مَرِحَ كفَرِحَ : أَشِرَ وبَطِرَ والثلاثةُ أَلفاظٌ مترادفةٌ ومنه قوله تعالى : " بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبِمَا كُنْتُم تَمْرَحُونَ " وفي المفردَاتِ : المَرَحَ : شِدَّةُ الفَرَحِ والتَّوسُّع فيه . ومَرِحَ : اخْتَالَ ومنه قوله تعالى : " ولا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحاً " أَي متبختِراً مُخْتَالاً . ومَرِحَ مَرَحاً : نَشِطَ . في الصحاح والمصباح : المَرَحُ : شِدَّة الفَرَحِ والنَّشاط حتّى يُجاوِزَ قَدْرَه ومَرِحَ مَرَحاً إِذَا خَفَّ قاله ابن الأَثير . وأَمْرحَه غيرُه . والاسمُ مِرَاحٌ ككِتَاب وهو مَرِحٌ ككَتف ومِرِّيحٌ كسكِّين مِنْ قَوْم مَرْحَى ومَرَاحَى كلاهما جمْع مَرِحٍ ومِرِّيحِينَ جمْع مِرِّيح ولا يُكسَّر . وفرَسٌ مِمْرَحٌ ومِمْراحٌ بكسرهما ومَرُوحٌ كصَبورٍ : نَشِيطٌ وقد أَمْرَحَهُ الكَلأُ وناقَةً مِمْرَاحٌ ومَرُوحٌ كذلك قال :
" تَطْوِي الفَلاَ بمَرُوحٍ لَحمُها زِيَم وقال الأَعشي يَصف ناقة :
مَرِحَتْ حُرَّةً كقَنطَرةِ الرو ... مِي تَفْرِي الهَجِيرَ بالإِرْقالِ والمَرَحَانُ محرَّكَةً : الفَرَحُ والخِفّة وقيل : المَرَحَان : الضَّعْف وقد مَرِحَت العَينُ مَرَحَاناً : ضَعُفَت . و المَرَحَانُ : شِدَّةُ سَيَلانِ العَيْن وفَسَادُها وهَيجَانُها قال النّابغة الجعدِيّ :
كأَنَّ قذًى بالعَيْنِ قد مَرِحَتْ به ... وما حَاجة الأُخْرَى إِلى المَرَحَان وقد مَرِحَتْ كفَرِحَتْ إِذا أَسبَلَت الدمع والمعنى أنه لما بكى ألمت عينُه فصارَت كأَنّهَا قَذيَةٌ ولما أَدامَ البُكَاءَ قَذِيَت الأُخْرَى وهذا كقول الآخَر
بَكَتْ عَيْنِي اليُمْنَى فلَمَّا زَجَرتُها ... عن الجَهْلِ بعد الحِلْم أَسبَلَتَا مَعَا وقال شَمِرٌ : المَرَح : خُرُوجُ الدَّمْعِ إِذا كَثُر وقال عَدِيّ بن زيد :
مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحٌ سُيُوبَ ال ... ماءِ سَحا كأَنّه مَنْحُورُ وعَينٌ مِمرَاحٌ : سرِيعَةُ البُكاءِ . ومَرِحَتْ عَيْنُه مَرَحَانً : فَسَدَتْ وهَاجَتْ . ومن المجاز : قَوْسٌ مَرُوحٌ كصَبُور : يَمْرَح رَاؤُوهَا تَعجَّباً لحُسْنها إِذا قَلَّبُوها وقيل : هي التي تَمْرَح في إِرسالها السَّهْمَ . تقول العرب طَرُوحٌ مَرُوح تُعْجِل الظّبْيَ أَن يَرُوح . أَو قوسٌ مَرُوحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً لحُسْنِ إِرْسَالها السَّهمَ كذا في الصحاح . ومن المجاز : مَرِحَت الأَرْضُ بالنَّبَات مَرَحاً : أَخرجَتْه . والممْرَاحُ مِنَ الأَرْض : السَّرِيعَةُ النَّبَاتِ حِين يُصيبُهَا المطرُ . وقال الأَصمعيّ : المِمْرَاحُ من الأَرْضِ : الّتي حالَتْ سَنَةً فلم تَمْرَحْ بنَبَاتها . ومن المجاز المِمْرَاحُ مِن العَيْن : الغَزِيرَةُ الدَّمْعِ ومَرْحَى مَرّ ذِكرهُ في برح قال أَبو عمرِو بنُ العلاءِ : إِذا رَمَى الرّجلُ فأَصابَ قيل : مَرْحَى لَه وهو تَعجُبٌ من جَودةِ رَمْيِه . وقال أُميّة بن أَبي عائذ :
يُصيب القَنيصَ وصدْقاً يَق ... ول مَرْحَى وأَيْحَي إِذا ما يُوالِي
وإِذا أَخطأَ قيل له : بَرْحَى . ومَرْحَى : اسمُ ناقةِ عَبْدِ اللّه بن الزَّبِيرِ كأَميرٍ الشاعر عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
ما بالُ مَرْحَى قَدَ أَمْسَتْ وهي ساكنةٌ ... باتَتْ تَشَكَّي إِلَّى الأَينَ والنَّجَدَا والتَّمرِيخُ : تَنْقيَةُ الطَّعَامِ من العَفَا هكذا في سائر النُّسخ وفي بعض الأُمَّهَات من الغَفَي بالمَحاوِقِ أَي المَكَانِس . والتَّمريح : تَدْهِينُ الجِلد . قال :
سَرَتْ في رَعيلٍ ذِي أَدَاوَي مَنُوطةٍ ... بلَبَّاتها مَدبوغَةٍ لم تُمرَّحِ ومن المجاز : التَّمريح : مَلْءُ المَزَادَةِ الجَديدةِ مَاءً ليَذْهَبَ مَرَحُها أَي لتَنْسَدّ عُيُونُها ولا يسيلَ منها شيءٌ . وفي التهذيب : هو أَن تُؤخَذ المَزادةُ أَوّلَ ما تُخرَز فتمَلأَ ماءً حتّى تَمتِلىء خُرُوزُهَا وتَنتفِسخ والاسمُ المَرَحُ وقد مَرِحَت مَرَحَاناً . وقال أَبو حنيفَة : مزَادَةٌ مَرِحَةٌ : لا تُمْسِكُ الماءَ . وعن ابن الأَعرابيّ : التمريح : تَطييبُ القرْبة الجديدة بإِذْخِرٍ أَو شِيحٍ فإِذا طُيِّبَت بطِينٍ فهو التَّشْرِيبُ . ومَرَّحْتُ القِربةَ : شَرَّبتُها . ومن المجاز التَّمريحُ : أَنْ تَصِير إِلى مَرْحَى الحَرْبِ أُخِذَتْ من لفْظ المَرْحَى لا من الاشتقاق لأَنّ التّمريح مَزيدٌ فلا يكون مشتقاًّ من المجرّد والأَخْذ أَوسَعُ دائرةً من الاشتقاق . وَمَرَحَيَّا محرَّكَةً : زَجْرٌ عن السّيرافيّ يقال للرَّامِي عند إِصابته كَمَرْحَى وقد مَرَّ قَريباً . ومَرَحَيّاً : ومن المجاز كَرْمٌ مُمرَّحٌ كمعظَّم : مُثْمِرٌ أَو مُعَرَّشٌ على دَعَائمه . ومُرَيحٌ كزُبَير : أُطُمٌ بالمدينة لبنى قَيْنُقَاع كذا في معجم أَبي عُبيد البَكريّ . ومِرَاحٌ ككِتَابٍ : ثَلاَثُ شِعَابٍ يَنظُرَ بعضُها إِلى بعضٍ يجيءُ سَيْلُهَا من داءَةَ . قال :
تَركْنا بالمِرَاحِ وذي سُحَيمٍ ... أَبا حَيّانَ في نَفَرٍ مَنَاقِي والمِرْحَة بالكَسْر : الأَنْبارُ من الزَّبِيبِ وغَيْرِه وهو المَحَلُّ الذي يُخْزَن فيه ذلك : ومما يستدرك عليه : التِّمْراحَة من أَبنِيَة المبالغةِ من المَرَح وهو النَّشَاط وقد جاءَ ذِكْره في حديث عليّ كذا في النّهاية . وعن ابن سيده : المَرُوح : الخَمْر سُمِّيَت بذلك لأَنَّهَا تَمْرَحُ في الإِناءِ . قال عُمارَةُ :
" مِن عُقارٍ عِنْد المِزَاجِ مَرُوحِ وقول أَبي ذُؤَيب :
مُصَفّقةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ ... شآميَةٌ إِذا جُليَتْ مَرُوحُ أَي لها مِرَاحٌ في الرَّأْس وسَورَة يَمْرَح مَنْ يشربُها . ومَرِحَ الزَّرْعُ يَمْرَح مَرَحاً : خرَجَ سُنبُلُه . ومَرَّحَ مُهْرَه : ليَّينَه وأَزالَ مَرَحَه وشِمَاسَه ومُهْرٌ مُمَرَّحٌ : مُذَلَّلٌ . ومن المجاز : مَرِحَتْ عَيْنُه بقَذَاها : رَمَتْ به : ومَرِحَ السَّحَابُ : أَسْبَلَ المطَرَ . ولا تَمْرَحْ بعِرْضِك : لا تُعرِّضْه . ومن أَمثالهم : مَرْحَى مَرَاحِ كصَمِّي صَمَامِ يُراد به الدَّهِيَة . قال الشاعر :
فأَسمَعَ صَوْته عَمْراً ووَلَّى ... وأَيْقنَ أَنَّه مَرْحَى مَرَاحِ قاله الميدانيّ ونقلَه شيخنا