وصف و معنى و تعريف كلمة فليطشا:


فليطشا: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على فاء (ف) و لام (ل) و ياء (ي) و طاء (ط) و شين (ش) و ألف (ا) .




معنى و شرح فليطشا في معاجم اللغة العربية:



فليطشا

جذر [ليطش]

  1. وَطشَ : (فعل)
    • وَطشَ (يطِشهُ) وَطْشًا
    • وَطشَ فلانًا: ضَرَبَه
    • وَطشَ فلانًا عن فلان: دفعه عنه
    • وَطشَ الكلامَ: لم يُبيِّنه
    • وَطشَ الخبرَ : بَيَّنَ طرَفًا منه
    • ما وَطَش لنا: لم يُعطنا
    • وسلَّتُهُ عن شيءٍ فما وطَشَ : ما بَيّن لي شيئًا
  2. طَشَّ : (فعل)
    • طَشَّتِ طَشَّا، وطَشِيشًا
    • طَشَّتِ السماءُ : أَمْطَرَتْ مَطرًا ضعيفًا
    • طَشَّ المطرُ: ضعُفَ
    • طَشَّتِ فلانٌ: جاءَ منه طُشاشٌ؛ إذا كان مَزْكُومًا
    • طَشَّ نثَر ما في أَنفِه
    • طَشَّ: أَصَابَ عينَهُ الطَّشَاشُ
    • طَشَّتِ الطَّشَاشُ الأَرضَ : أَصَابها
    • طُشَّ الأَرضُ: أَصابها الطَّشَاشُ
  3. أَطَشَّ : (فعل)
    • أَطَشَّتِ السماءُ: طَشَّتْ
  4. طاش : (فعل)
    • طاشَ يَطِيش ، طِشْ ، طَيْشًا وطَيَشَانًا ، فهو طائش
    • طاش : اضطرب وانْحَرَفَ
    • طاش فلانٌ: نَزِقَ وزَلّ انحرف عن السُّلوك القويم، وأخطأ
    • وطاش عقلُه: خفَّت وتَشتَّتَ فجهِلَ أَو أَخطأَ
    • طاش السهمُ : مال وانحرَف
    • طَاشَتْ حَرَكَاتُهُ : خَفَّتْ وَنَزَقَتْ
    • طاش سهمُه: أخطأ الهدف، ضَلَّ


,
  1. طَشّ
    • طش - يطش ويطش ، طشا وطشيشا
      1- طشت السماء : أتت بـ«الطشيش»، وهو المطر الضعيف. 2- طش المطر : ضعف. 3- طش الطشيش الأرض : أصابها.

    المعجم: الرائد

  2. وَطش
    • وطش - يطش ، وطشا
      1- وطش الخبر : بين طرفا منه . 2- وطش الكلام : لم يبينه. 3- وطشه : ضربه. 4- وطشه عنه : دفعه عنه .

    المعجم: الرائد

,
  1. سَرَعُ
    • ـ سَرَعُ وسِرَعُ وسُرعةُ : نَقيضُ البُطْءِ ، سَرُعَ سُرْعَةً ، وسِرَعاً .
      ـ الله ، عز وجل ، سريعُ الحسابِ : حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَةَ ، أو لا يَشْغَلُه حِسابٌ عن حِسابٍ ، ولا شيءٌ عن شيءٍ ، أو تُسْرِعُ أفْعالُه فلا يُبْطِئْ شيءٌ منها عما أراد جَلَّ وعَزَّ ، لأنه بغيرِ مُباشَرَةٍ ولا عِلاجٍ ، فهو سبحانه يُحاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعْثِهِم وجَمْعِهِم في لَحْظَةٍ ، بِلا عَدٍّ ولا عَقْدٍ ، { وهو أسْرَعُ الحاسبينَ }،
      ـ سَرِيعُ : ابنُ عِمْرانَ الشاعرُ ، والمُسْرِعُ ، ج : سُرْعَانٌ ، والقَضيبُ يَسْقُطُ من البَشامِ ، ج : سِرْعانٌ .
      ـ أبو سَريعٍ : العَرْفَجُ ، أو النارُ التي فيه .
      ـ سَريعَةُ : عَيْنٌ .
      ـ حِجْرٌ سُراعةٌ : سَريعةٌ .
      ـ السَّرَعَ السَّرَعَ : الوَحى الوَحى .
      ـ سُرْعانَ ذا خُروجاً ، وسَرْعانَ وسِرْعانَ : سَرُعَ ذا خُروجاً ، نُقِلَتْ فَتْحَةُ العينِ إلى النونِ فَبُنِيَ عليه ،
      ـ سَرْعَانَ : يُسْتَعْمَلُ خَبَراً مَحْضاً ، وخَبَراً فيه معنَى التَّعَجُّبِ ، ومنه : لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا ، أي : ما أسْرَعَ ،
      ـ لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا : ما أسْرَعَ ،
      ـ '' سَرْعانَ ذا إهالَةً '' فأصْلُه : أن رَجُلاً كانت له نَعْجَةٌ عَجْفاءُ ، ورُغامُها يَسيلُ من مَنْخِرَيْها لهُزالِها ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : ودكُها ، فقال السائلُ ذلك ، وَنَصَبَ إهالَةً على الحالِ ، أي : سَرُعَ هذا الرُّغامُ حالَ كونِهِ إهالَةً ، أو تَمييزٌ على تقديرِ نَقْلِ الفِعْلِ ، كقولِهم : تَصَبَّبَ زيدٌ عَرَقاً ، والتقديرُ : سَرْعانَ إهالَةُ هذه ، يُضْرَبُ لمن يُخْبِرُ بِكَيْنونةِ الشيءِ قبلَ وقْتِهِ .
      ـ سَرَعانُ الناسِ ، وسَرْعَانُ : أوائِلُهُم المُسْتَبِقونَ إلى الأمرِ ،
      ـ سَرَعانٌ من الخَيْلِ : أوائِلُها ، ووَتَرُ القَوْسِ .
      ـ سَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ : شِبهُ الخُصَلِ تُخَلَّصُ من اللحمِ ثم تُفْتَلُ أوْتاراً للقِسِيِّ العَرَبيَّةِ ، الواحدةُ : سَرَعانَةٌ ،
      ـ سَرَعانُ : الوَتَرُ القَويُّ ، أو العَقَبُ الذي يَجمَعُ أطْرافَ الريشِ ، أو خُصَلٌ في عُنُقِ الفرسِ أو في عَقَبِه ، أو الوَتَرُ المأْخوذُ من لَحْمِ المَتْنِ ، وما سِواهُ ساكِنُ الراءِ .
      ـ السَّرْعُ والسِّرْعُ : قَضيبُ الكَرْمِ الغَضُّ لِسَنَتِه ، أو كلُّ قَضيبٍ رَطْبٍ ، كالسَّرَعْرَعِ ،
      ـ سَرَعْرَعُ : الطويلُ ، والشابُّ الناعِمُ اللَّدْنُ ،
      ـ مِسْرَعٌ : السريعُ إلى خيرٍ أو شَرٍّ .
      ـ مِسْرَاعٌ : أبْلَغُ منه ، وفي الحديثِ : '' مَساريعُ في الحربِ ''.
      ـ سَرْوَعَةُ : كالزَّرْوَحَةِ زِنَةً ومعنىً ، ومنه : '' فأخذ بِهِم بينَ سَرْوَعَتَيْنِ '' وقرية بمَرِّ الظَّهْرانِ ، وَجَبَلٌ بِتهامَةَ .
      ـ أبو سَرْوَعَةَ ، وقد تُضَمُّ الراءُ : عقْبَةُ بنُ الحارثِ الصحابيُّ .
      ـ سُراوِعُ : موضع .
      ـ أساريعُ : شُكُرٌ تخرجُ في أصْلِ الحَبَلَةِ ، ورُبَّما أُكِلَتْ حامِضَةً رَطْبَةً ، وظَلْمُ الأسْنانِ ، وماؤُها ، وخُطوطٌ وطَرائِقُ في القَوْسِ ، ودودٌ بيضٌ حُمْرُ الرؤوسِ تكونُ في الرملِ وفي وادٍ يُعْرَفُ بظَبْيٍ ، الواحدُ : أُسْروعٌ ويُسْروعٌ ، والأصلُ : يَسْرُوعٌ ، وضُمَّ إتْباعاً للراءِ .
      ـ أُسْروعُ الظَّبْيِ : عَصَبَةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجْلَهُ ويَدَهُ .
      ـ أَسْرَعَ في السَّيْرِ : كسَرُعَ ، وهو في الأصْلِ مُتَعَدٍّ ، كأنه ساقَ نفسَه بِعَجَلَةٍ ، أو أسْرَعَ المَشْيَ ، غيرَ أَنه لَمَّا كانَ مَعْروفاً عندَ المُخاطبينَ ، اسْتُغْنِيَ عن إظهارِه ، ومنه الحديثُ : '' فَلْيُسْرِعِ المَشْيَ ''.
      ـ أسْرَعوا : إذا كانت دَوابُّهُم سِراعاً ،
      ـ المُسارَعَةُ : المُبادَرَةُ ، كالتَّسارُعِ .
      ـ تَسَرَّعَ إلى الشَّرِّ : عَجَّلَ .
      ـ سَريعُ : القَضيبُ يَسْقُطُ من شَجَرِ البَشامِ . ج : سُرْعانٌ وسِرْعَانٌ .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. فليس بمعجزٍ
    • لله فائت منه بالهَرَب
      سورة : الاحقاف ، آية رقم : 32

    المعجم: كلمات القران

  3. فُليْسة
    • فُليْسة : ورقة حرشفية صغيرة تقع خارجَ الأَسْدِيَةِ في زهرة النجيليات ، وتمثل غلافًا زهريًّا مختزلاً .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. فُليْسة
    • فُليْسة :-
      ( النبات ) ورقة حرشفيّة صغيرة تقع خارج الأسدية في زهرة النجيليات ، وتمثّل غلافًا زهريًّا مختزلاً .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  5. فليستعفف
    • فليكفّ عن أكل أموالهم
      سورة : النساء ، آية رقم : 6

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  6. صوم
    • " الصَّوْمُ : تَرْكُ الطعامِ والشَّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ ، صامَ يَصُوم صَوْماً وصِياماً واصْطامَ ، ورجل صائمٌ وصَوْمٌ من قومٍ صُوَّامٍ وصُيّامٍ وصُوَّمٍ ، بالتشديد ، وصُيَّم ، قلبوا الواو لقربها من الطرف ؛ وصِيَّمٍ ؛ عن سيبويه ، كسروا لمكان الياء ، وصِيَامٍ وصَيَامى ، الأَخير نادر ، وصَوْمٍ وهو اسمٌ للجمع ، وقيل : هو جمعُ صائمٍ .
      وقوله عز وجل : إني نَذَرْتُللرَّحْمَنِ صَوْماً ؛ قيل : معناه صَمْتاً ، ويُقوِّيه قولهُ تعالى : فلن أُكلِّمَ اليومَ إنْسِيّاً .
      وفي الحديث :، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلاّ الصَّومَ فإنه لي ؛ قال أَبو عبيد : إنما خص الله تبارك وتعالى الصَّومَ بأَنه له وهو يَجْزِي به ، وإنْ كانت أَعمالُ البِرِّ كلُّها له وهو يَجْزِي بها ، لأَن الصَّوْمَ ‏ ليس ‏ يَظْهَرُ من ابنِ آدمَ بلسانٍ ولا فِعْلٍ فتَكْتُبه الحَفَظَةُ ، إنما هو نِيَّةٌ في القلب وإمْساكٌ عن حركة المَطْعَم والمَشْرَب ، يقول الله تعالى : فأنا أَتوَلَّى جزاءه على ما أُحِبُّ من التضعيف وليس على كتابٍ كُتِبَ له ، ولهذا ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : ليس في الصوم رِياءٌ ، قال : وقال سفيان بن عُيَيْنة : الصَّوْمُ هُو الصَّبْرُ ، يَصْبِرُ الإنسانُ على الطعام والشراب والنكاح ، ثم قرأ : إنما يُوَفَّى الصابرونَ أَجْرَهم بغير حِساب .
      وقوله في الحديث : صَوْمُكُمْ يومَ تَصُومون أَي أَن الخَطأَ موضوع عن الناس فيما كان سبيلُه الاجتهادَ ، فَلو أنَّ قوماً اجتهدُوا فلم يَرَوا الهِلال إلا بعدَ الثلاثين ولم يُفْطِروا حتى اسْتَوْفَوا العددَ ، ثم ثَبَت أَن الشهرَ كان تِسْعاً وعشرين فإن صَوْمَهم وفطْرهم ماضٍ ولا شيء عليهم من إثْم أَو قضاءٍ ، وكذلك في الحج إذا أَخطؤُوا يومَ عَرفة والعيد فلا شيء عليهم .
      وفي الحديث : أَنه سئل عمَّنْ يَصُومُ الدهرَ فقال : لا صامَ ولا أَفْطَرَ أَي لم يَصُمْ ولم يُفْطِرْ كقوله تعالى : فلا صَدَّق ولا صَلَّى ؛ وهو إحْباطٌ لأَجْرِه على صَوْمِه حيث خالف السنَّةَ ، وقيل : هو دُعاءٌ عليه كراهِيةً لصنيعهِ .
      وفي الحديث : فإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَو شاتَمه فَلْيَقُلْ إني صائمٌ ؛ معناه أن يَرُدَّه بذلك عن نفسه ليَنْكَفَّ ، وقيل : هو أَن يقول ذلك في نفسه ويُذَكِّرَها به فلا يَخُوضَ معه ولا يُكافِئَه على شَتْمِه فَيُفْسِدَ صَوْمَه ويُحْبِطَ أَجْرَه .
      وفي الحديث : إذا دُعِيَ أَحدُكم إلى طعام وهو صائمٌ فَلْيَقُلْ إني صائم ؛ يُعَرِّفُهم بذلك لئلا يُكْرِهُوه على الأَكل أَو لئلا تَضِيقَ صدورُهم بامتناعه من الأكل .
      وفي الحديث : مَنْ مات وهو صائمٌ فلْيَصُمْ عنه وَليُّه .
      قال ابن الأَثير :، قال بظاهرِه قومٌ من أَصحاب الحديث ، وبه ، قال الشافعي في القديم ، وحَمَلَه أَكثرُ الفقهاء على الكفَّارة وعَبَّر عنها بالصوم إذ كانت تُلازِمُه .
      ويقال : رجلٌ صَوْمٌ ورجُلانِ صَوْمٌ وقوم صَوْمٌ وامرأَة صَوْمٌ ، لا يثنى ولا يجمع لأَنه نعت بالمصدر ، وتلخيصه رجلٌ ذو صَوْمٍ وقوْم ذو صوم وامرأَة ذاتُ صَوْمٍ .
      ورجل صَوَّامٌ قَوَّامٌ إذا كان يَصُوم النهارَ ويقومُ الليلَ ، ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصُوَّامٌ وصُيَّامٌ .
      قال أَبو زيد : أَقمتُ بالبصرة صَوْمَينِ أي رَمضانينِ .
      وقال الجوهري : رجل صَوْمانُ أي صائمٌ .
      وصامَ الفرسُ صَوْماً أي قام على غير اعْتلافٍ .
      المحكم : وصامَ الفرَسُ على آرِيِّه صَوْماً وصِياماً إذا لم يَعْتَلِفْ ، وقيل : الصائمُ من الخيل القائمُ الساكنُ الذي لا يَطْعَم شيئاً ؛ قال النابغة الذُّبياني : خَيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ، تحتَ العَجاجِ ، وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُما الأَزهري في ترجمة صون : الصائِنُ من الخيل القائمُ على طرَفِ حافِره من الحَفاء ، وأما الصائمُ فهو القائمُ على قوائمه الأَربع من غير حَفاء .
      التهذيب : الصَّوْمُ في اللغة الإمساكُ عن الشيء والتَّرْكُ له ، وقيل للصائم صائمٌ لإمْساكِه عن المَطْعَم والمَشْرَب والمَنْكَح ، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام ، وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العَلَفِ مع قيامِه .
      والصَّوْمُ : تَرْكُ الأَكل .
      قال الخلىل : والصَّوْمُ قيامٌ بلا عمل .
      قال أَبو عبيدة : كلُّ مُمْسكٍ عن طعامٍ أَو كلامٍ أَو سيرٍ فهوصائمٌ .
      والصَّوْمُ : البِيعةُ .
      ومَصامُ الفرسِ ومَصامَتُه : مَقامُه ومَوْقِفُه ؛ وقال امرؤ القيس : كأنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ في مَصامِها ، بأمْراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ ومَصَامُ النَّجْمِ : مُعَلَّقُه .
      وصامَتِ الريحُ : رَكَدَتْ .
      والصَّوْمُ : رُكُودُ الريحِ .
      وصامَ النهارُ صَوماً إذا اعْتَدَلَ وقامَ قائمُ الظهيرة ؛ قال امرؤ القيس .
      فدَعْها ، وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ ذَمُولٍ ، إذا صامَ النهارُ ، وهَجَّرا وصامَت الشمسُ : استوت .
      التهذيب : وصامَت الشمسُ عند انتصاف النهار إذا قام ولم تَبْرَحْ مكانَها .
      وبَكْرةٌ صائمةٌ إذا قامت فلم تَدُرْ ؛ قال الراجز : شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ، والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ يعني التي لا تَدُورُ .
      وصامَ النَّعامُ إذا رَمَى بِذَرْقِه وهو صَوْمُه .
      المحكم : صامَ النعامُ صَوْماً أَلْقَى ما في بطنه .
      والصَّوْمُ : عُرَّةُ النَّعامِ ، وهو ما يَرْمي به من دُبُرِه .
      وصامَ الرجلُ إذا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ ، وهو شجرٌ ؛ عن ابن الأَعرابي .
      والصَّوْمُ : شجرٌ على شَكْل شخص الإنسانِ كرِيهُ المَنْظَر جِدّاً ، يقال لِثَمرِه رؤُوس الشياطين ، يُعْنى بالشياطين الحَيّاتُ ، وليس له وَرَقٌ ؛ وقال أَبو حنيفة : للصَّوْم هَدَبٌ ولا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه ينْبُتُ نباتَ الأثْل ولا يَطُولُ طُولَه ، وأكثرُ مَنابِته بلادُ بني شَبابة ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة : مُوَكَّلٌ بشُدوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُها ، من المَناظِر ، مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ شُدُوفُه : شُخوصُه ، يقول : يَرْقُبها من الرُّعْبِ يَحْسَبُها ناساً ، واحدتُه صَوْمة .
      الجوهري : الصَّوْمُ شجرٌ في لغة هُذَيْل ، قال ابن بري : يعني قول ساعدة : موكَّل بشدوف الصوم يبصرها ، من المعازب ، مخطوفُ الحَشَا زَرِمُ وفسره فقال : من المَعازب من حيث يَعْزُبُ عنه الشيء أَي يتباعد ، ومخطوفُ الحَشا : ضامِرُه ، وزَرِم : لا يَثْبُتُ في مكان ، والشُّدُوفُ : الأَشخاص ، واحدها شَدَفٌ .
      قال ابن بري : وصَوامٌ جَبَلٌ ؛ قال الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ ، كأَنَّ جَدِيلَه بقَيْدُومِ رعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّع "

    المعجم: لسان العرب

  7. فلا
    • " فَلا الصَّبِيَّ والمُهْرَ والجَحْش فَلْواً وفِلاءً (* قوله « وفلاء » كذا ضبط في الأصل ، وقال في شرح القاموس : وفلاء كسحاب ، وضبط في المحكم بالكسر .) وأَفْلاه وافْتلاه : عَزَلَه عن الرَّضاع وفصَلَه .
      وقد فَلَوْناه عن أُمه أَي فَطَمْناه .
      وفَلَوْتُه عن أُمه وافْتَلَيْته إِذا فطمته .
      وافْتَلَيْته : اتخذته ؛ قال الشاعر : نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها ، ولا نَغْذُو التُّيُوسَ ولا القِهادا وقال الأَعشى : مُلْمِعٍ ، لاعَةِ الفُؤادِ إِلى جَحـ شٍ فَلاه عَنها ، فبِئْس الفالي أَي حالَ بينها وبين ولدها .
      ابن دريد : يقال فَلَوْت المهر إِذا نَتَجْته ، وكان أَصله الفِطام فكثر حتى قيل للمُنْتَتج مُفْتَلًى ؛ ومنه قوله : نقود جيادهن ونفتليه ؟

      ‏ قال : وفلاه إِذا رَبَّاه ؛ قال الحطيئة يصف رجلاً : سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإِنَّه نَجِيبٌ فلاهُ ، في الرِّباطِ ، نَجيبُ يعني سعيد بن العاص ، وكذلك افْتَلَيْته ؛ وقال بَشَّامَة بن حَزْن النَّهْشَلي : وليس يَهْلِك مِنَّا سيِّد أَبداً ، إِلاَّ افْتَلَيْنا غُلاماً سَيْداً فِينا ابن السكيت : فَلَوْت المُهر عن أُمه أَفْلُوه وافْتَلَيْته فَصَلْتُه عنها وقطَعت رَضاعة منها .
      والفَلُوُّ والفُلُوُّ والفِلْوُ : الجَحش والمُهر إِذا فطم ؛ قال الجوهري : لأَنه يُفْتَلى أَي يُفْطَم ؛ قال دكين : كان لَنا ، وَهْوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ ، مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطيرُ زَغَبُه ؟

      ‏ قال أَبو زيد : فَلُوٌّ إِذا فتحت الفاء شددت ، وإِذا كسرت خففت فقلت فِلْو مثل جِرْوٍ ؛ قال مجاشِع ابن دارِم : جَرْوَلُ يا فِلْوَ بني الهُمامِ ، فأَينَ عنك القَهْرُ بالحُسامِ ؟ والفُلُوُّ أَيضاً : المهر إِذا بلغ السنة ؛ ومنه قول الشاعر : مُسْتَنَّةٌ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٌ وفي حديث الصدقة : كما يُرَبِّي أَحدُكم فَلُوَّه ؛ الفَلُوّ : المهر الصغير ، وقيل : هو العظيم من أَولاد ذات الحافر .
      وفي حديث طَهْفَة : والفَلُوُّ الضَّبِيس أَي المهر العَسر الذي لم يُرَضْ ، وقد ، قالوا للأُنثى فَلُوَّة كما ، قالوا عدوّ وعَدُوّه ، والجمع أَفْلاء مثل عدوّ وأَعداء ، وفَلاوَى أَيضاً مثل خَطايا ، وأَصله فَعائل ، وقد ذكر في الهمز ؛

      وأَنشد ابن بري لزهير في جمع فَلُوّ على أَفْلاء : تَنْبِذُ أَفْلاءَها في كلِّ مَنْزِلَةٍ ، تَبْقُرُ أَعْيُنَها العِقْبانُ والرَّخَم ؟

      ‏ قال سيبويه : لم يكسِّروه على فُعْلٍ كراهية الإِخلال ولا كسروه على فِعْلان كراهية الكسرة قبل الواو ، وإِن كان بينهما حاجز لأن الساكن ليس بحاجز حصين ، وحكى الفراء في جمعه فُلْوٌ ؛

      وأَنشد : فُلْو تَرَى فِيهنَّ سِرَّ العِتْقِ ، بَيْنَ كمايِيٍّ وحُوٍّ بُلْقِ وأَفْلَتِ الفرس والأَتان : بلغ ولدهما أَن يُفْلَى ؛ وقول عدي بن زيد : وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ ، يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا فسر أَبو حنيفة أَفْلَيْنَ فقال : معناه صرن إِلى أَن كبر أَولادهنّ واستغنت عن أُماتهن ، قال : ولو أَراد الفعل لقال فَلَوْن .
      وفرس مُفْلٍ ومُفْلِية : ذات فِلْو .
      وفَلا رَأْسَه يَفْلُوه ويَفْلِيه فِلاية وفَلْياً وفَلاَّه : بَحَثه عن القمل ، وفَلَيْت رأْسه ؛

      قال : قد وَعدَتْني أُمُّ عَمْرو أَنْ تا تَمْسَحَ رأْسِي ، وتُفَلِّيني وا تُمَسَّحَ القَنْفاءَ حتى تَنْتا أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً ؛ وهي الفِلاية من فَلْي الرأْس .
      والتَّفَلِّي : التَّكلُف لذلك ؛ قال : إِذا أَتَت جاراتِها تَفَلَّى ، تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاَّ وفَلَيْت رأْسه من القمل وتَفَالى هو واسْتَفْلى رأْسُه أَي اشْتهى أَن يُفْلَى .
      وفي حديث معاوية :، قال لسعيد بن العاص دَعْه عنك فقد فَلَيْتُه فَلْيَ الصَّلَعِ ؛ هو من فَلْي الشَّعَر وأَخذِ القمل منه ، يعني أَن الأَصْلَع لا شعر له فيحتاج أَن يُفْلَى .
      التهذيب : والحطا (* قوله « والحطا » كذا بالأصل ، ولعله الحظى القمل ، واحدته حظاة ويكون مقدماً من تأَخير ، والأصل .
      والنساء يقال لهن الفاليات الحظى والفوالي .
      وأما الحطا فمعناه عظام القمل ، وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا .) والنِّساء يقال لهن الفالِياتُ والفَوالي ؛ قال عمرو بن معديكرب : تَراهُ كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً يسُوء الفالِياتِ ، إِذا فَلَيْني أَراد فَلَيْنَني بنونين فحذف إِحداهما استثقالاً للجمع بينهما ؛ قال الأَخفش : حذفت النون الأَخيرة لأَن هذه النون وقاية للفعل وليست باسم ، فأَمّا النون الأُولى فلا يجوز طرحها لأَنها الاسم المضمر ؛ وقال أَبو حية النميري : أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ ، لا أَباكِ ، تُخَوِّفِيني ؟ أَراد تُخَوِّ فِينني فحذف ، وعلى هذا قرأَ بعض القراء : فَبِمَ تُبَشِّرُونِ ؛ فأَذهب إِحدى النونين استثقالاً ، كما ، قالوا ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فأَلقوا إِحدى السينين استثقالاً ، فهذا أَجدر أَن يستثقل لأَنهما جميعاً متحركان .
      وتَفالَت الحُمُر : احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها يَفْلي بَعضاً .
      التهذيب : وإِذا رأَيت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتفالى ؛ قال ذو الرمة : ظَلَّتْ تَفالَى ، وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً ، كأَنَّه عن سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ ‏

      ويروى : ‏ عن تَناهِي الرَّوْضِ .
      وفلَى رأْسه بالسيف فَلْياً : ضربه وقطعه ؛ واسْتَفْلاه : تعرَّض لذلك منه .
      قال أَبو عبيد : فَلَوْتُ رأْسه بالسيف وفَلَيْته إِذا ضربت رأْسه ؛ قال الشاعر : أَما تَراني رابِطَ الجَنانِ أَفْلِيه بالسيف ، إِذا اسْتفْلاني ؟ ابن الأَعرابي : فَلَى إِذا قطَع ، وفَلِيَ إِذا انقطَع .
      وفَلَوْته بالسيف فَلْواً وفَلَيْته : ضربت به رأْسه ؛

      وأَنشد ابن بري : نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنايا ، ونَفْلِي الهامَ بالبِيضِ الذُّكورِ وقال آخر : أَفْلِيهِ بالسيفِ إِذا اسْتَفْلاني ، أُجِيبُه : لَبَّيْكَ ، إِذْ دَعاني وفَلتِ الدابةُ فِلْوَها وأَفْلَتْه ، وفَلَتْ أَحسن وأَكثر ؛

      وأَنشد بيت عدي بن زيد : قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا ابن الأَعرابي : فَلا الرجلُ إِذا سافر ، وفَلا إِذا عقَل بعد جهل ، وفَلا إِذا قطَع .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : امْرِ الدَّمَ بما كان قاطِعاً من لِيطةٍ فالِيَةٍ أَي قَصبة وشِقَّة قاطعة .
      قال : والسكين يقال لها الفالِيةُ .
      ومرَى دم نَسِيكته إِذا استخرجه .
      وفليت الشِّعر إِذا تدبرته واستخرجت معانيه وغريبه ؛ عن ابن السكيت .
      وفَلَيْت الأَمر إِذا تأَملت وجوهه ونظرت إِلى عاقبته .
      وفَلَوْتُ القوم وفَلَيْتهم إِذا تخللتهم .
      وفَلاه في عَقْله فَلْياً : رازَه .
      أَبو زيد : يقال فَلَيْت الرجل في عقله أَفْلِيه فَلْياً إِذا نظرت ما عَقْلُه .
      والفَلاة : المَفازة .
      والفَلاة : القَفر من الأَرض لأَنها فُلِيت عن كل خير أَي فُطِمت وعُزِلت ، وقيل : هي التي لا ماء فيها ، فأَقلها للإِبل رِبْع ، وأَقلها للحمر والغنم غِبٌّ ، وأَكثرها ما بلغت مما لا ماء فيه ، وقيل : هي الصحراء الواسعة ، والجمع فَلاً وفَلَوات وفُلِيٌّ ؛ قال حميد بن ثور : وتَأُوي إِلى زُغْبٍ مَراضِعَ دُونَها فَلاً ، لا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ ، مَهُوبُ ابن شميل : الفَلاة التي لا ماء بها ولا أَنيسَ ، وإن كانت مُكْلِئة .
      يقال : علونا فَلاة من الأَرض ، ويقال : الفَلاة المستوية التي ليس فيها شيء .
      وأَفْلى القومُ إِذا صاروا إِلى فلاة .
      قال الأزهري : وسمعت العرب تقول نزل بنو فلان على ماء كذا وهم يَفْتَلون الفَلاة من ناحية كذا أَي يَرعَوْن كلأَ البلد ويَرِدون الماء من تلك الجهة ، وافْتِلاؤها رَعْيها وطَلَبُ ما فيها من لُمَع الكَلإ ، كما يُفْلى الرأْسُ ، وجمع الفَلا فُلِيٌّ ، على فُعول ، مثل عَصاً وعُصِيٍّ ؛

      وأَنشد أَبو زيد : مَوْصُولة وَصْلاً بها الفُلِيُّ ، أَلقِيُّ ثم القِيُّ ثم القِيُّ وأَما قول الحرث بن حِلِّزة : مِثْلُها يُخُرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْ مِ ، فَلاةٌ مِن دونها أَفْلا ؟

      ‏ قال ابن سيده : ليس أَفْلاء جمع فَلاة لأَن فَعَلة لا يكَسَّر على أَفْعال ، إِنما أَفلاء جمع فَلاً الذي هو جمع فَلاةٍ .
      وأَفْلينا : صِرْنا إِلى الفَلاة : وفاليةُ الأَفاعي : خُنْفُساء رَقْطاء ضخمة تكون عند الجِحرَة وهي سيدة الخنافس ، وقيل : فاليةُ الأَفاعي دوابُّ تكون عند جحرة الضِّباب ، فإِذا خرجت تلك علم أَن الضَّبّ خارج لا مَحالة فيقال : أَتتكم فالية الأَفاعي ، جمعٌ ، على أَنه قد يخبر في مثل هذا عن الجمع بالواحد ؛ قال ابن الأَعرابي : العرب تقول أَتتكم فالية الأَفاعي ؛ يضرب مثلاً لأَول الشر يُنتظر ، وجمعها الفَوالي ، وهي هَناةٌ كالخَنافِس رُقْطٌ تأْلف العقارب والحيات ، فإِذا رؤيت في الجحرة علم أَن وراءها العقارب والحيات .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. ليس


    • " اللَّيَسُ : اللُّزُوم ، والأَلْيَسُ : الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً : الشدة ، وقد تَلَيَّس .
      وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه .
      وإِبِلٌ لِيسٌ : ثِقال لا تبرَح ؛ قال عَبْدة بن الطَّبِيب : إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ لِعَبْدَة ، مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها ، وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها .
      ورجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ .
      ويقال للشجاع : هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ ، وكان في الأَصل أَهْوَسَ أَلْيَس ، فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا : أَهْيَس .
      والأَهْوَس : الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله ، والأَلْيَسُ : الذي يُبازجُ قِرْنَهُ وربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس ، فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس ، وهو الكثير الأَكل ، وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه ، وهذا ذمٌّ .
      وفي الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي : فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس ؛ الأَلْيَسُ : الذي لا يبرح مكانه .
      والأَلْيَسُ : البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ .
      بعضُ الأَعراب : الأَلْيَسُ : الدَّيُّوث الذي لا يَغار ويُتَهَزَّأُ به ، فيقال : هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في المَعْنَيَينِ في المدْح والذم ، وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به .
      ويقال : تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق .
      وتَلايَسْتُ عن كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه .
      وفلان أَلْيَس : دَهْثَم حسَن الخلُق .
      الليث : اللَّيَس مصدر الأَلْيَس ، وهو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ ولا يَرُوعُه ؛

      وأَنشد : أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ يقوله العجاج وجمعه ليس ؛ قال الشاعر : تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً ، وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا وفي الحديث : كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ والظُّفْرَ ؛ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر .
      وليس : من حروف الاستثناء كإِلاَّ ، والعرب تستثني بليس فتقول : قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك ، وقام النِّسْوَة ليس هنداً ، وقام القوم لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي ؛ وأَنشد : قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي وقال آخر : وأَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً لِناظِرِه ، لَيْسَ العِظامَ العَوالِي ؟

      ‏ قال ابن سيده : ولَيْس من حروف الاستثناء ؛ تقول : أَتى القوم ليس زيداً أَي ليس الآتي ، لا يكون إِلا مضمراً فيها .
      قال الليث : لَيْس كلمة جُحُود .
      قال الخليل : وأَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة وأُلْزِقَت اللام بالياء ، وقال الكسائي : لَيس يكون جَحْداً ويكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً ، ولا يكون أَبداً (* قوله « وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه » هكذا بالأصل .) ليس مثلك ، وتقول : جاءني القوم ليس أَباك وليسك أَي غيرَ أَبيك وغيرك ، وجاءَك القوم ليس أَباك ولَيْسَني ، بالنون ، بمعنى واحد .
      التهذيب : وبعضهم يقول لَيْسَني بمعنى غيري .
      ابن سيده : ولَيْسَ كلمة نفي وهي فعل ماض ، قال : وأَصلها ‏ ليس ‏ بكسر الياء فسكنت استثقالاً ، ولم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال ، والذي يدلُّ على أَنها فعل وإِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كقولهم ضربت وضربتما وضربتم ، وجُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان وأَخواتها التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار ، إلا أَن الباء في خبرها وحدها دون أَخواتها ، تقول ليس زيد بمنطلقٍ ، فالباء لِتعدِيَة الفعل وتأْكيد النفي ، ولك أَن لا تدخلها لأَن ال مؤكِّد يستغنى عنه ، ولأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ ومرّة بغير حرف نحو اشْتَقْتُك واشتقت إِليك ، ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أَخواتها ، لا تقول محسِناً ليس زيد ، قال : وقد يُستثنى بها ، تقول : جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا زيداً ، تضمِر اسمَها فيها وتنصب خبرها بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً ، وتقديره جاءني القوم ليس بعضهم زيداً ؛ ولك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر المنفصل ههنا أَحسن كم ؟

      ‏ قال الشاعر : لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ ، لا نَرى فيه غَريبا ، ليس إِيّايَ وإِيّا كَ ، ولا نَخْشى رَقِيبا ولم يقل : لَيْسَني ولَيْسَك ، وهو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد .
      وفي الحديث أَنه ، قال لزيد الخَيل : ما وُصِف لي أَحد في الجاهلية فرأَيته في الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت ؛ قال ابن الأَثير : وفي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان وأَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل ، تقول ليس إِياي وإِياك ؛ قال سيبويه : وليس كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ (* قوله « فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ » هكذا في الأصل ولعلها محرفة عن صيد بسكون الياء لغة في صيد كفرح .) كما ، قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك ، قال : فلم يجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم ولم يغيِّروا حركة الفاء ، وإِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها ولا اسم فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق ، فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من الفعل نحو لَيْتَ ؛ وأَما قول بعض الشعراء : يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ ، قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ ، إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنه جعلها اسماً وأَعْرَبها .
      وقال الفراء : أَصل ليس لا أَيْسَ ، ودليل ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ ولَيْس ، وجِئْ به من أَيْسَ ولَيْسَ أَي من حيث هُوَ ولَيْسَ هُوَ ؛ قال سيبويه : وقالوا لَسْتُ كما ، قالوا مَسْتُ ولم يقولوا لِسْتُ كما ، قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن الأَفعال ، وحكى أَبو علي أَنهم يقولون : جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسا (* قوله « من حيث وليسا » كذا بالأَصل وشرح القاموس .)؛ يريدون ولَيْسَ فيشيعون فتحة السين ، إِما لبيان الحركة في الوقف ، وإِما كما لحقت بَيْنا في الوصل .
      وإِلْياسُ وأَلْياس : اسم ؛ قال ابن سيده : أَراه عبرانيّاً جاء في التفسير أَنه إِدريس ، وروي عن ابن مسعود : وإِن إِدريسَ ، مكانَ : وإِن إِلْياسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ، ومن قرأَ : على إِلْياسِين ، فعلى أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على هذا أَن يقرأَ على الإِلْياسِين ، ورويت : سلام على إِدْراسِين ، وهذه المادة أَولى به من باب أَلس ؛ قال ابن سيده : وكذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا كانت أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلاً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. عفف
    • " العِفّة : الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ .
      عَفَّ عن المَحارِم والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة ، فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ ، أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه .
      وفي التنزيل : ولْيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً ؛ فسَّره ثعلب فقال : ليَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء .
      وفي الحديث : من يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللّه ؛ الاسْتِعْفاف : طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الحرام والسؤال من الناس ، أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه اللّه إياها ، وقيل : الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء ؛ ومنه الحديث : اللهم إني أَسأَلك العِفّة والغِنى ، والحديث الآخر : فإنهم ما علمت أَعِفّةٌ صُبُر ؛ جمع عَفِيف .
      ورجل عَفٌّ وعَفِيف ، والأُنثى بالهاء ، وجمع العَفِيف أَعِفّة وأَعِفّاء ، ولم يُكَسِّروا العَفَّ ، وقيل : العَفِيفة من النساء السيدة الخَيْرةُ .
      وامرأَة عَفِيفة : عَفّة الفَرج ، ونسوة عَفائف ، ورجل عَفِيف وعَفٌّ عن المسأَلة والحَرْصِ ، والجمع كالجمع ؛ قال ووصف قوماً : أَعِفّة الفَقْرِ أَي إذا افتقروا لم يغْشَوُا المسأَلة القبيحة .
      وقد عَفَّ يعِفّ عِفَّة واستعَفَّ أَي عَفَّ .
      وفي التنزيل : ومن كان غنيّاً فليَستعْفِفْ ؛ وكذلك تعَفَّفَ ، وتعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة .
      وعَفَّ واعْتَفَّ : من العِفَّة ؛ قال عمرو بن الأَهتم : إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ ، فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ وناديها جُرْثُومةٌ أُنُفٌ ، يَعْتَفُّ مُقْتِرُها .
      عن الخَبِيثِ ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها وعَفيفٌ : اسم رجل منه .
      والعُفّةُ والعُفافةُ : بقيَّة الرَّمَثِ في الضَّرْع ، وقيل : العُفافةُ الرَّمَث يَرْضَعُه الفَصِيلُ .
      وتعَفَّف الرجل : شرب العُفافة ، وقيل : العُفافة بقية اللبن في الضرع بعدما يُمتَكُّ أَكثره ، قال : وهي العُفّة أَيضاً .
      وفي الحديث حديث المغيرة : لا تُحَرِّمُ العُفّةُ ؛ هي بقية اللبن في الضَّرْع بعد أَن يُحْلَب أَكثر ما فيه ، وكذلك العُفافة ، فاستعارها للمرأَة ، وهم يقولون العَيْفة ؛ قال الأَعشى يصف ظبية وغزالها : وتَعادى عنه النهارَ ، فما تَعْجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ نصب النهار على الظرف ، وتَعادى أَي تَباعدُ ؛ قال ابن بري : وهذا البيت كذا ورد في الصحاح وهو في شعر الأَعشى : ما تعادى عنه النهار ، ولا تعجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ أَي ما تَجاوزُه ولا تُفارِقُه ، وتَعْجُوه تَغْذُوه ، والفُواق اجتماع الدّرّة ؛ قال : ومثله للنّمر بن تَوْلَب : بأَغَنَّ طِفْلٍ لا يُصاحِبُ غيره ، فله عُفافةُ دَرِّها وغِزارُها وقيل : العُفافة القليل من اللبن في الضرْع قبل نزول الدِّرّة .
      ويقال : تَعافَّ ناقتكَ يا هذا أَي احْلُبْها بعد الحلبة الأُولى .
      وجاء فلان على عِفّانِ ذلك ، بكسر العين ، أَي وقْتِه وأَوانه ، لغة في إفَّانه ، وقيل : العُفافة أَن تُترك الناقةُ على الفصيل بعد أَن يَنْقُص ما في ضرعها فيجتمع له اللبن فُواقاً خفيفاً ؛ قال الفراء : العفافة أَن تأْخذ الشيء بعد الشيء فأَنت تَعْتَفُّه .
      والعَفْعَفُ : ثمر الطلح ، وقيل : ثمر العِضاه كلها .
      ويقال للعجوز : عُفّة وعُثّة .
      والعُفّة : سمكة جَرْداء بيضاء صغيرة إذا طُبِخت فهي كالأَرُزّ في طعمها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. ضحك
    • " الضَّحِكُ : معروف ، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع لغات ، قال الأزهري : ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ ، قال الأزهري : وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل ، منها ضَحِكَ ضَحِكاً ، وخَنَقَه خَنِقاً ، وخَضَفَ خَضِفاً ، وضَرطَ ضَرِطاً ، وسَرَقَ سَرِقاً .
      والضَّحْكَة : المرَّة الواحدة ؛ ومنه قول كُثَيِّر : غَمْر الرِّداء ، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث : يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر ، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها .
      وتضَحَّك وتَضاحَك ، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة : كثير الضَّحِك .
      وضُحْكة ، بالتسكين : يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب .
      الليث : الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه .
      والضُّحَكة : الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه .
      ورجل ضَحَّاك : نعت على فَعَّال .
      وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً .
      وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى .
      وأَضْحَكه اللهُ عز وجل .
      والأُضْحُوكة : ما يُضْحك به .
      وامرأة مِضْحاك : كثيرة الضَّحِك .
      قال ابن الأَعرابي : الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك ، والضَّحَّاك مَدْح ، والضُّحَكَة دَمٌّ ، والضُّحْكَة أَذَمُّ ، وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون ، وقالوا : ضَحِكَ الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة .
      والضَّاحِكَة : كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك .
      والضَّاحِكَة : السُِّّ التي بين الأَنياب والأَضراس ، وهي أَربع ضَواحِكَ .
      وفي الحديث : ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا .
      والضَّواحِكُ : الأَسنان التي تظهر عند التبسم .
      أَبو زيد : للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك ، والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى ، وفي كل شِقٍّ ستٌّ : وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها ، وهي أَقصى الأَضراس .
      والضَّحِكُ : ظهور الثنايا من الفرح .
      والضَّحْكُ : العَجَب وهو قريب مما تقدَّم .
      والضَّحْك : الثَّغر الأبيض .
      والضَّحْك : العسل ، شبه بالثَّغْر لشدة بياضه ؛ قال أَبو ذؤيب : فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ ، هو الضَّحْك ، إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ وقيل : الضَّحْك هنا الشَّهْد ، وقيل الزُّبْدُ ، وقيل الثَّلْج .
      والضَّحْكُ أَيضاً : طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ ، وقال ثعلب : هو ما في جوف الطَّلْعة .
      وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ : أَخرجت الضَّحْكَ .
      أَبوعمرو : الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل .
      والضَّحْك : النَّوْرُ .
      والضَّحْك : المَحَجَّة .
      وضَحِكَتِ المرأةُ : حاضت ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى : فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق ؛ وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من فزع إبراهيم ، عليه السلام .
      وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية : لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته ، وكانت قائمة عليهم وهو قاعد ، فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق ، وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم .
      وقال بعضهم : هذا مقدَّم ، ومؤخر المعنى فيه عندهم : فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة ؛ قال الفراء : وهو ما يحتمله الكلام ، والله أعلم بصوابه .
      قال الفراء : وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة .
      قال أَبو عمرو : وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت ، وقال إنه قد جاء في التفسير ، فقال : ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير ، فقال له فأنت أنشدتنا : تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ ، وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ فقال أَبو العباس : تضحك ههنا تَكْشِرُ ، وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ ؛ قال ابن سيده : وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت ؛

      قال : وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا ، كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم ؛ قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً : تضحك الضبع لقتلى هذيل أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ ، وقد أَضْحكها الدمُ ؛ قال الكُمَيْت : وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ ، لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول : من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها تحيض ؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم ، وهذا سهو منه فجعل كَشْرَها ضَحِكاً ؛ وقيل : معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمراً ، ويسْتَهِلُّ : يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ .
      قال أَبو طالب : وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة (* قوله « من ضحاك الطلعة » كذا بالأصل ، والإضافة بيانية لأن الضحاك ، كشداد : طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه .) إذا انشقت ؛ قال : وقال الأَخطل فهي بمعنى الحيض : تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ ، إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ وكان ابن عباس يقول : ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم .
      وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل : وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ ؛ يروي أَنها ضحكت لأَنها كان ؟

      ‏ قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب ، فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت ، قال : فأما من ، قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء .
      وأَضْحَكَ حَوْضَه : ملأه حتى فاض ، وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض ، وكذلك الحيض .
      والضَّحُوكُ من الطُّرُق : ما وَضَح واستبان ؛ قال : على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَي مستقيم .
      والضَّاحِكُ : حجر أبيض يبدو في الجبل .
      والضَّحُوك : الطريق الواسع .
      وطريق ضَحَّاك : مُسْتبين ؛ وقال الفرزدق : إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ نحائز الطرق : جَوادُّها .
      أَبو سعيد : ضَحِكاتُ القلوب من الأموال والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها .
      وضَحِكاتُ كل شيء : خِيارُه .
      ورأيٌ ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس .
      ويقال : إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده المشكلات حتى تُعْرف .
      ويقال : القِرد يَضْحَك إذا صوّت .
      وبُرْقَةُ ضاحِكٍ : في ديار تميم .
      ورَوْضة ضاحِك : بالصَّمَّان معروفة .
      والضَّحَّاك بن عَدْنان : زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب ، وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا (* قوله « وسدا القرا » كذا بالأصل بدون نقط ، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى )، وتقول العجم : إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل دُنْباوَنْدَ ، ويقال : إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة وعشرين ألف فرسخ ؛ قال الأزهري : وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. عجز
    • " العَجْزُ : نقيض الحَزْم ، عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما ؛ ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ : عاجِزٌ .
      ومَرَةٌ عاجِزٌ : عاجِزَةٌ عن الشيء ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز .
      ويقال : أَعْجَزْتُ فلاناً إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً .
      والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة : العَجْزُ .
      قال سيبويه : هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ ، بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر .
      والعَجْزُ : الضعف ، تقول : عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز .
      وفي حديث عمر : ولا تُلِثُّوا بدار مَعْجِزَة أَي لا تقيموا ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكتساب والتعيش ، وقيل بالثَّغْر مع العيال .
      والمَعْجِزَةُ ، بفتح الجيم وكسرها ، مفعلة من العَجْز : عدم القدرة .
      وفي الحديث : كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ ، وقيل : أَراد بالعَجْز ترك ما يُحبُّ فعله بالتَّسويف وهو عامّ في أُمور الدنيا والدين .
      وفي حديث الجنة : ما لي لا يَدْخُلُني إِلاَّ سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم ؛ جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم ، يريد الأَغْبِياءَ العاجِزِين في أُمور الدنيا .
      وفحل عَجِيزٌ : عاجز عن الضِّراب كعَجِيسٍ ؛ قال ابن دُرَيْد : فحل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب ؛ قال الأَزهري وقال أَبو عبيد في باب العنين : هو العَجِيز ، بالراء ، الذي لا يأْتي النساء ؛ قال الأَزهري : وهذا هو الصحيح ، وقال الجوهري : العَجِيز الذي لا يأْتي النساء ، بالزاي والراء جميعاً .
      وأَعْجَزَه الشيءُ : عَجَزَ عنه .
      والتَّعْجِيزُ : التَّثْبِيط ، وكذلك إِذا نسبته إِلى العَجْز .
      وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ : ذهب فلم يُوصَل إِليه .
      وقوله تعالى في سورة سبأ : والذين سَعَوْا في آياتنا مُعاجِزِين ؛ قال الزجاج : معناه ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا لأَنهم ظنوا أَنهم لا يُبعثون وأَنه لا جنة ولا نار ، وقيل في التفسير : مُعاجزين معاندين وهو راجع إِلى الأَوّل ، وقرئت مُعَجِّزين ، وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون من اتبع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويُثَبِّطُونهم عنه وعن الإِيمان بالآيات وقد أَعْجَزهم .
      وفي التنزيل العزيز : وما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء ؛ قال الفاء : يقول القائل كيف وصفهم بأَنهم لا يُعْجِزُونَ في الأَرض ولا في السماء وليسوا في أَهل السماء ؟ فالمعنى ما أَنتم بمُعْجِزِينَ في الأَرض ولا من في السماء بمُعْجِزٍ ، وقال أَبو إِسحق : معناه ، والله أَعلم ، ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا لو كنتم في السماء ، وقال الأَخفش : معناه ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء أَي لا تُعْجِزُوننا هَرَباً في الأَرض ولا في السماء ، قال الأَزهري : وقول الفراء أَشهر في المعنى ولو كان ، قال : ولا أَنتم لو كنتم في السماء بمُعْجِزِينَ لكان جائزاً ، ومعنى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ ، ‏

      يقال : ‏ أَعْجَزَني فلان أَي فاتني ؛ ومنه قول الأَعشى : فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه ، ولكن أَتاه الموتُ لا يَتَأَبَّقُ وقال الليث : أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه .
      وقال ابن عرفة في قوله تعالى مُعاجِزِينَ أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ الله أَي يقاتلونهم ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عن أَمر الله ، وليس يَعْجِزُ اللهَ ، جل ثناؤه ، خَلْقٌ في السماء ولا في الأَرض ولا مَلْجَأَ منه إِلا إِليه ؛ وقال أَبو جُنْدب الهذلي : جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلاً ، وفاتُوا في الحجازِ ليُعْجِزُوني (* قوله « عزان » هو هكذا بضبط الأصل .
      وقوله « فاتوا في الحجاز » كذا بالأصل هنا ، والذي تقدم في مادة ح ج ز : وفروا بالحجاز .) وقد يكون أَيضاً من العَجْز .
      ويقال : عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه .
      وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ : مالَ إليه .
      وعاجَزَ القومُ : تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره .
      ويقال : فلان يُعاجِزُ عن الحق إلى الباطل أَي يلجأُ إليه .
      ويقال : هو يُكارِزُ إلى ثقة مُكارَزَةً إذا مال إليه .
      والمُعْجِزَةُ : واحدة مُعْجِزات الأَنبياء ، عليهم السلام .
      وأَعْجاز الأُمور : أَواخِرُها .
      وعَجْزُ الشيء وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه : آخره ، يذكر ويؤنث ؛ قال أَبو خِراش يصف عُقاباً : بَهِسيماً ، غيرَ أَنَّ العَجْزَ منها تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا وقال اللحياني : هي مؤنثة فقط .
      والعَجُز : ما بعد الظهر منه ، وجميع تلك اللغات تذكر وتؤنث ، والجمع أَعجاز ، لا يُكَسَّر على غير ذلك .
      وحكى اللحياني : إِنها لعظيمة الأَعْجاز كأَنهم جعلوا كل جزء منه عَجُزاً ، ثم جمعوا على ذلك .
      وفي كلام بعض الحكماء : لا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قد وَلَّت صُدورُها ؛ جمع عَجُزٍ وهو مؤخر الشيء ، يريد بها أَواخر الأُمور وصدورها ؛ يقول : إِذا فاتَكَ أَمرٌ فلا تُتْبِعه نفسَك متحسراً على ما فات وتَعَزَّ عنه متوكلاً على الله عز وجل ؛ قال ابن الأَثير : يُحَرِّض على تَدَبُّر عواقب الأُمور قبل الدخول فيها ولا تُتْبَع عند تَوَلِّيها وفواتها .
      والعَجُزُ في العَرُوض : حذفك نون « فاعلاتن » لمعاقبتها أَلف « فاعلن » هكذا عبر الخليل عنه ففسر الجَوْهر الذي هو العَجُز بالعَرَض الذي هو الحذف وذلك تقريب منه ، وإِنما الحقيقة أَن تقول العَجُز النون المحذوفة من « فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » أَو تقول التَّعْجيز حذف نون « فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » وهذا كله إِنما هو في المديد .
      وعَجُز بيت الشعر : خلاف صدره .
      وعَجَّز الشاعرُ : جاء بعَجُز البيت .
      وفي الخبر : أَن الكُمَيْت لما افتتح قصيدته التي أَولها : أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا أَقام بُرْهة لا يدري بما يُعَجِّز على هذا الصدر إِلى أَن دخل حمَّاماً وسمع إِنساناً دخله ، فسَلَّم على آخر فيه فأَنكر ذلك عليه فانتصر بعض الحاضرين له فقال : وهل بأْسٌ بقول المُسَلِّمِينَ ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فقال : وهل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِينا ؟ وأَيامُ العَجُوز عند العرب خمسة أَيام : صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن ؛ قال ابن كُناسَة : هي من نَوْءِ الصَّرْفَة ، وقال أَبو الغَوْث : هي سبعة أَيام ؛

      وأَنشد لابن أَحمر : كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ ، أَيَّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها ، ومَضتْ صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مع الوَبْرِ ، وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ ، ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّياً عَجِلاً ، وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْر ؟

      ‏ قال ابن بري : هذه الأَبيات ليست لابن أَحمر وإِنما هي لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي ؛ كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابي .
      وعَجِيزَةُ المرأَة : عَجُزُها ، ولا يقال للرجل إِلا على التشبيه ، والعَجُزُ لهما جميعاً .
      ورجل أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة : عظيما العَجِيزَةِ ، وقيل : لا يوصف به الرجلُ .
      وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً ، بالضم : عَظُمَتْ عَجِيزَتُها ، والجمع عَجِيزاتٌ ، ولا يقولون عَجائِز مخافة الالتباس .
      وعَجُزُ الرجل : مؤَخَّره ، وجمعه الأَعْجاز ، ويصلح للرجل والمرأَة ، وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة المرأَة خاصة .
      وفي حديث البراء ، رضي الله عنه : أَنه رفع عَجِيزَته في السجود ؛ قال ابن الأَثير : العَجِيزَة العَجُز وهي للمرأَة خاصة فاستعارها للرجل .
      قال ثعلب : سمعت ابن الأَعرابي يقول : لا يقال عَجِزَ الرجلُ ، بالكسر ، إِلا إِذا عظم عَجُزُه .
      والعَجْزاء : التي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فعظم عَجُزها ؛ قال : هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً تَمَّتْ ، فليس يُرَى في خَلْقِها أَوَدُ وتَعَجَّزَ البعيرَ : ركِبَ عَجُزَه .
      وروي عن علي ، رضي الله عنه ، أَن ؟

      ‏ قال : لنا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه وإِن نُمْنَعْه نركب أَعْجازَ الإِب وإِن طال السُّرى ؛ أَعْجاز الإِبل : مآخيرها والركوب عليها شاقّ ؛ معناه إِن مُنِعْنا حقنا ركبنا مَرْكَب المشقة صابرين عليه وإِن طال الأَمَدُ ولم نَضْجَر منه مُخِلِّين بحقنا ؛ قال الأَزهري : لم يرد عليٌّ ، رضي الله عنه ، بقوله هذا ركوبَ المشقة ولكنه ضرب أَعْجاز الإِبل مثلاً لتقدم غيره عليه وتأْخيره إِياه عن حقه ، وزاد ابن الأَثير : عن حقه الذي كان يراه له وتقدّم غيره وأَنه يصبر على ذلك ، وإِن طال أَمَدُه ، فيقول : إِن قُدِّمْنا للإِمامة تقدّمنا ، وإِن مُنِعْنا حقنا منها وأُخِّرْنا عنها صبرنا على الأُثْرَة علينا ، وإِن طالت الأَيام ؛ قال ابن الأَثير : وقيل يجوز أَن يريد وإِن نُمْنَعْه نَبْذُل الجهد في طلبه ، فِعْلَ مَنْ يضرب في ابتغاء طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل ، ولا نبالي باحتمال طول السُّرى ، قال : والوجه ما تقدم لأنه سَلَّم وصبر على التأَخر ولم يقاتل ، وإِنما قاتل بعد انعقاد الإِمامة له .
      وقال رجل من ربيعة بن مالك : إِن الحق بِقَبَلٍ ، فمن تعدّاه ظلَم ، ومن قَصَّر عنه عَجَزَ ، ومن انتهى إِليه اكتفى ؛ قال : لا أَقول عَجِزَ إِلاَّ من العَجِيزَة ، ومن العَجْز عَجَز .
      وقوله بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لك حيث تراه ، وهو مثل قولهم إِن الحق عاري (* قوله « عاري » هكذا هو في الأصل .) وعُقاب عَجْزاءُ : بمؤخرها بياض أَو لون مخالف ، وقيل : هي التي في ذَنَبها مَسْح أَي نقص وقصر كما قيل للذنَب أَزَلُّ ، وقيل : هي التي ذنبها ريشة بيضاء أَو ريشتان ، وقيل : هي الشديدة الدائرة ؛ قال الأَعشى : وكأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ ، بِشَخْصِها ، عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها والعَجَزُ : داء يأْخذ الدواب في أَعْجازِها فتثقل لذلك ، الذكر أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ .
      والعِجازَة والإِعْجازَة : ما تُعَظِّم به المرأَةُ عَجِيزَتَها ، وهي شيء شبيه بالوسادة تشده المرأَة على عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ .
      والعِجْزَةُ وابن العِجْزَةِ : آخر ولد الشيخ ، وفي الصحاح : العِجْزَةُ ، بالكسر ، آخرُ ولد الرجل .
      وعِجْزَةُ الرجل : آخر ولد يولد له ؛

      قال : واسْتَبْصَرَتْ في الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا ، عَجِزَةَ شَيْخَينِ يُسَمَّى مَعْبَدا ‏

      يقال : ‏ فلان عِجْزَةُ ولد أَبويه أَي آخرهم ، وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه ، والمذكر والمؤنث والجمع والواحد في ذلك سواء .
      ويقال : وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَي بعدما كَبِر أَبواه .
      والعِجازَةُ : دائرة الطائر ، وهي الأُصبع المتأَخرة .
      وعَجُزُ هَوازِنَ : بنو نَصْر بن معاوية وبنو جُشَمِ ابن بكر كأَنه آخرهم .
      وعِجْزُ القوس وعَجْزها ومَعْجِزُها : مَقْبِضها ؛ حكاه يعقوب في المبدل ، ذهب إِلى أَن زايه بدل من سينه ، وقال أَبو حنيفة : هو العِجْز ولا يقال مَعْجِز ، وقد حكيناه نحن عن يعقوب .
      وعَجْز السكين : جُزْأَتُها ؛ عن أَبي عبيد .
      والعَجُوز والعَجُوزة من النساء : الشَّيْخَة الهَرِمة ؛ الأَخيرة قليلة ، والجمع عُجُز وعُجْز وعَجائز ، وقد عَجَزَت تَعْجُزْ عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً : صارت عَجُوزاً ، وهي مُعَجِّز ، والاسم العُجْز .
      وقال يونس : امرأَة مُعَجِّزة طعنت في السن ، وبعضهم يقول : عَجَزَت ، بالتخفيف .
      قال الأَزهري : والعرب تقول لامرأَة الرجل وإِن كانت شابة : هي عَجُوزُهُ ، وللزوج وإِن كان حَدَثاً : هو شَيْخُها ، وقال : قلت لامرأَة من العرب : حالبي زوجكِ ، فَتَذَمَّرَتْ وقالت : هلا قلتَ حالبي شَيْخَكِ ؟ ويقال للرجل عَجُوز وللمرأَة عَجُوز .
      ويقال : اتَّقِي الله في شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بعدما تصيرين عَجُوزاً .
      قال ابن السكيت : ولا تقل عَجُوزَة والعامة تقوله .
      وفي الحديث : إِن الجنة لا يدخلها العُجُز ؛ وفيه : إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ ؛ قال ابن الأَثير : العُجُز جمع عَجُوز وعَجُوزة ، وهي المرأَة الكبيرة المسنَّة ، والعُقُر جمع عاقِرٍ ، وهي التي لا تلد .
      ونَوى العَجُوزِ : ضرب من النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كما ، قالوا نَوى العَقُوقِ ، وقد تقدّم .
      والعَجُوز : الخمر لقدمها ؛ قال الشاعر : لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَدايا هُ ، سِوى ما به الأَمِيرُ مُجِيزِي إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْزُوجِ بالماءِ ، لا لِشُرْبِ العَجُوزِ وفي التهذيب : يقال للخمر إِذا عَتَقَتْ عَجُوز .
      والعَجُوز : القِبْلة .
      والعَجُوز : البقرة .
      والعَجُوز : نَصْل السيف ؛ قال أَبو المِقْدام : وعَجُوز رأَيتُ في فَمِ كَلْبٍ ، جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا الكلبُ : ما فوق النصل من جانبيه ، حديداً كان أَو فضة ، وقيل : الكلب مسمار في قائم السيف ، وقيل : هو ذُؤابَتُه .
      ابن الأَعرابي : الكلب مسمار مَقْبِض السيف ، قال : ومعه الآخر يقال له العَجُوز .
      والعَجْزاءُ : حَبْل من الرمل مُنْبِت ، وفي التهذيب : العَجْزاءُ من الرمال حَبْل مرتفع كأَنه جَلَدٌ ليس بِرُكام رمل وهو مَكْرُمَة للنبت ، والجمع العُجْز لأَنه نعت لتلك الرملة .
      والعَجُوز : رملة بالدَّهْناء ؛ قال يصف داراً : على ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ ، كأَنها دَوائرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ ورجل مَعْجُوزٌ ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عليه في المسأَلة ؛ عن ابن الأَعرابي .
      والعَجْزُ : طائر يضرب إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الكلب الصغير يأْخذ السَّخْلَة فيطير بها ويحتمل الصبي الذي له سبع سنين ، وقيل : الزُّمَّجُ ، وجمعه عِجْزان .
      وفي الحديث : أَنه قَدِمَ على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، صاحبُ كِسْرى فوهب له مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذا المِعْجَزَة ، هي بكسر الميم ، المِنْطَقَة بلغة اليمن ؛ قال : وسميت بذلك لأَنها تلي عَجُزَ المُتَنَطِّق بها ، والله أَعلم .
      "



    المعجم: لسان العرب

  12. جوب
    • " في أَسماءِ اللّه الـمُجِيبُ ، وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول ، سبحانه وتعالى ، وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ .
      والجَوابُ ، معروفٌ : رَدِيدُ الكلام ، والفِعْل : أَجابَ يُجِيبُ .
      قال اللّه تعالى : فإِني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي ؛ أَي فَلْيُجِيبوني .
      وقال الفرَّاءُ : يقال : إِنها التَّلْبِيةُ ، والمصدر الإِجابةُ ، والاسم الجَابةُ ، بمنزلة الطاعةِ والطاقة .
      والإِجابةُ : رَجْعُ الكلام ، تقول : أَجابَه عن سُؤَاله ، وقد أَجابَه إِجابةً وإِجاباً وجَواباً وجابةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ له .
      قال كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يرثي أَخاه أَبا المِغْوار : وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى ، * فلم يَسْتَجِبْه ، عِنْدَ ذاكَ ، مُجِيبُ .
      (* قوله « الندى » هو هكذا في غير نسخة من الصحاح والتهذيب والمحكم .) فقُلتُ : ادْعُ أُخرى ، وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً ، * لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيبُ والإِجابةُ والاستِجابةُ ، بمعنى ، يقال : اسْتَجابَ اللّه دعاءَه ، والاسم الجَوابُ والجابةُ والـمَجُوبةُ ، الأَخيرةُ عن ابن جني ، ولا تكون مصدراً لأَنَّ الـمَفْعُلةَ ، عند سيبويه ، ليست من أَبنية المصادر ، ولا تكون من باب الـمَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مزيد .
      وفي أَمثالِ العَرب : أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً .
      قال : هكذا يُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى على موضوعاتها .
      وأَصل هذا المثل ، على ما ذكر الزُّبَيْر ابن بكار ، أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ ، فقال له إِنسان : أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ ؟ فظَنَّ أَنه يقول له : أَين أُمُّكَ ، فقال : ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً ، فقال أَبُوه : أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً .
      وقال كراع : الجابةُ مصدر كالإِجابةِ .
      قال أَبو الهيثم : جابةٌ اسم يُقُومُ مَقامَ المصدر ، وإِنه لَحَسَنُ الجيبةِ ، بالكسر ، أَي الجَوابِ .
      قال سيبويه : أَجاب مِنَ الأَفْعال التي اسْتُغْني فيها بما أَفْعَلَ فِعْلَه ، وهو أَفْعَلُ فِعْلاً ، عَمَّا أَفْعَلَه ، وعن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ ، فيقولون : ما أَجْوَدَ جَوابَه ، وهو أَجْوَدُ جَواباً ، ولا يقال : ما أَجْوَبَه ، ولا هو أَجْوَبُ منك ؛ وكذلك يقولون : أَجْوِدْ بَجَوابهِ ، ولا ‏

      يقال : ‏ أَجوِب به .
      وأَما ما جاءَ في حديث ابن عمر أَنَّ رجلاً ، قال : يا رسولَ اللّه أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً ؟، قال : جَوْفُ الليلِ الغابِرِ ، فسَّره شمر ، فقال : أَجْوَبُ من الإِجابةِ أَي أَسْرَعُه إِجابةً ، كما يقال أَطْوَعُ من الطاعةِ .
      وقياسُ هذا أَن يكون من جابَ لا مِن أَجابَ .
      وفي المحكم عن شمر ، أَنه فسره ، فقال : أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجابةً .
      قال : وهو عندي من باب أَعْطَى لفارِهةٍ ، وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ .
      وما جاءَ مِثلُه ، وهذا على المجاز ، لأَنَّ الإِجابةَ ليست لِلَّيل إِنما هي للّه تعالى فيه ، فَمعناه : أَيُّ الليلِ اللّهُ أَسرع إِجابةً فِيه مِنه في غَيْرِه ، وما زاد على الفِعْل الثُّلاثي لا يُبْنَى مِنْه أفْعَلُ مِنْ كذا ، إِلا في أَحرف جاءَت شاذة .
      وحَكى الزمخشريُّ ، قال : كأَنـَّه في التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ ، بالضم ، كطالَتْ ، أَي صارَتْ مُسْتَجابةَ ، كقولهم في فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ ، وليس ذلك بمستعمل .
      ويجوز أَن يكون من جُبتُ الأَرضَ إِذ قَطَعْتَها بالسير ، على معنى أَمْضَى دَعْوَةً وأَنـْفَذُ إِلى مَظانِّ الإِجابةِ والقَبُول .
      وقال غيره : الأَصل جاب يجوب مثل طاع يَطُوعُ .
      قال الفرَّاءُ قيل لأَعرابي : يا مُصابُ .
      فقال : أَنتَ أَصْوَبُ مني .
      قال : والأَصل الإِصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إِذا قَصَدَ ، وانجابَتِ الناقةُ : مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ ، قال : وأُراه مِن هذا كَأَنـَّها أَجابَتْ حالِبَها ، على أَنـَّا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ .
      قال أَبو سعيد ، قال لي أَبو عَمْرو بن العلاءِ : اكْتُبْ لي الهمز ، فكتبته له فقال لي : سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز أَمْ لا ؟ فسأَلت ، فلم أَجده مهموزاً .
      والمُجاوَبةُ والتَّجارُبُ : التَّحاوُرُ .
      وتَجاوَبَ القومُ : جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً ، واسْتَعمله بعضُ الشُعراءِ في الطير ، فقال جَحْدَرٌ : ومِـمَّا زادَني ، فاهْتَجْتُ شَوْقاً ، * غِنَاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ .
      (* قوله « غناء » في بعض نسخ المحكم أيضاً بكاء .) تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ ، * على غُصْنَينِ مِن غَرَبٍ وبَانِ واسْتَعمَلَه بعضُهم في الإِبل والخيل ، فقال : تَنادَوْا بأَعْلى سُحْرةٍ ، وتَجاوَبَتْ * هَوادِرُ ، في حافاتِهِم ، وصَهِيلُ وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ : فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ ، فإِذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ ؛ الجَوابُ : صَوْتُ الجَوْبِ ، وهو انْقِضاضُ الطير .
      وقولُ ذي الرمة : كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ ، * إِذا تَجاوَبَ ، مِنْ بُرْدَيْهِ ، تَرْنِيمُ أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر .
      وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ : أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً .
      وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه : خَرَقَه .
      وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه .
      وجابَ الصخرةَ جَوْباً : نَقَبها .
      وفي التنزيل العزيز : وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ .
      قال الفرَّاءُ : جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً .
      ونحو ذلك ، قال الزجاجُ واعتبره بقوله : وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ .
      وجابَ يَجُوبُ جَوْباً : قَطَعَ وخَرَقَ .
      ورجُلٌ جَوَّابٌ : مُعْتادٌ لذلك ، إِذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها .
      ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه : جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد .
      أَراد : أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ ، يَصِفُه بالشَّجاعة .
      وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكْسِبُ المالَ .
      وجَوَّابٌ : اسم رجل من بني كلابٍ ؛ قال ابن السكيت : سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إِلا أَماهَها .
      وجابَ النعلَ جَوْباً : قَدَّها .
      والمِجْوَب : الذي يُجابُ به ، وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي يُقْطَعُ .
      وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها : قَطَعَها .
      وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً : قَطَعَها سَيْراً .
      وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه : قَطَعْتُه .
      وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إِذا قَطَعتها .
      وجَوَّابُ الفَلاةِ : دَلِيلُها لقَطْعِه إِيَّاها .
      والجَوْبُ : قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ ، يقال : جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ .
      قال الراجز : واجْتابَ قَيْظاً ، يَلْتَظِي التِظاؤُهُ وفي حديث أَبي بكر ، رضي اللّه عنه ، قال للأَنـْصارِ يَوْم السَّقِيفةِ : إِنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا ، فكُنَّا وسَطاً ، وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى .
      وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه .
      وانْجابَ عنه الظَّلامُ : انْشَقَّ .
      وانْجابَتِ الأَرضُ : انْخَرَقَتْ .
      والجَوائِبُ : الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ .
      تقول : هل جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ، حكاه ثعلب بالإِضافة .
      وقال الشاعر : يَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد .
      والجابةُ : المِدْرى من الظِّباءِ ، حين جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم وطَلَع .
      وقيل : هي الـمَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن ؛ فإِن كان على ذلك ، فليس لها اشتقاق .
      التهذيب عن أَبي عبيدة : جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ ، غير مهموز ، حين طَلَعَ قَرْنهُ . شمر : جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ ، فَطَلَعَ ، وهو غير مهموز .
      وجُبْتُ القَمِيصَ : قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه .
      وقال شَمر : جُبْتُه ، وجِبْتُه .
      قال الراجز : باتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ ، جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمام ؟

      ‏ قال : وليس من لفظ الجَيْبِ لأَنه من الواو والجَيْبُ من الياءِ .
      قال : وليس بفَيْعلٍ لأَنه لم يُلْفظ به على فَيْعَلٍ .
      وفي بعض نسخ الـمُصَنَّف : جِبْتُ القَمِيصَ ، بالكسر ، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه .
      وجَيَّبْتُه : عَمِلت له جَيْباً ، واجْتَبْتُ القَمِيصَ إِذا لَبِسْتَه .
      قال لبيد : فَبِتِلْكَ ، إِذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَى ، * واجْتابَ أَرْدِيةَ السَّرابِ إِكامُها قوله : فَبِتِلْكَ ، يعني بناقَتِه التي وصَفَ سَيْرَها ، والباءُ في بتلك متعلقة بقوله أَقْضي في البيت الذي بعده ، وهو : أَقْضِي اللُّبانةَ ، لا أَفَرِّطُ رِيبةً ، * أَو أَنْ يَلُومَ ، بِحاجةٍ ، لُوَّامُها واجْتابَ : احْتَفَر .
      قال لبيد : تَجْتابُ أَصْلاً قائماً ، مُتَنَبِّذاً ، * بُعُجُوبِ أَنْقاءٍ ، يَمِيلُ هَيامُها .
      (* قوله « قائماً » كذا في التهذيب والذي في التكملة وشرح الزوزني ، قالصاً .) يَصِف بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فيه من المطر في أَصْل أَرطاةٍ .
      ابن بزرج : جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه .
      التهذيب : واجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه .
      وأَنشد : تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنها ، فأَنْسَلَها ، * واجْتاب أُخْرَى جَديداً ، بَعْدَما ابْتَقَلا وفي الحديث : أَتاه قَومٌ مُجْتابي .
      (* قوله « قوم مجتابي » كذا في النهاية مضبوطاً هنا وفي مادة نمر .) النِّمارِ أَي لابِسِيها .
      يقال : اجْتَبْتُ القمِيصَ ، والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فيهما .
      قال : وكلُّ شيءٍ قُطِع وَسَطُه ، فهو مَجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ، ومنه سُمي جَيْبُ القَمِيصِ .
      وفي حديث عليّ ، كَرَّم اللّه وجهه : أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه ، وأَدْخَلْتُه في عُنُقي .
      وفي حديث خَيْفانَ : وأَما هذا الحَيُّ مِن أَنـْمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إِنهم جِيبُوا من أَبٍ واحد وقُطِعُوا منه .
      والجُوَبُ : الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلاً .
      والجَوْبة : فَجْوةُ ما بين البُيُوتِ .
      والجَوْبةُ : الحُفْرةُ .
      والجَوْبةُ : فَضاءٌ أَمـْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ .
      وقال أَبو حنيفة : الجَوْبةُ من الأَرضِ : الدارةُ ، وهي المكانُ الـمُنْجابُ الوطِيءُ من الأَرض ، القليلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط الـمُسْتَدير ، ولا يكون في رَمْلٍ ولا جَبَلٍ ، إِنما يكون في أَجلاد الأَرض ورِحابِها ، سمي جَوْبةً لانْجِيابِ الشجر عنها ، والجمع جَوْباتٌ ، وجُوَبٌ ، نادر .
      والجَوْبةُ : موضع يَنْجابُ في الحَرَّة ، والجمع جُوَبٌ .
      التهذيب : الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بين ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ يَسِيلُ منها ماءُ المطَر .
      وكل مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ .
      وفي حديث الاسْتِسْقاء : حتى صارت الـمَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ ؛ قال : هي الحُفْرةُ الـمُسْتَديرةُ الواسِعةُ ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بآفاق المدينةِ .
      والجَوْبةُ : الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال .
      وانْجابَتِ السَّحابةُ : انْكَشَفَتْ .
      وقول العَجَّاج : حتى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا ، * لَيْلاً ، كأَثْناءِ السُّدُوسِ ، غَيْهَب ؟

      ‏ قال : جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى .
      وفي الحديث : فانْجابَ السَّحابُ عن المدينةِ حتى صار كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعض وانْكَشَفَ عنها .
      والجَوْبُ : كالبَقِيرة .
      وقيل : الجَوْبُ : الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ .
      والجَوْبُ : الدَّلْو الضَّخْمةُ ، عن كراع .
      والجَوْبُ : التُّرْسُ ، والجمع أَجْوابٌ ، وهو المِجْوَبُ .
      قال لبيد : فأَجازَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ ، * وبكلِّ أَطْلَسَ ، جَوْبُه في الـمَنْكِبِ يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبهُ في مَنْكِبَيْه .
      وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ : وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها .
      ويقال للتُّرْسِ أَيضاً : جَوبةٌ .
      والجَوْبُ : الكانُونُ .
      قال أَبو نخلةَ : كالجَوْبِ أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ وجابانُ : اسمُ رجل ، أَلفُه منقلبة عن واو ، كأَنه جَوَبانُ ، فقلبت الواو قلباً لغير علة ، وإِنما قيل فيه إِنه فَعَلانُ ولم يقل إِنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر : عَشَّيْتُ جابانَ ، حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ، * وكادَ يَهْلِكُ ، لولا أَنه اطَّافا قُولا لجَابانَ : فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه ، * نَوْمُ الضُّحَى ، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ ، إِسْرافُ .
      (* قوله « إسراف » هو بالرفع في بعض نسخ المحكم وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً وعليها فلا اقواء .) فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال : فلان فيه جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ .
      قال ذو الرمة : جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ .
      وفي صفةِ نَهَرِ الجنة : حافَتاه الياقوتُ الـمُجَيَّبُ .
      وجاءَ في مَعالِم السُّنَن : الـمُجَيَّبُ أَو الـمُجَوَّبُ ، بالباءِ فيهما على الشك ، وأَصله : من جُبْتُ الشيءَ إِذا قَطَعْتَه ، وسنذكره أَيضاً في جيب .
      والجابَتانِ : موضِعانِ .
      قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي : لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ ، * بالجَابَتَيْنِ ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ وتَجُوبُ : قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ ، منهم ابن مُلْجَمٍ ، لَعَنَهُ اللّه .
      قال الكميت : أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ ، بَعْدَ ثلاثةٍ ، * قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ ، الذي جاءَ مِنْ مِصْرِ هذا قول الجوهري .
      قال ابن بري : البيت للوَليد بن عُقْبة ، وليس للكميت كما ذكر ، وصواب إِنشاده : قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ وإِنما غَلَّطه في ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ ، رضوانُ اللّه عليهم ، فظَنَّ أَنه في عليّ ، رضي اللّه عنه ، فقال التَّجُوبِيّ ، بالواو ، وإِنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، وأَبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما ، لأَن الوليد رَثَى بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان ، رضي اللّه عنه ، وقاتِلُه كِنانةُ بن بِشر التُّجِيبيّ ، وأَما قاتل عليّ ، رضي اللّه عنه ، فهو التَّجُوبِيُّ ؛ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه : أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ ، رحمه اللّه ، في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب الأَمثال هذا البيت الذي هو : أَلا إِنَّ خير الناس بعد ثلاثة لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان ، رضي اللّه عنه ، تَرثِيه ، وبعده : وما لِيَ لا أَبْكِي ، وتَبْكِي قَرابَتي ، * وقد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبي عَمْرِو "

    المعجم: لسان العرب

  13. أذن
    • " أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً : عَلِم .
      وفي التنزيل العزيز : فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله ؛ أَي كونوا على عِلْمٍ .
      وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به : أَعْلَمَه ، وقد قُرئ : فآذِنوا بحربٍ من الله ؛ معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله .
      ويقال : قد آذَنْتُه بكذا وكذا ، أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ، ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا .
      ويقال : أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً ، بكسر الهمزة وجزمِ الذال ، واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً .
      وأَذَّنْتُ : أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء .
      والأَذانُ : الإعْلامُ .
      وآذَنْتُكَ بالشيء : أَعْلمتُكه .
      وآذَنْتُه : أَعْلَمتُه .
      قال الله عز وجل : فقل آذَنْتُكم على سواءٍ ؛ قال الشاعر : آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً : عَلِمَ به .
      وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي : كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به .
      ويقال : أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ .
      وقوله عز وجل : وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ ؛ أَي إعْلامٌ .
      والأَذانُ : اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ ، وهو المصدر الحقيقي .
      وقوله عز وجل : وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم ؛ معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم ، وقوله عز وجل : وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله ؛ معناه بِعلْمِ الله ، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله ، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه .
      ويقال : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ، ويكون بإِذْنِه بأَمره .
      وقال قومٌ : الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ؛

      وأَنشدوا : طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ، ولم تكُنْ بها رِيبةٌ ، مما يُخافُ ، تَريب ؟

      ‏ قال ابن بري : الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ ، مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ ، قال : وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ ؛ قال ابن سيده : وبيت امرئ القيس : وإني أَذِينٌ ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ، بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا (* في رواية أخرى : وإني زعيمٌ ).
      أَذينٌ فيه : بمعنى مُؤْذِنٍ ، كما ، قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع .
      والأَذِين : الكفيل .
      وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال : أَذِينٌ أَي زَعيم .
      وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي .
      وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً : أَباحَهُ له .
      واسْتَأْذَنَه : طَلَب منه الإذْنَ .
      وأَذِنَ له عليه : أَخَذَ له منه الإذْنَ .
      يقال : ائْذَنْ لي على الأمير ؛ وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث : وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي ، إذا شئتُ ، قادِرُ وقول الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ ، فإني حَمْؤُها وجارُها .
      قال أَبو جعفر : أَراد لِتأْذَنْ ، وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم ، وقرئ : فبذلك فَلْتِفْرَحوا .
      والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وقال : تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً : اسْتَمَعَ ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ : إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي ، وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنو ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع .
      وفي الحديث : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن ؛ قال أَبو عبيد : يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به .
      يقال : أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ؛ قال عديّ : أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل : وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ ؛ أَي اسْتَمعَتْ .
      وأَذِنَ إليهِ أَذَناً : استمع إليه مُعْجباً ؛

      وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم : فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً ، أَذِنَّ إلى الحديثِ ، فهُنَّ صُورُ وقال عديّ : في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له ، وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : فلا وأَبيك خَيْر منْك ، إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ : اسْتَمع ومالَ .
      والأُذْنُ والأُذُنُ ، يخفَّف ويُثَقَّل : من الحواسّ أُنثى ، والذي حكاه سيبويه أُذْن ، بالضم ، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك ، وتصغيرها أُذَيْنة ، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر ، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً .
      ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ : مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له ؛ وصَفُو به كما ، قال : مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة .
      قال أَبو علي :، قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد .
      قال ابن بري : ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ، ولا يثنى ولا يجمع ، قال : وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما ، قالوا للمرأَة : ما أَنتِ إلا بُطَين .
      وفي التنزيل العزيز : ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ، ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويقول : إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ ، فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ .
      وقوله تعالى : أُذُنُ خيرٍ لكم ، أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ، ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به .
      وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم : هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه .
      ورجل أُذانِيّ وآذَنُ : عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما ، وكذلك هو من الإبلِ والغنم ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ .
      وفي حديث أَنس : أَنه ، قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابن الأَثير : قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ، ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ ، وقيل : إن هذا القول من جملة مَزْحه ، صلى الله عليه وسلم ، ولَطيف أَخلاقه كما ، قال للمرأَة عن زوجها : أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً ، فهو مأْذونٌ : أَصاب أُذُنَه ، على ما يَطَّرِد في الأَعضاء .
      وأَذَّنَه : كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ، ومن كلامهم : لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ ؛ الجابهُ : الواردُ ، وقيل : هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزةُ : السَّقْية من الماء ، يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك .
      وأُذِنَ : شكا أُذُنَه ؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ، ولذلك ، قال بعض المُحاجِين : ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ .
      وقال أَبو حنيفة : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه .
      وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه ، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه ، وكلُّه مؤنث .
      وأُذُنُ العَرفج والثُّمام : ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ ، وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ .
      وآذانُ الكيزانِ : عُراها ، واحدَتها أُذُنٌ .
      وأُذَيْنةُ : اسم رَجُلٍ ، ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية ، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو ، وقيل : أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن .
      وبنو أُذُنٍ : بطنٌ من هوازن .
      وأُذُن النَّعْل : ما أَطافَ منها بالقِبال .
      وأَذَّنْتُها : جعلتُ لها أُذُناً .
      وأَذَّنْتُ الصبيَّ : عرَكْتُ أُذُنَه .
      وأُذُنُ الحمارِ : نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر ، وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد ، وفيه حلاوة ؛ عن أَبي حنيفة .
      والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ : النّداءُ إلى الصلاة ، وهو الإعْلام بها وبوقتها .
      قال سيبويه : وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ ، فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ، ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ ، وآذَنْتُ أََعلمْت .
      وقوله عز وجل : وأَذِّنْ في الناس بالحجّ ؛ روي أَنَّ أَذان إبراهيم ، عليه السلام ، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى : أَيّها الناس ، أَجيبُوا الله ، يا عباد الله ، أَطيعوا الله ، يا عباد الله ، اتقوا الله ، فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض ، فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج ، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم ، عليه السلام .
      وروي أَن أَذانه بالحجّ كان : يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ .
      والأَذِينُ : المُؤذِّنُ ؛ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش : شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً ، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ : الطَّرْدُ .
      والمِئْذنةُ : موضعُ الأَذانِ للصلاة .
      وقال اللحياني : هي المنارةُ ، يعني الصَّومعةَ .
      أَبو زيد : يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة ؛ قال الشاعر : سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة : معروف ، والأَذِينُ مثله ؛ قال الراجز : حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً ، جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ ، فهل لكم ، يا خُزْرَ تَغْلِبَ ، من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً ، أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى ، بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً ، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت : هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً ، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري : والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً .
      قال : وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن ، قال : والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة ؛

      وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي : سَحْقاً ، وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ : اسمُ التأْذين ، كالعذاب اسم التّعذيب .
      قال ابن الأَثير : وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان ، وهو الإعلام بالشيء ؛ يقال منه : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً ، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة .
      والأَذانُ : الإقامةُ .
      ويقال : أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه ، قال : وهذا حرفٌ غريب ؛ قال ابن بري : شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق : وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي ، فَوْقَها ، بأَذان وفي الحديث : أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال ، عليه السلام : قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن ؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة ؛ التَّقْريسُ : التَّبْريدُ ، والشِّنان : القِرَبْ الخُلْقانُ .
      وفي الحديث : بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض .
      وأَذَّنَ الرجلَ : ردَّه ولم يَسْقِه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا ؛ قال ابن سيده : وهذا هو المعروف ، وقيل : أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ، وهو مذكور في موضعه .
      وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم .
      وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم ؛ قال : فقلتُ : تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً ، والاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل : وإذ تأَذَّنَ ربُّك ؛ قيل : تَأَذَّن تأَلَّى ، وقيل : تأَذَّنَ أَعْلَم ؛ هذا قول الزجاج .
      الليث : تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى ، كما يقال : أَيْقَن وتَيَقَّنَ .
      ويقال : تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم ، يكون في التهديد والنَّهيْ ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ .
      والمُؤْذِنُ : مثل الذاوي ، وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ .
      وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ ، فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ ؛ قال الراعي : وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب : والأذَنُ التِّبْنُ ، واحدته أَذَنةٌ .
      وقال ابن شُميل : يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة .
      والأََذَنَةُ : خوصةُ الثُّمامِ ، يقال : أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه .
      ابن شميل : أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته ، وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته ، وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها ، وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ، ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً .
      ابن سيده : وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى ، وقالوا : ذَنْ لا أَفعلَ ، فحذفوا همزة إذَنْ ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً ، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف ، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين ، فإنْ قلت : فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب : إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف ، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان ، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن .
      الجوهري : إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ ، إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير ؛

      وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ ، قال : وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ : ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه ، إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروب ؟

      ‏ قال الجوهري : إذا ، قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ ، قلتَ : إذَنْ أُكْرمَك ، وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ : أُكْرِمُكَ إذنْ ، فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل ، لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة ، وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا ، كما تقول زيدَا ، وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً ، كقولك : أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء ، وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ ، إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. عبد
    • " العبد : الإِنسان ، حرّاً كان أَو رقيقاً ، يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه مربوب لباريه ، جل وعز .
      وفي حديث عمر في الفداء : مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ ، كان من مذهب عمر ، رضي الله عنه ، فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه الإِسلام ، وهو عند من سباه ، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه يؤَدّيها إِلى من سباه ، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق ؛ وأَما قوله : وفي ابن الأَمة عَبْدان ، فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً ، ولكنه يُفْدَى بعبدين ، وإِلى هذا ذهب الثوري وابن راهويه ، وسائرُ الفقهاء على خلافه .
      والعَبْدُ : المملوك خلاف الحرّ ؛ قال سيبويه : هو في الأَصل صفة ، قالوا : رجل عَبْدٌ ، ولكنه استُعمل استعمال الأَسماء ، والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ ، وهو جَمْع عَزيزٌ ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف ؛

      وأَنشد الأَخفش : انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه ، أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ ومنه قرأَ بعضُهم : وعُبُدَ الطاغوتِ ؛ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ ، بالكسر ، مثل جِحْشانٍ .
      وفي حديث عليّ : هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم .
      وعُبْدانٌ ، بالضم : مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ .
      وعِبِدَّان ، مشدّدة الدال ، وأَعابِدُ جمع أَعْبُدٍ ؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً : لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ ، بالْعَلْياءِ ، تُذْكيها الأَعابِدْ

      ويقال : فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ ؛ وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل .
      والعِبِدَّى ، مقصور ، والعبدَّاءُ ، ممدود ، والمَعْبوداء ، بالمد ، والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع .
      وفي حديث أَبي هريرة : لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي ؛ هذا على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه ، فإِن المستحق لذلك الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ ، وجعل بعضهم العِباد لله ، وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين ، وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين وُلِدوا في المِلْك ، والأُنثى عَبْدة .
      قال الأَزهري : اجتمع العامة على تفرقة ما بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله ، وهو لاء عَبيدٌ مماليك .
      قال : ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله ، ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين .
      قال : وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه فلا يقال عَبَدَه .
      قال الليث : ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت ، ويقال للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله .
      والعابد : المُوَحِّدُ .
      قال الليث : العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه ، قال الأَزهري : هذا غلط ، يقال : هؤلاء عِبِدَّى الله أَي عباده .
      وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء : هؤلاء عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك ؛ العِبِدَّاءُ ، بالمد والقصر ، جمع العبد .
      وفي حديث عامر بن الطفيل : أَنه ، قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم : ما هذه العِبِدَّى حوْلَك يا محمد ؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة ، وكانوا يقولون اتَّبَعَه الأَرذلون .
      قال شمر : ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ ؛

      وأَنشد للفرزدق : وما كانت فُقَيْمٌ ، حيثُ كانت بِيَثْرِبَ ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعود ؟

      ‏ قال الأَزهري : ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ ، ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ .
      قال اللحياني : عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون ، المعنى ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم ، وقد علم الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به ، ولو كان خلقهم ليجبرهم على العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين ؛ قال الأَزهري : وهذا قول أَهل السنَّة والجماعة .
      والَعبْدَلُ : العبدُ ، ولامه زائدة .
      والتِّعْبِدَةُ : المُعْرِقُ في المِلْكِ ، والاسم من كل ذلك العُبودةُ والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد ؛ وحكى اللحياني : عَبُدَ عُبودَة وعُبودِية .
      الليث : وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه ؛ قال الأَزهري : والمعروف عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه ؛ قال : ولست أُنْكِرُ جواز ما ، قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا تَطَّرِدُ .
      وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه : صيَّره كالعَبْد ، وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده ؛ وقال الشاعر : حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي ، وقد كَثُرَت فيهمْ أَباعِرُ ، ما شاؤوا ، وعِبْدانُ ؟ وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده ؛ اتخذه عَبْداً ؛ عن اللحياني ؛ قال رؤبة : يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي أَراد : والتَّأْمِيَةِ .
      يقال : تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً مثل عَبَّدْتُه سواء .
      وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة .
      وفي الحديث : ثلاثة أَنا خَصْمُهم : رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ، وفي رواية : أَعبَدَ مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً ، وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه ، أَو يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً ، أَو يأْخذ حُرًّا فيدَّعيه عَبداً .
      وفي التنزيل : وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني إِسرائيل ؛ قال الأَزهري : وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر بالأَصح الأَوضح .
      قال الأَخفش في قوله تعالى : وتلك نعمة ، قال : يقال هذا استفهام كأَنه ، قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال : أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل ، فجعله بدلاً من النعمة ؛ قال أَبو العباس : وهذا غلط لا يجوز أَن يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ ، فيكون الاستفهام كالخبر ؛ وقد استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام ، استقبحوا قول امرئ القيس : تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر ؟

      ‏ قال بعضهم : هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام أَولى والنفي تام ؛ وقال أَكثرهم : الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس معه أَم لم يقله إِنسان .
      قال أَبو العباس : وقال الفراء : وتلك نعمة تمنها عليّ ، لأَنه ، قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه فقال : نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني ، فيكون موضع أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً ، من رفع ردّها على النعمة كأَنه ، قال وتلك نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني ، ومن خفض أَو نصب أَضمر اللام ؛ قال الأَزهري : والنصب أَحسن الوجوه ؛ المعنى : أَن فرعون لم ؟

      ‏ قال لموسى : أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين ، فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ فكان من جواب موسى له : تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني إِسرائيل ، ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ ، فإِنما صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك ؛ قال أَبو إِسحق : المفسرون أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة ، كأَنه ، قال : وأَيّ نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل ، واللفظ لفظ خبر ؛ قال : والمعنى يخرج على ما ، قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب ، كأَنه ، قال له : هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً .
      وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ : مُلِكَ هو وآباؤَه من قبلُ .
      والعِبادُ : قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا : نحن العِبادُ ، والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ ، نزلوا بالحِيرَة ، وقيل : هم العَباد ، بالفتح ، وقيل لِعَبادِيٍّ : أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ ؟ فقال : هذا ثم هذا .
      وذكره الجوهري : العَبادي ، بفتح العين ؛ قال ابن بري : هذا غلط بل مكسور العين ؛ كذا ، قال ابن دريد وغيره ؛ ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي ، بكسر العين ، وكذا وجد بخط الأَزهري .
      وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً : تأَلَّه له ؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ .
      والتَّعَبُّدُ : التَّنَسُّكُ .
      والعِبادَةُ : الطاعة .
      وقوله تعالى : قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ ؛ قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ ، قال الفراء : وهو معطوف على قوله عز وجل : وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير ومَن عَبَدَ الطاغوتَ ؛ وقال الزجاج : قوله : وعَبدَ الطاغوتَ ، نسق على مَن لعنه الله ؛ المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل ، قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له وأَغواه ؛ قال : والطاغوتُ هو الشيطان .
      وقال في قوله تعالى : إِياك نعبد ؛ أَي نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها ، وقيل : إِياك نُوَحِّد ، قال : ومعنى العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ ، ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان مذللاً بكثرة الوطءِ .
      وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة : وعَبُدَ الطاغوتِ ، قال الفراء : ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة حَذُرٍ وعَجُلٍ .
      وقال نصر الرازي : عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في العربية .
      قال الليث : وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه ؛ قال الأَزهري : غلط الليث في القراءة والتفسير ، ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ ، برفع الطاغوت ، إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه ؛ قال : والمعنى فيما يقال خَدَمُ الطاغوتِ ، قال : وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ ، فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ ؛ قال الأَزهري : وذكر الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد ، قال وهي : وعابدو الطاغوتِ جماعة ؛ قال : وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت ، وكان نَوْلُه أَن لا يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها ، والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل ، وهذا دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح ، لأَن الخليل كان أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأَمصار ، ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب ؛ قال ابن سيده : وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ ؛ قال الزجاج : هو جمع عَبيدٍ كرغيف ورُغُف ؛ وروي عن النخعي أَنه قرأَ : وعُبْدَ الطاغوتِ ، بإِسكان الباء وفتح الدال ، وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان : أَحدهما أَن يكون مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ ، وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع ، وذكر الفراء أَن أُبَيًّا وعبد الله قرآ : وعَبَدوا الطاغوتَ ؛ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ : وعُبَّادَ الطاغوتِ ، وبعضهم : وعابِدَ الطاغوتِ ؛ قال الأَزهري : وروي عن ابن عباس : وعُبِّدَ الطاغوتُ ، وروي عنه أَيضاً : وعُبَّدَ الطاغوتِ ، ومعناه عُبَّاد الطاغوتِ ؛ وقرئ : وعَبَدَ الطاغوتِ ، وقرئ : وعَبُدَ الطاغوتِ .
      قال الأَزهري : والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها قرأَ القرّاء المشهورون ، وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته أَوّلاً ؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر : أَبَنِي لُبَيْنَى ، لَسْتُ مُعْتَرِفاً ، لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ أَبَني لُبَيْنى ، إِنَّ أُمَّكُمُ أَمَةٌ ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة ، فقال عَبُدُ لأَن القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء .
      وقول الله تعالى : وقومهما لنا عابدون ؛ أَي دائنون .
      وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له .
      وقال ابن الأَنباري : فلان عابد وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره .
      وقوله عز وجل : اعبدوا ربكم ؛ أَي أَطيعوا ربكم .
      والمتعبد : المنفرد بالعبادة .
      والمُعَبَّد : المُكَرَّم المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد ؛ قال : تقولُ : أَلا تُمْسِكْ عليكَ ، فإِنَّني أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا ؟ سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ (* هكذا في الأصل .) مَنْ تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة ، وذلك مستثقل فسكن ، كقول جرير : سِيروا بَني العَمِّ ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم ونَهْرُ تِيرَى ، ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ والمُعَبَّد : المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول : تقولُ : أَلا تُبْقِي عليك ، فإِنَّني أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا ؟ أَي مُعَظَّماً مخدوماً .
      وبعيرٌ مُعَبَّدٌ : مُكَرَّم .
      والعَبَدُ : الجَرَبُ ، وقيل : الجربُ الذي لا ينفعه دواء ؛ وقد عَبِدَ عَبَداً .
      وبعير مُعَبَّد : أَصابه ذلك الجربُ ؛ عن كراع .
      وبعيرٌ مُعَبَّدٌ : مهنوء بالقَطِران ؛ قال طرفة : إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها ، وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّد ؟

      ‏ قال شمر : المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران ؛

      ويقال : المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن الإِبل لِيُهْنَأَ ، ويقال : هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ ؛ وقال ابن مقبل : وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً ، إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّح ؟

      ‏ قال : المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ .
      قال شمر : قيل للبعير إِذا هُنِئَ بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وغيره فلا يمتنع .
      وقال أَبو عدنان : سمعت الكلابيين يقولون : بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش .
      والمُعَبَّدُ : المذلل .
      والتعبد : التذلل ، ويقال : هو الذي يُترَك ولا يركب .
      والتعبيد : التذليل .
      وبعيرٌ مُعَبَّدٌ : مُذَلَّلٌ .
      وطريق مُعَبَّد : مسلوك مذلل ، وقيل : هو الذي تَكْثُرُ فيه المختلفة ؛ قال الأَزهري : والمعبَّد الطريق الموطوء في قوله : وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ وأَنشد شمر : وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ ، قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَد ؟

      ‏ قال : أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت : المعبَّد الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة : السفينة المُقَيَّرة ؛
      ، قال بشر في سفينة ركبها : مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ ، مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداح ؟

      ‏ قال أَبو عبيدة : المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار ؛ وقول بشر : تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها ، لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ الطَّرَقُ : اللِّينُ في اليَدَينِ .
      وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ .
      والتَّعْبِيدُ : الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك الاعْتِبادُ .
      وفي الحديث : ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ، والإِعبادُ مِثْلُه وكذلك التَّعَبُّد ؛ وقال : تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ ، وقد أُرَى ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ : غَضِب ؛ وعدّاه الفرزدق بغير حرف فقال : علام يَعْبَدُني قَوْمي ، وقد كَثُرَتْ فيهم أَباعِرُ ، ما شاؤوا ، وعُبِدانُ ؟ أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني ؛ وقيل : عَبِدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ وعابِدٌ : غَضِبَ وأَنِفَ ، والاسم العَبَدَةُ .
      والعَبَدُ : طول الغضب ؛ قال الفراء : عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي غَضِبَ .
      وقال الغَنَوِيُّ : العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ ؛ وقيل في قول الفرزدق : أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم ، وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ أَعبَدُ أَي آنَفُ ؛ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص : فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها ، وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا قيل : معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً .
      يقول : أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة .
      وفي التنزيل : قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين ، ويُقْرأُ : العَبِدينَ ؛ قال الليث : العَبَدُ ، بالتحريك ، الأَنَفُ والغَضَبُ والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف ، ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ ؛ وقال الأَزهري : هذه آية مشكلة وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي ، قال أَهل اللغة وأُخبر بأَصحها عندي ؛ أَما القول الذي ، قاله الليث في قراءَة العبدين ، فهو قول أَبي عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين ، ولو قرئَ مقصوراً كان ما ، قاله أَبو عبيدة محتملاً ، وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم نعبأْ به ، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية فقال : معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين ، يقول : فكما أَني لست أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد ؛ وقال السدي :، قال الله لمحمد : قل إِن كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده ؛ وقال الكلبي : إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما كان ، فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة ؛ قال الكسائي :، قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي الآنفين ، رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول ، وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون ، ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على الوحدانية مُخالَفَةً لكم .
      وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه ، وقيل له : أَنت أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ غَضَبَ أَنَفَةٍ ؛ عَبِدَ ، بالكسر ، يَعْبَدُ عَبَداً ، بالتحريك ، فهو عابِدٌ وعَبِدٌ ؛ وفي رواية أُخرى عن علي ، كرم الله وجهه ، أَنه ، قال : عَبِدْتُ فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ ؛ وقال ابن الأَنباري : ما كان للرحمن ولد ، والوقف على الولد ثم يبتدئ : فأَنا أَوّل العابدين له ، على أَنه ولد له والوقف على العابدين تامّ .
      قال الأَزهري : قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ من جميع ما ، قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى الفهم .
      روي عن مجاهد فيه أَنه يقول : إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون ؛ قال الأَزهري : وهذا واضح ، ومما يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل ، قال لنبيِّه : قل يا محمد للكفار إِن كان للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد ولم يولد ، وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد في دعواكم ، والله عز وجل واحد لا شريك له ، وهو معبودي الذي لا ولَدَ له ولا والِدَ ؛ قال الأَزهري : وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من ذوي المعرفة ؛ قال : وهو الذي لا يجوز عندي غيره .
      وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ ؛ قال جرير : يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني حِياضَ المَوْتِ ، واللُّجَجَ الغِمارا وأَعْبَدُوا به : اجتمعوا عليه يضربونه .
      وأُعْبِدَ بِفُلانٍ : ماتَتْ راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به ، وكذلك أُبْدِعَ به .
      وعَبَّدَ الرجلُ : أَسْرعَ .
      وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك ؛ حكاه ابن الأَعرابي .
      وعَبِدَ به : لَزِمَه فلم يُفارِقْه ؛ عنه أَيضاً .
      والعَبَدَةُ : البَقاءُ ؛ يقال : ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة ؛ عن اللحياني .
      والعَبَدَةُ : صَلاءَةُ الطيِّب .
      ابن الأَعرابي : العَبْدُ نَبات طَيِّبُ الرائحة ؛

      وأَنشد : حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ ، فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنان ؟

      ‏ قال : والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ ، وهو حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء .
      والعَبَدَةُ : الناقة الشديدة ؛ قال معن بن أَوس : تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً ، تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ ؛ وقال أَبو دُوادٍ الإِيادِيُّ : إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ ، لهَا عَبَدَه والدراهمُ العَبْدِيَّة : كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر وزناً .
      ويقال : عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما كان منه .
      والمِعْبَدُ : المِسْحاةُ .
      ابن الأَعرابي : المَعَابِدُ المَساحي والمُرورُ ؛ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي : إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ (* قوله « إذ يحرثنه إلخ » في شرح القاموس : وملك سليمان بن داود زلزلت * دريدان إذ يحرثنه بالمعابد ) وقال أَبو نصر : المَعَابِدُ العَبيدُ .
      وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ : الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله ، ولا يقع إِلا في جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ .
      الفراء : العباديدُ والشَّماطِيطُ لا يُفْرَد له واحدٌ ؛ وقال غيره : ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما في التَّفَرُّق والذهاب .
      الأَصمعيُّ : يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي مُتَفَرِّقِين ؛ وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين .
      ولا يقال أَقبلوا عَبادِيدَ .
      قالوا : والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ ؛ قال أَبو الحسن ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه .
      والعبادِيدُ : الآكامُ .
      والعَبادِيدُ : الأَطرافُ البعيدة ؛ قال الشماخ : والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم ، كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ وبَهْزٌ : حيٌّ من سُلَيمٍ .
      قال : هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء المتفَرِّقةُ .
      قال الأَصمعي : العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة .
      والتَّعْبيدُ : من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ ؛ وما عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه : ما لَبِثَ .
      ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ .
      والعَبْدُ : واد معروف في جبال طيء .
      وعَبُّودٌ : اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل : نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ ، وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال : انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني ، فندبته فمات على تلك الحال ؛ قال المفضل بن سلمة : كان عَبُّودٌ عَبْداً أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم ، ثم انصرف وبقي أُسبوعاً نائماً ، فضرب به المثل وقيل : نام نومةَ عَبُّودٍ .
      وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ ، تصغيرُ عَبْدانَ ، وعَبِدَةُ وعَبَدَةُ : أَسماءٌ .
      ومنه علقمةُ بن عَبَدَة ، بالتحريك ، فإِما أَن يكون من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ ، وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي صَلاءَةُ الطِّيبِ ، وعَبْدة بن الطَّبيب ، بالتسكين .
      قال سيبويه : النَّسب إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ ، وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول لأَنهم لو ، قالوا قيسي ، لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه ، وربم ؟

      ‏ قالوا عَبْقَسِيٌّ ؛ قال سويد بن أَبي كاهل : وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ ، فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَ ؟

      ‏ قال ابن بري : قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف وأَقام صفته مكانه .
      والعَبيدتانِ : عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو .
      وبنو عَبيدَة : حيٌّ ، النسب إِليه عُبَدِيٌّ ، وهو من نادر معدول النسب .
      والعُبَيْدُ ، مُصَغَّرٌ : اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ ؛ وقال : أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ؟ وعابِدٌ : موضع .
      وعَبُّودٌّ : موضع أَو جبلُ .
      وعُبَيْدانُ : موضع .
      وعُبَيْدانُ : ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ ؛ قال النابغة : فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني ، مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ وقيل : عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني سُوَيْدٍ وله خبر طويل ؛ قال الجوهري : وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى ؛ قال النابغة : لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا ، مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ يقول : نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ ؛ وقيل : عبيدان هنا الفلاة .
      وقال أَبو عمرو : عبيدان اسم وادي الحية ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده : المُحَلِّئِ باقِرَه ، بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من باقِرَه ، وأَوّل القصيدة : أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة ، فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ وقال :، قال ابن الكلبي : عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان آخر عاد ، فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد ، فلما أَدرك لقمان بن عاد واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا ، فكان لقمان يورد إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه الناس مثلاً .
      والمُنَدَّى : المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه الحَمْضُ ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى فيه ، ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها .
      والباقِرُ : جماعة البَقَر .
      والمُحَلِّئُ : المانع .
      الفرَّاء : يقال صُكَّ به في أُمِّ عُبَيْدٍ ، وهي الفلاةُ ، وهي الرقَّاصَةُ .
      قال : وقلت للعتابي : ما عُبَيْدٌ ؟ فقال : ابن الفلاة ؛ وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى : لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ، ولم يَقْطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ اسم بَيْطارٍ .
      وقوله عز وجل : فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي ؛ أَي في حِزْبي .
      والعُبَدِيُّ : منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ ، كما ، قالوا في النسبة إِلى بني الهُذَيْل هُذَلِيٌّ ، وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله : بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم ، ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْد ؟

      ‏ قال ابن بَرِّيٍّ : سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ ، ومعه أُسارى ، وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى ، ثم سار عمرو حتى نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن نزله ، فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله ، فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ ، فقال : والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ ، فأَرسل الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه ، ومضى شريح إِلى عمرو بن ثعلبة فقال : إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء ، فقال : خذ منهم مَنْ شِئتَ ، فقال : أَعطني هذا الأَعمى ، فقال : وما تصنع بهذا الزَّمِنِ ؟ خذ أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل ، فقال : ما أُريدُ إِلا هذا الأَعمى فإِني قد رحمته ، فوهبه له ، ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة ببيتين وهما هذا البيت « بنو الشهر الحرام » وبعده : ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ ، ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي ، فقال له شريح : ما إِلى ذلك سبيل ، فقال : إِنه هجاني ، فقال شُرَيْحٌ : لا يهجوك بعدها أَبداً ؛ فقال الأَعشى يمدح شريحاً : شُرَيْحُ ، لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ ، حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ ، أَظْفارِي يقول فيها : كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به في جَحْفَلٍ ، كَسَوادِ الليلِ ، جَرَّارِ بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ ، حِصْنٌ حَصِينٌ ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ ، فقال له : مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي فقال : ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما ، فاخْتَرْ ، وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم ، قال له : أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل : أَوفى مِنَ السَّمَوْأَل .
      وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل ، وهو في حصنه ، وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل : اختر إِمّا أَن تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس ، وإِمّا أَن أَقتل ولدك ؛ فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده .
      والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ : عبد الله بن قشير ، وهو الأَعور ، وهو ابن لُبَيْنى ، وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير ، وهو سَلَمَةُ الخير .
      والعَبيدَتانِ : عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر ، وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية .
      والعَبادِلَةُ : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبدالله بن عمرو بن العاص .
      طرد : الطَّرْدُ : الشَّلُّ ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً وطَرَّده ؛ قال : فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ عليَّ ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً : يعني دَواهِيَ ، وكذلك اطَّرَدَه ؛ قال طريح : أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب ، وأَصْبَحَتْ زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب والطَّرِيدُ : المَطْرُودُ من الناس ، وفي المحكم المَطْرُود ، والأُنثى طَريدٌ وطَريدة ؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ .
      وناقة طَريدٌ ، بغير هاء : طُرِدَتْ فَذُهِبَ بها كذلك ، وجمعها طَرائِدُ .
      ويقال : طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ ، ولا يقال فاطَّرَدَ .
      قال الجوهري : لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة .
      والطَّرْدُ : الإِبْعَادُ ، وكذلك الطَّرَدُ ، بالتحريك .
      والرجل مَطْرُودٌ وطَريدٌ .
      ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ .
      وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها ، وأَطْرَدْتُها أَي أَمرتُ بِطَرْدِها .
      وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده .
      قال ابن السكيت : أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً ، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك وقلتَ له : اذهب عنا .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَطْرَدْنا المُعْتَرفِينَ .
      يقال : أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه ، وحَقِيقَتُه أَنه صيَّره طريداً .
      وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته ، وطَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم .
      وفي حديث قيام الليل : هو قُرْبَةٌ إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ ، وهي مَفْعَلة من الطَّرْدِ .
      والطَّريدُ : الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول ؛ يقال : هو طريدُه .
      والليل والنهار طَريدان ، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه ؛ قال الشاعر : يُعيدانِ لي ما أَمضيا ، وهما معاً طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ : وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو ؛ قال أَبو النجم : فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ .
      وأَطْرَدَ الرجلَ : جعله طَريداً ونفاه .
      ابن شميل : أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن .
      وطَرَدْتُه : نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ .
      وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً : نَحَّتْه وأَرهَقَتْه .
      قال سيبويه : يقال طَرَدْتُه فذهب ، لا مضارع له من لفظه .
      والطريدة : ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره .
      طَرَّادٌ : واسع يَطَّرِدُ فيه السَّرابُ .
      ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ .
      وسَطْحُ طَرَّادٌ : مستو واسع ؛ ومنه قول العجاج : وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ ، غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ ، وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ ، وعْرٍ ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ ، والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قوله نُسامِيها أَي نُغالبها .
      بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد .
      يقال : وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه ؛ وخَرَج فلان يَطْرُد حمر الوحش .
      والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض ، وهو عَصْفُها وذَهابُها بِها .
      والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً ؛
      ، قال ذو الرمة : كأَنه ، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه ، أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج واطَّرَدَ الشيءُ : تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى .
      واطَّرَدَ الأَمرُ : استقامَ .
      واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً .
      واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع .
      واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه ؛ قال قيس بن الخطيم : أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة ؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر : سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ ، كَجَنْدَلِ لُبْنَ ، تَطّرِدُ الصِّلالا أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها ، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه .
      والماءُ الطَّرِدُ : الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه أَي تتتابع .
      وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ .
      ورَمْلٌ مُتَطارِد : يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه ؛ قال كثير عزة : ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ ، بعدَما جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ : سريعُ الجَرْيَة .
      والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري .
      وفي حديث الإِسراء : وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما يَفْتَعِلان .
      وأَمرٌ مُطَّردٌ : مستقيم على جهته .
      وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً .
      والمُطارَدَة في القتال : أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً .
      والفارس يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه ، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته ، وقد اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة .
      وفي الحديث : كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها ؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد .
      ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم : هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها .
      يقال : هم فرسان الطِّرادِ .
      والمِطْرَدُ : رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش ؛ وقال ابن سيده : المِطْرَد ، بالكسر ، رمح قصير يُطْرَد به ، وقيل : يُطْرَد به الوحش .
      والطِّرادُ : الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به .
      ابن سيده : والمِطْرَدُ من الرمح ما بين الجُبَّةِ والعالية .
      والطَّرِيدَةُ : ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه .
      وفي حديث مجاهد : إِذا كان عند اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ تكبيراً .
      الاضْطِرادُ : هو الطِّرادُ ، وهو افتِعالٌ ، من طِرادِ الخَيْل ، وهو عَدْوُها وتتابعها ، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً .
      والطَّريدة : قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها ؛ قال الشماخُ يصف قوساً : أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها ، كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الهيثم : الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم .
      وقال أَبو حنيفة : الطَّرِيدَة قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة ، سَعَتُها بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ .
      والطَّرِيدَةُ : الخِرْقَة الطويلة من الحرير .
      وفي حديث مُعاوية : أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ ؛ التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين .
      أَبو عمرو : الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة ، وإِن كانت طويلة ، فهي الطَّرِيدَة .
      ويقال للخِرْقَة التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ : المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة .
      وثَوْبٌ طَرائد ، عن اللحياني ، أَي خَلَقٌ .
      ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ : كاملٌ مُتَمَّم ؛ قال : إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا يَوْماً ، جَديداً كُلَّه ، مُطَرَّدا

      ويقال : مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ .
      ويومٌ مُطَرَّدٌ أَي طَرَّادٌ ؛ قال الجوهري : وقول الشاعر يصف الفرس : وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم ، إِذا جرى بَعْدَ الكَلالِ ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ يعني به الأَنْفَ .
      والطَّرَدُ : فِراخُ النحلِ ، والجمع طُرُود ؛ حكاه أَبو حنيفة .
      والطَّرِيدَةُ : أَصلُ العِذْق .
      والطَّرِيدُ : العُرْجُون .
      والطَّرِيدَةُ : بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي طَريقَة .
      والطَّرِيدَةُ : شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً .
      والطَّرِيدَة : الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها ؛ وفي الصحاح : وهو ما يُسْرَقُ من الإِبل .
      والطَّرِيدَة : الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ ؛ قال أَبو خراش : فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ ، وانْتَحَى طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ والطَّريدَةُ : لُعْبَةُ الصِّبْيانِ ، صِبْيانِ الأَعراب ، يقال لها المَاسَّةُ والمَسَّةُ ، وليست بِثَبَت ؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث : قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً ، فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه :، قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا .
      وفي الحديثِ : لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك .
      قال الإِطْرادُ أَن تقولَ : إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا ، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك كذا .
      قال ابن بُزُرج : يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه ، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ .
      ابن الأَعرابي : أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا التُّيوس في الغنم .
      قال الشافعي : وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم ، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه ، ويُنْسِخَه أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه ؛
      ، قال أَبو منصور : معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له : قد عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك ؛
      ، قال : وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين لصاحبه : إِن سبقْتني فلك عليّ كذا ، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا ، كأَنَّ الحاكم يقول له : إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم .
      وبنو طُرُودٍ : بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً .
      "

    المعجم: لسان العرب







ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: