أخْطَأَ : خَطِئَ . و أخْطَأَ غَلِظَ ( حاد عن الصواب ) . وفي الحديث : حديث شريف مَن اجتهدَ فأخطأ فله أَجْرٌ //. ويقال : أخطأ فلانٌ : أذنب عمدًا أو سَهْوًا . و أخْطَأَ الهدَفَ ونحوَهُ : لم يُصِبْهُ . وقولهم : :- أخْطَأَ نَوْءُكَ :-: مثل يضرب لمن طلب حاجةً فلم يقدر عليها .
" الخَطَأُ والخَطاءُ : ضدُّ الصواب . وقد أَخْطَأَ ، وفي التنزيل : وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به » عدَّاه بالباء لأَنه في معنىعَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم ؛ وقول رؤْبة : يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ ، أَو نَسِيتُ ، * فأَنتَ لا تَنْسَى ، ولا تمُوتُ فإِنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل ، وهو السَّبَب من العَفْو وهو الـمُسَبَّبُ ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك : إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك ، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة ، وليس كونُ اللّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة ، ولا عن إصابته ، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه ، أَي : إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك ؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى : ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً . وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى ، ولا تقل أَخْطَيْتُ ، وبعضهم يقوله . وأَخْطَأَه . (* قوله « وأخطأه » ما قبله عبارة الصحاح وما بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا .) وتَخَطَّأَ له في هذه المسأَلة وتَخَاطَأَ كلاهما : أَراه أَنه مُخْطِئٌ فيها ، الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل . وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ : عَدَل عنه . وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ : لم يُصِبْه . وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذا طَلَبَ حاجتَه فلم يَنْجَحْ ولم يُصِبْ شيئاً . وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما : أَنه سُئل عن رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فقالت : أَنتَ طالِقٌ ثلاثاً . فقال : خَطَّأَ اللّه نَوْأَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها ؛ يقال لمَنْ طَلَبَ حاجةً فلم يَنْجَحْ : أَخْطَأَ نَوْؤُكَ ، أَراد جعل اللّه نَوْأَها مُخطِئاً لا يُصِيبها مَطَرُه . ويروى : خَطَّى اللّه نَوْأَها ، بلا همز ، ويكون من خَطَط ، وهو مذكور في موضعه ، ويجوز أَن يكون من خَطَّى اللّه عنك السوءَ أَي جعله يتَخَطَّاك ، يريد يَتَعدَّاها فلا يُمْطِرُها ، ويكون من باب المعتلّ اللام ، وفيه أَيضاً حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنه ، قال لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطَلَّقت زَوْجَها : إِنَّ اللّه خَطَّأَ نَوْأَها أَي لم تُنْجِحْ في فِعْلها ولم تُصِب ما أَرادت من الخَلاص . الفرَّاء : خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ ، لُغتانِ . (* قوله « خطئ السهم وخطأ لغتان » كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خطئ وأخطأ لغتان بمعنى وعبارة المصباح ، قال أبو عبيدة : خطئ خطأ من باب علم واخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد . وقال غيره خطئ في الدين واخطأ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وقيل خطئ إِذا تعمد إلخ . فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خطأ عنك السوء ثلاثياً مفتوح الثاني .) والخِطْأَةُ : أَرض يُخْطِئها المطر ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها . ويقال خُطِّئَ عنك السُّوء : إِذا دَعَوْا له أَن يُدْفَع عنه السُّوءُ ؛ وقال ابن السكيت : يقال : خُطِّئَ عنك السُّوء ؛ وقال أَبو زيد : خَطَأَ عنك السُّوءُ أَي أَخْطَأَك البَلاءُ . وخَطِئَ الرجل يَخطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً على فِعْلة : أَذنب . وخَطَّأَه تَخْطِئةً وتَخْطِيئاً : نَسَبه إِلى الخَطا ، وقال له أَخْطَأْتَ . يقال : إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْني ، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني ، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لي قد أَسَأْتَ . وتَخَطَّأْتُ له في المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ . وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ . قال أَوفى بن مطر المازني : أَلا أَبْلِغا خُلَّتي ، جابراً ، * بأَنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ ، * وأَخَّرَ يَوْمِي ، فلم يَعْجَلِ والخَطَأُ : ما لم يُتَعَمَّدْ ، والخِطْء : ما تُعُمِّدَ ؛ وفي الحديث : قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كذا وكذا هو ضد العَمْد ، وهو أَن تَقْتُلَ انساناً بفعلك من غير أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه ، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه به . وقد تكرّر ذكر الخَطَإِ والخَطِيئةِ في الحديث . وأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهْواً ؛ ويقال : خَطِئَ بمعنى أَخْطَأَ ، وقيل : خَطِئَ إِذا تَعَمَّدَ ، وأَخْطَأَ إِذا لم يتعمد . ويقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره أَو فعل غير الصواب : أَخْطَأَ . وفي حديث الكُسُوفِ : فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدائه ، أَي غَلِطَ . قال : يقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره : أَخْطَأَ ، كما يقال لمن قَصَد ذلك ، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِطَ فأَخَذ درع بعض نِسائهِ عوَض ردائه . ويروى : خَطا من الخَطْوِ : المَشْيِ ، والأَوّل أَكثر . وفي حديث الدّجّال : أَنه تَلِدُه أُمّه ، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين : يقال : رجل خَطَّاءٌ إِذا كان مُلازِماً للخَطايا غيرَ تارك لها ، وهو من أَبْنِية الـمُبالغَة ، ومعنى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الذين يكونون تَبَعاً للدَّجَّال ، وقوله يَحْمِلْنَ النِّساءُ : على قول من يقول : أَكَلُوني البَراغِيثُ ، ومنه قول الآخر : بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وقال الأُموي : الـمُخْطِئُ : من أَراد الصواب ، فصار إِلى غيره ، والخاطِئُ : من تعمَّد لما لا ينبغي ، وتقول : لأَن تُخْطِئ في العلم أَيسَرُ من أَن تُخْطِئ في الدِّين . ويقال : قد خَطِئْتُ إِذا أَثِمْت ، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ ؛ قال الـمُنْذِري : سمعتُ أَبا الهَيْثَم يقول : خَطِئْتُ : لما صَنَعه عَمْداً ، وهو الذَّنْب ، وأَخْطَأْتُ : لما صَنعه خَطَأً ، غير عمد . قال : والخَطَأُ ، مهموز مقصور : اسم من أَخْطَأْتُ خَطَأً وإِخْطاءً ؛ قال : وخَطِئتُ خِطْأً ، بكسر الخاء ، مقصور ، إِذا أَثمت . وأَنشد : عِبادُك يَخْطَأُونَ ، وأَنتَ رَبٌّ * كَرِيمٌ ، لا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ والخَطِيئةُ : الذَّنْبُ على عَمْدٍ . والخِطْءُ : الذَّنْبُ في قوله تعالى : انَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كَبيراً ؛ أَي إِثْماً . وقال تعالى : إِنَّا كُنَّا خاطِئينَ ، أَي آثِمِينَ . والخَطِيئةُ ، على فَعِيلة : الذَّنْب ، ولك أَن تُشَدّد الياء لأَنَّ كل ياء ساكنة قبلها كسرة ، أَو واو ساكنة قبلها ضمة ، وهما زائدتان للمدّ لا للالحاق ، ولا هما من نفس الكلمة ، فإِنك تَقْلِبُ الهمزة بعد الواو واواً وبعد الياء ياءً وتُدْغِمُ وتقول في مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ ، وفي خَبِيءٍ خَبِيٍّ ، بتشديد الواو والياء ، والجمع خَطايا ، نادر ؛ وحكى أَبو زيد في جمعه خَطائئُ ، بهمزتين ، على فَعائل ، فلما اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياء لأَن قبلها كسرة ثم استثقلت ، والجمع ثقيل ، وهو مع ذلك معتل ، فقلبت الياء أَلِفاً ثم قلبت الهمزة الاولى ياءً لخفائها بين الأَلفين ؛ وقال الليث : الخَطِيئةُ فَعيلة ، وجمعها كان ينبغي أَن يكون خَطائِئَ ، بهمزتين ، فاستثقلوا التقاء همزتين ، فخففوا الأَخيرةَ منهما كما يُخَفَّف جائئٌ على هذا القياس ، وكَرِهوا أَن تكون عِلَّتهُ مِثْلَ عِلّةِ جائِئٍ لأَن تلك الهمزة زائدة ، وهذه أَصلية ، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلى يَتَامى ، ووجدوا له في الأَسماء الصحيحة نَظِيراً ، وذلك مثل : طاهِرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى . وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى نَغْفِرْ لكم خَطاياكم . قال : الأَصل في خطايا كان خَطايُؤاً ، فاعلم ، فيجب أَن يُبْدَل من هذه الياء همزةٌ فتصير خَطائِيَ مثل خَطاعِعَ ، فتجتمع همزتان ، فقُلِبت الثا نية ياءً فتصير خَطائِيَ مثل خَطَاعِيَ ، ثم يجب أَن تُقْلب الياء والكسرة إِلى الفتحة والأَلف فيصير خَطاءا مثل خَطاعا ، فيجب أَن تبدل الهمزة ياءً لوقوعها بين ألفين ، فتصير خَطايا ، وإِنما أَبدلوا الهمزة حين وقعت بين أَلفين لأَنَّ الهمزة مُجانِسَة للالفات ، فاجتمعت ثلاثة أَحرف من جنس واحد ؛ قال : وهذا الذي ذكرنا مذهب سيبويه . الأَزهري في المعتل في قوله تعالى : ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ، قال : قرأَ بعضهم خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ : الـمَأْثَمِ . قال أَبو منصور : ما علمت أَنَّ أَحداً من قُرّاء الأَمصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له . وقوله تعالى : والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئتِي يوم الدِّين ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير : أَنّ خَطِيئَته قولهُ : إِنَّ سارةَ أُخْتِي ، وقولهُ : بَلْ فَعَلهُ كبِيرُهم ؛ وقولهُ : إِنِّي سَقِيمٌ . قال : ومعنى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ ، وقَد تجوز أَن تَقَعَ عليهم الخَطِيئةُ إِلا أَنهم ، صلواتُ اللّه عليهم ، لا تكون منهم الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ ، صَلواتُ اللّه عليهم أَجمعين . وقد أَخْطَأَ وخَطِئَ ، لغَتان بمعنى واحد . قال امرؤ القَيْسِ : يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا أَي إِذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا ؛ قال : وَوَجْهُ الكَلامِ فيه : أَخْطَأْنَ بالأَلف ، فردّه إِلى الثلاثي لأَنه الأَصل ، فجعل خَطِئْنَ بمعنى أَخْطَأْنَ ، وهذا الشعر عَنَى به الخَيْلَ ، وإِن لم يَجْرِ لها ذِكْر ، وهذا مثل قوله عزَّ وجل : حتى تَوارَتْ بالحِجاب . وحكى أَبو علي الفارس عن أَبي زيد : أَخْطَأَ خاطِئةً ، جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلةٍ ، كالعافيةِ والجازيةِ . وفي التنزيل : والـمُؤْتَفِكاتِ بالخاطِئةِ . وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهمَا ، أَنهم نصبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وقد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم ، أَي كلَّ واحِدةٍ لا تُصِيبُها ، والخاطِئةُ ههنا بمعنى المُخْطِئةِ . وقولُهم : ما أَخْطَأَه ! إِنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ . وفي الـمَثل : مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ ، يُضْرَبُ للذي يُكثر الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب . وروى ثعلب أَن ابنَ الأَعرابي أَنشده : ولا يَسْبِقُ المِضْمارَ ، في كُلِّ مَوطِنٍ ، * مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ ، إِلاَّ عِرابُها لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له ، * خطاءَاتُها ، إِذ أَخْطأَتْ ، أَو صَوابُها (* قوله « خطاآتها » كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة .)
ويقال : خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لا أَرى فيه فلاناً ، وخَطِيئةُ لَيْلةٍ تمُرُّ بي أَن لا أَرى فلاناً في النَّوْم ، كقوله : طِيل ليلة وطيل يوم (* قوله « كقوله طيل ليلة إلخ » كذا في النسخ وشرح القاموس .)"
خطط(المعجم لسان العرب)
" الخَطُّ : الطريقةُ المُسْتَطِيلةُ في الشيء ، والجمع خُطُوطٌ ؛ وقد جمعه العجّاج على أَخْطاطٍ فقال : وشِمْنَ في الغُبارِ كالأَخْطاطِ
ويقال : الكَلأُ خُطوطٌ في الأَرض أَي طَرائقُ لم يَعُمَّ الغَيْثُ البلادَ كُلَّها . وفي حديث عبد اللّه بن عَمرو في صفة الأَرض الخامسةِ : فيها حيّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ وكالخطائط بين الشَّقائِق ؛ واحدتها خَطِيطةٌ ، وهي طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق في غِلَظِها ولِينِها . والخَطُّ : الطريق ،
يقال : الزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِمْ عنه شيئاً ؛ قال أَبو صخر الهذلي : صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ في ليلةِ الدُّجَى ، عن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لها الخَطِّ سارِبُ وخَطَّ القلَمُ أَي كتب . وخَطَّ الشيءَ يَخُطُّه خَطّاً : كتبه بقلم أَو غيره ؛ وقوله : فأَصْبَحَتْ بَعْدَ ، خَطَّ ، بَهْجَتِها كأَنَّ ، قَفْراً ، رُسُومَها ، قَلَما أَراد فأَصبحت بعد بهجتها قفراً كأَنَّ قلماً خَطَّ رُسومَها . والتَّخْطِيطُ : التَّسْطِيرُ ، التهذيب : التخْطيطُ كالتَّسْطِير ، تقول : خُطِّطَت عليه ذنوبُه أَي سُطِّرت . وفي حديث معاوية بن الحكم : أَنه سأَل النبيَّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، عن الخَطِّ فقال : كان نبيٌّ من الأَنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مثل عِلْمِه ، وفي رواية : فمن وافَق خطَّه فذاكَ . والخَطُّ : الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ . وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال في الطَّرْقِ :، قال ابن عباس هو الخَطُّ الذي يَخُطُّه الحازِي ، وهو عِلْم قديم تركه الناس ، قال : يأْتي صاحِبُ الحاجةِ إِلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً فيقول له : اقْعُدْ حتى أَخُطَّ لك ، وبين يدي الحازي غُلام له معَه مِيلٌ له ، ثم يأْتي إِلى أَرْضٍ رخْوَةٍ فيَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كثيرة بالعجلة لئلا يَلْحَقها العدَدُ ، ثم يرجِعُ فيمحو منها على مَهَلٍ خَطَّيْنِ خطين ، فإِن بقي من الخُطوط خَطَّانِ فهما علامة قضاء الحاجة والنُّجْح ، قال : والحازِي يمحو وغلامه يقول للتفاؤل : ابْنَيْ عِيان ، أَسْرِعا البَيان ؛ قال ابن عباس : فإِذا مَحا الحازِي الخُطوطَ فبقي منها خَطٌّ واحد فهي علامة الخَيْبةِ في قضاء الحاجة ؛ قال : وكانت العرب تسمي ذلك الخطّ الذي يبقى من خطوط الحازي الأَسْحَم ، وكان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً . وقال الحَرْبيُّ : الخطُّ هو أَن يخُطّ ثلاثة خُطوط ثم يَضْرِب عليهن بشعِير أَو نَوىً ويقول : يكون كذا وكذا ، وهو ضَرْبٌ من الكَهانة ؛ قال ابن الأَثير : الخَطُّ المشار إِليه علم معروف وللناس فيه تَصانِيفُ كثيرة وهو معمول به إِلى الآن ، ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ ، ويستخرجون به الضمير وغيره ، وكثيراً ما يُصِيبُون فيه . وفي حديث ابن أُنَيْسٍ : ذهَب بي رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، إِلى منزله فدَعا بطعام قليل فجعلت أُخَطِّطُ حتى يَشْبَعَ رسولُ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَي أَخُطُّ في الطعام أُرِيهِ أَني آكُل ولست بآكِلٍ . وأَتانا بطعام فخَطَطْنا فيه أَي أَكَلْناه ، وقيل : فحطَطْنا ، بالحاء المهملة غير معجمة ، عَذَّرْنا . ووصف أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها ، قال : فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَي اعتمدنا على الأَكل فأَخذنا ، قال : وأَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِيرُ في الأَكل . والحَطُّ : ضِدُّ الخَطِّ ، والماشي يَخُطُّ برجله الأَرضَ على التشبيه بذلك ؛ قال أَبو النجم : أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ ، تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ ، تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ والخَطُوط ، بفتح الخاء ، من بقر الوحش : التي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها ، وكذلك كل دابّة . ويقال : فلان يخُطّ في الأَرض إِذا كان يفكِّر في أَمره ويدبّره . والخَطُّ : خَطُّ الزاجر ، وهو أَن يخُطّ بإِصْبَعِه في الرمل ويَزْجُر . وخَطَّ الزاجِرُ في الأَرض يخُطُّ خطّاً : عَمِلَ فيها خَطّاً بإِصْبَعِه ثم زَجَر ؛ قال ذو الرمة : عَشِيّةَ ما لي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي ، بَلَقْطِ الحصى والخَطِّ في التُّرْبِ ، مولَعُ وثوب مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط : فيه خُطوط ، وكذلك تمر مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ . وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ : صارَتْ فيه خُطوط . واخْتَطَّ الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه . والخُطَّةُ : كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة . والمِخَطُّ ، بالكسر : العود الذي يَخُطّ به الحائكُ الثوبَ . والمِخْطاطُ : عُود تُسَوَّى عليه الخُطوطُ . والخَطُّ : الطَّرِيقُ ؛ عن ثعلب ؛ قال سلامةُ بن جَنْدل : حتى تركْنا وما تُثْنَى ظَعائننا ، يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ والخَطُّ : ضَربٌ من البَضْعِ (* قوله « البضع » بالفتح والضم بمعنى الجماع .)، خَطَّها يَخُطُّها خَطّاً . وفي التهذيب : ويقال خَطَّ بها قُساحاً . والخِطُّ والخِطَّةُ : الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك . وقد خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً واخْتَطَّها : وهو أَن يُعَلِّم عليها عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قد احْتازَها (* قوله « احتازها » في النهاية : اختارها .) ليَبْنِيَها داراً ، ومنه خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ . واخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار ، وجمعها الخِطَطُ . وكلُّ ما حَظَرْتَه ، فقد خطَطْتَ عليه . والخِطّةُ ، بالكسر : الأَرضُ . والدار يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها ، وذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمين أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في موضع بعينه ويتخذوا فيه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة والبصرة وبغداد ، وإِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت على مصدر بُني على فعله (* قوله « على فعله » كذا في الأصل وشرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام ، وعبارة المصباح : وإنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت على مصدر افتعل مثل اختطب خطبة وارتد ردّة وافترى فرية .)، وجمع الخِطَّةِ خِطَطٌ . وسئل إِبراهيمُ الحَربيّ عن حديث النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَنه وَرَّث النساء خِطَطَهُنَّ دون الرِّجال ، فقال : نَعَم كان النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها في المدينة شبْه القَطائِع ، منهنَّ أُمُّ عبد ، فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فيها للرجال . وحكى ابن بري عن ابن دريد أَنه يقال خِطٌّ للمكَان الذي يَخْتَطُّه لنفسه ، من غير هاء ،
يقال : هذا خِطُّ بني فلان . قال : والخُطُّ الطريق ، يقال : الزَمْ هذا الخُطَّ ، قال : ورأَيته في نسخة بفتح الخاء . ابن شميل : الأَرضُ الخَطيطةُ التي يُمْطَرُ ما حَوْلَها ولا تُمْطَر هي ، وقيل : الخَطِيطةُ الأَرض التي لم تمطر بين أَرْضَين مَمْطورَتَين ، وقيل : هي التي مُطِر بعضُها . وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امْرأَتِه بيدِها فقالت له : أَنتَ طالق ثلاثاً ، فقال ابن عباس : خطَّ اللّه نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً وروي : خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها ، بالهمز ، أَي أَخْطأَها المطر ؛ قال أَبو عبيد : من رواه خَطَّ اللّه نوْءَها جعله من الخَطِيطةِ ، وهي الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين ممطورتين ، وجمعها خَطائطُ . وفي حديث أَبي ذرّ في الخَطائطِ : تَرْعَى الخَطائطَ ونَرِدُ المَطائطَ ؛
وأَنشد أَبو عبيدة لهميان بن قُحافةَ : على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائطَا ، يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مائطا وقال البَعِيثُ : أَلا إِنَّما أَزْرَى بحَارَك عامِداً سُوَيْعٌ ، كخطَّافِ الخَطِيطةِ ، أَسْحَمُ وقال الكميت : قِلاتٌ بالخَطِيطةِ جاوَرَتْها ، فَنَضَّ سِمالُها ، العَيْنُ الذَّرُورُ القِلاتُ : جمع قَلْتِ للنُّقْرة في الجبل ، والسِّمالُ : جمع سَمَلةٍ وهي البقِيَّةُ من الماء ، وكذلك النَّضِيضةُ البقيةُ من الماء ، وسمالُها مرتفع بنَضَّ ، والعينُ مرتفع بجاورَتْها ، قال ابن سيده : وأَما ما حكاه ابن الأَعرابي من قول بعض العرب لابنه : يا يُنَيَّ الزم خَطِيطةَ الذُّلِّ مَخافةَ ما هو أَشدُّ منه ، فإِنَّ أَصل الخَطِيطةِ الأَرضُ التي لم تمطر ، فاستعارها للذلِّ لأَن الخطيطة من الأَرضين ذليلة بما بُخِسَتْه من حقّها . وقال أَبو حنيفة : أَرض خِطٌّ لم تُمْطَر وقد مُطر ما حولَها . والخُطَّةُ ، بالضم : شِبْه القِصَّة والأَمْرُ . يقال : سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّة سَوْء ؛ قال تأَبَّط شَرّاً : هُما خُطَّتا : إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ ، وإِمَّا دَمٌ ، والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَراد خُطَّتانِ فحذف النون اسْتِخْفافاً . وفي حديث الحديبية : لا يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فيها حُرُماتِ اللّه إِلاَّ أَعطَيتهم إِيَّاها ، وفي حديثها أَيضاً : إِنه قد عرَض عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها أَي أَمراً واضحاً في الهُدَى والاسْتِقامةِ . وفي رأْسِه خُطَّةٌ أَي أَمْرٌ مّا ، وقيل : في رأْسه خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وإِقدامٌ على الأُمور . وفي حديث قيْلةَ : أَيُلامُ ابن هذه أَن يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ من وراء الحَجَزة ؟ أَي أَنه إِذا نزل به أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لا يُهْتَدى له إِنه لا يَعْيا به ولكنه يَفْصِلُه حتى يُبْرِمَه ويخرُجَ منه برأْيِه . والخُطَّةُ : الحالُ والأَمْرُ والخَطْبُ . الأَصمعي : من أَمْثالهم في الاعْتزام على الحاجة : جاءَ فلان وفي رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ وفي نفسه حاجةٌ وقد عزَم عليها ، والعامَّةُ تقول : في رأْسه خُطْيَةٌ ، وكلام العرب هو الأَول . وخَطَّ وجهُ فلان واخْتَطَّ . ابن الأَعرابي : الأَخَطُّ الدَّقِيقُ المَحاسِنِ . واخْتَطَّ الغُلامُ أَي نبتَ عِذارُه . ورجل مُخطَّطٌ : جَمِيلٌ . وخَطَطْتُ بالسيفِ وسطَه ، ويقال : خَطَّه بالسيف نِصفين . وخُطَّةُ : اسم عَنْز ، وفي المثل : قَبَّحَ اللّه عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةُ . قال الأَصمعي : إِذا كان لبعض القوم على بعض فَضِيلةٌ إِلاَّ أَنها خَسيسةٌ قيل : قَبَّحَ اللّهُ مِعْزَى خيْرُها خُطَّةُ ، وخُطةُ اسم عنز كانت عَنز سَوْء ؛
وأَنشد : يا قَومِ ، مَنْ يَحْلُبُ شاةً مَيِّتهْ ؟ قد حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ ميتة ساكنةٌ عند الحَلب ، وجَنْباً عُلْبةٌ ، ومُسْفَتةٌ مَدْبوغة . يقال : أَسْفَت الزقّ دَبَغَه . الليث : الخَطُّ أَرض ينسب إِليها الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ ، فإِذا جعلت النسبةَ اسماً لازماً قلت خَطِّيَّة ، ولم تذكر الرماحَ ، وهو خَطُّ عُمانَ . قال أَبو منصور : وذلك السِّيفُ كلُّه يسمى الخَطَّ ، ومن قُرى الخَطِّ القَطِيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ . قال ابن سيده : والخَطُّ سِيفُ البَحْرَينِ وعُمانَ ، وقيل : بل كلُّ سِيفٍ خَطٌّ ، وقيل : الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن بالبحرين تُنْسب إِليه الرماح . يقال : رُمْح خَطِّيٌّ ، ورِماح خَطِّيَّة وخِطِّيَّةٌ ، على القياس وعلى غير القياس ، وليست الخطّ بمنْبِتٍ للرِّماح ، ولكنها مَرْفَأُ السفُن التي تحْمِلُ القَنا من الهِنْدِ كما ، قالوا مِسْكُ دارِينَ وليس هنالك مسك ولكنها مرفأُ السفن التي تحمل المِسك من الهِند . وقال أَبو حنيفة : الخَطِّيُّ الرِّماح ، وهو نِسْبةٌ قد جرَى مَجْرى الاسم العلم ، ونِسْبته إِلى الخَطّ خَطِّ البحرين وإِليه ترفأُ الشفن إِذا جاءَت من أََرض الهند ، وليس الخَطِّيّ الذي هو الرماح من نبات أَرض العرب ، وقد كثر مجيئه في أَشْعارها ؛ قال الشاعر في نباته : وهَل يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلاّ وشِيجهُ ، وتُغْرَسُ ، إلاَّ في مَنابِتِها ، النَّخْلُ ؟ وفي حديث أُمِّ زَرْع : فأَخذ خَطِّيّاً ؛ الخَطِّيّ ، بالفتح : الرمح المنسوب إِلى الخَطّ . الجوهري : الخَط موضع باليمامة ، وهو خَطُّ هَجَرَ تُنْسب إِليه الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ لأَنها تحمل من بلاد الهند فتُقوّم به . وقوله في الحديث : إِنه نام حتى تُسمع غَطِيطُه أَو خَطِيطُه ؛ الخَطِيطُ : قريب من الغَطِيطِ وهو صوت النائم ، والغين والخاء متقاربتان . وحِلْسُ الخِطاط : اسم رجل زاجر . ومُخَطِّطٌ : موضع ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : إِلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ ، فقد خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أَتَوَدَّدُ وفي النوادر : يقال أَقم على هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ معناهما واحد . وقولهم : خُطَّةٌ نائيةٌ أَي مَقْصِدٌ بعيد . وقولهم : خذ خُطّةً أَي خذ خُطة الانْتِصاف ، ومعناه انتصف . والخُطَّةُ أَيضاً من الخَطِّ : كالنُّقْطة من النَّقْطِ اسم ذلك . وقولهم : ما خَطَّ غُبارَه أَي ما شَقَّه . "