ذَبَّ عَنْهُ يَذُبُّ ذَبًّا : دَفَعَ وَمنَع وذَبَبْتُ عنه وفلانٌ يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه ذَبًّا أَي يَدْفَعُ عنهم وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه " إنَّمَا النِّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إلاَّ مَا ذُبَّ عَنْه " قال :
" مَنْ ذَبَّ مِنْكُمْ ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ
" أَوْ فَرَّ مِنْكُمْ فَرَّ عَنْ حَرِيمِهِ والذَّبُّ : الطَّرْدُ ومن المجاز : أَتَاهُمْ خَاطِبٌ فَذَبُّوهُ : رَدُّوهُ
وذَبَّ فلانٌ يَذِبُّ ذَبًّا : اخْتَلَفَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ ويوجدُ في بعض النسخ بالواو بدل الفاء في مكانٍ واحدٍ
وذَبَّ الغَدِيرُ يَذِبُّ : جَفَّ في آخِرِ الحَرِّ عن ابن الأَعْرَابيّ وأَنشد :
" مَدَارِينُ إنْ جَاعُوا وأَذْعَرُ مَنْ مَشَىإذَا الرَّوْضَةُ الخَضْرَاءُ ذَبَّ غَدِيرُهَا وذَبَّتْ شَفَتُهُ تَذِبُّ ذَبًّا وذَبَباً مُحَرَّكَةً وذُبُوباً : يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ عَطَشاً أَي من شِدَّةِ العَطَشِ أَو لِغَيْرِهِ كذا في النسخ وفي بعضها لِغَيْرَةٍ كَذَبَّبَ هكذا في النسخ والصواب كَذَبِبَت وذَبَّ لِسَانُه كذلك قال :
" هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بَعْدَ نَهَلْ
" مِنْ بَعْدِ مَا ذَبَّ اللِّسَانُ وذَبَلْ وذَبَّ جِسْمُهُ : ذَبَلَ وهُزِلَ وذَبَّ النَّبْتُ : ذَوَى ومن المجاز : ذَبَّبَ النَّهَارُ إذا لَمْ يَبْقَ مِنْه إلاَّ ذُبَابَةٌ أَيْ بَقِيَّةٌ وقال :
" وانْجَابَ النَّهَارُ وذَبَّبَا وذَبَّ فلانٌ إذا سَحَبَ لَوْنُهُ كذا في النسخ والصواب شَحَبَ بالشينِ المعجمة والحَاءِ وذَبَّ : جَفَّ وذَبَّبْنَا لَيْلَتَنَا تَذْبِيباً أَي أَتْعَبْنَا فِي السَّيْرِ . وَلاَ يَنَالُونَ المَاءَ إلاَّ بِقَرَبٍ مُذَبِّبِ أَي مُسْرِعٍ قال ذو الرمة :
مُذَبِّبَةٌ أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي ... وتَهْجِيرِي إذَا اليَعْفُورُ قَالاَ أَي سَكَنَ في كِنَاسِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ وفي الأَسَاس ومن المجاز : ذَبَّبَ فِي السَّيْرِ : جَدَّ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ ذُبَابَةً وجَاءَنَا رَاكِبٌ مُذَبِّبُ كَمُحَدِّثٍ : عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ قال عنترة :
يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إثْرِهِ ... وأَدْرَكَهُ وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ إمَّا أَنْ يَكُونَ على النَّسَبِ وإمَّا أَنْ يَكُونَ خَشِيباً فحَذَفَ للضَّرُورَةِ
وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ : طَوِيلٌ يُسَارُ فيهِ إلَى المَاءِ من بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسَّيْرِ وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ : لاَ فُتُورَ فيهِ وقوله :
" مَسِيرَة شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ المُذَبْذِبِ أَرَادَ المُذَبِّبَ وثَوْرٌ مَذَبِّبٌ وطَعْنٌ ورَمْيٌ غَيْرُ تَذْبِيبٍ إذا بُولِغَ فيهِ وبَعِيرٌ ذَابٌّ كذا في النسخ والذي في لسان العرب بعِيرٌ ذَبٌّ أَي لاَ يَتَقَارُّ في مَكَانٍ واحدٍ قال :
فَكَأَنَّنَا فِيهِمْ جِمَالٌ ذَبَّةٌ ... أُدْمٌ طَلاَهُنَّ الكُحَيْلُ وقَارُ فقولُه " ذَبَّةٌ " بالهَاءِ يدل على أَنَّه لم يُسَمِّ بِالمَصْدَرِ إذ لو كَانَ مصدراً لقَالَ جِمَالٌ ذَبٌّ كقولك : رِجَالٌ عَدْلٌ
ورَجُلٌ مِذَبٌّ بالكَسْرِ وذَبَّاب كشَدَّادٍ : دَفَّاعٌ عنِ الحَرِيمِ وذَبْذَبَ : حَمَى وسيأْتي
والذَّبُّ بالفَتْحِ : الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ النَّشِيطُ ويقال له أَيضاً ذَبُّ الرِّيَادِ غير مهموزٍ وهو مجاز سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ يَخْتَلِفُ ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ وقيل : لأَنَّهُ يَرُودُ فَيَذْهَبُ ويَجِيءُ قال ابنُ مُقْبِل :
يُمَشِّي بهِ ذَبُّ الرِّيَادِ كَأَنَّهُ ... فَتًى فَارِسِيٌّ فِي سَرَاوِيلَ رَامِحُ وقال النابغة :
كَأَنَّمَا الرَّحْلُ منها فَوْقَ ذِي جُدَدٍ ... ذَبِّ الرِّيَادِ إلى الأَشْبَاحِ نَظَّارِ وقال أَبو سعيد : إنما قيل له : ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّ رِيَادَه : أَتَانُهُ التي تَرُودُ مَعَهُ وإنْ شئتَ جعلتَ الرِّيَادَ : رَعْيَهُ نَفْسِهِ لِلْكَلإِ وقال غيرُه : قيل : ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّه لا يَثْبُتُ في رَعْيِهِ في مكانٍ واحد وَلاَ يُوطِنُ مَرْعًى واحِداً
والأَذَبُّ سمَّاه مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ وقال :
بِلاَدٌ بها تَلْقَى الأَذَبَّ كأَنهُ ... بها سابِرِيٌّ لاَحَ منه البَنَائِقُ وأَرَادَ : تَلْقَى الذَّبَّ فقَالَ : الأَذَبَّ لِحَاجَتِهِ قال الأَصمعيّ وفلانٌ ذَبُّ الرِّيَادِ ومن المجاز : فُلاَنٌ ذَبُّ الرِّيَادِ : يَذْهَبُ ويَجِيءُ هذِه عن كُراع . والذُّنْبُبُ كقُنْفُذٍ أَيضاً وهذه عن الصاغانيّ
وشَفَةٌ ذَبَّانَةٌ كرَيَّانَةٍ ويوجدُ في بعض النسخِ ذَبَّابَةٌ بباءَيْنِ وهو خطأٌ قال شيخنا : يعني أَنها من الأَوصاف التي جاءَت على فَعْلاَنَةٍ وهي قليلةٌ عند أَكثرِ العربِ قِيَاسِيَّةٌ لِبَنِي أَسَدٍ أَي ذَابِلَةٌ
والذُّبَابُ م وهو الأَسوَدُ الذي يكون في البيوت يَسْقُطُ في الإِناءِ والطَّعَامِ قال الدَّمِيرِيُّ في حياة الحيوان : سُمِّيَ ذُبَاباً لكَثْرَةِ حَرَكَتِه واضْطِرَابِه أَو لأَنَّه كُلَّمَا ذُبَّ آبَ قال :
إنَّمَا سُمِّيَ الذُّبَابُ ذُبَاباً ... حَيْثُ يَهْوِي وكُلَّمَا ذُبَّ آبَا والذُّبَابُ أَيضاً : النَّحْل قال ابنُ الأَثِير : وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه " فَاحْمِ لَهُ فإنَّمَا هُوَ ذُبَابُ الغَيْثِ " يَعْنِي النَّحْلَ أَضَافَهُ إلى الغَيْثِ على معنى أَنه يكونُ مع المَطَرِ حيث كان ولأَنه يعيشُ بأَكلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ الوَاحِدَةُ من ذُبابِ الطَّعَامِ ذُبَابَةٌ بهاءٍ ولا تقل : ذِبَّانَةٌ أَي بِشَدِّ المُوَحَّدَةِ وبعدَ الأَلفِ نُونٌ وقال في ذُبَابِ النَّحْلِ : لاَ يُقَالُ ذُبَابَة في شْيءٍ من ذلك إلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ روى عن الأَحْمَرِ ذُبَابَة هكذا وقع في كتاب المُصَنَّفِ روايةِ أَبِي عليٍّ وأَما في رواية عليِّ بنِ حَمْزَةَ فَحَكَى عن الكسائيّ الشَّذَاةُ : ذُبَابَةُ بعضِ الإِبِلِ وحُكِيَ عن الأَحْمَرِ أَيْضاً النُّعَرَةُ : ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ على الدَّوَاب فَأَثْبَتَ الهَاءَ فيهما والصوابّ : ذُبَابٌ وهو واحدٌ كذَا في لسان العرب . وفي التهذيب : وَاحِدُ الذِّبَّانِ بِغَيْرِ هَاءٍ قال : وَلاَ يُقَالُ : ذُبَابَةٌ وفي التنزيل : " وإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً " فسَّرُوه للواحِدِ ج أَذِبَّةٌ في القِلَّةِ مثلُ غُرَابٍ وأَغْرِبَة قال النابغة :
" ضَرَّابَة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ وذِبَّانٌ بالكَسْرِ مثل غِرْبَانٍ وعن سيبويهِ : ولم يقتصروا به على أَدْنَى العَدَدِ لأَنهم أَمِنُوا التضعِيفَ يَعْنِي أَنَّ فُعَالاً لا يُكْسَّرُ في أَدنى العدد على ذِبَّانٍ ولو كان مما يُفْضِي بِه إلى التضعيف كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ وقد حكى سيبويه مع ذلك : ذُبٌّ بالضم في جمع ذُبابٍ فهو مع هذا الإِدغام على اللغة التميمية كما يرجعون إليها فيما كان ثانية واواً نحْوُ خُون ونُورٍ وفي الحديث " عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْماً والذُّبَابُ في النَّارِ " قيل : كونُه في النار ليس بعذَابٍ وإنما لِيُعَذَّبَ به أَهلُ النَّار بوقُوعِه عليهم ويقال : وإنَّهُ لأَوْهَى مِنَ الذُّبَابِ وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ وأَبْخَرُ مِنْ أَبِي الذُّبَابِ وكَذَا أَبُو الذِّبَّانِ وهُمَا الأَبْخَرُ وقد غَلَبَا على عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ لِفَسَادٍ كان في فَمِهِ قال الشاعر :
" لَعَلِّيَ إنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةًعَلَى ابنِ أَبِي الذِّبَّانِ أَنْ يَتَنَدَّمَا يَعْنِي هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ وذَبَّ الذُّبَابَ وذََبَّبَهُ : نَحَّاهُ ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبَابِ أَيِ الجَهْلِوأَرْضٌ مَذَبَّةٌ : ذَاتُ ذُبَاب قاله أَبو عبيد ومَذْبُوبَةٌ الأَخيرةُ عن الفراءِ كما يقال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ أَي كَثِيرَتُهُ وبَعِيرٌ مَذْبُوبٌ : أَصَابَه الذُّبَابُ وأَذَبُّ كذلك قاله أَبو عبيد في كتاب أَمْرَاضِ الإِبِل وقيل : الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جميعاً : الذي إذا وقَع في الرِّيفِ والرِّيفُ لاَ يَكُونُ إلاَّ في الأَمْصَارِ اسْتَوْبَأَهُ فمَاتَ مكانَه قال زيادٌ الأَعجم :
كَأَنَّكَ من جِمَالِ بَنِي تَمِيمٍ ... أَذَبُّ أَصَابَ مِنْ رِيفٍ ذُبَابَا يقولُ : كَأَنَّكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفاً فأَصَابَهُ الذُّبَابُ فالتَوَتْ عُنُقَه فمَاتَ
والمِذَبَّةُ بالكَسْرِ : مَا يُذَبُّ بِهِ الذُّبَابُ وهي هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ ويقال : أَذْنَابُهَا مَذَابُّهَا وهو مجاز
والذُّبَابُ أَيضاً : نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ والجَمْعُ كالجَمْعِ
والذُّبَابُ كالذُّبَابَةِ مِنَ السَّيْفِ : حَدُّهُ أَو حَدُّ طَرَفِهِ الذي بين شَفْرَتَيْهِ وما حَوْلَهُ مِنْ حَدَّيْهِ : ظُبَتَاهُ والعَيْرُ : النَّاتِئُ في وسَطِهِ من باطنٍ وظاهِرٍ ولَهُ غِرَارَانِ لكُلِّ واحِدٍ منهما ما بين العَيْرِ وبين إحْدَى الظُّبَتَيْنِ من ظاهِرِ السيفِ وما قُبَالَةَ ذلك من باطنٍ وكُلُّ واحِدٍ من الغِرَارَيْنِ من باطنِ السيفِ وظاهِرِه وقيلَ : ذُبَابُ السَّيْفِ : طَرَفُهُ المُتَطَرِّفُ الذي يُضْرَبُ به وفي الحديث " رَأَيْتُ ذُبَابَ سَيْفِي كُسِرَ فَأَوَّلَتْهُ أَنَّه يُصَابُ رَجُلٌ من أَهْلِ بَيْتِي " . فقُتِلَ حَمْزَة ويقال : ثَمَرةُ السَّوْطِ يَتبعها ذُبَاب السَّيْفِ وهو مجاز
والذُّبَابُ مِنْ الأُذُنِ أَي أُذُنِ الإِنْسَانِ والفَرَسِ : مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِهَا قال أَبو عُبَيْد : فِي أُذُنَيِ الفَرَسِ ذُبَابَاهُمَا وهُمَا ما حَدَّ مِنْ أَطْرَافِ الأُذُنَيْنِ وهو مجاز يقال : انظرْ إلى ذُبَابَيْ أُذُنَيْهِ وفَرْعَي أُذنيه
والذُّبَابُ مِنَ الحِنَّاءِ : بَادِرَةُ نَوْرِهِ والذُّبَابُ مِنَ العيْنِ : إنْسَانُهَا على التشبيهِ بالذُّبَابِ ومن المجاز قولُهم : هُوَ عَلَيَّ أَعَزُّ مِنْ ذُبَابِ العَيْنِ والذُّبَابُ : الطَّاعُونُ والذُّبَابُ الجُنُونُ وقد ذُبَّ الرجلُ بالضَّمِّ إذا جُنَّ فهو مَذْبُوبٌ وأَنشدَ شَمِرٌ للمَرَّارِ بنِ سَعِيدٍ :
وَفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً سَمَاحٌ ... وَفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً ذُبَابُ أَي جُنُونٌ وفي مُخْتَصَرِ العَيْنِ : رَجُلٌ مَذْبُوبٌ أَيْ أَحْمَقُ وفي الحديث " أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً طَوِيلَ الشَّعرِ فَقَالَ : ذُبَابٌ ذُبابٌ " الذُّبَابُ : الشُّؤْم أَي هَذَا شُؤْمٌ . ورَجُلٌ ذُبَابِيٌّ مأْخوذٌ من الذُّبَابِ وهو الشُّؤمُ وذُبَابُ أَسْنَانِ الإِبِلِ : حَدُّهَا قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
وتَسْمَعُ للذُّبَابِ إذَا تَغَنَّى ... كَتَغْرِيدِ الحَمَامِ عَلَى الغُصُونِ وفي الحديث : " أَنَّه صَلَبَ رَجُلاً عَلَى ذُبَابٍ " هو جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ وقيل : الذُّبَابُ : الشَّرُّ الدَّائِم يقال : أَصَابَكَ ذُبَابٌ من هذا الأَمْرِ وفي حديث المُغيرَةِ " شَرُّهَا ذُبَابٌ " وفي الأَسَاس : ومن المجاز : وأَصَابَنِي ذُبَابُ شَرٍّ وأَذًى ومن المجاز رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيَادِ : زَوَّارٌ لِلنِّسَاءِ عن أَبي عَمرو وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه :
" مَا لِلْكَوَاعِبِ يا عَيْسَاءُ قَدْ جَعَلَتْتَزْوَرُّ عَنِّي وتُثْنَى دُونِيَ الحُجَرُ
" قَدْ كُنْتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغَلَّقَةٍذَبَّ الرِّيَادِ إذَا مَا خُولِسَ النَّظَرُ والأَذَبُّ : الطَّوِيلُ وهو أَحَدُ تَفْسِيرَيْ بَيْت النابغةِ الذبيانيّ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ :
" يَا أَوْهَبَ النَّاسِ لِعَنْسٍ صُلْبَهْ
" ذَاتِ هِبَابٍ في يَدَيْهَا خدْبَهْ
" ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَرِ الأَذَبَّهْ فيمَا رُوِيَ بفتح الذَّال والأَذَبُّ مِنَ البَعِيرِ : نَابُهُ قال الرَاجزُ وهو الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ ويُرْوَى لِدُكَيْنٍ وهو موجودٌ في أَرَاجِيزِهِمَا :
" كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأَذَبِّ
" صَرِيفُ خُطَّافٍ بقَعْوٍ قَبِّوالذَّبِّيُّ بالفَتْحِ : الجِلْوَازُ نقله الصاغانيّ
والذَّبْذَبَةُ : تَرَدُّدُ الشَّيْءِ وفي لسان العرب : هُوَ نَوْسُ الشيْءِ المُعَلَّقِ في الهَوَاءِ وتذَبْذَبَ : نَاسَ واضْطَرَبَ والذَّبْذَبَةُ : حِمَايَةُ الجِوَارِ والأَهْلِ وذَبْذَبَ الرجلُ : إذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلَ أَي حَمَاهُمْ والذَّبْذَبَةُ : إيذَاءُ الخَلْقِ وسيأْتي في كلام المؤلف أَنَّه لا يقال : إيذَاءٌ وإنما يقال أَذِيَّة وأَذًى والذَّبْذَبَة : التَّحْرِيك هكذا في النسخ الموجودة والذي في لسان العرب : التَّذَبْذُبُ : التَّحَرُّكُ وتَذَبْذَبَ الشيءُ : نَاسَ واضْطَرَبَ وذَبْذَبَهُ هُوَ وأَنشد ثعلب :
" وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ
" ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِهِ الرَّجِيفُ وفي الحَدِيث : " فَكَأَنِّي أَنْظُر إلى يَدَيْهِ يَذَّبْذَبَانِ " أَي يَتَحَرَّكَانِ ويَضْطَرِبَانِ يُرِيدُ كُمَّيْيهِ والذَّبْذَبَةُ : اللِّسَانُ وقِيلَ : الذَّكَرُ وفي الحديث " مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ فَقَدْ وُقِيَ " . الذَّبْذَبُ : الفَرْج والقَبْقَبُ : البَطْنُ وفي روايةٍ " مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ " يَعْنِي الذَّكَرَ سُمّيَ به لِتَذَبْذُبِهِ أَي لِحَرَكَتِه ومنهم مَنْ فَسَّرَه باللِّسَانِ نقلَهُ شيخُنَا عن بعض شُرَّاحِ الجَامِعِ كالذَّبْذَبِ والذَّبَاذِبِ لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَتَرَدَّدُ وهو على وَزْنِ الجَمْعِ ولَيْسَ بجَمْعٍ ومثلُه في لسان العرب . فقول شيخنا : إنه من أَوزان الجُمُوعِ فإطلاقُه على المُفْرَدِ بعيدٌ عَجِيبٌ قال الصاغانيّ : أَو جُمِع بما حَوْلَهُ قالت امرأَةٌ لزوْجِها واسمُهَا غَمَامَةٌ وزوجُهَا أَسَدِيّ :
" يَا حَبَّذَا ذَبَاذِبُكْ
" إذ الشَّبَابُ غَالِبُكْ والذَّبَاذِبُ : المَذَاكِيرُ وقِيلَ : الذَّبَاذِبُ : الخُصَى واحِدتها ذَبْذَبَةٌ وهي الخُصْيَةُ والذَّبْذَبَةُ والذَّبَاذِبُ : أَشْيَاءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ أَو رَأْسِ البَعِيرِ لِلزِّينَةِ واحِدَتُهَا ذُبْذُبٌ بالضَّمِّ وفي حديث جابرٍ " كانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ لَهَا ذَبَاذِبُ " أَي أَهْدَابٌ وأَطرافٌ واحِدُهَا ذِبْذِبٌ بالكَسْرِ سُمِّيتَ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّكُ على لابِسِها إذا مشَى وقولُ أَبي ذُؤيب :
ومِثْلُ السَّدُوسِيَّيْنِ سَادَا وذَبْذَبَا ... رِجَالَ الحِجَازِ مِنْ مَسُودٍ وَسَائِدِ قيل : ذَبْذَبَا : عَلَّقَا يقولُ : تَقَطَّع دُونَهُمَا رِجَالُ الحجازِ
والذُّبَابَةُ كثُمَامَة : البَقِيَّةُ مِنَ الدَّيْنِ وقِيلَ : ذُبَابَةُ كلِّ شيْءٍ : بَقِيَّتُه وصَدَرَتِ الإِبِلُ وبهَا ذُبَابَةٌ أَي بَقِيَّةُ عَطَشٍ وعن أَبي زيد : الذُّبَابةُ : بَقِيَّةُ الشيْءِ وأَنشد الأَصمعيّ لذي الرمّة :
لَحِقْنَا فَرَاجَعْنَا الحُمُولَ وإنَّمَا ... يُتَلِّي ذُبَابَاتِ الوَدَاعِ المُرَاجِعُ يقول : إنَّمَا يُدْرِكُ بَقَايَا الحَوَائِجِ مَنْ رَاجَعَ فيها والذُّبَابَةُ أَيضاً : البَقِيَّةُ من مِيَاهِ الأَنْهَارِ
وذُبَابَةُ : ع بأَجإٍ و : ع بعَدَنِ أَبْيَنَ نقلهما الصاغانيّ
ورَجُلٌ مُذَبْذِبٌ بكسر الذالِ الثانيةِ ويُفْتَح وكذا مُتَذَبْذِبٌ : مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَو بَيْنَ رَجُلَيْنِ ولا يُثْبِتُ صُحبةً لواحدٍ منهما وفي التنزيل العزيز في صفة المُنَافِقِينَ " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلكَ لاَ إلَى هؤُلاءِ وَلاَ إلى هؤُلاءِ " المَعْنَى مُطَرَّدِينَ مُدَفَّعِينَ عن هؤلاءِ وعن هؤلاءِ وفي الحديث " تَزَوَّجْ وإلاَّ فَأَنْتَ مِن المُذَبْذَبِينَ " أَيِ المَطْرُودِينَ عنِ المُؤْمِنِينَ لأَنَّكَ تَرَكْتَ طَريقتهم وأَصْلُه من الذَّبِّ وهو الطَّرْدُ قال ابن الأَثير : ويَجُوزُ أَن يكون من الحَرَكَةِ والاضْطِرَابِ
وذَبْذَبٌ : رَكِيَّةٌ بموضعٍ يقال له مَطْلُوبوسَمَّوْا ذُبَاباً كغُرَابٍ وذَبَّاباً مثلَ شَدَّادٍ فمنَ الأَولِ ذُبَابُ بنُ مُرَّةَ تابعيٌّ عن عليٍّ وعَطَاءٌ مَوْلَى ابنِ أَبِي ذُبَابٍ حدَّث عنه المَقْبُرِيّ وإيَاسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ : صَحَابِيٌّ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وسَعْدُ ابنُ أَبِي ذُبَابٍ لَهُ صُحْبَةٌ أَيْضاً ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ الحارثُ بنُ سَعْدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن أَبي ذُبَابٍ الأَخيرُ ذَكره ابنُ أَبِي حاتمٍ ومن الثاني : ذَبَّابُ بنُ مَعَاوِيَةَ العُكْلِيُّ الشاعِرُ نقله الصاغانيّ : وفي الأَساس : ومن المجاز : يَوْمٌ ذَبَّابٌ كَشَدَّادٍ : وَمِدٌ يَكْثُرُ فيه البَقُّ على الوَحْشِ فَتَذُبُّهَا بأَذْنَابِهَا فجُعل فِعْلُهَا لِلْيَوْمِ وفي لسان العرب : وفي الطَّعَامِ ذُبَيْبَاءُ مَمْدُودٌ حَكَاهُ أَبو حَنِيفةَ في باب الطَّعَامِ ولم يُفَسِّرْهُ وقيلَ : إنَّهَا الذُّنَيْبَاءُ وستُذْكر في موضعها
وقال شيخُنَا في شرحه : والذُّبَاباتُ : الجِبَالُ الصِّغَارُ قاله الأَندلسيُّ في شرْحِ المفصّل ونَقله عبدُ القادر البغداديُّ في شرح شواهد الرضى
وقال الزجّاج : أَذَبَّ المَوْضِعُ إذا صَارَ فيه الذُّبَابُ