في قولهم: طلع البدر علينا من ثَنيّات الوداع. ( الوَدْعُ ): الغَرْض يُرْمَى فيه. وـ القَبر، أو الحظيرة حوله.( الوَدَْعُ ): خَرز بيض جُوف، في بطونها شَقّ كشقّ النَّواة، تتفاوت في الصِّغر والكبر. الواحدة: ودَْعَة.و( ذو الوَدَْع ): الصبيّ؛ لأنَّه يُقلَّدها ما دام صغيراً.و( ذات الوَدع ): الأوثان، أو الكعبة؛ لأنَّه كان يُعلَّق الودع في سُتورها. وـ سفينة نوح. وكانت العرب تُقسم بها.( الوَدِيعُ ): ذو الدَّعة. وـ من الخيل: المستريح الصَّائر إلى الدعة والسكون. وـ المَقبَرة. وـ العَهْد. ( ج ) ودائع.( الوَدِيعَةُ ): ما استودع. ( ج ) ودائع.


مختار الصحاح
و د ع : التَّوْدِيعُ عند الرحيل والاسم الوَدَاعُ بالفتح وقوله تعالى { ما وَدَّعك ربُّك } قالوا ما تركك و الوَدَعَاتُ خرز بيض تخرج من البحر تتفاوت في الصغر والكبر الواحدة وَدَعَةٌ بسكون الدال وفتحها و الدَّعَةُ الخفض تقول منه وَدُعَ الرجل بضم الدال فهو وَدِيعٌ أي ساكن و وَادِعٌ أيضا مثل حَمُض فهو حامِض و المُوَادَعَةُ المُصالحة و التَّوَادُعُ التَّصالح وقولهم دع ذا أي اتركه وأصله وَدَع يَدَع وقد أُمِيت ماضيه فلا يٌال وَدَعه وإنما يقال تركه ولا وَادِعٌ ولكن تارك وربما جاء في ضرورة الشِّعر وَدَعَهُ و مَوْدُوعٌ أيضا على الأصل و الوَدِيعَةُ واحدة الوَدَائِعُ يقال أَوْدَعَهُ مالا أيضا قبِله منه وديعة وهو من الأضداد و اسْتَوْدَعَهُ وديعة استحفظه إياها
الصحاح في اللغة
التَوديعُ عند الرحيل. والاسم الوَداعُ. وتَوْديعُ الفحلِ: اقتناؤه للفِحْلة. وقوله تعالى: "ما وَدَّعَكَ رَبُّك"، قالوا: ما تركك. وتَوْديعُ الثوبِ: أن تجعله في صوانٍ يصونه. والوَدَعاتُ: مَناقِفُ صِغار تُخْرَجُ من البحر، وهي خَرَزٌ بيضٌ تتفاوت في الصغر والكبر. قال الشاعر: ولا ألقي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطي   لأَخْـدَعَـهُ وغِـرَّتَـهُ أُريدُ الواحدة وَدْعَةٌ وَوَدَعَةٌ أيضاً بالتحريك. قال الشاعر: والحِلمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ والدَعَةُ: الخفضُ، والهاء عوض عن الواو. تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَديعٌ، أي ساكنٌ، ووادِعٌ أيضاً. يقال: نال فلانٌ المكارم وادِعاً من غير كلفةٍ. ورجلٌ مُتَّدِعٌ، أي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ. والمُوادَعَةُ: المصالحةُ. والتَوادُعُ: التصالحُ. وقولهم: عليك بالمَوْدوعِ، أي بالسكينة والوقار. وقولهم: دَعْ ذا، أي اتركْه. وأصله وَدَعَ يَدَعُ وقد أُميتَ ماضيه، لا يقال وَدَعَهُ وإنَّما يقال تركه، ولا وادِعٌ ولكن تاركٌ وربما جاء في ضرورة الشعر: وَدَعَهُ فهو مَوْدوعٌ على أصله. وقال: ليتَ شعري على خَليلي ما الذي   غالَهُ في الحُبِّ حتَّـى وَدَعَـهْ وقال خُفافُ بن نُدْبة: إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرضهُ من سمائِهِ   جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ أي متروكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ. والوَديعَةُ: واحدة الودائِع. قال الكسائي: يقال أوْدَعْتُهُ مالاً، أي دفعته إليه ليكون وَديعَةً عنده. وأوْدَعْتُهُ أيضاً، إذا دفع إليك مالاً ليكون وديعةً عندك فقبلتَها. وهو من الأضداد. واسْتَوْدَعْتُهُ وَديعَةً، إذا استحفظته إيَّاها. قال الشاعر: اسْتَوْدَعَ العِلْمَ قِرطاساً فَضَيَّعَـهُ   فبئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمَ القراطيسُ والميدَعُ والميدَعَة: واحدة الموادِعِ. قال الكسائي: هي الثِياب الخُلقانُ التي تُبْتَذَلُ، مثل المَعاوِزِ. والأوْدَعُ: اسمٌ من أسماء اليربوع.
تاج العروس

الوَدْعَةُ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ ج : وَدَعَاتٌ مُحَرَّكَةً : مَناقِيفٌ صِغارٌ وهِيَ : خَرَزٌ بَيضٌ تَخْرُجُ منَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ في الصِّغَرِ والكِبَرِ كما في الصِّحاحِ زادَ في اللِّسانِ : جُوفُ البُطونِ بَيْضاءُ تُزَيَّنُ بها العَثَاكِيلُ شَقُّهَا كشَقِّ النَّواةِ وقِيلَ : في جَوفْهِا دُودَةٌ كَلحْمَةٍ كما نَقَله الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْثِ وفي اللِّسانِ : دُوَيْبَّةٌ كالحَلَمَةِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَيْنِ ونَصُّ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ : تُعَلَّقُ منَ العَيْنِ ومنْهُ الحَدِيثُ : منْ تَعَلَّقَ ودَعَةً فلا وَدَعَ اللهُ لَهُ

وقالَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ : إنَّ هذهِ الخَرَزاتِ يَقْذِفُها البَحْرُ وإنَّهَا حَيَوانٌ منْ جَوْفِ البَحْرِ فإذا قَذَفَها ماتَتْ ولَهَا بَرِيقٌ وحُسْنُ لَوْنٍ وتَصْلُبُ صَلابَةَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ وتُتَّخَذُ منْهَا القَلائِدُ واسْمُها مُشْتَقٌّ منْ وَدَعْتُه بمَعْنَى تَرَكْتُه لأنَّ البَحْرَ يَنْضُبُ عَنْهَا ويَدَعُها فَهِيَ وَدَعٌ مِثْلُ قَبْضٍ وقَبَضٍ فإذا قُلْتَ بالسُّكُونِ فهِيَ منْ بابِ ما سُمِّيَ بالمَصْدَرِ انتهى

وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ وهُوَ عَلْقَمَةُ ابنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ وفي العُبَابِ واللِّسَانِ عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ :

ولا أُلْقِي لِذِي الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأخْدَعَهُ وغِرَّتَه أُرِيدُ قالَ ابنُ بَرِّي : صَوابُ إنْشادِه :

" أُلاعِبُهُ وزَلَّتَه أُرِيدُ ومِثْلُه في العُبابِ ويُرْوَى أيْضاً : ورَبَّتَهُ ورِيبَتَه وغِرَّتَهُ

وشاهِدُ الوَدْعِ بالسُّكُونِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :

كأنَّ أُدْمَانَها والشَّمْسُ جانِحَةٌ ... وَدْعٌ بأرْجائِهَا فَضٌّ ومَنْظُومُ وشاهِدُ المُحَرَّكِ ما أنْشَدَهُ السُّهَيْليُّ في الرَّوْضِ :

إنَّ الرُّوَاةَ بلا فَهْمٍ لما حَفِظُوا ... مِثْلُ الجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ الوَدَعُ

" لا الوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُولا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ وفي البَيْتِ الأخِيرِ شاهِدُ السُّكونِ أيْضاً

وشاهِدُ الوَدَعَةِ ما أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ :

" والحِلْمُ حِلْمُ صَبِيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قلتُ : وهكذا أنْشَدَهُ السُّهَيلِيُّ في الرَّوْضِ والبَيْتُ لأبِي دُوادٍ الرُّؤَاسِيِّ والرِّوايَةُ :

السِّنُّ منْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبِيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ وذاتُ الوَدَعِ مُحَرَّكَةً هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ بالسُّكُونِ : الأوْثَانُ ويُقَالُ : هُوَ وَثَنٌ بعَيْنِه وقِيلَ : سَفِينَةُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ وبكُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ ابنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ :

كَلاّ يَميناً بذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا الأخِيرُ قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ قالَ : يَحْلِفُ بها وكانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بها وتَقُولُ : بذَاتِ الوَدْعِ وقالَ أبو نَصْرٍ : هِيَ الكَعْبَةُ شَرَّفَهَا اللهُ تعالى لأنَّهُ كان يُعَلَّقُ الوَدَعُ في سُتُورِهَا فهذه ثلاثةُ أقوالٍ

وذُو الوَدَعاتِ مُحَرَّكَةً : لَقَبُ هَبْنَّقَةَ واسْمُه يَزِيدُ بنُ ثَرْوانَ أحَدُ بنَي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ لُقِّبَ بهِ لأنَّه جَعَلَ في عُنُقِه قِلادَةً منْ وَدَعٍ وعِظامٍ وخَزَفٍ مع طُولِ لِحْيَتِه فسُئلَ عن ذلكَ فقالَ : لِئَلا أضِلَّ أعْرِفُ بها نَفْسِي فسَرَقَها أخُوهُ في لَيْلَةٍ وتَقَلَّدَها فأصْبَحَ هَبَنَّقَةُ ورَآهَا في عُنُقِهِ فقالَ : أخي أنتَ أنا فمنْ أنا فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ فقالُوا : أحْمَقُ منْ هَبَنَّقَةَ قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جريراً :

" فَلْوْ كانَ ذا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوتْبهِ كَفُّهُ أعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا

ووَدَعَه كوَضَعَهُ وَدْعاً ووَدَّعَهُ تَوْدِيعاً بمَعْنىً واحدٍ الأوَّلُ رَواهُ شَمِرٌ عنْ مُحارِبٍ

والاسْمُ الوَدَاعُ بالفَتْحِ ويُرْوَى بالكَسْرِ أيْضاً وبهِمَا ضَبَطَه شُرّاحُ البُخَارِيِّ في حَجَّةِ الوَادعِ وهُوَ الواقِعُ في كُتُبِ الغَرِيبِ قالَهُ شَيْخُنا وهُوَ أي الوَداعُ : تَخْلِيفُ المُسَافِرِ النّاسَ خافِضينَ وادِعينَ وهُمْ يُودِّعُونَه إذا سافَرَ تَفاؤُلاً بالدَّعَةِ الّتِي يَصِيرُ إليْهَا إذا قَفَلَ أي : يَتْرُكُونَه وسَفَرَه كما في العُبابِ قالَ الأعْشَى :

ودِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ ... وهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيُّهَا الرَّجُلُ ؟ وقالَ شَمِرٌ : التَّوْدِيعُ يَكُونُ للحَيِّ وللمَيِّتِ وأنْشَدَ للبَيدٍ يَرْثِي أخاهُ :

فوَدِّعْ بالسّلامِ أبا حُرَيْزٍ ... وقَلَّ وَدَاعُ أرْبَدَ بالسَّلامِ وقالَ القَطامِيُّ :

قِفِي قَبْلَ التَّفرُّقِ يا ضُبَاعا ... ولا يَكُ مَوْقِفُ مِنْكِ الوَدَاعا أرادَ : ولا يكُنْ مِنْكِ مَوْقِفُ الوَداعِ وليَكُنْ مَوْقِفَ غِبْطَةٍ وإقامَةٍ لأنَّ مَوْقِفَ الوَداعِ يَكُونُ مُنَغِّصاً من التَّباريحِ والشَّوْقِ وقالَ الأزْهَرِيُّ : التَّوْدِيعُ وإنْ كانَ أصْلهُ تَخْلِيفَ المُسَافِرِ أهْلَه وذَوِيهِ وادِعِينَ فإنَّ العَرَبَ تَضَعُه مَوْضِعَ التَّحِيَّةِ والسَّلامِ لأنَّه إذا خَلَّف دَعَا لَهُمْ بالسَّلامَةِ والبَقَاءِ ودَعَوْا له بمِثْلِ ذلكَ ألا تَرَى أنَّ لَبِيداً قالَ في أخِيهِ وقدْ ماتَ :

" فوَدِّعْ بالسَّلام أبا حُرَيْزٍ أرادَ الدُّعاءَ بالسّلامِ بَعْدَ مَوْتِه وقدْ رثاهُ لَبِيدٌ بهذا الشِّعْرِ ووَدَّعَه تَوْدِيعَ الحَيِّ إذا سافَرَ وجائِزٌ أنْ يَكُونَ التَّوْدِيعُ : تَرْكَه إيّاهُ في الخَفْضِ والدَّعَةِ انْتَهَى . ومنْهُ قولُه تعالى : ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى بالتَّشْدِيدِ أي : ما تَرَكَكَ مُنْذُ اخْتَارَكَ ولا أبْغَضَكَ مُنْذُ أحَبَّكَ ومنْهُ حديثُ أبي أُمَامَةَ عنْدَ رَفْعِ المائِدَةِ غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنَا وقيلَ : مَعْنَاهُ : غيرُ مَتْرُوكِ الطَّاعَةِ

وَدُعَ الشَّيءُ ككَرُمَ ووَضَعَ وَدْعاً وَدَعَةً ووَداعَةً فهُوَ وَدِيعٌ ووادِعٌ سَكَنَ واسْتَقَرَّ وصارَ إلى الدَّعَةِ كاتَّدَعَ تُدْعَةً بالضَّمِّ وتُدَعَةً كهُمَزَةٍ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَةِ الأُولَى أي : وَدُعَ ككَرُمَ وزادَ : ووادِعٌ أيْضاً أي : ساكِنٌ مثل : حَمُضَ فهُوَ حامِضٌ يُقَالُ : نال فُلانٌ المَكَارِمَ وادِعاً أي : منْ غَيرِ كُلْفَة وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ :

أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لمْ يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى ففُوادِي مُنْتَزَعْ أي لمْ يَتَّدِعْ ولم يَقَرَّ ولم يَسْكُنْ وفي اللِّسانِ : وعليْه أنْشَدَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ الفَرَزْدَقِ :

وعَضُّ زَمَانٍ يا ابْنَ مَرْوانَ لَمْ يَدَعْ ... منَ المالِ إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّفُ فمَعْنَى لَمْ يَدَعْ : لَمْ يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ والجُمْلَةُ بَعْدَ زَمان في مَوْضِعِ جَرٍّ لكَوْنِهَا صِفَةً له والعائِدُ منْهَا إليه مَحْذُوفٌ للعِلْمِ بموضِعِه والتَّقْدِيرُ فيهِ : لَمْ يَدَعْ فيهِ أو لأجْلِهِ منَ المالِ إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّفُ فيَرْتَفِعُ مُسْحَتٌ بفِعْلِه ومُجَلَّفٌ عَطْفٌ عليهِ وقيلَ : لم يَسْتَقِرَّ وأنْشَدَ سَلَمَةُ : إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ أي : لم يَتْرُكْ من المالِ إلا شَيئاً مُسْتَأْصَلاً هالِكاً أو مُجَلَّفٌ كذلكَ ونَحْو ذلكَ رَواهُ الكِسَائِيُّ وفَسَّرَهُوالمَوْدُوعُ : السَّكِينَةُ يُقَالُ : عَلَيْكَ بالمَوْدُوعِ أي : السَّكِينَةِ والوَقَارِ ولا يُقَالُ منْهُ : وَدَعَهُ كما لا يُقَالُ منَ المَيْسُورِ والمَعْسُورِ : يَسَرَهُ وعَسَرَهُ كما في الصِّحاحِ وقالَ ابنُ سِيدَه : وقدْ تَجِيءُ الصِّفَةُ ولا فِعْلَ لها كما حُكِيَ من قَوْلِهِمْ : رَجُلٌ مَفْؤُودٌ للجَبَانِ ومُدَرْهَمٌ للكَثِيرِ الدَّراهِمِ ولمْ يَقُلولوا : فُئِدَ ولا دُرْهِمَ وقالُوا : أسْعَدَهُ اللهُ فهُوَ مَسْعُودٌ ولا يُقَالُ : سُعِدَ إلا في لُغَةٍ شاذَّةٍ

والوَدِيعَةُ : واحِدَةُ الوَدَائِعِ كما في الصِّحاحِ وهي ما استُودِعَ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبيدٍ رضي الله عنه :

وما المالُ والأهْلُونَ إلا وَدِيعَةٌ ... ولا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ وأنْشَدَه الإمامُ مُحْيي الدِّينِ عَبْدُ القادِرِ الطَّبَرِيُّ إمامُ المَقامِ في طَيِّ كتابٍ إلى المُفْتِي وَجِيهِ الدِّينِ عَبْد الرَّحمن بنِ عِيسَى المُرْشِدِيِّ المَكّيّ يُعَزِّيهِ في وَلَدِه حُسَيْنٍ ما نَصّه :

" فما المالُ والأبْنَاءُ إلا وَدائِعٌ . . الخ والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ ما ذَكَرْنا

والوَدِيعُ كأمِيرٍ : العَهْدُ ج : ودَائِعُ ومنْهُ كتَابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : لكُمْ يا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ ووَضَائِعُ المالِ أي العُهُودُ والمَواثِيقُ وهُوَ منْ تَوادَعَ الفَرِيقانِ : إذا تعاهدَا على تَرْكِ القِتالِ وكانَ اسْمُ ذلكَ العَهْدِ وَدِيعاً وقالَ ابنُ الأثِيرِ : ويَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدُوا بها ما كانُوا اسْتُودِعُوهُ من أمْوالِ الكُفّارِ الّذِينَ لمْ يَدْخُلوا في الإسْلامِ أرادَ إحلالَها لَهُم لأنَّهَا مالُ كافِرٍ قُدِرَ عليهِ منْ غَيْرِ عَهْدٍ ولا شَرْطٍ ويَدُلُّ عليهِ قَوْلُه في الحديثِ : مالَمْ يَكُنْ عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ

والوَدِيعُ منَ الخَيْلِ : المُسْتَرِيحُ الصائِرُ إلى الدَّعَةِ والسُّكُونِ كالمَوْدُوعِ على غَيْرِ قِيَاسٍ والمُودَعِ لم يَضْبِطْه فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ كمُكْرَمٍ كما هو في النُّسَخِ كُلِّها وكمُعَظَّمٍ وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ قالَ ابنُ بُزُرْجَ : فَرَسٌ وَدِيعٌ ومَوْدُوعٌ ومُودَعٌ وأنْشَدَ لذِي الإصْبَعِ العَدْوَانِيِّ :

أُقْصِرُ منْ قَيْدِه وأُودِعُهُ ... حتى إذا السِّرْبُ ريعَ أو فَزِعَا فهذا يَدُلُّ على أنَّه منْ أوْدَعَه فَهُو مُودَوعٌ

وقالَ ابنُ بَرِّيّ في أماليهِ : وتَقُولُ : خَرَجَ زَيْدٌ فَوَدَّعَ أباهُ وابْنَه وكَلْبَه وفَرَسَه وهُوَ فَرَسٌ مُوَدَّعٌ ووَدَّعَه أي : وَدَّعَ أباهُ عِنْدَ السَّفَرِ من التَّوْدِيعِ ووَدَّعَ ابنْه : جَعَلَ الوَدْعَ في عُنُقِهِ وكَلْبَه : قَلَّدَه الوَدْعَ وفَرَسَه : رَفَّهَهُ وهُوَ فَرَسٌ مُوَدَّعٌ ومَوْدُوعٌ على غَيْرِ قِياسٍ

ووَدَعَ الشَّيءَ : صانَهُ في صِوانِه فهذا يَدُلُّ على أنَّه منْ وَدَعَه فهو مُودَعٌ ومَوْدُوعٌ ويَشْهَدُ لما قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ ما أنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لمِتُمِمِّ بنِ نُوَيْرَةَ رضي الله عنه يَصِفُ ناقَتَه :

قاظَتْ أُثالَ إلى الملا وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ قالَ : تُودَعُ أي : تُوَدَّعُ وتُسَنُّ أي : تُصْقَلُ بالرِّعْيِ

والتُّدْعَةُ بالضَّمِّ وكهُمَزَةٍ وسحابَةٍ والدَّعَةُ بالفَتْحِ على الأصْلِ والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ والتاءُ في التُّدْعَةِ على البَدَلِ : الخَفْضُ والسُّكُونُ والرّاحَةُ والسَّعَةُ في العَيْشِ وقد تَوَدَّعَ واتَّدَعَ فهُوَ مُتَّدِعٌ : صاحِبُ دَعَةٍ وسُكُونٍ ورَاحَةٍ

والمِيدَعُ والمِيدَعَةُ والمِيداعَةُ بالكَسْرِ في الكُلِّ : الثَّوبُ المُبْتَذَلُ قالَ الكِسَائِيُّ : هِيَ الثِّيَابُ الخُلْقَانُ الّتِي تُبْذَلُ مِثْلُ المَعاوزِ وقالَ أبو زَيدٍ : المِيدَعُ : كُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَه مِيدَعاً لِثَوْبٍ جَديدٍ تُودِّعُه بهِ أي تَصُونُه بهِ ويُقَالُ : مِيداعَةٌ ج : مَوادعُ هُوَ جَمْعُ مِيدَعٍ وأصْلُه الواوُ لأنَّكَ وَدَّعْتَ بهِ ثَوْبَكَ أي : رَفَّهْتَه بهِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :" هِيَ الشَّمْسُ إشْرَاقاً إذا ما تَزَيَّنَتْوشِبْهُ النَّقَى مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ قالَ الأصْمَعِيُّ : المِيدَعُ : الثَّوْبُ الّذِي تَبْتذِلُه وتُوَدِّعُ بهِ ثِيَابَ الحُقُوقِ ليَوْمِ الحَفْلِ وإنَّما يُتَّخَذُ المِيدَعَ ليُودَعَ بهِ المَصُونُ

وتَوَدَّعَ ثِيَابَ صَوْنِه : إذا ابْتَذَلَها وفي الحديثِ : صَلَّى مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ وعَلَيْهِ ثَوْبٌ ممَزَّقٌ فلمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بثَوْبٍ فقالَ : تَوَدَّعْهُ بخَلَقِكَ هذا أي : صُنْه بهِ يُرِيدُ : الْبَسْ هذا الّذِي دَفَعْتُ إليْكَ في أوْقاتِ الاحْتِفَالِ والتَّزَيُّنِ

وثَوْبٌ مِيدَعٌ صِفَةٌ وقدْ يُضَافُ وعلى الأوَّلِ قَوْلُ الضَّبِّيِّ :

أُقِدِّمُه قُدّامَ نَفْسِي وأتَّقِي ... بهِ المَوْتَ إنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيَدعُ ويُقَالُ : هذا مِبْذَلُ المَرْأَةِ ومِيدَعُها ومِيَدَعَتُها الّتِي تُوَدِّعُ بها ثِيَابَها ويُقَالُ للثَّوْبِ الّذِي يُبْتَذَلُ : مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوَزٌ ومِفْضَلٌ وقالَ شَمِرٌ : أنشَدَنِي أبو عَدْنانَ :

" في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أرْبَعُ

" مُبْتَذَلاتٌ ما لَهُنَّ مِيدَعُ يُقَالُ : مالَهُ ميدَعُ أي : مالَهُ منْ يَكْفِيهِ العَمَلَ فيَدَعُه أي : يَصُونُهُ عن العَمَلِ

وكَلامٌ مِيدَعٌ أي يُحْزِنُ لأنَّه يُحْتَشَمُ منْهُ ولا يُسْتَحْسَنُ قالَه اللِّحْيَانِيُّ

وحَمامٌ أوْدَعُ إذا كانَ في حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ وفي اللِّسانِ : طائِرٌ أوْدَعُ : تَحْتَ حَنَكِه بَياضٌ

وثَنِيَّةُ الوَداعِ : بالمَدِينَةِ على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقدْ جاءَ ذِكْرُهَا في حديثِ ابنِ عُمَرَ في مُسَابَقَةِ الخَيْلِ سُمِّيَتْ لأنَّ منْ سافَرَ منْهَا إلى مَكَّةَ شَرَّفها الله تعالى كانَ يُوَدَّعُ ثمَّ أي هناكَ ويُشَيَّعُ إلَيْهَا كما في العُبَابِ و الّذِي في اللِّسانِ : أنّ الوَداعَ وادٍ بمَكَّةَ وثَنِيَّةُ الوَداعِ مَنْسُوبَةٌ إليْهِ ولَمّا دخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إماْ مَكَّةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْنَ :

طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا ... منْ ثَنِيَّاتِ الوَداعِ

وجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا ... ما دَعا للهِ داعِ ووَداعَةُ : مِخْلافٌ باليَمَنِ عن يَمِينِ صَنْعاءَ

ووَداعَةُ بنُ جُذَامٍ هكذا بالجِيمِ في النُّسَخِ وفي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ أو حَرَامٍ أوْرَدَهُ المُسْتَغْفِرِيُّ وقالَ : في إسْنَادِ حديثهِ نَظَرٌ

ووَدَاعَةُ بنُ أبي زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ شَهِدَ صِفِّينَ معَ عليٍّ وقُتِلَ أبوه يَوْمَ أحُدٍ

وودَاعَةُ بنُ أبي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ هكذا وَقَعَ في النُّسَخِ التَّصْرِيحُ باسْمِه ولَهُ وِفَادَةٌ في إسْنَادِ حَديثِه مَقَالٌ تَفَرَّدَ بهِ الكَلْبِيُّ : صحابِيُّونَ رضي الله عنهم

ووَدَاعَةُ بنُ عَمْرو بنِ عامِرِ بن ناسِج بنِ رافِعِ بنِ ذِي بارِقِ بنِ مالِكِ بنِ جُشَمَ : أبو قَبِيلَةِ منْ بَنِي جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدانَ منْهُم الأجْدَعُ بنُ مالكِ بنِ أُمَيَّةَ الوَدَاعِيُّ ابن مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ أو هُوَ وادِعَةُ بتَقْدِيمِ الألِفِ كما في جَمْهَرَةِ النَّسَبِ عِنْدَ أهْلِ النَّسَبِ والمَعْرُوفُ عِنْدَنا والأجْدَعُ المَذْكُورُ أدْرَكُ الإسلامَ وبقي إلى زَمانِ عُمَرَ رضي الله عنه

ووادِعُ بنُ الأسْوَدِ الرّاسِبِيُّ كذا في التَّبْصِيرِ وهو الصَّوابُ ووقَع في العُبابِ الرِّياشِيّ : مُحَدِّثُ رَوَى عن الشَّعْبِيِّ

والقاضِي أبو مُسْلِمٍ وادِعُ بنُ عَبدِ الله المَعَرِّيُّ : ابنُ أخي أبي العَلاءِ أحْمَدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ التَّنُوخِيِّ المَعَرّيِّ المَشْهُورِ

ووَدِيعَةُ بنُ جُذَامٍ هكذا بالجِيمِ وفي المَعاجِمِ بالخاءِ وهُوَ الّذِي أنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجلاً لَمْ تُرِدْهُ فرَدَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذلكَ النِّكاحَووَدِيعَةُ بنُ عَمرو الجُهَنِيُّ حَلِيفُ بنِي النَّجّارِ : صحابِيّانِ رضي الله عنهما الأخِيرُ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ

ودَعْهُ أي : اتْرُكْهُ وأصْلُه ودَعَ يَدَعُ كوَضَعَ يَضَعُ كما في الصِّحاحِ ومنْهُ الحديثُ : دَعْ ما يُرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ وقالَ عمرو بنُ مَعْدِ يَكَرِبَ :

إذا لمْ تَسْتَطِعْ أمْراً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما تَسْتَطِعْ قالَ شَيْخُنا : اخْتَلَفَ أهْلُ النَّظَرِ هَلْ دَعْ وذَرْ مُتَرادِفَانِ أو مُتَخالِفانِ ؟ فذهَبَ قَوْمٌ إلى الأوَّلِ وهُوَ رَأْيُ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ وذهَبَ أكْثَرُونَ إلى الفَرْقِ بَيْنَهُمَا فقالَ : دَعْ ويَدَعْ يُسْتَعْمَلانِ فيما لا يُذَمُّ مُرْتَكِبُه لأنَّه منَ الدَّعَةِ وهِيَ الرَّاحَةُ ولذا قيلَ لمُفَارَقَةِ النّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً : مُوَادَعَةٌ وعَدَمَ اعْتِدادٍ لأنَّهُ منَ الوَذْرِ وهُوَ قَطْعُ اللُّحَيْمَةِ الحَقِيرَةِ كما أشارَ إليهِ الرّاغِبُ فلذا قال تعالى : أتْدُعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ دُونَ تَدَعُونَ معَ ما فيهِ من الجِنَاسِ وقيلَ : دَعْ : أمْرٌ بالتَّرْكِ قَبْلَ العِلْمِ وذَرْ بَعْدَهُ كما نُقِلَ عن الرّازِيِّ قيلَ : وهذا لا يُساعِدُه اللُّغَةُ ولا الاشْتِقاقُ وقد أُمِيتَ ماضِيهِ لا يُقَالُ : وَدَعَهُ وإنَّمَا يُقَالُ في ماضِيهِ : تَرَكَهُ كما في الصِّحاحِ وزادَ : ولا وادِعٌ , ولكن تارِكٌ ورُبَّمَا جاءَ في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ ودَعَهُ وهُوَ مَوْدُوعٌ على أصلهِ وقالَ الشّاعِرُ يُقَالُ : هُو أبو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ كما قالَهُ ابنُ جِنِّي و الّذِي في العُبابِ أنَّه لأنَسِ بنِ زُنَيْمٍ اللَّيْثِيِّ ورَوى الأزْهَرِيُّ عن ابْنِ أخِي الأصْمَعِيِّ أنَّ عَمَّهُ أنْشَدَه لأنَس هذا :

لَيْتَ شِعْرِي عن خَلِيلي ما الّذِي ... غالَهُ في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ وآخرهُ :

لا يَكُنْ بَرْقُكَ بَرْقاً خُلَّباً ... إنّ خَيرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : وقدْ رُوِيَ البَيْتَانِ لهُمَا جَمِيعاً وقالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ :

إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمَائِهِ ... جَرَى وهُوَ مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ أي مَتْرُوكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ كما في الصِّحاحِ

قلتُ : وفي كِتابِ تَقْوِيمِ المُفْسَدِ والمُزَالِ عن جِهَتِه لأبي حاتِمٍ أنّ الرِّوايَةَ في قَوْلِ أنَسِ بنِ زُنَيْمٍ السّابِقِ : غالَهُ في الوَعْدِ ومَنْ قالَ : في الوُدِّ فقد غَلِطَ وقالَ : كأنَّه كانَ وَعدَه شَيئاً . قلتُ : ويَدُلُّ لهذهِ الرِّوايَةِ البَيْتُ الّذِي بَعْدَهُ وقدْ تقَدَّمَ

وقالَ ابنُ بَرِّيّ في قَوْلِ خُفَافٍ الّذِي أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ مَوْدُوعٌ هُنا منَ الدَّعَةِ الّتِي هِيَ السُّكُونُ لا منَ التَّرْكِ كما ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ أي : أنَّهُ جَرَى ولمْ يَجْهَدْ

وفي اللِّسانِ : وَدَعَهُ يَدَعُهُ : تَرَكَه وهي شاذَّةٌ وكلامُ العَرَبِ دَعْنِي وذَرْنِي ويَدَعُ ويَذَرُ ولا يَقُولونَ : وَدَعَتُك ولا وَذَرْتُكَ اسْتَغْنَوا عنْهَا بتَرْكْتُكَ والمَصْدَرُ فيهما : تَرْكاً ولا يُقَالُ : وَدْعاً ولا وَذْراً وحكاهُمَا بَعْضُهُم ولا وادِعٌ وقدْ جاءَ في بَيْت أنْشَدَهُ الفارِسِيُّ في البَصْرِيّاتِ :

فأيُّهُما ما أتْبَعَنَّ فإنَّنِي ... حَزِينٌ على تَرْكِ الّذِي أنا وادِعُ قالَ ابنُ بَرِّيّ : وقدْ جاءَ وادِعٌ في شِعْرِ مَعْنِ بنِ أوْسٍ :

عليهِ شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصَا ... يُسَاجِلُهَا حَمّاتِه وتُسَاجِلُهْ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ يَصِفُ نَفْسَه :

فسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه ... ثُمَّ لمْ يُدْرِكْ ولا عَجْزاً وَدَعْ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لآخر :

سَلْ أمِيرِي ما الّذِي غَيَّرَه ... عنْ وِصالِي اليَوْمَ حتى وَدَعَهْ وأنْشَدَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ في الفَتْحِ :

ونَحْنُ وَدَعْنَا آلَ عَمْرو بنِ عامِرٍ ... فَرَائِسَ أطْرَافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْرِوقالوُا : لمْ يُدَعْ ولمْ يُذَرْ شاذٌّ والأعْرَفُ لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وهو القِياسُ وقُرِئَ شاذّاً ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى أي ما تَرَكَكَ وهي قِرَاءَةُ عُرْوَةَ ومُقَاتِلٍ وقَرَأ أبو حَيْوَةَ وأبو البَرَهْسَمِ وابنُ أبي عَبْلَةَ ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ والباقُونَ بالتَّشْدِيدِ والمَعْنَى فيهمَا واحِدٌ وهِيَ قِرَاءَتُه صلى الله عليه وسلم فيمَا رَوَى ابنُ عَبّاسٍ رضي الله عنهما عَنْهُ وجاءَ في الحديثِ : لَيَنْتَهِينَ أقْوَامٌ عنْ وَدْعِهِم الجُمُعاتِ أو ليَخْتِمَنَّ اللهُ على قُلُوبِهِم ثمَّ ليَكُونُنَّ من الغَافِلينَ رواهُ ابنُ عباسٍ أيْضاً وقالَ اللَّيثُ : العَرَبُ لا تَقُولُ : وَدَعْتُه فأنا وادِعٌ أي : تَرَكْتُه ولكنْ يَقُولونَ في الغابِرِ : يدَعُ وفي الأمْرِ دَعْه وفي النَّهْيِ لا تَدَعْهُ وأنْشَدَ :

وكانَ ما قَدَّمُوا لأنْفُسِهمْ ... أكْثَرَ نَفْعاً منَ الّذِي وَدَعُوا يَعْنِي تَرَكُوا وقالَ ابنُ جِنِّي : إنّمَا هذا على الضَّرُورَةِ لأنَّ الشّاعِرَ إذا اضْطُرَّ جازَ لَهُ أنْ يَنْطِقَ بما يُنْتِجُهُ القيَاسُ وإنْ لَمْ يُرِدْ بهِ سَماعٌ وأنْشَدَ قَوْلَ أبي الأسْوَدِ السّابِقَ قالَ : وعليْهِ قراءَةُ ما وَدَعَكَ لأنّ التَّرْكَ ضَرْبٌ من القِلَى قال : فهذا أحْسَنُ منْ أنْ يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأنَّ اسْتِعْمالَ وَدَعَ مراجَعَةُ أصْلٍ وإعْلالَ اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ ونَحْوِهِما منَ المُصَحَّحِ تَرْكُ أصْلٍ وبَيْنَ مُراجَعَةِ الأُصُولِ وتَرْكِهَا ما لا خَفَاءَ بهِ قال شَيْخُنَا عِنْدَ قَوْلهِ : وقدْ أُمِيتَ ماضِيهِ قلتُ : هي عِبَارَةُ أئِمَّةِ الصَّرْفِ قاطِبَةً وأكْثَرُ أهْلِ اللُّغَةِ ويُنَافِيه ما يَأْتِي بأثَرِهِ منْ وُقُوعِه في الشِّعْرِ ووُقُوعِ القَراءَةِ فإذا ثَبَتَ وُرُودُه ولو قَلِيلاً فكَيْفَ يُدَّعَى فيهِ الإماتَة ؟ قلت : وهذا بعَيْنِه نَصُّ اللَّيثِ فإنّه قالَ : وزَعَمَتِ النَّحْوِيَّةُ أنَّ العَرَبَ أماتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوا عنْهُ بتَرْكٍ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أفْصَحُ العَرَبِ وقد رُوِيَتْ عَنْهُ هذهِ الكَلِمَةُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : وإنّمَا يُحْمَلُ قَوْلُهُم على قِلَّةِ استِعْمَالِهِ فهُوَ شاذٌّ في الاسْتِعْمَالِ صَحِيحٌ في القِيَاسِ وقد جاءَ في غَيْرِ حديثٍ حتى قُرِئَ بهِ قولُه تعالى : ما وَدَّعَكَ وهذا غايَةُ ما فَتَحَ السَّمِيعُ العَلِيمُ فتَبَصَّرْ وكُنْ منَ الشّاكِرِينَ

ووَدْعانُ : ع قُرْبَ يَنْبُعَ وأنْشَدَ اللَّيْثُ :

" ببيضِ وَدْعَانَ بَسَاطٌ سِيُّ ووَدْعانُ : عَلَمٌ

ووَدَعَ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ كوَضَعَ فأنَا أدَعُه : صانَهُ عنِ الغُبَارِ قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ

ومَوْدُوعٌ : عَلَمٌ وأيْضاً : اسْمُ فَرَس هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّيّ وكانَ هَرِمٌ قُتِلَ في حَرْب داحس وفيهِ تَقُولُ نائِحَتُه :

يا لَهْفَ نَفْسِي لَهْفَةَ المَفْجُوعِ ... ألا أرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

منْ أجْلِ سَيِّدِنا ومَصْرَعِ جَنْبِه ... عَلِقَ الفُؤادُ بحَنْظَلٍ مَصْدُوع وقالَ الكِسائِيّ : يُقَالُ : أوْدَعْتُه مالاً أي : دَفَعْتُه إليْهِ ليَكُونَ وَدِيعَةً عِنْدَه

قالَ : وأوْدَعْتُه أيْضاً أي : قَبِلْتُ ما أوْدَعَنِيهِ أي ما جَعَلَه وَدِيعَةً عِنْدِي ضِدٌّ هكذا جاءَ به الكِسَائِيِّ في بابِ الأضدادِ وأنْكَرَ الثانيَ شَمِرٌ وقالَ أبو حاتِمٍ : لا أعْرِفُهُ قالَ الأزْهَرِيُّ : إلا أنَّه حَكَى عن بَعْضِهِم : اسْتَودَعَنِي فُلانٌ بَعِيراً فأبَيْتُ أنْ أُودِعَهُ أي : أقْبَلَهُ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ في كِتَابِ المَنْطِقِ والكِسَائِيُّ لا يَحْكِي عَنِ العَرَبِ شَيئاً إلا وقَدْ ضَبَطَهُ وحَفِظَهُ وأنْشَدَ :

" يا ابْنَ أبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ

" أوْدَعْتُكَ اللهُ الّذِي هُوَ حَسِبِييَهْ وتَوْدِيعُ الثَّوْبِ : أنْ تَجْعَلَه في صِوَانٍ يَصُونُهُ لا يَصِلُ إليهِ غُبَارٌ ولا رِيحٌ نَقَلَه الأزْهَرِيُّ

ورَجُلٌ مُتَّدِعٌ بالإدْغامِ : صاحِبُ دَعَةٍ ورَاحَةٍ كما في اللِّسانِأو مُتَّدِعٌ : يَشْكُو عُضْواً وسائِرُه صَحِيحٌ كما في المُحِيطِ

وفَرَسٌ مَوْدُوعٌ وَوَدِيعٌ ومُودَع كمُكْرَمٍ : ذُو دَعَةٍ وقدْ تقدَّمَ هذا بِعَيْنِهِ وذكَرَ هُنَاكَ أنَّ مُودعاً جاءَ على الأصْلِ مُخَالِفاً للقياسِ فإنَّ ماضِيَهُ وَدَّعَهُ تَوْدِيعاً : إذا رَفَّهَه ثمَّ هذا الّذِي ذَكَرَهُ تَكْرارٌ معَ ما سَبَقَ له فتأمَّلْ

واتَّدَعَ بالإدْغامِ تُدْعَةً وتُدَعَةً وَدَعَةً تقارَّ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً :

ثمَّ وَلّى وجِنَابانِ لَه ... منْ غُبَارٍ أكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ والوَدْعُ بالفَتْحِ : القَبْرُ أو الحَظِيرَةُ حَوْلَه و الّذِي حكاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ عن المَسْرُوحِيِّ أنّ الوَدْعَ : حائِرٌ يُحَاطُ عليهِ حائِطٌ يَدْفِنُ فيهِ القَوْمُ مَوْتاهُم وأنْشَدَ :

" لعَمْرِي لقَدْ أوْفَى ابنُ عَوْفٍ عَشِيَّةًعلى ظَهْرِ وَدْعٍ أتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه

" وفي الوَدْعِ لوْ يَدْرِي ابْنُ عَوْفٍ عَشِيَّةًغِنَى الدَّهْرِ أو حَتْفٌ لمَنْ هُوَ طالِعُهْ ولهذينِ البَيْتَيْنِ قِصَّةٌ غَرِيبَةٌ نَقَلها المَسْرُوحِيُّ تقدَّمَ ذِكْرُها في جمهر وجَمْعُ الوَدْعِ وُدُوعٌ عن المسروحِيِّ أيْضاً

والوَدْعُ : اليَرْبُوعُ ويُحَرَّكُ كِلاهُمَا في المُحِيطِ وفي اللِّسانِ كالأوْدَعِ وهذا عن الجَوْهَرِيِّ قال : هُوَ من أسْمَائِهِ

واسْتَوْدَعْتُه وَدِيعَةً : اسْتْحَفَظْتُه إيّاهَا قالَ الشّاعِرُ :

استُودِعَ العِلْمَ قِرْطَاسٌ فَضَيَّعَهُ ... فَبِئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ القَرَاطِيسُ كما في الصِّحاحِ وفي اللِّسانِ : اسْتَوْدَعَهُ مالاً وأوْدَعَهُ إيّاهُ : دَفَعَهُ إليْه ليَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ :

حتى إذا ضَرَبَ القُسُوسُ عَصَاهُمُ ... ودَنَا من المُتَنَسِّكِينَ رُكُوعُ

أوْدَعْتَنا أشْيَاءَ واسْتَوْدَعْتَنَا ... أشْيَاءَ لَيْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ والمُسْتَوْدَعُ على صِيغَةِ المَفْعُولِ في شِعْرِ سَيِّدِنا أبي عبدِ اللهِ العَبّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يمْدَحُه صلى الله عليه وسلم :

منْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ هُوَ المَكَانُ الّذِي تُجْعَلُ فيهِ الوَدِيعَةُ وأرادَ بهِ المَكَان الّذِي جُعِلَ فيهِ آدَمُ وحَوّاءُ عَلَيْهِما السَّلامُ منَ الجَنَّةِ واسْتُودَعاهُ وقولُه : يُخْصَفُ الوَرَقُ عَنَى بهِ قَوْلَه تعالى : وطَفِقَا يَخْصِفانِ عليهِمَا منْ وَرَقِ الجَنَّةِ وقَوْلُ ذي الرُّمَّةِ :

كأنَّهَا أُمُّ ساجِي الطَّرْفِ أخْدَرَهَا ... مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ أي تُوارِي وَلَدَ هذه الظَّبْيَةِ الخَمَرُ وقَوْلُ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ :

إنَّ الحَوَادِثَ يَخْتَرِمْنَ وإنَّمَا ... عُمْرُ الفَتَى في أهْلِه مُسْتَوْدَعُ أي وَدِيعَةُ يُسْتعادُ ويُسْتَرَدُ

أو المُسْتَوْدَعُ : الرَّحِمُ وقوْلُه تعالى : فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ : ما في الأرْحَامِ وقرَأ ابنُ كَثِيرٍ وأبو عَمْروٍ : فمُسْتَقِرٌّ بكسرِ القافِ وقَرَأ الكُوفِيُّونَ ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ بالفَتْحِ وكُلُّهُم قالُوا : فمُسْتَقَرٌّ في الرَّحِمِ ومُسْتَوْدَعٌ في صُلْبِ الأبِ رُوِيَ ذلكَ عن ابْنِ مَسْعُودٍ ومُجَاهِدٍ والضَّحّاكِ ومنْ قَرَأَ بكَسْرِ القافِ قالَ : مُسْتَقِرٌّ في الأحْيَاءِ ومُسْتَوْدَعٌ في الثَّرَى

ووادَعَهُمْ مُوادَعَةً : صالحَهُم وسالَمَهُمْ على تَرْكِ الحَرْبِ والأذَى وأصْلُ المُوَادَعَةِ : المُتَارَكَةُ أي : يَدَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا ما هُوَ فيهِ ومنْهُ الحديثُ : كانَ كَعْبٌ القُرَظِيُّ مُوَادِعاً لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

وتَوَادَعَا : تَصَالحَا وأعْطَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ : الآخَرَ عَهْداً ألا يَغْزُوه قالَهُ الأزْهَريُّ

وتَوَدَّعه : صانَهُ في مِيدَعٍ أي صِوانٍ عن الغُبَارِ وأنْشَدَ شَمِرٌ قولَ عُبَيْدٍ الرّاعِي :وتَلْقَى جارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إذا ما حانَ يَوْماً أن يَبِينَا

ثَناءً تُشْرِقُ الأحْسَابُ مِنْهُ ... بهِ نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا أي نَقِيهِ ونَصُونُه وقيلَ : أي نُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً

وتَوَدَّعَ فلانٌ فُلاناً : ابْتَذلَهُ في حاجَتِهِ وكذلكَ تَوَدَّعَ ثِيابَ صَوْنِه : إذا ابْتَذَلَها فكأنَّهُ ضِدٌّ

ويُقَالُ : تُوُدِّعَ مني مَجْهُولاً ' أي : سُلِّمَ عليَّ كذا في نَوَادِرِ الأعْرابِ

وقوْلُه صلى الله عليه وسلم : إذا رَأْيتَ أُمَّتِي تَهابُ الظّالِمَ أنْ تَقُولَ : إنَّكَ ظالمٌ فقَدْ تُوُدِّعَ منْهُم أي اسْتُرِيحَ منْهُم وخُذِلُوا وخُلِّيَ بَيْنَهُم وبَيْنَ ما يَرْتَكِبُونَ منَ المَعاصِي حتى يُكْثِرُوا منْهَا ولم يُهْدَوا لرُشْدِهِمْ حتى يَسْتَوْجِبُوا العُقُوبَةَ فيُعاقِبُهُم اللهُ تعالى وهُوَ منَ المجازِ لأنَّ المُعْتَنِيَ بإصْلاحِ شَأْنِ الرَّجُلِ إذا يَئسَ منْ صَلاحِهِ تَرَكَه واسْتَراحَ منْ مُعاناةِ النَّصَبِ مَعَه ومنْهُ الحديثُ الآخَرُ : إذا لَمْ يُنْكِرِ النّاسُ المُنْكَرَ فقدْ تُوُدِّعَ منْهُم وفي حديثِ عليٍّ رضي الله عنه : إذا مَشَتْ هذهِ الأُمَّةُ السُّمَّيْهَي فقدْ تُوُدِّعَ منْهَا أو مَعْناه : صارُوا بحَيْثُ تُحُفِّظَ منْهُم وتُوُقِّيَ وتُصُوِّنَ كما يُتَوَقَّى منْ شِرارِ النّاسِ ويُتَحَفَّظُ منْهُم مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِم : تَوَدَّعْتُ الشَّيءَ : إذا صُنْتَهُ في مِيدَعٍ

وممّا يستدْرَكُ عليهِ : وَدَّعَ صَبِيَّهُ تَوْديعاً : وَضَعَ في عُنُقِهِ الوَدَعَ

والكَلْبَ : قَلَّدَه الوَدَعَ نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ وقالَ الشّاعِرُ : يُوَدِّعُ بالأمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ منَ المُطْعِماتِ اللَّحْمِ غَيْرِ الشّواحِنِ أي : يُقَلِّدُهَا وَدَعَ الأمْراسِ

وذو الوَدْعِ : الصَّبِيُّ لأنّه يُقَلَّدُهَا ما دامَ صَغِيراً قالَ جَمِيلٌ :

ألمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأنْتِ صَلُودُ وفي الحديثِ : منْ تَعلَّقَ وَدْعَةً لا وَدَعَ اللهُ لَهُ أي : لا جَعَلَهُ في دَعَةٍ وسُكُونٍ وهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌ منَ الوَدَعَة أي : لا خَفَّفَ اللهُ عنْهُ ما يَخَافُه

وهُوَ يَمْرُدُنِي الوَدْع ويَمْرُثُني أي : يَخْدَعُنِي كما يُخْدَعُ الصَّبِيُّ بالوَدْعِ فيُخَلَّى يَمْرُثُها ويُقَالُ للأحْمَقِ : هُوَ يَمْرُدُ الوَدْعَ يُشَبَّهُ بالصَّبِيِّ

وفَرَسٌ مُوَدَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مَصُونٌ مُرَفَّهٌ

ودِرْعٌ مُوَدَّعٌ : مَصُونٌ في الصِّوانِ

والوَدِيعُ : الرَّجُلُ السّاكِنُ الهَادئُ ذُو التُّدْعَةِ

وتَوَدَّعَهُ : أقَرَّهُ على صَوْنِهِ وادِعاً وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِي وقدْ تقَدَّمَ

وتَوَدَّعَ الرَّجُلُ : اتَّدَعَ فهُوَ مُتَوَدِّعٌ والدَّعَةُ منْ وَقارِ الرَّجُلِ الوَدِيعِ وإذا أمَرْتَ الرَّجُلَ بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ قلتَ : تَوَدَّعْ واتَّدِعْ

وأوْدَعَ الثَّوْبَ : صانَهُ

والمِيدَاعَةُ : الرَّجُلُ الّذِي يُحِبُّ الدَّعَةَ قالَهُ الفَرّاءُ

وإيتَدَعَ بنَفْسِه : صارَ إلى الدَّعَةِ كاتَّدَعَ على القَلْبِ والإدْغامِ والإظْهَارِ

والمُوَادَعَةُ : الدَّعَةُ والتَّرْكُ فمِنَ الأوَّلِ : قَوْلُ الشّاعِرِ :

فهاجَ جوَىً في القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوَى ... ببَيْنُونَةٍ يَنْأى بها منْ يُوَادِعُ ومنَ الثّانِي : قَوْلُ ابنِ مُفَرِّغٍ :

" دَعيني منَ اللَّوْمِ بَعْضَ الدَّعَهْ ويُقَالُ : وَدَعْتُ بالتَّخْفِيفِ فوَدَعَ بمَعْنَى وَدَّعْتُ تَوْدِيعاً وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ :

وسِرْتُ المَطِيَّةَ مَوْدُوعَةً ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمْشِي زَرِيفَا وتَوَدَّعَ القَوْمُ وتَوادَعُوا : وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً

وقالَ الأزْهَرِيُّ : تُوُدِّعَ منْهُم أي : سُلِّمَ عَلَيْهِمْ للتَّوْدِيعِ

ووَدَّعْتُ فُلاناً : أي : هَجَرْتُه حَكاهُ شَمِرٌ

ونَاقَةٌ مُوَدَّعَةٌ : لا تُرْكَبُ ولا تُحْلَبُ

وقَوْلُ الشّاعِرِ : أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ :

" إنْ سَرَّكَ الرِّيُّ قُبَيْلَ النّاسِ" فوَدِّعِ الغَرْبَ بوَهْمٍ شاسِ أي : اجْعَلْهُ وَدِيعَةً لهذا الجَمَلِ أي : ألْزِمْهُ الغَرْبَ

وقالَ قَتَادَةُ في مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : وَدعْ أذاهُمْ أي : اصْبِرْ على أذاهُمْ وقالَ مُجَاهِدٌ : أي : أعْرِضْ عَنْهُمْ

والوَدْعُ بالفَتْحِ : غَرَضٌ يُرْمَى فيهِ

واسْمُ صَنَمٍ

والوَدِيعُ : المَقْبَرَةُ عن أبي عَمْروٍ

ومُرَجّى بن وَدَاع كسَحَابٍ : مُحَدِّثٌ

وأحْمَدُ بنُ عَليٍّ بنِ دَاوُدَ بنِ وُدَيْعَةَ كجُهَيْنَةَ : شَيْخٌ لابْنِ نُقْطَةَ

وعَلاءُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ الوَدَاعِيُّ الأدِيبُ المَشْهُورُ قالَ الحافِظُ : حَدَّثُونا عَنْهُ

ومن المَجَازِ : أوْدَعْتُه سِرّاً وأوْدَعَ الوِعَاءَ مَتاعَهُ

وأوْدَع كِتابَهُ كذا وأوْدَعَ كَلامَهُ مَعْنىً حَسَناً

وسَقَطَتِ الوَدَائِعُ يَعْنِي : الأمْطَارَ لأنَّهَا قَدْ أُودِعَتِ السَّحَابَ

ووادِعٌ : صحَابِيٌّ رَوَتْ عَنْهُ بِنْتُه أُمُّ أبان أخْرَجَهُ ابنُ قانِعٍ

لسان العرب
الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر وقيل هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي لأَخْدَعَه وغِرَّتَه أُرِيدُ قال ابن بري صواب إِنشاده أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ ووَدَّعَ الصبيَّ وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع وودَّعَ الكلبَ قَلَّدَه الودَعَ قال يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ وذُو الودْعِ الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً قال جميل أَلَمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ ؟ ويروى أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ ومنه الحديث من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين وقوله لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ وهو لفظ مبنيّ من الودعة أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى يَمْرُثُها ويقال للأَحمق هو يَمْرُدُ الوْدَع يشبه بالصبي قال الشاعر والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قال ابن بري أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم بكماله السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ قال وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ ووَدَّع ابنه جعل الوَدعَ في عُنُقه وكلبَه قَلَّدَه الودع وفرسَه رَفَّهَه وهو فرس مُوَدَّعُ ومَوْدُوع على غير قِياسٍ ودِرْعَه والشيءَ صانَه في صِوانِه والدَّعةُ والتُّدْعةُ ( * قوله « والتدعة » أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد ) على البدل الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ والهاء عِوَضٌ من الواو والوَديعُ الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ ويقال ذو وَداعةٍ وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً زاد ابن بري ووَدَعَه فهو وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أي تَقِيه وتَصُونه وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً ويقال وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ ومنه قول سويد بن كراع أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ لِسُلَيْمى ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ ويقال نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً وودَّعَه رَفَّهَه والاسم المَوْدوعُ ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه جَرى وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر قال ابن بري مَوْدوعٌ ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه وقال ابن بزرج فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ ومُودَعٌ وقال ذو الإِصبَع العَدواني أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا والدَّعةُ من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ وقولهم عليكَ بالمَوْدوع أَي بالسكِينة والوقار فإِن قلت فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى قيل قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم ولم يقولوا فُئِدَ ولا دُرْهِمَ وقالوا أَسْعَده الله فهو مَسْعودٌ ولا يقال سُعِدَ إِلا في لغة شاذة وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له تَوَدَّعْ واتَّدِعْ قال الأزهري وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ قال الجوهري وقولهم عليك بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار قال لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ واتَّدَعَ كلاهما سكَن وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ والجملة بعد زمان في موضع جرّ لكونها صفة له والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه والتقدير فيه لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف فيرتفع مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه وقيل معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ وقيل لم يستقر وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره قال وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ تريد وعمْرٌو مضروب فلما لم يظهر له الفعل رفع وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي كاهل أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ من سُلَيْمى فَفُؤادي مُنْتَزَعْ أَي لم يَسْتَقِرّ وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه صانَه قال الأَزهري والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه مخفف وقال أَبو زيد المِيدَعُ كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به ويقال مِيداعةٌ وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك أَي رفَّهْتَه به قال ذو الرمة هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً إِذا ما تَزَيَّنَتْ وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ وقال الأَصمعي المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ الحُقوق ليوم الحَفْل وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا ابتذلها وفي الحديث صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي تَصَوَّنْه به يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن والتَّوديعُ أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر والمِيدَعُ والميدعةُ والمِيداعةُ ما ودَّعَه به وثوبٌ مِيدعٌ صفة قال الضبي أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي وأَتَّقِي به الموتَ إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ وقد يُضاف والمِيدع أَيضاً الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها يقال هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها ومِيدَعَتُها التي تُوَدِّعُ بها ثيابها ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل والمِيدعُ والمِيدَعةُ الثوب الخَلَقُ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ ما لَهُنَّ مِيدَعُ قال ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي يصونهُنَّ عن العَمَل وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ وذلك إِذا كان كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن والمِيداعةُ الرجل الذي يُحب الدَّعةَ عن الفراء وفي الحديث إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله وأَصله من التوْدِيع وهو الترك قال وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه ويجوز أَن يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس وفي حديث علي كرم الله وجهه إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ منها ومنه الحديث اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها وهو افْتَعَلَ من وَدُعَ بالضم ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ وايْتَدَعَ فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ يقال اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار وقولهم دَعْ هذا أَي اتْرُكْه ووَدَعَه يَدَعُه تركه وهي شاذة وكلام العرب دَعْني وذَرْني ويَدَعُ ويَذَرُ ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ استغنوا عنهما بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً وحكاهما بعضهم ولا وادِعٌ وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ فإِنَّني حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ قال ابن بري وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه وفي التنزيل ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى أَي لم يَقْطَعِ اللهُ الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ وذلك أَنه صلى الله عليه وسلم اسْتأَخر الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه فأَنزل الله تعالى ما ودعك ربك وما قلى المعنى وما قَلاكَ وسائر القُرّاء قرؤوه ودّعك بالتشديد وقرأَ عروة بن الزبير ما وَدَعَك ربك بالتخفيف والمعنى فيهما واحد أَي ما تركك ربك قال وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا وقال ابن جني إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ وأَنشد قولَ أَبي الأَسودِ الدُّؤلي لَيْتَ شِعْرِي عن خَلِيلي ما الذي غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ ؟ وعليه قرأَ بعضهم ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى لأَن الترْكَ ضَرْبٌ من القِلى قال فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل وإِعلالُ استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء به وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن زُنَيْمٍ الليثي لَيْتَ شِعْرِي عن أَمِيري ما الذي غالَه في الحبّ حتى ودَعْه ؟ لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ قال ابن بري وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين وقال الليث العرب لا تقول ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ وفي الأَمر دَعْه وفي النهي لا تَدَعْه وأَنشد أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا يعني تركوا وفي حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه وَدْعاً إِذا تركه وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ والنبي صلى الله عليه وسلم أَفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة قال ابن الأَثير وإِنما يُحْمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى ما وَدَعَك ربك وما قَلى بالتخفيف وأَنشد ابن بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ سَلْ أَمِيري ما الذي غَيَّرَه عن وِصالي اليوَْمَ حتى وَدَعَه ؟ وأَنشد لآخر فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه ثم لَمْ يُدْركْ ولا عَجْزاً وَدَعْ وقالوا لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وهو القياس والوَداعُ بالفتح التَّرْكُ وقد ودَّعَه ووَادَعَه ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك قال فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك وقال ابن هانئ في المرريه ( * قوله « في المرريه » كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على ثِقةٍ دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ وفي حديث الخَرْصِ إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث فإِن لم تَدَعُوا الثلث فدَعوا الرُّبعَ قال الخطابي ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما يأْكله الطير والناس وكان عمر رضي الله عنه يأْمر الخُرّاصَ بذلك وقال بعض العلماء لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ وقيل معناه أَنهم إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه لا أَنه يترك لهم بلا عوض ولا اخراج ومنه الحديث دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه والوَداعُ تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ وتَوْدِيعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا قَفَلَ ويقال ودَعْتُ بالتخفيف فَوَوَدَعَ وأَنشد ابن الأَعرابي وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً تُضَحّي رُوَيْداً وتُمْسي زُرَيْقا وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ وتَوَدَّعَ القومُ وتَوادَعُوا وَدَّعَ بعضهم بعضاً والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل والاسم الوَادع بالفتح قال شمر والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت وأَنشد بيت لبيد فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ وقال القطامي قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من التبارِيحِ والشوْقِ قال الأَزهريّ والتوْدِيعُ وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك أَلا ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في الخفْضِ والدَّعةِ وفي نوادر الأَعراب تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ عَلَيَّ قال الأَزهري فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ قال تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي يقال سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها وكذلك صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف وهذا مثل وروى شمر عن محارب ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام ووَدَّعْتُ فلاناً أَي هَجَرْتُه والوَداعُ القِلى والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ والوَدِيعُ العَهْدُ وفي حديث طَهْفةَ قال عليه السلام لكم يا بني نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ يقال أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً قال ابن الأَثير وقيل يحتمل أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا في الإِسلام أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير عَهْدٍ ولا شرْطٍ ويدل عليه قوله في الحديث ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ وفي الحديث أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك الحرب والأَذى وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما هو فيه ومنه الحديث وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث الطعام غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ لا مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ وقيل هو من الوَداعِ وإِليه يَرْجِعُ وتَوادَعَ القوم أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً وكله من المصالحة حكاه الهرويّ في الغريبين وقال الأَزهري تَوادَعَ الفَريقانِ إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم تقول وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ وناقة مُوَدَّعةٌ لا تُرْكَب ولا تُحْلَب وتَوْدِيعُ الفَحلِ اقْتِناؤُه للفِحْلةِ واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه دَفَعَه إِليه ليكون عنده ودِيعةً وأَوْدَعَه قَبِلَ منه الوَدِيعة جاء به الكسائي في باب الأَضداد قال الشاعر اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ وقال أَبو حاتم لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته وأَنكره شمر إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن أُودِعَه أَي أَقْبَلَه قال الأَزهري قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه ويقال أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً وأَنشد يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ وأَنشد ابن الأَعرابي حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا أَشْياءَ ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ وأَنشد أَيضاً إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه الغَرْبَ والوَدِيعةُ واحدة الوَدائِعِ وهي ما اسْتُودِعَ وقوله تعالى فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام واسْتَعاره علي رضي الله عنه للحِكْمة والحُجّة فقال بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو فمستقِرّ بكسر القاف وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم قال فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك وقال الزجاج فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ ومن قرأَ فمستقِرّ بالكسر فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى وقال ابن مسعود في قوله ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض وقال قتادة في قوله عز وجل ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله يقول اصْبِرْ على أَذاهم وقال مجاهد ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم وفي شعر العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة يقال اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة وقيل أَراد به الرَّحِمَ وطائِرٌ أَوْدَعُ تحتَ حنَكِه بياض والوَدْعُ والوَدَعُ اليَرْبُوعُ والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع والوَدْعُ الغَرَضُ يُرْمَى فيه والوَدْعُ وثَنٌ وذاتُ الوَدْعِ وثَنٌ أَيضاً وذات الوَدْعِ سفينة نوح عليه السلام كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول بِذاتِ الودْع قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي كَلاّ يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ فيكم وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا يريد سفينةَ نوح عليه السلام يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة وكان النعمان مَرِضَ هنالك وقال أَبو نصر ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ ويقال أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ أَبو عمرو الوَدِيعُ المَقْبُرةُ والودْعُ بسكون الدال جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ وأَنشد لَعَمْرِي لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً على ظَهْرِ وَدْعٍ أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ وفي الوَدْعِ لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ قال المسروحيّ سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ وهي حرة لبني سعد بن بكر قال فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه قال فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً فقال احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه قال ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ عن المسروحي أَيضاً والوَداعُ وادٍ بمكةَ وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن طَلَعَ البَدْرُ علينا من ثَنيّاتِ الوداعِ وجَبَ الشكْرُ علينا ما دَعا للهِ داعِ ووَدْعانُ اسم موضع وأَنشد الليث ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ ووادِعةُ قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ منها وموْدُوعٌ اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي وكان هَرِمٌ قُتِلَ في حَرْبِ داحِسٍ وفيه تقول نائحتُه يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ
الرائد
* ودع يدع: ودعا. 1-الشيء: تركه. 2-عنده مالا: تركه عنده وديعة. 3-الشيء: سكن واستقر. 4-سكن واطمأن. 5-المسافر الناس: خلفهم خافضين وادعين. 6-الثوب بالثوب: صانه، حفظه.
الرائد
* ودع يودع: وداعة ودعة. 1-سكن واطمأن. 2-ترفه.
الرائد
* ودع توديعا. 1-المسافر القوم: خلفهم محييا. 2-القوم المسافر: رافقوه وشيعوه. 3-ه: هجره، تركه. 4-الولد أو الكلب: وضع في عنقه «الودع» وهي صدف. 5-الثوب في كذا: جعله فيه يصونه ويحفظه. 6-فرسه: رفهه.
الرائد
* ودع. صدف بيض تخرج من البحر تتفاوت في الحجم.
الرائد
* ودع. 1-مص. ودع. 2-صدف بيض تخرج من البحر تتفاوت في الحجم. 3-و ج ودوع: قبر. 4-هدف، غاية./


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: