صَنَعَ إليه مَعْرُوفاً كَمَنَعَ صُنْعاً بالضَّمّ : أي قَدَّمه وكذلك اصْطَنَعَه . وصَنَعَ به صَنيعاً قَبيحاً أي فَعَلَه كما في الصحاح . صَنَعَ الشيءَ صَنْعَاً وصُنْعاً بالفَتْح والضمِّ أي عَمِلَه فهو مَصْنُوعٌ وصَنيعٌ . وقال الراغبُ : الصُّنْع : إجادةُ الفِعلِ وكلُّ صُنْعٍ فِعلٌ وليسَ كلُّ فِعلٍ صُنْعاً ولا يُنسَبُ إلى الحَيواناتِ والجَمادات كما يُنسَبُ إليها الفِعلُ . انتهى . وفي الحديث : " إذا لم تَسْتَحِ فافْعَلْ ما شِئْت " وهو أمرٌ مَعْنَاه الخبَرُ وقيل : غيرُ ذل ؟ R ؟ ء;G ؟ R ؟ ء;G
فَنَقَلْنا صَنْعَهُ حتى شَتا ... ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وخَصَّ به اللِّحْيانيُّ الأُنثى من الخَيل . والسيفُ الصَّنيع : الصَّقيل وقال الجَوْهَرِيّ : المَجْلوُّ وزادَ غيرُه : المُجَرَّب وفي الأساس : المُتَعَهَّدُ بالجِلاءِ قال عَمْرُو بن مَعْدِ يكربَ رَضِيَ الله عنه يصفُ حِماراً أَقْمَرَ وأُتُنَه :
فَأَوْفى عندَ أَقْصَاهُنَّ شَخْصَاً ... يَلُوحُ كأنَّهُ سَيْفٌ صَنيعُ أي : مَصْقُولٌ وقد صُنِعَ وهُيِّئَ فَعيلُ بمعنى مَفْعُولٍ وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ :
بأَبْيَضَ مِن أُميَّةَ مَضْرَحِيٍّ ... كأنَّ جَبينَه سَيْفٌ صَنيعُ وفي العُباب : هو لرجُلٍ من بَكْرِ بنِ وائلٍ يمدَحُ أُميَّةَ بنَ عَبْد الله بنِ خالدِ بنِ أَسيدِ بنِ أبي العاصِ بنِ أُميَّةَ وفي اللِّسان : هو لعَبدِ الرحمنِ بنِ الحكَمِ بنِ أبي العاصِ يمدَحُ معاويةَ وصَدْرُه :
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها ... تكَشَّفُ عن مَناكِبِها القُطوعُ بأَبْيَضَ من أميَّةَ . . الخ ووَجَدْتُ في هامِشِ الصّحاح ما نصُّه : وكان من خبَرِ هذا الشِّعرِ أنّ مَرْوَانَ شَخَصَ إلى مُعاوِيَة ومعه أخُوه عبدُ الرحمن فلمّا قَرُبَ قدَّمَ عبدَ الرحمنِ أمامَه فلَقِيَ مُعاوِيَةَ فقال : أَتَتْكَ العِيسُ... الخ وفيه : وأَبيضَ من أُميَّةَ فلمّا انتهى من إنشادِهما قال مُعاوِيَةُ : أَمُفاخِراً جِئتَ أم مُكاثِراً ؟ فقال : أيَّ ذلك شِئتَ وهما بَيْتَانِ فقط . كذا ذَكَرَه أبو محمد الأسوَد والسهمُ الصَّنيعُ كذلك والجَمعُ : صُنُعٌ قال صَخْرُ الغَيِّ :
" وارْموهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وقال ذو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ :
السَّيفُ والقَوسَ والكِنانَةَ قدْ ... أَكْمَلتُ فيها مَعابِلاً صُنُعا أي مُحكَمةَ العمَل . الصَّنيعُ : فرَسُ باعِثِ بنِ حُوَيْصٍ الطائيِّ فعيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ . الصَّنيع : الطعامُ يُصنَعُ فيُدعى إليه . يقال : كنتُ في صَنيعِ فلانٍ وهو مَجاز . الصَّنيع : الإحسانُ والمَعروف واليَدُ يُرمى بها إلى إنْسانٍ . وقيل : هو كلُّ ما اصْطُنِعَ مِن خَيْرٍ كالصَّنيعَةِ ج : صَنائِع قال الشاعر : إنَّ الصَّنيعَةَ لا تَكونُ صَنيعَةً حتى يُصابَ بها طَريقُ المَصنَعِ وقال سُوَيْدُ بن أبي كاهِلٍ :
نِعَمٌ للهِ فينا رَبِّنا ... وصَنيعُ اللهِ واللهُ صَنَعْ
وفي الحديث : " صَنائِعُ المَعروفِ تَقِي مارِعَ السُّوءِ " . ومنَ المَجاز : هو صَنيعي وصَنيعَتي أي اصْطَنَعْتُه ورَبَّيْتُه وخرَّجْتُه وأدَّبْتُه . وقَوْله تَعالى : " ولِتُصْنَعَ على عَيْنِي " أي لتَنزِلَ بمَرْأَىً مِنِّي . قاله الأَزْهَرِيّ وقيل : مَعْنَاه لتُغَذَّى وقال الراغبُ : هو إشارةٌ إلى نَحْوِ ما قال بعضَ الحُكَماءِ : إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أَحَبَّ عَبْدَاً تفَقَّدَه كما يَتَفَقَّدُ الصَّديقُ صَديقَه . انتهى . ومن ذلك : صَنَعَ جارِيَتَه إذا رَبَّاها وصَنَعَ فَرَسَه إذا قامَ بعَلَفِه وتَسْمينِه . يُقال صُنِعَتِ الجارِيَةُ كعُنِيَ أي أُحسِنَ إليها حتّى سَمِنَتْ كصُنِّعَتْ بالضَّمّ تَصْنِيعاً أو صَنَعَ الفرَسَ بالتخفيفِ وصَنَّعَ الجارِيَةَ بالتشديدِ قاله الليثُ أي أَحْسَنَ إليها وسَمَّنَها قال : لأنَّ تَصْنِيعَ الجارِيَةِ لا يكونُ إلاّ بأشياءَ كَثيرَةٍ وعِلاجٍ بخِلافِ صَنْعَةِ الفرَسِ ففرَّقَ بينهما بالتشديد ؛ ليَدُلَّ على معنى التكثير . قال الأَزْهَرِيّ : وغيرُ الليثِ يُجيزُ صَنَعَ جارِيَتَه بالتخفيف كما تقدّم ومنه قَوْله تَعالى : " ولِتُصْنَعَ على عَيْنِي " . وصُنْعٌ بالضَّمّ : جبَلٌ بدِيارِ بَني سُلَيْمٍ . يقال : رجلٌ صِنْعُ اليَدَيْن وكذا صِنْعُ اليَدِ بالكَسْر فيهما إذا أُضيفَتْ قال الطِّرْماحُ :
وَرَجَا مُوادَعَتي وأَيْقَنَ أنَّني ... صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوى الأَصْيَدُ رجلٌ صَنَعٌ بالتحريك إذا أَفْرَدْتَ فهي مَفْتُوحَةً مُحرّكةً كما في اللِّسان وسِياقُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ يُخالِفُ ذلك فإنّهما قالا : وكذلك رجلٌ صَنَعُ اليَدَيْن بالتحريك فحَرَّكا مع الإضافة وأنشدَ لأبي ذُؤَيْبٍ :
وَعَلَيهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما ... داوودَ أو صنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال الجَوْهَرِيّ : هذه روايةُ الأَصْمَعِيّ ويُروى : صِنْعَ السَّوابِغ . وأنشدَ الصَّاغانِيّ لذي الإصْبَعِ العَدْوانِيِّ :
تَرَّصَ أَفْوَاقَها وقوَّمَها ... أَنْبَلُ عَدْوَانَ كلِّها صَنَعَا وفي حديثِ عمر - رضي الله عنه - لمّا جُرِحَ قال لابنِ عَبّاسٍ : انْظُرْ مَن قَتَلَني ؟ فجالَ ساعةً ثمّ أتاه فقال : غُلامُ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ فقال : الصَّنَع ؟ قال : الصَّنَع قال : مالَه . وقاتَلَه اللهُ واللهِ لقد كنتُ أَمَرْتُ به مَعْرُوفاً . كذا رجلٌ صَنيعُ اليَدَيْن كأميرٍ وصَناعُهُما كَسَحَابٍ ولا يُفرَدُ صَناعُ اليدِ في المُذَكَّرِ أي حاذِقٌ ماهِرٌ في الصَّنعَةِ مُجيدٌ من قومٍ صُنْعى الأيْدي بضمَّةٍ صُنُعِ الأيدي بضمَّتَيْن وَصَنَعى الأيدي بفَتحتَيْن وصِنْعِي الأيدي بكسرةٍ الأخيرةُ جمعٌ لصِنْع اليد بالكَسْر والثانيةُ جَمْعُ صَناع اليدِ كَقَذَالٍ وقُذُلٍ وأَصْنَاعُ الأيدي جَمْعُ صِنْعِ اليدِ بالكَسْر كطِرْفٍ وأَطْرَافٍ أو جَمْعُ صَنيعِ اليدِ كشَريفٍ وأَشْرَاف . وقال ابنُ بَرِّيّ : وجَمْعُ صَنَعٍ - عند سيبويه - : صَنَعُون لا غير وكذلك صِنْعٌ يقال : صِنْعُو اليدِ وجَمْعُ صَناعٍ صُنُعٌ وقال ابنُ دَرَسْتَوَيْه : صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وَقَمَنٍ . والأصلُ فيه عنده الكسر صَنِعٌ ؛ ليكونَ بمنزلةِ دَنِفٍ وقَمِنٍ وحُكِيَ رِجالُ صُنُعٌ ونِسوَةٌ صُنُعٌ بضمتَيْنِ عن سيبويه أي : من غيرِ إضافَةٍ إلى الأيدي . منَ المَجاز : رجلٌ صَنَعُ اللِّسان مُحرّكةً ولِسانٌ صَنَعٌ كذلك يقال ذلك للشاعرِ الفَصيحِ ولكلِّ بَليغٍ بَيِّنٍ قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ - رَضِيَ الله عنه - :
أَهْدَى لهم مِدَحِي قَلْبٌ يُؤازِرُه ... فيما أرادَ لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُوامرأةٌ صَناعُ اليدَيْن كَسَحَابٍ وقد تُفرَد فيُقال : صَناعُ اليدِ أي حاذِقَةٌ ماهِرَةٌ بعمَلِ اليدَيْن . وقال ابن السِّكِّيت : امرأةٌ صَناعٌ إذا كانتْ رَقيقَةَ اليديْن تُسَوِّي الأَشافي وتُخرِزُ الدِّلاءَ وتَفْريها . وقال ابنُ الأثير : رجلٌ صَنَعٌ وامرأةٌ صَناعٌ إذا كان لهُما صَنْعَةٌ يَعْمَلانِها بأيديهما ويَكْسِبان بها . قال ابنُ بَرِّيّ : والذي اختارَه ثعلبٌ : رجلٌ صَنَعُ اليدِ وامرأةٌ صَناعُ اليدِ فَيَجْعل صَناعاً للمرأةِ بمنزلةِ كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ وقال أبو شِهابٍ الهُذَليّ :
صَناعٌ بإشْفاها حَصانٌ بفَرْجِها ... جَوادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرقُ زاخِرُ و رُوِيَ في الحديث : " الأَمَةُ غيرُ الصَّناعِ " . وقال ابنُ جِنِّيّ : قولُهم : رجلٌ صَنَعُ اليدِ وامرأةٌ صَناعُ اليدِ دَليلٌ على مُشابَهَةِ حَرْفِ المَدِّ قَبْلَ الطَّرَفِ لتاءِ التأنيثِ فَأَغْنَت الألفُ قَبْلَ الطَّرَفِ مَغْنَى التاءِ التي كانت تَجِبُ في صَنَعَةٍ لو جاءَ على حُكْمِ نَظيرِه نحو : حَسَنٍ وَحَسَنةٍ . يقال : امرأتانِ صَناعَتان في التثنِيَة نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لرُؤْبَةَ :
إمَّا ترى دَهْرِي حَنانِي حَفْضَا ... أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا ونِسوَةٌ صُنُعٌ ككُتُبٍ مِثلُ قَذالٍ وقُذُلٍ نقله الجَوْهَرِيّ . أبو زِرٍّ الصَّناعُ الحِمصِيُّ كَسَحَابٍ : رجلٌ من حِمصَ له حِكايةٌ مع دِعْبِل بنِ عليٍّ الخُزاعِيِّ هكذا في التبصير وَنَقَله في العُباب ولم يَذْكُرْ له كُنيَةً وَوَقَعَ في التكملةِ أبو الصَّناعِ وفيه سَقَط . وصَنْعَاءُ بالمَدِّ ويُقصَرُ للضَّرورَة كقَولِ الشاعرِ :
" لا بُدَّ مِن صَنْعَا وإنْ طالَ السَّفَرْ وقال الأَنَسِيُّ - وهو من الشُّعَراءِ المُتَأَخِّرين - :
" ألا حَيِّ ذاكَ الحَيَّ مِن ساكِني صَنْعَافَكَمْ أَطْلَقوا أَسْرَى وَكَمْ أَحْسَنوا صُنْعا وهي طويلةٌ أَنْشَدنيها شَيْخُنا العَلاّمةُ رَضِيُّ الدِّينِ عبدُ الخالِقِ بنُ أبي بكرٍ المِزْجاجِيُّ تغمَّدَه اللهُ برَحمَتِه وَنَفَعنا به : د باليمنِ قاعِدَةُ مُلكِها ودارُ سَلْطَنَتِها كَثيرَةُ الأشجارِ والمياهِ حتى قيل : إنّها تُشبِهُ دِمشقَ الشام أي في المروجِ والأنهارِ هكذا في النسخ : كَثيرَة وتُشْبه والصوابُ : كَثيرُ الأشجار ويُشْبه وقال أحمدُ بنُ موسى - وهو من الشُّعراءِ المُتأخِّرين - حين رُفِعَ إلى صَنْعَاءَ وصارَ إلى نَقيلِ السُّود - :
إذا طَلَعْنا نَقيلَ السُّودِ لاحَ لنا ... مِن أُفْقِ صَنْعَاءَ مُصْطافٌ ومُرْتَبَعُ
يا حَبَّذا أَنْتِ يا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ ... وحَبَّذا وادِيَاكِ الظَّهْرُ والضِّلَعُويقال : إنّ اسمَ مَدينةِ صَنْعَاءَ في الجاهليّةِ أزالُ رُوِيَ عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ أنّه وجدَ في الكتُبِ القديمةِ المُنَزَّلةِ التي قَرَأَها : أزالَ أزالَ كلٌّ عليكِ وأنا أَتَحَنَّنُ عليكِ . ويُروى عن ابنِ أبي الرُّوم : أنّ صَنْعَاءَ كانت امرأةً مَلِكَةً وبها سُمِّيت صَنْعَاء . وقرأْتُ في كتابِ المُعجَمِ لأبي عُبَيْدٍ البَكْرِيِّ أنّ صَنْعَاءَ كلمةٌ حبَشِيّةٌ ومعناها : وَثيقٌ حَصينٌ وفي حديثٍ مَرْوِيٍّ عن عبدِ الرّزّاقِ - في حقِّ صَنْعَاءَ - وفيه : ويكونُ سُوقُها في واديها . قيل : هو وادي عُلَيْب وقيل : هو أصلُ جبَلِ نُعَيْمٍ ممّا يلي قِبلِيّة وقيل : غَديرُ الحَقلِ ممّا يلي القِبْلِيّةَ . صَنْعَاءُ أيضاً : ة ببابِ دمشقَ والنِّسْبَةُ إليها صَنْعَانِيٌّ على القياس أو النِّسبَةُ إليهما صَنْعَانِيٌّ بزيادةِ النونِ على غيرِ قياسٍ كما قالوا - في النِّسبةِ إلى حَرَّان - : حَرْنَانيٌّ وإلى مانِي وعانِي : مَنَانِيّ وعَنانِيّ كما في الصحاح أي فالنونُ بدَلٌ من الهَمزَة حكاه سيبويه قال ابنُ جِنِّي : ومِن حُذَّاقِ أصحابِنا مَن يذهبُ إلى أنّ النونَ في صَنْعَانِيٍّ إنّما هي بدَلٌ من الواوِ التي تُبدَلُ من همزةِ التأنيثِ في النَّسَب وأنَّ الأصلَ صَنْعَاوِيٌّ وأنَّ النونَ هناك بدلٌ من هذه الواو . وصَنْعَةُ : ة باليمن من قُرى ذَمَار وفي مُعجَم أبي عُبَيْدٍ : أنّ ذَمارِ : اسمٌ لصَنْعاءَ قاله ابنُ أَسْوَدَ . قلتُ : وذكرَ الأميرُ : يحيى بنَ محمد الصَّنْعِيَّ بالفَتْح روى عن عبدِ الواحدِ بنِ أبي عمروٍ الأسَدِيِّ ولعلَّه نُسِبَ إلى هذه القرية . والصِّنْع بالكَسْر : السَّفُّود هكذا في سائرِ النسخ ومثلُه في العُباب والتكملة . ووقعَ في اللِّسان والصِّنْع : السُّود وأنشدَ للمَرّار يصفُ الإبلَ :
وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوبِ ... وسائِقُها مِثلُ صِنْعِ الشِّواءِ قال : يعني سُودَ الألوانِ فلْيُتَأَمَّلْ في العبارتَيْن . الصِّنْع : كلُّ ما صُنِعَ من سُفرَةٍ أو غيرِها . الصِّنْع الخَيّاط وبه فُسِّرَ قولُ كُثَيِّرٍ :
إذا ما لَوى صِنْعٌ به عدَنِيَّةً ... كَلَوْنِ الدِّهانِ وَرْدَةً لم تُكَمَّتِ أو هو : الدَّقيقُ اليدَيْن في قولِ كُثَيِّرٍ ولا يخفى أنّ هذا قد تقدّم عند ذِكرِ صَنَعَ اليدَيْن وقد فَسّروه برَقيقهما كما مرَّ فهو تَكْرَارٌ . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الصِّنْع : الشَّوَّاءُ نفسه ووُجِدَ في بعضِ النسخِ الشِّوَاء ككِتابٍ وهو غلَطٌ . قال ابْن عَبّادٍ : الصِّنْعُ : الثَّوبُ يقال : رأيتُ عليه صِنْعاً جيِّداً وهو مَجاز . قيل : الصِّنْعُ في قولِ كُثَيِّرٍ : العَمامة عن ابْن الأَعْرابِيّ قال : أي إذا اعْتَمَّ وهو مَجاز . الصِّنْع : مَصْنَعةُ الماءِ وهي خَشَبَةٌ يُحبَسُ بها الماء وتُمسِكُه حِيناً ج : أَصْنَاعٌ قال الأَزْهَرِيّ : وسَمعتُ العربَ تُسمِّي أَحْبَاسَ الماءِ الأَصْناعَ . صِنْع : ع ويُضافُ إلى قَساً نَقَلَه الصَّاغانِيّ وقد جاءَ ذِكرُه في شِعرٍ . الصَّنْع بالفَتْح : دُوَيْبَّةٌ أو طائرٌ كالصَّوْنَع فيهما كَجَوْهَرٍ نقله الصَّاغانِيّ وقد صَحَّفَهما بعضُهم كما سيأتي في ضتع . والصَّنَّاعَة مُشدَّدةً والصَّنَاع كَسَحَابٍ : خَشَبٌ يُتَّخَذُ في الماءِ ليُحبَسَ به الماءُ ويُمسِكُه حِيناً نقله الليثُ كالصِّنْعِ التي هي الخشَبةُ . منَ المَجاز : يقال : كُنّا في المَصْنَعةِ أي الدَّعْوَة يَتَّخِذُها الرجلُ ويُدعى إليها الإخْوانُ . واصْطَنعَ الرجلُ : اتَّخَذَها ومنه الحديثُ : " لا تُوقِدوا بلَيلٍ ناراً ثمّ قال : أَوْقِدوا واصْطَنِعوا فإنّه لن يُدرِكَ قومٌ بعدَكم مُدَّكُم ولا صاعَكم " أي اتَّخِذوا صَنيعاً أي طَعاماً تُنفِقونَه في سبيلِ الله وقال الراعي :
وَمَصْنَعَةٍ هُنَيْدٍ أَعَنْتُ فيها ... على لَذَّاتِها الثَّمِلَ المُبيناقال الأَصْمَعِيّ : أي مَدْعَاةٍ . المَصْنَعَةُ كالحَوضِ أو شِبهُ الصِّهْريجِ يُجمَعُ فيها وفي العُباب فيه وفي الصحاح : يَجْتَمِعُ فيه ماءُ المطَر قال الأَصْمَعِيّ : المَصانِع : مَسَاكاتٌ لماءِ السماءِ يَحْتَفِرُها الناسُ فَيَمْلَؤُها ماءُ السماءِ يَشْرَبونَها وروى أبو عُبَيْدٍ عن أبي عمروٍ قال : الحِبْسُ : مثلُ المَصْنَعةِ وتُضَمُّ نونُها نقله الجَوْهَرِيّ كالمَصْنَعِ كَمَقْعَدٍ نقله الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان والمَصانِع : الجَمع أي جَمْعُ المَصْنَعةِ بلُغتَيْه والمَصْنَع وبه فَسَّرَ بعضُهم قَوْله تَعالى : " وتَتَّخِذونَ مَصانِعَ لعلَّكُم تَخْلُدون " . قال الأَصْمَعِيّ : العربُ تُسمِّي القُرى مَصانِعَ واحدَتُها مَصْنَعةٌ وأنشدَ لابنِ مُقبِلٍ :
كأنَّ أصواتَ أَبْكَارِ الحَمامِ لنا ... في كلِّ مَحْنِيَّةٍ منه يُغَنِّينا
أصواتُ نِسْوانِ أَنْبَاطٍ بمَصْنَعَةٍ ... بَجَّدْنَ للنَّوْحِ فاجْتَبْنَ التَّبابينا وفي الأساس : تقول : هو من أهلِ المَصانِع أي القُرى والحَضَرِ بَجَّدْنَ : لَبِسْنَ البُجُدَ . المَصانِعُ أيضاً : المَباني من القصورِ والآبارِ وغيرِها قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
بَلِينا وما تَبْلَى النُّجومُ الطَّوالِعُ ... وَتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ المَصانِع : الحُصون نقله الجَوْهَرِيّ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهِدُه قولُ البَعِيثِ :
بَنى زِيادٌ لذِكرِ اللهِ مَصْنَعةً ... من الحِجارَةِ لم تُرفَعْ مِن الطِّينِ قال ابْن الأَعْرابِيّ : أَصْنَعَ : أعانَ آخَرَ وقال ابْن عبّادٍ : أَصْنَعَ الأخْرَقُ : تعَلَّمَ وأَحْكَمَ هكذا في العُباب والتكملة ونصُّ ابْن الأَعْرابِيّ في النَّوادِر : أَصْنَعَ الرجلُ : إذا أعانَ أَخْرَق فاشْتَبهَ على ابْن عبّادٍ فقال : آخَرَ ثمّ زادَ من عندِه : وأَصْنَع الأخرقُ إلى آخِرِه وقلَّدَه الصَّاغانِيّ من غيرِ مُراجَعةٍ لنصِّ ابْن الأَعْرابِيّ وما ذَكَرْنا هو الصوابُ ومثلُه في اللِّسان . واصْطَنعَ فلانٌ عندَه صَنيعَةً نقله الجَوْهَرِيّ أي اتَّخَذَها . والتَّصَنُّع : تكَلُّفُ الصَّلاحِ وحُسنِ السَّمْت وإظهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطِنُ مَدْخُولٌ . والمُصانَعة كُنِيَ بها عن الرِّشْوَة قاله الراغبُ وفي الأساس : هو مأخوذٌ من معنى المُداراةِ والمُداهَنة يقال : صانَعَ الوالِيَ إذا رَشاه . قال الجَوْهَرِيّ : وفي المثَل : مَن صانَعَ بالمالِ لم يَحْتَشِمْ من طلَبِ الحاجَةِ . ويقال صانَعَه إذا داراه ولايَنَه وداهَنَه . وفي حديثِ جابرٍ : كان يُصانِعُ قائِدَه . أي : يُداريه . وأصلُ المُصانَعةِ : أن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لكَ شيئاً آخَرَ مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ وقال زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى :
وَمَنْ لا يُصانِعْ في أمورٍ كَثيرَةٍ ... يُضَرَّسْ بأنْيابٍ ويُوطَأْ بمَنْسَمِأي من لم يُدارِ الناسَ في أمورِهم غلَبوه وقهروه وأذَلُّوه . منَ المَجاز : المُصانَعةُ في الفرَسِ : أن لا يُعطي جميعَ ما عندَه من السَّيْر وله صَوْنٌ يَصُونُه الأَوْلى حَذْفُ الواوِ من ولَهُ فهو يُصانِعُك ببَذلِه سَيْرَه كما في العُباب . وفي الأساس : كأنّه يُوافي فيما يَبْذُلُ منه ويَصُونُ بَعْضَه . ومنه : صانَعْتُ فلاناً : دارَيْتُه . قلتُ : فإذن المُصانَعةُ بمعنى الرِّشوةِ من مجازِ المَجازِ فافْهَمْ وَتَأَمَّلْ . والاصْطِناع : المُبالَغةُ في إصلاحِ الشيءِ قاله الراغبُ قال : منه قَوْله تَعالى : " واصْطَنَعْتُكَ لنَفسي " تأويلُه : اخْتَرتُك لإقامةِ حُجَّتي وجَعَلْتُكَ بَيْنِي وبَيْنَ خَلْقِي حتى صِرتَ في الخِطابِ عنِّي والتَّبْليغِ بالمنزلةِ التي أكونُ أنا بها لو خاطَبْتُهم واحْتَجَجْتُ عليهم . وقال الأَزْهَرِيّ : أي رَبَّيْتُكَ لخاصَّةِ أمرٍ أَسْتَكفيكَه في فِرعَون وجُنودِه وفي حديثِ آدَم : قال لموسى : أنتَ كَليمُ اللهِ الذي اصْطَنَعَكَ لنَفسِه . قال ابنُ الأثير : هذا تمثيلٌ لما أعطاه اللهُ من المَنزِلةِ والتقريب . يقال : اصْطَنَعَ فلانٌ خاتَماً إذا أَمَرَ أن يُصنَع له كما يقال : اكْتَتبَ أي أَمَرَ أن يُكتَب له والطاءُ بدَلٌ من تاءِ الافْتِعال لأجلِ الصادِ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : اسْتَصْنَعَ الشيءَ : دَعا إلى صُنعِه كما في اللِّسان وفي العُباب : اسْتَصنَعه : سألَ أن يُصنَعَ له وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ :
إذا ذَكَرَتْ قَتْلَى بكَوْساءَ أَشْعَلتْ ... كواهِيَةِ الأخْرابِ رَثٍّ صُنوعُها قال ابنُ سِيدَه : صُنوعُها : جَمْعٌ لا أعرفُ له واحداً . قلتُ : وقال السُّكَّريُّ في شرحِ الدِّيوان : كواهِيَةِ الأخرابِ يعني : المَزادَةَ أو الإداوَة وصُنوعُها : خُرَزُها ويقال : سُيورُها التي خُرِزَتْ بها ويقال : عمَلُها : فيكون حينَئِذٍ مصدراً . وحكى ابنُ درسْتَوَيْه : صَنِعَ صَنَعَاً : مثل : بَطِرَ بَطَرَاً فهو صَنِعٌ أي ماهِرٌ وقال غيرُه : امرأةٌ صَنيعَةٌ بمعنى صَنَاعٍ وأنشدَ لحُمَيْدٍ بنِ ثَورٍ :
أطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنيعَةٍ ... وبينَ التي جاءَتْ لكَيْما تعَلَّما وهذا يدلُّ على أنَّ اسمَ الفاعِل من صَنَعَ صَنيعٌ ؛ لأنّه لم يُسمَع صَنِعٌ قاله ابنُ بَرّيّ : وفي المثَل : لا تَعْدَمُ صَنَاعٌ ثَلَّة . الثَّلَّة : الصُّوفُ والشَّعرُ والوبَر . وقال الإيادِيُّ : سَمِعْتُ شَمِرَاً يقول : رجلٌ صَنِعٌ وقومٌ صَنْعُون بسكونِ النون . وامرأةٍ صَنَاعُ اللِّسان : سَليطَةٌ قال الراجز :
" وهي صَناعٌ باللِّسانِ واليَدِ وقومٌ صَناعِيَةٌ : يَصْنَعونَ المالَ ويُسَمِّنونَ فُصْلانَهم ولا يَسْقُون ألبانَ إبلِهم الأضيافَ وقد مرَّ شاهِدُه من قولِ عامرِ بنِ الطُّفَيلِ في صلمع . والصَّنيع كأميرٍ : الثوبُ الجيِّدُ النَّقِيُّ كما في اللِّسان والأساس وهو مَجاز . وقولُ نافِعِ بنِ لَقيطٍ :
مُرُطُ القِذاذِ فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ ... لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التعقيبُ فسَّرَه ابْن الأَعْرابِيّ فقال : مَصْنَعٌ أي ما فيه مُستَملَحٌ وقد تقدّم ذِكرُ الأبياتِ في ريش وفي مرط . والصِّنْع بالكَسْر : الحَوضُ . وقيل : شِبهُ الصِّهريجِ وقيل : إنَّ الصُّنوعَ واحدُها صُنْعٌ والمَصانيع : جَمْعُ مَصْنَعة زيدت الياءُ في ضَرورةِ الشِّعرِ ويجوزُ أن يكونَ جَمْعَ مَصْنُوعِ ومَصْنُوعةٍ كَمَكْسورٍ ومَكاسيرَ . والصِّنْع بالكَسْر : الحِصنُ وبه فُسِّرَ الحديثُ : " من بَلَغَ الصِّنْعَ بسَهْمٍ " . والمَصانِع : مَواضِعُ تُعزَلُ للنَّحلِ مُنتَبِذَةً عن البيوت واحدتُها مَصْنَعة حكاه أبو حَنيفة . والصُّنْع بالضَّمّ : الرِّزْق . واصْطَنَعَه : قدَّمَه . ويقال : هو مُصْطَنعَةُ فلانٍ أي صَنيعَتُه نقله الزَّمَخْشَرِيّ . وصانَعَه عن الشيءِ : خادَعه عنه . ويقال : صانَعْتُ فلاناً أي رافَقْتُه . والأَصْناع : مَوْضِعٌ قال عَمْرُو بنُ قَميئَةَ :
وَضَعَتْ لَدى الأَصْناعِ ضاحِيَةً ... فهي السُّيُوبُ وحُطَّتِ العِجَلُكما في اللِّسان وأَغْفَله ياقوت في مُعجَمِه . وقال الجَوْهَرِيّ وقولُهم : ما صَنَعْتَ وأباكَ تقديرُه : مع أبيك لأنّ معَ والواوَ جميعاً لمّا كانا للاشتراكِ والمُصاحَبةِ أُقيمَ أحَدُهما مُقامَ الآخَرِ وإنّما نُصِبَ لقُبحِ العَطفِ على المُضمَرِ المَرفوعِ من غيرِ تَوْكِيدٍ فإنْ وكَّدْتَه رَفَعْتَ وقلتَ : ما صَنَعْتَ أنتَ وأبوكَ . وأَسْهُمٌ صُنْعَةٌ بالضَّمّ أي مُستَوِيَةٌ من عملِ رجلٍ واحدٍ نقله الحَربيُّ في غَريبِه . وفي الحديث : " تُعينُ صانِعاً " أي ذا صَنْعَةٍ قَصَّرَ عن القيامِ بها ويُروى أيضاً : ضائِعاً بالضاد المُعجَمةِ والتحتيّة أي ذا ضَياعٍ من فَقْرٍ أو عِيالٍ وكلاهما صَوابٌ في المعنى نقله الأَزْهَرِيّ . ويُنسَبُ إلى الصَّنائع : صَنائِعيّ كَأَنْماطِيٍّ . وجَمعُ الصّانِع : صُنَّاعٌ كرُمَّانٍ . وأَصْنَعَ الفرَسَ : لغةٌ في صَنَعَه عن ابنِ القَطّاع . ودَرْبُ المَصْنَعةِ : خِطَّةٌ بمِصر ونُسِبَ إلى مَصْنَعةِ أحمدَ بنِ طُولونَ التي هي تُجاهَ مَسْجِد القَرافَةِ وهي الصُّغرى وأمّا الكُبرى فهي بدَربِ سالِمٍ بطريقِ القَرافَة حقَّقَه ابنُ الجَوَّانِيِّ في المُقَدِّمة . وَكَشَدَّادٍ : محمد بنُ عَبْد الله بن الصَّنَّاعِ القُرطُبيُّ آخِرُ مَن تَلا على الأنْطاكِيِّ . وأبو جَعْفَرٍ أحمدُ بنُ عَبْد الله عن الشاطِبيِّ الصَّنَّاع روى عن أبي جَعْفَرِ بنِ البارِشِ