القُعُودُ بالضّم والمَقْعَدُ بالفتح : الجُلُوسُ . قَعَد يَقْعُد قُعُوداً ومَقْعَداً وكَوْنُ الجُلُوس والقُعود مُترادِفَيْنِ اقتصَر عليه الجوهريُّ وغيرُه ورَجَّحه العلاَّمة ابنُ ظفرَ ونقلَه عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبير ولا شكَّ أَنَّه مِن فُرْسَانِ الكَلاَمِ كما قالَه شيخُنَا . أَو هُوَ أَي القُعُود مِنَ القِيَامِ والجُلُوسُ مِنَ الضَّجْعَةِ ومِنَ السُّجُودِ وهذا قد صَرَّحَ به ابنُ خَالَوَيْهِ وبعضُ أَئمَّة الاشتقاقِ وجَزَم به الحَرِيريُّ في الدُّرّة ونَسَبَه إِلى الخَليل بن أَحمدَ قال شيخُنا : وهناك قولٌ آخَرُ وهو عَكْسُ قولِ الخَلِيل حكاه الشَّنَوانيُّ ونقلَه عن بعض المُتَقدِّمِين وهو أَن القُعُودَ يكون من اضْطِجَاعٍ وسُجودٍ والجُلوس يكون مِن قِيامٍ وهو أَضْعَفُهَا ولستُ منه عَلى ثِقَةٍ ولا رأَيْتُه لِمَن أَعتمدهُ وكثيراً ما يُنْقُل الشِّنَوَانيُّ غَرَائبَ لا تَكاد تُوجَدُ في النَّقْلِيَّاتِ . فالعُمْدَة على نَحْوِه وآرائِه النَّظَرِيَّة أَكثرُ . وهناك قولٌ آخرُ رابعٌ وهو أَن القُعُودَ ما يكون قولٌ آخرُ رابعٌ وهو أُن القُعُودَ ما يكون فيه لُبْثٌ وإِقامةٌ مَا قال صاحِبُه : ولذا يُقَال قَوَاعِدُ البَيْتِ ولا يُقَال جَوَالِسُه . والله أَعلم
وقَعَدَ بِه : أَقْعَدَه . والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ : مَكَانُه أَي القُعودِ . قال شيخُنا : واقْتِصارُه على قَوْلِه مَكَانُه قُصُورٌ فإِن المَفْعَل مِن الثلاثيِّ الذي مُضَارِعه غيرُ مكسورٍ بالفَتْحِ في المَصْدَرِ والمكانِ والزَّمَانِ على ما عُرِف في الصَّرْفِ . انتهى . وفي اللسان : وحَكى اللِّحيانيُّ : ارْزُنْ في مَقْعَدِك ومَقْعَدَتِك قال سيبويهِ : وقالوا : هو مِنّى مَقْعَدَ القَابِلَة أَي في القُرْبِ وذلك إِذا دَنَا فَلَزِقَ مِن بَيْنِ يَديْكَ يرِيد : بِتِلْكَ المَنْزِلَة ولكنه حذف وأَوْصَلَ كما قالوا : دَخَلْت البيتَ أَي في البيْتِ . والقِعْدَةُ بالكسر : نَوْع منه أَي القُعُودِ كالجِلْسَةِ يُقَال : قَعَدَ قِعْدَةَ الدُّبِّ وثَرِيدَةٌ كقِعْدَةِ الرَّجُلِ . قِعْدَةُ الرَّجُل : مِقْدَارُ ما أَخَذَه القَاعِدُ مِن المَكَانِ قُعوده . ويُفْتَح وفي اللسان : وبالفَتْحِ المَرَّةُ الواحِدَةُ . قال اللِّحيانيُّ : ولها نَظائرُ . وقال اليَزيديُِّ : قَعَدَ قَعْدَةً واحِدَةً وهو حَسَنُ القِعْدَةِ . القِعْدَةُ : آخِرُ وَلَدِكَ يقال للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ نقلَه الصاغانيّيقال : أَقْعَدَ البِئرَ : حَفَرَهَا قَدْرَ قِعْدَةٍ بالكسر أَوْ أَقْعَدَها إِذا تَرَكَها عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ولَمْ يَنْتَهِ بها المَاءَ . وقال الأَصمعيُّ : بِئْرٌ قِعْدَةٌ أَي طُولُها طُولُ إِنسانٍ قاعِدٍ ؛ وقال غيره عُمْقُ بِئْرِنا قِعْدَةٌ وقَعْدَةٌ أَي قَدْرُ ذلك ومرَرْتُ بماءٍ قِعْدَة رَجُلٍ حكاه سِيبويهِ قال : والجَرُّ الوَجْهُ وحكى اللِّحْيَانَيُّ : ما حَفَرْتُ في الأَرْضِ إِلاَّ قِعْدَةً وقَعْدَةً . فظهر بذلك أَن الفَتْحَ لُغَةٌ فيه . فاقتصارُ المصنِّف على الكَسْرِ : قُصورٌ ولم يُنَبّه على ذلك شَيْخُنا . وذو القَعْدَةِ بالفتح ويُكْسَر : شَهْرٌ يَلِي شَوَّالاً سُمِّيَ به لأَن العرَبَ كانوا يَقْعُدُونَ فِيه عَنِ الأَسْفَارِ والغَزْوِ والمِيرَةِ وطَلَبِ الكَلإِ ويَحُجُّون في ذي الحِجَّةِ ذَوَاتُ القَعْدَةِ يعني : بجمْع ذي وإِفراد القَعْدَة وهو الأَكثر وزاد في المِصْباح : وذوَات القَعَداتِ . قلت : وفي التهذيب في ترجمة شعب قال يونس : ذَوَات القَعَدَات ثم قال : والقِيَاس أَن يقول : ذَواتُ القَعْدَة . والقَعَدُ مُحَرَّكَةً جمعُ قاعدٍ كما قالوا حَارِسٌ وحَرَسٌ وخادِمٌ وخَدَمٌ . وفي بعض النسخ : القَعَدَةُ . بزيادة الهاءِ ومثله في الأَساس وعبارته . وهو من القَعَدَةِ فَوْمٍ من الخَوَارِج قَعَدُوا عن نُصْرَةِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه وعن مُقَاتَلَتِه وهو مَجاز . ومَنْ يَرَى رأَيْهُمْ أَي الخوارِجِ قَعَدِيٌّ مُحرَّكَةً كَعَرَبِيٍّ وعَرَبٍ وعَجَمِيٍّ وعَجَمٍ وهم يَرُونَ التَّحْكِيمَ حَقًّا غيرَ أَنَّهُمْ قَعدَُوا عَن الخُرُوجِ على الناسِ ؛ وقال بعضُ مُجَّان المُحدَثِينَ فيمَن يَأْبَى أَنْ يَشْربَ الخَمْرَ وهو يُسْتَحْسِن شُرْبَها لِغَيْرِه فشَبَّهه بالذي يَرَى التَّحْكِيمَ وقد قَعَد عنه فقال :
فَكَأَنِّي وَمَا أُحَسِّن مِنْهَا ... قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكِيمَا القَعَدُ : الذينَ لا دِيوانَ لَهُمْ قيل : القَعَدُ : الذين لا يَمْضُونَ إِلى القِتَال وهو اسمٌ للجَمْع وبه سُمِّيَ قَعَدُ الحَرُورِيَّة ويقال : رَجُلٌ قاعِدٌ عن الغَزْوِ وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعِدُون وعن ابنِ الأَعرابيَ : القَعَدُ : الشُّرَاةُ الذين يُحَكَّمُونَ ولا يُحَارِبُون وهو جمعُ قاعدٍ كما قالُوا حَرَسٌ وحارِسٌ . قال النضْرُ : القَعَدُ : العَذِرةُ والطَّوْفُ . القَعَدُ : أَن يَكونَ بِوَظِيفِ البَعِير تَطَامُنٌ واسْتِرْخَاءٌ وجملٌ أَقْعَدُ من ذلك القَعَدةَ بِهَاءٍ مَرْكَبٌ للنِّساءِ هكذا في سائر النُّسخ التي عندنا والصواب على ما في اللسان والتكملة : مَرْكَب الإِنسان وأَمّا مَرْكَب النِّساءِ فهو القَعِيدةُ وسيأْتي في كلام المصنف قريباً . القَعَدَةُ أَيضاً الطِّنْفِسَةُ التي يُجْلسَ عليها وما أَشبهَها . قالوا : ضَرَبَه ضَرْبَةَ ابْنَة اقْعُدي وقُومِي أَي ضَرْبَ الأَمَة وذلك لِقُعودِهَا وقِيامِها في خِدْمَة مَوالِيها لأَنها تُؤْمَر بذلك وهو نَصُّ كلامِ ابنِ الأَعرابيّ . أُقْعِد الرَّجُلُ : لم يَنْهَضْ وقال ابنُ القَطَّاع مُنِعَ القِيَامَ وبه قُعَادٌ بالضمّ وإِقْعَادٌ أَي دَاءٌ يُقْعِدُه فهو مُقْعَدٌ إِذا أَزْمَنَه داءٌ في جَسَدِه حتى لا حَرَاك به وهو مَجَازٌ . وفي حديث الحُدُودِ : أُتِيَ بامرأَةٍ قد زَنَتْ فقال : مِمَّنْ ؟ قالت : من المُقْعَد الذي في حائِطِ سَعْدٍ قال ابنُ الأَثير : المُقْعَد : الذي لا يَقْدِر على القِيَامِ لِزَمانَةٍ به كأَنَّه قد أُلْزِم القُعُودَ وقيل : هو من القُعَادِ الذي هو الدَّاءُ يأْخُذُ الإِبلَ في أَوْرَاكِها فيُمِيلُها إِلى الأَرض
من المَجاز : أَسْهَرَتْنِي المُقْعَدَاتُ وهي الضَّفَادِعُ قال الشَّمَّاخُ :
" تَوَجَّسْنَ وَاسْتَيْقَنَّ أَنْ لَيْسَ حَاضِراًعَلَى المَاءِ إِلاَّ المُقْعَدَاتُ القَوَافِزُ جَعل ذُو الرُّمَّةِ فِرَاخ القَطَا قَبْلَ أَنْ تَنْهَضَ للطَّيَرانِ مُقْعَدَاتٍ فقال :
" إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بِالضُّحَىعَلَيْهِنَّ رَفْضاً كِمْ حَصَادِ القَلاَقِلِقال أَبو زيدٍ قَعَدَ الرجلُ : قَامَ وروى أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ عن النبي صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ أَنَّه قَرَأَ " فَوَجَدَا فيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ " فهدَمه ثُمَّ قَعَدَ يَبْنِيه قال أَبو بكرٍ : معناه : ثُمَّ قامَ يَبنيه وقال اللَّعِين المِنْقَرِيّ واسمُه مُنَازِلٌ ويُكنى أَبا الأُكَيْدِر :
" كَلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ يا كَعَابُ
" لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
" وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
" مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
" ويَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ أَي يَقُوم . وقَعَد : جَلَس فهو ضِدّ . صَرَّح به ابنُ القَطَّاع في كتابِه والصَّاغانيُّ وغيرُه . من المجاز : قَعَدت الرَّخْمَةُ إِذا جَثَمَتْ ومن المَجَازِ : قَعَدَت النَّخْلَةُ : حَمَلَتْ سَنَةً ولمْ تَحْمِلْ أُخْرَى فهي قاعِدَةٌ كذا في الأَساس وفي الأَفعال : لم تَحْمِل عَامَهَا . قَعَدَ فُلانٌ بِقِرْنةِ : أَطَاقَهُ وقَعَد بَنُو فُلانٍ لبَنِي فُلانٍ يَقْعُدُونَ : أَطاقُوهُم وجَاءُوهم بأَعْدَادِهِم . من المَجاز : قَعَدَ للحَرْبِ : هَيَّأَ لَهَا أَقْرَانَها قال :
" لأُصْبِحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَبَاعِيَةًفَاقْعُدْ لَهَا وَدَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينَا وقوله :
" سَتَقْعُدُ عَبْدُ اللهِ عَنَّا بِنَهْشِلٍ أَي سَتُطِيقُها بأَقْرَانِهَا فتَكْفِينا نحن الحَرْبَ
من المجاز : قَعَدَت الفَسِيلَةُ : صَارَ لَهَا جِذْعٌ تَقْعُد عَلَيْه
والقَاعِدُ هي يقال : في أَرْض فُلانٍ مِن القاعِدِ كذا وكذا أَصْلاً ذَهَبُوا به إِلى الجِنْسِ أَو القاعِدُ من النَّخْل : التي تَنَالُهَا اليَدُ وقال ابنُ الأَعرابيّ في قول الراجز :
" تُعْجِلُ إِضْجَاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ قال : القاعِدُ : الجُوَالِقُ المُمْتَلِىءُ حُبًّا كأَنَّه من امتلائه قاعِدٌ . والجَشِير : الجُوَالِق . من المجاز : القَاعِدُ من النساءِ : التي قَعَدَتْ عَنِ الوَلَدِ وعَن الحَيض وعن الزَّوْجِ والجمْعُ قَوَاعِدُ . وفي الأَفعال : قَعَدت المرأَةُ عن الحَيْضِ : انقَطَعَ عنهَا وعن الأَزواج : صَبَرتْ وفي التنزيل " والقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ " قال الزجَّاجُ : هن اللواتي قَعَدْنَ عن الأَزواج وقال ابن السّكّيت : امرأةٌ قاعِدٌ . إِذا قَعَدَتْ عن المَحيضِ فإِذا أرَدْتَ القُعُودَ عن المَحيضِ فإِذا أَردْتَ القُعُودَ قلت : قاعِدَةٌ . قال : ويقولون : امرأَةٌ واضِعٌ إِذا لم يكن عليها خِمَارٌ وأَتَانٌ جامِعٌ إِذا حَمَلَت وقال أَبو الهيثم : القواعِدُ من صِفات : الإِناث لا يقال : رِجَالٌ قواعدُ . في حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّة : إِنَّا مَعاشِرَ النِّسَاءِ مَحْصوراتٌ قَوَاعِدُ بُيُوتِكم وحَوَامِلُ أَوْلادِكم قال ابن الأَثير : القواعِدُ : جمع قاعِدٍ وهي المرأةُ الكبيرةُ المُسِنَّةُ هكذا يقال بغير هاءٍ أَي ذاتُ قُعُودٍ فأَمَّا قاعِدةٌ فهي فاعِلَة من قولِك قَدْ قَعَدَتْ قُعُوداً ويجمع على قواعِدَ أَيضاً . وقَوَاعِدُ الهَوْدَجِ : خَشَبَاتٌ أَرْبعُ مُعْترِضَة تَحْتَه رُكِّب فِيهِنَّ الهَوْدَجُ . ورَجُلٌ قُعْدِيٌّ بالضمّ والكسر : عاجِزٌ كأَنه يُؤْثِر القُعُودَ وكذلك ضُجْعِيٌّ ضِجْعِيّ إِذا كان كثير الاضْطِجَاعِيقال : فلانٌ قَعِيدُ النَّسَبِ ذو قُعْدُدٍ رجل قُعْدُدٌ بضمّ الأَوّل والثالث وقُعْدَدٌ بضمّ الأَوّل وفتح الثالث أَثبتَه الأَخْفَشُ ولم يُثْبِته سيبويه وأَقْعَدُ وقُعْدُودٌ بالضمّ وهذه طائِيَّةٌ : قَرِيبُ الآباءِ مِنَ الجَدِّ الأَكْبَرِ وهو أَمْلَكُ القَرَابَةِ في النَّسب قال سيبويه : قُعْدُدٌ مُلْحَق بِجُعْشُمٍ ولذلك ظَهر فيه المِثْلاَن . وفلان أَقْعَدُ من فُلاَنٍ أَي أَقْرَبُ منه إِلى جَدِّه الأَكبر وقال اللِّحْيَانيُّ ؛ رجلٌ ذو قُعْدُدٍ إِذا كان قريباً مِن القبيلةِ والعَدَدُ فيه قِلِّةٌ . يقال : هو أَقْعَدُهم أَي أَقرَبُهُم إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ . وأَطْرَفُهُم وأَفْسَلُهم أَي أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأَكبرِ ويقال : فلانٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرَافَةِ إِذَا كَان كثيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأكبرِ ليس بذي قُعْدُدٍ وقال ابنُ الأَعرابيّ : فلانٌ أَقَْدُ من فُلانٍ أَي أَقل آباءً والإِقعادُ : قِلَّةُ الآباءِ والأَجدادِ . والقُعْدُدُ : البَعِيدُ الآباءِ مِنْه أَي من الجَدِّ الأَكبرِ وهو مَذمومٌ والإِطْرَافُ كَثْرَتُهم وهو محمودٌ وقيل : كلاهُمَا مَدْحٌ . قال الجوهريّ : وكان عبدُ الصَّمدِ بنُ عَلِيّ بن عبد اللهِ الهاشميُّ أَقْعَدَ بني العَبَّاسِ نَسَباً في زَمانِه وليس هذا ذَمًّا عندهم وكان يقال له : قُعْدُد بني هاشمٍ ضِدٌّ قال الجوهريُّ : ويُمْدَح به مِنْ وَجْهٍ لأَنّ الوَلاَءَ لِلْكُبْرِ ويُذمُّ به مِن وَجْهٍ لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى ويُنْسَب إِلى الضَّعْفِ قال الأَعشى :
طَرِفُونَ وَلاَّدُونَ كُلَّ مُبَارَكٍ ... أَمِرُونَ لاَ يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ أَنْشَدَه المَرْزُبَانيُّ في مُعْجَم الشعراءِ لأَبِي وَجْزَة السَّعْدِيّ في آلِ الزُّبَيْرِ . ورَجُلٌ مُقْعَدُ النَّسبِ : قَصِيرُه من القُعْدُدِ وبه فَسِّر ابنُ السِّكيتِ قَوْلَ البَعِيثِ :
" لَقىً مُقْعَدُ الأَنْسَابِ مُنْقَطَعٌ بِهِ وقوله : مُنْقَطَعٌ به : مُلْقىً أَي لا سَعَيَ له إِن أرادَ أَنْ يَسْعَى لم يَكُنْ به عَلَى ذلك قُوَّةُ بُلْغَةٍ أَي شيْء يَتَبَلَّغُ به ويقال : فُلانٌ مُقْعَدُ الحَسَبِ إِذا لمْ يَكن له شَرَفٌ وقد أَقْعَدَه آباؤُه وتَقَعَّدُوه وقال الطِّرِمَّاح يَهجو رجُلاً :
ولكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْيَهُ ... لِئَامُ الفُحُولِ وارْتِخَاصُ المَنَاكِحِ أَي أَقْعَدَ حَسَبَه عَن المكارمِ لُؤْمُ آبائِه وأُمَّهَاتِه يقال : وَرِثَ فلانٌ بالإِقْعَادِ ولا يُقَال : وَرِثَ بالقُعودِ
القُعْدُدُ : الجَبَانُ اللَّئيمُ في حَسَبِه القَاعِدُ عَن الحَرْبِ والمَكارِم وهو مَذمومٌ القُعْدُدُ : الخَامِلُ قال الأَزهريُّ : رَجلٌ قُعْدُدٌ وقُعْدَدٌ : إِذا كان لئيماً مِن الحَسَبِ المُقْعَد . والقُعْدُد : الذي يَقْعُد به أَنْسَابُه وأَنشد :
قَرَنْبَي تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ ... لَئِيمٍ مَآثِرُهُ قُعْدُدِ ويقال : اقتَعَدَ فُلاناً عن السَّخاءِ لُؤْمُ جِنْثِه ومنه قولُ الشاعرِ :
فَازَ قِدْحُ الْكَلْبِيِّ واقْتَعَدَتْ مَعْ ... زَاءَ عَنْ سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِرجل قُعْدِيٌّ وقُعْدِيَّةٌ بضمِّهما ويُكْسَرانِ الأَخيرة عن الصاغانيّ كذلك رجل ضُجْعِيٌّ بالضمّ ويُكْسَرُ ولا تَدْخُلُه الهاءُ وقَعَدَةٌ ضُجَعَةٌ كهُمَزَةٍ . أَي كَثِيرُ القُعُودِ والاضْطِجَاعِ وسيأْتي في العين إِن شاءَ الله تعالى . والقُعُودُ بالضمّ : الأَيْمَةُ نقَلَه الصاغانيّ مصدر آمَتِ المرأَةُ أَيْمَةً وهي أَيِّمٌ ككَيِّس من لازَوْجَ لها بِكْراً كانت أَو ثَيِّباً كما سيأْتي . القَعُودُ بالفتح : ما اتَّخذه الراعِي للرُّكوب وحَمْلِ الزَّادِ والمَتَاع . وقال أَبو عبيدةَ : وقيل : القَعُودُ من الإِبل هو الذي يَقْتَعِدُه الرَّاعِي في كُلِّ حاجَةٍ قال : وهو بالفَارِسِيَّة رَخْتْ كالقَعُودَةِ بالهاَءِ قاله الليثُ قال الأَزهريّ : ولم أَسْمَعْه لغيرِه . قلت : وقال الخليلُ : القَعُودَةُ من الإِبل : ما يَقْتَعِدُه الراعي لحَمْلِ مَتاعِه . والهاءُ للمبالَغَةِ يقال : نِعْمَ القُعْدَة هذا وهو بالضمّ المُقْتَعَدُ . واقْتَعَدَهُ : اتَّخَذَه قُعْدَةً وقال النضْر : القُعْدَة : أَن يَقْتَعِدَ الراعِي قَعُوداً مِن إِبِله فيَرْكَبه فجَعَل القُعْدَةَ والقَعُودَ شيئاً والاقْتِعَادُ : الرُّكوبُ ويقول الرجُلُ للراعي : نَسْتَأْجِرُك بكذا وعلينا قُعْدَتُك . أَي عَلَيْنا مَرْكَبُك تَرْكَبُ من الإِبل ما شِئْتَ ومتَى شِئْت . أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ . بضمتين وقِعْدَانٌ بالكسر وقعائدُ وقَعَادِينُ جَمْعُ الجَمْعِ . القَعُود : القَلُوصُ وقال ابن شُمَيْل : القَعُودُ من الذُّكور والقَلُوص من الإِناث القَعود أَيضاً البَكْرُ إِلى أَن يُثْنِيَ أَي يَدخل في السَّنَة الثانية . القَعُود أَيضاً : الفَصِيلُ وقال ابنُ الأَثير : القَعُود من الدَّوَابِّ : ما يَقْتَعِده الرجُلُ للرُّكُوب والحَمْلِ ولا يَكُونُ إِلاَّ ذَكَراً وقيل : القَعُودُ ذَكَرٌ والأُنثَى قَعُودَةٌ . والقَعُود من الإِبل : ما أَمْكَن أَنْ يُرْكَبَ وأَدْنَاه أَن يَكُون له سَنَتَانِ ثم هو قَعُودٌ إِلى أَنْ يُثْنِيَ فيَدْحُل في السَنَّةِ السَّادِسَة ثم هو جَمَلٌ . وذكر الكِسَائيُّ أَنه سَمِعَ مَن يقول قَعُودَةٌ للقَلُوصِ وللذَّكر قَعُودٌ . قال الأَزهريّ : وهذا عند الكسائيّ مِن نوادِرِ الكَلاَمِ الذي سَمِعْتُه من بعضهم . وكلامُ أَكثرِ العَرَبِ عَلَى غَيرِه وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هي قَلُوصٌ للبَكْرَة الأُنْثَى وللبَكْرِ قَعُودٌ مِثْل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنِيَا ثم هو جَمَلٌ قال الأَزهَرِيّ : وعلى هذا التفسيرِ قولُ مَن شاهَدْتُ من العَربِ لا يكون القَعُودُ إِلاَّ البَكْر الذَّكَر وجَمْعُه قِعْدَانٌ ثم القَعَادِينُ جَمْعُ الجمْعِ . وللبُشْتِيّ اعتراضٌ لَطِيفٌ على كلامِ ابنِ السِّكيتِ وقد أَجابَ عنه الأَزهريُّ وخَطَّأَه فيما نسَبَه إِليه . راجِعْه في اللسان
والقَعِيدُ : الجَرَادُ الذي لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحُه هكذا في سائر النُّسخ بالإِفراد وفي بعض الأُمهات : جَناحَاه بَعْدُ . القَعِيد : الأَبُ ومنه قولهم قَعِيدَكَ لَتَفْعَلَنَّ كذا أَي بِأَبِيكَ قال شيخنا : هو مِن غَرائِبه انفرَدَ بِهَا كحَمْلِه في القَسَم على ذلك فإِنه لم يَذْكُره أَحدٌ في معنى القَسَمِ وما يتعلّق به وإِنما قالوا إِنه مَصْدَر كعَمْرِ اللهِ . قلت : وهذا الذي قاله المصنّف قولُ أَبي عُبَيْدٍ . ونَسَبَه إِلى عَلْيَاءِ مُضَرَ وفسَّره هكذا . وتَحَامُلُ شيخِنا عليه في غيرِ مَحلّه مع أَنه نقل قول أَبي عُبَيْدٍ فيما بعْدُ ولم يُتَمِّمْه فإِنه قالَ بعد قوله عَلْياء مُضَر : تقولُ قَعِيدَك لتَفْعَلَنَّ . القَعِيدُ : الأَبُ فحذف آخِرَ كلامِه . وهذا عجيبٌ . قولهم قَعِيدَك اللهَ لا أَفعل ذلك وقِعْدَك اللهَ بالكَسْرِ ويقال بالفتح أَيضاً كما ضَبَطَه الرَّضِيُّ وغيرُه قال مُتَمِّم بنُ نُوَيْرةَ :
قَعِيدَكِ أَنْ لا تُسْمِعِيني مَلاَمَةً ... ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ فَيَيجَعَااستعطافٌ لا قَسَمٌ قاله ابنُ بَرِّيٍّ في الحواشِي في تَرْجَمَةِ وجع في بَيت مُتَمّم السابِق وقال : كذا قالَه أَبو عليٍّ ثم قال بِدليل أَنّه لم يَجِيءْ جَوابُ القَسَمِ . ونصُّ عبارَةِ أَبي عَلِيٍّ : والدليلُ على أَنه ليس بقَسم كَوْنُه لم يُجَبْ بِجَوابِ القَسَمِ . وهو أَي قَعيدَك الله مَصْدَرٌ واقِعٌ مَوْقِعَ الفِعْل بمنزلَة عَمْرَكَ اللهَ في كونِه يَنْتَصِب انتصابَ المَصَادِرِ الواقِعَةِ مَوْقِعَ الفِعْلِ أَي عَمَرْتُك اللهَ ومعناه : سأَلْتُ اللهَ تَعْمِيرَكَ وكذلك قِعْدَكَ اللهَ بالكسر تَقْديره قِعْدك الله هكذا في سائر النّسخ . ونصّ عبارة أَبي عَلِيٍّ : قَعَّدْتُك اللهَ أَي سأَلتُ اللهَ حِفظَك من قوله تعالى : " عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " أَي حفيظ انتهت عبارَةُ ابْنِ بَرِّيّ نقلاً عن أَبي عَلِيّ . فإِذا عَرَفْتَ ذلك فقولُ شيخنا : وقولُه استعطاف لا قَسَمٌ مُخَالِفُ للجمهور تَعَصُّبٌ على المصنّف وقُصُور . قال أَبو الهَيْثم : القَعِيدُ : المُقَاعِدُ الذي يُصاحِبك في قُعُودِك فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقَاعَدَ الرجُلَ : قَعَدَ معه وأَنشد للفرزدق :
قَعِيدَكُما اللهُ الذي أَنْتُمَا لَه ... أَلَمْ تَسْمَعَا بِالبَيْضَتَيْنِ المُنَاديَا القَعِيد : الحَافِظ للواحِدِ والجَمْعِ والمُذكّر والمُؤنَّث بلفظ واحِدٍ وهما قَعِيدَانِ وفَعِيلٌ وفَعُول ممَّا يَستوِي فيه الواحِدُ والاثنانِ والجمعُ كقوله تعالى : " إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ وكقوله تعالى : " والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ " وبه فسِّر قولُه تَعالَى : " عن اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " وقال النحويّون : معناه : عن اليَمِين قَعِيدٌ وعن الشِّمالِ قَعِيدٌ فاكْتُفِي بذِكْرِ الواحدِ عن صاحِبِه وله أَمثِلَةٌ وشواهدُ . راجع في اللسان وأَنشد الكسائيُّ لِقُرَيْبَةَ الأَعرابيّة
" قَعِيدَكِ عَمْرَ اللهِ يا بِنْتَ مَالِكٍأَلَمْ تَعْلَمِينَا نِعْمَ مَأْوَى المُعَصِّبِ قال : ولم أَسْمَعْ بيتاً أجْتَمَع فيه العَمْرُ والقَعِيد إِلاّ هذا . وقال ثعلبٌ : إِذا قُلْتَ قَعِيدَكُما اللهَ . جاءَ مَعه الاستفهامُ واليمين فالاستفهامُ كقوله : قَعِيدَكُما اللهَ أَلَمْ يَكنْ كذَا وكذا ؟ وأَنشد قَولَ الفَرزدقِ السابِقَ ذِكْرُه . والقَسمُ قَعِيدَكَ اللهَ لأكْرِمَنَّكَ ويقال : قعِيدَكَ اللهَ لا تَفْعَلْ كذا وقَعْدَكَ اللهَ بفتح القافِ وأَمَّا قِعْدَكَ فلا أَعْرفه ويقال : قَعَدَ قَعْداً وقُعُوداً وأَنشد :
" فَقَعْدَكِ أَن لاَ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً وقال الجوهريّ : هي يَمِينٌ للعربِ وهي مصادرُ استُعْمِلت مَنصوبةً بفعْلٍ مُضمَرٍ . والقَعِيدُ : ما أَتاكَ منْ وَرَائِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طائرٍ يُتَطَيَّرُ منه بخلافِ النَّطِيح ومنه قول عَبِيد بن الأَبْرَصِ :
ولَقَدْ جَرَى لَهُمُ ولَمْ يَتَعيَّفُوا ... تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْصَبُ ذكره أَبو عُبَيْد في بابِ السَّانِح والبَارِح . القَعِيدَة بهاءٍ : المرأَةُ وهي قَعِيدَةُ الرّجلِ وقَعِيدَةُ بَيْتِه قال الأَسْعَرُ الجَعْفِيُّ :
لكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنَا مَجْفُوَّةٌ ... بَادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِهَا ولَهَا غِنَى والجمعُ قَعَائدُ وقَعِيدةُ الرجُلِ : امرأَتُه قال :
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِى ... إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكَاعِ وكذلك قِعَادُه قال عبدُ الله بن أَوْفَى الخُزَاعِيّ في امرأَتِه :
مُنَجَّدَةٌ مِثْلُ كَلْبِ الهِرَاشِ ... إِذَا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ تَهْجَعِ
فَلَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَماً ... وَلَوْ حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَع
فَبِئْسَتْ قِعَادُ الفَتَى وَحْدَهَا ... وبِئْسَتْ مُوَفِّيَةُ الأَرْبَعِ والقَعِيدَة أَيضاً شْيءٌ تَنْسُجُه النساءُ كالعَيْبَةِ يُجْلَسُ عليه وقد أقْتَعَدَها جمْعُها قَعَائدُ قال امرُؤُ القَيْس :
" رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعَائِداًوحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِرَاقِ المُنَمَّقِالقَعِيدة أَيضاً : الغِرَارَةُ أَو شِبْهُها يكونُ فيها القَدِيدُ والكَعْكُ وجَمعُها قَعائدُ قال أَبو ذُؤَيْب يَصف صائداً :
لَهُ مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجَاتٌ ... قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ والضمير في كَسْبِهنّ يَعود عَلَى سِهامٍ ذَكَرها قَبْلَ البيت . ومُعَذْلَجَاتٌ : مَمْلُوآت . والوَشِيق : ما جَفَّ مِن اللّحْمِ وهو القَدِيدُ . القَعِيدَةُ من الرَّمْلِ : التي ليسَتْ بمُسْتطيلةٍ أَو هي الحَبْل اللاطِيءُ بالأَرْضِ بفتح الحاءِ المُهملة وسكون المُوَحَّدة وقيل هو ما ارْتكمَ منه . وتَقَعَّدَهُ : قَامَ بأَمْرِه حكاه ثعلب وابن الأعرابيّ . تَقَعَّدَه : رَيُّثَه عَنْ حَاجَتِه وعَاقَه . تَقَعَّدَ فُلانٌ عن الأَمْرِ إِذا لم يَطْلُبْهُ وقال ثعلب : قَعْدَك اللهَ بالفتحِ ويُكْسَر كما تقدّم وبهما ضبطِ الرضيُّ وغيره وزعم شيخُنا أَن المصنف لم يذكر الكسر فنسبه إِلى القصور وقَعِيدَك اللهَ لا آتيك كلاهُما بمعنى نَاشَدْتُك اللهَ وقيل : قَعْدَك اللهَ وقَعِيدَك اللهَ أَي كأَنُّه قاعِدٌ مَعَك بِحفْظِهِ كذا في النُسخ وفي بعض الأُمَّهَاتِ يحفظ عَلَيْكَ قَوْلَك قال ابن منظور : وليس بِقَوِيٍّ قال أَبو عُبَيْدٍ : قال الكسَائيُّ : يقال قِعْدك الله أَي اللهُ مَعَك أَو مَعْنَاهُ بِصَاحِبِك الذي هو صاحِبُ كلِّ نَجْوَى كما يقال : نَشَدْتُك اللهَ وكذا قولهم قَعِيدَك لاآتيكَ وَقِعْدَك لا آتيك وكلّ ذلك في الصّحاح . وقد تقدّم بعضُ عِبارته قال شيخُنَا : وصَرَّح المازنُّي وغيره بأَنَّه لافِعْلَ لقَعيدٍ بخلاف عَمْرَك اللهَ فإِنهم بَنَوْا منه فِعْلاً وظاهرُ المُصَنِّف بل صَرِيحُه كجَماعةٍ أَنه يُبْنَى مِن كُلٍّ منهما الفِعْلُ . وفي شُرُوح الشواهِد : وأَمَّا قَعْدَك اللهَ وقَعيدَك اللهَ فقيل : هما مَصدرانِ بمعنى المُرَاقَبَةِ وانتصابُهما بتقديرِ أُقْسِم بِمُراقَبتِك اللهَ وقيل : قَعْد وقَعِيد بمعنى الرَّقيب والحفيظ فالمعْنِيُّ بهما اللهُ تعالى ونَصبهما بتقدير أُقْسِم مُعَدًّى بالباءِ . ثم حُذِف الفِعل والباءُ وانتصبا وأُبْدِل منهما الله
عن الخليل بن أَحمد المُقْعَدُ مِن الشِّعْرِ : كُلُّ بيتٍ فيه زِحَافٌ ولم يَرِد به إِلاَّ نُقصانُ الحَرْفِ من الفاصلة أَو ما نُقِصَتْ مِنْ عَروضِه قُوَّةٌ كقول الرَّبيع بن زِيادٍ العَبْسِيّ :
أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْر ... تَرْجُو النِّسَاءُ عَوَاقِبَ الأَطْهَارِ والقول الأَخير قاله ابنُ القَطَّاع في الأَفعال له وأَنشد البيت قال أَبو عبيدة : الإِقواءُ نُقْصَانُ الحُرُوفِ من الفاصلة فتنتقص من عروض البيت قُوَّةٌ وكان الخليلُ يُسَمِّي هذا : المُقْعَدَ قال أَبو منصورٍ : هذا صحيحٌ عن الخليل وهذا غيرُ الزِّحافِ وهو عَيْبٌ في الشِّعْر والزِّحَافُ ليس بعَيْب . ونقلَ شيخُنا عن علماءِ القوافي أَنّ الإِقْعَادَ عِبَارَةٌ عن اختلافِ العَرُوض مِن بَحْرِ الكامِل وخَصُّوه به لكثرةِ حَرَكاتِ أَجزائه ثم أَقَامَ النَّكِير على المُصَنِّف بأَن الذي ذَهَبَ إِليه لم يُصَرِّحْ به أَحدٌ من الأَئمّة وأَنه أَدْخَل في كِتابه مِن الزِّيادَة المُفْسِدة التي يَنْبَغِي اجتنابُها إِذ لم يَعْرِفْ مَعناها ولا فَتَحَ لهم بابَها وهذا مع ما أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عن أَبي عُبَيْدَة والخَليلِ وهُمَا هُمَا مِمَا يَقْضِي به العَجَبُ والله تعالى يُسامِح الجميعَ بفَضْلِه وكَرَمِه آمِين . المُقْعَدُ اسم رَجُل كانَ يَرِيشُ السِّهَامَ بالمَدينة وكان مُقْعَداً قال عاصِم بنُ ثابِتٍ الأَنصاريُّ رَضِيَ الله عنه حين لَقِيَه المُشْرِكون ورَمَوْه بالنَّبْل :
" أَبُو سُلَيْمَانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ
" وَمُجْنَأٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرِ أَجْرَدِ
" وَضَالَةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ
" وصَارِمٌ ذُو رَوْنَقٍ مُهَنَّدِوإِنما خُفِض مُهَنَّد على الجِوار أَو الإِقواءِ أَي أَنا أَبو سليمان ومعي سِهامٌ رَاشَهَا المُقْعَدُ . فما عُذْرِي أَن لا أُقاتل ؟ قال الصاغانيّ : ويُرْوَى المُعْقَد بتقديم العين قيل : المُقْعَدُ : فَرْخُ النَّسْرِ ورِيشُه أَجْوَدُ الرِّيشِ قاله أَبو العباس نقلاً عن ابنِ الأَعرابيّ قيل : المُقْعَد : النَّسْرُ الذي قُشِبَ له فصِيدَ وأُخذَ رِيشُه وقيل : المُقْعَدُ : فَرْخُ كُلِّ طائر لَمْ يُسْتَقِلَّ كالمُقْعْدِدِ فيهما أَي في النَّسْرِ وفَرْخِه والذي ثَبتَ عن كُراع : المُقَعْدَدُ : فَرْخ النَّسرِ . من المَجاز : المُقْعَدُ مِن الثَّدْيِ : الناتىءُ على النَّحْرِ مِلْءَ الكَفِّ النَّاهِدُ الذي لم يَنْثَنِ بَعْدُ ولم يَتَكَسَّرْ قال النابِغَة :
والبَطْنَ ذُو عُكَنٍ لَطِيفٌ طَيُّهُ ... والإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ من المجاز رَجُلٌ مُقْعَدُ الأَنْفِ إِذا كان في مَنْخِرَيْهِ سَعَةٌ وقِصَرٌ . المُقْعَدَةُ بهاءٍ : الدَّوْخَلَّةُ مِنَ الخُموصِ نقله الصاغانيّ . المُقْعَدَة : بئر حُفِرَتْ فَلَمْ يَنْبُطْ مَاؤُها وتُرِكَتْ وهي المُسْهَبَةُ عندهم . والمُقْعَدَانُ بالضمّ : شَجرةٌ تَنْبُتُ نَبَاتَ المَقِرِ ولا مَرارةَ لها يَخرُجُ في وَسَطِها قَضيبٌ يَطولُ قامَةً وفي رأْسِهَا مثْل ثَمَرَة العَرْعَرةِ صُلْبَةٌ حمراءُ يتَرامَى بها الصِّبيّانُ ولا تُرْعَى . قاله أَبو حنيفة . عن ابن الأَعرابيّ : حَدَّدَ شَفْرَتَه حَتَّى قَعَدَتْ كأَنَّهَا حَرْبَةٌ أَي صَارَتْ وهو مَجازٌ . ولما غفلَ عنه شيخُنَا جعَلَه في آخرِ المادّة من المُسْتَدْرَكَات . قال ابن الأَعْرَابيّ أَيضاً ثَوْبَكَ لا تَقْعُدْ تَطِيرُ به الرِّيحُ أَي لا تَصِيرُ الرِّيحُ طائرَةً بهِ ونَصب ثوبَكَ بفعلٍ مُضْمَر أَي احفظْ ثوبَك وقال أَيضاً : قعَدَ لا يسْأَله أَحدٌ حاجَةً إِلاَّ قَضَاهَا . لم يُفَسِّره فإِن عنَى به صارَ فقد تَقدَّم لها هذه النظائر واسْتَغْنى بتفسير تلكِ النظائرِ عن تفسيرِ هذه وإن كان عنَى القُعُودَ فلا معنَى له لأَن القُعُود ليست حالٌ أَوْلَى به من حالٍ أَلاَ ترَى أَنك تقول : قَعَدَ لا يَمُرُّ به أَحَدٌ إِلاَّ يَسبُّه وقَعَدَ لا يَسْأَلُه سائلٌ إِلاَّ حَرَمَه وغير ذلك مما يُخْبَر به من أَحوالِ القاعد وإِنما هو كقولِك : قَامَ لا يُسْأَلُ حاجَةً إِلاَّ قَضاها . قلت . وسيأْتي في المستدركات ما يتعلَّق به . والقُعْدَةُ بالضمّ : الحِمَارُ قُعْدَاتٌ بضمّ فسكون قال عُرْوَة بن مَعدِ يكربَ :
سَيْباً عَلَى القُعْدَاتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُمْ ... رَايَاتُ أَبْيَضَ كالفَنِيقِ هِجَانِ القُعْدَةُ : السَّرْجُ والرَّحْلُ يُقْعَد عليهما وقال ابنُ دُرَيد : القُعْدَات : الرِّحَالُ والسُّرُوجُ وقال غيره : القُعَيْدَات . وأَقْعَدَه إِذا خَدَمَه وهو مُقْعِدٌ له ومُقَعِّد قاله ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد :
ولَيْسَ لِي مُقْعِدٌ في البَيْتِ يُقْعِدُنِي ... ولاَ سَوَامٌ ولاَ مِنْ فِضِّةِ كِيسُ وأَنشد للآخَر :
" تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّدُه وفي الأَساس : ما لفلان امرأَةٌ تُقْعِده وتُقَعِّده . من المَجاز : أَقْعَدَ أَباهُ : كَفَاهُ الكَسْبَ وأَعانَه كَقَعَّدَه تَقْعِيداً فيهما وقد تقدَّمَ شاهده . واقْعَنْدَدَ بالمكانِ : أَقامَ به وقال ابنُ بُزُرْج يقال : أَقْعَدَ بِذلك المكانِ كما يُقالُ : أَقَامَ وأَنشد :
أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مَقْعَنْدَدَا ... ولاَ غَداً ولاَ الَّذي يَلِي غَدَا والأَقْعَادُ بالفَتْح والقُعَادُ بالضمّ دَاءٌ يأْخُذُ في أَوْرَاك الإِبلِ والنَّجَائبِ فَيُميلُها إِلى الأَرْضِ . وفي نصّ عِبارة ابنِ الأَعرابيّ : وهو شِبْهُ مَيْلِ العَجُز إِلى الأَرض وقد أُقْعِدَ البَعِيرُ فهو مُقْعَد وفي كتاب الأَفعال لابن القطّاع : وأُقْعِد الجَمَلُ : أَصابَه القُعَاد وهو اسْتِرْخاءُ الوَرِكَيْنِ . ومما يستدرك عليه : المَقْعَدَة : السَّافِلة . والمَقَاعِدُ : موضِع قُعود النَّاسِ في الأَسْوَاقِ وغيرِهَاوعن ابنِ السِّكّيت : يقال : ما تَقَعَّدَنِي عن ذلك الأَمْرِ إِلاَّ شُغُلٌ أَي ما حَبَسَني . وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : قَعَد عن الأَمْرِ : تَأَخَّر . وبي عَنْك شُغلٌ حَبَسَني . انتهى . والعرب تدعو على الرّجل فتقول : حَلَبْتَ قاعِداً وشَرِبْتَ قائماً تقول : لا مَلَكْت غيرَ الشَّاءِ التي تُحْلَبُ مِن قُعُودٍ ولا مَلَكْتَ إِبلاً تَحْلُبُها قائماً معناه ذَهبَتْ إِبلُك فصِرْتَ تَحْلُبَ الغَنَم لأَنَّ حالبَ الغَنم لا يكون إِلاَّ قاعداً والشَّاءُ مَالُ الضُّعفاءِ . والأَذلاَّءِ . والإِبلُ مالُ الأَشرافِ والأَقوِيَاءِ . ويقال : رجلٌ قاعدٌ عن الغَزْوِ وقَوْم قُعَّادٌ وقاعِدُونَ . وتقَاعَدَ به فُلانٌ إِذا لم يَخْرُج إِليه مِنْ حَقَّه . وما قَعَّدَك واقْتَقَدك : ما حَبَسَك . والقَعَدُ : النَّخْلُ وقيل : صِغارُ النَّخْلِ وهو جمع قاعِدٍ كخادمٍ وخَدَمٍ . وفي المثل : اتَّخذوه قُعَيِّدَ الحاجات تصغير القَعُود إِذا امْتَهنُوا الرَّجُلَ في حَوائجهم . وقاعَدَ الرَجُلَ : قَعَدَ معه . والقِعَادَةُ : السَّريرُ يَمانِيَة . والقاعِدَة أَصْلُ الأُسِّ . والقَوَاعِدُ الإِسَاسُ وقَوَاعِدُ البيت إِسَاسُه وقال الزَّجّاج : القَوَاعِد : أَساطِينُ البِنَاءِ التي تَعْمِدُه وقولُهم : بَنَى أَمْرَه على قَاعِدَةٍ وقَوَاعِدَ وقاعِدَةُ أَمْرِك وَاهِيَةٌ وتَركوا مقاعِدَهم : مَرَاكِزَهم وهو مَجازٌ وقواعِدُ السَّحابِ : أُصولُها المُعْتَرِضة في آفاق السماء شبهت بقواعد البناء قاله : أَبو عُبَيْدٍ وقال ابنُ الأَثير : المُرَاد بالقواعِدِ ما اعترَضَ منها وسَفَلَ تَشْبِيهاً بقَوَاعِد البِنَاءِ
ومن الأَمثَال : إِذا قام بك الشَّرُّ فاقْعُدٍْ قال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : إِذا نَزَل بك الشرُّ بدل قام . وقوله فاقْعُدْ . أَي أحلُم . قلت : ومعناه ذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ وله معنًى ثَانٍ أَي إِذا انْتَصَب لك الشّرُّ ولم تَجِدْ منه بُدًّا فانْتَصِبْ له وجاهِدْه وهذا مما ذَكَرَه الفَرَّاءُ . وفي اللسان والأَفْعَال : الإِقْعَادُ في رِجْلِ الفَرس : أَن تُفْرَشَ جدًّا فلا تَنْتَصِب . وأُقْعِدَ الرَّجلُ : عَرَجَ والمُقْعَد : الأَعْرَجُ . وفي الأَساس : من المَجازِ : قَعَدَ عن الأَمْرِ : تَرَكَه . وقَعَد يَشْتُمُني : أَقْبَلَ . انتهى . والذي في اللسان : الفَرَّاءُ : العَرَبُ تقول : قَعَدَ فُلانٌ يَشْتُمني بمعنى طَفِقَ وجَعَل وأَنشد لبعض بني عامر :
" لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
" وَلاَ الوِشَاحَانِ ولا الجِلْبَابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ ورَحىً قاعِدَةٌ : يَطْحَن الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بِيَدِه . ومن المَجاز : ما تقَعَّدَه ما اقْتَعَده إِلاَّ لُؤْمُ عُنْصُرِه . ورجُلُ قُعْدُدَةٌ . جَبَانٌ . والمُقْعَنْدَدُ : موضِعُ القُعود . والنون زائدة قال :
" أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا وقد أقعد بالمكان وأقعد وورِثَ المال بالقُعْدَى كبُشْرَى أَي بالقُعْدُد . والقَعُود كصَبور : أَربَعَةُ كَواكِبَ خَلْفَ النَّسْرِ الطائِرِ تُسَمَّى الصَّلِيب . والقُعْدُد من الجَبَل : المُسْتَوِي أَعلاه . ويقال : اقْتَعَد فُلاناً عن السَّخَاءِ لُؤْمُ جِنْثِه قال :
فَازَ قِدْحُ الكَلْبِيِّ وَاقْتَعَدَتْ مَعْ ... زاءَ عَنْ سَعْيهِ عُرُوقُ لَئِيمِ واقْتَعَدَ مَهْرِيًّا : جعلَه قَعُوداً له . وفي الحديث نَهَى أَنْ يُقْعَد على القَبْر . قيل : أَرادَ القُعودَ للتَّخَلِّي والإحْدَاثِ أَو القُعودَ للإِحْدادِ أَو أَرادَ تَهْوِيلَ الأَمْرِ لأَن في القُعُودِ عليه تَهاوُناً بالمَيت والمَوْتِ . وسَمَّوْا قِعْدَاناً بالكسر . وأَخَذَ المُقِيمُ المُقْعِد . وهذا شَيءٌ يَقْعُدُ به عليك العَدُوُّ ويَقُومُ . ومما استدْرَكه شيخُنا : التَّقَعْدُدُ : التَّثَبُّتُ والتَّمَكُّن استعمله القاضي عياضٌ في الشفاءِ وأَقَرَّه شُرَّاحُه . والمُقَعَّد كمُعْظَّم : ضَرْبٌ من البُرُود يُجْلَب مِن هَجَرَ