-
سَطْرُ
- ـ سَطْرُ وسَطَرُ : الصَّفُّ من الشيءِ كالكِتابِ والشَّجَرِ وغيرِهِ ، ج : أسْطُرٌ وسُطُورٌ وأسْطارٌ ، جج : أساطيرُ ، والخَطُّ ، والكِتابَةُ ،
ـ سَطْرُ : العَتودُ من الغنمِ ، والقَطْعُ بالسيفِ ،
ـ ساطِرُ : للقَصَّابِ ،
ـ ساطورُ : لِما يُقطعُ به .
ـ اسْتَطَرَه : كَتَبَه .
ـ أَساطِيرُ : الأحاديثُ لا نِظامَ لها ، جَمْعُ إسْطارٍ وإِسْطيرٍ وأُسْطُورٍ ، وبالهاءِ في الكلِّ .
ـ سَطَّرَ تَسْطِيراً : ألَّفَ ،
ـ سَطَّرَ عَلَيْنا : أتانا بالأسَاطِيرِ .
ـ مُسَيْطِرُ : الرَّقيبُ الحافِظُ ، والمُتَسَلِّطُ ، كالمُسَطِّرِ ، وقد سَيْطَرَ عليهم وسَوْطَرَ وتَسَيْطَرَ .
ـ مُسْطارُ : الخَمْرَةُ الصارِعَةُ لشارِبِها ، أو الحامِضَةُ ، أو الحديثَةُ ، والغُبارُ المُرْتَفِعُ في السماءِ .
ـ أسْطَرَ اسمِي : تَجاوَزَ السَّطْرَ الذي فيه اسمي ،
ـ أسْطَرَ فلانٌ : أخطأ في قِراءَتِهِ .
ـ ساطِرونُ : مَلِكٌ من مُلوكِ العجمِ ، قَتَلَه سابور ذُو الأكتافِ .
ـ سُطْرَةُ : الأُمْنِيَّةُ .
ـ سَطْرَى : قرية بِدِمَشْقَ .
المعجم: القاموس المحيط
-
استطرَ
- استطرَ يستطر ، استطارًا ، فهو مُسْتَطِر ، والمفعول مُسْتَطَر :-
• استطر الكتابَ سطَره ، كتَبه :- { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ }: مكتوب في اللوح المحفوظ .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
استطارَ
- استطارَ يَستطِير ، اسْتَطِرْ ، استطارةً ، فهو مُستطِير :-
• استطارَت أوراقُ الشَّجر تناثرت ، تفرَّقت وانتشرت :- { وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا }: ساطعًا منتشرًا .
• استطار البرقُ : انتشر في أُفُق السَّماء :- استطار ضوء القمر ، - استطار شُعاعُ الشمس .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أسطار
- أسطار - و إسطار
1 - ما « يسطر »، أي بكتب ، جمع : أساطير
المعجم: الرائد
-
أسطر
- أسطر الشيءَ : أَخطَأ في قِراءَته .
ويقال : أسْطَرَ اسْمي : تجاوزَ السطرَ الذي هو فيه .
المعجم: المعجم الوسيط
-
أسطُر
- أسطر - إسطارا
1 - أسطر الشيء : أخطأ في قراءته
المعجم: الرائد
-
أُسْطورَةٌ
- جمع : أَساطيرُ . [ س ط ر ]. :- تَحْكِي لِي أَساطِيرَ مِنْ حِينٍ لآخَرَ :-: حِكايَةٌ عَجِيبَةٌ ، تَرْوِي أَحْداثاً تارِيخِيَّةً كَما تَتَخَيَّلُها الذَّاكِرَةُ الشَّعْبِيَّةُ ، أو كَما يَرَاها الخَيَالُ الشَّعْبِيُّ ، مَلْحَمَةٌ . :- أُسْطورَةُ جَلْجامِش :- : مَلْحَمَةٌ مِنْ أَدَبِ وَادي الرَّافِدَيْنِالنحل آية 24 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ماذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطيرَ الأوَّلِينَ ( قرآن ).
المعجم: الغني
-
أُسْطورة
- أُسْطورة :-
جمع أُسْطورات وأساطيرُ :
1 - خُرافة ، حديث ملفَّق لا أصل له :- { إِنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }: أكاذيبهم المسطورة في كتبهم .
2 - ( آداب ) حكاية يسودها الخيال وتبرز فيها قوى الطبيعة في شكل آلهة أو كائنات خارقة للعادة ويشيع استعمالها في التُّراث الشَّعبيّ لمختلف الأمم :- وظّف الكاتب الأُسْطُورة في روايته توظيفًا جيِّدًا ، - العلم يهدم الأساطير .
• أساطيرُ الأوّلين : ما سطَّره الأوّلون في الكتب :- { وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } .
• علم الأساطير : علم يبحث في مجموعة الأساطير المعروفة والشائعة لدى شَعْب من الشعوب وخاصّة الأساطير المتعلِّقة بالآلهة والأبطال الخرافيِّين عند شعب ما .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أُسْطورة
- أسطورة
1 - جمع : أساطير 1 - قصة أو حكاية تمتزج فيها مبتدعات الخيال بالتقاليد الشعبية وبالواقع . 2 - ما يكتب . 3 - حديث لا أصل له
المعجم: الرائد
-
الأُسطورة
- الأُسطورة : الخُرافة .
و الأُسطورة الحكاية ليس لها أَصل . والجمع : أَساطير ( انظر : سطر ) .
المعجم: المعجم الوسيط
-
استطار البرق
- انتشر في أُفُق السَّماء :- استطار ضوء القمر - استطار شُعاعُ الشمس .
المعجم: عربي عامة
-
استطر الكتاب
- سطَره ، كتَبه :- { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ }
المعجم: عربي عامة
-
استَطارَ
- استَطارَ الشيءُ : تطاير .
و استَطارَ فشا وانتشر .
يقال : استطار البرقُ : انتشر في أُفق السماء .
واستطار الفجرُ أَو الصبحُ أَو غيرُه : انتشر ضوءُه .
واستطار البِلَى في الثوب وغيره : فشا .
واستطار الشَّقُّ أَو الصَّدعُ في الحائط أَو الزجاجة : ظهر وامتدَّ .
و استَطارَ الشيءَ : جعله يطير .
و استَطارَ السيفَ : سَلَّه مسرعاً .
المعجم: المعجم الوسيط
-
اسْتطَرَ
- اسْتطَرَ الكتابَ : سَطَرَه ُ .
المعجم: المعجم الوسيط
-
اِسْتَطَارَ
- [ ط ي ر ]. ( فعل : سداسي لازم متعد ). اِسْتَطَارَ ، يَسْتَطِيرُ ، مصدر اِسْتِطارَةٌ .
1 . :- اِسْتَطارَ الغُبارُ :- : اِنْتَشَرَ ، تَفَرَّقَ . :- اِسْتَطارَ الفَجْرُ وَعَمَّ الضِّياءُ .
2 . :- اِسْتَطارَ الجِدارُ :-: اِنْصَدَعَ .
3 . :- اسْتَطارَ الطَّيْرَ :- : طَيَّرَهُ .
4 . :- اِسْتَطارَ السَّيْفَ :-: سَحَبَهُ مُسْرِعاً .
المعجم: الغني
-
إِستطر
المعجم: الرائد
-
سطر
- " السَّطْرُ والسَّطَرُ : الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها ؛ قال جرير : مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَه ، ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ ؛ عن اللحياني ، وسُطورٌ .
ويقال : بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً .
والسَّطْرُ : الخَطُّ والكتابة ، وهو في الأَصل مصدر .
الليث : يقال سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين ونحو ذلك ؛
وأَنشد : إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لقائلٌ : يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وقال الزجاج في قوله تعالى : وقالوا أَساطير الأَوّلين ؛ خَبَرٌ لابتداء محذوف ، المعنى وقالوا الذي جاء به أَساطير الأَولين ، معناه سَطَّرَهُ الأَوَّلون ، وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ ، كما ، قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث .
وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب ؛ قال الله تعالى : ن والقلم وما يَسْطُرُونَ ؛ أَي وما تكتب الملائكة ؛ وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه واسْتَطَرَه .
وفي التنزيل : وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ .
وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً : كتب ، واسْتَطَرَ مِثْلُهُ .
قال أَبو سعيد الضرير : سمعت أَعرابيّاً فصيحاً يقول : أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي ، فإِذا كتبه قيل : سَطَرَهُ .
ويقال : سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسيف سَطْراً إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ ؛ ومنه قيل لسيف القَصَّابِ : ساطُورٌ .
الفراء : يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ وقُدَارٌ وجَزَّارٌ .
وقال ابن بُزُرج : يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ : أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ ، وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ .
قال الأَزهري : هو ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو فيه .
والأَساطِيرُ : الأَباطِيلُ .
والأَساطِيرُ : أَحاديثُ لا نظام لها ، واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ ، بالكسر ، وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ ، بالضم .
وقال قوم : أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ .
وقال أَبو عبيدة : جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ على أَساطير ، وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى العشرة .
قال : ويقال سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً ، ثم أَساطيرُ جمعُ الجمعِ .
وسَطَّرَها : أَلَّفَها .
وسَطَّرَ علينا : أََتانا بالأَساطِيرِ .
الليث : يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل .
يقال : هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف .
وفي حديث الحسن : سأَله الأَشعث عن شيء من القرآن فقال له : والله إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما تُرَوِّجُ .
يقال : سَطَّرَ فلانٌ على فلان إِذا زخرف له الأَقاويلَ ونَمَِّّْقَها ، وتلك الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ .
والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ : المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ ، وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب مُسَطَّرٌ ، والذي يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ .
يقال : سَيْطَرْتَ علينا .
وفي القرآن : لست عليهم بِمُسْيِطرٍ ؛ أَي مُسَلَّطٍ .
يقال : سَيْطَرَِ يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ ، فهو مُسَيْطِرٌ ومَتَسَيْطِرٌ ، وقد تقلب السين صاداً لأَجل الطاء ، وقال الفراء في قوله تعالى : أَم عندهم خزائن ربك أَم هم المُسَيْطِرُونَ ؛ قال : المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين ، وقال الزجاج : المسيطرون الأَرباب المسلطون .
يقال : قد تسيطر علينا وتصيطر ، بالسين والصاد ، والأَصل السين ، وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً .
يقال : سطر وصطر وسطا عليه وصطا .
وسَطَرَه أَي صرعه .
والسَّطْرُ : السِّكَّةُ من النخل .
والسَّطْرُ : العَتُودُ من المَعَزِ ، وفي التهذيب : من الغنم ، والصاد لغة .
والمُسَيْطِرُ : الرقيب الحفيظ ، وقيل : المتسلط ، وبه فسر قوله عز وجل : لستَ عليهم بمسيطر ، وقد سَيْطْرَ علينا وسَوْطَرَ .
الليث : السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر ، وهو الرقيب الحافظ المتعهد للشيء .
يقال : قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ ، وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر ، ولم يقل سُيْطِرَ لأَن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة ، كما أَنك تقول من آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ ، فإِذا جاءت ياء ساكنة بعد ضمة لم تثبت ، ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واواً في حال (* قوله : « في حال » لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل وقولك أَعيس إلخ ).
مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه بِيضٌ ، وهو فُعْلَةٌ وفُعْلٌ ، فاجترت الياء ما قبلها فكسرته ، وقالوا أَكْيَسُ كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى ، وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه ، وأَيما فعلوا فهو القياس ؛ وكذلك يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى ، ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ ، أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على كسرتها ، فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات ، فلما تراوحت الضمة والكسرة كان الواو أَحسن ، وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السين رجعت الياء .
قال أَبو منصور : سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ ، فهو مُسَيْطِرٌ ، ولم يستعمل مجهول فعله ، وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه .
قال : وقول الليث لو قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ ، هذا عند النحويين خطأَ لأَن فِعْلَى جاءت اسماً ولم تجئ صفة ، وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت الضاد من أَجل الياء الساكنة ، وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا نقصته ، وهو مذكور في موضعه ؛ وأَما قول أَبي دواد الإِيادي : وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى ، مِنَ الحَضْرِ ، عَلَى رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر ، وهو مدينة بين دِجْلَةَ والفرات ، غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله .
التهذيب : المُسْطَارُ الخمر الحامض ، بتخفيف الراء ، لغة رومية ، وقيل : هي الحديثة المتغيرة الطعم والريح ، وقال : المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام ، قال : وأُراه روميّاً لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب ؛ قال : ويقال المُسْطار بالسين ، قال : وهكذا رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال : هو الحامض منه .
قال الأَزهري : المسطار أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء .
الجوهري : المسطار ،(* قوله : « الجوهري المسطار بالكسر إلخ » في شرح القاموس ، قال الصاغاني : والصواب الضم ، قال : وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ ).
بكسر الميم ، ضرب من الشراب فيه حموضة .
"
المعجم: لسان العرب
-
طرر
- " طَرَّهم بالسيف يطُرُّهم طرّاً ، والطَّرُّ كالشَّلّ ، وطَرّ الإِبلَ يطُرُّها طَرّاً : ساقها سوقاً شديداً وطردَها .
وطَرَرْت الإِبلَ : مثل طَرَدْتها إِذا ضمَمْتها من نواحيها .
قال الأَصمعي : أَطَرَّه يُطِرُّه إِطْرَاراً إِذا طرَدَه ؛ قال أَوس : حتى أُتِيحَ له أَخُو قَنَص شَهْمٌ ، يُطِرُّ ضَوارِياً كثبا
ويقال : طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى من أَحد جانبيها ثم مِنَ الجانبِ الآخر ليُقوِّمَها .
وطُرَّ الرجلُ إِذا طُرِدَ .
وقولُهم جاؤوا طُرّاً أَي جميعاً ؛ وفي حديث قُسّ : ومَزاداً المَحْشَر الخلقِ طُرّا أَي جميعاً ، وهو منصوب على المصدر أَو الحال .
قال سيبويه : وقالوا مررت بهم طُرّاً أَي جميعاً ؛ قال : ولا تستعمل إِلا حالاً واستعملها خَصِيبٌ النصرانيّ المُتَطبِّب في غير الحال ، وقيل له : كيف أَنت ؟ فقال : أَحْمَدُ الله إِلى طُرِّ خَلْقِه ؛ قال ابن سيده : أَنْبأَني بذلك أَبو العلاء .
وفي نوادر الأَعراب : رأَيت بني فلان بِطُرٍّ إِذا رأَيتهم بأَجْمَعِهم .
قال يونس : الطُّرُّ الجماعُة .
وقولُهم : جاءني القومُ طُرّاً منصوب على الحال .
يقال : طَرَرْتُ القومَ أَي مررت بهم جميعاً .
وقال غيره : طُرّاً أُقيم مُقامَ الفاعل وهو مصدر ، كقولك : جاءني القوم جميعاً .
وطَرَّ الحديدةَ طَرّاً وطُرُوراً : أَحَدَّها .
وسِنانٌ طَرِيرٌ ومَطْرُورٌ : مُحَدَّد .
وطَرَرْت السَّنانَ : حَدَّدْته .
وسَهْمٌ طَرِيرٌ : مَطْرُورٌ .
ورجلٌ طَرِيرٌ : ذو طُرّةٍ وهيئةٍ حسنَةٍ وجَمال .
وقيل : هو المُستقبل الشباب ؛ ابن شميل : رجل جَمَِيلٌ طَرِيرٌ .
وما أَطَرَّه أَي ما أَجْمَلَه وما كان طَرِيراً ولقد طَرَّ .
ويقال : رأَيت شيخاً جميلاً طَرِيراً .
وقوم طِرارٌ بَيِّنُو الطَّرَارةِ ، والطَّرِيرُ : ذو الرُّواء والمَنْظَرِ ؛ قال العباس بن مرداس ، وقيل المتلمس : ويُعْجِبُك الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيه ، فيُخْلِفُ طَنَّكَ الرجلُ الطَّرِيرُ وقال الشماخ : يا رُبَّ ثَوْرٍ برِمالِ عالِجِ ، كأَنه طُرَّةُ نجمٍ خارِجِ ، في رَبْرَبٍ مِثْلَ مُلاءِ الناسجِ ومنه يقال : رجل طرير .
ويقال : اسْتَطَرَّ إِتْمام الشكير .. .
(* هنا بياض بالأصل ، وبهامشه مكتوباً بخط الناسخ : كذا وجدت وبإزائه مكتوباً ما نصه : العبارة صحيحة كتبه محمد مرتضى اهـ ).
الشعر أَي أَنبته حتى بلغ تمامَه ؛ ومنه قول العجاج يصف إِبلاً أَجْهَضَتْ أَولادَها قبل طُرُور وبَرَها : والشَّدَنِيَّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ ، خُوصَ العُيونِ مُجْهَضات ما اسْتَطَرْ ، منهن إِتمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ ، بِحاجبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ ، مِنْهُنَّ سِيسَاءُ ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ اسْتَغْشَى : لَبِسَ الوَبَرَ ، أَي ولا لَبِسَ الوبَرَ .
وطَرَّ حَوْضَه أَي طَيّنَه .
وفي حديث عطاء : إِذا طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ بِمَدَرٍ فيه رَوْثٌ فلا تُصَلِّ فيه حتى تَغْسِلَه السماءُ ، أَي إِذا طَيَّنْته وزَيَّنْته ، من قولهم : رجل طَرِيرٌ أَي جميل الوجه .
ويكون الطَّرُّ الشَّقُّ والقَطْعَ ؛ ومنه الطَّرَّارُ .
والطَّرُّ : القطع ، ومنه قيل للذي يقطع الهَمَايِينَ : طَرَّارٌ ، وفي الحديث : أَنه كان يَطُرُّ شارِبَه ؛ أَي يَقُصُّهُ .
وحديث الشعبي : يُقْطَعُ الطَّرَّار ، وهو الذي يَشُقُّ كُمَّ الرجلِ ويَسُلّ ما فيه ، من الطَّرّ وهو القطع والشَّقُّ .
يقال : أَطَرَّ اللهُ يَدَ فلانٍ وأَطَنَّهَا فَطَرَّتْ وطَنَّتْ أَي سقطت .
وضربه فأَطَرَّ يدَه أَي قطعها وأَنْدَرَهَا .
وطَرَّ البُنيانَ : جَدَّده .
وطَرَّ النبتُ والشاربُ والوَبَرُ يَطُرُّ ، بالضم ، طَرّاً وطُرُوراً : طلَع ونبَت ؛ وكذلك شعرُ الوحشيّ إِذا نَسَلَه ثم نبت ؛ ومنه طَرَّ شاربُ الغلامِ فهو طارٌّ .
والطُّرَّى : الأَتانُ .
والطُّرَّى : الحِمارُ النشيط .
الليث : الطُّرَّةُ طُرّةُ الثوبِ ، وهي شِبْهُ عَلَمين يُخاطانِ بجانبي البُرْدِ على حاشيتِه .
الجوهري : الطُّرَّةُ كُفّةُ الثوبِ ، وهي جانِبُه الذي لا هُدْبَ له .
وغلام طارٌّ وطَرِيرٌ : كما طَرَّ شاربُه .
التهذيب : يقال طَرَّ شاربُه ، وبعضهم يقول طُرَّ شاربُه ، والأَول أَفصح .
الليث : فتًى طارٌّ إِذا طَرَّ شاربُه .
والطَّرُّ : ما طلَع من الوَبَر وشعَرِ الحِمار بعد النُّسول .
وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : أَنه قام من جَوْزِ الليل وقد طُرَّت النجومُ أَي أَضاءت ؛ ومنه سيف مَطْرُور أَي صَقِيل ، ومن رواه بفتح الطاء أَراد : طلَعت ، من طَرَّ النباتُ يَطِرّ إِذا نبت ؛ وكذلك الشاربُ .
وطُرَّةُ المَزادةِ والثوبِ : عَلَمُهما ، وقيل : طُرَّةُ الثوب موضعُ هُدْبه ، وهي حاشيته التي لا هدب لها .
وطُرَّةُ الأَرض : حاشيتُها .
وطُرَّةُ كل شيء : حرفُه .
وطُرّةُ الجارية : أَن يُقْطَع لها في مُقَدِّم ناصيتها كالعَلَم أَو كالطُّرّة تحت التاج ، وقد تُتّخذ الطُّرَّة من رامَِكٍ ، والجمع طُرَرٌ وطِرَارٌ ، وهي الطُّرُورُ .
ويقال : طَرَّرَتِ الجاريةُ تَطْرِيراً إِذا اتخَذَت لنفسها طُرَّةً .
وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَهْدى أُكَيْدِرُ دُومةَ إِلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حُلَّةً سِيَراءَ فأَعطاها عُمَرَ ، رضي الله عنه ، فقال له عمرُ : أَتُعْطِينِيها وقد قلتَ أَمْسِ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قلتَ ؟ فقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لم أُعْطِكَها لتَلْبَسَها وإِنما أَعْطَيتُكَها لِتُعْطِيهَا بعض نسائِكَ يَتّخِذْنها طُرَّاتٍ بينهن ؛ أَراد يقطعنها ويتخذنها سُيوراً ؛ وفي النهاية أَي يُقَطّعنها ويتخذنها مَقانِع ، وطُرّات جمعُ طُرّة ؛ وقال الزمخشري ؛ يتخذْنها طُرّات أَي قِطَعاً ، من الطَّرّ ، وهو القطع .
والطُّرَّةُ من الشعر : سميت طُرّةً لأَنها مقطوعة من جملته .
والطَّرَّةُ ، بفتح الطاء : المرّةُ ، وبضم الطاء : اسمُ الشيء المقطوع بمنزلة الغَرْفةِ والغُرْفة ؛ قال ذلك ابن الأَنباري .
والطُّرّتَانِ من الحمار وغيره : مَخَطُّ الجَنْبين ؛ قال أَبو ذؤيب يصف رامياً رمَى عَيْراً وأُتُناً : فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ سَهْماً ، فأَنْفَذَ طُرّتيهِ المَنْزَعُ والطُّرّة : الناصية .
الجوهري : الطُّرّتَانِ من الحمار خطَّان أَسْوَدانِ على كتفيه ، وقد جعلهما أَبو ذؤيب للثور الوحشي أَيضاً ؛ وقال يصف الثور والكلاب : يَنْهَشْنه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي ، عَبْل الشَّوَى بالطُّرّتَيْنِ مُولّع وطُرّةُ مَتْنِه : طريقتُه ؛ وكذلك الطُّرّةُ من السحاب ؛ وقول أَبي ذؤيب : بَعِيد الغَزاةِ ، فما إِنْ يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحَ ؟
قال ابن جني : ذهب بالطُّرّتين إِلى الشَّعَر ؛ قال ابن سيده : وهذا خطأٌ لأَن الشَّعَر لا يكون مُضْطَمِراً وإِنما عَنَى ضُمْرَ كَشْحَيه ، يمدح بذلك عبدالله بن الزبير .
قال ابن جني : ويجوز أَيضاً أَن تكون طُرَّتاه بدلاً من الضمير في مُضْطَمِراً ، كقوله عز وجل : جَنّاتِ عَدْنٍ مُفَتّحة لهم الأَبوابُ ؛ إِذا جعلتَ في مُفَتّحةً ضميراً وجعلت الأَبواب بدلاً من ذلك الضمير ، ولم تكن مُفَتّحةً الأَبوابُ منها على أَن تُخْلِيَ مفتحة من ضمير .
وطُرَرُ الوادِي وأَطْرارُه : نواحِيه ، وكذلك أَطْرارُ البلادِ والطريق ، واحدها طُرٌّ ؛ وفي التهذيب : الواحدةُ طُرّةٌ .
وطُرّةُ كل شيء : ناحيتُه .
وطُرّةُ النهرِ والوادي : شفيرُه .
وأَطْرارُ البلادِ : أَطرافُها .
وأَطَرّ أَي أَدَلّ .
وفي المثل : أَطِرِّي إِنك ناعِلةٌ ، وقيل : أَطِرِّي اجْمَعي الإِبل ، وقيل : معناه أَدِلِّي : فإِن عليك نَعْلين ، يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأْنيث لأَن أَصل المثل خُوطِبَت به امرأَة فيجري على ذلك .
التهذيب : هذا المثل يقال في جَلادةِ الرجلِ ، قال : ومعناه أَي ارْكَب الأَمرَ الشديد فإِنك قَوِيٌّ عليه .
قال : وأَصل هذا أَن رجلاً ، قاله لِرَاعيةٍ له ، وكانت ترعى في السُّهولة وتترك الحُزُونة ، فقال : لها : أَطِرِّي أَي خُذي في أَطْرارِ الوادي ، وهي نواحيه ، فإِنَّكِ ناعِلةٌ : فإِن عليك نعلين ، وقال أَبو سعيد : أَطِرِّي أَي خُذي أَطْرارَ الإِبل أَي نواحيها ، يقول : حُوطِيها من أَقاصيها واحفظيها ، يقال طِرِّي وأَطِرِّي ؛ قال الجوهري : وأَحسبه عَنى بالنَّعْلَين غِلَظَ جِلْدِ قَدَمَيْها .
وجَلَبٌ مُطِرٌّ : جاء من أَطْرار البلاد .
وغَضَبٌ مُطِرٌّ : فيه بعضُ الإِدْلالِ ، وقيل : هو الشديد .
وقولهم : غَضَبٌ مُطِرٌّ إِذا كان في غير موضعه وفيما لا يُوجِبُ غَضَباً ؛ قال الحُطيئة : غَضِبْتُمْ عَلَينا أَن قَتَلْنا بِخَالِدٍ ، بَني مالِكٍ ، ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرْ ابن السكيت : يقال أَطَرَّ يُطِرُّ إِذا أَدَلَّ .
ويقال : جاء فلان مُطِرّاً أَي مُسْتَطِيلاً مُدِلاًّ .
والإِطْرارُ : الإِغْراءُ .
والطَّرَّةُ : الإِلْقاحُ من ضَرْبة واحدة .
وطَرَّتْ يداه تَطِرّ وتَطُرُّ : سقطَتْ ، وتَرَّت تَتُِرّ وأَطَرَّها هو وأَتَرَّها .
وفي حديث الاستسقاء : فنشَأَت طُرَيْرةٌ من السحاب ، وهي تصغير طُرَّةٍ ، وهي قِطْعة منها تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة .
والطُّرَّةُ : السحابةُ تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة ؛ ومنه طُرَّةُ الشعَرِ والثوابِ أَي طَرَفُه .
والطَّرُّ : الخَلْسُ ، والطَّرُّ : اللَّطْمُ ؛ كلتاهما عن كراع .
وتكلم بالشيء من طِرَارِه إِذا اسْتَنْبَطَه من نفسه .
وفي الحديث :، قالت صَفِيّةُ لعائشة ، رضي الله عنهما : مَنْ فِيكُنَّ مِثْلي ؟ أَبي نَبِيٌّ وعَمِّي نَبِيٌّ وزَوْجِي نَبِيٌّ ؛ وكان علّمها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ذلك ، فقالت عائشة رضي الله عنها : ليس هذا الكلامُ من طِرارِكِ .
والطَّرْطَرةُ : كالطَّرْمذة مع كثرة كلام .
ورجل مُطَرْطِرٌ : من ذلك .
وطَرْطَر : موضع ؛ قال امرؤ القيس : أَلا رُبَّ يوم صالحٍ قد شَهِدْته ، بِتاذِفَ ذاتِ التلّ من فَوقِ طَرْطَرَا
ويقال : رأَيت طُرّة بني فلان إِذا نظرت إلي حِلَّتِهم من بعيد فآنَسْتَ بيوتَهم .
أَبو زيد : والمُطَرَّةُ العادةُ ، بتشديد الراء ، وقال الفراء : مخففة الراء .
أَبو الهيثم : الأَيَطْلُ والطَّرّةُ والقُرُبُ الخاصرة ، قيّده في كتابه بفتح الطاء .
الفراء وغيره : يقال للطَّبقِ الذي يؤكل عليه الطعام الطِّرِّيانُ بوزن الصِّلِّيان ، وهي فِعْليان من الطَّرّ .
ابن الأَعرابي : يقال للرجل طُرْطُرْ إِذا أَمَرْتَه بالمجاورة لبيت الله الحرام والدوامِ على ذلك .
والطُّرْطُورُ : الوَغْدُ الضعيفُ من الرجال ، والجمع الطَّراطِيرُ ؛ وأَنشد : قد عَلِمتْ يَشْكُرُ مَنْ غُلامُها ، إِذا الطَّراطِيرُ اقْشَعَرَّ هامُها ورجل طُرْطُورٌ أَي دقيق طويل .
والطُّرْطورُ .
قَلَنْسوة للأَعراب طويلة الرأْس .
"
المعجم: لسان العرب
-
طير
- " الطَّيَرانُ : حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ ، طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة ؛ عن اللحياني وكراع وابن قتيبة ، وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه ، يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر .
الصحاح : وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى .
والطَّيرُ : معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ ، مؤنث ، والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ ، وهي قليلة ؛ التهذيب : وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى ؛ فاَّما قوله أَنشده الفارسي : هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ ، وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ ؛
قال : ونحنُ كَشَفْنا ، عن مُعاوِيةَ ، التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا .
وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول : ومثله قولُ ابن مقبل : كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ ، بَيْنهُمُ ، نَزْوُ القُلاتِ ، زَهاها ، قالُ ، قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ : كَثيرةُ الطَّيْرِ .
فأَما قوله تعالى : إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله ؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً ؛ وقوله : فأَنفخ فيه ، الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ ، ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين : أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر ، والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه ، وإِنما يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر ؛ قال : وجميع هذا قول الفارسي ، قال : وقد يجوز أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر ، وجمعُ الطائر أَطْيارٌ ، وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ؛ فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ ، وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع ، وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ ، وقرئ : فيكون طَيْراً بإِذْنِ الله ، وقال ثعلب : الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم ، ثم انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور ، قال الأَزهري : وهو ثِقَةٌ .
الجوهري : الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ .
وفي الحديث : الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ ؛ قال : كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي ، فهو طائرٌ مَجازاً ، أَرادَ : على رِجْل قَدَرٍ جار ، وقضاءٍ ماضٍ ، من خيرٍ أَو شرٍّ ، وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها ، أَي أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها ، وقَعَتْ على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل ؛ وفي رواية أُخرى : الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر ؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه ، فكيف ما يكون على رِجْلِه ؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة : فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله ، « صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ .
وفي حديث أَبي ذَرٍّ : تَرَكَنَا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ ، يعني أَنه استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ ، فضَرَبَ ذلك مَثَلاً ، وقيل : أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ ، وما الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه ، وأَشْباه ذلك ، ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية .
وقوله عز وجل : ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه ؛ قال ابن جني : هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ ، وقد يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً ، وذلك أَنه قد ، قالوا : طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها وقال العنبري : طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب : وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح .
فقوله تعالى : ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه ؛ على هذا مُفِيدٌ ، أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ .
والتَّطايُرُ : التَّفَرُّقُ والذهابُ ، ومنه حديث عائشة ، رضي الله عنها : سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ .
وفي حديث عُرْوة : حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً .
وفي حديث ابن مسعود : فَقَدْنا رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ .
والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ : التفرُّقُ والذهابُ .
وفي حديث علي ، كرّم الله تعالى وجهه : فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن .
قال ابن الأَثير : وقيل الهمزة أَصلية ، وقد تقدم .
وتطايَرَ الشيءُ : طارَ وتفرَّقَ .
ويقال للقوم إِذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ : كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ ؛ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه .
وقال الجوهري : كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ ، إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة ، فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ .
ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير قولهم : هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه .
ويقال : أُطِيرَ الغُرابُ ، فهو مُطارٌ ؛ قال النابغة : ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ ، ليس غرابُها بمُطارِ وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه ، حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ ، وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن ؛ ومنه قول بعض أَصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم : إِنّا كنا مع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ .
والطَّيْرُ : الاسمُ من التَّطَيّر ، ومنه قولهم : لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ ، كما
يقال : لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله ؛
وأَنشد الأَصمعي ، قال : أَنشدناه الأَحْمر : تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ ، وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ ، أَحايِيناً ، وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة ، رضوان الله عليهم : كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ ؛ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ .
وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ ؛ قال الكميت : وحِلْمُك عِزٌّ ، إِذا ما حَلُمْت ، وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم : ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك .
والطائرُ : ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت ، وأَصله في ذي الجناح .
وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه .
طائرُ اللهِ لا طائرُك ، فرَفَعُوه على إِرادة : هذا طائرُ الله ، وفيه معنى الدعاء ، وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً ؛ وقال ابن الأَنباري : معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتخوّفُه ؛ وقال اللحياني : يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك ، قال : يقولون هذا كلَّه إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ ، النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله ، وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك ؛ قال : والمصدرُ منه الطِّيَرَة ؛ وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا ؛ وجاء في الشر ؛ قال الله عز وجل : أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله ؛ المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا ، وقال بعضهم : طائرُهم حَظُّهم ، قال الأَعشى : جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب : زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ ، فإِن تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى ، يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به ، والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ .
وقال أَبو عبيد : الطائرُ عند العرب الحَظُّ ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ .
وقال الفراء : الطائرُ معناه عندهم العمَلُ ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه ، وقيل رِزْقُه ، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر .
وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية : اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ : إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح ؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه .
وطائرُ الإِنسانِ : ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له .
ومنه الحديث : بالمَيْمونِ طائِرُه ؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه ؛ ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ .
وقوله عز وجل : وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه ؛ قيل حَظُّه ، وقيل عَمَلُه ، وقال المفسرون : ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً ، والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر : أَن لكل امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه ، وإِنما قيل للحظِّ من الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب : جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر ، على طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً ، فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه ؛ وقرئ طائرَه وطَيْرَه ، والمعنى فيهما قيل : عملُه خيرُه وشرُّه ، وقيل : شَقاؤه وسَعادتُه ؛ قال أَبو منصور : والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته ، وعَلِم المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه ، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً ، وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً ، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه ، فذلك قولُه عز وجل : وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه ؛ أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب ، والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون ، وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم .
والعرب تقول : أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه ؛ ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه : تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً ، والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ : الأَنْصباءُ ، واحدُها شِرْكٌ .
وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده .
وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ ، عليه السلام :، قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك ، قال طائركم عند الله ؛ معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله ، وقيل : معنى قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا ، وهو في الأَصل تَطَيَّرنا ، فأَجابَهم الله تعالى فقال : طائرُكُم مَعَكم ؛ أَي شُؤْمُكم معَكم ، وهو كُفْرُهم ، وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها ، والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها ، فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها ، ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله ، صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ .
وقال : لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ ؛ وكان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم ، وهو عَليل ، فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته ، وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته ؛ والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ ، وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها .
والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت ، ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ .
الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء ، والاسم منه الطِّيَرَةُ ، بكسر الطاء وفتح الياء ، مثال العِنَبةِ ، وقد تُسَكَّنُ الياءُ ، وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء .
وفي الحديث : أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ ؛ قال ابن الأَثير : وهو مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً ، قال : ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما ،
، قال : وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما ، وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ ؛ ومنه الحديث : ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ : الطِّيَرَةُ والحَسَدُ : والظنُّ ، قيل : فما نصْنعُ ؟، قال : إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ ، وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ ، وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ .
وقوله تعالى :، قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك ؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها .
وفي الحديث : الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما مِنّا إِلاَّ
.
.
. ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ ، فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع ؛ وهذا كحديثه الآخر : ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا ، فأَظْهَر المستثنى ، وقيل : إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث ، وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه ، فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك ، وقولُه : ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به .
وفي الحديث : أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب ؛ أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم ؛ جمع طِيرَة .
ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ : إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ .
وفرس مُطارٌ : حديدُ الفُؤاد ماضٍ .
والتَّطايُر والاسْتِطارةُ : التفرُّق .
واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في الهواء .
وغُبار طيّار ومُسْتَطِير : مُنْتَشر .
وصُبْحٌ مُسْتَطِير .
ساطِعٌ منتشر ، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ .
وفي التنزيل العزيز : ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً .
واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ ، فهو مُسْتَطِير ، وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ ، وبه تحلّ صلاة الفجر ، وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز ، وأَما الفجر المستطيل ، باللام ، فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان ، وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً ، وهو الصبح الكاذب عند العرب .
وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير ، هو الذي انتشر ضوءه واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل ؛ وفي حديث بني قريظة : وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ حَرِيقٌ ، بالبُوَيْرةِ ، مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها .
ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه : ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه .
وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة : تَبَيّن في أَجزائهما .
واسْتَطارَت الزُّجاجةُ : تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها .
واسْتطارَ الحائطُ : انْصدَع من أَوله إِلى آخره ؛ واسْتطارَ فيه الشَّقّ : ارتفع .
ويقال : اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً ؛
وأَنشد : إِذا اسْتُطِيرَتْ من جُفون الأَغْمادْ ، فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إِذا انتشر فيه .
واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء .
يقال : اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً ، فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ ؛ وقال عنترة : متى ما تَلْقَني ، فَرْدَينِ ، تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير الفرسُ ، فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ ؛ وقول عدي : كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ ، لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل : أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء ، كما ، قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت .
وتَطايَرَ الشيءُ : طال .
وفي الحديث : خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك ؛ وفي رواية : من شَعرِ رأْسِك ؛ أَي طال وتفرق .
واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر ؛ قال الراجز : إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ .
ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ .
وبئر مَطارةٌ : واسعةُ الغَمِ ؛ قال الشاعر : كأَنّ حَفِيفَها ، إِذ بَرّكوها ، هُوِيّ الرِّيحِ في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ : أَلْقَحها كلَّها ، وقيل : إِنما ذلك إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ ؛ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح ، وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ ، وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل ، فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ ، والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح ؛ وأَنشد : طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح ، في الهَيْجِ ، قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا .
ومَطارِ ومُطارٌ ، كلاهما : موضع ؛ واختار ابن حمزة مُطاراً ، بضم الميم ، وهكذا أَنشد ، هذا البيت : حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار ، وسنذكر ذلك في مطر .
وقال أَبو حنيفة : مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف .
والمُسْطارُ من الخمر : أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم .
وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها .
والمُطَيَّرُ : ضَرْبٌ من البُرود ؛ وقول العُجَير السلولي : إِذا ما مَشَتْ ، نادى بما في ثِيابها ، ذَكِيٌّ الشَّذا ، والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ
، قال أَبو حنيفة : المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته ، وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود ، فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً ، وقيل : هو مقلوب عن المُطَرَّى ؛ قال ابن سيده : ولا يُعْجِبني ؛ وقيل : المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر ، قال ابن بري : المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود ؛ قال ابن هَرْمَة : أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى ، إِذا نِمْنا ، أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ ، إِذ طَرَقَتْكَ ، باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً : موضع بالهند يجلب منه العُود .
وطارَ الشعر : طالَ ؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي : طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي به .
ومِخْراق : كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف ، أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط .
سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة .
والطائرُ : فرس قتادة بن جرير .
وذو المَطارة : جبل .
وقوله في الحديث : رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه ؛ أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ .
وفي حديث وابِصَة : فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها وتعلّق بها .
والمَطارُ : موضع الطيَرانِ .
"
المعجم: لسان العرب