ـ فِقْهُ : العِلْمُ بالشيءِ ، والفَهْمُ له ، والفِطْنَةُ ، وغَلَبَ على عِلمِ الدينِ لشَرَفِه . ـ فَقُهَ ، وفَقِهَ ، فهو فَقِيهٌ وفَقُهٌ ، ج : فُقَهاءُ ، وهي فَقيهَةٌ وفَقُهَةٌ , ج : فَقَهاءُ وفَقائِهُ . ـ فَقِهَهُ : فَهِمَهُ ، كتَفَقَّهَهُ . ـ فَقَّهَهُ تَفْقيهاً : عَلَّمَهُ ، كأَفْقَهَهُ . ـ فَحْلٌ فَقِيهٌ : طَيبٌّ بالضِّرابِ . ـ فاقَهَه : باحَثَهُ في العِلمِ ، ـ فَفَقَهَهُ : غلبه فيه . ـ مُسْتَفْقِهَةُ : صاحِبةُ النائِحَةِ التي تُجاوبُها . ويقالُ للشاهِدِ : كيف فَقاهَتُكَ لِما أشْهَدْنَاكَ ، ولا يقالُ لغيرِهِ ، أَو يقالُ فيما ذَكَرَ الزمخشرِيُّ .
المعجم: القاموس المحيط
فَضْلُ
ـ فَضْلُ : ضِدُّ النَّقْصِ ، ج : فُضولٌ ، وقد فَضَلَ وفَضِلَ . وأما فَضِلَ ، يَفْضُلُ ، فَمُرَكَّبَةٌ منهما . ـ رجلٌ فَضَّالٌ ومِفْضَلٌ ومُفَضَّلٌ : كثيرُ الفَضْلِ . ـ فَضيلَةُ : الدَّرَجَةُ الرَّفيعَةُ في الفَضْلِ ، ـ الاسمُ : الفاضِلَةُ . ـ فَضَّلَهُ تَفْضيلاً : مَزَّاهُ . ـ الفِضالُ والتَفاضُلُ : التَّمازي . ـ فاضَلَني فَفَضَلْتُه : كنتُ أفْضَلَ منه . ـ تَفَضَّلَ : تَمَزَّى ، أو تَطَوَّلَ ، كأَفْضَلَ عليه ، أو ادَّعى الفَضْلَ على أقرانِهِ ، وأفْضَلَ عليه في الحَسَبِ ، ـ تَفَضَّلَ عنه : زادَ . ـ فواضِلُ : الأيادي الجَسيمَةُ ، أو الجَميلَةُ . ـ فَواضِلُ المالِ : ما يأتيكَ من غَلَّتِه ومَرافِقِه ، ولهذا قالوا : '' إذا عَزَبَ المالُ ، قَلَّتْ فَواضِـلُه ''. ـ فَضْلَةُ : البَقِيَّةُ ، كالفَضْلِ ، والفُضالَةِ ، وقد فَضَلَ وفَضِلَ ، والثيابُ التي تُبْتَذَلُ للنَّوْمِ ، والخَمْرُ ، كالفِضالِ ، ج : فَضَلاتٌ وفِضالٌ . ـ فَضْلُ : جَبلٌ لهُذَيْلٍ ، وابنُ عباسٍ : صحابيٌّ ، واسمُ جماعةٍ محدِّثينَ . ـ فُضَيْلُ : ابنُ عِياضٍ الزاهِدُ شيخُ الحَرَمِ ، وابنُ عِياضٍ التابعيُّ الضعيفُ ، وابنُ عِياضٍ الصَّدَفِيُّ الثِّقَةُ ، وجماعةٌ . ـ فَضَالَة وفُضَالَةُ : جَماعَةٌ . ـ فَضالَةُ بنُ أبي فَضالَةَ ، وفَضالَةُ بنُ مُفَضَّلِ بنِ فَضالَةَ : محدِّثونَ ، ـ فَضالَةُ بنُ عُبَيْدٍ ، وابنُ هِلالٍ ، وابنُ هِنْدٍ ، وابنُ عبدِ اللهِ : صحابيونَ ، وآخَرُ غيرُ مَنْسوبٍ من مَوالي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ـ فُضَيْلَةُ : امرأةٌ . ـ فُضَالَةُ : موضع . ـ مِفْضَلُ ومِفْضَلَةُ وفُضُلُ : الثَّوبُ تَتَفَضَّلُ فيه المرأةُ . ـ تَفَضُّلُ : التَّوَشُّحُ ، وأن يُخالِفَ بين أطْرافِ ثَوْبَيْهِ على عاتِقَيْهِ ، ـ رجُلٌ وامرأةٌ فُضُلٌ : مُتَفَضِّلٌ في ثَوبٍ واحدٍ ، وإنه لَحسنُ الفِضْلَةِ . ـ فَضَّالٌ : ابنُ جُبَيْرٍ التابعيُّ . ـ فَضْلانُ : اسمٌ . ـ فاضِلَةُ : هي الفاصِلَةُ الكُبْرَى . ـ فُضولِيُّ : المُشْتَغِلُ بما لا يَعْنيهِ ، والخَيَّاطُ . ـ فُضالَى : المُتَفَضِّلونَ . ـ رجُلٌ مِفْضالٌ على قَوْمِه ، وهي مِفْضالَةُ : ذو فَضْلٍ سَمْحٌ . وأفْضَلْتُ منه الشيءَ ، واسْتَفْضَلْتُ بمعنًى . ـ حِلْفُ الفُضُولِ : هو أنَّ هاشِماً وزُهْرَةَ وتَيْماً دَخَلوا على عبدِ اللهِ بنِ جُدْعانَ ، فَتَحالَفوا بينهم على دَفْعِ الظُّلْمِ ، وأخْذِ الحَقِّ من الظالمِ ، سُمِّي بذلك لأنَّهم تَحالَفوا أن لا يَتْرُكوا عند أحدٍ فَضْلاً يَظْلِمُه أحداً ، إلا أخذوه له منه .
المعجم: القاموس المحيط
فَغَرَ
ـ فَغَرَ فاهُ : فَتَحَه ، كأَفْغَرَهُ فَفَغَرَ فُوهُ . ـ انْفَغَرَ : انْفَتَحَ . ـ فَغْرُ : الوَرْدُ إذا فَتَّحَ . ـ مَفْغَرَةُ : الأرضُ الواسعةُ ، والفَجْوَةُ في الجبل دُونَ الكَهْفِ . ـ فَغَّارُ وفُغَارُ : لقبُ هُبَيْرَةَ بنِ النُّعْمانِ فارسٌ . ـ فاغرُ : دُوَيبَّةٌ ، وبها طِيبٌ ، أو الكَبَابَةُ ، أو أُصولُ النَّيْلُوفَرِ . ـ فِغْرَى : موضع . ـ وُلِدَ بالفَغْرَةِ : عندَ أوَّلِ طُلوعِ الثُّرَيَّا . ـ هو واسِعُ فَغْرِ الفَمِ : بابِهِ . ـ فُغْرَةُ : فَمُ الوادِي ، ج : فُغَرٌ . ـ طَعْنَةٌ فَغارِ : نافِذَةٌ .
المعجم: القاموس المحيط
فلج
" فِلْجُ كلِّ شَيءٍ : نِصْفُه . وفَلَج الشيءً بينهما يَفْلِجُه ، بالكسر ، فَلْجاً : قَسَمَه بنِصْفَيْنِ . والفَلْجُ : القَسْمُ . وفي حديث عمر : أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْيةَ على أَهْلِهِ ؛ الأَصمعي : يعني قَسَماها ، وأَصْلُه من الفِلْج ، وهو المِكْيَالُ الذي يقال له الفالِجُ ، قال : وإِنما سميت القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خراجهم كان طعاماً . شمر : فَلَّجْتُ المالَ بينهم أَي قَسَمْتُه ؛ وقال أَبو دواد : فَفَرِيقٌ يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً ، وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ وهو يُفَلِّج الأَمر أَي ينظر فيه ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ . الجوهري : فَلَجْتُ الشيء بينهم أَفْلِجُه ، بالكسر ، فَلْجاً إِذا قسمته . وفَلَجْتُ الشيء فلِْجَيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين ، وهي الفُلُوجُ ؛ الواحد فَلْجٌ وفِلْجٌ . وفَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القوم إِذا فرضتها عليهم ؛ قال أَبو عبيد : هو مأْخوذ من القَفِيز الفالِجِ . وفَلَجْتُ الأَرضَ للزراعة ؛ وكل شيء شَقَقْتَه ، فقد فَلَجْتَه . والفَلُّوجَةُ : الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع ، والجمع فَلالِيجُ ، ومنه سمي موضعٌ في الفُرات فَلُّوجةَ . وتَفَلَّجَتْ قدَمه : تَشَقَّقَتْ . والفَلْجُ والفَالِجُ : البعير ذُو السنامَين ، وهو الذي بين البُخْتيِّ والعَرَبيِّ ، سمي بذلك لأَن سنامه نِصفان ، والجمع الفَوالِجُ . وفي الصحاح : الفَالِجُ الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السِّنْدِ لِلْفِحْلَة . وفي الحديث : أَنَّ فالِجاً تَرَدَّى في بئر ، هو البعير ذو السنامين ، سمي بذلك لأَن سناميه يختلف مَيْلُهما . والفالِجُ : رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فيذهب بشقِّه ، وقد فُلِجَ فَالِجاً ، فهو مَفْلُوجٌ ؛ قال ابن دريد : لأَنه ذهب نصفه ، قال : ومنه قيل لشُقَّةِ البيت فَلِيجَةٌ . وفي حديث أَبي هريرة : الفالِجُ داءُ الأَنبياء ؛ هو داءٌ معروف يُرَخِّي بعضَ البدن ؛ قال ابن سيده : وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال فاعل . والمَفْلُوجُ : صاحب الفالِجِ ، وقد فُلِجَ . والفَلَجُ : الفَحَجُ في السَّاقَينِ ، وقال : وأَّصل الفَلْجِ النِّصفُ من كل شيءٍ ، ومنه يقال : ضَرَبَه الفالِجُ في السَّاقَينِ ، ومنه قولهم : كُرٌّ بالفالج وهو نصف الكُرِّ الكبير . وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ : ليس بِمُسْتقِيمٍ على جهتِهِ . والفَلَجُ : تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً . ابن سيده : الفَلَجُ تَباعُدُ ما بين السَّاقَيْنِ . وفَلَجُ الأَسنان : تباعُدٌ بينها ؛ فَلِجَ فَلَجاً ، وهو أَفْلَجُ ، وثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ ، والفَلَجُ بين الأَسنان . ورجل أَفْلَجُ إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّقٌ ، وهو التفليج أَيضاً . التهذيب : والفَلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً ، فإِن تُكُلِّفَ ، فهو التفليجُ . ورجل أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ ، قال ابن دريد : لا بد من ذكر الأَسنان ، والأَفلج أَيضاً من الرجال : البعيد ما بين الثديين . ورجل مُفَلَّجُ الثنايا أَي مُنْفَرِجُها ، وهو خلاف المُتراصِّ الأَسنان ، وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسنانِ ، وفي رواية : أَفْلَجَ الأَسنانِ . وفي الحديث : أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ للحُسْنِ ، أَي النساءَ اللاتي يَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين . وفَلَجُ الساقَيْنِ : تباعد ما بينهما . والفَلَجُ : انقِلابُ القدم على الوَحْشِيّ وزوال الكَعْبِ . وقيل : الأَفْلَجُ الذي اعْوِجاجُه في يَدَيْهِ ، فإِن كان في رجليه ، فهو أَفْحَجُ . وَهَنٌ أَفْلَجُ : متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ . وفَرسٌ أَفْلَجُ : مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ ، ويقال من ذلك كله : فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجةً ، عن اللحياني . وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ : ليس على اسْتِقامةٍ . والفِلْجةُ : القِطْعةُ من البِجادِ . والفَلِيجةُ أَيضاً : شُقَّة من شُقَقِ الخِباء ، قال الأَصمعي : لا أَدري أَين تكون هي ؟، قال عمرو بن لَجَإٍ : تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ ، سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلال ؟
قال ابن سيده : وقول سلمى بن المُقْعَد الهُذَليِّ : لَظَلَّتْ عليه أُّمُّ شِبْلٍ كأَنَّها ، إِذا شَبِعَتْ منه ، فَلِيجٌ مُمَدَّدُ يجوز أَن يكون أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً ، فحذف ، ويجوز أَن يكون مما يقال بالهاء وغير الهاء ، ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء . والفَلْجُ : الظَّفَرُ والفَوْزُ ؛ وقد فَلَجَ الرجلُ على خَصْمِه يَفْلُجُ فَلْجاً . وفي المثل : مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ . وأَفْلَجَه الله عليه فَلْجاً وفُلُوجاً ، وفَلَجَ القومَ وعلى القومِ يَفْلُجُ ويَفْلِجُ فَلْجاً وأَفْلَجَ : فازَ . وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ : فاز . وهو الفُلْجُ ، بالضم . والسهْمُ الفالِجُ : الفائِزٌ . وفَلَجَ بحُجَّتِه وفي حجته يَفْلُجُ فُلْجاً وفَلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً ، كذلك ؛ وأَفْلَجَه على خَصْمِه : غَلَّبَه وفَضَّلَه . وفالَجَ فلاناً فَفَلَجَه يَفْلُجُه : خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه . وأَفْلَجَ اللهُ حجته : أَظْهَرها وقَوَّمَها ، والاسم من جميع ذلك الفُلْجُ والفَلَجُ ، يقال : لمن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ ورجل فالِجٌ في حُجَّته وفَلْجٌ ، كما
يقال : بالِغٌ وبَلْغٌ ، وثابتٌ وثَبْتٌ . والفَلْجُ : أَن يَفْلُجَ الرجلُ أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ . وأَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ ؛ فالِجٌ : اسم رجل ، وهو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعي ؛ وذلك أَنه قيل لفالج بن خَلاوةَ يوم الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى : أَتَنْصُرُ أُنَيْساً ؟ فقال : إِنِّي منه بريء . أَبو زيد : يقال للرجل إِذا وقع في أَمر قد كان منه بمعزل : كنتَ من هذا فالِجَ بنَ خَلاوةَ يا فتى . الأَصمعي : أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَي أَنا منه بريء ؛ ومثله : لا ناقةَ لي في هذا ولا جَمَلَ ؛ رواه شمر لابن هانئ ، عنه . والفَلَجُ ، بالتحريك : النهر ، وقيل : النهر الصغير ، وقيل : هو الماء الجاري ؛ قال عبيد : أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ للماءِ ، من تَحْتِه ، قَسِيبُ الجوهري : ولو روي في بُطونِ وادٍ ، لاستقامَ وزن البيت ، والجمع أَفْلاجٌ ؛ وقال الأَعشى : فما فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى ، له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ الجوهري : والفَلْج نهر صغير ؛ قال العجاج : فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَلْج ؟
قال : والفَلَجُ ؛ بالتحريك ، لغة فيه ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده : تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَلَجا بتحريك اللام ؛ وبعده : فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا النَّيْرَجُ : السريعة ؛ ويروى : تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَلَجا يصف حماراً وأُتُناً . والماءٌ الرِّوي : العَذْبُ ، وكذلك الرَّواءُ ، والجمع أَفْلاجٌ ؛ قال امرؤ القيس : بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ ، لمَّا تَحَمَّلُوا لَدى جانِبِ الإَفْلاجِ ، منْ جَنْبِ تَيْمَرا وقد يوصف به ، فيقال : ماء فَلَجٌ وعين فَلَج ، وقيل : الفَلَجُ الماء الجاري من العين ؛ قاله الليث وأَنشد : تذكَْرا عيناً رَواءً فَلَجا وأَنشد أَبو نصر : تذكَّرا عيناً رِوًى وفَلَجا والرِّوى : الكثير . والفُلُجُ : الساقِيةُ التي تَجْري إِلى جميع الحائطِ . والفُلْجانُ : سواقي الزَّرْع . والفَلَجاتُ : المَزارِعُ ؛
قال : دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ ، قدْ حال دُونَها طِعانٌ ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ وهو مذكور في الحاء . والفَلُّوجةُ : الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ . والفَلَجُ : الصبح ؛ قال حميد بن ثور : عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ مُعَبَّدٍ ، من عَهْدِ عادٍ ، كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصبْحُ : كانْبَلَجَ . والفالِجُ والفِلْجُ : مِكيالٌ ضخم معروف ؛ وقيل : هو القَفِيز ، وأَصله بالسُّرْيانية فالغاء ، فعُرِّب ؛ قال الجعدي يصف الخمر : أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دا رِينَ ، وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِم ؟
قال سيبويه : الفَِلْج الصِّنْفُ من الناس ؛ يقال : الناسُ فِلْجانِ أَي صِنْفانِ من داخلٍ وخارج ؛ قال السيرافي : الفَِلْجُ هو الصِّنْفُ والنِّصْفُ مشتق من الفِلْجِ الذي هو القَفِيزُ ، فالفِلج على هذا القول عربي ، لأَن سيبويه إِنما حكى الفلج على أَنه عربي ، غير مشتقّ من هذا الأَعجمي ؛ وقول ابن طفيل : تَوَضَّحْنَ في عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها مَهارِقُ فَلُّوجٍ ، يُعارِضْنَ تاليَا ابن جنبة : الفَلُّوجُ الكاتِبُ . والفَلْجُ والفُلْجُ : القَمْرُ . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : إِن المُسْلِم ، ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس ، كالياسِرِ الفالِجِ ؛ الياسِرُ : المُقامِرُ ؛ والفالِجُ : الغالبُ في قِمارِه . وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى أَصحابِه إِذا غَلَبَهم . وفي الحديث : أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه . وفي حديث سعد : فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ ، قال : ويجوز أَن يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال . وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ : بايعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمِي . وفَلالِيجُ السَّوادِ : قُراها ، الواحدة فَلُّوجةٌ . وفَلْجٌ : اسم بلد ، ومنه قيل لطريق يأْخذ من طريق البصرة إِلى اليمامة : طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ . ابن سيده : وفَلْجٌ موضع بين البَصْرةِ وضَرِيَّةَ مذكر ، وقيل : هو واد بطريق البصرة إِلى مكة ، ببطنه مَنازِلُ للحاجّ ، مصروف ؛ قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة : وإِنَّ الذي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْمُ ، كُلُّ القَوْمِ ، يا أُمَّ خالِد ؟
قال ابن بري : النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين لضرورة الشعر ، والأَصل فيه وإِن الذين ؛ كما جاء في بيت الأَخطل : أَبَني كُلَيْبٍ ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا قَتَلا المُلُوكَ ، وفَكَّكا الأَغْلالا أَراد اللذان ، فحذف النون ضرورة . والإِفْلِيجُ : موضع . والفَلُّوجةُ : قَرْيَةٌ من قُرى السَّوادِ . وفَلُّوجٌ : موضع . والفَلَجُ : أَرض لبني جَعْدَةَ وغيرهم من قَيْسٍ من نَجْدٍ . وفي الحديث ذكر فَلَجٍ ؛ هو بفتحتين ، قرية عظيمة من ناحية اليمامة وموضع باليمن من مساكن عادٍ ؛ وهو بسكون اللام ، وادٍ بين البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ . وفالِجٌ : اسم ؛ قال الشاعر : مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ ، فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ "
المعجم: لسان العرب
فضل
" الفَضْل والفَضِيلة معروف : ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة ، والجمع فُضُول ؛ وروي بيت أَبي ذؤيب : وَشِيكُ الفُضُول بعيد الغُفُول روي : وَشِيك الفُضُول ، مكان الفُصُول ، وقد تقدم في ترجمة فصل ، بالصاد المهملة . وقد فَضَل يَفْضُل (* قوله « وقد فضل يفضل » عبارة القاموس : وقد فضل كنصر وعلم ، وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما ) وهو فاضِل . ورجل فَضَّال ومُفَضَّل : كثير الفَضْل . والفَضِيلة : الدَّرَجة الرفيعة في الفَضْل ، والفاضِلة الاسم من ذلك . والفِضَال والتَّفاضُل : التَّمازِي في الفَضْل . وفَضَّله : مَزَّاه . والتَّفاضُل بين القوم : أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض . ورجل فاضِل : ذو فَضْل . ورجل مَفْضول : قد فَضَله غيره . ويقال : فَضَل فلان على غيره إِذا غلب بالفَضْل عليهم . وقوله تعالى : وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً ، قيل : تأْويله أَن الله فضَّلهم بالتمييز ، وقال : على كثير ممن خلقنا ، ولم يقل على كل لأَن الله تعالى فَضَّل الملائكة فقال : ولا الملائكة المقرَّبون ، ولكن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل ، وقيل في التفسير : إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة ، وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه . وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلاً : غلبته بالفَضْل ، وكنت أَفضَل منه . وتَفَضَّل عليه : تَمَزَّى . وفي التنزيل العزيز : يريد أَن يتفضَّل عليكم ؛ معناه يريد أَن يكون له الفَضْل عليكم في القَدْر والمنزلة ، وليس من التفضُّل الذي هو بمعنى الإِفْضال والتطوُّل . الجوهري : المتفضِّل الذي يدَّعي الفَضْل على أَقرانه ؛ ومنه قوله تعالى : يريد أَن يتفضَّل عليكم . وفَضَّلته على غيره تَفْضِيلاً إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صيَّرته كذلك . وأَفْضَل عليه : زاد ؛ قال ذو الإِصبع : لاه ابنُ عَمِّك ، لا أَفْضَلْتَ في حَسَب عَنِّي ، ولا انتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هنا : الذي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك ، وأَراد فتخزُوَني فأَسكن للقافية لأَن القصيدة كلها مُرْدَفة ؛ وقال أَوس بن حَجَر يصف قوساً : كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها ، ولا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل : الأَيادي الجميلة . وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه . والإِفْضال : الإِحسان . وفي حديث ابن أَبي الزناد : إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها ، وكذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها ؛ قال الشاعر : سأَبْغِيكَ مالاً بالمدينة ، إِنَّني أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فواضِله والتَّفَضُّل : التَّطوُّل على غيرك . وتفضَّلْت عليه وأَفْضَلْتُ : تطوَّلت . ورجل مِفْضال : كثير الفَضْل والخير والمعروف . وامرأَة مِفْضالة على قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة . ويقال : فَضَلَ فلان على فلان إِذا غلب عليه . وفَضَلْت الرجل : غلبته ؛
وأَنشد : شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان ، إِلاَّ يمينَ أَبيك ، نائلُها الغَزِيرُ وقوله تعالى : ويُؤْتِ كلَّ ذي فَضْل فَضْلَه ؛ قال الزجاج : معناه من كان ذا فَضْل في دينه فضَّله الله في الثواب وفضَّله في المنزلة في الدُّنيا بالدِّين كما فضَّل أَصحاب سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . والفَضْل والفَضْلة : البقيَّة من الشيء . وأَفْضَل فلان من الطعام وغيره إِذا ترك منه شيئاً . ابن السكيت : فَضِل الشيءُ يَفْضَل وفَضَل يَفْضُل ، قال : وقال أَبو عبيدة فَضِل منه شيء قليل ، فإِذا ، قالوا يَفْضُل ، ضموا الضاد فأَعادوها إِلى الأَصل ، وليس في الكلام حرف من السالم يُشْبه هذا ، قال : وزعم بعض النحويين أَنه يقال حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثم يقولون تَحْضُر . الجوهري : أَفْضَلْت منه الشيء واسْتَفْضَلْته بمعنى ؛ وقوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة : فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِليه ، فلم يَرْجِع بحِلْم ولا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه وتركتُه كأَنه كان يمسك حينئذ بفَضْلة ثوبه ، فلما أَبى أَن يقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِليه فخلاَّه وشأْنه ، وقد أَفْضَل فَضْلَة ؛
قال : كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه ، كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعا وفَضَل الشيءُ يَفْضُل : مثال دخَل يدخُل ، وفَضِل يَفْضَل كحذِر يحذَر ، وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِل ، بالكسر ، يَفْضُل ، بالضم ، وهو شاذ لا نظير له ، وقال ابن سيده : هو نادر جعلها سيبويه كَمِتَّ تموت ؛ قال الجوهري :، قال سيبويه هذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين ، قال : وكذلك نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود . وقال اللحياني : فَضِل يَفْضَل كحَسِب يَحْسَب نادر كل ذلك بمعنى . وقال ابن بري عند قول الجوهري : كِدْت تَكُود ، قال : المعروف كِدْت تَكاد . والفَضِيلة والفُضَالة : ما فَضَل من الشيء . وفي الحديث : فَضْلُ الإِزار في النار ؛ هو ما يجرُّه الإِنسان من إِزاره على الأَرض على معنى الخُيَلاء والكِبْر . وفي الحديث : إِن لله ملائكةً سَيَّارة فُضْلاً أَي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق ، ويروى بسكون الضاد وضمها ، قال بعضهم : والسكون أَكثر وأَصوب ، وهما مصدر بمعنى الفَضْلة والزيادة . وفي الحديث : إِن اسْمَ دِرْعه ، عليه السلام ، كان ذات الفُضُول ، وقيل : ذو الفُضُول لفَضْلة كان فيها وسَعة . وفَواضِل المال : ما يأْتيك من مَرافقه وغَلَّته . وفُضُول الغنائم : ما فَضَل منها حين تُقْسَم ؛ وقال ابن عَثْمة : لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا ، وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الماء : بقاياه . والعرب تقول لبقيَّة الماء في المَزادة فَضْلة ، ولبَقيَّة الشراب في الإِناء فَضْلة ، ومنه قول علقمة بن عبدة : والفَضْلَتين . وفي الحديث : لا يمنع فَضْل ؛ قال ابن الأَثير : هو أَن يسقي الرجل أَرضه ثم تبقى من الماء بقيَّة لا يحتاج إِليها فلا يجوز له أَن يبيعها ولا يمنع منها أَحداً ينتفع بها ، هذا إِذا لم يكن الماء ملْكه ، أَو على قول من يرى أَن الماء لا يملَك ، وفي رواية أُخرى : لا يمنع فَضْل الماء ليمنع به الكَلأ ؛ هو نَفْع البئر المُباحة ، أَي ليس لأَحد أَن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إِناء ويملكه . والفَضْلة : الثياب التي تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف . والتفضُّل : التوشُّح ، وأَن يخالف اللابس بين أَطراف ثوبه على عاتِقِه . وثوب فُضُل ورجل فُضُل : متفضِّل في ثوب واحد ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل ، إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى ، وإِلاَّ لم يُصَل وكذلك الأُنثى فُضُل ؛ قال الأَعشى : ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه ، إِذا تُرَدّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل في الثوب الواحد ، وفلان حسَن الفِضْلة من ذلك . ورجل فُضُل ، بالضم ، مثل جنُب ومُتَفَضِّل ، وامرأَة فُضُل مثل جُنُب أَيضاً ، ومُتَفَضِّلة ، وعليها ثوب فُضُل : وهو أَن تخالف بين طرفيه على عاتقها وتتوشَّح به ؛
وأَنشد أَبيات الراعي : يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي : امرأَة فُضُل في ثوب واحد . الليث : الفِضَال الثوب الواحد يتفضَّل به لرجل يلبسه في بيته : وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواريَّةٍ ، قد طال هذا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة ؛ عن أَبي زيد ، مثل الجِلْسة والرِّكْبة ؛ قال ابن بري : ومنه قول الهذلي : مَشْيَ الهَلُوكِ عليه الخَيْعَل الفُضُل الجوهري : تَفَضَّلَت المرأَة في بيتها إِذا كانت في ثوب واحد كالخَيْعَل ونحوه . وفي حديث امرأَة أَبي حذيفة ، قالت : يا رسول الله إِن سالماً مولى أَبي حذيفة يراني فُضُلاً أَي متبذلة في ثياب مَهْنَتي . يقال : تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثياب مَِهْنَتِها أَو كانت في ثوب واحد ، فهي فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً . وفي حديث المغيرة في صِفة امرأَة فُضُل : صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ ، وقيل : أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذيلها . والمِفْضَل والمِفْضَلة ، بكسر الميم : الثوب الذي تتفضَّل فيه المرأَة . والفَضْلة : اسم للخمر ؛ ذكره أَبو عبيد في باب أَسماء الخمر ، وقال أَبو حنيفة : الفَضْلة ما يلحق من الخَمْر بعد القِدَم ؛ قال ابن سيده : وإِنما سميت فَضْلة لأَن صَمِيمها هو الذي بقي وفَضَل ؛ قال أَبو ذؤيب : فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ ، كَهادِية الضَّحْل والجمع فَضَلات وفِضَال ؛ قال الشاعر : في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ ، عند الفِضَال قديمُهم لم يَدْثُر ؟
قال الأَزهري : والعرب تسمي الخمر فِضَالاً ؛ ومنه قوله : والشَّارِبُون ، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ ، صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وقوله في الحديث : شهدت في دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِيت إِلى مثله في الإِسلام لأَجَبْت ؛ يعني حِلْف الفُضُول ، سمي به تشبيهاً بحلْف كان قديماً بمكة أَيّام جُرْهُم على التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ ، والغريب من القاطِن ، وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل : الفضل بن الحرث ، والفضل بن وَدَاعة ، والفضل بن فَضَالة ، فقيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود ، وكان عقَده المُطَيَّبون وهم خَمْس قبائل ، وقد ذكر مستوفى في ترجمة حلف . ابن الأَعرابي : يقال للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ . والفَضْل وفَضِيلة : اسمان . وفُضَيْلة : اسم امرأَة ؛
قال : لا تذْكُرا عندي فُضَيْلة ، إِنها متى ما يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة : موضع ؛ قال سلمى بن المقعد الهذلي : عليكَ ذَوِي فضالة فاتَّبِعْهم ، وذَرْني إِن قُرْبي غير مُخْلي "
المعجم: لسان العرب
فطم
" فَطَم العُودَ فَطْماً : قطعه . وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً ، فهو فطيم : فصَلَه من الرضاع . وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه : فصَلته عن رضاعها . الجوهري : فِطام الصبي فِصاله عن أُمه ، فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم ، وكذلك غير الصبي من المَراضِع ، والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة . وفي حديث امرأَة رافع لما أَسلم ولم تُسْلِم : فقال : ابنتي وهي فَطِيم أي مَفْطُومة ، وفعيل يقع على الذكر والأُنثى ، فلهذا لم تلحقه الهاء ، وجمع الفَطِيم فُطُم مثل سَرِير وسُرُر ؛
قال : وإن أَغارَ ، فلم يَحْلو بِطائِلةٍ في لَيْلةٍ من حَمِير ساوَرَ الفُطُما وفي حديث ابن سيرين : بلغه أن ابن عبد العزيز أَقْرَعَ بين الفُطُم فقال : ما أَرى هذا إلا من الاسْتِقْسام بالأَزْلام ؛ جمع فَطِيم من اللبن أي مَفْطُوم . قال ابن الأثير : وجمع فَعِيل في الصفات على فُعُل قليل في العربية ، وما جاء منه شُبِّه بالأسماء كنَذِير ونُذُر ، فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلاً نحو عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم ، وأراد بالحديث الإقْراع بين ذَرارِيِّ المسلمين في العَطاء ، وإنما أَنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض ، والاسم الفِطام ، وكل دابة تُفْطَم ؛ قال اللحياني : فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه ، فلم يَخُص من أي نوع هو ؛ وفَطَمْت فلاناً عن عادته ، وأُصل الفَطْم القطع . وفَطَم الصبيَّ : فصله عن ثدي أُمه ورَضاعها . والفَطِيمة : الشاة إذا فُطِمت . وأَفْطَمَت السَّخلة : حان أن تُفْطَم ؛ عن ابن الأعرابي ، فإذا فُطِمت فهي فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً ؛ عنه أيضاً ، قال : وذلك لشهرين من يوم ولادها . وتَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلى هذا وهذا بهْمَه إلى هذا ، وإذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهي المُشْفِع . ابن الأعرابي ، قال : إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رَمَّت وارتَمَّت ، فإذا أَكلت قيل بَهْمة سامع (* قوله « بهمة سامع » كذا في الأصل على هذه الصورة ). حتى يدنو فطامها ، فإذا دنا فطامها قيل أَفْطَمَت البَهمة ، فإذا فُطمت فهي فاطم ومَفْطومة وفطيم ، وذلك لشهرين من يوم فطامها فلا يزال عليها اسم الفطام حتى تَسْتَجْفِر . والفاطم من الإبل : التي يُفْطَم ولدها عنها . وناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم ؛ قال الشاعر : مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ ، تَشْحَى ، بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ ، شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عن هذا الشيء أي لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ . وفاطِمةُ : من أسماء النساء . التهذيب : وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة . وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَعطَى عليّاً حُلّةً سِيَراء وقال شَقِّقها خُمُراً بين الفواطِم ؛ قال القتيبي : إحداهن سيّدة النساء فاطِمةُ بنت سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم وعليها ، زَوْجُ علي ، عليه السلام ، والثانية فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، وكانت أَسلمت وهي أوّل هاشمية وعلَدت لهاشميّ ، قال : ولا أَعرف الثالثة ؛ قال ابن الأَثير : هي فاطمة بنت حمزة عمِّه ، سيد الشهداء ، رضي الله عنهما ؛ وقال الأزهري : الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربيعة ، وكانت هاجرت وبايعت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : وأَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأنها من أهل البيت ، قال ابن بري : والفواطم اللاتي وَلَدن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ . وقيل للحسن والحسين : ابنا الفواطم ، فاطمةُ أُمهما ، وفاطمة بنت أَسَد جدّتهما ، وفاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأبيه . وفَطَمْتُ الحبل : قَطَعْته . وفُطَيْمةُ : موضع . "
المعجم: لسان العرب
فقر
" الفَقْر والفُقْر : ضد الغِنى ، مثل الضَّعْفِ والضُّعْف . الليث : والفُقْر لغة رديئة ؛ ابن سيده : وقَدْرُ ذلك أَن يكون له ما يَكْفي عيالَه ، ورجل فَقِيرٌ من المال ، وقد فَقُرَ ، فهو فَقير ، والجمع فُقَراءُ ، والأُنثى فَقِيرةٌ من نسوة فَقَائِر ؛ وحكى اللحياني : نسوة فُقَراءُ ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا ، قال : وعندي أَن قائل هذا من العرب لم يَعْتدّ بهاء التأْنيث فكأَنه إِنما جمع فقيراً ، قال : ونظيره نسوة فُقَهاءُ . ابن السكيت : الفَقِيرُ الذي له بُلْغَةٌ من العيش ؛ قال الراعي يمدح عبد الملك بن مَرْوان ويشكو إِليه سُعاته : أَما الفَقِيرُ الذي كانت حَلُوبَتُهُ وَفْقَ العِيال ، فلم يُتْرَكْ له سَبَد ؟
قال : والمسكين الذي لا شيء له . وقال يونس : الفَقِيرُ أَحسن حالاً من المسكين . قال : وقلت لأَعرابي مرةً : أَفَقِيرٌ أَنت ؟ فقال : لا والله بل مسكين ؛ فالمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير . وقال ابن الأَعرابي : الفَقِيرُ الذي لا شيء له ، قال : والمسكين مثله . والفَقْر : الحاجة ، وفعله الافْتِقارُ ، والنعت فَقِيرٌ . وفي التنزيل العزيز : إِنما الصدقات للفُقَراءِ والمساكين ؛ سئل أَبو العباس عن تفسير الفَقِير والمسكين فقال :، قال أَبو عمرو بن العلاء فيما يَروي عنه يونُس : الفَقِيرُ الذي له ما يَأْكل ، والمسكين الذي لا شيء له ؛ وروى ابن سلام عن يونس ، قال : الفَقِيرُ يكون له بعض ما يُقيمه ، والمسكين الذي لا شيء له ؛ ويُرْوى عن خالد بن يزيد أَنه ، قال : كأَن الفَقِيرَ إِنما سُمِّي فَقِيراً لِزَمانةٍ تصيبه مع حاجة شديدة تمنعه الزَّمانةُ من التَّقَلُّب في الكسب على نفسه فهذا هو الفَقِيرُ . الأَصمعي : المسكين أَحسن حالاً من الفَقِيرِ ، قال : وكذلك ، قال أَحمد بن عبيد ، قال أَبو بكر : وهو الصحيح عندنا لأَن الله تعالى سَمَّى من له الفُلْك مسكيناً ، فقال : أَما السفينة فكانت لمساكين يَعْملون في البحر ؛ وهي تساوي جُمْلة ؛ قال : والذي احتج به يونس من أَنه ، قال لأَعرابي أَفَقيرٌ أَنت ؟ فقال : لا والله بل مسكين ، يجوز أَن يكون أَراد لا والله بل انا أَحسن حالاً من الفقير ، والبيت الذي احتج به ليس فيه حجة ، لأَن المعنى كانت لهذا الفَقِيرِ حَلوبةٌ فيما تقدم ، وليست له في هذه الحالة حَلوبَةٌ ؛ وقيل الفَقِيرُ الذي لا شيء له ، والمسكين الذي له بعض ما يَكْفِيه ؛ وإِليه ذهب الشافعي رضي الله عنه ، وقيل فيهما بالعكس ، وإِليه ذهب أَبو حنيفة ، رحمه الله ، قال : والفَقِيرُ مبنيّ على فَقُرَ قياساً ولم يُقَلْ فيه إِلا افْتَقَر يَفْتَقِرُ ، فهو فَقِيرٌ . وفي الحديث : عاد البراءَ بنَ مالكٍ ، رضي الله عنه ، في فَقَارة من أَصحابه أَي في فَقْرٍ . وقال الفراء في قوله عز وجل : إِنما الصدقات للفُقراءِ والمساكين ، قال الفراء : هم أَهل صُفَّةِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كانوا لا عشائر لهم ، فكانوا يلتمسون الفضل في النهار ويأْوون إِلى المسجد ، قال : والمساكين الطَوَّافون على الأَبواب . وروي عن الشافعي ، رضي الله عنه ، أَنه ، قال : الفُقَراءُ الزَّمْنَى الضعاف الذين لا حرفة لهم ، وأَهل الحِرْفةِ الضعيفة التي لا تقع حرْفتُهم من حاجتهم موقعاً ، والمساكين : السُّؤَّالُ ممن له حرفةٌ تقع مَوْقِعاً ولا تغنيه وعيالَهُ ، قال الأَزهري : الفَقِيرُ أَشد حالاً عند الشافعي ، رحمه الله تعالى . قال ابن عرفة : الفَقِيرُ ، عند العرب ، المحتاج . قال الله تعالى : أَنتم الفُقَراء إِلى الله ؛ أَي المحتاجون إِليه ، فأَما المسكين فالذي قد أَذلَّه الفَقْرُ ، فإِذا كان هذا إِنما مَسْكَنَتُه من جهة الفَقْر حلَّتْ له الصدقة وكان فَقيراً مسكيناً ، وإِذا كان مسكيناً قد أَذلَّهُ سوى الفَقْرِ فالصدقة لا تحل له ، إِذ كان شائعاً في اللغة أَن يقال : ضُرِبَ فلانٌ المسكينُ وظُلِمَ المسكينُ ، وهو من أَهل الثَّرْوَةِ واليَسار ، وإِنما لحقه اسم المسكين من جهة الذِّلَّةِ ، فمن لم تكن مسكنتُه من جهة الفَقْر فالصدقةُ عليه حرام . قال عبد الله محمد بن المكرم ، عفا الله عنه : عَدْلُ هذه الملةِ الشريفة وإِنْصافُها وكَرَمُها وإِلطافها إِذا حَرَّمَت صدقةَ المال على مسكين الذِّلَّةِ أَباحَتْ له صدقةَ القُدْرةِ ، فانتقلت الصدقةُ عليه من مال ذي الغِنَى إِلى نُصْرة ذي الجَاهِ ، فالدِّينُ يَفْرِضُ للمسكين الفَقِيرِ مالاً على ذوي الغِنَى ، وهو زكاة المال ، والمُرُوءةُ تَفْرِضُ للمسكين الذليلِ على ذوي القدرة نُصْرَةً ، وهو زكاة الجاه ، ليتساوى مَنْ جَمَعَتْهُ أُخُوَّةُ الإِيمانِ فيما جعله الله تعالى للأَغنياء من تَمْكينٍ وإِمكان ، والله سبحانه هو ذو الغِنَى والقدرةِ والمُجازِي على الصدقة على مسكين الفَقْرِ والنُّصْرَةِ لمسكين الذِّلَّةِ ، وإِليه الرغبة في الصدقة على مِسْكِينَيْنَا بالنُّصرةِ والغِنَى ونَيْلِ المُنَى ، إِنه غنيٌّ حميد . وقال سيبويه : وقالوا افْتَقَر كما ، قالوا اشتَدَّ ، ولم يقولوا فَقُر كما لم يقولوا شَدُدَ ، ولا يستعمل بغير زيادة . وأَفْقَرَهُ الله من الفَقْرِ فافْتَقَرَ . والمَفَاقِرُ : وجوه الفَقْرِ لا واحد لها . وشَكَا إِليه فُقُورَه أَي حاجتَه . وأَخبره فُقُورَه أَي أَحْوالَه . وأَغنى الله مَفَاقِرَه أَي وُجُوه فَقْره . ويقال : سَدّ الله مَفاقِره أَي أَغناه وسَدَّ وُجوه فَقْره ؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد : لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحه ، فيُغْني مَفاقِرَه ، أَعفّ من القُنُوعِ المَفاقِر : جمع فَقْر على غير قياس كالمَشابه والمَلامحِ ، ويجوز أَن يكون جمع مَفْقَر مصدر أَفْقَره أَو جمع مُفْقِرٍ . وقولهم : فلان ما أَفْقَره وما أَغْناه ، شاذ لأَنه يقال في فِعْلَيْهما افتقر واستغنى ، فلا يصح التعَجُّب منه . والفِقْرة والفَقْرة والفَقَارة ، بالفتح : واحدة فَقَار الظهر ، وهو ما انتضد من عِظام الصلب من لَدُن الكاهِل إِلى العَجْب ، والجمع فِقَر وفَقَارٌ ، وقيل في الجمع : فِقْرات وفِقَرات وفِقِرات . قال ابن الأَعرابي : أَقَلُّ فِقَر البَعِير ثماني عشرة وأَكثرها إِحدى وعشرون إِلى ثلاث وعشرين ، وفَقَار الإِنسان سبع . ورجل مَفقُور وفَقِير : مكسور الفَقَار ؛ قال لبيد يصف لُبَداً وهو السابع من نُسُور لُقْمان ابن عاد : لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ ، رَفَعَ القَوادِم كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ والأَعْزَلُ من الخيل : المائل الذَّنَب . وقال : الفَقِير المكسور الفَقَار ؛ يضرب مثلاً لكل ضعيفٍ لا ينفُذ في الأُمور . التهذيب : الفقير معناه المَفْقُور الذي نُزِعت فِقَره من ظهره فانقطع صُلْبه من شدة الفَقْر ، فلا حال هي أَوكد من هذه . أَبو الهثيم : للإِنسان أَربع وعشرون فَقَارةً وأَربع وعشرون ضِلَعاً ، ست فَقَاراتٍ في العنق وست فَقَاراتٍ في الكاهل ، والكاهل بين الكتفين ، بين كل ضِلَعَينِ من أَضلاع الصدر فَقَارةٌ من فَقَاراتِ الكاهل الست ثم ستُّ فَقَاراتٍ أَسفلُ من فَقَاراتِ الكاهل ، وهي فَقَاراتُ الظهرِ التي بِحِذاء البطن ، بين كلِ ضِلَعَيْنِ من أَضلاع الجنبين فَقَارةٌ منها ، ثم يقال لِفَقَارةٍ واحدة تفرق بين فَقَارِ الظهر والعَجُزِ : القَطاةُ ، ويلي القَطاةَ رأْسا الوَرِكَيْنِ ، ويقال لهما : الغُرابانِ أَبعدُها تمامُ فَقارِ العَجُز ، وهي ست فَقَاراتٍ آخرها القُحْقُحُ والذَّنَبُ متصل بها ، وعن يمينها ويسارها الجَاعِرتانِ ، وهما رأْسا الوركين اللذان يليان آخر فَقَارةٍ من فَقَاراتِ العَجُز ، قال : والفَهْقَةُ فَقارةٌ في أَصل العنق داخلة في كُوَّةِ الدماغ التي إِذا فُصِلَتْ أَدخل الرجل يده في مَغْرزِها فيخرج الدماغ . وفي حديث زيد بن ثابت : ما بين عَجْبِ الذَّنَب إِلى فِقْرةِ القفا ثنتان وثلاثون فِقْرَة في كل فِقْرَةٍ أَحد وثلاثون ديناراً ، يعني خَرَز الظهر . ورجل فَقِرٌ : يشتكي فَقارَهُ ؛ قال طرفة : وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها ، إِنَّني لسْتُ بمَوْهونٍ فَقِرْ وأَجود ببيت في القصيدة يسمى فِقْرَةً ، تشبيهاً بفِقْرةِ الظهر . والفاقِرةُ : الداهية الكاسرة للفَقَارِ . يقال : عمل به الفاقِرةَ أَي الداهية . قال أَبو إِسحق في قوله تعالى : تَظُنّ أَن يُفْعَلَ بها فاقِرَةٌ ؛ المعنى توقن أَن يُفْعَلَ بها داهية من العذاب ، ونحو ذلك ؛ قال الفراء :، قال وقد جاءت أَسماء القيامة والعذاب بمعنى الدواهي وأَسمائها ؛ وقال الليث : الفاقِرةُ داهية تكسر الظهر . والفاقِرةُ : الداهية وهو الوسم (* قوله « وهو الوسم » ظاهره أن الفاقرة تطلق على الوسم ، ولم نجد ما يؤيده في الكتب التي بأيدينا ، فان لم يكن صحيحاً فلعل في العبارة سقطاً ؛ والأَصل والفاقرة الداهية من الفقر وهو الوسم إلخ ) الذي يَفْقِرُ الأَنف . ويقال : فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَي كسرت فَقَارَ ظهره . ويقال أَصابته فاقِرةٌ وهي التي فَقَرَتْ فَقَارَه أَي خَرَز ظهره . وأَفْقَرَك الصيدُ : أَمْكَنَك من فَقارِه أَي فارْمِه ، وقيل : معناه قد قَرُبَ منك . وفي حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك : أَفْقَر بعد مَسْلَمَةَ الصيدُ لمن رَمى أَي أَمكن الصيدُ من فَقارِه لراميه ؛ أَراد أَن عمه مسلمة كان كثير الغزو يَحْمي بيضةَ الإِسلام ويتولى سِدادَ الثغور ، فلما مات اختل ذلك وأَمكن الإِسلامُ لمن يتعرّض إِليه . يقال : أَفقرك الصيدُ فارْمِه أَي أَمكنك من نفسه . وذكر أَبو عبيدة وجوهَ العَوارِيّ وقال : أَما الإِفقارُ فأَن يعطي الرجلُ الرجلَ دابته فيركبها ما أَحب في سفر ثم يردّها عليه . ابن السكيت : أَفْقَرْتُ فلاناً بعيراً إِذا أَعرته بعيراً يركب ظهره في سفر ثم يرده . وأَفْقَرَني ناقتَه أَو بعيره : أَعارني ظهره للحمل أَو للركوب ، وهي الفُقْرَى على مثال العُمْرَى ؛ قال الشاعر : له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه ، فما فيه لِلفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَفقرتُ فلاناً ناقتي أَي أَعرته فَقَارَها . وفي الحديث : ما يَمْنَعُ أَحدَكم أَن يُفْقِرَ البعيرَ من إِبله أَي يُعيره للركوب . يقال : أَفقر البعيرَ يُفْقِرُه إِفقاراً إِذا أَعاره ، مأْخوذ من ركوب فَقارِ الظهر ، وهو خَرَزَاتُه ، الواحدة فَقارَة وفي حديث الزكاة : ومن حَقِّها إِفْقارُ ظهرِها . وفي حديث جابر : أَنه اشترى منه بعيراً وأَفْقَره ظهرَه إِلى المدينة . وفي حديث عبد الله : سئل عن رجل استقرض من رجل دراهم ثم إِنه أَفْقَر المُقْرِضَ دابتَه ، فقال : ما أَصاب من ظهر دابته فهو رباً . وفي حديث المزارعة : أَفْقِرْها أَخاك أَي أَعِرْه أَرضك للزراعة ، استعاره للأَرض من الظهر . وأَفْقَرَ ظهرُ المُهْرِ : حان أَن يُرْكَبَ . ومُهْر مُفْقِر : قويّ الظهر ، وكذلك الرجل . ابن شميل : إِنه لَمُفْقِرٌ لذلك الأَمر أَي مُقْرنٌ له ضابط ؛ مُفْقِرٌ لهذا العَزْم وهذا القِرْنِ ومُؤْدٍ سواء . والمُفَقَّر من السيوف : الذي فيه حُزُوز مطمئنة عن متنه ؛ يقال منه : سيف مُفَقَّر . وكلُّ شيء حُزَّ أَو أُثِّرَ فيه ، فقد فُقِّرَ . وفي الحديث : كان اسم سيف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ذا الفَقَارِ ؛ شبهوا تلك الحزوز بالفَقارِ . قال أَبو العباس : سمي سيف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ذا الفَقار لأَنه كانت فيه حُفَرٌ صِغار حِسانٌ ، ويقال للحُفْرة فُقْرة ، وجمعها فُقَر ؛ واستعاره بعض الشعراء للرُّمْح ، فقال : فما ذُو فَقارٍ لا ضُلُوعَ لجوفِه ، له آخِرٌ من غيره ومُقَدَّمُ ؟ عنى بالآخر والمُقَدَّم الزُّجَّ والسِّنانَ ، وقال : من غيره لأَنهما من حديد ، والعصا ليست بحديد . والفُقْر : الجانب ، والجمع فُقَر ، نادر ؛ عن كراع ، وقد قيل : إِن قولهم أَفْقَرَكَ الصيدُ أَمكنكَ من جانبه . وفَقَرَ الأَرضَ وفَقَّرَها : حفرها . والفُقْرةُ : الحُفرة ؛ ورَكِيَّة فَقِيرةٌ مَفْقُورةٌ . والفَقِيرُ : البئر التي تغرس فيها الفَسِيلةُ ثم يكبس حولَها بتُرْنُوقِ المَسِيل ، وهو الطين ، وبالدِّمْنِ وهو البعر ، والجمع فُقُر ، وقد فَقَّرَ لها تَفْقِيراً . الأَصمعي : الوَدِيَّة إِذا غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بتُرْنُوق المَسِيلِ والدِّمْنِ ، فتلك البئر هي الفَقِيرُ . الجوهري : الفَقِيرُ حفير يحفر حول الفَسِيلة إِذا غرست . وفَقِيرُ النخلة : حفيرة تحفر للفسيلة إِذا حوّلت لتغرس فيها . وفي الحديث :، قال لسلمان : اذهب ففَقّر الفسيل أَي احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَسُ فيه ، واسم تلك الحفرة فُقْرَةٌ وفَقِيرٌ . والفَقِير : الآبار المجتمعة الثلاث فما زادت ، وقيل : هي آبار تُحْفَرُ وينفذ بعضها إِلى بعض ، وجمعه فُقُرٌ . والبئر العتيقة : فَقِير ، وجمعها فُقُر . وفي حديث عبد الله بن أنيس ، رضي الله عنه : ثم جمعنا المفاتيح فتركناها في فَقِيرٍ من فُقُر خيبر أَي بئر من آبارها . وفي حديث عثمان ، رضي الله عنه : أَنه كان يشرب وهو محصور من فَقِيرٍ في داره أَي بئر ، وهي القليلة الماء . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : وذكر امرأَ القيس فقال : افْتَقَر عن مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بصَرٍ ، أَي فتح عن معان غامضة . وفي حديث القَدَر : قِبَلَنَا ناسٌ يتَفَقَّرون العلم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، بتقديم الفاء على القاف ، قال والمشهور بالعكس ؛ قال : وقال بعض المتأَخرين هي عندي أَصح الروايات وأَليَقها بالمعنى ، يعني أَنهم يستخرجون غامضه ويفتحون مُغْلَقَه ، وأَصله من فَقَرْتُ البئر إِذا حفرتها لاستخراج مائها ، فلما كان القَدَرِيَّةُ بهذه الصفة من البحث والتَتَبُّع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأْويلات وصفهم بذلك . والفَقِيرُ : رَكِيَّة بعينها معروفة ؛ ، قال : ما لَيْلَةُ الفَقِيرِ إِلا شَيْطان ، مجنونةٌ تُودِي بِرُوح الإِنسانْ لأَن السير إِليها متعب ، والعرب تقول للشيء إِذا استصعبوه : شيطان . والفَقِيرُ : فم القَناةِ التي تجري تحت الأَرض ، والجمع كالجمع ، وقيل : الفَقِيرُ مَخْرَجُ الماء من القَناة . وفي حديث مَحَيِّصَةَ : أَن عبد الله بن سَهْل قُتِلَ وطُرِحَ في عين أَو فَقِيرٍ ؛ الفَقِيرُ : فم القَناة . والفَقْر : أَن يُحَزَّ أَنفُ البعير . وفَقَر أَنفَ البعير يَفْقِرُه ويَفْقُره فَقْراً ، فهو مَفْقُورٌ وفَقِيرٌ إِذا حَزَّه بحديدة حتى يَخْلُصَ إِلى العظم أَو قريب منه ثم لوى عليه جَريراً ليُذلِّلَ الصعبَ بذلك ويَرُوضَه . وفي حديث سعد ، رضي الله عنه : فأَشار إِلى فَقْرٍ في أَنفه أَي شق وحَزٍّ كان في أَنفه ؛ ومنه قولهم : قد عمل بهم الفاقرة . أَبو زيد : الفَقْرُ إِنما يكون للبعير الضعيف ، قال : وهي ثلاث فِقَرٍ . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : ثلاثٌ من الفَواقِرِ أَي الدواهي ، واحدتها فاقِرَةٌ ، كأَنها تَحْطِمُ فَقارَ الظَّهْرِ كما يقال قاصمة الظهر . والفَقارُ : ما وقع على أَنفِ البعير الفَقِير من الحرِيرِ ؛ قال : يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفَضْلِ غَرْبٍ ، وتَفْذَعُه الخِشَاشَةُ والفَقارُ ابن الأَعرابي :، قال أَبو زياد تكون الحُرْقة في اللِّهْزِمَة . أَبو زياد : وقد يُفْقَرُ الصعْب من الإِبل ثلاثةَ أَفْقُرٍ في خَطْمِه ، فإِذا أَراد صاحبه أَن يُذِله ويمنعه من مَرَحِه جعل الجَرِيرَ على فَقْرِه الذي يلي مِشْفَره فَمَلَكه كيف شاء ، وإِن كان بين الصعب والذلول جعل الجرير على فَقْره الأَوسط فَتَرَيَّد في مشيته واتسع ، فإِذا أَراد أَن ينبسط ويذهب بلا مؤونة على صاحبه جعل الجرير على فَقْره الأَعلى فذهب كيف شاء ، قال : فإِذا خُزَّ الأَنف حَزًّا فذلك الفَقْرُ ، وبعير مَفْقُور . ورَوَى مُجالِدٌ عن عامر في قوله تعالى : وسلامٌ عليّ يوم وُلِدْتُ ويومَ أَموت ويوم أُبعث حيّاِ ؛ قال الشعبي : فُقرات ابن آدم ثلاثٌ : يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً ، هي التي ذكر عيسى « عليه السلام ؛ قال : وقال أَبو الهيثم الفُقرات هي الأُمور العظام جمع فُقْرة ، بالضم ، كما قيل في قتل عثمان ، رضي الله عنه : استَحَلُّوا الفُقَر الثلاثَ : حُرْمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام وحرمة الخلافة ؛ قال الأَزهري : وروى القتيبي قول عائشة ، رضي الله عنها ، في عثمان : المركوبُ منه الفِقَرُ الأَربع ، بكسر الفاء ، وقال : الفِقَر خَرَزَات الظهر ، الواحدة فِقْرَة ؛ قال : وضَربتْ فِقَرَ الظهر مثلاً لما ارْتُكِبَ منه لأَنها موضع الركوب ، وأَرادت أَنه رُكِبَ منه أَربعُ حُرَمٍ عِظَامٍ تجب له بها الحقوقُ فلم يَرْعَوْها وانتهكوها ، وهي حرمته بصحبة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وصهره وحرمة البلد وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام . قال الأَزهري : والروايات الصحيحة الفُقَر الثلاثُ ، بضم الفاء ، على ما فسره ابن الأَعرابي وأَبو الهيثم ، وهو الأَمر الشنيع العظيم ، ويؤيد قولهما ما ، قاله الشعبي في تفسير الآية وقوله : فُقراتُ ابن آدم ثلاث . وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : البعير يُقْرَمُ أَنفه ، وتلك القُرْمَة يقال لها الفُقْرَة ، فإِن لم يَسْكُنْ قُرِمَ أُخرى ثم ثالثةً ؛ قال : ومنه قول عائشة في عثمان ، رضي الله عنهما : بَلَغْتُم منه الفُقَرَ الثلاث ، وفي رواية : استعتبتموه ثم عَدَوْتُمْ عليه الفُقَرَ الثلاثَ . قال أَبو زيد : وهذا مَثَلٌ ، تقول : فعلتم به كفعلكم هذا البعير الذي لم تُبْقُوا فيه غاية ؛ أَبو عبيد : الفَقِير له ثلاثة مواضع (* قوله « الفقير له ثلاثة مواضع إلخ » سقط من نسخة المؤلف الموضع الثالث ، وذكره ياقوت بعد أن نقل عبارة أبي عبيدة حيث ، قال : والثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسيلة فهي فقير )، يقال : نزلنا ناحيةَ فَقِير بني فلان ، يكون الماء فيه ههنا رَكِيَّتان لقوم فهم عليه ، وههنا ثلاث وههنا أَكثر فيقال : فَقِيرُ بني فلان أَي حصتهم منها كقوله : تَوَزَّعْنا فَقِيرَ مِياهِ أُقْرٍ ، لكلِّ بني أَبٍ فيها فَقِيرُ فَحِصَّةُ بعضِنا خَمْسٌ وسِتٌّ ، وحِصَّةُ بعضِنا منهنّ بِيرُ والثاني أَفواه سَقْفِ القُنِيّ ؛ وأَنشد : فَوَرَدَتْ ، والليلُ لما يَنْجَلِ ، فَقِيرَ أَفْواهِ رَكِيَّاتِ القُني وقال الليث : يقولون في النِّضال أُراميك من أَدنى فِقْرةٍ ومن أَبعد فِقْرة أَي من أَبعد مَعْلَمٍ يتعلمونه من حفِيرة أَو هَدَف أَو نحوه . قال : والفُقْرة حُفْرة في الأَرض . وأَرض مُتَفَقِّرة : فيها فُقَرٌ كثيرة . ابن سيده : والفِقْرَةُ العَلم من جبل أَو هَدَفٍ أَو نحوه . ابن المُظَفَّر في هذا الباب : التَّفْقِير في رِجْل الدواب بياضٌ مخالط للأَسْواقِ إِلى الرُّكَبِ ، شاة مُفَقَّرة وفرس مُفَقَّر ؛ قال الأَزهري : هذا عندي تصحيف والصواب بهذا المعنى التفقيز ، بالزاي والقاف قبل الفاء ، وسيأْتي ذكره . وفَقَرَ الخَرَزَ : ثَقَبه للنَّظْم ؛ قال : غَرائِرُ في كِنٍّ وصَوْنٍ ونَعْمةٍ ، يُحَلَّيْنَ ياقُوتاً وشَذْراً مُفَقَّر ؟
قال الأَزهري : وهو مأْخوذ من الفَقارِ . وفُقْرَةُ القميص : مَدْخَلُ الرأْس منه . وأَفْقَرَكَ الرَّمْيُ : أَكْثَبَك . وهو منك فُقْرَةً أَي قريبٌ ؛ ، قال ابن مقبل : راميتُ شَيْبي ، كِلانا مُوضِعٌ حِجَجاً سِتِّينَ ، ثم ارْتَمَيْنا أَقربَ الفُقَرِ والفَقُرَة : نبت ، وجمعها فَقُرٌ ؛ حكاها سيبويه ، قال : ولا يكسر لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم والتفسير لثعلب ، ولم يحكِ الفَقُرَة إِلا سيبويه ثم ثعلب . ابن الأَعرابي : فُقُورُ النَّفْس وشُقُورُها هَمُّها ، وواحد الفُقُورِ فَقْر . وفي حديث الإِيلاء على فَقِيرٍ من خَشَب ، فسره في الحديث بأَنه جِذْعٌ يُرْقى عليه إِلى غُرْفة أَي جعل فيه كالدَّرَج يُصْعَدُ عليها وينزل ، قال ابن الأَثير : والمعروف نَفِير ، بالنون ، أَي منقور . "