" الحَرَضُ مُحَرَّكَةً : الفَسَادُ " يَكُون " في البَدَنِ وفي المَذْهَبِ وفي العَقْلِ " قالَه ابنُ عَرَفَةَ . الحَرَضُ : " الرَّجُلُ الفَاسِدُ المَرِيضُ " يُحْدِثُ في ثِيَابِه وَاحِدُه وَجَمْعُه سَوَاءٌ كما في الصّحاح " كالحَارِضَةِ والحَارِضِ والحَرِضِ كَكَتِفٍ " يقَالُ : إِنَّه حَارِضَةُ قَوْمه أَي فَاسِدُهم . الحَرَضُ : " الكَالُّ " المُعْيِي قِيلَ : هو " المُشْرِفُ عَلَى الهَلاَكِ كالحَارِض " . يُقَالُ : رَجُلٌ حَرَضٌ وحَارِضٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاكِ . قِيلَ : الحَارِضَةُ والحَرَضُ : " مَنْ لا خَيْرَ عِنْدَه " وهو مَجَاز ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ : رَجُلٌ حَارضَةٌ : لا خَيْرَ فيه قال :
" يا رُبَّ بَيْضَاءَ لها زَوْجٌ حَرَضْ
" حَلاَّلَةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ " أَو " هو الَّذِي " لا يُرْجَى خَيْرُه ولا يُخَاف شَرُّه " وهو مَجَاز . يُقَال " للْوَاحِدِ والجَمْع والمُؤَنَّثِ " قالَ الفَرَّاءُ : يُقَال : رَجُلٌ حَرَضٌ وقَوْم حَرَضٌ وامْرَأَةٌ حَرَضٌ يَكُون مُوَحَّداً على كُلّ حالٍ الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ فيه سَوَاءٌ . قال : ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ : للذَّكَرِ حَارِضٌ والأُنْثَى حَارِضَةٌ . ويُثَنّى هُنَا ويُجْمَع لأَنَّهُ خَرَجَ على صُورَةِ فَاعل وفَاعلق يُجْمَعُ . قال : وأَمَّا الحَرَضُ فتُرِكَ جَمْعُهُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ بمَنْزِلَة دَنَفٍ وضَنىً قَوْمٌ دَنَفٌ وضَنىً ورَجُلٌ دَنَفٌ وضَنىً . وقال الزّجَاج : مَنْ قَال رَجُلٌ حَرَضٌ فمَعْنَاه ذُو حَرَضٍ ولذلِكَ لا يُثْنَى ولا يُجْمَع وكَذلكَ رَجُلٌ دَنَفٌ : ذُو دَنَف وكَذلكَ كُلّ ما نُعِتَ بالمَصْدَر . " وقد يُجْمَعُ على أَحْرَاض " كسَبَب وأَسْبَاب وكَتِف وأَكْتَاف وصَاحِب وأَصْحَاب على " حُرْضَان " بالضَّمّ وهو أَعْلَى على " حِرَضَةٍ " يكَسْر ففَتْح . وفي اللّسَان : وأَما حَرِضٌ بالكَسْرِ فجَمْعُه حَرِضُونُ لأَنَّ جَمْعَ السَّلامة في فَعِلٍ صِفَةً أَكْثَرُ وقد يَجُوز أَنْ يُكَسَّر على أَفْعَال لأَنَّ هذَا الضَّرْبَ من الصَّفَةِ رُبَّمَا كُسِّرَ عَلَيْه نَحْوُ نَكدٍ وأَنْكَادٍ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : الحَرَضُ : " مَنْ أَذَابَه العشْقُ أَو الحُزْنُ " وهو في مَعْنَى مُحْرَضِ كما في الصّحاح " كالمُحَرَّضِ كمُعَظَّم " . وضَبْطُ الصّحاح يَقْتَضِي أَن يَكُونَ كمُكْرَم . قال اللَّيْثُ : الحَرَضُ : " مَنْ لا يَتَّخِذُ سلاَحاً ولا يُقَاتِلُ " جَمْعُهُ أَحْرَاضٌ وحُرْضانٌ وأَنشد للطِّرِمَّاح :
مَنْ يَرُمْ جَمْعَهُمْ يَجِدْهُمْ مَرَاجِي ... حَ حُمَاةً للعُزَّل الأَحْراضِ
الحَرَضُ : " السَّاقِطُ " الَّذِي " لاَ يَقْدِر على النُّهُوض " . وقيل : هو السَّاقطُ الَّذي لا خَيْرَ فيه " كالحَرِيض والحَرِض والمُحَرَّض والإِحْرِيضِ " كأَمِيرٍ وكَتِفٍ ومُعَظَّمٍ وإِزْمِيلٍ وضَبَطَهُ غَيْرُهُ في الثالِث كمُكْرَمٍ . " وقد حَرِضَ كفَرِحَ " . هذَا القَوْلُ نُبْذَةٌ من كَلاَمِ أَبِي عُبَيْدَة الَّذِي قَدَّ مْنَاه عن الجَوْهَرِيّ ومَعْنَاهُ أَذَابَهُ الحُزْنُ أَو العِشْقُ . وأَمّا فِعْلُ الحَرَضِ بمَعْنَى السَّاقِطِ فحَرَضَ يَحْرُضُ حُرُوضاً كما في اللِّسَانِ أَيْ من حَدِّ نَصَرَ أَو كَرُمَ وأَنا على شَكٍّ في أَحدِهِمَا فإِنِّي ما رأَيْتُه مَضْبُوطاً . الحَرَضُ : " الرَّدِيءُ من النَّاسِ القَبِيحُ " مِنَ الكَلاَمِ " والجَمْعُ أَحْرَاضٌ . فأَمَّا قولُ رُؤْبَةَ :
" يا أَيُّهَا القَائلُ قَوْلاً حَرْضَا
" إِنَّا إِذَا نَادَى مُنَادٍ حَضَّا فإِنّهُ احْتَاجَ فسَكَّنَهُ كما في اللِّسَان . وجَعَلَهُ الصَّاغَانِيّ لُغَةً ولم يَقُلْ للضَّرُورَةِ . الحَرَضُ : " المُضْنَى مَرَضاً وسُقْماً . ومنه " قَوْلُه تَعَالَى : " " حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً " أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ " . وقال أَبو زَيْدٍ : أَيْ مُدْنَفاً . وقال قَتَادَةُ : حَتَّى تَهْرَمَ وتَمُوتَ " وقد حَرَضَ " الرَّجُلُ " يَحْرُضُ ويَحْرِضُ " من حَدّ نَصَرَ وضَرَبَ " حُرُوضاً " بالضَّمِّ وكذلك حَرْضاً بالفَتْحِ أَي هَلَكَ . " وحَرَضَ الرَّجُلُ " نَفْسَهُ يَحْرِضُهَا " حَرْضاً من حَدِّ ضَرَبَ : " أَفْسَدَها " وهو مَجَاز . " وحَرضَ . ككَرُمَ وفَرِحَ : طَالَ هَمُّهُ وسُقْمُه " فهو حَرِضٌ . يُقَال : حَرُضَ الرَّجُلُ إِذا " رَذُلَ وفَسَدَ فهو حَارِضٌ " وكَذلِكَ مَحْرُوضٌ أَي مَرْذُولٌ " فاسِدٌ مَتْرُوكٌ بَيِّنُ الحَرَاضَةِ " بالفَتْح " والحُرُوضَةِ والحُرُوضِ " بضَمِّهما . " ويُقَالُ : رَجُلٌ حِرْضَةٌ بالكَسْرِ " أَي ساقِطٌ مَرْذُولٌ لا خَيْرَ فيه . " ج حِرَضٌ كعَنبٍ " ولَوْ قال : كقِرَد كَانَ أَحْسَن . " ونَاقَةٌ حَرَضٌ مُحَرَّكَةً : ضَاوِيَّةٌ " مَهْزُولَةٌ " والمَحْرُوضُ : المَرْذُولُ " كالحَارِضِ . " وحَرَضُ مُحَرَّكَةً : د باليَمَنِ " في أَوائِلِه عَلَى رَأْسِ الوَادِي سَهَام مِمَّا يَلِي مَكَّةَ شَرَّفَها الله تَعَالَى بَيْنَهُ وبَيْنَ حَلْيٍ مَفازَهٌ ومن أَعْمَالِهِ العريشُ وقد تَقَدَّم ذِكرهُ في مَوْضِعِه قال الحَافِظُ : وقد خَرَجَ منه جَمَاعَةٌ فُضَلاءُ . الحَرَضُ " من الثَّوْبِ : حَاشِيَتُه وطُرَّتُه وصَنِفَتُهُ " كما في العُبَاب . الحُرْضُ " بضَمَّة وبضمَّتَيْن : الأُشْنَانُ " تُغْسَلُ به الأَيْدِي عَلَى إِثْرِ الطَّعَامِ الأَوَّلُ حَكَاهُ سِيبَوَيْه كما في نُسَخِ الكِتَابِ وفي بَعْضِها بالفَتْحِ . وقال أَبُو زِيَادٍ : هو دِقَاقُ الأَطْرَافِ وشَجَرَتُه ضَخْمَةٌ ورُبَّمَا استُظلَّ بها ولها حَطَبٌ وهو الَّذِي يَغْسِلُ به النَّاسُ الثِّيَابَ قال : ولم نَرَ حُرْضَاً أَنْقَى وأَشَدَّ بَيَاضاً من حُرْض يَنْبُتُ باليَمَامَةِ وإِنَّمَا هو بَوادٍ من اليَمَامَةِ يُقَال له جَوُّ الخَضَارِمِ . قال زُهَيْرٌ يَصِفُ حِمَاراً :
كأَنَّ بَرِيقَهُ بَرَقَانُ سَحْلٍ ... جَلاَ عن مَتْنِه حُرْضٌ وماءُوقال الأَزْهَرِيّ : شَجَرُ الأُشْنانِ يُقَال له الحَرْضُ . وهو من النَّجِيلِ " وقُرِئَ بِهِ " قَوْلُه تَعَالَى : " حَتَّى تَكُونَ حَرضاً " " أَي حَتَّى تَكُونَ كالأُشْنانِ نُحولاً " هكذا بالنُّونِ والصَّوابُ قُحُولاً بالقَاف " ويُبْساً " . قال الصَّاغَانِيّ : وهي قراءَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ . قال : وكانَ السُّدِّيّ يَعيبُ هذه القِرَاءَةُ . " ومَنْصُورُ بنُ مُحَمَّدٍ " هكذا في النُّسَخِ والَّذِي في التَّبْصِير : مُحَمَّد ابنُ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الأُشْنَانِيّ رَوَى عنه القَاسِمُ بن الصَّفّارِ . أَبو أَحْمَدَ " عَبْدُ الباقِي بنُ عَبْدِ الجَبَّار " الهَرَوِيّ صاحبُ أَبِي الوَقْتِ " الحُرْضِيَّانِ " بالضَّمِّ " مُحَدِّثانِ " . والمِحْرَضَة بالكَسْرِ : وِعَاؤُهُ " أَي الحُرضُ يُتَّخَذُ من خَشَبٍ أَوْ شَبَهٍ ونَحْوِهِ والجَمْعُ المَحَارِضُ . يُقَالُ : نَاوِلْهُ المِحْرَضَةَ وأَعِدَّ الأَبَارِيقَ والمَحَارِضَ . " والحَرَّاضُ ككَتَّانٍ : مَنْ يَحْرِقُه للْقِلْيِ " . وفي الصّحاح : الَّذِي يُوقِدُ على الحُرضِ لَتَّخِذَ منه القِلْيَ أَي للصَّبَّاغِين قِيلَ : يُحْرَقُ الحَمْضُ رَطْباً ثم يُرَشُّ المَاءُ على رَمَادِه فيَنْعَقدُ فيَصِيرُ قِلْياً وأَنشَدَ في العُبَاب لعَدِيِّ بْن زَيْد العبَاديّ :
مثْلُ نَارِ الحَرَّاضِ يَجْلُو ذُرَى المُز ... نِ لِمَنْ شَامَهُ إِذَا يَسْتَطيرُ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : شَبَّهَ البَرْقَ في سُرْعَةِ وَميضه بالنَّار في الأُشْنَانِ لسُرْعَتِها فيهِ . الحَرَّاضُ أَيْضاً : " المُوقِدُ على الصَّخْرِ لاتِّخاذِ النُّورَةِ أَو الجصِّ " كما في الصّحاح . بالكُوفَةِ الحَرَّاضَةُ " بِهَاءٍ " هي " سُوقُ الأُشْنانِ " عن أَبِي حَنيفَهَ . الحُرَاضُ " كغُرَابٍ ع " قُرْبَ مَكَّةَ " بَيْن المُشَاشِ والغُمَيْرِ فَوْقَ ذَاتِ عِرْقٍ " إِلى البُسْتَانِ قِيلَ : كانتْ بِهِ العُزَّى وقيلَ بالنَّخْلَةِ الشَّامِيَّة . وقد جَاءَ ذِكْرُهُ في الحَدِيث : قال الفَضْل ابنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيُّ :
وقد كَانَتْ وللأَيَّامِ صَرْفٌ ... تُدَمِّنُ مِنْ مَرَابِعهَا حُرَاضَا " وذُو حُرُض كعُنُق : ع أَو وَاد " لبَنِي عَبْدِ اللهِ بْن غَطَفَانَ " عنْد " مَعْدِن " النَّقِرَةِ " بينهما خَمْسَةُ أَمْيَال قِيلَ هو " ع بأُحُد " قُرْبَ المَدِينَةِ المشَرَّفَةِ . " وحُرَاضَانُ كخُرَاسَانَ : وَادٍ بالقَبَليَّةِ " كما في التَّكْمِلَةِ والعبَابِ . حُرَاضَةُ " كثُمَامَةَ : ماءٌ قُرْبَ المَدِينَةِ " المُشرَّفَة " لبَنِي جُشَمَ " بنِ مُعَاوِيَةَ ويُقَال فيه حَرَاضَةُ كسَحَابَة كما في التَّكْمِلَة . " والأَحْرَض " من الرِّجَالِ " المُتَفَتِّتُ أَشْفَارِ العَيْنِ " قَالَه ابن عَبَّادٍ . أَحْرُضُ " بضَمِّ الرَّاءِ : جَبَلٌ ببِلادِ هُذَيْلٍ " أَو مَوْضعٌ في جِبَالِهم كما في المُعْجَم كأَنَّهُ جَمْع حَرْضٍ بالفَتْح كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ سُمِّيَ بذلك " لأَنَّ مَنْ شَرِبَ مِنْ مَائِه " حَرِضَ أَي " فَسَدَعْ مَعِدَتُه " كما في المُعْجَم والعُبَاب . من المَجَازِ قولُهم : خِبْتَ بابَاغِيَ الكَرَمِ بَيْنَ " الحُرْضَةِ " والبَرَم هو " بالضَّمِّ أَمينُ المُقَامِرِين " كما في العُبَاب . ويُقَالُ هو الَّذِي يُفِيضُ القِدَاحَ للأَيْسَارِ لِيَأْكُلَ من لَحْمِهِم وهو مَذْمُومٌ كالبَرَم كما في الأَسَاس . وفي الصّحاح : الَّذِي يَضْرِبُ للأَيْسَار بالقِدَاحِ لا يَكُونُ إِلاَّ سَاقطاً بَرَماً . وفي اللِّسَان : يَدْعُونَع بذلِكَ لرَذَالَتِه . قال الطِّرِمَّاحُ يَصفُ حِمَاراً :
ويَظَلُّ المَلئُ يُوفِي عَلَى القِرْ ... ن عَذُوباً كالحُرْضَة المُسْتفاضِ قال : المُستَفاضُ : الَّذِي أُمِر أَنْ يُفِيضَ القِدَاحَ . " والإِحْرِيضُ بالكَسْرِ : العُصْفُرُ " عامَّةً وقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيث عَطاءٍ وقيل : هو العُصْفُر الذي يُجعَل في الطَّبْح وقيل : هو حَبُّ العُصْفُرِ قال الرَّاجِزُ :
" أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عَن الغُمُوضِ
" بَرْقٌ سَرَى في عَارِضٍ نَهُوضِ
" مُلْتَهِبٌ كلَهَبِ الإِحْرِيض
" يُزْجِي خَرَاطِيمَ غَمَامٍ بِيضٍ" وحَرِضَ كفَرِحَ : لَقَطَهُ " . حَرِضَ الرَّجُلُ : " فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ " فهو حَرِضٌ . " وأَحْرَضَه " الحُبُّ : " أَفْسَدَه " قاله أَبو عُبَيْدَة وأَنْشَدَ للعَرْجِيّ :
إِنّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فأَحْرَضَنِي ... حَتَّى بَلِيتُ وحَتَّى شَفَّنِي السَّقَمُ أَي أَذَابَنِي كما في الصّحاح . ويُقَال : أَحْرَضَه المَرَضُ فهو حَرِضٌ وحارِضٌ إِذَا أَفْسَدَ بَدَنَهُ وأَشْفَى على الهَلاكِ وهو مَجَازٌ . أَحْرَضَ " فُلانٌ وَلَدَ وَلَدَ سَوْءْ " نقله الجَوْهَرِيّ . " وحَرَّضَهُ تَحْرِيضاً : حَثَّه " على القِتَالِ وأَحْمَاهُ عَلَيْه كما في الصّحاح . وقال ابنُ سيدَه : التَّحْرِيضُ : التَّحْضِيضُ . قال اللهُ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ على القِتَالِ " . وقال الزَّجَّاجُ : تَأْوِيلُه حُثَّهُمْ على القِتَالِ قال : وتَأْوِيلُ التَّحْرِيضِ في اللُّغَةِ أَن تَحُثَّ الإِنْسَانَ حَثَّاً يَعْلَمُ منه أَنَّه حارضٌ إِن تَخَلَّفَ عَنْه . قال : والحَارِضُ : الَّذِي قَدْ قَارَبَ الهَلاَكَ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : حَرَّضَ " زَيْدٌ : شَغَلَ بِضَاعَتَه في الحُرْضِ " أَي الأَشْنَان . قال أَيضاً : حَرَّضَ " ثَوْبَه " إِذا " صَبَغَه بالإِحْرِيضِ " أَي العُصْفُر . حَرضَ " الثّوْبُ " إِذا " بَلِيَ " حَرَضُه وهو حاشِيَتُه و " طُرَّتُهُ " وصَنِفَته . مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنَّه من باب التَفْعِيل والصَّوَابُ أَنَّهُ من حَدِّ فَرِحَ كما في العُبَابِ والتَّكْملَة . قال اللِّحْيَانيّ : " المُحَارَضَةُ : المُدَاوَمَةُ على العَمَلِ " وكَذلِكَ المُوَاظَبَةُ والمُوَاصَبَة والمُوَاكَبَة وقِيلَ في تَفْسِيرِ الآيَة : " حَرِّضِ المُؤْمِنِين عَلَى القِتَالِ " . أَيْ حُثَّهُمْ عَلَى أَنْ يُحَارِضُوا على القِتَال حَتَّى يُثْخِنُوهُم . قال ابنُ عَبَّادٍ : المُحَارَضَةُ : المُضَارَبَةُ بالقِدَاح " وقد حَارَضَ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : حَرَضَهُ المَرَضُ كأَحْرَضَهُ إِذا أَشْفَى منه على شَرَفِ المَوْتِ . وفي التَّهْذِيب : المُحْرَضُ الهَالِكُ مَرَضاً الَّذِي لا حَيٌّ فيُرْجَى ولا مَيّتٌ فيُوأَسُ منه . قال امرؤُ القيْس :
" أَرى المَرْءَ ذَا الأَذْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاًكإِحْرَاضِ بَكْرٍ في الدِّيارِ مَرِيضِويُرْوَى مُحْرِضاً . وأَحْرَضَهُ المَرَضُ : أَدْنَفَهُ وأَسْقَمَهُ . ويُقَال : كَذَبَ كَذْبَةً فأَحْرَضَ نَفْسَه أَي أَهْلَكَهَا . وجاءَ بقَوْلٍ حَرَضٍ أَي هَالِكٍ . ونَاقَةٌ حُرْضَانُ بالضَّمِّ : ساقطَةٌ . وجَمَلٌ حُرْضانُ : هَالِكٌ . وكَذلِكَ النَّاقَةُ بغَيْر هَاءٍ . وأَحْرَضَهُ : أَسْقَطَهُ . ومنه قَولُ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ : سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ ويُذْئر العَدُوَّ ويُقَوِّي الضَّرُورَةَ . قال : أَي يُسْقِطُه . وكُلُّ شَيْءٍ ذَاوٍ : حَرَضٌ بالتَّحْريك . والأَحْرَاضُ : السَّفِلَةُ من النَّاسِ والَّذِين اشْتَهَرُوا بالشَّرِّ أَو هُمُ الَّذِين أَسْرَفُوا في الذُّنُوب فأَهْلَكُوا أَنْفُسَهم . ومنه حَدِيث مُحلِّم بنِ جَثَّامَةَ قالَ : " كُلُّنَا إِلاَّ الأَحْرَاض " . وقيل أَرادَ بِهِ الَّذِينَ فَسَدَتْ مَذَاهِبُهم . وقال الجَوْهَريّ : الأَحْرَاضُ : الضِّعافُ الَّذِين لا يُقَاتِلُون كالحُرْضانِ . والحُرْضَة بالضَّمِّ : الَّذِي لا يَشْتَرِي اللَّحْمَ ولا يَأْكُلُه بثَمَنٍ إِلاَّ أَنْ يَجدَهُ عِنْدَ غَيْرِه . حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ عن أَبِي الهَيْثَمِ . ورَجُلٌ حَارِضٌ : أَحْمَقُ والأُنْثَى بالهَاءِ . وقَوْمٌ حُرْضَانٌ : لا يَعْرِفُونَ مَكَانَ سَيِّدهم . والحُرْضُ بالضَّمّ : الجِصُّ . والحَرَّاضَةُ بالتَّشْدِيد : المَوْضِعُ الَّذِي يُحْرَقُ فيه الأُشْنَانُ وقِيلَ : هو مَطْبَخُ الجِصِّ كُلُّ ذلِكَ اسمٌ كالبَقَّالَةِ والزَّرَّاعَةِ . والإِحْرِيضُ بالكَسْرِ : المُوقِدُ على الأُشْنَانِ . وحَرْضٌ بالفَتْح : ماءٌ مَعْرُوفٌ بالبَاديَةِ . ويُقَال : حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً : أَزَالَ عَنْه الحُرْضَ كما تَقُولُ قَذَّيْتُه إِذَا أَزَلْتَ عَنْه القَذَى . نقله المُصَنِّف في البَصَائِرِ . وأَحْرَضَه عَلَى الشَّيْءِ إِحْراضاً مثل حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً كما في التَّكْمِلَة . والأَحْرَاضُ : مَوْضِعٌ في قَوْلِ ابن مُقْبِل :
وأَقْفَرَ منها بَعْدَ ما قَدْ تَحُلُّهُ ... مَدافِعُ أَحْرَاض وما كانَ يُخْلِفُ كما في المُعْجم . وحَرَّضَ تَحْرِيضاً : صَارَ ذَا حُرْضَةِ بالضَّمّ وهو أَمِينُ المُقَامَرِين كما في التَّكْمِلَة . وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الحُرَيْضِيّ بالضَّمِّ من أَهْلِ نَيْسَابُورَ سَمِعَ أَبَا طَاهِرِ بْنَ مخمش الزِّيادِيّ تَرْجَمَهُ الخَطِيبُ في تارِيخ بَغْدَادَ ماتَ سنة 446