الرِّبْضُ : جماعة البقر وغيرها من الدّوابّ حيث تربض والجمع : أرباض
,
رَبَضُ
ـ رَبَضُ : الأمعاء ، أو ما في البَطْنِ سِوَى القَلْبِ ، وسُورُ المَدِينَةِ ، ومَأْوَى الغَنَمِ ، وحَبْلُ الرَّحْلِ ، أو ما يَلِي الأرضَ منه ، لا ما فوقَ الرَّحْلِ ، وقُوتُكَ الذي يَكْفِيكَ من اللَّبَنِ ، ومنه المَثَلُ ‘‘ منْكَ رَبَضُكَ ، وإن كان سَماراً ’‘، أي : منكَ أهْلُكَ وخَدَمُكَ ، وإن كانوا مُقَصِّرِينَ ، والناحِيَةُ ، وسَفِيفٌ كالنِطاقِ يُجْعَلُ في حِقْوَيِ الناقةِ حتى يُجَاوِزَ الوَرِكَيْنِ ، وكلُّ ما يُؤْوَى إليه ويُسْتَراحُ لَدَيْهِ من أهْلٍ وقَريبٍ ومالٍ وبيتٍ ونحوه ، ج : أرْباضٌ ، ـ رِبْضُ من البَقَرِ : جَمَاعَتُهُ حيثُ تَرْبِضُ ، عن صاحِبِ المُزْدَوِجِ فقط ط ، ـ رُبْضُ : وسَطُ الشيء ، وأساسُ البِنَاء ، وما مَسَّ الأرضَ من الشيء ، والزَّوْجَةُ : لأنها تُربِّضُ زَوْجَها ، أوِ الأُمُّ ، أو الأُخْتُ تُعَزِّبُ ذا قَرابَتِها ، وعَيْنُ ماء ، وجَمَاعَةُ الطَّلْحِ والسَّمُرِ . ـ رُبْضَةُ : القِطْعَةُ من الثَّريدِ ، والرجُلُ المُتَرَبِّضُ ، كالرُّبَضَةِ ، ـ رُبَضَةُ ورِبْضَةُ : مَقْتَلُ كُلِّ قومٍ قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحِدَةٍ ، والجُثَّةُ ، ومنه : ثَرِيدٌ كأنَّهُ رِبْضَةُ أرْنَبٍ ، أي : جُثَّتُهُ جاثِمَةً ، ـ رُبَضَةُ من الناسِ : الجَماعَةُ . ـ رَبَضَتِ الشاةُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورَبْضَةً ورُبوضاً ورِبْضةً حَسَنَةً : كَبرَكَتْ في الإِبِلِ . ومواضِعُهَا : مَرَابِضُ . وأرْبَضَهَا غيرُهَا . ـ قولُه صلى الله عليه وسلم ، للضَّحَّاكِ ، وقد بَعَثهُ إلى قَوْمِهِ : ‘‘ إذا أتَيْتَهُمْ فارْبِضْ في دارِهِمْ ظَبْياً ’‘، أي : أقمْ آمِناً كالظَّبْيِ في كِناسِهِ ، أو لا تَأْمَنْهُمْ ، بل كُنْ يَقِظاً مُتَوَحِّشاً ، فإنَّكَ بينَ أظْهُرِ الكَفَرَةِ . ـ رُوَيْبِضَةُ : تَصْغِيرُ الرابِضَة ، وهو الرجُلُ التافِهُ ، أي : الحقيرُ ، يَنْطِقُ في أمْرِ العامَّةِ ، وهذا تفسيرُ النَّبيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، لِلْكَلِمَةِ . ـ رجُلٌ رُبُضٌ على الحاجاتِ : لا يَنْهَضُ فيها . ـ رابِضَةُ : ملائكَةٌ أُهْبِطُوا مع آدَمَ عليه السلامُ ، وبَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحُجَّةِ لا تَخْلُو الأرضُ منهم . ـ رَبُوضُ : الشجرةُ العظيمةُ الواسعةُ ، ج : رُبُضٌ ، والكثيرَةُ الأهْلِ من القُرَى ، والضَّخْمَةُ من السلاسِلِ ، والواسِعَةُ من الدُّرُوعِ ، ـ رابِضَانِ : التُّرْكُ ، والحَبَشَةُ ، ـ رَبيضُ : الغَنَمُ بِرُعَاتِها المُجْتَمِعَةُ في مَرابِضِهَا ، ومُجْتَمَعُ الحَوايا ، كالمَرْبَـضِ والمَرْبِضُ . ـ رَبَّاضُ : الأسدُ . ـ رَبَضَهُ يَرْبِضُهُ ويَرْبُضُهُ : آوَى إليه ، ـ رَبَضَ الكَبْشُ عن الغَنَمِ يَرْبِضُ : تَرَكَ سِفَادَهَا وعَدَلَ ، أو عَجَزَ عنها ، ـ رَبَضَ الأسَدُ على فَرِيستِهِ ، ورَبَضَ القِرْنُ على قِرْنِهِ : بَرَكَ ، ـ رَبَضَ الليلُ : ألْقَى بنفسِهِ . ـ تِرْباضُ : العُصْفُرُ . ـ أَرْبَضَ أهلَه : قامَ بِنَفَقَتِهِم ، ـ أَرْبَضَتِ الشمسُ : اشْتَدَّ حَرُّهَا ، ـ أَرْبَضَ الإِناءُ القومَ : أرواهُمْ حتى ثَقُلُوا ونامُوا مُمْتَدِّينَ على الأرضِ . ـ تَرْبِيضُ السِّقَاء : أن تَجْعَلَ فيه ما يَغْمُرُ قَعْرَهُ .
المعجم: القاموس المحيط
أَرْبَض
أربض - إرباضا 1 - أربض الماشية : آواها في المربض . 2 - أربضت الشمس : اشتد حرها حتى ربضت الماشية من شدته . 3 - أربضه : أثقله حتى ربض . 4 - أربض : أهله : قام بنفقتهم .
تَربّضَ الكبش عن الغنم : رَبَضَ . و تَربّضَ بالمكان : رَبَضَ .
المعجم: المعجم الوسيط
تَربّض
تربض - تربضا 1 - تربض بالمكان : أقام به فلم يغادره
المعجم: الرائد
أربض الدّابّة
جعلها تربض ؛ أي تطوي قوائمَها وتلتصق بالأرض وتقيم .
المعجم: عربي عامة
أرْبَضَتِ
أرْبَضَتِ الشمسُ : اشتدَّ حرُّها حتى تَرْبِضَ الدوابُّ من شدته . و أرْبَضَتِ الراعي الغنمَ وغيرها من الدّوابّ : جعلها تربضُ . و أرْبَضَتِ الشرابُ القومَ : أَرواهم حتى أثقلهم فربضوا وناموا ممتدّين على الأرض . ويقال : أربضهم الإناء . وفي حديث أم مَعْبَد : حديث شريف أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال عِندَها دعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهطَ //. و أرْبَضَتِ أهله : قام بنفقتهم .
المعجم: المعجم الوسيط
ربض
" رَبَضَتِ الدابَّةُ والشاة والخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً وربْضةً حَسَنَة ، وهو كالبُروك للإِبل ، وأَرْبَضَها هو وربَّضَها . ويقال للدابة : هي ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَي ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض ؛ ورَبَضَ الأَسَد على فَرِيسته والقِرْنُ على قِرْنِه ، وأَسَدٌ رابِضٌ ورَبّاضٌ ؛ قال : لَيْثٍ على أَقْرانِه رَبّاضِ ورجلٌ رابِضٌ : مَرِيضٌ ، وهو من ذلك . والرَّبِيضُ : الغنم في مرابِضِها كأَنه اسم للجمع ؛ قال امرؤ القيس : ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه ، كما ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ والرَّبِيضُ : الغنم برُعاتها المجتمعة في مَرْبِضها . يقال : هذا رَبِيضُ بني فلان . وفي حديث معاوية : لا تبعثوا الرابِضَينِ التُّركَ والحبَشةَ أَي المِقيمَيْن الساكِنَينِ ، يريد لا تُهَيِّجوهم عليكم ما داموا لا يَقْصِدُونكم . والرَّبِيضُ والرِّبْضةُ : شاء بِرُعاتِها اجتمعت في مَرْبِضٍ واحد . والرِّبْضةُ : الجماعة من الغنم والناس وفيها رِبْضَةٌ من الناس ، والأَصل للغنم . والرَّبَضُ : مَرابِض البقر . ورَبَضُ الغنم : مأْواها ؛ قال العجاج يصف الثور الوحشيّ : واعْتادَ أَرْباضاً لها آرِيُّ ، مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ ، عُدْمُلِيُّ العُدْمُلِيُّ : القديم . وأَراد بالأَرْباض جمع رَبَض ، شبَّه كِناسَ الثور بمأْوَى الغنم . والرُّبوضُ : مصدر الشيء الرابِضِ . وقوله ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، للضحاك بن سفيان حين بعثه إِلى قومه : إِذا أَتيتَهُم فارْبِضْ في دارِهم ظَبْياً ؛ قال ابن سيده : قيل في تفسيره قولان : أَحدهما ، وهو قول ابن قتيبة عن ابن الأَعرابي ، أَنه أَراد أَقِمْ في دارهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم الظَّبْي الآمِنُ في كِناسِه قد أَمِنَ حيث لا يرى أَنيساً ، والآخر ، وهو قول الأَزهري : أَنه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَمره أَن يأْتيهم مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لا يَأْمَنُهم ، فإِذا رابَه منهم رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً كما يَنْفِرُ الظبي ، وظَبْياً في القولين منتصب على الحال ، وأَوقع الاسم موقع اسم الفاعل كأَنه قدّره متظبياً ؛ قال : حكاه الهرويّ في الغريبين . وفي الحديث : أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، قال : مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بين الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هذه نَطَحَتْها ، ورواه بعضهم : بين الرَّبِيضَينِ ، فمن ، قال بين الرَّبَضَينِ أَراد مَرْبِضَيْ غَنَمَين ، إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هذه الغنم نطحها غنمه ، ومن رواه بين الرَّبِيضَينِ فالربِيضُ الغنم نفسها ، والرَّبَضُ موضِعها الذي تَرْبِضُ فيه ، أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم أَو بين مَرْبِضَيْهِما ؛ ومنه قوله : عَنَتاً باطِلاً وظُلْماً ، كما يُعْتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ وأَراد النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، بهذا المثل قول اللّه عزّ وجلّ : مذبذبين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء . قالوا : رَبَضُ الغنم مأْواها ، سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فيه ، وكذلك رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ وكِناسُه . ورجل رُبْضَة ومُتَرَبِّضٌ : مُقِيمٌ عاجز . ورَبَضَ الكبشُ : عَجز عن الضِّرابِ ، وهو من ذلك ؛ غيره : رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَي حَسَرَ وتَرَكَ الضِّرابَ وعَدَلَ عنه ولا يقال فيه جَفَرَ . وأَرْنَبةٌ رابِضةٌ : ملتزقة بالوجه . وربض الليل : أَلقى بنفسه ، وهذا على المثل ؛
قال : كأَنَّها ، وقد بَدَا عُوارِضُ ، والليلُ بَينَ قَنَوَيْنِ رابِضُ ، بِجَلْهَةِ الوادِي ، قَطاً رَوابِضُ وقيل : هو الدُّوّارةُ من بطن الشاء . ورَبَضُ الناقة : بطنها ، أُراه إِنما سمي بذلك لأَن حِشْوَتَها في بطنها ، والجمع أَرْباض . قال أَبو حاتم : الذي يكون في بطون البهائم مُتَثَنِّياً المَرْبِضُ ، والذي أَكبر منها الأَمْغالُ ، واحدها مُغْل (* قوله « الامغال واحدها مغل » كذا بالأصل مضبوطاً .)، والذي مثل الأَثْناء حَفِثٌ وفَحِثٌ ، والجمع أَحفاثٌ وأَفحاثٌ . وربَّضْتُه بالمكان : ثَبَّتُّه . اللحياني : يقال إِنه لرُبُضٌ عن الحاجات وعن الأَسفار على فُعُل أَي لا يخرج فيها . والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ : امرأَة الرجل لأَنها تُرَبِّضُه أَي تُثَبِّتُه فلا يبرح . ورَبَضُ الرجل ورُبْضُه : امرأَته . وفي حديث نَجَبةَ : زوَّج ابنتَه من رجل وجَهَّزَها وقال لا يَبِيتُ عَزَباً وله عندنا رَبَضٌ ؛ رَبَضُ الرجل : امرأَتُه التي تقوم بشأْنه ، وقيل : هو كل من اسْتَرَحْتَ إِليه كالأُمّ والبنت والأُخت وكالغنم والمَعيشةِ والقُوت . ابن الأَعرابي : الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ الزوجة أَو الأُم أَو الأُخت تُعَزّبُ ذا قَرابَتِها . ويقال : ما رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت . والرُّبُضُ : جماعة الشجر المُلْتَفّ . ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ : عظيمة واحدة . والرَّبُوضُ : الشجرة العظيمة . الجوهري : شجرة رَبُوضٌ أَي عظيمة غليظة ؛ قال ذو الرمة : تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ ، من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا رَبُوضٌ : ضَخْمة ، والحِبالُ : جمع حبل وهو رمل مستطيل ، وفي تَفَرَّعت ضمير يعود على الأَرْطاة ، وتَجَوَّفَ : دخل جَوْفها ، والجمع من رَبُوض رُبُضٌ ؛ ومنه قول الشاعر : وقالوا : رَبُوضٌ ضَخْمةٌ في جِرانِه ، وأَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَينِ مُقْفَلُ أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بها ، جعلها ضخمة ثقيلة ، وأَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ به فَيَبِسَ عليه . وفي حديث أَبي لُبابة : أَنه ارْتَبَط بسلسلة رَبُوض إِلى أَن تاب اللّه عليه ، وهي الضخمة الثقيلة اللاَّزِقة بصاحبها . وفَعُولٌ من أَبنية المبالغة يستوي فيه المذكر والمؤنث . وقَرْيَةٌ رَبُوضٌ : عظيمة مجتمعة . وفي الحديث : أَن قوماً من بني إِسرائيل باتوا بقَرْيةٍ رَبوضٍ . ودِرْعٌ رَبُوضٌ : واسِعَة . وقِرْبةٌ رَبُوضٌ : واسعة . وحَلَبَ من اللبنِ ما يُرْبِضُ القوم أَي يسَعُهم . وفي حديث أُمّ مَعْبد : أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، لما ، قال عندها دعا بإِناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ ؛ قال أَبو عبيد : معناه أَنه يُرْوِيهم حتى يُثْقِلَهم فَيَرْبِضُوا فينانُوا لكثرة اللبن الذي شربوه ويمتدُّوا على الأَرض ، من رَبَضَ بالمكان يَرْبِضُ إِذا لَصِقَ به وأَقامَ مُلازماً له ، ومن ، قال يُريضُ الرهط فهو من أَراض الوادي . والرَّبَضُ : ما وَلِيَ الأَرض من بطن البعير وغيره . والرَّبَضُ : ما تحَوَّى من مَصارِين البطن . الليث : الرَّبَضُ ما وَلِيَ الأَرض من البعير إِذا بَرَك ، والجمع الأَرْباضُ ؛
وأَنشد : أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباض ؟
قال أَبو منصور : غلط الليث في الرَّبَضِ وفيما احتج به له ، فأَما الرَّبَضُ فهو ما تحَوَّى من مَصارِين البطن ، كذلك ، قال أَبو عبيد ، قال : وأَما مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الحبال ؛ ومنه قول ذي الرمة : إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً ، يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج فالأَخْراتُ : خَلَقُ الحِبال ، وقد فسر أَبو عبيدة الأَرْباضَ بأَنها جِبال الرحْل . ابن الأَعرابي : الرَّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِضُ والرَّبِيضُ مجتَمَعُ الحَوايا . والرَّبَضُ : أَسفلُ من السرّة . والمَرْبض : تحت السرة وفوق العانة . والرَّبَضُ : كل امرأَة قيِّمةِ بيت . ورَبَضُ الرجل : كل شيءٍ أَوَى إِليه من امرأَة أَو غيرها ؛
قال : جاءَ الشِّتاءُ ، ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً ، يا وَيْحَ كَفِّي من خَفْرِ القَرامِيصِ ورُبْضُه كَرَبَضِه . ورَبَضَتْه تَرْبِضُه : قامت بأُموره وآوَتْه . وقال ابن الأَعرابي : تُرْبِضُه ، ثم رجع عن ذلك ؛ ومنه قيل لقُوت الإِنسان الذي يُقِيمُه ويَكْفِيه من اللبن : رَبَضٌ . والرَّبَضُ : قَيِّمُ البيت . الرِّياشي : أَرْبَضَتِ الشمس إِذا اشتدَّ حَرُّها حتى تَرْبِضَ الشاةُ والظبْيُ من شدَّة الرمضاء . وفي المثل : رَبَضُك منك وإِن كان سَماراً ؛ السَّمار : الكثير الماء ، يقول : قيِّمُكَ منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك وإِن لم يكن حسَنَ القِيام عليك ، وذلك أَن السَّمارَ هو اللبن المخلوط بالماء ، والصَّرِيحُ لا مَحالة أَفضلُ منه ، والجمع أَرباضٌ ؛ وفي الصحاح : معنى المثل أَي منك أَهلك وخَدَمُك ومن تأْوِي إِليه وإِن كانوا مُقَصِّرِين ؛ قال : وهذا كقولهم أَنْفُك منك وإِن كان أَجْدَعَ . والرَّبَضُ : ما حول المدينة ، وقيل : هو الفَضاءُ حَوْلَ المدينة ؛ قال بعضهم : الرّبضُ والرُّبْضُ ، بالضم (* قوله « والربض بالضم إلخ » لم يعلم ضبط ما قبله فيحتمل أَن يكون بضمتين أو بضم ففتح أو بغير ذلك .)، وسَط الشيء ، والرَّبَضُ ، بالتحريك ، نواحيه ، وجمعها أَرْباضٌ ، والرَّبَضُ حَرِيم المسجد . قال ابن خالويه : رُبُض المدينة ، بضم الراء والباء ، أَساسها ، وبفتحهما : ما حولها . وفي الحديث : أَنا زَعِيمٌ يبيت في رَبَضِ الجنة ؛ هو بفتح الباء ، ما حولها خارجاً عنها تشبيهاً بالأَبنية التي تكون حول المدن وتحت القِلاع ؛ ومنه حديث ابن الزبير وبناء الكعبة : فأَخذ ابن مُطِيعٍ العَتَلةَ من شقِّ الرُّبْضِ الذي يلي دارَ بني حُمَيد ؛ الرُّبْض ، بضم الراء وسكون الباء : أَساسُ البناء ، وقيل وسطه ، وقيل هو والرَّبَضُ سواءٌ كسُقْم وسَقَم . والأَرْباضُ : أَمعاء البطن وحِبال الرَّحْل ؛ قال ذو الرمة : إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْيَ بَكْرةٍ بِتَيْماءَ ، لم تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها وعمّ ابن حنيفة بالأَرْباض الحِبال ، وفسر ابن الأَعرابي قول ذي الرمة : يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ بأَنها بطون الإِبل ، والواحد من كل ذلك رَبَضٌ . أَبو زيد : الرَّبَضُ سَفِيفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فيجعل في حَقْوَي الناقةِ حتى يُجاوِزَ الوَرِكَينِ من الناحيتين جميعاً ، وفي طرفيه حلقتان يعقد فيهما الأَنْساع ثم يشد به الرحل ، وجمعه أَرْباض . التهذيب : أَنكر شمر أَن يكون الرُّبْضُ وسَط الشيء ، قال : والرُّبْضُ ما مَسَّ الأَرض ، وقال ابن شميل : رُبْض الأَرض ، بتسكين الباء ، ما مَسَّ الأَرض منه . والرُّبْضُ ، فيما ، قال بعضهم : أَساسُ المدينة والبناء ، والرَّبَضُ : ما حَوْله من خارج ، وقال بعضهم : هما لغتان . وفلان ما تقوم رابِضَتُه وما تقوم له رابضة أَي أَنه إِذا رمى فأَصابَ أَو نظر فعانَ قَتَلَ مكانَه (* قتل مكانه : هكذا في الأصل ، ولعله أراد أنه قتل المصاب أو المعين في مكانه .). ومن أَمثالهم في الرجل الذي يتعين الأَشياء فيصيبها بعينه قولهم : لا تقومُ لفلان رابضةٌ ، وذلك إِذا قتل كل شيءٍ يصيبه بعينه ، قال : وأَكثر ما يقال في العين . وفي الحديث : أَنه رأَى قُبَّةً حولها غنم رُيُوضٌ ، جمع رابض . ومنه حديث عائشة : رأَيت كأَني على ضَرْبٍ وحَوْلي بقر رُبُوضٌ . وكل شيءٍ يبرك على أَربعة ، فقد رَبَضَ رُبُوضاً . ويقال : رَبَضَتِ الغنم ، وبركت الإِبل ، وجَثَمَتِ الطير ، والثور الوحشي يَرْبِضُ في كِناسِه . الجوهري : ورُبُوضُ البَقَرِ والغَنمِ والفَرسِ والكلب مثلُ بُروكِ الإِبل وجُثُومِ الطير ، تقول منه : رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ ، بالكسر ، رُبُوضاً . والمَرابِضُ للغنم : كالمَعاطِنِ للإِبل ، واحدها مَرْبِض مثال مَجْلِس . والرِّبْضةُ : مَقْتَلُ قوم قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحدة . والرُّبْضُ : جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ . وفي الحديث : الرَّابِضةُ ملائكة أُهْبِطُوا مع آدم ، عليه السلام ، يَهْدُونَ الضُّلاَّلَ ؛ قال : ولعله من الإِقامة . قال الجوهري : الرابِضةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحجة لا تخلو منهم الأَرضُ ، وهو في الحديث . وفي حديث في الفتن : روي عن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَنه ذكرَ من أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ في أَمْرِ العامّةِ ، قيل : وما الرويبضة يا رسول اللّه ؟، قال : الرجل التافه الحقير ينطق في أَمْرِ العامّةِ ؛ قال أَبو عبيد : ومما يثبت حديث الرُّوَيْبِضَة الحديثُ الآخرُ : من أَشراطِ الساعة أَن تُرَى رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ . قال أَبو منصور : الرُّبَيْضةُ تصغير رابضةٍ وهو الذي يرعى الغنم ، وقيل : هو العاجز الذي رَبَضَ عن معَالي الأُمور وقَعَد عن طَلبها ، وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه ، جعل الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كما يقال داهية ، قال : والغالب أَنه قيل للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأُمور الجسيمة ، قال : ومنه يقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات والأَسْفار إِذا كان لا يَنْهَضُ فيها . والرُّبْضةُ : القِطْعةُ العظيمة من الثَّريدِ . وجاء بثريد كأَنه رُبْضةُ أَرْنب أَي جُثَّتُها ؛ قال ابن سيده : ولم أَسمع به إِلا في هذا الموضع . ويقال : أَتانا بتمر مثل رُبْضةِ الخَرُوفِ أَي قدر الخروف الرابض . وفي حديث عمر : ففتح الباب فإِذا شبه الفَصِيل الرابض أَي الجالس المقيم ؛ ومنه الحديث : كَرُبْضةِ العَنْزِ ، ويروى بكسر الراء ، أَي جثتها إِذا بركت . وفي حديث علي ، رضي اللّه عنه : والناسُ حَوْلي كَرَبِيضةِ الغنم أَي كالغنم الرُّبَّضِ . وفي حديث القُرّاءِ الذين قُتِلُوا يومَ الجماجِم : كانوا رِبْضة ؛ الرِّبْضةُ : مَقْتَلُ قوم قتلوا في بقعة واحدة . وصبّ اللّه عليه حُمَّى رَبِيضاً أَي من يَهْزَأُ به . ورِباضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ : أَسماءٌ . "
المعجم: لسان العرب
أري
" الأَصمعي : أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها الشيء ، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً ، وهو ما يَلْصَق بها من الطعام . وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً : لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل شاطَتْ ؛ وفي المحكم : لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء ، وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء . والأَرْيُ : ما لَزِقَ بأَسفلها وبقِي فيه من ذلك ؛ المصدرُ والاسم فيه سواءٌ . وأَرْيُ القِدْرِ : ما الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق . ابن الأَعرابي : قُرارَة القِدر وكُدادتُها وأَرْيُها . والأَرْيُ : العَسَلُ ؛ قال لبيد : بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ ، وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً ؛
وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب : جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ تَأْري : تُعَسِّل ، قال : هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي . وقد أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ : عَمِلَت العَسَل ؛ قال الطرماح في صفة دَبْر العسل : إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ ، بَنَتْ به شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ (* قوله « إذا ما تأرت » كذا في الأصل بالراء ، وفي التكملة بالواو ) . شَريجَيْن : ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل . وتأْتري : تُعَسِّلُ ، وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ . والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه ، وقيل : الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه ، وقيل : الأَرْيُ عَمَلُ النحل ، وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة ، وقيل : عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر إنما هو مستعار من ذلك ، يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه . ويقال للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإناء : قد أَرِيَ ، وهو الأَرْيُ مثل الرَّمْي . والتَّأَرِّي : جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ . وأَرَتِ الريحُ الماءَ : صَبَّته شيئاً بعد شيء . وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء ، وقيل : أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها السحابَ ؛ قال زهير : يَشِمْنَ بُرُوقَها ، ويَرُشُّ أَرْيَ الـْ جَنُوب ، على حَواجِبها ، العَماء ؟
قال الليث : أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ ببعض ويَكْثُرُ ، قال أَبو منصور : وأَرْيُ الجَنوبِ ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت . وأَرْيُ السحاب : دِرَّتُه ، قال أَبو حنيفة : أَصل الأَرْيِ العَمَل . وأَرْيُ النَّدى : ما وقع منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر . والأَرْيُ : لُطاخةُ ما تأْكله . وتَأَرَّى عنه : تَخَلَّف . وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى : احْتَبَس . وأَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها ومَعْلَفَها أرْياً : لَزِمَتْه . والآرِيُّ والآري : الأَخِيَّةُ . وأَرَّيْتُ لها : عَمِلْتُ لها آريّاً . قال ابن السكيت في قولهم للمَعْلَف آرِيٌّ ، قال : هذا مما يضعه الناس في غير موضعه ، وإنما الآرِيُّ مَحْبِس الدابة ، وهي الأَواري والأَواخِي ، واحدتها آخِيِّةٌ ، وآرِيٌّ إنما هو من الفعل فاعُولٌ . وتَأَرَّى بالمكان إذا تَحَبَّس ؛ ومنه قول أَعشى باهِلة : لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه ، ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفهِ الصَّفَر (* قوله « لا يتأرى البيت »، قال الصاغاني : هكذا وقع في أكثر كتب اللغة وأخذ بعضهم عن بعض ، والرواية : لا يتأرى لما في القدر يرقبه ولا يزال أمام القوم يقتفر لا يغمز الساق من أين ولا نصب ولا يعض على شرسوفه الصفر ) . وقال آخر : لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيق ، وإنْ نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا ، نَزَلوا يقول : لا يَجْمَعون الطعام في الضِّيقة ؛ وقال العجاج : واعْتَادَ أَرباضاً لها آرِيُّ من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليّ ؟
قال : اعْتادَها أَتاها ورَجَع إليها ، والأَرْباضُ : جمع رَبَضٍ وهو المأْوى ، وقوله له آرِيٌّ أَي لها آخِيَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول ، ولها أَصل ثابت في سكون الوحش بها ، يعني الكِناس . قال : وقد تسمى الآخِيَّة أَيضاً آرِيّاً ، وهو حبل تُشَدُّ به الدابة في مَحْبِسها ؛
وأَنشد ابن السكيت للمُثَقِّب العبدي يصف فرساً : داوَيْتُه بالمحْض ، حتَّى شَتا يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد أي مع المِرْوَدِ ، وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض المُثْبتةَ فيها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوتَها البارزة فلا تَقْلَعُها لثباتها في الأَرض ؛ قال الجوهري : وهو في التقدير فاعُولٌ ، والجمع الأَوارِي ، يخفف ويشدّد . تقول منه : أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً ، والدابة تَأْري إلى الدابَّة إذا انضمت إليها وأَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً ، وآرَيْتُها أَنا ؛ وقول لبيد يصف ناقته : تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَة السَّاقِ ، إذا الظِّلُّ عَقَ ؟
قال الليث : لم يُوأَرْ بها أَي لم يُذْعَرْ ، ويروى لم يُورأْ بها أَي لم يُشْعَرْ بها ، قال : وهو مقلوب من أَرَيْتُه أَي أَعلمته ، قال : ووزنه الآن لم يُلْفَعْ ، ويروى لم يُورَا ، على تخفيف الهمزة ، ويروى لم يُؤرَ بها ، بوزن لم يُعْرَ ، من الأَرْي أي لم يَلْصَق بصدره الفَزَعُ ، ومنه قيل : إن في صَدْرِكَ عَليَّ لأَرْياً أَي لَطْخاً من حِقْد ، وقد أَرى عليَّ صَدْرُه . قال ابن بري : وروى السيرافي لم يُؤْرَ من أُوار الشمس ، وأَصله لم يُوأَرْ ، ومعناه لم يُذْعَرْ أَي لم يُصِبْه حَرُّ الذُّعْر . وقالوا : أَرِيَ الصَّدْرُ أَرْياً ، وهو ما يثبت في الصدر من الضِّغْن . وأَرِيَ صدرُه ، بالكسر ، أَي وَغِر . قال ابن سيده : أَرَى صَدْرُه عليَّ أَرْياً وأَرِيَ اغتاظ ؛ وقول الراعي : لهَا بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمةٌ بمُعْتَلَجِ الآرِيِّ ، بَيْنَ الصَّرائم قيل في تفسيره : الآرِيُّ ما كان بين السَّهْل والحَزْن ، وقيل : مُعْتَلَج الآَرِيّ اسمُ أَرض . وتأَرَّى : تَحَزّن (* قوله « وتأرّى تحزن » هكذا في الأصل ولم نجده في كتب اللغة التي بأَيدينا ) . وأَرَّى الشيءَ : أَثبته ومَكَّنه . وفي الحديث : اللهم أرِّ ما بَيْنَهم أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه ، يدعو للرجل وامرأَته . وروى أَبو عبيدة : أَن رجلاً شكا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، امرأَته فقال اللهم أَرِّ بَيْنَهما ؛ قال أَبو عبيد : يعني أَثبت بينهما ؛
وأَنشد لأَعشى باهلة : لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه البيت . يقول : لا يَتَلَبَّث ولا يَتَحَبَّس . وروى بعضهم هذا الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دعا بهذا الدعاء لعليّ وفاطمة ، عليهما السلام ، وروى ابن الأَثير أَنه دعا لامرأَة كانت تَفْرَك زَوْجها فقال : اللهم أَرِّ بينهما ، أَي أَلِّف وأَثبت الوُدَّ بينهما ، من قولهم الدابة تَأْرِي للدابة إذا انضمَّت إليها وأَلِفَت معها مَعْلَفاً واحداً ، وآرَيْتُها أَنا ، ورواه ابن الأَنباري : اللهم أَرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه أَي احبس كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره ، من قولهم تَأَرَّيْت بالمكان إذا احْتَبَسْت فيه ، وبه سمِّيت الآخِيَّة آرِيّاً لأَنها تمنع الدوابّ عن الانفلات ، وسمي المَعْلَف آرِيّاً مجازاً ، قال : والصواب في هذه الرواية أَن يقال اللهم أَرِّ كل واحد منهما على صاحبه ، فإن صحت الرواية بحذف على فيكون كقولهم تَعَلَّقْتُ بفلان وتَعَلَّقتُ فلاناً ؛ ومنه حديث أَبي بكر : أَنه دفع إليه سيفاً ليقتل به رجلاً فاسْتَثْبَتَه فقال : أَرِّ أَي مَكِّن وثَبِّتْ يدي من السيف ، وروي : أَرِ مخففة ، من الرؤْية كأَنه يقول أَرِني بمعنى أَعْطِني . الجوهري : تَأَرَّيْت بالمكان أَقمت به ؛ وأَنشد ببيت أَعشى باهلة أَيضاً : لا يَتأَرَّى لِمَا في القِدْر يَرْقُبُه وقال في تفسيره : أَي لا يَتَحَبَّس على إدراك القِدْر ليأْكل . قال أَبو زيد : يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى ؛
وأَنشد ابن بري للحُطيئة : ولا تَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبه ، ولا يَقُومُ بأَعْلى الفجر يَنْتَطِ ؟
قال : وأَرَّيْت أَيضاً وإلى مَتى أَنت مُؤَرٍّ به . وأَرَّيْته : اسْتَرْشَدَني فغَشَشْته . وأَرَّى النارَ : عَظَّمَها ورَفَعَها . وقال أَبو حنيفة : أَرَّاها جَعَل لها إرَةً ، قال : وهذا لا يصح إلا أَن يكون مقلوباً من وَأَرْتُ ، إمَّا مستعمَلة ، وإما متوهَّهمة . أَبو زيد : أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً ونَمَّيتها تَنْمِيَةً وذكَّيْتها تَذْكِيَةً إذا رَفَعْتها . يقال : أَرِّ نارَك . والإرَةُ : موضع النار ، وأَصله إرْيٌ ، والهاء عوض من الياء ، والجمع إرُونَ مثل عِزُون ؛ قال ابن بري : شاهده لكعب أَو لزهير : يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه ، كلَوْنَ الدَّواجِن فَوْقَ الإرِين ؟
قال : وقد تجمع الإرَةُ إرات ، قال : والإرةُ عند الجوهري محذوفةُ اللام بدليل جمعها على إرِين وكَوْنِ الفعل محذوف اللام . يقال : أَرِّ لِنارِك أَي اجْعَل لها إرَةً ، قال : وقد تأْتي الإرَةُ مثل عِدَة محذوفة الواو ، تقول : وَأَرْتُ إرَةً . وآذاني أَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ أَي حَرُّهُما ؛ وأَنشد ثعلب : إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر أَي حَرَّ العَداوَة . والإرةُ أَيضاً : شَحْم السَّنامِ ؛ قال الراجز : وَعْدٌ كَشَحْمِ الإرَةِ المُسَرْهَد الجوهري : أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً أَي ذَكّيتها ؛ قال ابن بري : هو تصحيف وإنما هو أَرَّثْتها ، واسم ما تلقيه علي الأُرْثَة . وأَرِّ نارَك وأَرِّ لنارك أَي اجْعَل لها إرَةً ، وهي حُفْرة تكون في وسط النار يكون فيها معظم الجَمْر . وحكي عن بعضهم أَنه ، قال : أَرِّ نارَك افتح وسطها ليتسع الموضع للجمر ، واسم الشيء الذي تلقيه عليها من بَعَر أَو حَطَب الذُّكْىة . قال أَبو منصور : أَحسب أَبا زيد جَعَل أَرَّيْت النار مِنْ وَرَّيْتَها ، فقلب الواو همزة ، كما ، قالوا أكَّدْت اليمين ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النار ووَرَّثْتها . وقالوا من الإرَة وهي الحفرة التي توقد فيها النار : إرَةٌ بَيّنة الإرْوَة ، وقد أَرَوْتها آرُوها ، ومِنْ آرِيِّ الدابة أَرَّيْت تَأْرِيَةً . قال : والآرِيُّ ما حُفِر له وأُدْخِل في الأَرض ، وهي الآرِيَّة والرَّكاسَة . وفي حديث بلال :، قال لنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أَمعَكم شيءٌ من الإرَة أَي القدِيد ؛ وقيل : هو أَن يُغْلَى اللحمُ بالخل ويحمل في الأَسفار . وفي حديث بريدةَ : أَنه أَهْدى لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إرَةً أَي لحماً مطبوخاً في كرش . وفي الحديث : ذُبِحَت لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، شاةٌ ثم صُنِعَتْ في الإرَة ؛ الإرَةُ : حفرة توقد فيها النار ، وقيل : هي الحفرة التي حولها الأَثافيُّ . يقال : وَأَرْتُ إرَةَ ، وقيل : الإرَةُ النارُ نَفْسُها ، وأَصل الإرَة إرْيٌ ، بوزن عِلْم ، والهاء عوض من الياء . وفي حديث زيد بن حارثة : ذبحنا شاة وصنعناها في الإرَة حتى إذا نَضِجت جعلناها في سُفْرَتنا . وأَرَّيْت عن الشيء : مثل وَرَّيْت عنه . وبئر ذي أَرْوانَ : اسم بئر ، بفتح الهمزة . وفي حديث عبد الرحمن النَّخَعي : لو كان رأْيُ الناس مثْلَ رَأْيك ما أُدِّيَ الأَرْيانُ . قال ابن الأَثير : هو الخَراجُ والإتاوة ، وهو اسم واحد كالشيطان . قال الخطابي : الأَشبه بكلام العرب أَن يكون بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة ، وهو الزيادة عن الحق ، يقال فيه أُرْبان وعُرْبان ، قال : فإن كانت الياء معجمة باثنتين فهو من التَّأْرِيَة لأَنه شيء قُرِّرَ على الناس وأُلْزِموه . "