" السِّرَاج " بالكسر " : م " أَي معروف وهو المِصْباح الزّاهر الذي يُسْرَجُ باللّيل جمعه سُرُجٌ . وقد أَسْرَجْت السِّرَاج : إِذا أَوْقَدْته
والمَسْرَجَة بالفتح : التي يُوضع فيها الفَتيلةُ والدُّهْنُ
وقال شيخنا نقلاً عن بعض أَهل اللغةِ : السِّراجُ : الفَتِيلةُ الموقَدَة وإِطلاقُه على مَحلِّها مجازٌ مشهور
قلت : وفي الأَساس : ووضعَ المِسْرَجة على المَسْرَجة . المكسورة التي فيها الفَتيلة والمفتوحة التي توضع عليها . انتهى . وقد أَغفله المصنّف
وفي الحديث : " عُمَرُ سِراجُ أَهلِ الجَنَّةِ " أَي هو فيما بينهم كالسِّراج يُهتدَى به
" والشَّمْس " : سراجُ النهار مجاز . وفي التَّنْزيل : " وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً وقوله تعالى : " وَدَاعِياً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً " إِنما يريد مثل السِّرَاج الذي يستضاءُ به أو مثل الشمس في النور والظهور والهُدَى سِرَاجُ المؤمِن على التَّشْبِيه ومنهم من جعل " سِرَاجاً " صفةً لِكِتَاب أَي ذا كتاب مُنير بَيِّنٍ قال الأَزهريّ : والأَوَّلُ حَسَنٌ والمعنى : هادِياً كأَنّه سِراجٌ يُهتَدى به في الظُّلَم
ومن سَجَعات الحَرِيريّ في أَبي زَيْد السَّروجيّ : تاج الأُدباءِ وسِرَاج الغرباءِ . أَي أَنهم يستضيئون به في الظُّلَم
وسِراجٌ عَلَمٌ . قال أَبو حنيفةَ : هو سِراجُ بنُ قُرَّةَ الكِلابيّ . وسَرَجَتْ شَعْرَهَا وسَرَّجَتْ مخفّفة ومشدّدة : " ضَفَرتْ " . وهذه مما لم يذكرها ابنُ منظور ولا الجوهريّ ولا رأَيتها في الأُمّهاتِ المشهورةِ . وأَنا أَخشى أَن يكون مُصَحَّفاً عن : سرحت بالمهملة فراجِعْه
ومن المجاز : سَرِجَ الرجُلُ " كفَرِح : حَسُنَ وَجْهُهُ " قيل : هو مُوَلَّد وقيل : إِنه غريب
وسَرِجَ : إِذا " كَذَب كَسَرَج كنَصَر " والأَوّل مرجوحٌ وسَرَج الكَذِبَ يَسْرُجه سَرْجاً : عَمِلًه
والسَّرْجُ : رَحْلُ الدَّابَّةِ معروف ولذا لم يتعرّضْ له المصنِّف إِلاّ استطراداً . والجمع سُرُوجٌ . وهو عربيّ . وفي شفاءِ الغليل أَنه مُعرَّب عن سَرْك : و " أَسْرَجْتُهَا : شَدَدْتُ عليها السَّرْجَ " فهي مُسْرَجٌ . " والسَّرّاجُ مُتَّخِذُه " وصانِعه أَو بائِعه " وحِرْفَتُه السِّرَاجَة " بالكسر على قاعدة المصادر من الحِرَف والصنائع كالتِّجَارة والكتابة ونحوهما
ومن المجاز : رَجُلٌ سَرّاجٌ مَراجٌ : أَي كَذّاب يَزيد في حَديثِه . وقيل : السَّرَّاج : هو الكَذّاب الذي لا يَصْدُق أَثَرَه يَكذِبُك من أَينَ جاءَ ويُفرَد فيقال : رجلٌ سَرّاجٌ . وقد سَرّجَ . ويقال " بكَّلَ على أُمِّ فُلانٍ فسَرِّجْ عليها بأُسْرُوجَة " وفي الأَساس سَرَّجَ عليَّ أُسْرُوجةً وتَسَرّجَ عليَّ : تَكَذَّبَ وإِنه يُسَرِّج الأَحاديثَ تَسْرِيجاً . وكل ذلك مجازٌ
" وسُرَيْجٌ " كزُبَيْر : " قَيْنٌ " معروف وهو الذي " تُنْسَب إِليه السُّيُوفُ السُّرَيْجيّةُ " . وشَبَّه العَجّاجُ بها حُسْنَ الأَنْفِ في الدِّقَّة والاستواءِ فقال :
" وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا كذا في اللِّسَان . وقيل : أَي كالسِّرَاج في البَرِيِقِ واللَّمَعانِ . وقد أَنكر ذلك أَهلُ المعاني والبيان
وأَبو سعيدِ محمدُ بنُ القاسِمِ بنِ عُمَرَ بنِ سُرَيْجٍ عالمُ العراقِ وفقيهُها والهَيْثَم بن خالد السُّرَيْجيُّونَ نسبة إِلى جَدِّهم عُلماءُ مُحدِّثونَ
" وسَرْجُ بن إِبراهيمَ الخليلِ صلواتُ الله عليه وسلامُه " عُدَّ من جُمْلَة أَولاده وأُمُّه قَطُورَا بنت يَقْطُنَ
وسَرْجٌ بلا لام عَلَمُ جماعةٍ من المُحَدِّثين منهم يُوسُفُ بنُ سَرْجٍ وصالحُ بنُ سَرْجٍ ومحمدُ بنُ سِنَان بنِ سَرْجٍ المحدّثونَ . وسالم بنُ سَرْجٍ : تابِعِيٌّ كُنْيَته أَبو النُّعْمَانِ ذَكَرَه ابنُ حِبْانَ
وسَرْجٌ : " ع " . والسُّرْجَجُ كتُرْتَبٍ بضمّ فسكون ففتح : الدائمُ
" والسُّرْجُوجُ " بالضم : الأَحمقُ . " والسِّرْجِيجَة " بالكسر " والسُّرْجوجة " بالضمّ : الخُلُقُ والطَّبيعةُ والطَّرِيقةُ . يقال : الكَرَمُ من سِرْجِيجَتِه أَي خُلُقِه حكاه اللِّحْيَانيّ . وعن أَبي زيدٍ إِنه لكريمُ السُّرْجُوجة والسِّرجيجةِ أَي كريمُ الطَّبيعة . في الصّحاح عن الأَصمعيّ إِذا استوتْ أَخلاقُ القومِ قيل : هم على سُرْجُوجَةٍ واحدةٍ ومَرِنٍ ومَرِسٍ
" وسُرْجَةُ " بالضمّ " كصُبْرَة : ع قُرْبَ سُمَيْساطَ . و : ة بحَلَبَ . وحِصْينٌ بين نَصِيبِين ودُنَيْسَرَ " بضمّ الدّال وفتح النُّون أَي رأْس الدُّنيا وسيأْتي ذكْرُهَا
" وسَرُوجُ " بالفتح : " د قُرْبَ حَرّان " العَوَامِيدِ المشهور بِالنِّسبة إِليها أَبو زيدٍ المَعْزُوّ إِليه المقاماتُ الحَرِيريّة
ومن المجاز : سَرَجَ اللهُ وَجْهَه و " سَرَّجَه تَسْرِيجاً " أَي " بهَّجَه وحَسَّنَه " . وفي اللسان : سَرَّجَ الشيءَ زَيَّنَه . وسَرَجَه اللهُ وسَرَّجه . وَفَّقَه . والذي قاله المصنِّف فهو بإِجماعِ أَهل اللغةِ كالبَيْهَقيّ وابنِ القَطّاع والسَّرَقُسْطيّ وابنِ القُوطيّة . وكان شيخُ شيخِنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمد بن الشاذليّ رحمهما الله تعالى يَبحث في ثُبوته ويَرى أَنه غير ثابتٍ في الكلام القديم وقد أَشار إِلى ذلك شيخُنا في حواشِي عقودِ الجُمانِ
ومما يستدرك عليه : جَبِينٌ سارِجٌ أَي واضحٌ كالسِّراج عن ثعلب . وأَنشد :
" يا رُبَّ بَيْضَاءَ من العَواسِجِ
" لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ
" هَأْهاءَةٍ ذَاتِ جَبِينٍ سارِجِ والأُسْرُوجَةُ الكذبُ وقد تقدّم
والسِّرْجِينُ والسَّرْجُونُ : وهو الزِّبْل قد جَزَم كثيرُون على زيادةِ نونعما . والمصنّف أَوْرَدَه في النُّون من غير تنبيهٍ عليه هنا
والسِّرَجُ بالكسر وهو غير الشَّيْرَجِ بالمعجمة بمعنى السَّليط وهو دُهْن السِّمْسِم معّربُ سِيرَه