القَبَس مُحَرَّكةً : النّارُ وقيل : الشُّعْلَةُ من النّار وفي التَّهْذِيب : شُعْلَةٌ من نارٍ تُقْتَبَس أَي تُوْخَذُ منْ مُعْظَم النارِ ومن ذلكَ قولُه تعالى : " بشِهَابٍ قَبَسٍ " أَي جَذْوَةٍ من نارٍ تَأْخُذُهَا في طَرَفِ عُودٍ . وفي حَديث عليٍّ رضيَ اللهُ تعالَى عنه : حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لقَابسٍ أَي أَظْهَر نُوراً من الحَقِِّ لطَالِبه كالمِقْباس . وقَبَسَ يَقْبِس منه ناراً من حَدِّ ضَرَبَ واقْتَبَسَهَا : أَخَذَهَا . واقْتَبَسَ العِلْمَ ومن العِلْم : اسْتَفادَه كذلكَ اقْتَبَسَ منه ناراً . وقال الكسَائيُّ : اقْتَبَسْتُ منه عِلْماً وناراً سَواءٌ قال : وقَبَستُ أَيضاً فيهما . وفي الحديث : " من اقْتَبَسَ عِلْماً من النَّجُوم اقْتَبَسَ شُعْبَةً من السِّحْر " وفي حَديث العِرْباض : أَتَيْنَاكَ زائِرينَ ومقْتَبسينَ أَي طالبينَ العِلْمَ . وقاَبِسُ كناصر : د بالمَغْرب بَيْنَ طَرَابُلُس الغَرْب وسَفَاقُسَ منه أبُو الحَسَن عليُّ بنُ محَمَّدٍ المَعَافِريُّ القابِسِيُّ صاحِب الملَخَّصِ وغيرهُ . والقابُوس : الرجُلُ الجَمِيلُ الوَجْهِ الحَسَنُ اللَّوْنِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وأَبو قَابُوسَ : كُنْيَةُ النُّعْمَان بن المُنْذِرِ بن امْرِئِ القَيْسِ بنِ عَمْرِ وبن عَدِيٍّ اللَّخْمِيِّ مَلِك العَرَبِ وجَعَلَه النابِغَةُ أَبا قُبَيْسٍ للضَّرورَةِ فَصَغَّرَه تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ فقال يخاطِب يَزِيدَ بنَ الصَّعِقِ :
فَإِنْ يَقْدِرْ عَلَيْكَ أَبو قُبَيْسٍ ... تَحُطُّ بِكَ المَعِيشَةُ فِي هَوَانِ وإِنَّمَا صَغَّرَه وهو يرِيد تَعْظِيمَه كقولِ حُبَابِ بن المنْذِرِ : أَنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقَهَا المُرَجَّب وقَابُوسُ : ممنوعٌ لِلعُجْمةِ والمَعْرِفَةِ قالَ النّابِغَةُ :
نُبِّئْتُ أَنَّ أَبا قَابُوسَ أَوْعَدَنِي ... ولا قَرَارَ علَى زَأْرٍ مَن الأَسَدِ وهو اسمٌ أَعْجَمِيٌّ مُعَرَّبُ كاوُوس وبه لُقِّبَ المُلُكُ الكِيَانِيَّةُ . وأَبُو قُبَيسٍ مُصَغَّراً : جَبَلٌ بِمَكَّةَ وهذِه عِبَارَةُ الصّحَاحِ وفي التَّهْذِيبِ : جَبَلٌ مُشْرِفٌ على مَسْجِدِ مَكَّةَ سُمِّيَ بِرَجُلٍ مِنْ مَذْحِجٍ حَدَّادٍ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَن بَنَى فيه وفي الرَّوْضِ لِلْسَّهَيْلِيّ : عُرِفَ أَبو قُبَيْسٍ بُقَبْسِ بنِ شالَخ رجُلٍ من جُرْهُم كان قد وَشَى بَيْنَ عَمْرِو بنِ مُضَاضٍ وبينَ ابْنَةَ عَمِّه مَيَّةَ فنَذَرَتْ أَلاَ تُكَلِّمَه وكان شَدِيدَ الكَلَفِ بها فحَلَف لَيَقْتُلَنَّ قُبَيٍساً فهَرَب منه في الجَبَلِ المَعْرُوفِ به وانْقَطَع خَبَرُه فإِمّا ماتَ وإِمّا تَرَدَّى مِنه فسُمِّيَ الجَبَلُ أَبَا قُبَيْس قال : وله خَبَرٌ طَوِيلٌ ذَكرَه ابنُ هِشَامٍ في غَيْرِ هذا الكِتَابِ . وكانَ أَبو قُبَيْسٍ الجَبَلُ هذا يُسَمَّى الأَمِينَ لأَنَّ الرُّكْنَ أَي الحَجَرَ الأَسْوَدَ كان مُسْتَودَعاً فيه كما ذَكَرَه أَهْلُ السِّيَرِ والتَّوارِيخ . وأَبو قُبيْسٍ : حِصْنٌ مِن أَعْمالِ حَلَب نقلَه الصّاغَانِيُّ وقالَ ياقُوت : مُقَابِل شَيْزَر معروفٌ . ويزِيدُ بنُ قُبيْسٍ كزُبَيْرٍ : مُحَدِّثٌ شامِيٌّ وفَاتَه : أَبُو الحسنِ عليُّ بنُ قُبيْسٍ شيخٌ لابنِ عَسَاكِر أَكثَرَ عنه ف تارِيخِه . وقِيبَسُ بنُ أَبي هِشَامٍ كزِيرَكٍ جَدُّ أَبِي مُحَمَّدٍ عبدِ اللهِ ابنِ قيْسٍ السَّهْمِيِّ المُحدِّثِ ذكَره عبدُ الغنِيِّ بنُ سعِيدٍ قال وكان يَكْتُبُ مَعَنَا الحَدِيثَ . والقِبْسُ بالكسرِ : الأَصْلُ قالهُ ابنُ فارِسٍ وليس بتَصْحِيفِ قِنْسٍ بالنُّون قاله الصّاغَانِيُّ . قلتَ : وسيأْتِي في ق ن س أنَّ أَبا عُبَيْدٍ صَحَّفه بالباءِ وهو في قول العجّاج . والقَبِيسُ كأَمِيرٍ وكَتِف : الفَحْلُ السَّرِيعُ الإِلْقاحِ لا تَرْجِعُ عنه أُنْثَى وقيل : هو الذي يُلْقِحُ لأَوَّلِ قَرْعَةٍ وقيل : هو الذي يُنْجِبُ مِن ضَرْبَةٍ واحِدَة وقد قَبَس كفَرِحَ وكَرُمَ قَبَساً مُحَرَّكةً وقَبَاسَةً ككَرَامَةٍ وهذه عنِ ابنِ عَبّاد وفيه اللَّفُّ والنَّشْرُ المُرَتَّب . ومِن أمثَالِهم لَقْوَةٌ صَادَفَتْ قَبِيساً أَو لَقْوَةٌ وأَبٌ قَبِيسٌ قال الشاعر :
حَمَلْتِ ثَلاثَةً فوَضَعْتِ تِمَّاً ... فأُمٌّ لَقْوَةٌ وأَبٌ قَبِيسُيُضرَبُ للمُتَّفِقَينِ يَجْتَمِعَان وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : يُضْرَبُ في سُرْعَةِ اتِّقاقِ الأخَوَيْن وقال : هو مَجَازٌ . واللَّقْوَةُ بالفَتْح : السَّرِيعةُ التَّلَقِّي لِمَاءِ الفَحْلِ يقال : امْرَأَةٌ لَقْوَةٌ إِذا كانَتْ سَرِيعَةَ الحَمْلِ كما سيُذْكر في مَوْضِعِهِ . وأَقْبَسَهُ : أَعْلَمَهُ ومنه حَدِيثُ عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ رضِيَ الله عنه : فإذا راحَ أَقْبَسْنَاهُ ما سَمِعْنَا من رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أَي أَعْلَمْناه إِيّاه ويُقَال : أَتَانَا فُلانٌ يَقْتَبِسُ العِلْمَ فأَقْبَسْناه أَي عَلَّمْناه وهو مَجازٌ . وأَقْبَسَه : أَعْطاه قَبساً مِن نارٍ يقال : اقْتَبَسْنا فُلاناً فأَبَى أَنْ يَقْبِسَنا أَي يُعْطِيَنَا ناراً وقد اقْتَبَسَنِي إِذا قالَ : أَعْطِنِي ناراً . وأَقْبَسَ فُلاَناً : طَلَبَهَا له فإِذا جِئْتَهُ بها قِيلَ : قَبَسْتُه وكذلِكَ الخَيْرُ وقالَ الكِسائيُّ : أَقْبسْتُه ناراً أَو عِلْماً سوَاءٌ قالَ : وقد يَجُوزُ طَرْحُ الأَلِفِ مِنهما . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : قَبَسَنِي ناراً ومالاً وأَقْبَسنِي عِلْماً وقد يُقَالُ بغيرِ الأَلِفِ . وقد أغْفلَ عن ذلِك المُصَنِّفُ . وقَنْبَسٌ كعَنْبَرٍ : اسمٌ والنُّونُ زائِدَةٌ وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذِكْرُه ثانِياً . والأَقْبَسُ : مَنْ تَبْدُو حَشَفَتُه قَبْلَ أَنْ يُخْتَنَ عن أَبي عَمْرٍو . واقْتَبَسَ : أَخَذَ مِن مُعْظَمِ النّارِ وهذا قد تَقدَّم في كَلامِه في أَوّلِ المَادَّة هو قَوْلُه : اقْتَبَسَهَا : أَخَذَهَا فإعادَتُه ثانِياً تَكْرارٌ كما لا يَخْفَى . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : القَابِسُ : طالِبُ النَّارِ جَمْعُه أَقْبَاسٌ لا يُكَسَّرُ عَلَى غيرِ ذلِك . والقَوَابِسُ : الَّذِين يُقْبِسُون الناسَ الخَيْرَ يعني يُعَلِّمُونَ . والمِقْبَسُ والْمِقْبَاسُ : ما قُبسَتْ به النّارُ . وفَحْلٌ قَبْسٌ بالفَتْح كقَبِيسٍ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وأَقْبَسَ الفَحْلُ النُّوقَ : أَلْقَحها سَرِيعاً نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ . وامْرَأَةٌ مِقْبَاسٌ : تَحْمِلُ سَرِيعاً نقلَه الأَزْهَرِيُّ سَمَاعاً عن امْرأَة من العَربِ . وسَمَّوْ قَابِساً . وابْنا قُبَيْسٍ في هُذَيْلٍ قال أَبو ذُؤَيْب :
وبابْنَيْ قُبَيْسٍ ولم يُكْلَمَا ... إِلى أَن يُضِيءَ عَمُودُ السَّحَرْ وقَبَسٌ بالتَّحْرِيكِ : هو ابنُ خَمَرِ ابنِ عَمْرو أَخو قَيْسٍ بالياءِ وعَزِيزٍ ذكرَه ابنُ الكَلْبِيِّ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . قلتُ : أَي في الجَمْهَرَةِ وضَبَطَه هكذا بالمُوَحَّدَة وعَمروٌ المذكور هو ابنُ وَهْبٍ الكِنْدِيُّ . والمُقْتَبَسُ : الجَذْوَةُ مِن النّارِ . وتَقُولُ : ما زَوْرَتُك إِلاَّ كقَبْسَةِ العَجْلانِ . وتقول : ما أَنا إِلاّ قَبْسَةٌ من نَاركَ . وقَبَسْتُه عِلْماً وخَيْراً وأَقْبَسْتُهُ وقيل : أَقْبَسْتُه فقط قاله الزَّمَخْشريُ . ويقالُ : هذه حُمَّى قَبَس فَسَّرَه الصّاغَانِيّ فقال : حُمَّى عَرَضٍ وخالفه الزَّمَخشريّ فقال : أَي لا حُمَّي عَرَضٍ أَي اقْتَبَسَها من غيْرِه ولم تَعْرِْ له من نَفْسِه وهو مَجازٌ . وقَبَسَ النّارَ : أَوْقَدَها نقلها ابنُ القُطّاع . وقَبِسَّةُ بفتح القاف وكسْر المُوَحَّدة وتشديد السِّين المَفْتُوحَة : من أَعْمَال بَلَنْسِيَة منها أَحْمَد بنُ عبد العَزيز بن الفَضْل البَلنْسيُّ القَبِسِّيُّ قال الحافظُ : ذَكرَه ابنُ عبد المَلك في التَّكْملة وضبَطه وأَرَّخَ مَوْتَه سنة 573 . ومِقْبَاسٌ كمِحْرَابٍ : في نَسَبِ بُدَيْلِ بنِ سَلَمَة الخُزَاعيِّ الصَّحابيِّ وهو بُدَيْلُ بنُ سَلَمَة بن خَلَفِ بن عَمْرِو بن مِقْبَاسٍ . وقَابُوسُ : من قُرَى نَهْرِ المَلِكِ