" بَطَحَه كمَنَعه " بَطْحاً : بَسَطَه . وبَطَحَه : إِذا " أَلْقاه علَى وَجْهِه " يَبْطَحُه بَطْحاً " فانْبَطَحَ " . وتَبَطَّحَ فُلانٌ : إِذا اسْبَطَرَّ على وَجْهِه مُمْتدّاً علَى وَجْهِ الأَرضِ . وفي حديث الزَّكاه : " بُطِح لها بِقَاعٍ " أَي أُلْقِيَ صاحِبُها على وَجْهِه لِتَطَأَه . " والبَطِحُ كَكتِفٍ " : رَمْلٌ في بَطْحاءَ ؛ عن أَبي عمرو . وقال لَبيد :
يَزَعُ الهَيَامَ عن الثَّرَى وَيمُدُّه ... بَطِحٌ يُهايلُه عن الكُثْبانِ " والبَطِيحةُ والبَطْحاءُ والأَبْطَحُ " وهذه الثَّلاثةُ ذَكَرها الجوهريُّ وغيرُه : " مَسِيلٌ وَاسِعٌ فيه دُقاقُ الحَصَى " . وعن ابن سيده : قيل : بَطْحاءُ الوادي : تُرابٌ لَيِّنٌ ممّا جَرَّتْه السُّيولُ . وقال ابن الأَثير : بَطْحاءُ الوَادِي وأَبْطَحُه : حَصَاهُ اللَّيِّنُ في بَطْنِ المَسيلِ . ومنه الحديث " أَنّه صَلَّى بالأَبْطَحِ " يَعنِي أَبطحَ مَكَّة . قال : هو مَسيلُ وَادِيها . وعن أَبي حَنيفةَ : الأَبْطَحُ لا يُنْبِت شيئاً إِنّما هو بَطْنُ المَسيلِ وعن النَّضْر : الأَبْطَحُ : بَطْنُ " المَيْثاءِ و " التَّلْعةِ والوَادِي وهو البطحاءُ وهو التَّرابُ السَّهْلُ في بُطونِها ممَّا قد جَرَّته السُّيولُ . يقال : أَتيْنا أَبْطَحَ الوَادِي فنِمْنَا عليه . وبَطحاؤُه مثلُه وهو تُرابُه وحَصاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ . وقال أَبو عَمْرٍو : سُمِّيَ المكانُ أَبْطَحَ لأَنّ الماءَ يَنْبطِحُ فيه أَي يَذْهَبُ يَميناً وشِمالاً . " ج أَباطِحُ وبِطَاحٌ وبَطائِحُ " ظاهِرُه أَنّ هذه الجموعَ لتلك المُفرداتِ مُطلقاً وليس كذلك بل هو مُخالِفٌ لقواعدِ التَّصريفِ واللُّغة . والَّذي صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ أَنّ البِطاحَ بالكسر والبَطْحاوَاتِ جَمْعُ البَطْحاءِ . ويقال : بِطَاحٌ بُطَّحٌ كما يقال أَعْوامٌ عُوَّمٌ قاله الأَصمعيّ ؛ كذا في الصّحاح . وفي المحكم : فإِن اتَّسَعَ وعَرُضَ فهو الأَبْطَحُ والجَمْعُ الأَباطحُ كَسَّروه تَكسيرَ الأَسماءِ وإِنْ كان في الأَصلِ صِفةً لأَنه غَلَبَ كالأَبْرَقِ والأَجْرَعِ فجَرَى مَجْرَى أَفْكَل . والبَطائِحُ : جَمْع بَطيحةٍ . في الصّحاح : " تَبطَّحَ السَّيْلُ : اتَّسَعَ في البِطْحاءِ " . وقال ابن سيده : سَالَ سَيْلاً عَريضاً . قال ذو الرُّمَّة :
ولا زَالَ من نَوْءِ السِّماكِ عليكما ... ونَوْءِ الثُّرَيَّا وابِلٌ مُتَبطِّحُ وبَطْحاءُ مكَّةَ وأَبْطَحُها معروفةٌ لانْبِطاحها . ومِنيً من الأَبْطَحِ . " وقُرَيش البِطَاحِ : الَّذين يَنزِلونَ " أَباطِحَ مَكَّةَ وبَطْحاءَها . وقُرَيشُ الظَّاهِرِ : الّذين يَنزِلونَ ما حَوْلَ مَكَّةَ . قال :
فلو شَهِدتْني مِنْ قُرَيشٍ عِصَابةٌ ... قُرَيشِ البِطَاحِ لاقُريشِ الظَّاهرِ
وفي التّهذيب عن ابن الأَعرابيّ : قُرَيشُ البِطاحِ : هم الّذين يَنْزِلون الشِّعْبَ " بين أَخْشَبَيْ مَكَّةَ " وقُريشُ الظَّاهرِ : الَّذين يَنزلون خارجَ الشِّعْبِ وأَكرمُهما قُرَيشُ البِطاحِ . وأَخْشَبَا مَكَّةَ : جَبَلاها : أَبو قُبَيسٍ والّذي يُقابلُه . وعبارةُ أَربابِ الأَنساب : قُريشُ الأَباطِحِ ويقال : قُرَيْشُ البِطاحِ لأَنهم صُيّابَةُ قُريشٍ وصَمِيمُها الَّذين اخْتَطُّوا بَطْحاءَ مَكَّةَ ونَزلوها ويقابلهم قُرَيشُ الظَّواهرِ الّضين لم تَسَعْهم الأَباطِحُ والكُلّ قَبائلُ . قالوا : وفي قُرَيشٍ مَنْ لَيس بأَبْطَحِيَّةِ ولا ظاهِريَّة . " والبُطَاحُ كغُرَابٍ : مَرَضٌ يَأْخُذُ من الحُمَّى " كذا في التَّهذيب نَقْلاً عن النَّوادر . " ومنه البُطَاحيّ " بِيأِ النِّسْبة . ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : البُطَاحِيّ : مأَخوذٌ من البَطَاح وهو المَرضُ الشَّديدُ . البَطَاح " : مَنْزِلٌ لبَني يَرْبوعٍ " . وقد ذكَره لَبيد فقال :
تَرَبَّعتِ الأَشْرافَ ثُمَّ تَصَيَّفتْ ... حِسَاءَ البُطَاحِ وانْتَجَعْنَ السَّلائِلاَ كذا في التّهذيب . وقيل : هو ماءٌ في دِيارِ بَني أَسدِ لبنِي وَالبِةَ منهم وبه كانتْ وَقْعةُ أَهْلِ الرِّدَّةِ وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَديث . وقيل : البُطَاحُ : قَرْيَةٌ أُخرَى لبني أَسد مُشْرِفَةٌ على الرُّمَّةِ من قَصْدِ مَهَبِّ رِيحِ الجُنوبِ . " وبُطْحَانُ بالضّمّ " وسكون الطَّاءِ وهو الأَكثر قال ابن الأَثير في النّهاية : ولعله الأَصَحّ . وقال عياضٌ في المشارق : هكذا يَرْوِيه المُحَدّثون وكذا سمعناه من المشايخ . " أَو الصَّوابُ الفَتْحُ وكسرُ الطّاءِ " كقَطِرَان كذا قَيَّده القالي في البارع وأَبو حاتمٍ والبَكرِيُّ في المعجم وزاد الأَخير : ولا يجوز غيرُه : " ع بالمَدينة " على ساكِنها أَفضلُ الصّلاة والسّلام وهو أَحَدُ أَوْدِيةِ المَدينةِ الثَّلاثةِ وهي العَقيقُ وبطحانُ وقَنَاةُ . ورَوَى ابنُ الأَثيرِ فيه الفَتْح أَيضاً وغيره الكَسْر . فإِذَنْ هو بالتثليث . بَطَحَانُ " بالتّحريك : ع في دِيارِ " بَني " تَمِيم " ذكرَه العَجّاجُ :
" أَمْسَى جُمَانٌ كالرَّهينِ مُضْرَعَا
" ببَطَحَانَ لَيْلَتَينِ مُكْنَعَا جُمانٌ : اسمُ جَمَلِه . مُكْنَعاً : أَي خاضِعاً . وكذلك المُضْرَع . يقال : " هو بَطْحَةُ رَجلٍ " بالفتح " أَي قامَتُه " . في الحديث : " كان عُمَرُ أَوّلَ مَنْ بَطَحَ المَسجِدَ وقال : ابْطَحوه من الوادِي المُبارَكِ " . " وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نائماً بالعَقيق فقيل : إِنّك بالوادي المُبارَك " . " وتَبْطِيحُ المَسجدِ : إِلْقاءُ الحَصَى فيه وتَوْثِيرُه " . وفي حديث ابن الزُّبير " فأَهَابَ بالنَّاسِ إِلى بَطْحِه " أَي تَسْوِيَته . " وانْبَطَحَ الوادِي " في هذا المكانِ واسْتَبْطَحَ : أَي " اسْتَوْسَعَ " فيه . " وهذه بُطْحَةُ صِدْقٍ بالضّمّ : أَي خَصْلةُ صِدْقٍ " . في الحديث : " " كان كِمَامُ الصَّحابةِ " رضي الله عنهم " بُطْحاً " " بالضم : " أَي لازِقةً بالرَّأْسِ غيرَ ذاهبةٍ في الهَواءِ . والكِمامُ " بالكسر : جَمْعُ كُمَّةِ وهي " القَلانِسُ " . ومما يستدرك عليه : تَبطَّحَ المَكانُ وغيرُه : انْبَسَطَ وانْتَصَبَ . قال :
" إِذا تَبطَّحْنَ علي المَحامِلِ
" تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ السَّاحلِ وفي الأَساس : وتَبَطَّحَ زيدٌ تَبَوَّأَ الأَبْطَحَ . وفي اللِّسان : ويقال : بينهما بَطْحَةٌ بَعيدةٌ : أَي مَسافةٌ . وفي الصّحاح : وبَطائِحُ النَّبَطِ : بين العِراقَين . وفي اللسان : البَطِيحَةُ : ما بينَ واسِطَ والبَصرةِ وهو ماءٌ مُستنْقِعٌ لا يُرَى طَرْفاه مِن سَعَتِه وهو مَغِيضُ ماءِ دِجْلَةَ والفُراتِ وكذلك مَغايِضُ ما بَين بَصْرَةَ والأَهوازِ . والطَّفُّ : ساحِلُ البَطِيحَةِ . وهي البَطائِحُ والبُطْحانُ