وصف و معنى و تعريف كلمة فيتامين:


فيتامين: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على فاء (ف) و ياء (ي) و تاء (ت) و ألف (ا) و ميم (م) و ياء (ي) و نون (ن) .




معنى و شرح فيتامين في معاجم اللغة العربية:



فيتامين

جذر [م]

  1. فيتامين: (اسم)
    • الجمع : فيتامينات
    • الفِيتامِينُ : مادةٌ عضويةٌ متنوعةٌ توجد بقِلَّة في كثير من الأَطعمة وهي ضرورية لإِتمام التغذية وتنشيط الحيوية
,
  1. فيتامين ( حيامين )
    • مادة عضوية غذائية يحتاج لها الكائن الحي بكميات قليلة جدا ولكنها ضرورية .

    المعجم: عربي عامة

  2. فِيتَامِين
    • جمع : ـات . : مَادَّةٌ عُضْوِيَّةٌ مُتَنَوِّعَةٌ ، تُوجَدُ بِقِلَّةٍ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَطْعِمَةِ ، وَهِيَ ضَرُورِيَّةٌ لإِتْمَامِ التَّغْذِيَّةِ وَتَنْشِيطِ الْحَيَوِيَّةِ .

    المعجم: الغني

  3. فِيتامين
    • فِيتامين :-
      جمع فيتامينات : ( الكيمياء والصيدلة ) مادّة عضويّة تأخذ أشكالاً متنوِّعة ، توجد في أغلب الخضروات والفواكه ، وعلى شكل أدوية ، وهي ضروريّة لإتمام التغذية وتنشيط حيويّة الجسم .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  4. الفِيتامِينُ
    • الفِيتامِينُ : مادةٌ عضويةٌ متنوعةٌ توجد بقِلَّة في كثير من الأَطعمة .
      وهي ضرورية لإِتمام التغذية وتنشيط الحيوية . والجمع : فيتامينات .

    المعجم: المعجم الوسيط

,
  1. عَكَظَه
    • ـ عَكَظَه يَعْكِظُه : حَبَسَه ، وعَرَكَه ، وقَهَره ، ورَدَّ عليه فَخْرَه .
      ـ عُكَاظُ : سُوقٌ بصَحْراءَ بينَ نَخْلَةَ والطَّائِفِ ، كانت تقومُ هِلالَ ذي القَعْدَةِ ، وتَسْتَمِرُّ عِشرينَ يوماً ، تَجْتَمِعُ قبائلُ العَرَبِ فيتعاكظُونَ ، أي : يَتَفاخَرونَ ويَتناشَدونَ ، ومنه : الأديمُ العُكاظِيُّ .
      ـ تَعَكَّظَ أمْرُه : الْتَوَى ، وتَعَسَّر ، وتَشَدَّدَ ،
      ـ تَعَكَّظَ فلانٌ : اشْتَدَّ سَفَرُه ، وبَعُدَ ،
      ـ تَعَكَّظَ القومُ : تَحَبَّسوا يَنْظُرونَ في أمُورِهم .
      ـ عَكَّظَه عن حاجتِه تَعكيظاً : صَرَفَه ،
      ـ عَكَّظَ حاجَتَه : نَكَدها ،
      ـ عَكَّظَ في الإِيصاءِ : بالَغَ .
      ـ عاكَظَه : مَطَلَه .
      ـ عَكِيْظُ : القصيرُ .
      ـ تَعاكُظُ : التَّجادُلُ والتَّحاجُّ .



    المعجم: القاموس المحيط

  2. يَبِسَ
    • ـ يَبِسَ ويَيْبَسُ ويابَسُ ويَيْبِسُ شاذٌّ ، فهو يابِسٌ ويَبِسٌ ويَبيسٌ ويَبْسٌ : كان رَطْباً فَجَفَّ ، كاتَّبَسَ . وما أصلُهُ اليُبوسَةُ ولم يُعْهَدْ رَطْباً ، فَيَبَسٌ . وأما طريقُ مُوسَى في البحرِ ، فإنه لم يُعْهَدُ قَطُّ طريقاً لا رَطْباً ولا يابساً ، إنما أظْهَرَهُ اللّهُ تعالى لَهُمْ حينئذٍ مَخْلُوقاً على ذلك ، وتُسَكَّنُ الباء أيضاً ، ذَهاباً إلى أنه وإن لم يكنْ طريقاً ، فإنه مَوْضِعٌ كان فيه ماءٌ ، فَيَبِسَ .
      ـ امرأةٌ يَبَسٌ : لا خيرَ فيها .
      ـ شاةٌ يَبَسٌ : بِلا لَبَنٍ ، وتُسَكَّنُ ،
      ـ أَيْبَسُ : اليابِسُ ، وظُنْبوبٌ في السَّاقِ إذا غَمَزْتَهُ ، آلَمَكَ .
      ـ أيابِسُ : الجمعُ ، وما تُجَرَّبُ عليه السُّيوفُ وهي صُلْبَةٌ .
      ـ يَبِيسُ الماءِ : العَرَقُ ،
      ـ يَبِيسُ من البُقُولِ : اليابِسَةُ من أحْرارِها ، أو ما يَبِسَ من العُشْبِ والبُقُولِ التي تَتَناثَرُ إذا يَبِسَتْ ، أو عامٌّ في كُلِّ نَبَاتٍ يابِسٍ ، يَبِسَ فهوَ يَبِيسٌ ، كسَلِمَ فهو سَليمٌ .
      ـ يَبَاسُ : السَّوْءةُ ، أو الفُنْدُورَةُ .
      ـ يَبوسُ : موضع بأرضِ شَنُوءةَ .
      ـ يابِسُ : سَيْفُ حَكيم بنِ جَبَلَةَ العَبْدِيِّ .
      ـ جَزِيرةٌ يابِسَةٌ : في بَحْرِ الرُّومِ ، ثَلاثُونَ مِيلاً في عِشْرِينَ ، وبها بَلْدَةٌ حَسَنَةٌ .
      ـ أيْبِسْ : اسْكُتْ .
      ـ أيْبَسَتِ الأرضُ : يَبِسَ بَقْلُهَا ،
      ـ أيْبَسَ الشيءَ : جَفَّفَهُ ، كَيَبَّسَهُ ،
      ـ أيْبَسَ القومُ : صارُوا في الأرضِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. حَلَفَ
    • ـ حَلَفَ يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلوفاً ومَحْلوفَةً ، ويقالُ : لا ومَحْلوفائِهِ ، ومَحْلوفَةً باللهِ ، أي : أحْلِفُ مَحْلوفَةً ، أي : قَسَماً .
      ـ الأحْلوفَةُ : أُفْعولَةٌ من الحَلِفِ .
      ـ حِلْفُ : العَهْدُ بَيْنَ القَوْمِ ، والصَّداقَةُ ، والصَّديقُ يَحْلِفُ لِصاحِبِهِ أنْ لا يَغْدِرَ به ، ج : أحْلافٌ .
      ـ الأحْلافُ في قَوْلِ زُهَيْرٍ : أسَدٌ وغَطَفانُ ، لأِنَّهُم تَحالَفوا على التَّناصُرِ .
      ـ أحْلافُ : قَوْمٌ مِنْ ثَقيفٍ ،
      ـ أحْلافُ في قُرَيْشٍ : سِتُّ قَبائِلَ : عَبْدُ الدارِ ، وكَعْبٌ ، وجُمَحُ ، وسَهْمٌ ، ومَخْزومٌ ، وعَدِيٌّ ، لأنَّهُم لَمَّا أرادَتْ بَنو عَبْدِ مَنافٍ أخْذَ ما في أيْدي عَبْدِ الدارِ من الحِجابَةِ والسِقايَةِ ، وأبَتْ عَبْدُ الدارِ ، عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ على أمْرِهِم حِلْفاً مُؤَكَّداً على أنْ لا يَتَخاذَلوا ، فَأَخْرَجَتْ عَبْدُ مَنافٍ جَفْنَةً مَمْلوءَةً طيباً ، فَوَضَعَتْها لأِحْلافِهِمْ ، وهُم : أسَدٌ وزُهْرَةُ وتَيْمٌ ، عِنْدَ الكَعْبَةِ ، فَغَمَسوا أيْدِيَهُم فيها وتَعاقَدوا ، وتَعاقَدَتْ بَنو عَبْدِ الدارِ وحُلفاؤُهُم حِلْفاً آخَرَ مُؤَكَّداً ، فَسُمُّوا الأحْلافَ ، وقِيلَ لِعُمَرَ ، رضي الله تعالى عنه : أحْلافِيٌّ ، لأنَّه عَدَوِيٌّ .
      ـ حَليفُ : المُحالِفُ .
      ـ حَليفانِ : بَنو أسَدٍ وطَيِّئٌ وفَزارَةُ وأسَدٌ أيْضاً .
      ـ هو حَليفُ اللِّسان : حَديدُهُ ، وما أحْلَفَ لِسانَهُ .
      ـ الحَليفُ ، في قَوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ : قِيلَ : سِنانٌ حَديدٌ ، أو فَرَسٌ نَشيطٌ .
      ـ حُلَيْفُ : موضع بِنَجْدٍ ، وابنُ مازِنِ بنِ جُشَمَ .
      ـ ذُو الحُلَيْفَةِ : موضع على سِتَّةِ أمْيالٍ من المَدينَةِ ، وهو ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ مِيقاتٌ للمَدينَةِ والشَّأْمِ ، وموضع بَيْنَ حاذَةَ وذَاتِ عِرْقٍ .
      ـ الحُلَيْفاتُ : موضع .
      ـ حَلْفُ بنُ أفْتَلَ : هو خَثْعَمُ بنُ أنْمارٍ .
      ـ حَلْفاءُ ، وحَلَفُ : نَبْتٌ ، الواحِدَةُ : حَلِفَةٌ وحَلَفَةٌ وحَلْفاةٌ .
      ـ وادٍ حُلافِيٌّ : يُنْبِتُهُ .
      ـ حَلْفاءُ : الأَمَةُ الصَّخَّابَةُ ، ج : حُلُفٌ .
      ـ أحْلَفَتِ حَلْفاءُ : أدْرَكَتْ ،
      ـ أحْلَفَ الغُلامُ : جاوَزَ رِهاقَ الحُلُمِ ،
      ـ أحْلَفَ فُلاناً : حَلَّفَهُ .
      ـ قَوْلُهُم : '' حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ '': هُما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ ، فَيَظُنُّ الناظِرُ بِكُلٍّ منْهُما أنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ إنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ آخَرُ إنه ليس به ، وكلُّ ما يُشَكُّ فيه فَيُتحَالَفُ عليه ، فهو : مُحْلِفٌ ،
      ـ كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ : خالِصُ اللَّوْنِ .
      ـ حَلَّفَه تَحْليفاً : اسْتَحْلَفَه .
      ـ حالفَفَه : عاهَدَه ولازَمَهُ .
      ـ تحَالَفُوا : تَعاهَدوا .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. شركة فيتش إنفستورز سرفيس إنك
    • شركة مقرّها في نيويورك ودنفر وظيفتها تصنيف سندات الشركات وسندات البلديات والأسهم الممتازة والأوراق التجارية والتزامات المؤسّسات غير الربحية وهي تعتبر من أهمّ ثلاثة هيئات أمريكية لتصنيف الأوراق المالية . ، وتعني بالانجليزية : fitch investors ' service inc



    المعجم: مالية

  5. قوائم فيتش
    • قوائم الأسعار المتتالية لتداول الأسهم المدرجة في البورصة تنشرها شركة فيتش إنفستورز سرفيس ، وتعني بالانجليزية : fitch sheets

    المعجم: مالية

  6. فهق
    • " الفَهْقةُ : أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس ، وقيل : هي مُرَكْبُ الرأس في العنق .
      ابن الأَعرابي : الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأس ، وهي آخر خَرزَةٍ في العنق .
      والفَهْقةُ : عظم عند فائق الرأس مشرف على اللَّهاة ، والجمع من كل ذلك فِهَاقٌ ، وهو العظم الذي يسقط على اللهاة فيقال فُهِقَ الصبي ؛ قال رؤبة : قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حتى تَنْدَلِقْ أَي يَجَأُ القَفا حتى تسقط الفَهْقةُ من باطن .
      والفهقة : عظم عند مُرَكَّب العنق وهو أَول الفَقَار ؛ قال القلاخ : وتُضرَبُ الفَهْقَةُ حتى تَنْدلِقْ وفَهَقْتُ الرجلَ إذا أَصبت فَهْقَتهُ ؛ قال ثعلب : أَنشدني الأَعرابي : قد تُوجَأُ الفَهْقةُ حتى تَنْدَلِقُ ، من مَوْصِلِ اللَّحْيين في خَيْط العُنُقْ وفُهِقَ الصبيُّ : سقطت فَهْقتُه عن لَهاته ، قال الأصمعي : أصل الفَهْقِ الامتلاء ، فمعنى المُتَفَيْهق الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه .
      وفي الحديث : إن أبغضكم إليَّ الثَّرثاروُن المُتَفَيْهِقُون قيل : يا رسول الله ، وما المُتَفَيْهِقُون ؟، قال : المتكبرون ، وهو يَتَفَيْهقُ في كلامه ؛ وتفسير الحديث هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم ، مأخوذ من الفَهْق وهو الامتلاء والاتساع .
      يقال : أفْهَقْتُ الإناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ فَهْقاً .
      وفي حديث جابر : فنزعنا في الحوض حتى أَفْهَقْنا .
      وفي حديث علي ، عليه السلام : في هواء مُنْفَتِق وجوّ مُنْفَهِق ؛ وقال الأعشى : تَرُوحُ على آل المُحَلّقِ جَفْنَةٌ ، كجابِيةِ الشيخ العِراقيّ تَفْهَقُ يعني الامتلاء .
      الفراء : بات صبِيُّها على فَهَقٍ إذا امتلأَ من اللبن .
      وتَفَيْهقَ في كلامه : توسَّع وتنطَّع .
      وفَهِقَ الغدير بالماء يَفْهَقُ فَهْقاً : امتلأَ .
      وأَفْهَقَهُ : ملأَه .
      وأفْحقَهُ : كأفْهقَهُ على البدل ؛ وأنشد يعقوب لأعرابي اختلعت منه امرأته واختارت زوجاً غيره فأَضرَّها وضيّق عليها في المعيشة ، فبلغه ذلك فقال يهجوها ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء : رَغْماً وتَعْساً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ كانت لَدَيْنا لا تَبيتُ ذا أَرَقْ ، ولا تَشَكَّى خَمَصاً في المُرْتَزَقْ ، تُضْحي وتُمْسي في نعيمٍ وفَنَقْ لم تَخْشَ عندي قَطُّ ما إلاَّ السَّنَقْ ، فالرَّسْلُ دَرٌّ ، والإناءُ مُنْفَهِقْ الشريم : المُفْضاة ، وما ههنا زائدة ؛ أَراد لم تخش عندي قط إلا السَّنَقَ وهو شبه البَشَم يعتري من كثرة شرب اللبن ، وإنما عيَّرها بما صارت إليه بعده .
      والفَهَقُ والفَهْق : اتساع كل شيءٍ ينبع منه ماء أو دم .
      وطعنة فاهقَةٌ : تَفْهَقُ بالدم .
      وتَفَيْهَقَ في الكلام : توسع ، وأصله الفَهْقُ وهو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه .
      والفاهِقَةُ : الطعنة التي تَفْهَق بالدم أي تتصبب وانْفَهَقت الطعنة والعين والمَثْعَبُ وتَفَهًق ، كله : اتسع .
      ابن الأعرابي : أرض فَيْهق وفَيْحَقٌ ، وهي الواسعة ؛ قال رؤبة : وإن عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهقَا ألْقى به الآلُ غديراً دَيْسَقَا وانْفَهَقَ الشيءُ : اتسع ؛ وأنشد : وانْشَقَّ عنها صَحْصَحانُ المُنْفَهِق ؟

      ‏ قال : ومنه يقال تَفَيْهقَ في الكرم وتَفَهَّقَ أي توسع فيه وتنطَّع ؛ قال الفرزدق : تَفَيْهَقَ بالعِراق أبو المُثَنَّى ، وعَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِيصِ الأزهري : انْفَهَقت العين وهي أرض تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً ؛ قال الشاعر : وأطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ ، تَنْقي المَسابِيرَ بالإرْباد والفَهَقِ والفَيْهَقُ : الواسع من كل شيء .
      ومفازة فَيْهَق : واسعة .
      يقال : هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره .
      قال قرة بن خالد : سئل عبد الله بن غني عن المُتَفَيْهِق فقال : هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر .
      وفي حديث : أن رجلاً يخرج من النار فيُدْنى من الجنة فَتَتَفَهَّق له أي تتفتَّح وتتسع .
      والفَيْهَقُ : البلد الواسع .
      ورجل مُتفَيْهق : متفتح بالبَذَخ متسع .
      ابن الأعرابي : كل شيء توسع فقد تَفَهّق .
      وبئر مفْهاق : كثيرة الماء ؛ قال حسان : على كلّ مِفْهاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها ، تُفَرَّغ في حَوْض من الماء أسْجَلا الغُروب ههنا : ماؤها .
      وتَفَيْهق في مشيته : تبختر ، وتَفَيُحق كَتَفَيْهق على البدل .
      والمُنْفَهِقُ : الواسع ؛ وأنشد : والعِيسُ فوق لاحِب مُعَبَّدِ ، غُبْرِ الحَصى مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ وفَهِقَ الإناءُ بالكسر ، يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إذا امتلأَ حتى يتصبب .
      وأفْهْقْت السقاء : ملأته .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. فكك
    • " الليث : يقال فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما .
      وفَكَكْتُ الشيء : خَلَّصْته .
      وكل مشتبكين فصلتهما فقد فَكَكْتَهما ، وكذلك التَّفْكِيك .
      ابن سيده : فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فصله .
      وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه فَكّاً وافْتَكَّه : بمعنى خَلَّصه .
      وفَكاكُ الرهن وفِكاكُه ، بالكسر : ما فُكَّ به .
      الأَصمعي : الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة .
      وفَكَّ يدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ ، يقال : أَصابه فَكَكٌ ؛ قال رؤبة : هاجَكَ من أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ وفَكُّ الرقبة : تخليصُها من إسار الرِّق .
      وفَكُّ الرهن وفَكاكُه : تخليصه من غَلَق الرهن .
      ويقال : هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك .
      وكل شيء أَطلقته فقد فَكَكْتَه .
      وفلان يسعى في فِكاكِ رَقبته ، وانْفَكَّت رقبته من الرق ، وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً : أَعتقها ، وهو من ذلك لأَنها فصلت من الرق .
      وفي الحديث : أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرقبة ، تفسيره في الحديث : أَن عتق النسمة أَن ينفرد بعتقها ، وفَكّ الرقبةِ : أَن يُعِينَ في عتقها ، وأَصل الفَك الفصلُ بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض .
      وفَكَّ الأَسيرَ فَكّاً وفَكاكَةً : فصله من الأَسْر .
      والفِكاكُ والفَكاكُ : ما فُكَّ به .
      وفي الحديث : عُودُوا المريض وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا الأَسير ، ويجوز أَن يريد به العتق .
      وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً ، وفَكَّ يدَه : فتحها عما فيها .
      والفَكُّ في اليد : دون الكسر .
      وسقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إذا انفرجت وزالت .
      والفَكَكُ : انفساخ القَدَم ، وأَنشد قول رؤبة : كمنهاض الفكك ؛ قال الأَصمعي : إنما هو الفَكُّ من قولك فَكه يَفُكُّه فَكّاً ، فأَظهر التضعيف ضرورة .
      وفي الحديث : أَنه ركب فرساً فصَرَعه على جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه ؛ الانْفِكاكُ : ضرب من الوَهْنِ والخَلْع ، وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض .
      والفَكَكُ ، وفي المحكم : والفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عن مفصله استرخاء وضعفاً ؛

      وأَنشد الليث : أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِّ

      ويقال : في فلان فَكَّة أَي استرخاء في رأيه ؛ قال أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ : الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من الـ إشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ ورجل أَفَكُّ المَنْكِب وفيه فَكَّة أَي استرخاء وضعف في رأيه .
      والأَفَكُّ : الذي انفرج منكبه عن مفصله ضعفاً واسترخاء ، تقول منه : ما كنتَ أَفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً .
      والفَكَّة أيضاً : الحُمْق مع استرخاء .
      ورجل فاكٌّ : أَحمق بالغ الحُمْق ، ويُتْبَع فيقال : فاكٌّ تاكٌّ ، والجمع فِكَكَة وفِكاكٌ ؛ عن ابن الأعَرابي .
      وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وقد حَمُقْتَ وفَكُكْتَ ، وبعضهم يقول فَكِكْتَ ، ويقال : ما كنت فاكّاً ولقد فَكِكْتَ ، بالكسر ، تَفَكُّ فَكَّةً .
      وفلان يتَفَكَّكُ إذا لم يكن به تماسك من حُمْقٍ .
      وقال النضر : الفاكُّ المُعْيي هُزالاً .
      ناقة فاكَّة وجمل فاكّ ، والفاكُّ : الهَرِمُ من الإبل والناس ، فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً .
      وشيخ فاكّ إذا انفرج لَحْياه من الهَرَم .
      ويقال للشيخ الكبير : قد فَكَّ وفَرَّجَ ، يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ ، وذلك في الكبر إذا هَرِم .
      وفكَكْتُ الصبيَّ : جعلت الدواء في فيه .
      وحكى يعقوب : شيخ فاكٌّ وتاكّ ، جعله بدلاً ولم يجعله إتباعاً ؛ قال : وقال الحُصَيْني : أَحمق فاكُّ وهاكّ ، وهو الذ ي يتكلم بما يَدْري وخطؤه أكثر من صوابه ، وهو فَكَّاكٌ هَكَّاك .
      والفَكُّ : اللَّحْيُ .
      والفَكَّان : اللِّحْيانِ ، وقيل : مجتمع اللحيين عند الصُّدغ من أَعلى وأَسفل يكون من الإنسان والدابة .
      قال أَكْثَمُ بن صَيْفِيّ : مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْهِ ، يعني لسانه .
      وفي التهذيب : الفَكَّان ملتقى الشِّدْقين من الجانبين .
      والفَكُّ : مجتمع الخَطْم .
      والأَفَكُّ : هو مَجْمع الخَطْم ، وهو مَجْمع الفَكَّيْنِ على تقدير أَفعل .
      وفي النوادر : أَفَكَّ الظبيُ من الحبالة إذا وقع فيها تم انفلت ، ومثله : أَفْسَحَ الظبيُ من الحبالة .
      والفَكَكُ : انكسار الفَكِّ أَو زواله .
      ورجل أَفَكُّ : مكسور الفَكِّ ، وانكسر أَحدُ فَكّيْهِ أي لَحْييه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ فَأرَةَ مِسْكٍ ، ذُبِحَتْ في سُكِّ والفَكَّةُ : نجوم مستديرة بحِيال بنات نَعْش خلف السماك الرَّامِح تسميها الصبيان قصعة المساكين ، وسميت قَصْعة المساكين لأَن في جانبها ثُلْمَةً ، وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء .
      ويقال : ناقة مُتَفَكِّكةٌ إذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها ودنا نِتاجها ، شبهت بالشيء يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وينفرج ، وكذلك ناقة مُفِكَّة قد أَفَكَّتْ ، وناقة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ بمعناها ، قال : وذهب بعضهم بتَفَكُّكِ الناقة إلى شدة ضَبعَتها ؛ وروى الأَصمعي : أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدنيا ، وقامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ النَّابِ للسَّقب ، متى ما يَدْنُ تحْشِك أَبو عبيد : المُتَفَكِّكةُ من الخيل الوَدِيقُ التي لا تمتنع عن الفحل .
      وما انْفَكَّ فلان قائماً أَي ما زال قائماً .
      وقوله عز وجل : لم يَكُنِ الذين كفروا من أَهل الكتاب والمشركين مُنْفَكِّينَ حتى تأتيهم البيِّنةُ ؛ قال الزجاج : المشركين في موضع نسق على أَهل الكتاب ، المعنى لم يكن الذين كفروا من أَهل الكتاب ومن المشركين ، وقوله مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّينَ من كفرهم أَي منتهين عن كفرهم ، وهو قول مجاهد ، وقال الأَخفش : مُنْفَكِّينَ زائلين عن كفرهم ، وقال مجاهد : لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبيَّن لهم الحقُّ ، وقال أَبو عبد الله نفطويه : معنى قوله مُنْفَكِّين يقول لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أُبِينَتْ لهم في التوارة من صفة محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ونبوّته ؛ وتأتيهم لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي ، وأَكد ذلك فقال تعالى : وما تَفَرَّق الذين أُوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، ومعناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا مُقرِّين قبل مَبْعَث محمد ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه مَبعوث ، وكانوا مجتمعين على ذلك ، فلما بُعث تفرقوا فِرْقتين كل فرقة تنكره ، وقيل : معنى وما تفرّق الذين أُوتُوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أَنه لم يكن بينهم اختلاف في أمده ، فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحَرَّفُوا في أَمره ، فلما بُعثَ آمن به بعضهم وجَحَد الباقون وحَرَّفُوا وبَدَّلوا ما في كتابهم من صفته ونبوّته ؛ قال الفراء : قد يكون الانْفِكاكُ على جهة يَزالُ ، ويكون على الانْفِكاكُ الذي نعرفه ، فإذا كان على جهة يَزالُ فلا بدَّ لها من فِعْلٍ وأَن يكون معناها جَحْداً ، فتقول ما انْفَكَكْتُ أَذكركَ ، تريد ما زِلْتُ أَذكرك ، وإذا كانت على غير جهة يَزالُ قلت قد انْفَكَكْتُ منك وانْفَكَّ الشيءُّ من الشيء ، فتكون بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل ؛ قال ذو الرمة : قَلائِص لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً على الخَسْفِ ، أَو نَرْمِي بها بلداً قَفْرا فلم يدخل فيها إلاّ : إلاّ ، وهو ينوي به التمام ، وخلافَ يَزال لأَنك لا تقول ما زِلْت إلا قائماً .
      وأَنشد الجوهري هذا البيت حَرَاجِيج ما تَنْفكُّ ؛ وقال : يريد ما تَنْفكّ مناخه فزاد إلا ، قال ابن بري : الصواب أَن يكون خبر تَنْفَكُّ قوله على الخَسْف ، وتكون إلا مُناخةً نصباً على الحال ، تقديره ما تَنْفَكُّ على الخسف والإِهانة إلا في حال الإناخة فإنها تستريح ؛ قال الأَزهري : وقول الله تعالى مُنْفَكِّين ليس من باب ما انْفَكَّ وما زَالَ ، إنما هو من انْفِكاك الشيء من الشيء إذا انفصل عنه وفارقه ، كما فسره ابن عرفة ، والله أَعلم .
      وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي ، قال : فُكَّ فلانٌأَي خُلّص وأُريح من الشيء ، ومنه قوله مُنْفَكِّين ، قال : معناه لم يكونوا مستريحين حتى جاءهم البيان مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فلما جاءهم ما عَرَفوا كفروا به .
      "

    المعجم: لسان العرب



  8. فوه
    • " الليث : الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ .
      قال أَبو منصور : ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ ، وامرأَة فَيِّهةٌ .
      ورجل أَفْوَهُ : عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان .
      ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها .
      ابن سيده : الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ ، والجمعُ أَفواهٌ .
      وقوله عزَّ وجل : ذلك قولُهم بأَفْواهِهم ؛ وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم ، إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ ، إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه ، لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً ؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ ، وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً ؛ وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ ، وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ ، فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن ، قال عامَلْتُ مُسانَهةً ، وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ ، وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً ، ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما التنوينُ ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها ، وهو الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان ، وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ .
      قال أَبو الهيثم : العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها ، فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ ، والياءَ من يَدٍ ودَمٍ ، والحاءَ من حِرٍ ، والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ ، فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة ، فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها ، فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين ، حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك ، وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن ، وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في مَسْكَنٍ ، والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها ، وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ ، إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ ، ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ ، وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها ؛ وأَما قول الراجز : يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ ، حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه ، وفتحِها ؛ قال ابن سيده : القول في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة ، أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه ؟ من ذلك قولُ الله تعالى : يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم ؛ وقال الشاعر : فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها ، وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا : رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ ؛ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ ، ولم نسْمَعْهم ، قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت ، ولا رجل أَفَمّ ، ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره ، فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال ، إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة ، فإن ، قال قائل : فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة ، فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها ؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ ، كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ ، ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً ، كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم : ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً : ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ ، كأَنَّ مَهْواها ، على الكَلْكَلِّ ، مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد : العَيْهَلَ والكَلْكَلَ .
      قال ابن جني : فهذا حكم تشديد الميم عندي ، وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ ، قال : فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق : هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما ، على النّابِحِ العاوِي ، أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما ؟ فالجواب : أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه ، لأَن الكلمة مَجْهورة منقوصة ، وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ ، وهوأَن تكون الواوُ في فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه ، وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى ، فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ ، أَلا ترى أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ ؟ وتَجِدُهما في قول من ، قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين ، وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها ، لأَن ال سكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة .
      فإن قلت : فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ ، لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ ؟ فالجواب : أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال ، وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ ، وحَوْض وأَحْواض ، وطَوْق وأَطْواق ، ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ .
      قال الجوهري : والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ ، إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة ، فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ ، وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ ، يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ ، لأَن الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم ، وهذا إنما يقال في الإضافة ، وربما ، قالوا ذلك في غير الإضافة ، وهو قليل ؛ قال العجاج : خالَطَ ، مِنْ سَلْمَى ، خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها ، يقول : كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه ؛ قال ابن سيده : وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء : يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَم ؟

      ‏ قال الفراء : أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ ، فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ ، وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه كأَنه ، قال مع الفم ؛ قال ابن جني : وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه ، قال وأُحِبُّ الفمَ ، ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً ، وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم .
      وقالوا : فُوك وفُو زيدٍ ، في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع ، وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر ، لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة ، وصارت كأَنها من تمامه ؛ وأَما قول العجاج : خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون ، فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ ، قال سيبويه : وقالوا كلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ ، وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده ، ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه ، وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه ، وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه .
      قال الجوهري : وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً ، ونصْبُ فاهٍ على الحال ، وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً ، قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان ، قال : ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا ، قال ابن بري : الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو ، وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري ، قال : وقد جاء في الشعر فَماً مقصور مثل عصاً ، قال : وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ ؛

      وأَنشد : يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما ، والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود : أَقْرَأَنِيها رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً ، وهو نصبٌ على الحال بتقدير المشتق ، ويقال فيه : كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع ، والجملة في موضع الحال ، قال : ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول : فاهَا لِفِيك ؛ تريد فا الداهية ، وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ ؛ قال سيبويه : فاهَا لِفِيك ، غير منون ، إنما يريد فا الداهيةِ ، وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ ، قال : ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله : وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهية فماً ، وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله ، وقيل : معناه الخَيْبة لَكَ .
      وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ ، كما يقال بفيك الحجرُ ، وبفيك الأَثْلبُ ؛ وقال رجل من بَلْهُجَيْم : فقلتُ له : فاهَا بفِيكَ ، فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى ، وأَورده الجوهري : فإنه قلوصُ امرئ ؛ قال ابن بري : وصواب إنشاده فإنها ، والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ ، ويقال الهُجَيْميّ .
      وحكي عن شمر ، قال : سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك ، منوَّناً ، أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ ، قال : وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ ، غير مُنوَّن ، دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك .
      قال : وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ ، غيرُ منوَّن ، إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل ، وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل ، وصار بدلاً من اللفظ بقوله دَهاكَ الله ، وقال آخر : لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً ، لَطالَما سَعَى للَّتي لا فا لها ، غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية ؛ وقال الآخر : ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ : فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل الصغير الفمِ : فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى ، يُلَقَّب به الرجل .
      ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ : فُو فَرَسٍ حَمِرٍ .
      ويقال : لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً .
      ابن سيده : وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ ، فأَما فَمانِ فعلى اللفظ ، وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر ؛ قال : وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق : هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة .
      والفَوَهُ ، بالتحريك : سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه .
      والفَوَهُ أَيضاً : خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها ، فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً ، فهو أَفْوَهُ ، والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ ، وكذلك هو في الخَيْل .
      ورجل أَفْوَهُ : واسعُ الفمِ ؛ قال الراجز يصف الأَسد : أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء : واسعة الفم في رأْسها طُولٌ .
      والفَوَهُ في بعض الصفات : خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها .
      قال ابن بري : طول الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ ، فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها .
      ومَحالةٌ فَوْهاء : طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها .
      ويقال لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها : إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ ؛ قال الراجز : كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء : واسَعةُ الفمِ .
      وطَعْنةٌ فَوْهاءُ : واسعةٌ .
      وفاهَ بالكلام يَفُوهُ : نَطَقَ ولَفَظَ به ؛

      وأَنشد لأُمَيَّةَ : وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيم ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة .
      أَبو زيد : فاهَ الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً .
      وقالوا : هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به ، والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما ، قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ .
      ابن بري : وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ .
      ورجل مُفَوَّهٌ : قادرٌ على المَنْطِق والكلام ، وكذلك فَيِّهٌ .
      ورجلٌ فَيِّهٌ : جَيِّدُ الكلامِ .
      وفَوهَه اللهُ : جعَلَه أَفْوََِهَ .
      وفاهَ بالكلام يَفُوه : لَفَظَ به .
      ويقال : ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة .
      والمُفَوَّهُ : المِنْطِيقُ .
      ورجل مُفَوَّهُ بها .
      وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان .
      وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه ، وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه .
      والفَيِّهُ أَيضاً : الجيِّدُ الأَكلِ .
      وقيل : الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم ، فَيْعِل ، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل .
      والفَيِّهُ : المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً .
      ابن الأَعرابي : رجل فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه .
      وفي حديث الأَحْنَفِ : خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً ، كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ .
      ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً .
      الجوهري : الفَيِّهُ الأَكولُ ، والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم ، وهو المِنْطيقُ أَيضاً ، والمرأَةُ فَيِّهةٌ .
      واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، فهو مُسْتَفِيهٌ : اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة ، وقيل : اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه ؛ عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا ؛ قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن : ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها : اشتَدَّ أَكْلِهما ، والتَّصَبُّبُ : اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ ، والتَّحلُّم مثلُه ، والقَدْعُ : أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه ، يقال : قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً .
      وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ ، وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ .
      والمُفَوَّهُ : النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع .
      ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ .
      وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ .
      وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً ، وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل ، وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ .
      ويقال : ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ ، يريدون أَكْلَه ، وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك ، ومن هذا قولهم : أَفْواهُها مَجاسُّها ؛ المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها ، والعرب تقول : سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها ، إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها ، وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ ، وهذا كما يقال : سَقَى إبلَه قَبَلاً .
      ويقال أَيضاً : جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير ؛ قاله الأَصمعي ؛

      وأَنشد : أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ ، جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ (* قوله « على أفواهها والسجح » هكذا في الأصل والتهذيب هنا ، وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح ).
      بُلَيّ : تصغير بِلُوٍ ، وهو البعير الذي بَلاه السفر ، وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال .
      ومن دُعائِهم : كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه ؛ ومنه قول الهذلي : أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله ، مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ : فَمُه ، والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ .
      وفُوهةُ الطريقِ : كفُوَّهَتِه ؛ عن ابن الأَعرابي .
      والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه .
      ويقال : قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر ، ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة ، بالتخفيف ، والجمع أَفْواه على غير قياس ؛

      وأَنشد ابن بري : يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ (* قوله « للأفاق الفليق » هو هكذا بالأصل ).
      ابن الأَعرابي : الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ ، وهي السِّقاية .
      الكسائي : أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ ، بتشديد الواو مثل حُمَّرة ، ولا يقال فَم .
      الليث : الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خرج فما تفَوَّهَ البَقيع ؟

      ‏ قال : السلامُ عليكم ؛ يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ ، فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه .
      ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر : فُوَّهَتُه ، بضم الفاء وتشديد الواو .
      ويقال : طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق .
      وأَفْواهُ المكان : أَوائُله ، وأَرْجُلُه أَواخِرُه ؛ قال ذو الرمة : ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول : لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي : وقولهم : إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ ، وهو من فُهْتُ بالكلام .
      ويقال : هو يخاف فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام .
      ويقال : هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَ ؟

      ‏ قالتَهم .
      والفُوهةُ والفُوَّهةُ : تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة .
      ويقال : مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ .
      والفُوَّهةُ : الفمُ .
      أَبو المَكَارم : ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً .
      وأَفْواهُ الطيب : نَوافِحُه ، واحدُها فوه .
      الجوهري : الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة .
      يقال : فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق ، ثم أفاويهُ وقال أَبو حنيفة : الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه ؛ قال ذو الرمة : تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ ، وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ وقال مرَّة : الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين ، قال : وقد تكون الأَفْواه من البقول ؛ قال جميل : بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ، ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ : الأَصْنافُ والأَنواعُ .
      والفُوَّهةُ : عروقٌ يُصْبَغ بها ، وفي التهذيب : الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها .
      قال الأَزهري : لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى .
      والفُوَّهةُ : اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ ، وقد يقال بالقاف ، وهو الصحيح .
      والأَفْوه الأَوْدِيُّ : مِنْ شُعَرائهم ، والله تعالى أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. بسط
    • " في أَسماء اللّه تعالى : الباسطُ ، هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة .
      والبَسْطُ : نقيض القَبْضِ ، بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه فتبَسَّط ؛ قال بعض الأَغفال : إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ ، بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ وبسَط الشيءَ : نشره ، وبالصاد أَيضاً .
      وبَسْطُ العُذْرِ : قَبوله .
      وانبسَط الشيءُ على الأَرض ، والبَسِيطُ من الأَرض : كالبِساطِ من الثياب ، والجمع البُسُطُ .
      والبِساطُ : ما بُسِط .
      وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ : مُنْبَسطة مستويَة ؛ قال ذو الرمة : ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي ، غيرَ أَنه بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ وقال آخر : ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ لِمُخْتَبِطٍ عافٍ ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ وقيل : البَسِيطةُ الأَرض اسم لها .
      أَبو عبيد وغيره : البَساطُ والبَسيطة الأَرض العَريضة الواسعة .
      وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً وعَرْضاً .
      ويقال : مكان بَساط وبسِيط ؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ : ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيض ؟

      ‏ قال وقال غير واحد من العرب : بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ مَتَّاحٌ .
      وقال الفرّاء : أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها .
      ابن الأَعرابي : التبسُّطُ التنزُّه .
      يقال : خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط ، وهي الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين .
      ابن السكيت : فرَشَ لي فلان فِراشاً لا يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك ، وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً ، وهذا فراش يبسُطك إِذا كان واسعاً ، وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك .
      والبِساطُ : ورقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه .
      ورجل بَسِيطٌ : مُنْبَسِطٌ بلسانه ، وقد بسُط بساطةً .
      الليث : البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط اللسان ، والمرأَة بَسِيطٌ .
      ورجل بَسِيطُ اليدين : مُنْبَسِطٌ بالمعروف ، وبَسِيطُ الوجهِ : مُتَهَلِّلٌ ، وجمعها بُسُطٌ ؛ قال الشاعر : في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ ، عند الفِصالِ ، قدِيمُهم لم يَدْثُرِ ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ .
      وروي عن الحكم ، قال في قراءة عبد اللّه : بل يداه بِسْطانِ ، قال ابن الأَنباري : معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ .
      وروي عن عروة أَنه ، قال : مكتوب في الحِكمة : ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً .
      قال : وبِسْطٌ وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين .
      والانْبِساطُ : ترك الاحْتِشام .
      ويقال : بسَطْتُ من فلان فانبسَط ، قال : والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان (* قوله « بل يداه بسطان » سبق انها بالكسر ، وفي القاموس : وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم .)، أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان ، فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان ، وقال الزمخشري : يدا اللّه بُسْطانِ ، تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ وأُذْنٍ .
      وفي قراءة عبد اللّه : بل يداه بُسْطانِ ، جُعل بَسْطُ اليدِ كنايةً عن الجُود وتمثيلاً ، ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك .
      وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك .
      وفي حديث فاطمة ، رِضْوانُ اللّه عليها : يبسُطُني ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط وجهُه واستَبْشر .
      وفي الحديث : لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة .
      والانْبِساطُ : مصدر انبسط لا بَسَطَ فحمَله عليه .
      والبَسِيط : جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه ؛ قال أَبو إِسحق : انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في أَوّله .
      وبسط فلان يده بما يحب ويكره ، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره ، وبسطُها مَدُّها ، وفي التنزيل العزيز : لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني .
      وأُذن بَسْطاء : عريضة عَظيمة .
      وانبسط النهار وغيره : امتدّ وطال .
      وفي الحديث في وصف الغَيْثِ : فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع ، والمُتدارِك المتتابع .
      والبَسْطةُ : الفضيلة .
      وفي التنزيل العزيز ، قال : إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم وزاده بَسْطةً في العلم والجسم ، وقرئ : بَصْطةً ؛ قال الزجاج : أَعلمهم أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ ، وأَعلم أَن الزيادة في الجسم مما يَهيبُ (* قوله « يهيب » من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح .) العَدُوُّ .
      والبَسْطةُ : الزيادة .
      والبَصْطةُ ، بالصاد : لغة في البَسْطة .
      والبَسْطةُ : السِّعةُ ، وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع .
      وامرأَة بَسْطةٌ : حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه ، وظَبْية بَسْطةٌ كذلك .
      والبِسْطُ والبُسْطُ : الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ معها لا تمنع منها ، والجمع أَبْساط وبُساطٌ ؛ الأَخيرة من الجمع العزيز ، وحكى ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ ؛

      وأَنشد للمَرّار : مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ ، كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ وقيل : البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها ؛ قال ابن سيده : وليس هذا بقويّ ؛ ورواجعُ : مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ .
      ومتئمات : معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها .
      وروي عن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَنه كتب لوفْد كَلْب ، وقيل لوفد بني عُلَيْمٍ ، كتاباً فيه : عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ ؛ البساط ، يروى بالفتح والضم والكسر ، والهَمُولةُ : الإِبل الراعِيةُ ، والحَمُولةُ : التي يُحْمل عليها .
      والبِساطُ : جمع بِسْط ، وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها ولا تعطف على غيره ، وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ ، وجمع بِسْط بِساطٌ ، وجمع بَسُوط بُسُطٌ ، هكذا سمع من العرب ؛ وقال أَبو النجم : يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ البساط ، بالفتح والكسر والضم ، وقال الأَزهري : هو بالكسر جمع بِسْطٍ ، وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها ، وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار ، وكذلك ، قال الجوهري ؛ فأَما بالفتح فهو الأَرض الواسعة ، فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض الواسعة ، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول ، والظُّؤار : جمع ظئر وهي التي تُرْضِع .
      وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها .
      قال أَبو منصور : بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ وتُرْكَب ، وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون ، والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوفِ .
      وعَقَبة باسِطةٌ : بينها وبين الماء ليلتان ، قال ابن السكيت : سِرْنا عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة .
      وقال أَبو زيد : حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه .
      وقال ‏ ‏ .
      غيره : ‏ الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق .
      ويقال أَيضاً : قَتَبٌ مَبسوطٌ ، والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ .
      وماء باسِطٌ : بعيد من الكلإِ ، وهو دون المُطْلِب .
      وبُسَيْطةُ : اسم موضع ، وكذلك بُسَيِّطةُ ؛

      قال : ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَت ؟

      ‏ قال ابن سيده : أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من ، قال يا حارِ ، ولو أَراد لغة من ، قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ ، لكن الشاعر اختار الترخيم على لغة من ، قال يا حارِ ، ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ ، ولو ، قال يا بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر ، فاحتاج إِليه فحقّره وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط ، فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من ، قال يا حارِ ، فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع .
      ابن بري : بُسَيْطةُ اسم موضع ربما سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام .
      والبَسِيطةُ (* قوله « والبسيطة إلخ » ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين .)، وهو غير هذا الموضع : بين الكوفة ومكة ؛ قال ابن بري : وقول الراجز : إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوت ؟

      ‏ قال : يحتمل الموضعين .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. تبع
    • " تَبِعَ الشيءَ تَبَعاً وتَباعاً في الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً : سِرْت في إِثْرِه ؛ واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه وتتَبَّعْته تتَبُّعاً ؛ قال القُطامي : وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه ، وليس بأَن تتَبَّعَه اتِّباعا وضَع الاتِّباعَ موضع التتبُّعِ مجازاً .
      قال سيبويه : تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت في معنى اتَّبَعْت .
      وتَبِعْت القوم تَبَعاً وتَباعةً ، بالفتح ، إِذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم .
      وفي حديث الدعاء : تابِعْ بيننا وبينهم على الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم على ما هم عليه .
      والتِّباعةُ : مثل التَّبعةِ والتِّبعةِ ؛ قال الشاعر : أَكَلَت حَنِيفةُ رَبَّها ، زَمَنَ التقَحُّمِ والمَجاعهْ لم يَحْذَرُوا ، من ربِّهم ، سُوء العَواقِبِ والتِّباعهْ لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم مَجاعة فأَكلوه .
      وأَتْبَعه الشيءَ : جعله له تابعاً ، وقيل : أَتبَعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه .
      وتَبِعَه تَبَعاً واتَّبَعه : مرَّ به فمضَى معه .
      وفي التنزيل في صفة ذي القَرْنَيْنِ : ثم اتَّبَع سبَباً ، بتشديد التاء ، ومعناها تَبِعَ ، وكان أَبو عمرو بن العلاء يقرؤُها بتشديد التاء وهي قراءة أَهل المدينة ، وكان الكسائي يقرؤُها ثم أَتبع سبباً ، بقطع الأَلف ، أَي لَحِقَ وأَدْرك ؛ قال ابن عبيد : وقراءة أَبي عمرو أَحبُّ إِليَّ من قول الكسائي .
      واسْتَتْبَعَه : طلَب إِليه أَن يَتبعه .
      وفي خبر الطَّسْمِيِّ النافِر من طَسمٍ إِلى حَسَّان الملك الذي غَزا جَدِيساً : أَنه اسْتَتْبَع كلبة له أَي جعلها تَتبعه .
      والتابِعُ : التَّالي ، والجمع تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ وتَبَعة .
      والتَّبَعُ : اسم للجمع ونظيره خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ وسَلَفٌ وراصِدٌ ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ من سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ ، وهو الشيطان ، وبعير هامِلٌ وهَمَلٌ ، وهو الضالُّ المهمل ؛ قال كراع : كل هذا جمع والصحيح ما بدأْنا به ، وهو قول سيبويه فيما ذَكر من هذا وقياس قوله فيما لم يَذكره منه : والتَّبَعُ يكون واحداً وجماعة .
      وقوله عز وجل : إِنَّا كُنا لكم تَبَعاً ، يكون اسماً لجمع تابِع ويكون مصدراً أَي ذَوِي تَبَعٍ ، ويجمع على أَتْباع .
      وتَبِعْتُ الشيءَ وأَتْبَعْتُه : مثل رَدِفْتُه وأَرْدَفْتِه ؛ ومنه قوله تعالى : إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطْفةَ فأَتْبعه شِهاب ثاقِب ؛ قال أَبو عبيد : أَتْبَعْت القوم مثل أَفْعلت إِذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم ، قال : واتَّبَعْتُهم مثل افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بك فمضيتَ ؛ وتَبِعْتُهم تَبَعاً مثله .
      ويقال : ما زِلْتُ أَتَّبِعُهم حتى أَتْبَعْتُهم أَي حتى أَدركْتُهم .
      وقال الفراء : أَتْبَعَ أَحسن من اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن يَسِير الرجل وأَنت تسير وراءَه ، فإِذا قلت أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته .
      وقال الليث : تَبِعْت فلاناً واتَّبَعْته وأَتْبعْته سواء .
      وأَتْبَعَ فلان فلاناً إِذا ‏ تَبِعَه يريد به شرّاً كما أَتْبَعَ الشيطانُ الذي انسلَخَ من آيات الله فكان من الغاوِين ، وكما أَتْبَع فرعونُ موسى .
      وأَمَّا التتَبُّع : فأَن تتتَبَّعَ في مُهْلةٍ شيئاً بعد شيء ؛ وفلان يتَتبَّعُ مَساوِيَ فلان وأَثرَه ويَتتبَّع مَداقَّ الأُمور ونحو ذلك .
      وفي حديث زيد بن ثابت حين أَمره أَبو بكر الصديقُ بجمع القرآن ، قال : فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه من اللِّخافِ والعُسُبِ ، وذلك أَنه اسـَقْصَى جميعَ القرآن من المواضع التي كُتِب فيها حتى ما كُتِب في اللِّخاف ، وهي الحجارة ، وفي العُسُب ، وهي جريد النخل ، وذلك أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حين نزل على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأُمِر كاتبُ الوَحْي فيما تيسَّر من كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسُيب ولَخْفة ، وإِنما تَتبَّع زيد بن ثابت القرآن وجمعه من المواضع التي كُتِب فيها ولم يقتصر على ما حَفِظ هو وغيره ، وكان من أَحفظ الناس للقرآن اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لئلا يَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه أَو يتبدَّل حرف بغيره ، وهذا يدل على أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال وأَحْرَى أَن لا يسقط منه شيء ، فكان زيد يَتتبَّع في مُهلة ما كُتب منه في مواضعه ويَضُمُّه إَلى الصُّحف ، ولا يُثْبِتُ في تلك الصحف إِلاَّ ما وجده مكتوباً كما أُنزل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأَمْلاه على مَن كَتبه .
      واتَّبَعَ القرآنَ : ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه .
      وفي حديث أَبي موسى الأَشعري ، رضي الله عنه : إِنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أَجراً وكائن عليكم وِزْراً فاتَّبِعوا القرآن ولا يَتَّبِعنَّكُم القرآنُ ، فإِنه من يَتَّبِعِ القرآن يَهْبِطْ به على رِياضِ الجنة ، ومَن يَتَّبِعْه القرآنُ يَزُخّ في قَفاه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم ؛ يقول : اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كم ؟

      ‏ قال تعالى : الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونه حقَّ تِلاوته أَي يَتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه ، وأَراد لا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ به فتكونوا قد جعلتموه وراءَكم كما فَعل اليهود حين نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم ، لأَنه إِذا اتَّبَعَه كان بين يديه ، وإِذا خالفه كان خَلْفَه ، وقيل : معنى قوله لا يتبعنكم القرآن أَي لا يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضييعكم إِياه كما يطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة ؛ قال أَبو عبيد : وهذا معنى حسن يُصَدِّقه الحديث الآخر : إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ ، فجعله يَمْحَل صاحبَه إِذا لم يَتَّبِعْ ما فيه .
      وقوله عز وجل : أَو التابعينَ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ ؛ فسره ثعلب فقال : هم أَتباع الزوج ممن يَخْدُِمُه مثل الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة .
      وفي حديث الحُدَيْبية : وكنت تَبِيعاً لطَلْحةَ بن عُبيدِ الله أَي خادماً .
      والتَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سمي بالمصدر .
      وتَبَعُ كلِّ شيءٍ : ما كان على آخِره .
      والتَّبَعُ : القوائم ؛ قال أَبو دُواد في وصف الظَّبَّية : وقَوائم تَبَع لها ، مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ وقال الأَزهري : التَّبَعُ ما تَبِعَ أَثَرَ شيء فهو تَبَعةٌ ؛

      وأَنشد بيت أَبي دواد الإيادي في صفة ظبية : وقوائم تَبَع لها ، من خلفها زمع مُعَلَّقْ وتابَع بين الأُمور مُتابَعةً وتِباعاً : واتَرَ ووالَى ؛ وتابعْتُه على كذا مُتابعةً وتِباعاً .
      والتِّباعُ : الوِلاءُ .
      يقال : تابَعَ فلان بين الصلاة وبين القراءة إِذا والَى بينهما ففعل هذا على إِثْر هذا بلا مُهلة بينهما ، وكذلك رميته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِباعاً أَي وِلاء .
      وتَتابَعَتِ الأَشياءُ : تَبِعَ بعضُها بعضاً .
      وتابَعه على الأَمر : أَسْعدَه عليه .
      والتابِعةُ : الرَّئِيُّ من الجنّ ، أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِيع الأَمْرِ أَو على إِرادة الداهِيةِ .
      والتابعةُ : جِنِّيَّة تَتْبع الإِنسان .
      وفي الحديث : أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ يعني من هجرة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن ؛ التابِعُ ههنا : جِنِّيٌّ يَتْبَع المرأَة يُحِبُّها .
      والتابعةُ : جِنية تتْبع الرجلَ تحبه .
      وقولهم : معه تابعة أَي من الجن .
      والتَّبِيعُ : الفَحل من ولد البقر لأَنه يَتْبع أُمه ، وقيل : هو تَبيع أَولَ سنة ، والجمع أَتْبِعة ، وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كلاهما جمعُ الجمعِ ، والأَخيرة نادرة ، وهو التِّبْعُ والجمع أَتباع ، والأُنثى تَبِيعة .
      وفي الحديث عن معاذ بن جبل : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بعثه إِلى اليمين فأَمرَه في صدَقةِ البقر أَن يأْخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ، ومن كل أَربعين مُسِنَّةً ؛ قال أَبو فَقْعَس الأَسَدي : ولد البقَر أَول سنة تَبِيع ثم جزَع ثم ثنيّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ ثم صالِغٌ .
      قال الليث : التَّبِيعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَتْبَع أُمه بعدُ ؛ قال الأَزهري : قول الليث التَّبِيع المدرك وهَم لأَنه يُدْرِكُ إِذا أَثنى أَي صار ثَنِيًّا .
      والتبيع من البقر يسمى تبيعاً حين يستكمل الحَوْل ، ولا يسمى تَبِيعاً قبل ذلك ، فإِذا استكمل عامين فهو جَذَع ، فإِذا استوفى ثلاثة أَعوام فهو ثَنِيٌّ ، وحينئذ مُسِنٌّ ، والأُنثى مُسِنَّة وهي التي تؤخذ في أَربعين من البقر .
      وبقرة مُتْبِعٌ : ذاتُ تَبِيع .
      وحكى ابن بري فيها : مُتْبِعة أَيضاً .
      وخادم مُتْبِع : يَتْبَعُها ولدها حيثما أَقبلت وأَدبرت ، وعمَّ به اللحياني فقال : المُتْبِعُ التي معها أَولاد .
      وفي الحديث : أَن فلاناً اشترى مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع أَي يَتْبَعها أَولادها .
      وتَبِيعُ المرأَةِ : صَدِيقُها ، والجمع تُبَعاء ، وهي تَبِيعته .
      وهو تِبْعُ نِساء ، والجمع أَتباع ، وتُبَّع نساء ؛ عن كراع حكاها في المُنَجَّذ ، وحكاها أَيضاً في المُجَرَّد إِذا جدَّ في طَلَبِهِنّ ؛ وحكى اللحياني : هو تِبْعُها وهي تِبْعَتُه ؛ قال الأَزهري : تِبْعُ نساء أَي يَتْبَعُهُنَّ ، وحِدْثُ نساء يُحادِثُهنَّ ، وزِيرُ نساء أَي يَزُورُهُنَّ ، وخِلْب نساء إِذا كان يُخالِبهنَّ .
      وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ : يَتْبَع النساءَ ، وتِبْعٌ ضِلَّةٌ أَي لا خَيْرَ فيه ولا خير عنده ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وقال ثعلب : إِنما هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف .
      والتَّبِيعُ : النَّصِير .
      والتَّبِيعُ : الذي لك عليه مال .
      يقال : أُتْبِعَ فلان بفلان أَي أُحِيلَ عليه ، وأَتْبَعَه عليه : أَحالَه .
      وفي الحديث : الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ ، وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ ؛ معناه إِذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ من الحَوالةِ ؛ قال الخطابي : أَصحاب الحديث يروونه اتَّبع ، بتشديد التاء ، وصوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ ، قال : وليس هذا أَمراً على الوجوب وإِنما هو على الرِّفْق والأَدب والإِياحةِ .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : بَيْنا أَنا أَقرأُ آية في سِكَّة من سَكَكِ المدية إِذ سمعت صوتاً من خَلفي : أَتْبِعْ يا ابن عباس ، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر ، فقلت : أُتْبِعُك على أُبَيّ بن كعب أَي أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها وأَحِلْ على من سَمِعْتها منه .
      قال الليث : يقال للذي له عليك مال يُتابِعُك به أَي يُطالبك به : تَبِيع .
      وفي حديث قيس بن عاصم ، رضي الله عنه ، قال : يا رسول الله ما المالُ الذي ليس فيه تَبِعةٌ من طالب ولا ضَيْفٍ ؟، قال : نِعْم المال أَربعون والكثير ستون ؛ يريد بالتَّبِعةِ ما يَتْبَع المالَ من نوائب الحُقوق وهو من تَبِعْت الرجل بحقّي .
      والتَّبِيعُ : الغَرِيمُ ؛ قال الشماخ : تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَيْن منها ، كما لاذَ الغَرِيمُ من التَّبِيعِ وتابَعَه بمال أَي طَلَبه .
      والتَّبِعُ : الذي يَتْبَعُكَ بحق يُطالبك به وهو الذي يَتْبع الغريم بما أُحيل عليه .
      والتبيع : التابع .
      وقوله تعالى : فيُغْرِقَكم بما كفرتم ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِيعاً ؛ قال الفراء : أَي ثائراً ولا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم ، وقال الزجاج : معناه لا تجدوا من يَتْبَعُنا بإِنكار ما نزل بكم ولا يتبعنا بأَن يصرفه عنكم ، وقيل : تَبِيعاً مُطالِباً ؛ ومنه قوله تعالى : فاتِّباعٌ بالمَعْروف وأَداء إِليه بإِحْسان ؛ يقول : على صاحب الدَّمِ اتِّباع بالمعروف أَي المُطالَبَةُ بالدِّية ، وعلى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان ، ورفع قوله تعالى فاتباع على معنى قوله فعليه اتِّباع بالمعروف ، وسيُذْكَرُ ذلك مُستوفى في فصل عفا ، في قوله تعالى : فَمن عُفِيَ له من أَخِيه شيء .
      والتَّبِعةُ والتِّباعةُ : ما اتَّبَعْتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها .
      والتَّبِعةُ والتِّباعةُ : ما فيه إِثم يُتَّبَع به .
      يقال : ما عليه من الله في هذا تَبِعة ولا تِباعة ؛ قال وَدّاك بن ثُمَيل : هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا ، بينَ تِباعاتٍ وتَقْتال ؟

      ‏ قال الأَزهري : التِّبِعة والتَّباعة اسم الشيء الذي لك فيه بُغْية شِبه ظُلامة ونحو ذلك .
      وفي أَمثال العرب السائرة : أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها ، يُضرب مثلاً للرجل يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الحاجة .
      والتُّبّعَُ والتُّبُّع جميعاً : الظل لأَنه يَتْبَع الشمس ؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ : يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً ، وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ : الظل ، واسْمِئْلاله : بُلوغه نصف النهار وضُمورُه .
      وقال أَبو سعيد الضرير : التُّبَّع هو الدَّبَرانُ في هذا البيت سُمي تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَيّا ؛ قال الأَزهري : سمعت بعض العرب يسمي الدبران التابع والتُّوَيْبِع ، قال : وما أَشبه ما ، قال الضرير بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ المياه ليلاً وقلما تردها نهاراً ، ولذلك يقال : أَدَلُّ من قَطاة ؛ ويدل على ذلك قول لبيد : فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا ، إِنَّ مِن وَرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَل ؟

      ‏ قال ابن بري : ويقال له التابِعُ والتُّبَّعُ والحادِي والتالي ؛ قال مُهَلْهل : كأَنَّ التابِعَ المَسْكِينَ فيها أَجِيرٌ في حُداياتِ الوَقِير (* رواية اخرى : حدابات بدل حدايات .) والتَّبابِعةُ : ملوك اليمن ، واحدهم تُبَّع ، سموا بذلك لأَنه يَتْبَع بعضُهم بعضاً كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له على مثل سِيرته ، وزادوا الهاء في التبابعة لإِرادة النسب ؛ وقول أَبي ذؤيب : وعليهِما ماذِيَّتانِ قَضاهُما داودُ ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، كان سُخِّر له الحديدُ فكان يَصْنع منه ما أَراد ، وسَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها وكان تُبع أَمَر بعملها ولم يَصْنعها بيده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن يصنع بيده .
      وقوله تعالى : أَهم خَيْر أَم قومٌ تُبَّعٍ ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير أَن تُبَّعاً كان مَلِكاً من الملوك وكان مؤْمناً وأَن قومه كانوا كافرين وكان فيهم تَبابِعةٌ ، وجاء أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كتاب على قَبْرَين بناحية .
      حِمْيَر : هذا قبر رَضْوى وقبر حُبَّى ، ابنتي تُبَّع ، لا تُشركان بالله شيئاً ، قال الأَزهري : وأَمّا تبع الملِك الذي ذكره الله عز وجل في كتابه فقال : وقومُ تبع كلٌّ كذَّب الرسُلَ ، فقد روي عن النبيي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ما أَدري تُبَّعٌ كان لعِيناً أَم لا (* قوله « تبع كان لعيناً أم لا » هكذا في الأصل الذي بأيدينا ولعله محرف ، والأصل كان نبياً إلخ .
      ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أهم خير أم قوم تبع ، وعن النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم .
      وعنه صلى الله عليه وسلم : ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبي ، وعن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : لا تسبوا تبعاً فانه كان رجلاً صالحاً )؛ قال : ويقال إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من اسم تُبَّع ولكن فيه عُجْمة .
      ويقال : هم اليوم من وَضائِع تُبَّع بتلك البلاد .
      وفي الحديث : لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول من كَسا الكعبة ؛ قيل : هو ملك في الزمان الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب ، وقيل : كان مَلِكُ اليمنِ لا يسمى تُبَّعاً حتى يَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ .
      والتُّبَّعُ : ضرب من الطير ، وقيل : التُّبَّع ضرب من اليَعاسِيب وهو أَعظمها وأحسنها ، والجمع التبابِعُ تشبيهاً بأُولئك الملوكُ ، وكذلك الباء هنا ليشعروا بالهاء هنالك .
      والتُّبَّعُ : سيِّد النحل : وتابَعَ عَمَلَه وكلامَه : أَتْقَنَه وأَحكمه ؛ قال كراع : ومنه حديث أَبي واقد الليثي : تابَعْنا الأَعمال فلم نَجِد شيئاً أَبلغ في طلَب الآخرة من الزُّهْد في الدنيا أَي أَحْكَمْناها وعَرَفْناها .
      ويقال : تابَعَ فلان كلامَه وهو تبيع للكلام إِذا أَحكمه .
      ويقال : هو يُتابِعُ الحديث إِذا كان يَسْرُدُه ، وقيل : فلان مُتتابِعُ العِلم إِذا كان عِلْمه يُشاكل بعضُه بعضاً لا تَفاوُتَ فيه .
      وغصن مُتتابعٌ إِذا كان مستوياً لا أُبَن فيه .
      ويقال : تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أي سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت وحَسُنت ؛ قال أَبو وجْزةَ السعْدي : حَرْفٌ مُلَيْكِيةٌ كالفَحْلِ تابَعَها ، في خِصْبِ عامَينِ ، إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ (* قوله « مليكية » كذا بالأصل مضبوطاً وفي الاساس بياء واحدة قبل الكاف .) وناقة مُفْرِقٌ : تَمْكُث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ ؛ وأَما قول سَلامان الطائي : أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ ، وإِنَّني لفي شُغُلٍ عن ذَحْليَ اليتَتَبَّعُ فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَتَبَّع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه ، وهي لغة لبعض العرب ؛ وقال ابن الأَنباري : وِإِنما أَقحم الأَلف واللام على الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء .
      قال ابن عون : قلت للشعبي : إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سائبةً فأَوصَى بماله كله ، فقال : ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة ، قال النضر : التابعةُ أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فيقول : أَنا مولاك ؛ قال الأَزهري : أَراد أَن المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه .
      والإِتْباعُ في الكلام : مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. علم


    • " من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ ؛ قال الله عز وجل : وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ ، وقال : عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ ، وقال : عَلاَّم الغُيوب ، فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه ، وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون ، لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون ، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى ، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان .
      وعَليمٌ ، فَعِيلٌ : من أبنية المبالغة .
      ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم ، كما ، قال يوسف للمَلِك : إني حفيظٌ عَلِيم .
      وقال الله عز وجل : إنَّما يَخْشَى اللهَ من عبادِه العُلَماءُ : فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه ، وأنهمَ هم العُلمَاء ، وكذلك صفة يوسف ، عليه السلام : كان عليماً بأَمْرِ رَبِّهِ وأَنه واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان يَقْضِي به على الغيب ، فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ .
      وروى الأزهري عن سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى : وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه ، قال : لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا ؟، قال : من ابن عُيَيْنةَ ، قلتُ : حَسْبي .
      وروي عن ابن مسعود أنه ، قال : ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية ؛ قال الأزهري : ويؤيد ما ، قاله قولُ الله عز وجل : إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ .
      وقال بعضهم : العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم ، قال : وهذا يؤيد قول ابن عيينة .
      والعِلْمُ : نقيضُ الجهل ، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً .
      قال سيبويه : يقول عُلَماء من لا يقول إلاّ عالِماً .
      قال ابن جني : لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ ، ولم يكن على أول دخوله فيه ، ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً ، فلما خرج بالغريزة إلى باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه ، ثم حملُوا عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء ، وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه ، وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم ، قال ابن بري : وجمعُ عالمٍ عُلماءُ ، ويقال عُلاّم أيضاً ؛ قال يزيد بن الحَكَم : ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي ، سَواءٌ عند عُلاّم الرِّجالِ وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً ، والهاء للمبالغة ، كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين ، وعُلاّم من قوم عُلاّمين ؛ هذه عن اللحياني .
      وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً : عَرَفْتُه .
      قال ابن بري : وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه ، وعَلُم وفَقُه أي سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ .
      والعَلاّمُ والعَلاّمةُ : النَّسَّابةُ وهو من العِلْم .
      قال ابن جني : رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة ، لم تلحق الهاء لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه ، وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ ، فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ ، وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ مُذَكَّراً أو مؤنثاً ، يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ ، كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم ، وهذا واضح .
      وقوله تعالى : إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه إلا الله ، وهو يوم القيامة .
      وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه ، وفرق سيبويه بينهما فقال : عَلِمْتُ كأَذِنْت ، وأَعْلَمْت كآذَنْت ، وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم ، وليس التشديدُ هنا للتكثير .
      وفي حديث ابن مسعود : إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى : مُعلَّم مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه .
      ويقالُ : تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ .
      وفي حديث الدجال : تَعَلَّمُوا أن رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا ، وكذلك الحديث الآخر : تَعَلَّمُوا أنه ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت ، كل هذا بمعنى اعْلَمُوا ؛ وقال عمرو بن معد يكرب : تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلا ؟

      ‏ قال ابن بري : البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل ، وليس هو لعمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي ؛ وبعده : تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ ، وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّبا ؟

      ‏ قال : ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر ؛ قال : ومنه قول قيس بن زهير : تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً وقول الحرث بن وَعْلة : فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُم ؟

      ‏ قال : واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ .
      قال ابن السكيت : تَعَلَّمْتُ أن فلاناً خارج بمنزلة عَلِمْتُ .
      وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه .
      وعالَمَهُ فَعَلَمَه يَعْلُمُه ، بالضم : غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه .
      وحكى اللحياني : ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه ؛ قال الأزهري : وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه فضربته أضْرُبُه .
      وعَلِمَ بالشيء : شَعَرَ .
      يقال : ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت .
      ويقال : اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه ، واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه .
      وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه : أَتقنه .
      وقال يعقوب : إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ ، وإذا قيل لك تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ ؛ وأنشد : تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ عَلى مُتَطَيِّرٍ ، وهي الثُّبُور وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين ، ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما ، قالوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني .
      تقول : عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً ، ويجوز أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته .
      وعَلِمَ الرَّجُلَ : خَبَرَه ، وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه .
      وفي التنزيل : وآخَرِين مِنْ دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم .
      وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ ما هو .
      وأما قوله عز وجل : وما يُعَلِّمانِ مِنْ أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ .
      قال الأزهري : تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً وحديثاً ، قال : وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه ، ويأْمران باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه ، وفي ذلك حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل : ما الزنا وما اللواط ؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم أنه حرام ، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإعلام .
      وذكر عن ابن الأعرابي أنه ، قال : تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ ، قال : ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد ، قال : ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول : أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي ، فيقولان : نَهَى عن الزنا ، فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول : وعمَّاذا ؟ فيقولان : وعن اللواط ، ثم يقول : وعَمَّاذا ؟ فيقولان : وعن السحر ، فيقول : وما السحر ؟ فيقولان : هو كذا ، فيحفظه وينصرف ، فيخالف فيكفر ، فهذا معنى يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان ، ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً ، ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً ، كما أن من عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل .
      وقوله تعالى : الرحمن عَلَّم القرآن ؛ قيل في تفسيره : إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر ، وأما قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل شيء ، ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً ، يعني الإنسان ، حتى انفصل من جميع الحيوان .
      والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ : عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر ، وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات ، وأورده الجوهري منكراً فقال : والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني .
      ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء .
      والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة : الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا ، وقيل : في أحد جانبيها ، وقيل : هو أَن تنشقَّ فتَبينَ .
      عَلِمَ عَلَماً ، فهو أَعْلَمُ ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً ، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً : شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا ، وهو الأَعْلمُ .
      ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأعلى ، وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ ، وفي الأنف أَخْرَمُ ، وفي الأُذُن أَخْرَبُ ، وفي الجَفْن أَشْتَرُ ، ويقال فيه كلِّه أَشْرَم .
      وفي حديث سهيل بن عمرو : أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ ؛ قال ابن السكيت : العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً ، والشفة عَلْماء .
      والعَلَمُ : الشَّقُّ في الشفة العُلْيا ، والمرأَة عَلْماء .
      وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً : وَسَمَهُ .
      وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها : وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ .
      ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها ، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر ؛ ومنه قوله : فَتَعَرَّفوني ، إنَّني أنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحِي ، في الحوادِثِ ، مُعلِمُ وأَعْلَمَ الفارِسُ : جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان ، فهو مُعْلِمٌ ؛ قال الأخطل : ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً ، وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ مُعْلِمَةً ، بكسر اللام .
      وأَعْلَم الفَرَسَ : عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر ‏ أو ‏ أبيض في الحرب .
      ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً ، وذلك إذا لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك ؛ قال الشاعر : ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً دُبَيْرِيَّةً ، يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما وقَدَحٌ مُعْلَمٌ : فيه عَلامةٌ ؛ ومنه قول عنترة : رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ والعَلامةُ : السِّمَةُ ، والجمع عَلامٌ ، وهو من الجمع الذي لا يفارق واحده إلاَّ بإلقاء الهاء ؛ قال عامر بن الطفيل : عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما بِسَلْمَى ، أو عَرَفْت بها عَلاما والمَعْلَمُ مكانُها .
      وفي التنزيل في صفة عيسى ، صلوات الله على نبينا وعليه : وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة ، وهي قراءة أكثر القرّاء ، وقرأَ بعضهم : وإنه لَعَلَمٌ للساعة ؛ المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل على اقتراب الساعة .
      ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق : أَعْلامٌ ، واحدها عَلَمٌ .
      والمَعْلَمُ : ما جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة عليه .
      وفي الحديث : تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد ، هو من ذلك ، وقيل : المَعْلَمُ الأثر .
      والعَلَمُ : المَنارُ .
      قال ابن سيده : والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ .
      والعَلامة والعَلَمُ : شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به الضالَّةُ .
      وبين القوم أُعْلُومةٌ : كعَلامةٍ ؛ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابي .
      وقوله تعالى : وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ ؛ قالوا : الأَعْلامُ الجِبال .
      والعَلَمُ : العَلامةُ .
      والعَلَمُ : الجبل الطويل .
      وقال اللحياني : العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ ؛ قال جرير : إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم ، حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الحَكَم خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم ، في ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم وفي الحديث : لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم ، والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ ؟

      ‏ قال : قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ ، واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوَِّض ؟

      ‏ قال كراع : نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال ، وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام .
      واعْتَلَمَ البَرْقُ : لَمَعَ في العَلَمِ ؛ قال : بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه ، بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني ؛ وحكمه : لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما والعَلَمُ : رَسْمُ الثوبِ ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه .
      وقد أَعْلَمَه : جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً .
      وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ ، فهو مُعْلِمٌ ، والثوبُ مُعْلَمٌ .
      والعَلَمُ : الراية التي تجتمع إليها الجُنْدُ ، وقيل : هو الذي يُعْقَد على الرمح ؛ فأَما قول أَبي صخر الهذلي : يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً ، وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها فإن ابن جني ، قال فيه : ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها ، فأَشبع الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله : ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ يريد بمُنْتزَح .
      وأَعلامُ القومِ : ساداتهم ، على المثل ، الوحدُ كالواحد .
      ومَعْلَمُ الطريق : دَلالتُه ، وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل .
      ومَعْلَم كلِّ شيء : مظِنَّتُه ، وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك ، وكله راجع إلى الوَسْم والعِلْم ، وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً .
      والمَعْلَمُ : الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق ، وجمعه المَعالِمُ .
      والعالَمُون : أصناف الخَلْق .
      والعالَمُ : الخَلْق كلُّه ، وقيل : هو ما احتواه بطنُ الفَلك ؛ قال العجاج : فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ جاء به مع قوله : يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس ، فعابَ رؤبةُ على أبيه ذلك ، فقيل له : قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه ، إن أَباك كان يهمز العالمَ والخاتمَ ، يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية .
      وحكى اللحياني عنهم : بَأْزٌ ، بالهمز ، وهذا أَيضاً من ذلك .
      وقد حكى بعضهم : قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحَـَّلأْتُ السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج ، وهو كله شاذ لأنه لا أصل له في الهمز ، ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة ، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة ، والجمع عالَمُون ، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا ، وقيل : جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم .
      وفي التنزيل : الحمد لله ربِّ العالمين ؛ قال ابن عباس : رَبِّ الجن والإنس ، وقال قتادة : رب الخلق كلهم .
      قال الأزهري : الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل : تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً ؛ وليس النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله ، وإنما بُعث محمد ، صلى الله عليه وسلم ، نذيراً للجن والإنس .
      وروي عن وهب بن منبه أن ؟

      ‏ قال : لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم ، الدنيا منها عالَمٌ واحد ، وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء ؛ وقال الزجاج : معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله ، كما ، قال : وهو ربُّ كل شيء ، وهو جمع عالَمٍ ، قال : ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة ، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة .
      قال الأزهري : فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم ، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما ، قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ .
      والعُلامُ : الباشِق ؛ قال الأزهري : وهو ضرب من الجوارح ، قال : وأما العُلاَّمُ ، بالتشديد ، فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ ، وهو الصحيح ، وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف ؛ وأما قول زهير فيمن رواه كذا : حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها طارَتْ ، وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي ، قال : العُلام هنا الصَّقْر ، قال : وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة .
      قال ابن بري : ليس أَحد يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي ؛ قال :

      .
      .
      . يَشْغَلُها * عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ وأَورد ابن بري هذا البيت (* قوله « وأورد ابن بري هذا البيت » أي قول زهير : حتى إذا ما هوت إلخ ) مستشهداً به على الباشق بالتخفيف .
      والعُلامِيُّ : الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام .
      والعَيْلَمُ : البئر الكثيرة الماء ؛ قال الشاعر : من العَيالِمِ الخُسُف وفي حديث الحجاج :، قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ ؛ يقال : أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ ، وقيل : العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا ، وقيل : هي الواسعة ، وربما سُبَّ الرجلُ فقيل : يا ابن العَيْلَمِ يذهبون إلى سَعَتِها .
      والعَيْلَم : البحر .
      والعَيْلَم : الماء الذي عليه الأرض ، وقيل : العَيْلَمُ الماء الذي عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن ؛ حكاه كراع .
      والعَيْلَمُ : التَّارُّ الناعِمْ .
      والعَيْلَمُ : الضِّفدَع ؛ عن الفارسي .
      والعَيْلامُ : الضِّبْعانُ وهو ذكر الضِّباع ، والياء والألف زائدتان .
      وفي خبر إبراهيم ، على نبينا وعليه السلام : أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ أَمْدَرُ ؛ وهو ذكر الضِّباع .
      وعُلَيْمٌ : اسم رجل وهو أبو بطن ، وقيل : هو عُلَيم بن جَناب الكلبي .
      وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم : أسماء ؛ قال ابن دريد : ولا أَدري إلى أي شيء نسب عبد الأعلم .
      وقولهم : عَلْماءِ بنو فلان ، يريدون على الماء فيحذفون اللام تخفيفاً .
      وقال شمر في كتاب السلاح : العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع ؟

      ‏ قال : ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب : جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي ، وقِدْماً كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجْجَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ وقد ذكر ذلك في ترجمة عله .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى فيتامين في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة
فيتامين [ مفرد ] : ج فيتامينات : ( كم ) مادة عضوية تأخذ أشكالا متنوعة ، توجد في أغلب الخضروات والفواكه ، وعلى شكل أدوية ، وهي ضرورية لإتمام التغذية وتنشيط حيوية الجسم .


معجم اللغة العربية المعاصرة
م [ كلمة وظيفية ] : الحرف الرابع والعشرون من حروف الهجاء ، وهو صوت شفتاني ، مجهور ، ساكن أنفي ، مرقق .
المعجم الوسيط
( انظر: نوم ). وـ نبات الثلثان، وهو عنب الثَّعلب، والرَّبرق، والفَنا؛ وهو من الفصيلة الباذنجانيّة، وهو المعروف في مصر بعنب الدِّيب. ( مج ).
لسان العرب
الميمُ من الحُروف الشَّفَوِيَّة ومن الحُروف المَجْهورة وكان الخليل يسمي الميم مُطْبقَة لأَنه يطبق إِذا لفظ بها
الرائد
* م. الحرف الرابع والعشرون من حروف الهجاء. وهي في حساب الجمل عبارة عن أربعين (40). وتأتي: 1-حرفا يدل على جمع الذكور، نحو: «ذلكم خير لكم». 2-إسم استفهام بعد حروف الجر، نحو: «بم؟ علام؟ إلام؟» وأصلها «ما» الاستفهامية، وحركتها فتحة.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: