القَرَظُ مُحَرَّكَة : وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ كما في الصّحاح وهو قَوْلُ اللَّيْثِ أَو ثَمَرُ السَّنْطِ ويُعْتَصَرُ مِنْهُ الأَقَاقِيَا . وقال أَبُو حَنِيفَةَ : القَرَظُ : أَجْوَدُ مَا تُدْبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِي أَرْضِ العرَبِ وهي تُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وثَمَرِهِ . وقال مَرَّةً : القَرَظُ : شَجَرٌ عِظَامٌ لَهَا سُوقٌ غِلاظٌ أَمْثَالُ شَجَرِ الجَوْزِ ووَرَقُهُ أَصْغَرُ من وَرَقِ التَّفّاحِ ولَهُ حَبٌّ يُوضَعُ في المَوَازِينِ وهو يَنْبُتُ في القِيعَانِ وَاحِدَتُه قَرَظَةٌ وبِهَا سُمٍّيَ الرَّجُل قَرَظَةَ وقُرَيْظَةَ
قُلْتُ : وقالَ ابنُ جَزْلَةَ : أَقَاقيَا : هو عُصَارَةُ القَرَظِ وفِيه لَذْعٌ وأَجْوَدُه الطَّيِّبُ الرّائحَةِ الرًّزينُ الصُّلْبُ الأَخْضَرُ يَشُدُّ الأَعْضَاءَ المُسْتَرْخِيَة إِذا طُبِخَ في ماءِ وصُبَّ عَلَيْها
والقَارِظُ : مُجْتَنِيهِ وجامِعُهُ . والقَرّاظُ كشَدّادٍ : بائِعُهُ وأَدِيمٌ مَقْرُوظٌ : دُبِغَ أَو صُبِغَ بِهِ يُقَالُ : قَرَظَ السِّقاءِ يقْرِظُهُ قَرْظاً أَيْ دَبَغَهُ بالقَرَظِ أَوْ صَبَغَهُ بِهِ
وكَبْشٌ قرَظِيٌّ كعَرَبِيّ وجُهَنِيٍّ الأخِيرُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ يَمَنِيٌّ لأَنَّهَا مَنَابِتُه نَقَلَه الجَوْهَرِيّ
والقَارِظانِ : رَجُلانِ أَحَدُهُمَا يَذْكُرُ بنُ عَنَزَةَ وهو الأَكْبَرُ كانَ لِصُلْبِهِ والآخَرُ عامِرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْمِ بن يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ كذا ذكره ابن الأعرابي وقال غيره : هو رهم بن عامر وهو الأصغر ويقال له القارظ الثاني وكلاهما من عنزة يُقَالُ : إِنَّهُمَا خَرَجَا في طَلَبِ القَرَظِ يَجْتَنِيَانِهِ فَلَمْ يَرْجِعَا فضُرِبَ بِهِمَا المَثَلُ فَقَالُوا : لا آتِيكَ أَوْ يَؤُوبَ القارِظُ يُضْرَبُ في انْقِطَاعِ الغَيْبَةِ وإِيَّاهُما أَرادَ أَبُو ذُؤَيْبٍ بِقَوْلِهِ :
وحَتَّى يؤُوبَ القَارِظَانِ كِلاهُمَا ... ويُنْشَرَ فِي القَتْلَى كُلَيْبٌ لِوائِل وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْدُهُمَا من بَنِي هُمَيْم والآخَرُ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ . وقَلَ ابنُ بَرِّيّ : ذَكَرَ القَزَّازُ في كِتَابِ الظّاءِ : أَنَّ أَحَدَ القَارِظَيْنِ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ والآخَرَ عامِرُ بنُ هَيْصَم بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ
وفي المُحْكَمِ : ولا آتِيكَ القارِظَ العَنَزِيّ أَي لا آتِيكَ مَا غَابَ القَارِظُ العَنَزِيّ فأَقَامَ القَارِظَ العَنَزِيَّ مُقامَ الدَّهْرِ ونَصَبَهُ عَلَى الظّرْفِ وهذَا اتِّساعٌ وله نَظائرُ
وقالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ لابْنَتِه عُمَيْرَةَ وهُوَ يَجُودُ بنَفْسِه لَمّا أَصَابَهُ سَهْمٌ من غُلامٍ من أئلَةَ :
وإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبِي ... بسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا
فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظرِي إِيابِي ... إِذا ما القَارِظُ العَنَزِيُّ آبَا
وسَعْدُ بنُ عَائِذٍ المُؤَذنُ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ القَرَظِ الصَّحَابِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وهو مَوْلى عَمارِ بنِ ياسِر رَشِيَ اللهُ عَنْهُ لأَنَّهُ كانَ كُلَّمَا تَجِرَ في شَيْءٍ وَضَعَ فيه وتَجِرَ فيه فَرَبِحَ فلَزِمَهُ أَي لَزِمَ تِجَارَتَهُ فعُرِفَ به وكانَ قَدْ جَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ مُؤَذِّناً بِقُبَاءِ وخَلِيفَةَ بِلاَلٍ إِذا غابَ ثُمَّ اسْتَقَلَّ بالأَذانِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وبَقِيَ الأَذانُ في عَقِبِه . قالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيّ : عاشَ سَعْدُ القَرَظِ إِلَى أَيَّامِ الحَجَّاجِ ورَوَى عَنْهُ ابنُه عُمَرُ وعَمّارٌ
ومَرْوَانُ القَرَظِ أُضِيفَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ كانَ يَغْزُو اليَمَنَ وهي مَنَابِتُه ومِنْهُ المَثَلُ : أَعَزُّ من مَرْوَانِ القَرَظِ وقِيلَ : أُضِيفَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ كان يَحْمِي القَرَظَ لِعِزَّتِهِ . ذَكَرَ الوَجْهَيْنِ المَيْدانِيّ في أَمْثَالِهِ
وقَرَظَهُ بنُ كَعْب بنِ عَمْرٍو مُحَرَّكَةً صَحابِيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا في العُبَابِ . والَّذِي في المُعْجَمِ لابْنِ فَهْدٍ : قَرَظَةُ بنُ كَعْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ من فُضَلاءِ الصَّحابَةِ شَهِدَ أُحُداً ووَلِيَ الكُوفَةَ لعَلِيٍّ وقَدْ شَهِدَ فَتْحَ الرَّيِّ زَمَنَ عُمَرَ
وذو قَرَظٍ مُحَرَّكَةً أَو ذُو قُرَيْظٍ كزُبَيْرٍ : ع باليَمَنِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وقَرَظَانُ مُحَرَّكَةً : حِصْنٌ بزَبِيدَ من أَعْمَالِ اليَمَنِ
وقُرَيْظَةُ كجُهَيْنَةَ : : قَبِيلَةٌ منْ يَهُودِ خَيْبَرَ وكَذلِكَ بَنُو النَّضِيرِ وقَدْ دَخَلُوا في العَرَبِ على نَسَبِهِم إِلى هَارُون أَخِي مُوسَى صَلَوَاتُ الله علَيْهِمَا وعَلَى نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ومِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ وغَيْرُهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . أَمّا قُرَيْظَةُ فإِنَّهُمْ أُبِيرُوا لنَقْضِهِم العَهْدَ ومُظَاهَرَتهِمِ المُشْرِكِينَ على رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسلمَ أَمر بِقَتْل مُقَاتِلِيهِمْ وسَبْيِ ذَرَارِيهم واسْتِفَاءِةِ مالِهِمْ . وأَمّا بَنُو النَّضِير فإِنَّهُم أُجْلُو إلى الشام وفيهم نَزَلَتْ سُورَةُ الحَشْرِ
وقالَ الفَرّاءُ في نَوَادِرهُ : قَرَظْتُه ذَاتَ الشِّمالِ لُغَةٌ في الضَّادِ . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ : قَرِظَ الرَّجُلُ كفَرِحَ : سَادَ بَعْدَ هَوانٍ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ في ق ر ض والصّاغَانِيُّ في العُبَاب
ومن المَجَازِ : التَّقْرِيظُ : مَدْحُ الإِنْسَانِ وهو حَيٌّ والتَّأْبِين : مَدْحُهُ مَيِّتاً . وقولُهم : فُلانٌ يُقَرِّظُ صاحِبَهُ ويُقَرِّضُهُ بالظَّاءِ والضَّادِ جَمِيعاً عن أَبِي زَيْدٍ إِذَا مَدَحَهُ بِحَقٍّ أَو باطِلٍ . وفي الحَدِيثِ : لا تُقَرِّظُونِي كما قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى . وفي حَدِيث عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلانِ : مُحِبٌ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بما لَيْسَ فِيَّ ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنْآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي
وَهُمَا يَتَقَارَظَان المَدْحَ : يَمْدَحُ كُلٌّ صاحِبَهُ ومِثْلُهُ يَتَقارَضَانِ . وقِيلَ : التَّقارُظُ في المَدْحِ والخَيْرِ خاصَّةً والتَّقارُضُ في الخَيْرِ والشَّرِّ . قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : مَأْخُوذٌ من تَقْرِيظِ الأَدِيمِ يُبَالَغُ في دِبَاغِهِ بالقَرَظِ فهو يُزَيِّنُ صاحِبَهُ كما يُزَيِّنُ القَارِظُ الأَدِيمَ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : إِبِلٌ قَرَظِيَّةٌ : تَأْكُلُ القَرَظَ . وأَدِيمٌ قَرَظِيٌّ : مَدْبُوغٌ بالقَرَظ . وحَكَى أَبُو حَنِيفَةَ عن أَبي مِسْحَلٍ : أَدِيمٌ مُقْرَطٌ كأَنَّهُ عَلَى أَقْرَظْتُهُ قالَ : ولَمْ نَسْمَعْهُ واسمُ الصِّبْغِ القَرَظِيُّ عَلَى إِضافَةِ الشَّيِْ إِلَى نَفْسِهِ . والقُرَيْظُ كزُبَيْرٍ : فَرَسٌ لبَعْضِ العَرَبِ
وقَرَظْتُه : حَذَوْتُهُ عن الفَرّاءِ . وقَرَظَةُ مُحَرَّكَةً : قَرْيَةُ بمِصْرَ