ثَلَبَه يَثْلبهُ ثَلْباً من بَابِ ضَرَبَ : لاَمَهُ وعَابَهُ وصَرَّحَ بِالعَيْبِ وقال فيه وتَنَقَّصَهُ قالَ الرَّاجِزُ :
" لاَ يُحْسِن التَّعْريضَ إلاَّ ثَلْبَا وقيل : الثَّلْب : شِدَّةُ اللَّوْمِ والأَخْذُ بِاللِّسَان وهي المَثْلَبَةُ بفَتْحِ اللاَّمِ وتُضَمُّ اللاَّمُ وجَمْعُهَا المَثَالبُ وهي العُيُوبُ وما ثَلَبْتُ مُسْلِماً قَطُّ ومَالَكَ تَثْلِبُ النَّاسَ وتَثْلِمُ أَعْرَاضَهُمْ وما اشْتَهَى الثَّلْبَ إلاَّ مَنْ أَشْبَهَ الكَلْبَ وما عَرَفْتُ فِي فلاَنٍ مَثْلَبَةً وفُلاَنٌ مَثْلُوبٌ وذُو مَثَالِبَ ومَا أَنْتَ إلاّ مِثْلَبٌ أَي عَادَتُكَ الثَّلْبُ : وَمَثَالِبُ الأَميرِ والقَاضي : مَعَايِبُهُ وثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً : طَرَدَهُ وثَلَبَ الشَّيْءَ : قَلَبَهُ وثَلَبَه ثَلَمَهُ على البَدَلِ
والثِّلْبُ بالكَسْرِ : الجَمَلُ الذي تَكَسَّرَتْ أَنْيَابُهُ هَرَماً وتَنَاثَرَ هُلْبُ ذَنَبِهِ أَي الشَّعَرُ الذي فِيه ج أَثْلاَبٌ وثلَبَةٌ كَقِردَة وقِرْد وهي ثِلْبَةٌ بِهَاءٍ تقولُ منه : ثَلَّبَ البَعِيرُ تَثْلِيباً عن الأَصْمَعِيِّ قاله في كِتاب الفَرْق وفي الحديث " لهم مِنَ الصَّدَقَةِ الثِّلْبُ والنَّابُ " الثلْبُ مِن ذُكُور الإِبلِ الذي هَرِمَ وتَكَسَّرَتْ أَنْيَابُهُ والنَّابُ : المُسِنَّةُ من إنَاثهَا . ومِن المَجَازِ : الثِّلْبُ بالكَسْرِ بمَعْنَى الشَّيْخِ هُذَليَّةٌ قال ابنُ الأَعْرَابيِّ : هو المُسنُّ ولَمْ يَخُصَّ بهذه اللَّغَة قَبِيلَةً من العَرَبِ دُونَ أُخْرَى وأَنشد :
" إمَّا تَرَيْني اليَوْمَ ثلْباً شَاخصَا ورَجُلٌ ثلْبٌ : مُنْتَهَى الهَرَمِ مُتَكَسِّرُ الأَسْنَان والجَمْعُ أَثْلاَبٌ والأُنْثَى ثِلْبَةٌ وأَنْكَرَهَا بَعْضُهُمْ وقال : إنَّمَا هي ثِلْبٌ وقَدْ ثَلَّبَ تَثْلِيباً وفي حَدِيثِ ابنِ العَاصِ كَتَبَ إلى مُعَاويَةَ : إنَّكَ جَرَّبْتَنِي فَوَجَدْتَني لَسْتُ بِالغُمْرِ الضَّرَعِ ولا بالثِلْبِ الفَانِي والثِلْبُ البَعِيرُ إذَا لَمْ يُلْقِحْ وهو حَقيقَةٌ فيه وفي الشَّيْخِ الهَرَمِ مَجَازٌ والثِّلْبُ : لَقَبُ رَجُل وهو أَيْضاً صَحَابِيٌّ أَوْ هو بالتَّاءِ الفَوْقيَّةِ وقد تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عليه حُكِيَ ذلكَ عن شُعْبَةَ ورأَيْتُ في طُرَّةِ كتاب المعجم لابنِ فَهْد أَنَّ شُعْبَةَ كَانَ أَلْثَغَ فعلى هذا قَلَبَ التَّاءَ ثَاءً هُنَا لُثْغَةً لاَ لُغَةً
والثَّلِبُ كَكَتِفٍ : المُتَثَلِّمُ مِن الرِّمَاحِ قال أَبو العِيَال الهُذَلِيُّ :
" وَقَدْ ظَهَرَ السَّوَابغُ فِيهمُ والبَيْضُ واليَلَبُ
" ومُطَّرِدٌ مِنَ الخَطِّيِّ لاَ عَار وَلاَ ثَلِبُ ومنْ سَجَعَات الأَساس : ثِلْبٌ عَلَى ثِلْب وبِيده ثَلبٌ
والثَّلَبُ بالتَّحْرِيكِ : التَّقَبُّضُ قَالَ الفَرَّاءُ : يقال : ثَلبَ جِلْدُهُ كَفَرِحَ إذَا تَقَبَّضَ والثَّلَبُ أَيضاً : الوسَخُ يُقَالُ : إنَّهُ لَثَلِبُ الجلدِ عن الفراءِ
والأَثْلَبُ ويُكسرُ : التُّرَابُ والحِجَارَةُ أَوْ فُتَاتُهَا أَي الحِجَارَة وكَذَا فُتَاتُ التُّرَابِ فالأَوْلَى تَثْنِيَةُ الضَّمِيرِ وقال شَمرٌ : الأَثْلَبُ بلُغَة أَهْلِ الحجَازِ : الحَجَرُ وبلُغَة بنِي تَميم : التُّرابُ وبِفيهِ الإِثْلبُ أَيِ التُّرَابُ والحجَارَةُ قَالَ رُؤبَةُ :
" وَإنْ تُناهبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا
" يَكْسُو حُرُوفَ حَاجبَيْهِ الأَثْلَبَا
وهُوَ التُّرَابُ وحكَى اللحْيَانِيّ : الأَثْلَبَ لَكَ أَيِ التُّرَابَ نَصَبُوهُ كَأَنَّهُ دُعَاءٌ يُريدُ كَأَنَّهُ مَصْدَرٌ مَدْعُوٌّ بِهِ وإنْ كَانَ اسْماً وفي الحَدِيثِ " الوَلدُ للْفِرَاش وللْعَاهِرِ الإِثْلَبُ " الإِثْلبُ بكَسْرِ الهمْزَة والَّلامِ وفَتْحهِمَا والفَتْحُ أَكْثَرُ : الحَجرُ وقيلَ : هُوَ التُّرَابُ وقيلَ دُقَاقُ الحجَارة والأَثْلَمُ كالأَثْلَبِ عن الهَجَريِّ قَالَ : لاَ أَدْري أَبَدَلٌ أَمْ لُغَةٌ وأَنشد :
" أَحْلِفُ لاَ أُعْطِي الخَبِيثَ دِرْهَمَا
" ظُلْماً وَلاَ أُعْطِيهِ إلاَّ الأَثْلَمَا والثَّليبُ كَأَمِير : الكَلأُ الأَسْوَدُ القَدِيمُ عَنْ كُرَاع أَوْ كَلأُ عَامَيْنِ أَسوَدُ وهُوَ الدَّرينُ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ عَنْ أَبِي عَمْرو وأَنْشَدَ لعُبَادةَ العُقَيْليِّ :
رَعيْنَ ثَليباً سَاعَةً ثُمَّ إنَّنا ... قَطَعْنَا عَلَيْهِنَّ الفِجَاجَ الطَّوَامِسَا والثَّليبُ : نَبْتٌ وهُوَ مِنْ نَجِيلِ بالجِيمِ السِّبَاخِ عَنْ كثرَاعِ وبِرْذَوْنٌ مُثَالبٌ : يَأْكُلُهُ أَيِ النَّبْتَ المَذْكُورَ
والثَّلَبُوتُ كَحَلَزُون إشَارَة إلى أَنَّ التَّاءَ أَصْليَّة وقَالَ شَيْخُنا في شَرْحِ المُعَلَّقَات : الثَّلَبُوتُ مُحَرَّكَةً كَمَا في القَامُوس والمَرَاصد وغيرِهمَا وقَوْلُ الفَاكِهيِّ في شَرْحِه : إنَّ الَّلامَ سَاكنَةٌ غَلَطٌ انتهى وأَجَازَ ابنُ جنِّي زِيَادَةَ تَائهَا حَمْلاً عَلَى جَبَرُوتٍ وإخْوَته لفَقْدِ مَادّةِ " ثلبت " دُونَ " ثلب " قال أَبُو حَيَّانَ : وهُوَ الصَّحيحُ وهُوَ رَأْيُ ابنِ عُصْفُورٍ في المُمتع فموضعُ ذكْرِهَا التَّاءُ قَالَ شَيْخُنَا ولكنّ المُصَنِّفَ جَرَى على رَأْيِ أَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ وهُوَ مُخْتَارُ أَبي حَيَّانَ : وَادٍ كَذَا في الصحاح أَوْ أَرْضٌ كَذَا في لسان العرب واسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ لبيد :
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبأُ فَوْقَهَا ... قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفَهَا آرَامُهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : ثَلَبُوتٌ : أَرضٌ أَسْقَطَ الأَلفَ واللاَّمَ ونَوَّنَ وقِيلَ : الثَّلَبُوتُ : اسْمُ وَادٍ بَيْنَ طَيِّىءٍ وذُبْيَانَ كَذَا في المَرَاصِد وقيلَ لِبَنِيِ نَصْرِ بنِ قُعَيْنٍ فيهِ ميَاهٌ كَثيرَةٌ وقيلَ لِبَنِيِ نَصْرِ بنِ قُعَيْنٍ فيهِ ميَاهٌ كَثيرَةٌ وقيلَ لبَنِي قُرَّةَ منْ بَني أَسَد وقِيلَ : مِيَاهٌ لرَبِيعَةَ بنِ قُرَيْطٍ بِظَهْرِ نَمَلَى ومنْ قَوْلِهِمْ : رُمْحٌ ثَلبٌ امْرَأَةٌ ثَالِبَةُ الشَّوَى أَيْ مُتَشَقِّقَةُ القَدَمَيْنِ قَالَ جَرِيرٌ :
" لَقَدْ وَلَدَتْ غَسَّانَ ثَالِبَةُ الشَّوَىعَدُوسُ السُّرَى لاَ يَعْرِفُ الكَرْمَ جِيدُهَا ورَجُلٌ ثِلْبٌ بِالكَسْرِ وثَلِبٌ كَكَتِف أَيْ مَعِيبٌ وهُوَ مَجَازٌ