" كَبَتَهُ يَكْبِتُهُ " كَبْتاً من حد ضَرَبَ " : صَرَعَه " فانْكَبَتَ وقيل : كَبَتَ الشَّيْءَ : صَرَعَهُ لوَجْهِه وأَصلُ الكَبْتِ : الكَبُّ وهو الإِلْقَاءُ على الوَجْهِ وقد اسْتَعْمَلُوه في غيرِ ذلك على الإِبْدَال قال شيخُنَا : وفي الحديث " إِنَّ اللهَ كَبَتَ الكَافِرَ " أَي صَرَعَهُ وخَيَّبَه . وكَبَتَه اللهُ لوَجْهِهِ أَي صَرَعَه فلم يَظْفَرْ كَبَتَهُ : " أَخْزَاهُ " كبَتَهُ : " صَرَفَه " كَبَتَهُ : " كَسَرَه " . كَبَتَ : " رَدَّ العَدُوَّ بِغَيْظه " . في الصّحاح : الكَبْتُ : الصَّرْفُ والإِذْلالُ يقال : كَبَتَ اللهُ العَدُوَّ أَي صَرَفَهُ و " أَذَلّهُ " . وفي التَّنْزِيلِ " كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ من قَبْلِهِمْ " وفيه " أَوْ يَكْبِتَهُمْ فيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ " قال أَبو إِسْحَاقَ : معنى كُبِتُوا : أُذِلُّوا وأُخِذُوا بالعَذَابِ بَأَنْ غُلِبُوا كما نزل بمن كانَ قَبْلَهم مِمّن حَادَّ الله . وقال الفَرَّاءُ : كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزِنُوا يوم الخَنْدَق كما كُبِتَ من قاتَلَ الأَنبياءَ قبلَهم قال الأَزهريّ : وقالَ مَن احتجَّ للفَرَّاءِ : أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ فقلبت الدالُ تاءً أُخِذَ من الكَبِدِ وهو مَعْدِنُ الغَيْظِ والأَحقادِ فكأَنّ الغَيْظَ لمَّا بَلَغ بهم مَبْلَغَه أَصابَ أَكبادَهُم فأَحْرَقَها ؛ ولهذا قيل للأَعْدَاءِ : هُمْ سُودُ الأَكْبادِ كذا في التكملة وفي الحديث : " أَنَّهُ رَأَى طَلْحَةَ حَزيناً مَكْبُوتاً " أَي شديدَ الحُزْنِ قيل : الأَصلُ فيه مَكْبُودٌ بالدال أَي أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَهُ فقلبَ الدالَ تاءً قال المُتَنَبِّي :
لأَكْبِتَ حَاسِدِي وأَرَى عَدُوِّى ... كأَنَّهُمَا ودَاعُكَ والرَّحِيلُ وقالُوا : كَبَتَهُ بمعنى كَبَدَهُ إِذا أَصابَ كَبِدَهُ كما قالُوا : رَآهُ إِذا قَطَع رِئَتَهُ وفي العناية في " المُدَّثِّر " : الكَبْتُ : الغَيْظُ والغَمُّ وبرّد كبته بمعنى كبده . " والمُكْتَبِتُ " هو " المُمْتَلِىءُ غَمّاً " أَو غَيْظاً . وتقول : لا زالَ خَصْمُك مَكْبُوتاً وَعَدُوُّك مَبْكُوتاً . ومن المجاز : فلانٌ يَكْبِتُ غَيظَهُ في جَوْفه : لا يُخْرِجُه وتقول : من كَبَتَ غَيْظَهُ في جَوْفِه كَبَتَ الله عَدُوَّه من خَوْفه كذا في الأَساس . وفي شرح المقامَة الصَّنْعانِيّة لأَبِي العبّاس الشَّريشيّ ما نَصُّه : قال الأَصمعيّ : كنا بِطَرِيق مكَّةَ في بعضِ المنازلِ إِذ وقَفْت علينا أَعْرَابِيّة فقالت : أَطْعِمُونَا مما أَطْعَمَكُم اللهُ . فناوَلَها بعضُ القومِ شَيْئاً فقالت : كَبَتَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لكَ إِلاّ نَفْسَكَ . انتهى