الحِرْز بالكسر : العُوذَة وجَمْعُه الأَحْراز وهو مَجاز كما صرّح به الزَّمَخْشَرِيّ . الحِرْزُ : المَوضعُ الحَصين وقيل : ما أَحْرَزَكَ من مَوْضِعٍ وغَيرِه . يقال : هو في حِرْزٍ لا يُوصَلُ إليه . يقال : هذا حِرْزٌ حَريزٌ أي مَوْضِعٌ حَصين . وقال بَعْضُهم : الحِرْز : ما حِيزَ من مَوْضِعٍ أو غَيْرِه أو لُجِئَ إليه والجَمع أَحْرَازٌ . مكانٌ مُحْرِز وحَريزٌ وقد حَرُزَ ككَرُمَ حَرازَةً وحَرَزَاً . الحَرَزُ بالتحريك : الخطَرُ وهو الجَوْزُ المَحْكوك الذي يلعبُ به الصِّبيانُ والجَمعُ أَحْرَازُ وأَخْطَارٌ الحَرَز : كلُّ ما أُحْرِزَ فَعَلٌ بمعنى مُفْعَل . الحَرَزَة بهاءٍ : خِيارُ المال لأنّ صاحِبَها يُحرِزُها ويَصونُها . وَضَبَطه ابنُ الأثير بسُكونِ الراءِ وقال : جَمْعُه حَرَزَات ومنه الحديث في الزكاة : " لا تَأْخُذوا من حَرَزَاتِ أَمْوَالِ الناس شيئاً " أي من خِيارِها قال : هكذا رُوِيَ بتقديمِ الراءِ على الزاي والرِّوايةُ المشهورة بتقديم الزاي على الراء وقد ذُكِرَ في موضعه . عن أبي عمرو في نوادرِه : الحَرائِزُ من الإبلِ : التي لا تُباعُ نَفَاسَةً بها قال الشّمّاخ :
" تُباعُ إذا بِيعَ التِّلادُ الحَرائِزُ ومنه المثَل : لا حَرِيزَ مِن بَيْعٍ أي إن أَعْطَيْتَني ثَمَنَاً أَرْضَاه أَمْتَنِعْ مِن بَيْعِه . وقال إهابٌ بنُ عُمَيْرٍ يصفُ فَحْلاً :
يَهُدُّ في عَقائلٍ حَرائِزِ ... في مِثلِ صُفْنِ الأَدَمِ المَخارِزِ
أي يَهُدُّ في شِدَّةِ الهَدْرِ . وحَرَازٌ كَسَحَابٍ : جبلٌ بمكّةَ وليس بجبلِ حِراء كما تظنُّه العامَّة كأنّهم يُصَحِّفونِه . حَرازُ بنُ عَوْفِ بن عَديّ بَطْنٌ من ذي الكَلاع من حِمْيَر ومن نَسْلِه الحَرازِيُّون المُحدِّثون وغيرُهم منهم أَزْهَرُ الحِرازيّ وغيرُه . حَرازٌ : مِخْلافٌ باليمن نُسِبَ إليهم وعليُّ بنُ أبي حَرازَة حكى عنه عباسٌ الدُّوريّ قال الحافظ والذي في الإكمال أن الراءَ بعد الألف . وحَرَّازُ بنُ عمروٍ الضَّبِّيَ وحَرّازُ بن عثمان الصَّيْرَفيّ عن يوسفَ القاضي وغيرِه مُشدَّدَيْن مُحدِّثان . قلتُ : وحفيدُ الأخيرِ أبو الحسن مُحَمَّد بن عثمان بن حَرّازٍ الحَرّازيّ نُسِبَ إلى جدِّه سمع النَّجَّاد وعنه أبو مُحَمَّد الخَلاّل ووَثَّقَه . ومُحْرِزُ بنُ نَضْلَةَ بن عَبْد الله بن مُرَّةَ أبو نَضْلَةَ الأسَديّ يُعرَفُ بالأَخْرَم بَدْرِيّ قُتِلَ سنة سِتٍّ وسَمَّاه موسى ابنُ عُقْبَة مُحْرِزُ بن وَهْبٍ ويُلَقَّب فُهَيْدة . مُحْرِزُ بنُ زُهَيْر الأَسْلَميّ وصَحَّفه ابنُ عبد البَرّ فقال مُحْرِزُ بن دَهْر وكذا مُحْرِزُ بن مالكٍ الخَزْرَجيّ النَّجَّاريّ بَدْرِيٌّ وفيه خُلْف ومُحْرِزُ بن قَتادة ومُحْرِزٌ القَصّاب الذي أدركَ الجاهليّة كما قاله البخاريّ وقيل : إنّه مُخضْرَم . وأبو حَرِيزٍ كأمير : الذي روى عنه أبو ليلى الأنصاريّ وكذا أبو حَريزَة الذي روى عنه أبو إسحاقَ الكُوفيّ صحابِيُّون . ومُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ شَيْخُ مُسلِم بن الحَجّاج صاحب الصحيح . وأبو مُحَيْريزٍ عَبْد الله بن مُحَيْريزٍ تابعيٌّ . والمُحْرِزِيُّ : ة بأسفلِ البَصرة نقله الصَّاغانِيّ . وَحَرَزَهُ حَرْزَاً : حَفِظَه وَجَعَله في حِرْزٍ أو هو إبْدالٌ والأصلُ حَرَسَه بالسين المُهمَلة . حَرِزَ الرجلُ كفَرِح : كَثُرَ ورَعُه نقله الصَّاغانِيّ . وحرَّزَه تَحْرِيزاً : بالَغَ في حِفظِه نقله الصَّاغانِيّ وفي الأساس : حَرِّزوا أَنْفُسَكم : احْفَظوها . وأَحْرَزَ الأَجْرَ : حازَه فهو مُحْرِزٌ وحَريزٌ ومنه المثَل : أَحْرَزْتُ نَهْبِي وأَبْتَغي النَّوافِل . وأصلُه قَوْلُ أبي بكرٍ رضي الله عنه فإنّه كان يُوتِرُ أوّلَ الليلِ ويقولُ هذا القولَ يريد أنّه قَضَىَ وِترَه وأَمِنَ فَواتَه وأَحْرَزَ أَجْرَه فإن اسْتَيْقظَ من الليل تنفَّل وإلاّ فقد خَرَجَ من عُهدَةِ الوِترِ . أَحْرَزَت المرأةُ فَرْجَها : أَحْصَنَتْه كأنّها جَعَلَتْه في حِرْزٍ لا يُوصَل إليه . أَحْرَزَ المكانُ الرجلَ : أَلْجَأَه كحرَّزَه تَحْرِيزاً قال المُتَنَخِّل الهُذَليّ :
يا لَيْتَ شِعري وهَمُّ المَرءِ مُنْصِبُهُ ... والمَرءُ لَيْسَ له في العَيشِ تَحْرِيزُ والمُحارَزَة : المُفاكَهةُ التي تُشبِهُ السِّباب . قلتُ : الصواب فيه بالجيم كما تقدّم وقد تصَحَّف على المُصَنِّف هنا منَ المَجاز : من أمثالِهم فيمَن طَمِعَ في الرِّبْح حتى فاتَه رَأْسُ المالِ قَوْلُهم :
" واحَرَزا وأَبْتَغي النَّوافِلاأي واحَرَزاهُ والألِفُ فيه مُنقلِبَةٌ عن ياءِ الإضافة كقولهم يا غُلاما أَقْبِل في : يا غلامى . والنَّوافِل : الزَّوائد . واحْتَرزَ منه وَتَحَرَّزَ : تحَفَّظَ وَتَوَقَّى كأنّه جعلَ نَفْسَه في حِرْزٍ منه . وحَريزُ بن عثمانَ بن جَبْر الرَّحْمِيّ المَشْرِقيّ الحِمْصيّ الحافظ يُكْنى أبا عَوْنٍ وأبا عثمان من صِغارِ التابعين خارجيٌّ . وقال الحافظ : شاميٌّ مشهورٌ وقال الذهبيّ في الدِّيوان : هو حُجَّةٌ لكنّه ناصِبيّ . وقال الصَّفَديّ : روى له مُسلمٌ وأبو داوود والتِّرْمِذِيّ والنَّسَائيُّ وابنُ ماجَهْ . وقال ابنُ الأثير في جامعِ الأصول : أخرجَ عنه البُخاريُّ حديثَيْن تُوفِّي سنة 163 . حَرِيز : ة باليمن نقله الصَّاغانِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : حَرَزَه حَرْزَاً : ضمَّه وَجَمَعه . وأَحْرَزَه إحْرازاً إذا حَفِظَه وضَمَّه وصانَه عن الأَخْذ . وفي حديث الدُّعاء : " اللَّهُمَّ اجْعَلْنا في حِرْزٍ حارِزٍ " أي كَهْفٍ مَنيع كما يقال شِعرٌ شاعرٌ فَأَجْرى اسمَ الفاعلِ صفةً للشِّعرِ وهو لقائله والقياس أن يكون حِرْزاً مُحْرِزاً أو في حِرْزٍ حَريزٍ لأنّ الفِعلَ منه أَحْرَزَ ولكن كذا رُوِيَ . قال ابنُ الأثير : ولعلّه لغةٌ . واللَّواقِحُ الحَرائِزُ : هي السِّياطُ المُتَفَقِّدَة إذا صُنِعَت ودُبِغَت قاله ثعلب . ويقال : أَخَذَ حِرْزَه بالكسر أي نَصيبَه . وكذا أخَذوا أَحْرَازَهم وهو مَجاز . وأَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْق إذا سَبَقَ . وهو مَجاز أيضاً . وأبو حِريزٍ : عَبْد الله بن حُسَيْن قاضي سِجِسْتان من مشايخ الشيعة . وأبو حَريزٍ سَهْلٌ عن الزُّهْرِيّ . وحَريزُ بن المُسَلم عن عبد المجيد بن أبي رَوَّاد وجَعفرُ بن حَريزٍ عن الثَّوْرِيّ . والعَلاءُ بن حَريز شَيْخُ الأَصْمَعِيّ . ويحيى بنُ مَسْعُود بن مطلق بن نَصْر الله بن مُحْرِرِ بن حَريز الرفّاء روى عن ابن البَطّي . وحَريزُ بن شُرَحْبيل روى عنه عَمْرُو بن قَيْس . وحَريزٌ مَوْلَى مُعاوِيَةَ بن أبي سُفيان . وحَريزُ بن مِرْداسٍ عن شُرَيْحٍ القاضي . وحَريزُ بن حَمْزَةَ القُشَيْريّ مُحدِّثٌ مِصريّ . وحَريزُ بن عَبْدَةَ شاعرٌ . وأبو حَريزٍ البَجَلِيّ تابِعيٌّ . وقُطْبَةُ بن حَريزٍ أبو حَوْصَلة له صُحبة . فهؤلاءِ كلُّهم كأَميرٍ . وأبو القاسم أحمد بن عليّ بن الحَرّاز المُقرئ الخَيّاط كشَدّاد سَمِعَ من قاضي المرستان ومات سنة سِتِّمائةٍ . والفقيه شِهابُ الدين أحمد بن أبي بكرٍ بن حِرْزِ الله السُّلَمِيّ حدَّث عن يحيى بن الحنبليّ وَخَطَبَ بجِسْرين . وابنُ حِرْزِهِم من كبار مَشايخِ المَغْرب والشَّريفُ أبو المعالي حُرَيْزٌ كزُبَيْرٍ ويُدعى أيضاً مُحْرِزاً ابن الشريف أبي القاسم الحُسَيْنيّ الطَّهْطائيّ التِّلْمِسانيّ تقدّم في القراآت كأبيه وروى وحدَّثَ وكذا ولَدُه الإمامُ المُحدِّثُ شَمْسُ الدين محمد ؛ وحفيدُه القاضي مَجْدُ الدين أبو بَكْرِ بن مُحَمَّد بن حُرَيْز توَلَّى القَضاءَ بمَنْفَلوط وحَسُنَت سِيرَتُه وولَدُه قاضي القُضاةِ أبو عَبْد الله حسامُ الدين محمدٌ حدَّث عن أبي زُرْعَةَ العِراقيّ وأخوه سِراجُ الدين عمر تُوفِّي سنة 892 ، وهم أَكْبَرُ بيتٍ بالصَّعيد ويقال لهم المَحارِزَة والحُرَيْزِيُّون