رَجَعَ بنَفْسِه يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً كمَنزِلٍ ومَرْجِعَةً كمَنزِلَة . ومنه قَوْله تَعالى : " ثمّ إلى ربِّكُم مَرْجِعُكُم " شاذَّان ؛ لأنّ المصادرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ أي بفتحِ العَينِ في الماضي وكَسرِهما في المضارعِ إنّما تكونُ بالفَتْح كما في الصحاح وفي اللِّسان : قَوْله تَعالى : " إلى الله مَرْجِعُكُم جَميعاً " أي رُجوعُكم حكاه سيبويه فيما جاءَ من المصادرِ التي من فَعَلَ يَفْعِلُ على مَفْعِل بالكَسْر ولا يجوزُ أن يكون هنا اسمُ المكان ؛ لأنّه قد تعَدَّى بإلى وانتصبَ عنه الحالُ واسمُ المكانِ لا يَتَعَدَّى بحرفٍ ولا يَنْتَصِبُ عنه الحال . إلاّ أنّ جُملةَ البابِ في فَعَلَ يَفْعِلُ أن يكونَ المصدرُ على مَفْعَل بفتحِ العَين ورُجْعى ورُجْعاناً بضمِّهِما : انْصرفَ وفي التنزيل : " إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعى " أي الرُّجوع . رَجَعَ الشيءَ عن الشيءِ ورَجَعَ إليه وهذه عن ابنِ جِنِّي رَجْعَاً ومَرْجِعاً كَمَقْعَدٍ ومَنزِلٍ : صَرَفَه ورَدَّه كَأَرْجعَه وهذه لغةُ هُذَيْلٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ قال شَيْخُنا : وهي ضعيفةٌ رديئةٌ كما صرَّحَ به غيرُ واحدٍ فلا اعتِدادَ بإطلاقِ المُصَنِّف إيّاها كالمَشهور . قلت : أمّا كَوْنُها لغةَ هُذَيْل فقد صرَّحَ به غيرُ واحدٍ وأمّا كَوْنُها ضعيفةً رديئةً فلم أرَ أحداً من الأئمَّةِ صرَّحَ بذلك كيف وقد حكى أبو زَيْدٍ عن الضَّبِّيِّينَ أنهم قرأوا " أَفَلا يَرَوْنَ أنْ لا يُرْجِعُ إليهم قَوْلاً " وقولُه عزَّ وجَلَّ : " قالَ رَبِّ أَرْجِعون " . وقال الراغبُ في المفردات : الرُّجوع : العَودُ إلى ما كان منه البَدءُ أو تقديرُ البَدءِ مكاناً أو فِعلاً أو قَولاً وبذاتِه كان رُجوعُه أو بجُزءٍ من أجزائِه أو بفِعلٍ من أَفْعَاله فالرُّجوع : العَود والرَّجْع : الإعادة . قلتُ : أيّ رَجَعَ كان : لازِماً أو واقِعاً فمصدرُه لازِماً الرُّجوع ومصدرُه واقِعاً الرَّجْع يقال : رَجَعْتُه رَجْعَاً فَرَجَع رُجوعاً . قال شَيْخُنا : هذا هو المشهورُ المعروف سَماعاً وقياساً وزعمَ بعض أنّ الرَجْعَ يكونُ مَصْدَراً للاّزِمِ أيضاً . قلتُ : كما هو صَنيعُ صاحبِ المُحكَم فإنّه سَرَدَه في جُملة مصادرِ اللاّزم . قال الراغب : فمِنَ الرُّجوعِ قَوْله تَعالى : " لَئِنْ رَجَعْنا إلى المدينةِ " " فلمّا رَجَعوا إلى أبيهِم " " ولمّا رَجَعَ موسى إلى قَوْمِه " " وإنْ قيل لكم ارْجِعوا فارْجِعوا " ومن الرَّجْع قَوْله تَعالى : " فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إلى طائفةٍ " وقَوْله تَعالى : " ثمَّ إليه مَرْجِعُكُم " يَصِحُّ أن يكونَ من الرُّجوع ويصحُّ أن يكون من الرِّجْع . وقُرِئَ " واتَّقُوا يَوْمَاً ترْجعون فيه إلى الله " بفتحِ التاءِ وضمِّها وقولُه : " لعلَّهُم يَرْجِعون " أي عن الذَّنْب وقَوْله تَعالى : " وحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنّهم لا يَرْجِعون " أي حرَّمْنا عليهم أن يَتوبوا ويَرجِعوا عن الذَّنْب تَنْبِيهاً على أنّه لا تَوْبَةَ بعدَ المَوت كما قيل : " ارْجِعوا وراءَكُم فالْتَمِسوا نُوراً " وقَوْله تَعالى : " بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون " فمن الرُّجوع أو من رَجْعِ الجَواب وقَوْله تَعالى : " ثمّ توَلَّ عنهم فانْظُرْ ماذا يَرْجِعون " فمن رَجْعِ الجوابِ لا غير وكذا قولُه : " فناظِرَةٌ بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون " . قلتُ : ومن المُتَعَدِّي حديثُ السَّحُور : " فإنّه يُؤَذَّنُ بلَيلٍ ليَرْجِعَ قائِمُكُم ويوقِظَ نائِمَكم " والقائمُ : هو الذي يُصلّي صَلاةَ الليل ورُجوعُه : عَوْدُه إلى نَوْمِه أو قُعودُه عن صَلاتِه إذا سَمِعَ الأذان . قال ابنُ الفرَج : سَمعتُ بعضَ بني سُلَيم يقول : قد رجَعَ كلامي فيه ونَجَع بمعنى أَفادَ وهو مَجاز . رَجَعَ العَلَفُ في الدَّابَّةِ ونَجَعَ : إذا تبيَّنَ أَثرُه فيها وهو مَجاز . يُقال : أَرسَلْتُ إليكَ فما جاءَني رُجْعَى رِسالَتي كبُشْرَى أَي مَرجوعُها وهو مَجاز . فُلانٌ يؤْمِنُ بالرَّجْعَةِ بالفتح : أَي بالرُّجوع إلى الدُّنيا بعدَ المَوتِ كما في الصِّحاح قال صاحبُ اللسانِ : وهو مَذْهب قومٍ من العَرَبِ في الجاهِليَّةِ مَعروفٌ عندَهُم ومَذْهب طائفَةٍ من المُسلِمينَ من أُولي البِدَعِ والأَهواءِ يقولون : إنَّ المَيِّتَ يرجعُ إلى الدُّنيا ويكونُ حَيَّاً كما كان ومن جُملتِهمطائفةٌ من الرَّافضَةِ يقولون : إنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ كرَّم الله وجهَه مَسْتَتِرٌ في السَّحابِ فلا يَخرُجُ مع من خرَجَ من ولَدِه حتّى يُنادي مُنادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مع فُلانٍ . وفي حديث ابن عَبّاسٍ : " مَنْ كان له مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيتِ الله أَو تُجِبُ عليه فيه زَكاةٌ فلم يَفعل سأَل الرَّجْعَةَ عندَ المَوتِ " أَي سألَ أَنْ يُرَدَّ إلى الدُّنيا ليُحْسِنَ العملَ . يُقال : له على امْرأَتِه رِجْعَةٌ ورَجْعَةٌ بالكسْر والفتح وهو عَوْدُ المُطلِّق إلى مُطَلَّقَتِه ويقال أَيضاً طَلَّقَ فُلانٌ فلانَةَ طَلاقاً يَملِكُ فيه الرِّجْعَةَ والرَّجْعَةَ . قال الجَوْهَرِيُّ : والفتحُ أَفصَحُ . وقولُ شيخِنا : خِلافاً للأَزهريِّ في دَعوَى أَكْثَرِيَّة الكَسْر وكأَنَّ المُصَنِّفَ تبعَه فقدَّمَ الكَسْرَ مَحَلُّ تأَمُّلٍ فإنِّي تَصَفَّحْتُ التَّهذيبَ فما رأَيتُه ادَّعى أَنَّ الكسرَ أَكثَرُ ثمَّ قال : وخِلافاً لِمَكِّيٍّ تَبَعاً لابنِ دُريدٍ في إنكار الكَسرِ على الفُقهاءِ . قلتُ : وفي النِّهايَة : رَجْعَةُ الطَّلاقِ تُفْتَحُ راؤُهُ وتُكْسَرُ على المَرَّةِ والحالَةِ وهو ارتِجاعُ الزَّوْجَةِ المُطَلَّقَةِ غيرِ البائنِ إلى النِّكاحِ من غيرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ وذكَرَ الزّمخشريُّ أَيضاً فيه الكَسْرَ والفتحَ وهو مَجاز . الرِّجْعَةُ بالكَسر : حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ وقال خالدٌ : الرِّجْعَةُ : أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً . وقال بعضُهم : أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إناثاً وكذلكَ الرِّجْعَةُ في الصَّدَقَة إذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها فتلكَ التي أَخذَها رِجْعَةٌ لأَنَّه ارتجَعَها من التي وجَبَتْ له قاله أَبو عُبَيدٍ . يُقال : ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ بكسر الرَّاءِ ورَجِيعُ سَفَرٍ : قد رَجَعَ فيه مِراراً . وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ ورَجِيعُ سَفَرٍ . وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر إذا صرَفَ أَثمانَها فيما يَعودُ عليه بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ قال الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ : ٌ من الرَّافضَةِ يقولون : إنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ كرَّم الله وجهَه مَسْتَتِرٌ في السَّحابِ فلا يَخرُجُ مع من خرَجَ من ولَدِه حتّى يُنادي مُنادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مع فُلانٍ . وفي حديث ابن عَبّاسٍ : " مَنْ كان له مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيتِ الله أَو تُجِبُ عليه فيه زَكاةٌ فلم يَفعل سأَل الرَّجْعَةَ عندَ المَوتِ " أَي سألَ أَنْ يُرَدَّ إلى الدُّنيا ليُحْسِنَ العملَ . يُقال : له على امْرأَتِه رِجْعَةٌ ورَجْعَةٌ بالكسْر والفتح وهو عَوْدُ المُطلِّق إلى مُطَلَّقَتِه ويقال أَيضاً طَلَّقَ فُلانٌ فلانَةَ طَلاقاً يَملِكُ فيه الرِّجْعَةَ والرَّجْعَةَ . قال الجَوْهَرِيُّ : والفتحُ أَفصَحُ . وقولُ شيخِنا : خِلافاً للأَزهريِّ في دَعوَى أَكْثَرِيَّة الكَسْر وكأَنَّ المُصَنِّفَ تبعَه فقدَّمَ الكَسْرَ مَحَلُّ تأَمُّلٍ فإنِّي تَصَفَّحْتُ التَّهذيبَ فما رأَيتُه ادَّعى أَنَّ الكسرَ أَكثَرُ ثمَّ قال : وخِلافاً لِمَكِّيٍّ تَبَعاً لابنِ دُريدٍ في إنكار الكَسرِ على الفُقهاءِ . قلتُ : وفي النِّهايَة : رَجْعَةُ الطَّلاقِ تُفْتَحُ راؤُهُ وتُكْسَرُ على المَرَّةِ والحالَةِ وهو ارتِجاعُ الزَّوْجَةِ المُطَلَّقَةِ غيرِ البائنِ إلى النِّكاحِ من غيرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ وذكَرَ الزّمخشريُّ أَيضاً فيه الكَسْرَ والفتحَ وهو مَجاز . الرِّجْعَةُ بالكَسر : حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ وقال خالدٌ : الرِّجْعَةُ : أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً . وقال بعضُهم : أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إناثاً وكذلكَ الرِّجْعَةُ في الصَّدَقَة إذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها فتلكَ التي أَخذَها رِجْعَةٌ لأَنَّه ارتجَعَها من التي وجَبَتْ له قاله أَبو عُبَيدٍ . يُقال : ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ بكسر الرَّاءِ ورَجِيعُ سَفَرٍ : قد رَجَعَ فيه مِراراً . وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ ورَجِيعُ سَفَرٍ . وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر إذا صرَفَ أَثمانَها فيما يَعودُ عليه بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ قال الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ :جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على ال ... أَوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ قال : وإن رَدَّ أَثمانَها إلى منزِلِه من غيرِ أَنْ يَشتَرِيَ بها سِنّاً فليستْ برِجْعَةٍ . وقال اللِّحيانيُّ : ارْتَجَعَ فلانٌ مالاً وهو أَن يبيعَ إبلَهُ المُسِنَّةَ والصِّغارَ ثمَّ يشترِيَ الفَتِيَّةَ والبِكارَ وقيل : هو أَن يبيعَ الذُّكورَ ويشتريَ الإناثَ وعَمَّ مَرَّةً به فقال : هو أَن يبيعَ الشيءَ ثمَّ يشترِيَ مكانَه ما يُخَيَّلُ إليه أَنَّه أَفتى وأَصْلَحَ . قال الرَّاغِبُ : واعْتُبِرَ فيه معنى الرَّجْعِ تَقديراً وإنْ لم يَحصُلْ فيه ذلكَ عَيناً . وجاءَ فلانٌ برِجْعَةٍ حَسَنَةٍ أَي بشيءٍ صالحٍ اشتراهُ مكانَ شيءٍ طالِح أَو مكان شيءٍ قد كانَ دُونَه . والمَرْجُوعُ والمَرْجُوعَةُ بهاءٍ والرَّجْعُ والرَّجُوعَةُ بفتحِهما والرُّجْعَةُ والرُّجْعانُ والرُّجْعَى بضمهنَّ : جَوابُ الرِّسالَةِ يُقال : ما كانَ من مَرْجُوعَةِ فُلانٍ ومَرْجوعِ فلانٍ عليك أَي من مَردودِه وجَوابِه . قال حسَّان رضي الله عنه يَذْكُرُ رُسومَ الدِّيارِ :
سأَلْتُها عن ذاكَ فاسْتَعْجَمَتْ ... لمْ تَدْرِ ما مَرْجُوعَةُ السّائلِ ويُقال : رَجَعَ إلىَّ الجَوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعانً ويقولونَ : هل جاءَ رُجْعَةُ كِتابِك ورُجعانُه أَي جَوابُهُ ويجوزُ رَجْعُه بالفتح وكُلُّ ذلكَ مَجازٌ . والرَّاجِعُ : المَرْأَةُ يَموتُ زَوجُها وتَرْجِعُ إلى أَهلِها وأَمّا المُطَلَّقَةُ فهي المَرْدودَة كما في الصِّحاح والعُباب كالمُراجِعِ . قال الأَزْهَرِيّ : المُراجِعُ من النِّساءِ : التي يَموتُ زَوجُها أَو يُطَلِّقُها فتَرْجِعُ إلى أَهلِها ويقال لها أَيضاً راجِعٌ . الرَّواجِعُ من النُّوقِ والأُتُنِ يُقال : ناقَةٌ راجِعٌ وأَتانٌ راجعٌ وهي التي تَشولُ بذَنبِها وتَجمَعُ قُطْرَيْها وتُوزِعُ بَوْلَها وفي الصِّحاحِ بِبَوْلِها فيُظَنُّ أَنَّ بها حَمْلاً ثُمَّ تُخلِفُ وقد رجعَتْ تَرجِعُ رِجاعاً بالكسر وُجِدَ في بعض نُسَخِ الصِّحاح . رُجوعاً وهي راجِعٌ : لَقِحَتْ ثمَّ أَخلَفَتْ لأَنَّها رجعَتْ عَمَّا رُجِيَ منها ونُوقٌ رَواجِعُ . وقال الأَصمعيُّ : إذا ضُرِبَتِ النَّاقَةُ مِراراً فلم تَلْقَحْ فهيَ مُمارِنٌ فإنْ ظَهَرَ لهم أَنَّها قد لَقِحَتْ ثمَّ لمْ يكن بها حَمْلٌ فهي راجِعٌ ومُخْلِفَةٌ وقال القُطامِيُّ يصفُ نَجيبَةً :
ومِنْ عَيرانَةٍ عَقَدَتْ عليها ... لَقاحاً ثُمَّ ما كَسَرَتْ رِجاعا
لأوّلِ قَرْعَةٍ سَبَقَتْ إليها ... من الذَّوْدِ المَرابيعِ الضِّباعَىأَرادَ أَنَّ النّاقةَ عقدَتْ عليها لَقاحاً ثمَّ رَمَتْ بماءِ الفَحْلِ وكسرَتْ ذَنبَها بعدَ ما شالَتْ به . الرِّجاعُ ككِتابٍ : الخِطامُ أَو ما وقعَ منهُ على أَنْفِ البَعيرِ . يُقال : رجَعَ فلانٌ على أَنْفِ بَعيرِه إذا انْفَسَخَ خَطْمُه فرَدَّه عليه ثمَّ يُسَمَّى الخِطامُ رِجاعاً قاله ابنُ دُريد ج : أَرْجِعَةٌ ورُجْعٌ كجِرابٍ وأَجْرِبَةٍ وكِتابٍ وكُتْبٍ . الرِّجاعُ : رُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها كما في الصِّحاحِ زادَ الرَّاغِبُ : يَختَصُّ به . وفي اللسان رَجَعَت الطَّيْرُ القَواطِعُ رَجْعاً ورِجاعاً ولها قِطاعٌ ورِجاعٌ . من المَجازِ قولُه تعالى : " والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ " أَي ذاتِ المَطَرِ بعدَ المطَرِ سُمِّيَ به لأَنَّه يَرجِع مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وقيل : لأَنَّه يتكَرَّر كلَّ سنةٍ ويَرْجِعُ قال ثعلَبٌ : تَرْجِعُ بالمَطَرِ سنةً بعدَ سنةٍ وقال اللِّحيانِيُّ : لأنها تَرجِعُ بالغَيْثِ فلم يَذكر سنةً بعد سنة . وقال الفرَّاءُ : تَبتَدِئُ بالمَطَرِ ثمَّ تَرجِعُ به كلَّ عام . قيل : ذاتُ الرَّجْع أَي ذاتُ النَّفْع يُقال : ليس لي من فُلانٍ رَجْعٌ أَي نَفعٌ وفائدةٌ وتَقولُ : ما هو إلاّ سَجْعٌ ليس تحتَه رَجْعٌ . الرَّجْعُ : نَباتُ الرَّبيعِ كالرَّجيعِ . رَجْعٌ : اسْمٌ . قال الكِسائيُّ في قولِه تعالى : " والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ " أَرادَ بالرَّجْع مَمْسَك الماءِ ومَحبِسَه والجَمْعُ رُجْعانٌ قال غيرُه : الرَّجْعُ : الغَديرُ . قال الرَّاغِب : إمّا تَسمِيَةً بالمَطَرِ الذي فيه وإمّا لتَراجُعِ أَمواجِه وتَرَدُّدِه في مكانِه كالرَّجيع والرَّاجِعَةِ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ يصفُ السَّيْفَ :
أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إذا ... ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي قال الليثُ : الرَّجْعُ : ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ كذا نصّ العُبابِ . وقال أَبو حنيفَةَ : الرَّجْعُ : ما ارْتَدَّ فيه السَّيْلُ ثمَّ نفَذَ ج : رِجاعٌ بالكسْرِ ورُجْعانٌ بالضَّمِّ ورِجْعانٌ بالكَسرِ وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
وعارَضَ أَطرافَ الصَّبا وكأَنَّه ... رِجاعُ غَديرٍ هَزَّهُ الرِّيحُ رائِعُ وقال غيرُه : الرِّجاعُ : جَمْعٌ ولكنَّه نعَتَه بالواحِدِ الذي هو رائعٌ لأَنَّه على لفظِ الواحِد وإنَّما قال : رِجاعُ غَديرٍ ليفصلَه من الرّجاع الذي هو غير الغدير إذ الرِّجاع من الأَسماء المُشترَكَةِ وقد يكون الرِّجاعُ الغديرَ الواحدَ كما قالوا فيه : إخَاذٌ وأَضافَه إلى نفسِه ليُبَيِّنَه أَيضاً بذلك : لأَن الرِّجاع واحِداً كان أَو جَمْعاً من الأَسماء المُشترَكَةِ . الرَّجْعُ : الماءُ عامَّةً وقال أَبو عُبيدةَ : الرَّجْعُ في كلام العرَبِ الماءُ وأَنشدَ قولَ المُتَنَخِّل :
أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إذا ... ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي الرَّجْعُ : الرَّوْثُ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عن حالِه التي كان عليها وهذا رَجْعُ السَّبُعِ أَي نَجوُه وهو مَجاز . قال الليثُ : الرَّجْعُ من الأَرضِ ما امْتَدَّ فيه السيلُُ بمَنزِلَةِ الحَجْرِ قال غيرُه : الرَّجْعُ : فوقَ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَن يَجتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَنْ يَجْتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ ج : رُجْعانٌ بالضَّمِّ بمنزلَةِ الحُجْرانِ وقد كرَّرَ المُصنِّفُ هنا قول الليثِ مرَّتينِ وهما واحِدٌ فلْيُتَنَبَّه لذلكَ . الرَّجْعُ من الكَتِفِ : أَسفلُها كالمَرْجِعِ كمَنْزِلٍ وهو ما يلي الإبْطَ منها من جِهَة مَنْبِضِ القَلْبِ قال رُؤْبَةُ :
" ونَطْعَنُ الأَعناقَ والمَراجِعا ويُقالُ : طعَنَه في مَرجِع كتِفَيْه وكَواهُ عندَ رَجْعِ كتِفِه ومَرجِع مِرْفَقِهِ وهو مَجاز . الرَّجْعُ : خَطْوُ الدَّابَّةِ أَو رَدُّها يدَيها في السَّيْرِ وهو مَجاز قال أَبو ذؤَيْبٍ يصفُ رَجلاً جريئاً :
يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّهُ ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ الرَّجْعُ : خَطُّ الوَاشِمَةِ قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُهاكالتَّرجِيعِ فيهما . يُقال : رَجَعَت الدَّابَّةُ يدَيْها في السَّيْر . ورَجَّعَ النَّقْشَ والوَشْمَ : رَدَّدَ خُطوطَهُما وتَرجِيعُها : أَن يُعادَ عليها السَّوادُ مَرَّةً بعدَ أُخرى قال الشاعر :
كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيَّةِ ... يَمانيَّةِ الأَصدافِ باقٍ نَؤُورُها قال الليث : الرَّجيعُ من الكلامِ : المَردودُ إلى صاحبِه زادَ الرَّاغِبُ : أَو المُكَرَّرُ . وفي الأَساس : إيّاكَ والرَّجيعَ من القولِ . وهو المُعادُ وهو مَجازٌ . وقال غيرُه : رَجيعُ القَوْلِ : المُكَرَّرُ . منَ المَجاز : الرَّجيعُ : الرَّوْثُ وذُو البَطْنِ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عن حالتِه التي كان عليها وقد أَرْجَعَ الرَّجُلُ وهذا رَجيعُ السَّبَعِ ورَجْعُه أَي نَجْوُه . وفي الحديث : " نُهِيَ أَنْ يُسْتَنْجَى بعَظْمٍ أَو رَجِيعٍ " الرَّجيعُ : يكونُ الرَوْثَ والعَذِرَةَ جَميعاً وإنَّما سُمِّيَ رَجيعاً لأَنَّه رَجَعَ عن حالِه الأَوَّل بعدَ أَنْ كانَ طَعاماً أَو علَفاً أَو غيرَ ذلك . وأَرْجَعَ من الرَّجيع إذا أَنْجَى . وقال الرَّاغِبُ : الرَّجيعُ : كِنايَةٌ عن ذي البَطْنِ للإنسانِ وللدَّابَّةِ وهو من الرُّجوعِ ويكونُ بمعنى الفاعِل أَو من الرَّجْعِ ويكونُ بمعنى المَفعول . الرَّجيع : الجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإبلُ ونَحوُها لِرَجْعِهِ لها إلى الأَكْلِ وهو مَجازٌ قال الأَعشَى :
وفلاةٍ كَأَنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ ... ليسَ إلاّ الرَّجيعَ فيها عَلاقُ يقول : لا تجدُ الإبلُ فيها عُلَقاً إلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتِها . وكُلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قولٍ أَو فعلٍ فهو رَجيعٌ لأَنَّ معناهُ مَرْجوع أَي مَردُود ومنه قيل للدَّابَّةِ التي تَرَدِّدُها في السَّفَرِ البَعير وغيره : هو رَجيعُ سَفَرٍ وهو الكالُّ من السَّفَرِ . وهي رَجيعَةٌ بهاءٍ قال ذو الرُّمَّة يصف ناقةً :
رَجيعَةُ أَسْفارٍ كَأَنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذِّراعَيْنِ مُطْرِقُ الرَّجِيعُ من الدَّوابِّ : المَهْزولُ وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ . الرَّجيعُ من الدَّوابِّ : ما رَجَعْتَهُ من سَفَرٍ إلى سَفَرٍ وهو الكالُّ كما في الصِّحاحِ وهو بعَيْنِه القولُ الأَوَّلُ ج : رُجُعٌ بضَمَّتينِ والذي في الصِّحاحِ : جَمْعُ الرَّجيعِ والرَّجيعَةِ : الرَّجائِع . قال ابنُ دُريدٍ : الرَّجيعُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ المُطَرَّى . قال أَيضاً : الرَّجيعُ : ماءٌ لِهُذَيْلٍ قاله أَبو سعيد : على سَبعَةِ أَمْيالٍ من الهَدَّةِ والهَدَّةُ على سَبعَةِ أَميالٍ من عُسْفانَ وبه غُدِرَ بمَرْثَدِ بنِ أَبي مَرْثَدٍ كَنّازِ بنِ الحُصَيْنِ بنِ يَرْبُوع الغَنَوِيّ رضي الله عنه شَهِدَ هو وأَبوهُ بَدْراً وكان أَبوه حَليفَ حَمْزَةَ وسَرِيَّتِه لمّا بعثَها رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم معَ رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ وكانت هذه السَّرِيَّةُ في السنة الخامِسَة من الهِجْرَةِ في صفَر في عَشَرَةٍ أَو سِتَّة على الخِلاف لمّا سأَلَه عَضَلٌ والقارَةُ أَنْ يُرْسِلَ معهم مَنْ يُعَلِّمَهُم شرائعَ الإسلام فأَرسلَ مَرْثَداً وعاصِمَ بنَ ثابت وخُبَيْبَ بن عَدِيٍّ وزيدَ بن الدَّثِنة وخالد بن البُكَيْرِ وعَبْد الله بن طارق وأَخاهُ لأُمِّه مُعَتِّبَ بنَ عُبَيْدٍ فغدَروا بهم فقتلوهم إلاّ خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ وزَيدَ بن الدّثِنَة فأَسروهُما وباعوهما في مَكَّةَ فقتلوهُما وصَلَّى خُبَيْبٌ قبل أَنْ يَقتلوه رَكعتينِ فهوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ ذلكَ كذا في مختصَرِ السِّيرَةِ للشَّمْسِ البِرْماوِيِّ قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ :
وإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجيعِ ووِلْدَةٌ ... ويَصْبِحَ قَومِي دونَ دارِهُمُ مِصْرُ وقال حسَّان رضي الله عنه يَرثِيهِم :
صَلَّى الإلَهُ على الّذينَ تَتابَعوا ... يَوْمَ الرَّجيعِ فأُكْرِمُوا وأُثيبوا وقال أَبو ذُؤَيْبٍ :
رَأَيْتُ وأَهلي بَوادِي الرَّجِي ... عِ في أَرْضِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا الرَّجيعُ : العَرَقُ لأَنَّه كان ماءً فرَجَعَ عرَقاً قال لَبيدٌ رضي الله عنه يصف الإبِلَ :كَساهُنَّ الهَوَاجِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... رَجيعاً في المَغابِنِ كالعَصِيمِ شبَّه العرَقَ الأَصْفَرَ بعَصيمِ الحِنَّاءِ . الرَّجيعُ : الحَبْلُ الذي نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ ثانِيَةً وفي المُفرَداتِ : حَبْلٌ رَجِيعٌ : أُعِيدَ بعدَ نَقْضِهِ زادَ في اللسان : وقيل : كُلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجيعٌ . وكُلُّ طَعامٍ بَرَدَ ثُمَّ أُعيدَ إلى النّار فهو رَجيعٌ . الرَّجيعُ : فَأْسُ اللِّجامِ . الرَّجيعُ : البَخيلُ كِلاهُما عن ابنِ عَبّادٍ . الرَّجِيعَةُ : ماءٌ لِبَني أَسَدٍ كما في العُبابِ . ومَرْجَعَةٌ كمَرْحَلَةٍ : عَلَمٌ من الأَعلامِ . وأَرْجَعَ الرَّجُلُ إذا أَهْوى بيَدِهِ إلى خَلْفِه لِيَتناوَلَ شيئاً نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ صائداً :
فبَدا لهُ أَقْرابُ هذا رائغاً ... عَجِلاً فعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرْجِعُ أَي أَقرابُ الفَحْلِ . وقال اللِّحْيانِيُّ : أَرْجَعَ الرَّجُل يديهِ إذا رَدَّهما إلى خَلْفِه ليتناوَلَ شيئاً وخَصَّه بعضُهم فقال : أَرْجَعَ يدَه إلى سيفِه ليَسْتَلَّه أَو إلى كِنانَتِه لِيَأْخُذَ سَهماً أَهوى بها إليه . أَرْجَعَ فُلانٌ : رَمى بالرَّجيعِ كأَنْجَى من النَّجْوِ . منَ المَجاز : أَرْجَعَ في المُصيبَةِ : قال : " إنّا لِلَّه وإنّا إليهِ راجِعُونَ " قال جَريرٌ :
وأَرْجَعْتُ من عِرفانِ دارٍ كأَنَّها ... بقيَةُ وَشْمٍ في مُتونِ الأَشاجِعِ كرَجَّعَ تَرْجيعاً واسْتَرْجَعَ نقلَهما الزَّمخشريُّ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على الأَخيرِ . ويُروَى قول جَرير : ورَجَّعْتَ . وفي حديث ابنِ عبّاسِ أَنَّه حينَ نُعِيَ له قُثَمُ اسْتَرْجَعَ . يُقال : أَرْجَعَ اللهُ تعالى بيعَتَه كما يُقال : أَرْبَحَها . نقله الجَوْهَرِيُّ . قال الكِسائيُّ : أَرْجَعَت الإبِلُ إذا هُزِلَتْ ثمَّ سَمِنَت كذا نَصُّ الصِّحاحِ والعُبابِ وفي التَّهذيب : قال الكِسائيُّ : إذا هُزِلَت النّاقَةُ قيل : أَرْجَعَت . وأَرْجَعَتِ النّاقَةُ فهِي مُرْجِعٌ : حَسُنَتْ بعدَ الهُزال . يُقال : جعلَها اللهُ سَفرَة مُرْجِعَة كمُحْسِنَة إذا كان لها ثوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَة . وهو مَجازٌ . يُقال : الشَّيْخُ يَمْرَضُ يَومَيْنِِ فلا يَرجِعُ شَهْراً أَي لا يَثوبُ إليه جسمُه وقوَّته شَهْراً . منَ المَجاز : التَّرجِيعُ في الأَذانِ : هو تَكريرُ الشَّهادَتيْنِ جَهْراً بعدّ إخفائهما . هكذا فَسَّره الصَّاغانِيُّ . التَّرْجيعُ أَيضاً : تَرديدُ الصَّوْتِ في الحَلْقِ في قراءَةٍ أًو غِناءٍ أَو زَمْرٍ أَو غير ذلك مما يُتَرَنَّم به وقيل : التَّرْجِيع : هو تَقارُبُ ضُروبِ الحَرَكات في الصَّوْت . وقد حَكَى عَبْد الله بنُ مُغَفَّلٍ تَرجيعَه بمَدِّ الصَّوْت في القراءَةِ نَحو : آ آ آ . من المَجازِ : اسْتَرْجَعَ منهُ الشيءَ إذا أَخَذَ منه ما دفعَه إليه ويقال : اسْتَرْجَعَ الهِبَةَ وارْتَجَعَها إذا ارْتَدَّها . وراجَعَهُ الكلامَ مُراجَعَةً ورِجاعاً : حاوَرَه إيّاه . وقيل : عَاوَدَهُ . راجَعَت النّاقةُ رِجاعاً إذا كانت في ضَرْبٍ من السَّير . فرَجَعَتْ من سَيْرٍ إلى سَيْرٍ سِواه قال البَعيثُ يصِفُ ناقتَه :
وطُولُ ارتماءِ البيدِ بالبيدِ تعْتَلِي ... بها ناقَتي تَخْتَبُّ ثمَّ تُراجِعُوممّا يُستدركُ عليه : الرَّجْعَةُ : المَرَّةُ من الرُّجوعِ . والرَّجْعَةُ : عَوْدُ طائِفَةٍ من الغُزاةِ إلى الغَزْوِ بعدَ قُفُولِهم . وقولُه تعالى : " إنَّهُ على رَجْعِهِ لَقادِرٌ " قيل : على رَجْعِ الماءِ إلى الإحْلِيلِ وقيل : إلى الصُّلْبِ وقيل : إلى صُلْبِ الرَّجُلِ وتَريبَةِ المَرأَةِ . وقيل : على إعادَتِه حَيّاً بعدَ موتِه وبِلاهُ وقيل : على بَعْثِ الإنسانِ يومَ القِيامَةِ . والله سبحانَه وتعالى أَعلمُ بما أَرادَ . ويُقال : أَرْجَعَ اللهُ همَّهُ سُروراً أَي أَبْدَلَ هَمَّه سُروراً . وحَكَى سيبويه : رَجَعَه وأَرْجَعَهُ ناقَتَه : باعها منه ثمَّ أَعطاهُ إيّاها لِيَرْجِعَ عليها . وهذه عن اللِّحيانيِّ وهذا كما تقولُ أَسْقَيْتُكَ إهاباً . وتَفَرَّقوا في أَوَّل النَّهار ثمَّ تَراجَعوا مع اللَّيْل أَي رَجَعَ كُلٌّ إلى مَحَلِّه . وتَرَجع في صَدْري كذا : أَي تَرَدَّد وهو مَجازٌ . ورَجَّعَ البعير في شِقْشِقَتِه : هَدَرَ . ورَجَّعَتِ النَّاقةُ في حَنينِها : قطَّعَتْه . ورَجَّعَ الحَمامُ في غِنائه واسْتَرْجَعَ كذلك . ورَجَّعَتِ القَوْسُ : صَوَّتَت عن أَبي حنيفةَ . ورَجَّعَ الكِتابَةَ : أَعادَ عليها مَرَّةً أُخرى . والمَرْجُوعُ : الّذي أُعيدَ سَوادُهُ والجَمْعُ المَراجِيعُ قال زُهَيْرٌ :
" مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ ورَجَعَ إليه : كَرَّ ورَجَعَ عليه . ويُقالُ : خالَفني ثمَّ رجَعَ إلى قَولي وصَرَمَني ثمَّ رَجَعَ يُكَلِّمُني . وما رُجِعَ إليه في خَطْبٍ إلاّ كفى . وكُلٌّ من الثَّلاثَةِ مَجاز . وارْتَجعَ كَرَجَعَ . وارْتَجعَ على الغَريم والمُتَّهَم : طالَبَه . وارْتَجعَ إليَّ الأمرَ : ردَّه إليَّ . أنشدَ ثعلبٌ :
أَمُرْتَجِعٌ لي مِثلَ أيّامِ حَمَّةٍ ... وأيّامِ ذي قارٍ علَيَّ الرَّواجِعُ ؟ وارْتَجعَ المرأةَ : راجَعَها . وارْتَجعَتْ المرأةُ جِلْبابَها : إذا رَدَّتْه على وَجْهِها وتَجَلَّلَتْ به . والرُّجْعى والمَرْجَعانيُّ من الدّوابِّ : نِضْوُ سفَرٍ الأخيرةُ عامِيّة . وقال ابن السِّكِّيت : الرَّجيعَة : بعيرٌ ارْتَجعْتَه أي اشتَريْتَه من أجلابِ الناس ليس من البلدِ الذي هو به وهي الرَّجائع قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزْنيُّ :
على حينَ ما بي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ ... وبَرَّحَ بي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجائعُ وسفَرٌ رَجيعٌ : مَرْجُوعٌ فيه مِراراً عن ابْن الأَعْرابِيّ . ويقال للإيابِ من السفَر : سفَرٌ رَجيعٌ قال القُحَيْف :
وأَسقي فِتْيَةً ومُنَفَّهاتٍ ... أَضَرَّ بنِقْيِها سفَرٌ رَجيعُوالرَّجْع : الغِرْسُ يكون في بَطْنِ المرأة يخرجُ على رأسِ الصبِيِّ . وقَوْله تَعالى : " يَرْجِعُ بَعْضُهم إلى بعضٍ القَولَ " أي يتَلاوَمون . والرَّجيع : الشِّواءُ يُسَخَّنُ ثانِيَةً عن الأَصْمَعِيّ . ورَجْعُ الرَّشْقِ في الرَّمْي : ما يُرَدُّ عليه . والرَّواجِع : الرِّياحُ المُختَلِفة لمَجيئِها وذَهابِها . وكذا رَواجِعُ الأبواب . وليس لهذا البَيعِ مَرْجُوعٌ أي لا يُرْجَعُ فيه وهو مَجاز . ويقال : هذا مَتاعٌ مُرْجِعٌ أي له مَرْجُوعٌ . حكاه الجَوْهَرِيّ عن ابن السِّكِّيت . وقال الأَصْبَهانيُّ في المفردات : دابَّةٌ لها مَرْجُوعٌ : يمكنُ بَيْعُها بعد الاسْتِعمال . ويقال : هذا أَرْجَعُ في يدي من هذا أي أَنْفَع وهو مَجاز . وفي النوادِر : يقال : طعامٌ يُسْتَرْجَعُ عنه وتفسيرُ هذا في رَعْيِ المال وطعامِ الناس : ما نَفَعَ منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنوا عنه . والرَِّجْعَة بالكَسْر والفَتْح : إبل تَشْتَريها الأعرابُ ليست من نِتاجِهم وليست عليها سِماتُهم . وارْتَجعَها : اشتراها . والتَّراجُع بين الخَليطَيْن : أن يكون لأحدِهما - مَثَلاً - أَرْبَعونَ بَقَرَةً وللآخَرِ ثلاثون ومالُهما مُشتَرَكٌ فيأخذُ العاملُ عن الأربعين مُسِنَّةً وعن الثلاثين تَبيعاً فيرجعَ باذلُ المُسنَّة بثلاثة أَسْبَاعِها على خَليطِه وباذلُ التَّبيعِ بأربعةِ أَسْبَاعِه على خَليطِه ؛ لأنّ لكلِّ واحدٍ من السِّنَّيْنِ واجِبٌ على الشُّيُوع كأنَّ المالَ مُلْكُ واحدٍ . والرِّجَع كعِنَبٍ : أن يبيعَ الذُّكورَ ويشتري الإناثَ كأنّه مصدر وقال ابنُ برِّيّ : وجَمعُ رِجْعَةٍ رِجَع وقيل لحَيٍّ من العرب : بمَ كَثُرَتْ أموالُكم ؟ فقالوا : أوصانا أبونا بالنُّجَعِ والرُّجَع وقال ثعلب : بالنِّجَعِ والرِّجَع وفَسَّرَه بأنّه : بَيْعُ الهَرْمَى وشِراءُ البِكارَةِ الفَتِيّة وقد فُسِّر بأنّه بيعُ الذُّكورِ وشراءُ الإناث وكِلاهما ممّا يَنْمِي عليه المالُ وأرجع إبلاً : شَراها وباعَها على هذه الحالة . والرّاجِعَة : الناقةُ تُباعُ ويُشتَرى بثمَنِها مِثلُها فالثانيةُ راجِعَةٌ ورَجيعَةٌ قال عليُّ بنُ حَمْزَة : الرَّجيعَة : أن يُباعَ الذكَرُ ويُشترى بثمنِه الأنثى فالأنثى هي الرَّجيعَة وقد ارْتَجَعْتُها وَتَرَجَّعْتُها وَرَجَعْتُها . وحكى اللِّحْيانيّ : جاءتْ رِجْعَةُ الضِّياع أي ما تعودُ به على صاحبِها من غَلَّةٍ ويقال : سَيفٌ نَجيعُ الرَّجْعِ والرَّجيع إذا كان ماضِياً في الضَّريبة قال لَبيدٌ يصفُ السيف :
بأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجيحٍ رَجيعُهُ ... وأَخْشَنَ مَرْهُوبٍ كريمِ المآزِقِ ويقال للمريضِ إذا ثابَتْ إليه نَفْسُه بعد نُهوكٍ من العِلَّة : راجِعٌ ورجلٌ راجِعٌ : إذا رَجَعَتْ إليه نَفْسُه بعد شِدّةِ ضَنى . ورَجَعَ الكلبُ في قَيْئِه : عادَ فيه . وراجَعَ الرجلُ : رَجَعَ إلى خيرٍ أو شرٍّ . وتَراجَعَ الشيءُ إلى خَلفٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ورَجَعَتِ الناقةُ تَرْجِعُ رِجاعاً إذا أَلْقَتْ وَلَدَها لغيرِ تَمامٍ عن أبي زَيْدٍ . وقيل : هو أن تَطْرَحَه ماءً . والرّاجِعَة : الناشِغَةُ من نَواشِغِ الوادي قاله ابنُ شُمَيْل أي المَجرى من مَجاريه . والرَّجْع : ماءٌ لهُذَيْلٍ غَلَبَ عليه . وقال الأَزْهَرِيّ : قَرَأْتُ بخطِّ أبي الهَيثَم - حكاه عن الأسَديِّ - قال : يقولون للرَّعْد : رَجْعٌ . ورَجيع : اسمُ ناقةِ قال جَريرٌ :
إذا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجيعُ أَمَلَّها ... نُزولي بالمَوْماةِ ثمّ ارْتِحالِيَا والرَّجَّاع : الكثيرُ الرُّجوعِ إلى اللهُ تعالى . ورَجَعَ الحَوضُ إلى إزائِه : كَثُرَ ماؤُه . وتَراجَعَتْ أَحْوَالُ فلانٍ . وهو مَجاز . وراجَعَه في مُهِمَّاتِه : حاوَرَه . وانْتقَص القُرُّ ثمّ تَراجَع . وسُمِّي البَرَدُ رَجْعَاً ؛ لرَدِّ ما تَناولَه من الماء . والرِّجْعَة بالكَسْر : الحُجّة عن ابنِ عَبَّاد