قال : يا عَمْرُو لو كُنتَ فَتىً كَريما ، أَو كُنْتَ ممَّنْ يمنع الحَرِيما ، أو كان رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما نِكْتَ به جاريةً هَضِيما ، نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما وفي الحديث : خَيْرُ النساء الغَلِمةُ على زوجها ؛ الغْلْمةُ : هَيَجان شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما . يقال : غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغتلاماً ، وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كذلك . التهذيب : والمِغْلِيمُ سواء فيه الذكر والأُنثى ، وقد أَغْلَمهُ الشيءُ . وقالوا : أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ ؛ يريدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه . وقالوا : شُرْبُ لبن الإيَّل مَغلَمةٌ أي أَنه تشتدُّ عنه الغْلْمة ؛ قال جرير : أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً ، عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ ، أَلْبانَ إيَّلِ وفي حديث تميم والجَسَّاسة : فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت أَمواجه . والاغُتِلام : مجاوزة الحدّ . وفي نسخة المحكم : والاغْتِلامُ مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر ، وهو من هذا ، لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها . وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه :، قال تَجَهِّزوا لقتال المارِقِين المُغْتَلمين . وقال الكسائي : الاغْتلام أن يتجاوز الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح ، أي الذين جاوزوا الحد . وفي حديث علي : تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا ؛ ومنه قول عمر ، رضي الله عنه : إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء . قال أَبو العباس : يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي يسكر ، وكذلك المغتلمون في حديث علي . ابن الأعرابي : الغُلُمُ المحبوسون ، قال : ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً ، كقولك فلان فَتى العَسْكَر وإن كان شيخاً ؛
وأَنشد : سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس مُقَنَّعاً ، وما بهِ مِنْ باس ، إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس والغُلامُ معروف . ابن سيده : الغُلامُ الطَّارُّ الشارب ، وقيل : هو من حين يولد إلى أَن يشيب ، والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ ، ومنهم من استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ ، وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة ، وإن لم يقولوه ، كما ، قالوا أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة ، وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس ، قال ابن بري : وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً ؛ قال رؤبة : صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا وفي حديث ابن عباس : بَعثَنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ ؛ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في القياس ؛ قال ابن الأثير : ولم يرد في جمعه أَغْلِمة ، وإنما ، قالوا غِلْمَة ، ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة ، ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان ، ولذلك صغرهم ، والأُنثى غُلامةٌ ؛ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً : أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ ، مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ من الأُولى ، مَضَارِبُه حُسامُ ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها ، يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة ، وتصغيره غُلَيِّم ، والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ ، وهو فاشٍ في كلاهم ؛ وقوله أَنشده ثعلب : تَنَحَّ ، يا عَسيفُ ، عَنْ مَقامِها وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِه ؟
قال : غُلامُها صاحِبُها . والغَيْلَمُ : المرأَة الحَسْناء ، وقيل : الغَيْلَمُ الجارية المُغْتَلِمةَ ؛ قال عياض الهذلي : مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان ، شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ وقال الشاعر : من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا ، تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ الليث : الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثير الشعر . المحكم : والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ الرأْس . والغَيْلَمُ : السُّلَحْفاة ، وقيل : ذكَرُها . والغَيْلَمُ أَيضاً : الضِّفْدَع . والغَيْلَمُ : مَنْبَعُ الماء في البئر . والغَيْلَمُ : المِدْرى ؛
قال : يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَهُ ، كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَم ؟
قال الأزهري : قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح ، ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه . قال : وأَنشدني غير واحد بيت الهذلي : ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا ، إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَيْلَم ؟
قال : هكذا أنشدنيه الإيادي عن شمر عن أبي عبيد وقال : الغَيْلَمُ العظيم ، قال : وأَنشدنيه غيره : كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ بالفاء ، قال : وهكذا أَنشده ابن الأَعرابي في رواية أَبي العباس عنه ، قال : والفَيْلَمُ المُشْط ، والغَيْلَمُ : موضعٌ في شعر عَنترة ؛
قال : كيْفَ المَزارُ ، وقد تَرَبَّعَ أَهْلُها بعُنَيزَتَيْنِ ، وأَهْلُنا بالغَيْلَم ؟"