كَرَفَ الحِمارُ وغَيرُه كالبِرْذوْنِ قالَ ابنُ دُرَيْد واللَّيْثُ : يَكْرُفُ بالضمِّ ويَكْرِفُ بالكسرِ لُغتانِ كَرْفاً وكِرافاً شَمَّ بَوْلَ الأتانِ أَو رَوْثَه أَو غَيْرَهما . ثمَّ رَفَعَ رأَسَهُ إلى السماءِ وقَلَبَ جَحْفَلَتَه وكذلكَ الفَحْلً : إِذا شَمَّ طَرُوقَتَه ثم رَفع رأْسَهُ نحو السماءِ وكَشَّرَ حتى تَقْلُصَ شَفَتاه ولا يُقالُ في الحِمارِ شَفَتُه ووهِمَ الجوهريُّ وأنشدَ ابنُ بَرِّي للأَغْلَب العِجْلِيِّ :
" تَخالُهُ من كَرْفِهِنَّ كالِحَا
" وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَا كأَكْرَفَ وهذِه عن الزَّجّاجِ . ورُبما يُقالُ : كَرَفَها ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أنه بالتَّخْفِيفِ والصَّوابُ : كَرَّفَها بالتَّشْدِيدِ أَي : تَشَمَّمَ بَوْلَها . وحِمارٌ مِكْرافٌ : مُعْتادُه أَي : يَشُمُّ الأَبوالَ قاله ابنُ دُرَيْدٍ . قالَ : وكُلُّ ما شَمَمْتَه فقَدْ كَرَفْنَهُ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : أَكْرَفَتِ البَيْضَةُ : أَفْسَدَتْ . وأَمّا الكِرْفِئُ فإِنَّها قِطَعٌ من السَّحابِ مُتَراكِمَةٌ صِغارٌ واحدَتُه كِرْفِئَةٌ وهي الكِرْثِئُ أيضاً بالمُثَلَّثةِ وذكره الجَوهريُّ في الهَمْزِ وهَماً . وقال الصاغانيُّ : والكِرْفِئُ ذُكِرَ في تركيبِ كرفأَ لاختِلافِ الناسِ في أَضالَةِ الهَمْزِ وزيادَتِه قال شيخنا : وقد تَبِعَه المُصَنِّفُ هُناكَ بلا تَنْبِيهٍ عليه فوافَقَه في هذا الوَهمِ على أَنَّه في الحَقيقةِ لا يُعَدُّ وَهَماً إِذْ عَدَّهُ كثيرٌ من أَئِمَّةِ التَّصْريف رُباعِياً وحَكَمُوا بأَصالَةِ الهَمْزَةِ وقالوا : مثلُ هذا ليسَ من مَواضع الزِّيادَةِ فاعرفه
ومما يستدرك عليه : الكِرافُ : الشَّمُّ . وحِمارٌ كَرّافٌ وكَرُوفٌ . والكَرّافُ : مُجَمَّشُ القِحابِ وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ : الكَرّافُ : هو الَّذِي يَسْرِقُ النَّظَرَ إلى النِّساءِ . والكِرْفُ بالكَسْرِ : الدَّلْوُ من جِلْدٍ واحدٍ كما هو أنشدَ يَعْقُوب :
" أَكُلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنانِ
" على إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِ
" بكِرْفَتَيْنِ تَتواهَقانِ تَتَواهَقانِ : أَي تَتَبارَيانِ . وتَكَرْفَأَ السَّحابُ : تَراكَبَ . والكِرْفِئُ : قِشْرُ البَيْضِ الأَعْلَى اليابسُ الذي يقال له : القَيْضُ وقد ذُكِرا في بابِ الهَمْزِ فراجعه