الدجَيْلُ كزُبَيرٍ وثمامةٍ : القَطِرانُ كما في المحكَم . ودَجَل البَعِيرَ دَجْلاً : طَلاهُ به أو عَمَّ جِسمَه بالهِناءِ . وفي التهذيب : الدَّجْلُ : شِدَّةُ طَلْيِ الجَرَبِ بالقَطِران وإذا هُنئ جَسَدُ البَعيرِ أجْمَعُ فذلك التَّدْجِيلُ وهو قولُ أبي عُبَيد . قِيل : ومنه اشتِقاقُ الدَّجَّال المَسِيح الكَذّاب لأنه يَعُمُّ الأرضَ كما أنّ الهِناءَ يعُمُّ الجَسَدَ . أو هو مِن دَجَلَ دَجَلاً : إذا كَذَبَ وأَخْرَقَ لأنه يَدَّعِي الرُّبُوييَّة وهذا مِن أعظَمِ الكَذِب . قِيل : دَجَلَ ودَجا : إذا جامَعَ قاله الأصمَعيُّ . قِيل : هو مِن دَجَلَ الرجُلُ : إذا قَطَع نَواحِيَ الأرضِ سَيراً قال أبو العَبّاس : سُمِّيَ دَجَّالاً لضَربه في الأرضِ وقَطْعِه أكثرَ نَواحِيها . أو مِن دجَّل تدجِيلاً : إذا غطى لأنه يُغَطِّى على الناسِ بكُفْرِه أو لأنه يُغَطِّى الأرضَ بكثرةِ جُموعِه أو لأنه يَدْجُلُ الحًقّ بالباطِل . أو مِن دَجَلَ : إذا طَلَى بالذَّهبِ وكل شيء مَوَّهْتَه بماءِ الذَّهَب فقد دَجَلْتَه سُمِّيَ به لتَمويهِه على الناسِ بالباطِلِ وتَلْبِيسِه أو لأنه يُظهِرُ خِلافَ مايُضْمِرُ . أو هو مِن الدُّجالِ كغُرابٍ للذَّهَبِ أو مائِه عن كُراعٍ هكذا ضَبَطه الصاغانيُّ والصَّوابُ أن الدَّجّالَ بمَعنَى الذَّهَب : كشَدَّادٍ . قال ابنُ سِيدَه : هو اسمٌ كالقَذَّاف والجَبَّان وأنشَد :
ثُمّ نَزْلنا وكَسَّرنا الرِّماحَ وجَر ... رَدْنا صَفِيحاً كَسَتْه الرُّومُ دَجَّالا سُمِّيَ به لأنّ الكُنُوز تَتْبَعُه حيث سارَ . أو مِن الدَّجّالِ كشَدَّادٍ : لفِرِنْدِ السَّيفِ أو مِن الدَّجَّالَةِ بالتّشديد أيضاً للرُّفقةِ العَظيمةِ تُغَطِّي الأرضَ بكثرةِ أَهلِها وقِيل : هي الرُّفْقَةُ تَحمِلُ المَتاعَ للتِّجارة وقال :
" دَجَّالَة من أَعْظَمِ الوفاقِ أو مِن الدَّجَالِ كسَحابٍ للسِّرجِينِ سُمِّيَ به لأنه يُنَجِّسُ وَجْهَ الأرضِ . هو مِن دُجَّلِ الناسِ كسُكَّرٍ للُقّاطِهِم لأنهم يَتْبَعُونه فقد وَرد أنه رَجُل مِن يَهُودَ يخرُج في آخِرهذه الأُمَّة . وقد سَرَد المُصنِّفُ هذه الأوجُهَ كلَّها . وأصحُّها وأحسنُها مَن قال : إنّ الدَّجّالَ هو الكَذَّابُ وإنما دَجَلُه سِحْرُه وكَذِبُه وافتِراؤُه وسَتْرُه الحَقَّ بكَذِبه وإظهارُه خِلافَ ما يُضْمِر . وفي الحديث : " أنّ أبا بكرٍ رضي اللّه عنه خَطَب فاطمةَ رضي اللّه عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنّي قد وَعدتُها لعَلِيٍّ ولستُ بدَجَّالٍ " أراد هذا المعنَى . والجَمْع : دَجَّالُون كما في التهذيب . قال شيخُنا : وقد جَمعُوه على دَجاجِلَةٍ على غيرِ قِياس . وعن عبدِ اللّه بن إدريس الأَزْدِيّ : ما عَرْفتُ دَجَّالاً يُجْمَعُ على دَجاجِلَة حتى سمعتُها مِن مالِكٍ حيث قال : وذَكر ابنُ إسحاق يعني صاحِبَ السِّيرة : إنما هو دَجَّالٌ مِن الدَّجاجِلَة . ودِجْلَةُ بالكسر هو المشهورُ والفَتح حكاه اللِّحْيانيُّ : نَهْرُ بَغدادَ سُمِّيَ لأنه غَطَّى الأرضَ بمائِه حينَ فاض . وفي التهذيب : دِجْلَةُ مَعْرِفَةٌ : لنهرٍ بالعِراق . وقال ثَعْلَب : تقول : عَبَرتُ دِجْلَةَ بلا لامٍ . ومِن أمثالِ الحَرِيريّ : أَحْمَق مِن رِجْلَه وأوْسَعُ مِن دِجْلَه . دُجَيلٌ كزُبَيرٍ : شِعْبٌ مِنها وفي المحكَم : نَهْرٌ مُتَشعِّبٌ منها . وفي التهذيب : نَهْرٌ صغيرٌ يتَخَلَّجُ منها . ونقل شيخُنا عن الخَفاجِيّ أنه نَهْرٌ بالأَهْوازِ حَفَرَهُ أَرْدَشِير بن بابَك أوَّلُ ملوكِ بني ساسانَ بالمَدائنِ عليه قُرًى كثيرةٌ ومَخْرَجُه مِن أَصبِهان . قلت : وفيه غَرِقَ شَبِيبٌ الخارِجيُّ قاله نَصْرٌ . قال : ودُجَيلٌ أيضاً : نَهْرٌ عندَ مَسْكِن فتأمَّلْ
ومما يُسْتَدرَك عليه : يقال : بَينَهُم دَوْجَلَةٌ : أي كَلامٌ يُتَناقَلُ وناسٌ مُخْتلِفُون . والدَّجَلُ : السِّحْرُ . وقال الفَرّاءُ : يقال : هو يَدْجُلُ بالدَّلْو ويَدْلُج بها مقلُوبٌ منه . ودَجَّلَ أرضَه تَدْجيلاً : أصْلَحَها بالسِّرْجِين . والبَعِيرُ المُدَجَّلُ كمُعَظَّمٍ : المَهْنُوءُ بالقَطِران وقد دَجَّلَه