الكَدْبُ بالفتح : أَهمله الجوْهَرِيُّ قال أَبو عُمَرَ في ياقُوتة " حَيَّاكَ الله وبَيَّاكَ " : الكَدَبُ والكُدبُ ككَتِفٍ والكَدَبُ مُحَرَّكَةً والكَدْبُ بالضَّمِّ . قال شيخُنَا : ولو قال الكَدْبُ مُثَلّثةً وتَحُرَّك : لكان أخصرَ وأَدَلّ على المُرَادِ والذَّالُ المُعْجَمَةُ لُغَة فِيهنَّ قالَ شيخُنا : لفظُ " فيهنّ " مُستدرَكٌ غيرُ محتاج إِليه ؛ لأَنّ مثلَ هذا إِنّما يُذْكَرُ في تَعْدادِ المعاني لا في ضَبْط اللَّفْظِ الواحِدِ : البَياضُ في أَظْفَارِ الأَحْدَاثِ . والَّذي ذَكرَهُ أَبو عُمَرَ في الياقوته أَرْبَعُ لُغاتٍ فقط وهي : الكَدْبُ والكَدَبُ بالفِتح والتحريك وإِهْمال الدّال وإِعجامها الواحِدَةُ هاءٍ في الكُلِّ . فإِذا صحَّتْ كَدْبَةٌ بسكون الدّال فَكَدْبٌ اسْم ٌللجمع كالكُدَيْباءِ مُصَغَّراً مَمْدُوداً . وهذه عن ثعلب
عن ابْن الأَعْرَابيّ : المكدوبَةُ من النِّسَاء : المَرْأَةُ النَّقِيَّةُ البَيَاِض ثُمَّ إِنَّ هذه المادَّةَ أَهملها طائفةٌ من أَهل اللِّسان وجرى عليه الجَوْهَرِيُّ وغيرهُ كما أَشرنا إِليه والصَّوَابُ إِثباتَها لا سيَّما قد قَرَأَ الحَبْرُ عبدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ تَرْجُمانُ القُرْآنِ رَضِيَ اللهُ عنهما وكذا السَّيِّدَةُ عَائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها وأَبُو السَّمّال ِ ونَقَلَهُ الهَرَوِيُّ في غَرِيبَيْهِ عن الحَسَنِ البِصْرِيِّ أَيضاً قولَهُ تَعَالَى : وجاؤُوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ بالدَّالِ المُهْمَلة . وسُئلَ أَبُو العَباسِ عن قراءِة مَنْ قَرَأَ بِدَمٍ كَدِبٍ بالدَّالِ المُهْمَلَةِ فقال : إِنْ قَرَأَ بِه إِمامٌ فله مَخْرَجٌ . قِيلَ له : فما هو ؟ فقال بِدَمٍ كَدِبٍ أَي ضارِب إِلى البَيَاضِ مَأْخُوذٌ من كَدَب : الظُّفْر وهو وَبَشُ بَيَاضِهِ كِأَنَّه دَمٌ قد أَثَّرَ في قَمِيصِه فلَحِقَتْهُ أَعْرَاضُهُ كالنَّقْشِ عَلَيْهِ . وقيل : أَيْ طَرِيٌ وقيلَ يابسٌ : لأَنَّهُمْ عَدُّوهُ من الأَضداد صَرحَّ به شيخُنا وقيل : كَدِر . وقال الهَرَوَيُّ : حُكِىَ أَنَّهُ المُتَغَيِّرُ