" الدُّهْمَةُ : السواد . والأَدْهَمُ : الأَسْود ، يكون في الخيل والإبل وغيرهما ، فَرس أَدْهَمُ وبعير أَدْهَمُ ، قال أَبو ذؤيب : أمِنْكِ البَرْقُ أرْقُبُهُ فهَاجَا ، فبتُّ إخالُهُ دُهْماً خِلاجَا ؟ والعرب تقول : ملوك الخيل دُهْمُها ، وقد ادْهامَّ ، وبه دُهْمَةٌ شديدة . الجوهري : ادْهَمَّ الفرسُ إدْهِماماً أي صار أَدْهَمَ ، وادْهامَّ الشيء ادْهيماماً أي اسوادّ ، وادْهامَّ الزَّرْعُ : عَلاه السواد رِيّاً . وحديقةٌ دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ : خضراء تَضْرِب إلى السواد من نَعْمَتِها ورِيِّها . وفي التنزيل العزيز : مُدْهامَّتان أي سوداوان من شدة الخضرة من الريِّ ؛ يقول : خَضْراوانِ إلى السواد من الرِّيّ ، وقال الزجاج : يعني أنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إلى السواد ، وكل نبت أَخضر فتَمامُ خِصْبِهِ ورِيِّهِ أن يَضْرِبَ إلى السواد . والدُّهْمةُ عند العرب : السواد ، وإنما قيل للجَنَّة مُدْهامَّة لشدة خضرتها . يقال : اسودَّت الخضرة أي اشتدَّت . وفي حديث قُسٍّ : ورَوْضة مُدْهامَّة أي شديدة الخضرة المتناهية فيها كأَنها سوداء لشدة خضرتها ، والعرب تقول لكل أَخضر أسْودُ ، وسميت قُرَى العراق سواداً لكثرة خضرتها ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل : دُهْماً كأَنَّ الليل في زُهَائِها ، لا تَرْهَبُ الذِّئْبَ على أَطْلائها يعني أنها خُضْرٌ إلى السواد من الرِّيّ ، وأن اجتماعها يُرِي شُخوصَها سوداً وزُهاؤها شخوصها ، وأَطلاؤها أولادها ، يعني فُسْلانَها ، لأنها نخل لا إبِلٌ . والأدْهَمُ : القيد لسواده ، وهي الأَداهِمُ ، كسَّروه تكسير الأَسماء وإن كان في الأَصل صفة لأَنه غلب غَلَبةَ الاسم ؛ قال جرير : هو القَيْنُ وابن القَيْنِ ، لا قَيْنَ مثلُهُ لبَطْحِ المَساحي ، أو لِجَدْلِ الأَداهِمِ أبو عمرو : إذا كان القَيدُ من خَشب فهو الأَدْهَمُ والفَلَقُ . الجوهري : يقال للقيد الأَدْهَمُ ؛
وقال : أوعَدَني ، بالسِّجنِ والأَداهِمِ ، رِجْلي ، ورِجْلي شََثْنَةُ المَناسِمِ والدُّهْمَةُ من ألوان الإبل : أن تشتد الوُرْقَةُ حتى يذهب البياضُ . بَعِيرٌ أَدْهَمُ وناقة دَهْماءُ إذا اشتدت وُرْقَتُهُ حتى ذهب البياض الذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتى اشتد السوادُ فهو جَوْنٌ ، وقيل : الأَدْهمُ من الإبل نحو الأصفر إلا أنه أقلُّ سواداً ، وقالوا : لا آتيك ما حَنَّت الدَّهْماء ؛ عن اللحياني ، وقال : هي النَّاقة ، لم يزد على ذلك ؛ وقال ابن سيده : وعندي أنه من الدُّهْمَةِ التي هي هذا اللون ، قال الأصمعي : إذا اشتدت وُرْقَةُ البعير لا يخالطها شيء من البياض فهو أدْهَمُ . وناقة دَهْماءُ وفرس أَدْهَمُ بَهِيمٌ إذا كان أَسود لا شِيَةَ فيه . والوطأَةُ الدَّهْماءُ : الجديدة ، والغَبْراءُ : الدارِسَةُ ؛ قال ذو الرُّمَّة : سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ ، من غير جَعْدَةٍ ، ثَنَى أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ أَراد غير جَعْدَة . وقال الأصمعي : أثَرٌ أدْهَمُ جَديد ، وأثر أَغْبرُ قَديم دارِسٌ . وقال غيره : أثرٌ أَدْهَمُ قديم دارِس . قال : الوَطْأَة الدَّهْماءُ القديمة ، والحمراء الجديدة ، فهو على هذا من الأضداد ؛
قال : وفي كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أنت واجدٌ بها أَثَراً منها جَديداً وأَدْهَمَا والدَّهْماءُ : ليلة تسع وعشرين . والدُّهْمُ ثلاث ليال من الشهر لأنها دُهْمٌ . وفي حديث عليّ ، عليه السلام : لم يمنع ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ سَجْفِ الليل المظلمِ ؛ الادْهِمامُ : مصدر ادْهَمَّ أي اسودّ . والادْهِيمامُ : مصدر ادْهامَّ كالاحْمرار والاحْمِيرار في احْمَرَّ واحْمارَّ . والدَّهْماء من الضأْنِ : الحمراءُ الخالصة الحُمْرةِ . الليث : الدَّهْمُ الجماعة الكثيرة . وقد دَهَمُونا أي جاؤونا بمرة جماعة . ودَهَمَهُمْ أمرٌ إذا غشيهم فاشِياً ؛ وأنشد : جِئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُومَا وفي حديث بعض العرب وسَبَقَ إلى عرفات : اللهم اغفر لي من قبل أن يَدْهَمَك الناسُ أي يكثروا عليك ؛ قال ابن الأثير : ومثل هذا لا يجوز أن يُسْتَعْمَلَ في الدعاء إلاَّ لمن يقول بغير تَكَلُّفٍ . الأزهري : ولما نزل قوله تعالى : عليها تِسْعَةَ عَشَرَ ؛ قال أبو جهل : ما تستطيعون يا مَعشر قُرَيْشٍ ، وأنتم الدَّهْمُ ، أن يَغْلِبَ كلُّ عشرة منكم واحداً منهم أي وأنتم العدد الكثير ؛ وجيش دَهْمٌ أي كثير . وجاءهم دَهْمٌ من الناس أي كثير . والدَّهْمُ : العدد الكثير . ومنه الحديث : محمد في الدَّهْمِ بهذا القَوْر ، وحديث بَشير بن سَعْد : فأَدركه الدَّهْمُ عند الليل ، والجمع الدُّهوم ؛ وقال : جئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما مَجْرٍ ، كأَنَّ فوقَهُ النُّجوما ودَهِمُوهُمْ ودَهَمُوهُمْ يَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً : غَشُوهُمْ ؛ قال بِشْرُ بن أبي خازِمٍ : فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بكل طِمِرَّةٍ ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَة مِرْجَمِ وكل ما غشيك فقد دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْماً ؛ أنشد ثعلب لأبي محمد الحَذْلَمِيِّ : يا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ ، يوم تَلاقَى شاؤُه ونَعَمُهْ ابن السكيت : دَهِمَهم الأمر يَدْهَمُهُمْ ودَهِمَتْهم الخيل ، قال : وقال أبو عبيدة ودَهَمَهُمْ ، بالفتح ، يَدْهَمُهُمْ لغة . وأتتكم الدُّهَيْماءُ ؛ يقال : أَراد بالدُّهَيماء السوداء المظلمة ، ويقال : أراد بذلك الداهية يذهب إلى الدُّهَيْمِ اسم ناقة ، وفي حديث حُذَيْفَةَ : وذكر الفتنة فقال أتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمي بالنَّشَفِ ثم التي تليها ترمي بالرَّضْفِ ؛ وفي حديث آخر : حتى ذكرَ فتنة الأَحْلاس ثم فتنة الدُّهَيْماءِ ؛ قال أبو عبيدة : قوله الدُّهَيْماءُ نراه أَراد الدَّهْماء فصَغَّرها ، قال شمر : أراد بالدَّهْماء الفتنة السوداء المظلمة والتصغير فيها للتعظيم ، ومنه حديثه الآخر : لتكونَنَّ فيكم أربع فِتَنٍ : الرَّقْطاءُ والمظْلِمةُ وكذا وكذا ؛ فالمُظْلِمةُ مثل الدَّهْماءِ ، قال : وبعض الناس يذهب بالدُّهَيْماء إلى الدُّهَيْمِ وهي الداهية ، وقيل للداهية دُهَيْمٌ أَن ناقة كان يقال لها الدُّهَيْمُ ، وغزا قوم من العرب قوماً فَقُتِلَ منهم سبعة إخْوة فحُمِلوا على الدُّهَيْمِ ، فصارت مثلاً في كل داهيةٍ . قال شمر : وسمعت ابن الأعرابي يروي عن المُفَضَّل أن هؤلاء بنو الزَّبَّان ابن مُجالِدٍ ، خرجوا في طلب إبل لهم فلقيهم كثيف ابن زُهَيْرٍ ، فضرب أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم في جُوالِقٍ وعَلَّقه في عُنق ناقة يقال لها الدُّهَيْمُ ، وهي ناقة عمرو بن الزَّبَّان ، ثم خَلاّها في الإبل فراحت على الزَّبَّان فقال لما رأى الجُوالِقَ : أَظن بَنِيَّ صادوا بيض نَعام ، ثم أهوى بيده فأَدخلها في الجُوالِقِ فإذا رَأْسٌ ، فلما رآه ، قال : آخِرُ البَزِّ على القَلُوصِ ، فذهبت مثلاً ، وقيل : أَثقل من حِمْل الدُّهَيْمِ وأَشأَم من الدُّهَيْمِ ؛ وقيل في الدُّهَيمِ : اسم ناقة غزا عليها ستة إخوة فقُتِلُوا عن آخرهم وحُمِلوا عليها حتى رجعت بهم ، فصارت مثلاً في كل داهية ، وضربت العرب الدُّهَيْمَ مثلاً في الشر والداهية ؛ وقال الراعي يذكر جَوْرَ السعاة : كتبَ الدُّهَيْمُ من العَداءِ لِمُسْرِفٍ عادٍ ، يُريدُ مَخانةً وغُلولا وقال الكميت : أَهَمْدانُ مَهْلاً لا يُصَبِّح بُيوتَكمْ بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ الدُّهَيْمِ ، وما تََزْبي وهذا البيت حجة لما ، قاله المفضّل . والدَّهْماء : الجماعة من الناس . الكسائي : يقال دَخَلْتُ في خَمَرِ الناس أي في جماعتهم وكثرتهم ، وفي دَهْماء الناس أَيضاً مثله ؛
وقال : فَقَدْناك فِقْدانَ الربِيع ، وليْتَنا فَدَيْناكَ ، من دَهْمائِنا ، بأُلوفِ وما أدري أيُّ الدَّهْمِ هو وأَيُّ دَهْمِ الله هو أَي أيّ خَلْقِ الله . والدَّهْماءُ : العدد الكثير . ودَهْماءُ الناس : جماعتهم وكثرتهم . والدُّهَيْماءُ ، تصغير الدَّهْماء : الداهية ، سميت بذلك لإظْلامِها ، والدُّهَيْم أُمّ الدُّهَيْمِ الدَّواهي ، وفي المحكم : الداهية . وفي الحديث : من أَراد أهل المدينة بدَهْمٍ أي بغائلة من أمر عظيم يَدْهَمُهُمْ أي يَفْجَؤُهُمْ . ويقال : هَدَمَهُ ودَهْدَمَه بمعنى واحد ؛ قال العجاج : وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ والنُّؤْيِ ، بَعْدَ عَهْدِهِ المُدَهْدَم يعني الحاجز حول البيت إذا تهدم ؛
وقال : غير ثَلاثٍ في المَحَلِّ صُيَّمِ رَوائم ، وهُنَّ مثل الرُّؤَّمِ ، بعد البِلى ، شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ ورَبْعٌ أَدْهَمُ : حديث العهد بالحَيِّ ، وأَرْبُعٌ دُهْمٌ ؛ وقال ذو الرمة أيضاً : ألِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأَنَّها بَقِيَّةُ وَحْيٍ في بُطونِ الصَّحائف ؟ الأزهري : المُتَدَهَّمُ والمُتَدَأّمُ والمُتَدَثِّرُ هو المَجْبوسُ المأْبونُ . والدَّهْماءُ : القِدْرُ . ابن شميل : الدَّهْماء السوداء من القُدور ، وقد دَهَّمَتْها النارُ . والدَّهْماء : سَحْنَةُ الرجل . وفَعَلَ به ما أَدْهَمَهُ أي ساءَه وأَرْغَمَهُ ؛ عن ثعلب . والدَّهْماءُ : عُشْبَة ذات ورق وقُضُبٍ كأنها القَرْنُوَةُ ، ولها نَوْرَةٌ حمراء يُدْبَغُ بها ، ومَنْبِتُها قِفافُ الرمل . وقد سَمَّوْا داهِماً ودُهَيْماً ودُهْماناً . والدُّهَيْم : اسم ناقة ، وقد تقدم ذكرها . ودُهْمان : بطن من هُذَيْلٍ ؛ قال صَخْرُ الغَيِّ : ورَهْط دُهْمانَ ورَهْطُ عادِيَهْ والأَدْهَمُ : فرس عَنْتَرَةَ بن مُعاوية (* المشهور أنه عنترة بن شدّاد )، صفة غالبة . "