المعجم: لسان العرب
المعجم: القاموس المحيط
المعجم: مختار الصحاح
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الرائد
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الغني
المعجم: الرائد
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الغني
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
فَأَمَّا آلُ ذَيَّالٍ فَإِنَّا ... وَجَدْنَاهُمْ ضَياكِلَةً عَيامَى ض ل ل
الضَّلاَلُ والضَّلاَلَةُ والضُّلُّ ويُضَمُّ والضَّلْضَلَةُ والاُضْلُولَةُ بالضَّمِّ والضِّلَّةُ بالكَسرِ وهُما مُفْرَدا أَضَالِيلَ في قَوْلَيْنِ والضَّلَلُ مُحَرَّكَةً : ضِدُّ الْهُدَى والرَّشادِ وقالَ ابنُ الكَمالِ : الضَّلالُ فَقْدُ ما يُوَصِّل إلى المطلوبِ وقيلَ : سُلُوكُ طَرِيقٍ لا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ وقالَ الرَّاغِبُ : هوَ العُدُولُ عن الطريقِ المُسْتَقِيمِ وتُضَادُّه الهِدَايةُ قالَ اللهُ تَعالى : " فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها " ويُقالُ : الضَّلالُ : لِكُلِّ عُدُ,لٍ عن الحَقِّ عَمْداً كانَ أو سَهُواً يَسِيراً كانَ أو كثيراً فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ الذي هو المُرْتَضَى صَعْبٌ جِداً ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصُوا " ولذا صَحًّ أن يُسْتَعْمَلَ لَفْظُهُ فيمَن يكونُ منه خَطَأٌ مَّا ولذلكَ نُسِبَ إِلى الأَنْبِياءِ وإِلى الكُفَّارِ وإِنْ كانَ بَيْنَ الضّلاَلَيْن بَوْنٌ بَعِيدٌ أَلاَ تَرَى أنَّهُ قالَ في النّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " وَوَجْدَكَ ضَالاًَّ فَهَدَى " أي غيرَ مُهْتَدٍ لِمَا سِيقَ إِلَيْكَ من النُّبُوَّةِ وقالَ تعالى في يَعْقُوبَ عليه السلامُ : " إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ " وقال أولادُهُ : " إِنَّ أبانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ " إِشَارَةً إلى شَغَفِهِ بيُوسُفَ وشَوْقِهِ إليه وقالَ عن موسى عليه السلامُ : " قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ " تَنْبيهاً أَنَّ ذلك منهُ سَهْوٌ قالَ : والضَّلالُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَرْبَانِ ضَلاَلٌ في العُلُومِ النَّظَرِيَّةِ كالضَّلالِ في معرفَةِ وَحْدَانِيَّتِهِ تَعالى ومعرِفَةِ النُّبُوَّةِ ونحوِهما المُشارِ إليْهِما بقولِهِ تَعالَى : " ومَنْ يَكْفُلْ باللهِ ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ " إلى قَوْلِهِ : " فقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً " وضَلاَلٌ في العُلُومِ العَمَلَيِّةِ كَمعرِفَةِ الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ التي هي العِبادَاتُ ضَلَلْتَ كزَلَلْتَ تَضِلُّ وتَزِلُّ أي بفتحِ العَيْنِ في المَاضِي وكسرِها في المُضارِعِ وهذه هي اللّغَةُ الفَصِيحَةُ وهي لُغَةُ نَجْدٍ وضَلِلْتَ تَضَلُّ مثل مَلِلْتَ تَمَلُّ أي بِكسرِ العَيْنِ في الماضِي وفَتْحِها في المُضَارِع وهي لُغَةُ الحِجازِ والعَالِيَةِ ورَوَى كُرَاعٌ عن بَنِي تَمِيم كَسْرَ الضَّادِ في الأَخِيرَةِ أيضاً قالَ اللِّحْيَانِيُّ : وبِهِما قُرِئَ قَوْلُه أيضاً قالَ اللِّحْيانِيُّ : وبِهِما قُرِئَ قَوْلُه تعالى : " قُلْ إِنْ ضَلِلْتُ فَإِنَّما أَضَلُّ على نَفْسِي " الأخِيرَةُ قِراءَةُ أبي حَيْوَةَ وقَرَأَ يحيى بنُ وَثَّابٍ : " إِضَلُّ " بكسرِ الهمزةِ وفتحِ الضّادِ وهي لُغَةُ تَمِيمٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وكانَ يحيى بنُ وَثَّابٍ يَقْرَأُ كُلَّ شَيْءٍ في القُرْآنِ : ضَلِلْت وضَلِلْنا بِكسرِ اللاَّمِ ورَجُلٌ ضَالٌّ : تَالٌّ وأَمَّا قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ " ولا الضَّاَلِّينَ " بِهَمْزِ الأَلِفِ فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَجِ لا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ فَإِذا اضْطُرُّوا إلى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ إلى أَقْرَبِ الحروفِ إليه وهوَ الهَمْزَةُ قالَ : وعلى ذلكَ ما حَكاهُ أبو زَيْدٍ مِن قَوْلِهِمْ : شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ . قلتُ : وهي قَرَاءَةُ أيوبَ السَّخْتِيانِيُّ وقد بَسَطَهُ ابنُ جِنِّيٍ في الْمُحْتَسَبِ وذكرَ تَوْجِيهَ هذه القِراءَةِ فانْظِرْهُ . والضَّلُولُ : الضَّالُّ قال :
لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَنَّ مَالِي ... بَنِيَّ وأَنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُوضَلِلْتُ الدَّارَ والمَسْجِدَ والطَّرِيقَ كَمَلِلْتُ وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لا يُهْتَدَى له وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ ضَلالاً وضَلالَةً أي ذَهَبَ وفي الصِّحاحِ : قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لا يُهْتَدَى له قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : قالَ أبو عَمْرِو بنِ العَلاءِ : إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ : ضَلِلْتُهُ وإذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ : أَضْلَلْتُهُ قالَ : يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لا يَضِلُّ وإِنَّما أنتَ تَضِلُّ عنه وإذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ فقد ضَلَّتْ عَنْكَ تقولُ للشَّيْءِ الثَّابِتِ في مَوضِعِهِ إَِّ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ : ضَلَلْتُهُ قال الْفَرَزْدَقُ :
ولقد ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ والْفَرَسَ : ذَهَبَا عَنْهُ وانْفَلَتَا قالَ أبو عَمْرٍو : أَضْلَلْتُ بَعِيرِي إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ وأَضْلَلْتُهُ إِضْلالاً إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ ولا تَدْرِي أين أَخَذَ وكُلُّ ما جاءَ مِنَ الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ : ضَلَلْتُهُ وما جاءَ مِنَ المَفْعُولِ به قلتَ : أَضْلَلْتُهُ كَضَلَّهُما قالَ يُونُسُ : يُقالُ في غيرِ الثَّابِتِ : ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ أي أَضَلَّهُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : خَالَفَهُم يُونُسُ في هذا . وضَلَّ الشَّيْءُ يَضِلُّ أي بفتحِ العَينِ في الماضِي وكسرِها في المُضَارِعُ وتُفْتَحُ الضَّادُ في المُضَارعُ أي مع كَسْرِ العَيْنِ في الماضي وبهذا يَنْدَفِعُ ما أَوْرَدَهُ شيخُنا قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ في مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ ولا وَجْهَ له إذ لا حَرْفَ حَلْقٍ فيه والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ في المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى . نعمْ لو قالَ : وضَلَّ كزَلَّ ومَلَّ لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ ضَلاَلاً مَصْدَرٌ لهما كسَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً : ضَاعَ ومنه قولُه تَعالى : " ضَلَّ سَعْيُهُم في الْحَياةِ الدُّنْيَا " أي ضاعَ وهو مجازٌوضَلَّ الرَّجُلُ : ماتَ وصارَ تُراباً وعِظَاماً فَضَلَّ فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ وفي التَّنْزِيلِ العزيزِ : " أَئِذَا ضَلَلْنَا في الأَرْضِ " أي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً فَضَلَلْنَا في الأَرْضِ فلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا وقالَ الرَّاغِبُ : هو كِنايةٌ عن المَوْتِ واسْتِحَالَةِ البَدَنِ وقُرِئَ بالصَّادِ كما تَقَدَّم . وضَلَّ الشَّيْءُ : إِذا خَفِيَ وغَابَ ومنهُ ضَلَّ الماءُ في اللَّبَنِ وهو مَجازٌ ويُقالُ : ضَلَّ الكافِرُ إِذا غَابَ عن الحُجَّةِ وضَلَّ النَّاسِي إذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ وفي الحديثِ : أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي فإِذا صَرْتُ حُمَماً فاسْهَكُونِي ثُمَّ ذُرُّونِي لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ أي أَغِيبُ عن عَذَابِ اللهِ وقالَ القُتَيْبِيُّ : أي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي . وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً : أُنْسِيَهُ والضَّلالُ : النِّسْيانُ ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى : " مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى " أي تَغِيبَ عن حِفْظِها أو يَغِيبَ حِفْظُها عنها قالَ الرَّاغِبُ : وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ في الإِنْسانِ وقُرِئَ : " إِن تَضِلَّ " بِكَسرِ الهَمْزَةِ فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ قالَ الزَّجَّاجُ : المَعْنَى في " إن تَضِلَّ " إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ قالَ : وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لا غَيْرُ ومَنْ قَرَأَ : " أن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ " وهي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى ومِنْ أَجْلِ أن تُذَكِّرَها فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ : فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ وإِنَّما اُعِدَّ هذا لِلإِذْكارِ ؟ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ الإِضْلالَ جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ لأنَّ الإِضْلالَ هو السَّبَبُ الذي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ قالَ : ومِثْلُهُ : أَعْدَدْتُ هذا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لا للْمَيْلِ ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ هذا هو البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى ومنه قولُهُ تَعالى : " قالَ . فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ الضَّالِّينَ " تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ . ويُقالُ : ضَلَّنِي فُلانٌ فلم أَقْدِرْ عليهِ : أي ذَهَبَ عَنِّي قال ابنُ هَرْمَةَ :
والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي تَضِلُّني عِلَلِيأي تَذْهبُ عَنِّي . والضُّلَّةُ بالضَّمِّ : الْحِذْقُ بالدَّلالَةِ في السَّفَرِ قالَهُ الفَرَّاءُ . والضَّلَّةُ بالْفَتْحِ : الحَيْرَةُ وقد ضَلَّ ضَلَّةً إِذا تَحَيَّرَ قالَهُ ابنُ السِّيدِ . وأيضاً : الْغَيْبَةُ لِخَيْرٍ ونَصُّ المُحْكَمِ : في خَيْرٍ أو شَرٍّ . والضَّالَّةُ مِنَ الإبِلِ : التي تَبْقَى بِمَضْيَعَةٍ بَلا رَبٍّ يُعْرَفُِ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : الضَّالَّةُ هي الضَّائِعَةُ مِنْ كُلَّ ما يُقْتَنَى مِنَ الحَيَوان وغَيرِهِ وهي في الأَصْلِ فاعِلَةٌ ثمَّ اتَّسِعَ فيها فصارَتْ مِنَ الصِّفاتِ الغالِبَةِ وقال الجَوْهَرِيُّ : الضَّالَّةُ : ما ضَلَّ مِنَ البَهِيمَةِ لِلذَّكَرَِ والأُنْثَى زادَ غيرُه : والاثْنَيْنِ والجَمِيعُ ويُجْمَعُ عَلى ضَوَالَّ وفي الحديثِ : إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِي الإِبِلِ فقالَ : ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ أو المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ وقد تُطلَقُ الضَّالَّةُ على المعاني ومنه : الحِكْمَةُ ضَالَّةْ المُؤْمِنِ أي لا يَزالُ يَتَطَلَّبُها كَما يَتَطَلَّبُ الرَّجُلُ ضَالَّتَهُ . وقالَ الكِسائِيُّ : وَقَعَ في وَادِي تُضُلِّلَ بِضَمَّتَيْنِ وكَسْرِ اللاَّمِ المُشَدَّدَةِ وقد تُفْتَحُ الضَّادُ وهذهِ عن ابنِ عَبَّادٍ وذَكَرَها أيضاً ابنُ سِيدَه وهو الْبَاطِلُ مِثلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ كُلُّه لا يَنْصَرِفُ كما في الصِّحاحِ وفي الأَساسِ : وَقَعُوا في وادِي تُضُلِّلَ أي هَلَكوا وهو مَجازٌ . وضَلَّلَهُ تَضْلِيلاً وتَضْلاَلاً بالفتحِ : صَيَّرَهُ إِلى الضَّلالِ وقيلَ : نَسَبَهُ إِليه قالَ الرَّاعِي :
وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغِي الهُدَى فيَزِيدُنِي تَضْلِيلاَ قال ابنُ سِيدَه : هكذا قالَهُ الرَّاعِي بالوَقْصِ وهو حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتفاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلكَ ورَوضتْهُ ولَما أَتَيْتُ على الكَمالِ . وأَرْضٌ مَضَلَّةٌ بفتحِ الضَّادِ ومَضِلَّةٌ بكسرِها نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ وضُلَضِلَةٌ كعُلَبِطَةٍ وهذه عن الصّاغَانِيِّ : يُضَلُّ فِيها الطَّرِيقُ كَما في الصِّحاحِ زادَ غيرُه : ولا يُهْتَدَى وقيلَ : أَرْضٌ مَضَلَّةٌ : تَحْمِلُكَ إِلى الضَّلالِ كَما هو القِياسُ في كُلِّ مَفْعَلَةٍ على ما نَقَلَهُ الخَفاجِيُّ في شَرْخِ الشِّفاءِ ومَرَّ في جهل ومثلُهُ الحديثُ : الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ وقالَ بعضُهم : أَرْضٌ مَضِلَّةٌ ومَزلَّةٌ وهو اسْمٌ ولو كانَ نَعْتاً لَكانَ بغيرِ الْهاءِ ويُقالُ : فلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضلَّة الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ سَواءٌ وقيلَ : أَرْضٌ مَضَلَّةٌ وأَرْضُونَ مَضَلاَّتٌ . والضِّلِّيلُ كَسِكِّيتٍ : الْكَثِيرُ الضَّلالِ في الدِّينِ وهو مَجازٌ وفي العُبابِ : رَجُلٌ ضِلِّيلٌ أي ضَالٌّ جِداً وهوَ الكثِيرُ التَّبَع لِلضَّلاَلِ قالَ رُؤْبَةُ :
" قُلْتُ لِزِيْرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ
" ضِلِّيلِ أَهْواءِ الصِّبَا يُنَدِّمُهْوقالَ غَيْرُه : رَجُلٌ ضِلِّيلٌ : لا يُقْلِعُ عن الضَّلالَةِ . والمُضَلَّلُ كَمُعَظَّم وفي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ بِكِسْرِ اللاَّمِ أيضاً هكذا هو مَضْبُوطٌ بهما مَعاً : الذِي لا يُوَفِّي بِخَيْرٍ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : الذي لا يُوَفَّقُ لِخَيرٍ أي ضَالٌّ جِدّاً وقيلَ : صاحِبُ غِوَاياتٍ وبَطالاتٍ . والْمَلِكُ الْمُضَلَّلُ والضِّلّيلُ : امْرُؤُ الْقَيْسِ كانَ يُقالُ له ذلكَ وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه وقد سُئِلَ عن أَشْعَرِ الشُّعَراءِ فقالَ : إِنْ كَانَ ولا بُدَّ فالمَلِكُ الضِّلِّيلُ . يَعْنِي امْرَأَ القَيْسِ وفي العُبابِ . قيلَ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ ثَلاثَةٌ المَلِكُ الضِّلِّيلُ والشيخُ أبو عَقِيل والغُلاَمُ القَتِيل . الشيخ أبو عَقِيل لَبِيدُ بنُ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عنه والْغُلامُ القَتِيلُ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ . ويُقالُ : هو ضُلُّ بْنُ ضُلٍّ بِكَسْرِهِما عن ابنِ عَبَّادٍ وضَمِّهِما عن الجَوْهَرِيِّ : أي مُنْهِمِكٌ في الضَّلالِ كَما في المُحْكَمِ أو لا يُعْرَفُ هُوَ ولا أَبُوهُ وكذلكَ : قُلُّ بنُ قُلٍّ وعلى هذا المَعْنَى اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُهما أو لا خَيْرَ فيهِ وهوَ رَاجِعٌ لِلْمَعْنَى الأَوَّلِ وقيلَ : إِذا لَمْ يَدْرِ مَنْ هُو ومِمَّن هو وهوَ الضَّلالُ بنُ الأَلاَلِ والضَّلالُ بنُ فَهْلَل وابنُ ثَهْلَل والضَّلالُ بنُ التَّلال كُلُّهُ بهذا المَعْنى . ومِنَ المَجازِ : هو ابْنُهُ لِضِلَّةٍ بالكَسْرِ : أي لِغَيْرِ رِشْدَةٍ عن أبي زَيْدٍ وفي الأَساسِ : لِغَيِّةٍ . وذَهَبَ دَمُهُ ضِلَّةً : أي بِلا ثَأْرٍ أي هَدَراً لَم يُثْأَرْ به وهو مَجازٌ . ويُقالُ : هوَ تِبْعُ ضِلَّةٍ بِكَسْرِ التَّاءِ والضَّادِ بالإضَافَةِ عن ثَعْلَبٍ وأيضاً بالْوَصْفِ وكذلكَ رَوَاهُ ابْن الأَعْرابِيِّ : أي لا خَيْرَ فيه ولا خَيْرَ عندَهُ كذلك فَسَّرَاهُ وقالَ ابنُ الأَعْرابي مَرَّةً : هو تِبْعُ ضِلَّة : أي دَاهِيَةٌ لا خَيْرَ فيهِ ويُرْوَى : تِبْعُ صِلَّةٍ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ كما في اللّسانِ والعُبابِ وكَذَا ضُلُّ أَضْلاَلٍ بالْكَسْرِ والضَّمِّ أي دَاهِيَة لا خَيْرَ فيه وقيلَ : إذا قِيلَ بالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَلَيٍَْ فيهِ إِلاَّ الكَسْرُ وقد تَقَدَّم . وأَضَلَّهُ : دَفَنَهُ والشَّيْءَ : غَيَّبَهُ وهوَ مَجازٌ قالَ المُخَبَّلُ :
" أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَهاوفَارِسَها في الدَّهْرًِ قَيْسَ بنَ عاصِمِ وقالَ النَّابِغَةُ يَرْثِي النُّعْمانَ بنَ الحارِثِ الغَسَّانِيَّ :
فَإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكُ حَيَاتِي وإِنْ تَمُتْ ... فما في حَياةٍ بعدَ مَوْتِكَ طَائِلُ
فآبَ مُضِلُّهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالْجَوْلاَنِ حَزْمٌ ونَائِلُ أي دَافِنُوهُ حينَ ماتَ وعَيْنٌ جَلِيَّةٌ : أي خَبَرٌ صادِقٌ أَنَّهُ ماتَ والجَوْلاَنُ : مَوْضِعٌ بالشَّامِ . أي دُفِنَ بِدَفْنِ النَّعْمانِ الحَزْمُ والعَطَاءُ . وأَضَلِّتْ بهِ أُمُّهُ : دَفَنَتْهُ نادرٌ عن ابْن الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
فَتَىً ما أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ ... مِنَ القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْأي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَةَ . والضَّللُ بِالتَّحْرِيكِ : الْماءُ الجَارِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ لا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ يُقالُ : ماءٌ ضَلَلٌ أو هو الماءُ الْجَارِي بَيْنَ الشَّجَرِ . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : ضَلاَضِلُ الْمَاءِ وصَلاَصِلُهُ : بَقاياه الواحِدَةُ ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلَةٌ . وأَرْضٌ ضَلْضِلَةٌ وضَلَضِلٌ بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِما وكَعُلَبِطَةٍ وعُلَبِطٍ وعُلاَبِطٍ وهذهِ عن اللِّحْيانِيِّ وقُنْفُذَةٍ وهذِهِ عن ابنِ دُرَيْدٍ : غَلِيظَةٌ وقالَ سِيبَوَيْهِ : الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَن الضَّلاَضِلِ وقالَ الفَرَّاءُ : مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنْدِلٌ : وهو الشَّدِيدُ ذُو الحِجَارَةِ قالَ : أَرادُوا ضَلَضِيِل وجَنَدِيل على بِنَاءِ حَمَصِيصِ وصَمَكِيك فَحَذَفُوا اليَاءَ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلَةُ : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ عن الأَصْمَعِيِّ قالَ : كأَنَّهُ قَصْرُ الضَّلاضِلِ . وهِيَ أيضاً أي الضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ كما في الصِّحاحِ وقُنْفُذَةٍ كَما في الجَمْهَرَةِ والضَّلَضِلُ والضَّلَضِلَةُ بفَتْحَتَيْنِ فيهما كما هوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ : الْحِجَارَةُ يُقِلُّهَا الرَّجُلُ وليسَ في الكَلامِ المُضاعَفِ غيرُهُ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِصَخْرِ الغَيِّ :
" أَلَسْتَ أيامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ
" وبعدُ إِذْ نحنُِ عَلى الضُّلَضِلَهْ كَما في الصِّحاحِ وفي التَّهْذِيبِ : الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْرَ ما يُقِلُّهُ الرَّجُلُ أو فَوْقَ ذلكَ أَمْلَسَ يكونُ في بُطُونِ الأَوْدِيَةِ وليسَ في بابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُها . وكُعُلاَبِطٍ وعُلَبِطَةٍ : الدَّلِيلُ الْحاذقُ عن ابْن الأَعْرابِيِّ والصَّوابُ : و'ُلَبِطٍ كما هُوَ نَصُّ العُبابِ . وتَضْلاَلٌ بالفتحِ ع ويُقالُ لِلْباطِلِ : ضُلَّ بِتَضْلاَلِ قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ الأَسَدِيُّ :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لاتَ حِينَ ادِّكارِها ... وقد حُنِيَ الأَضْلاَعُ ضُلٌّ بِتَضْلالِ . كَما في الصِّحاحِ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : حَكاهُ أبو عليٍّ عن أبي زَيْدٍ : ضُلاًّ بالنَّصْبِ قالَ : ومِثْلُهُ لِلعَجَّاجِ :
" يَنْشُدُ أَجْمَالاً وما مِن أَجْمَالْ
" يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّةً بِتَضْلالْ قلتُ : ومَنْ رَوَاهُ هكذا كأَنَّهُ قالَ : تَذَكَّرْتُ لَيْلَى ضَلاَلاً . فَوَضعَ ضُلاًّ مَوْضِعَ ضَلاَلاً وقالَ أبو سَهْلٍ : في نَوِادِرِ أبي زَيْدٍ : بِتَضْلاَلْ مُقَيّداً وهكذا رَوَاهُ الأَخْفَشُ وهو غيرُ جائِزٍ في العَرُوضِ عندَ الخَلِيلِ وإِطْلاقُها لا يَجُوزُ في العَرَبِيَّةِ والبيتُ حُجَّةٌ لِلأَخْفَشِ وفيهِ كَلامٌ مَوْدُوعٌ في كُتُبِ الفَنِّ . وفي المَثَلِ : يا ضُلَّ ما تَجْرِي بِهِ العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويَا تَلَفَهُ يَقُولُهُ قَصِيرُ بنُ سَعْدٍ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ حينَ صارَ معهُ إلى الزَّبَّاءِ فلَمَّا صارَ في عَمَلِها نَدِمَ فقالَ لهُ قَصِيرٌ : ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليهِ فَإِنَّهُ لا يُشَقُّ غُبَارُهُ . وكَعُلَبِطَةٍ وهُدْهُدٍ وعلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ نَصْرٌ في كتابِهِ وكذا الصّاغَانِيُّ : ع قالَ نَصْرٌ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِتَمِيمٍ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِصَخْرٍ وقيلَ لِصُخَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ :
" أَلَسْتَ أيامَ حَضرْنَا الأَعْزِلَهْ
" وقبلُ إِذْ نحنُ على الضُّلَضِلَهْ قلتُ : وسبَق هذا البيتُ مِنْ إِنْشادِ الجَوْهَرِيِّ لِلأَصْمَعِيِّ شاهِداً على مَعْنى الحَجَرِ الذي يُقِلُهُ الإِنْسانُ وفيهِ : وبعدُ إِذْ نحنُ . وضَلِيلاَءُ بِفَتْحٍ فكَسْرٍ : ع ويُقالُ : هو بالظَّاءِ المُشالِةِ كَما سَيأْتِي . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : أَضَلَّهُ : جَعَلَهُ ضَالاًّ قالَ الأَزْهَرِيُّ : الإِضْلالُ في كلامِ العَرَبِ ضِدُّ الإِرْشادِ يُقالُ : أَضْلَلْتُ : فُلاناً إِذا وَجَّهْتُه لِلضَّلالِ عن الطَّرِيقِ وإياهُ أرادَ لَبيدٌ :
مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبالِ ومَن شاءَ أَضَلّقالَ لَبِيدٌ هذا في جاهِلِيَّتِهِ فَوافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ العَزيزَ : " يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ " . قال : وقد يَقَعُ أَضَلَّهُم في غيرِ هذا المَوْضِعِ عَلى الحَمْلِ على الضَّلالِ والدُّخُولِ فيه كقولِهِ تعالى : " رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ " أي ضَلُّوا بِسَبَبِها لأنَّ الأَصْنامَ لا تَفْعَلُ شَيْئاً ولا تَعْقِلُ . وقال الرَّاغِبُ : الإِضْلالُ ضَرْبان : أَحَدُهما أنْ يَكُونَ سَبَبُهُ الضَّلالَ وذلكَ على وَجْهَيْنِ إِمَّا بأَنْ يَضِلَّ عنكَ الشَّيْءُ كقَوْلِكَ : أَضْلَلْتُ البَعِيرَ أي ضَلَّ عَنِّي وإِمَّا أَنْ يُحْكَمَ بِضَلالِهِ . والضَّلالُ في هذينِ سَبَبٌ لِلإِضْلالِ والضَّرْبُ الثاني أَنْ يكونَ الإِضْلالُ سَبَباً للضَّلالِ وهو أن يُزَيَّنَ لِلإِنْسانِ الباطِلُ لِيَضِلَّ كَقَوْلِهِ تَعالى : " لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُم أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ " أي : يَتَحَرَّرُونَ أَفْعالاً يَقْصِدُونَ بها أَنْ تَضِلَّ فَلا يَحْصَلُ مِنْ فِعْلِهِم ذلكَ إِلاَّ ما فيهِ ضَلالُ أَنْفُسِهم وقالَ عن الشَّيْطانِ : " ولأُضِلَّنَّهُمْ ولأُمَنِّيَنَّهُمْ " وقالَ في الشَّيْطانِ : " ولَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً " وإِضْلالُ اللهِ تَعالى لِلإِنْسانِ على وَجْهَيْنِ : أَحْدُهما : أن يكونَ سَبَبُه الضَّلالَ وهو أن يَضِلَّ الإِنْسانُ فيَحْكُمَ اللهُ تَعالى عليه بذلكَ في الدُّنْيا ويَعْدِلَ به عن طريقِ الجَنَّةِ إِلى النَّارِ في الآخِرَةِ وذلكَ إِضْلالٌ هو عَدْلٌ وحَقٌّ والحُكْمُ على الضَّالِّ بِضَلالِهِ والعُدُولُ به عن طَرِيقِ الجَنَّةِ إِلى النَّارِ عَدْلٌ والثاني مِنْ إَضْلالِ اللهِ : هو أَنَّ اللهَ تعالى وَضَعَ جِبِلَّةَ الإِنْسانِ عَلى هَيْئَةٍ إِذا رَاعَى طَرِيقاً مَحْمُوداً كان أَو مَذْمُوماً أَلِفَهُ واسْتَطابَهُ ولَزِمَهُ وتَعَسَّرَ صَرْفُهُ وانْصِرافُهُ عنهُ ويَصِيرُ ذلكَ كالطَّبْعِ الذي يَأْبَى على النَّاقِلِ ولذلكَ قيل : الْعادَةُ طَبْعٌ ثانٍ وهذه الْقُ,َّةُ في الإِنْسانِ فِعْلٌ إِلهِيٌّ وإِذا كان كذلكَ صَحَّ أَنْ يُنْسَبَ ضَلالُ العَبْدِ إِلى اللهِ مِنْ هذا الوَجْهِ فيُقالُ : أَضَلَّهُ اللهُ لأنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ سَبَباً في وُقُوعِ فِعْلٍ صَحَّ نِسْبَةُ ذلكَ الفِعْلِ إِلَيْهِ لا عَلى الوَجْهِ الذي يَتَصَوَّرُهُ الجَهَلَةُ ولِمَا قُلْنا : جَعَلَ الإِضْلاَلَ المَنْسُوبَ إِلى نَفْسِهِ لِلْكافِرِ والفاسِقِ دُونَ المُؤْمِنِ بل نَفَى عن نَفْسِهِ إِضْلاَلَ المُؤْمِنِ فقالَ : " وما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ " وقال في الكافِرِ والفاسِقِ : " والَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وأَضَلَ أَعْمالَهُمْ " " ومَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ " " كذلكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرينَ " ويُضٍلُّ اللهُ الظَّالِمينَ " وعلى هذا النَّحْو تَقْلِيبُ الأَفْئِدَةِ والخَتْمُ على القَلْبِ والزِّيادَةُ في المَرضِ انْتَهى . ويُقالُ : هو ضَالٌّ تَالٌّ وقولُه تعالى : " ولا الضَّالِّينَ " قيلَ : عَنَى بهم النَّصارَى . وقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
رَآهَا الْفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً مِن الْبِيضِ الْكِرَامِ الْعَطابِلِ قالَ السُّكَّرِيُّ : طُلِبَ منهُ أَنْ يَضِلَّ فَضَلَّ كَما يُقالُ : جُنَّ جُنُونُه ومِثْلُهُ في الصَِّحاحِ . ويُقالُ : ضَلَّ ضَلالُهُ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
إِذا نَاقَةٌ شُدَّةْ بِرَحْلٍ ونُمْرُقٍ ... إلى حَكَمٍ بَعْدِي فَضَلَ ضَلالُهَاوأَضَلَّهُ : وَجَدَهُ ضالاً : ضَيَّعَهُ وأَهْلَكَهُ . وأَضَلَّهُ : وَجَدّهُ ضَالاًّ كأَحْمَدَهُ وأَبْخَلَهُ ومنهُ الحديثُ : أَتَى قَوْماً فَأَضلَّهُم أي وَجَدَهُم ضُلاَّلاً غيرَ مُهْتَدِينَ إِلَى الحَقِّ . وقولُهُ تَعالى : " إِنَّ الْمُجْرِمِينَ في ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ " أي هَلاَكٍ . والضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ : الضّلالُ . وقولُهُ تَعالى : " لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسَى " أي لا يَضِلُّ عَن رَبِّي ولا يَضِلُّ رَبِّي عَنْهُ أي لا يُغْفِلُه وقيلَ : أي لا يَفُوتُهُ وقيلَ : لا يَغِيبُ عن شَيْءٍ ولا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ . وقَوْلُهُ تَعالَى : " في تَضْلِيلٍ " أي في باطِلٍ وإِضْلاَلٍ لأَنْفُسِهم . والمُضِلُّ : السّرَابُ قالَ الشاعِرُ :
أَعْدَدْتُ لِلْحَدَثانِ كُلّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلائِحَةِ المُضِلِّ جَرُورِ والمُتَضَالُّ : أَنْ يَرَى أَنَّهُ ضَالٌّ يُقالُ : إِنَّكَ تَهْدِي الضَّالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ . وضَلالَةُ العَمَلِ : بُطْلاَنُهُ وضَياعُهُ وقالَ أبو إِسْحاقَ في قَولِهِ تَعالى : " أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ " أي لَمْ يُجازِهم عَلى ما عِمِلُوا مِنْ خَيْرٍ وهذا كَما تَقُولُ لِلَّذِي عَمِلَ عَمَلاً لم يَعُدْ عليهْ نَفْعُهُ : قد ضَلًَّ سَعْيُكَ . وضَلَّ عن القَصْدِ إِذا جَارَ . وفُلانٌ يَلُومُنِي ضَلَّةً إِذا لَمْ يُوَفَّقْ للرَّشَادِ في عَذْلِهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفِتْنَةٌ مَضَلَّةٌ : تُضِلُّ النَّاسَ وكذلكَ : طَرِيقٌ مَضَلٌّ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : المَضَلُّ : الأَرْضُ المَتِيهَةُ وقالَ غيرُهُ : أَرْضٌ مَضَلٌّ : يَضِلُّ الناسُ فيها والْمَجْهَلُ كذلك . يُقالُ : أَخَذْت أرْضاً مَضِلَّةً ومَضلَّةً وأَخَذْ أرضاً مَجْهَلاً مَضَلاً وأَنْشَدَ :
أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إِنَّها ... لنا بالمْرَوْرَاةِ المَضلِّ طَرُوقُ ويُقالُ : أَضَلَّ اللهُ ضَلالكَ أي ضَلَّ عنهُ فذهَبَ فَلا تَضِلُّ نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ قال : وقَوْلُهم مَلَّ مَلالُكَ أي ذهَبَ عَنْكَ حتى لا تَمَلَّ . والأُضْلُولَةُ بالضَّمِّ : الضَّلالُ والجَمْعُ الأَضَالِيلُ قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ :
" وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضالِيلُ ويُقالُ : تَمادَى في أَضالِيلِ الهَوَى قالَ شَيخُنا : قيل : لا واحِدَ له وقيلَ : وَاحِدُهُ مُقَدَّرٌ وقيلَ : مَسْمُوعٌ وهو أُضْلُولَةٌ أو أُضْلُولٌ أو إِضٍلِيلٌ أو غيرُ ذلك . وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : أَضَلَّنِي أَمْرُ كذا وكذا أي لم أَقْدِرُ عليه وأَنْشَدَ :
إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَنِي ... تُرِيدُ مَالِي أَضَلَّنِي عِلَلِي أي فارَقَتْنِي فلم أَقْدِرْ عليها . والضُّلُّ بالضَّمِّ : اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً أي في ضَلاَلَةٍ وذَهَبَ ضِلَّةٍ أي لم يُدْرَ أينَ ذَهَبَ . ووقَعَ في وادِي تَضْلَلَ وتِضْلِلَ بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرَتَيْنِ كِلاهُما عن ابنِ عَبَّادٍ . ويُقالُ : ضَلِّلْ ماءَكَ أسَرِّحْهُ . وتَضلَّلَ الماءُ مِنْ تَحْتِ الحَجَرِ : أي : ذَهَبَ . وضَلَّ الشَّيْءُ : تَلِفَ . والمُضَلَّلُ بنُ مالِكٍ كَمُعَظَّمٍ هو جَدُّ خالِدِ بنِ قَيْسٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وأياُ عَنَى الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ بِقَوْلِهِ :
فقَبْلِيَ ماتَ الخَالِدَانِ كِلاهُما ... عِميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ والثَّاني : خالِدُ بنُ نَضْلَةَ