الفَرْخُ : ولَدُ الطّائرِ هذا الأَصلُ وقد استُعمِل في كلّ صغيرٍ مِنَ الحَيَوانِ والنَّبَات : الشَّجَرِ وغَيرِهَا . ج القليلُ أَفْرُخٌ بضمّ الراءِ وأَفْرَاخٌ وهو شاذّ لأَنّ فَعْلاً الصّحيحَ العَيْنِ لا يُجْمَع على أَفعالٍ وشَذّ منه ثلاثةُ أَلفاظٍ فَرْخٍ وأَفراخٌ وزَنْدٌ وأَزناد وحَمْل وأَحمال قاله ابن هِشام في شرْحِ الكَعبيّة وأَشار إِليه في التَّوضيح وغيرِه . قال : ولا رابع لها بخلاف نَحو ضَيْف وأَضياف وسَيْف وأَسياف فإِنَّه بابٌ واسعٌ كذا نقلَه شيخنا . وفِرَاخٌ بالكسر جمْعٌ كثيرٌ وكذلك فُرُوخٌ بالضّمّ وفُرُخٌ بحذْف الواو وأَفْرِخَةٌ جمعٌ قليل نادرٌ عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
أَفْوَاقُها حِذَةَ الجَفِيرِ كأَنّها ... أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ
وفِرْخَانٌ بالكسر جمْع كَثير . والفَرْخُ : الرَّجُل الذَّليلُ المَطْرُودُ وقد فَرَّخ إِذَا ذَلّ قاله أَبو منصور . ومن المَجاز : الفَرْخُ الزَّرْعُ المُتَهيِّىء للانشِقاقِ بعد ما يَطلُعُ وقيل هو إِذا صارَتْ له أَغصانٌ وقد فَرَّخَ وأَفرَخَ وقال اللّيث : الزَّرْعُ ما دَام في البَذْرِ فهو الحَبُّ فإِذا انشَقَّ الحَبُّ عن الوَرَقِ فهو الفَرْخ فإِذا طَلَع رأْسُه فهو الحَقْل . والفَرْخ عَلَمٌ . والفَرْخُ مُقَدَّمُ الدِّماغِ على التشبيه كما قيل له : العُصْفُورُ جمْعه فِرَاخٌ . قال الفرزدق :
ويَوْمَ جَعلْنا البِيضَ فيه لعامرٍ ... مُصَمّمَةً تَفْأَى فِرَاخَ الجَماجِمِ يَعنِي به الدِّمَاغَ . والفَرْخ : مُقَدَّمُ دِمَاغِ الفَرَس . وأَفْرَخَتِ البَيْضَةُ والطَّائرةُ وفَرَّخَتْ مُشدّداً : صارَ هكذا بالصاد في النسخ التي بأَيدينا والذي في اللسّان وغيره : طار لهَا بالطّاءِ المهملة فَرْخٌ . وهي مُفْرِخٌ كمُحْسِن ومُفرِّخ بالتَّشْدِيد وأَفرَخَ البيضُ : خَرَجَ فَرْخُه وأَفرَخَ الطائرُ : صار ذا فَرْخٍ وفَرَّخَ كذلك . والمَفَارِخُ : مَواضِعُ تَفريخِها لم يذكرُوا له مُفْرَداً . واسْتَفْرَخَ الحَمَامَ : اتَّخَذَها للفِرَاخِ ومنه قَول الحَريريّ . يَستَفْرِخُ حيث لاأَفراخ . ومن المَجاز : فَرَّخَ الرَّوْعُ بفتح الرّاءِ تَفْرِيخاً : ذَهَبَ كأَفْرَخَ ومنهم من ضَبطَ الرُّوع بالضمّ ولا معنَى لذَهاب القَلْب كما هو ظاهرٌ يقال : ليُفرِخ عنك رَوْعُك أَي ليَخرُجْ عنك فزَعُك كَمَا يَخرحُ الفَرْخ عن البَيْضة . وفَرّخَ الرَّجُلُ : تَفْرِيخاً فَزِعَ ورَعَبَ وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ بالبناءِ للمجهول تفريخاً : رُعِبَ وأُرْعِدَ وكذلك الشَّيخُ الضّعيف . وقال الأَزهَرِيّ : يقال للفَرِقِ الرِّعديد : قد فَرّخَ تفريخاً وفَرّخَ القَومُ : ضَعُفُوا أَي صَارُوا كالفِرَاخِ من ضَعْفِهُم . وفي الأَساس : من المَجازِ فرَّخَ الزَّرْعُ تَفريخاً : نَبَتَ أَفراخُهُ وفَرَّخَ شَجرُهم فِرَاخاً كثيرةً وهي ما يَخْرُجُ في أُصوله من صِغَاره . وفَرِخَ الرَّجلُ : كَفَرِح : زَالَ فَزَعُهُ واطْمَأَنَّ . وقال الهوازنيّ : إِذا سَمِعَ صاحبُ الآمّةِ الرَّعْدَ والطَّحْنَ فَرِخَ إِلى الأَرْضِ أَي لَزِقَ بها تفريخاً هذا مُقْتَضى عبارته وقد وَرَد من باب فَرِحَ أَيضاً . وفي حديث أَبي هُريرةَ يا بَنِي فَرُّوخ قال اللَّيْث : هو كَتَنُّورٍ من وَلَدِ إِبراهيمَ عليه وعلى نَبِيّينَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام أَخو سيِّدنا الذّبيح إِسماعيلَ وسيِّدنا الغَيورِ إِسحَاقَ عليهما السّلام وُلدَ بعدهُمَا وكثُرَ نسلُه ونَمَا عَددُه فهو أَبو العَجَمِ الّذين في وَسَطِ البِلادِ وهو فاريٌّ ومعناه السَّعِيد طالُعه وقد تَيٌط واوُه في الاستعمال . وقال الشاعر :
فإِنْ يأْكُلْ أَبو فَرُّوخَ آكُلْ ... ولو كانَتْ خَنَانِيصاً صِغَارَا قال ابن منظور : جَعلَه أَعجميًّا فلم يَصْرِفه لمكانِ العُجْمَة والتّعريف . ومن المجاز أَفْرَخَ الأَمْرُ وفَرَّخَ : اسْتَبَانَ آخِرُ أَمْرِه بَعْدَ اشتِبَاهِ . ومنه أَيضاً أَفرَخَ القَومُ بَيْضَتَهم وفي بعض الأُمَّهات بَيضَهُم إِذا أَبْدَوْا سِرُّهُمْ يقال ذلك للّذي أَظهرَ أَمْرَه وأَخرَجَ خَبَرَه لأَنّ إِفراخَ البَيضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُه ومنه أَيضاً نقل الأَزهريّ عن أَبي عُبَيْدٍ من أَمثالهم المنتشرةِ في كَشْفِ الكَرب عند المخاوِف عن الجَبان قولَهم أَفْرِخْ رُوعَكَ يا فلان أَي سَكِّنْ جَأْشَكَ يقول : ليَذْهبْ رُعبُك وفَزَعُك ؛ فإِنَّ الأَمرَ ليس على ما تُحاذِر . وفي الحديث كتبَ معاوية إِلى ابن زيادٍ أَفْرِخْ روعَك قد وَلَّيناك الكُوفَةَ وكان يَخاف أَن يُولِّيَها غيرَه . وأَفرَخَ فُؤادُ الرَّجُلِ إِذَا خَرَجَ روعُه وانكشَفَ عنه الفَزَعُ كما تُفرِخُ البَيضةُ إِذا انفَلَقَتْ عن الفَرْخِ فخرَجَ . وأَصْلُ الإِفراخ الانكشافُ قال الأَزهريّ : وقَلَبَه ذو الرُّمّة لمعرفته بالمعنى فقال :
ولَّيَ يَهُزّ انهزاماً وَسْطَهَا زَعِلاً ... جَذْلاَنَ قد أَفْرخَتْ عن رَوعِه الكُرَبُ قال : والرَّوْعُ في الفُؤادِ كالفَرْخِ في البَيْضَةِ . وأَنشد :وقُلْ للفُؤادِ إِن نَزَابِك نَزْوَةً ... من الخَوف أَفْرِخْ أَكثَرُ الرَّوْعِ باطلُهْ وقال أَبو عُبَيْدَة : أَفْرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ له أَن يَسكن رَوْعُه ويَذهب . والفَرْخَةُ بفتْح فسكون : السِّنَانُ العرِيضُ . وفُرَيْخ كزُبَيْر : لََبُ أَزْهَرَ بنِ مَرْوَانَ المحدِّثِ . وقولهم فُلانٌ فُرَيْخ قُريشٍ إِنّما هو تَصغِيرُ تَعْظِمٍ على وَجْهِ المدْح كقول الحُبَاب بن المُنذر : أَناجُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّب . والعرب تقول : فلانٌ فُرَيخُ قَوْمِه إِذا كَانُوا يُعظِّمونه ويُكرمونه وصُغِّر على وَجْهِ المبالغةِ في كَرَامته . ومما يستدرك عليه : باض فيهم الشَّيْطَانُ وفَرَّخَ أَي اتَّخَذَهُم مَسكَناً ومعْبراً لا يُفَارِقُهم كما يُلازِم الطائِرُ مَوضعَ بَيْضِه وأَفْراخِه . وقال بعضُهم :
أَرَى فِتْنَةً هَاجَتْ وبَاضَتْ وفَرَّخَتْ ... ولو تُرِكَتْ طَارَتْ إِليها فِرَاخُها وفي الحديث أَنّه نهىَ عن بَيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطَّعَام . قال ابن الأَثير : الفَرُّوخ من السُّنْبُل : ما اسْتَبَانَ عَاقِبَتُه وانعَقَدَ حَبُّه وهو مِثْلُ نَهْيِه عن بَيْعِ المُخَاضَرةِ والمَحَاقَلَة . والفَرِخ ككَتِفٍ : المُدَغْدَغُ من الرِّجَال . والفُرَيخ مُصغَّراً قَينٌ كان في الجاهليّة تُنسَب إِليه النِّصَالُ الفُرَيخِيَّةُ ومنه قولُ الشاعر :
" ومَقْذُوذَينِ مِن بَرْيِ الفُرَيْخِ ومن المجاز : فُلانٌ فَرْخٌ من الفُرُوخ أَي وَلَدُ زِنيً . وقال الخَفاجيُّ في شفاءِ الغَليل : هو إِطلاقُ أَهلِ المدينة خاصَّةَ . وقال شيخنا : بل هو إِطلاقٌ شائعٌ مُوَلّد في الحجاز . وفي الأَساس : فُلانٌ فُرَيْخُ قَوْمِه للمُكرَّم فيهم شَبيهٌ بفُرَيخٍ في بَيتِ قَومٍ يُرَبُّونه ويُرَفْرِفون عليه . وللمعاني متصرَّفَاتٌ ومذاهبُ أَلاَ تَرَاهُم قالوا : أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ حَيْث كانت عَزيزةً لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عليها وحَضْنِها وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ لتَرْكِهَا إِيّاهَا وحَضْنِ أُخرَى . وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّجَ له الأَئمّةُ وذكَرَه الحافظُ في التقريب . وعَمْرُو بن خالدِ بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ والدُ أَبي عُلاَثةَ من رِجال الصَّحيحَيْن