ـ كفَتَهُ يَكْفِتُهُ : صَرَفَهُ عن وجْهِهِ فانْكَفَتَ ، ـ كفَتَ الشيءَ إليه : ضَمَّهُ ، وقَبَضَهُ ، ككَفَّتَهُ ، ـ كفَتَ الطائِرُ وغيرُهُ كَفْتاً وكِفاتاً وكفيتاً وكَفَتَاناً : أسْرَعَ في الطَّيرَانِ والعَدْوِ ، وتَقَبَّضَ فيه . ـ رَجُلٌ كَفْتٌ وكَفيتٌ : سريعٌ ، خفيفٌ ، دقيقٌ . ـ كافَتَهُ : سابَقَهُ . ـ كِفاتُ : المَوْضِعُ يُكْفَتُ فيه الشيءُ ، أي : يُضَمُّ ويُجْمَعُ . والأرضُ كِفاتٌ لنا . ـ اكْتَفَتَ المالَ : اسْتَوْعَبهُ أجْمَعَ . ـ كَفَّاتُ : الأَسَدُ . ـ كَفْتُ : القِدْرُ الصَّغيرَةُ ، وتَقَلُّبُ الشيءِ ظَهْراً لِبَطْنٍ ، والمَوْتُ . ـ خُبْزٌ كَفْتٌ : بِلا أُدْمٍ . ـ ماتَ كِفاتاً ومُكافَتَةً : فَجْأَةً . ـ انْكِفاتُ : الانْصِرافُ ، والانْقِباضُ ، وضُمور الفَرَسِ ، واجْتِماعُ الخَلْقِ . ـ كَفيتُ : فَرَسُ حَيَّانَ بن قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ ، وجِرابٌ لا يُضَيِّعُ شيئاً ، كالكِفتْتِ ، وما يُكْفَتُ به المَعيشَةُ ، أي : يُضَمُّ . ـ كافِتٌ : غارٌ كان يأوي إليه اللُّصوصُ ، ويَكْفِتونَ فيه المَتاعَ . ـ فَرَسٌ كُفَتٌ ، وكُفَتَةٌ : يَثِبُ جميعاً فلا يُسْتَمْكَنُ منه لاِجْتِماعِ وثْبِهِ . ـ مُكْفِتُ : من يَلْبَسُ دِرْعَيْنِ بينهما ثَوْبٌ . ـ كَفْتَةُ : اسْمُ بَقيعِ الغَرْقَدِ ، لأِنَّها تَكْفِتُ النَّاسَ ، أو لأِنَّها تأكُلُ المَدْفونَ سريعاً ، لأِنَّها سَبِخَةٌ .
كفِيحُ (المعجم القاموس المحيط)
ـ كفِيحُ : الكُفْءُ ، وزَوْجُ المَرْأَةِ ، والضجيعُ ، والضيفُ المُفاجِئُ . ـ أَكْفَحُ : الأَسْوَدُ . ـ كَفَحَهُ : كَشَفَ عنه غِطاءَهُ ، ـ كَفَحَ بالعَصَا : ضَرَبَهُ ، ـ كَفَحَ لِجامَ الدابَّةِ : جَذَبَهُ ، كأَكْفَحَهُ ، ـ كَفَحَ فلاناً : واجَهَهُ ، ـ كَفَحَ المرأةَ : قَبَّلَهَا فَجْأَةً ، ككَافَحَهَا فيهما مُكَافَحَةً وكِفاحاً . ـ كَفِحَ : خَجِلَ ، وجَبُنَ . ـ في الحديثِ :" أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً ": أشْيَاء كثيرَةً من الدُّنْيَا والآخِرَةِ . ـ أكْفَحْتُهُ عنِّي : رَدَدْتُهُ .
كَفَاهُ(المعجم القاموس المحيط)
ـ كَفَاهُ مَؤُونَتَهُ يَكْفِيه كِفايَةً ، وكفاكَ الشيءُ ، واكْتَفَيْتَ به ، واسْتَكْفَيْتُهُ الشيءَ فكفَانِيه ، ورجلٌ كافٍ وكَفِيٌّ . ـ كافِيكَ منه ، وكَفْيُكَ منه ، وكُفْيُكَ منه ، وكِفْيُكَ منه : حَسْبُكَ . ـ كُفْيَةُ : القُوتُ ، ج : الكُفَى . ـ تَكَفَّى النَّباتُ : طالَ . ـ كَفِيُّ : المَطَرُ ، ـ بيع الكِفايةِ : أن يكونَ لي على رجُلٍ خَمْسَةُ دراهِمَ ، وأشْرِي منكَ شيئاً بِخَمْسةٍ ، فأقولُ : خُذْها منه .
كَافَأَهُ(المعجم القاموس المحيط)
ـ كَافَأَهُ مُكافَأَةً وكِفَاءً : جازَاه ، ـ كَافَأَ فلاناً : ماثَلَه ، وراقَبَه . ـ الحمدُ لله كِفَاءَ الواجِبِ : ما يكونُ مُكافِئاً له ، والاسمُ : الكفَاءَةُ والكَفَاءُ ، ـ هذا كِفاؤُه وكِفْأَتُهُ وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكَفْؤُه وكِفْؤُه وكُفوؤُه : مَثْلُه ، الجمع : أكْفاءٌ وكِفَاءٌ . ـ كَفَأَه : صَرَفَهُ ، وكَبَّهُ ، وقَلَبَه ، أكْفَأَه واكْتَفَأَه ، وتَبِعَهُ ، ـ كَفَأَتِ الغَنَمُ في الشِّعْبِ : دَخَلَتْ ، ـ كَفَأَ فلاناً : طَرَدَهُ ، ـ كَفَأَ القومُ : انْصَرَفُوا وانْهَزَموا ، ـ كَفَأَ القومُ عنِ القَصْد : جاروا . ـ أَكْفَأَ : مالَ وأمالَ ، وقَلَبَ ، وخالَفَ بَيْنَ إعْرَابِ القَوافي ، أَوْ خالَفَ بين هِجائِها ، أِوْ أَقْوَى ، أَوْ أفْسَدَ في آخِرِ البَيْتِ أيَّ إفْسَادٍ كان ، ـ أَكْفَأَتِ الإِبِلُ : كَثُرَ نِتاجُها ، ـ أَكْفَأَتْ إبلَه فلاناً : جَعَلَ له مَنَافعَها . ـ كَفْأَةُ وكُفْأَةُ : حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَها ، ـ أَكْفَأَ في الأَرْضِ : زراعةُ سَنَتِها ، ـ أَكْفَأَتِ الإِبِلِ : نِتَاجُ عامِها ، أَوْ نِتَاجُها بعدَ حِيالِ سَنَةٍ أَوْ أكْثَرَ . ـ مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه ، وكُفْأَةَ : وَهَبَ له أَلْبَانَها وأولادَها وأصْوافَها سَنَةً ، ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ . ـ كِفاءُ : سُتْرَةٌ من أعْلَى البَيْتِ إلى أسفله من مُؤَخَّرِه ، أَو الشُّقَّةُ في مؤَخَّرِ الخباءِ ، أَوْ كِساءٌ يُلْقَى على الخباءِ حتى يَبْلُغَ الأَرْض ، وقد أكْفَأْتُ البَيْتَ . ـ كَفيءُ اللَّوْنِ ومُكْفَؤُه : كاسِفُه مُتَغَيِّرُه . ـ كافَأَهُ : دافَعَه ، ـ كافَأَ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِه : طَعَنَ هذا ثُمَّ هذا . ـ شاتانِ مُكافَأَتَانِ ومُكافِئَتَانِ : كُلُّ واحدةٍ منهما مُساوِيةٌ لصاحِبَتها في السِّنِّ . ـ انْكَفَأَ : رَجَعَ ، ـ انْكَفَأَ لَوْنُهُ : تَغَيَّرَ . ـ الكَفِيءُ والكِفْءُ : بَطْنُ الوادي . ـ التَّكَافُؤُ : الاستواءُ .
القَدَمَ (المعجم القاموس المحيط)
ـ القَدَمَ : السَّابِقَةُ في الأمْرِ ، كالقُدْمَةِ ، وقِدَمَ ، والرجلُ له مَرْتَبَةٌ في الخَيْرِ ، وهي : قِدَمَه ، والرِّجْلُ مُؤَنَّثَةٌ ، وقولُ الجوهريِّ : واحدُ الأقْدامِ سَهْوٌ ، صوابُهُ : واحِدَةُ , ج : أقْدَامٌ ، وحَيٌّ ، وموضع ، والشُّجاعُ ، كالقُدْمِ ، والقُدُمُ . ورجلٌ قَدَمٌ ، وامرأةٌ قَدَمٌ من رِجالٍ ونِساءٍ قَدَمٍ أيضاً ، وهُمْ ذَوُو القَدَمِ . ـ في الحديثِ : '' حتى يَضَعَ رَبُّ العِزَّة فيها قَدَمَهُ '' أي : الذينَ قَدَّمَهُم من الأشْرارِ ، فَهُمْ قَدَمُ الله للنارِ ، كما أنَّ الأخْيارَ قَدَمُهُ إلى الجَنَّةِ ، أو وَضْعُ القَدَمِ مَثَلٌ للرَدْعِ والقَمْعِ ، أي : يأتيها أمْرٌ يَكُفُّها عن طَلَبِ المَزيدِ . ـ قَدَمَ القَوْمَ ، قَدْماً وقُدُوماً وقَدَّمَهُم واسْتَقْدَمَهُم : تَقَدَّمَهُم . ـ قَدُمَ ، قَدَامَةً وقِدَماً : تَقادَمَ ، فهو قَديمٌ وقُدامٌ ، ج : قُدَماءُ وقُدامَى ، وقَدائِمُ . ـ أقْدَمَ على الأمْرِ : شَجُعَ ، وأقْدَمْتُهُ وقَدَّمْتُهُ . ـ القِدَمُ : ضِدُّ الحُدوثِ ، ـ القُدُمُ : المُضِيُّ أمامَ أمامَ . ـ هو يَمْشِي القُدُمَ والقُدُمِيَّةَ واليَقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمَةَ : إذا مَضَى في الحَرْبِ . ـ المِقْدامُ والمِقْدامَةُ وقَدومٌ وقَدِمٌ : الكثيرُ الإِقْدَامِ ، وقد قَدَمَ ، وقَدِمَ ، وأقْدَمَ وتَقَدَّمَ واسْتَقْدَمَ ، والاسْمُ : القُدْمَةُ . ـ مُقَدِّمَةُ الجَيْشِ ، ومُقَدَّمَةُ : مُتَقَدِّموهُ ، وكذا قادِمَتُهُ وقُداماهُ ، ـ مُقَدِّمَةُ من الإِبِلِ : أوَّلُ ما تُنْتَجُ وتُلْقَحُ ، ـ مُقَدِّمَةُ من كُلِّ شيءٍ : أوَّلُهُ ، والناصِيَةُ ، والجَبْهَةُ . ـ مُقْدِمُ العينِ ، ومُقَدَّمٌ : ما يَلِي الأنْفَ ، ـ مُقْدِمُ من الوَجْهِ : ما اسْتَقْبَلْتَ منه , ج : مَقادِيمُ . ـ قادِمُكَ : رأسُكَ , ج : قَوادِمُ ، ـ قادِمُكَ من الأطْباءِ والضُّروعِ : الخِلْفانِ المُتَقَدِّمانِ من البَقَرَةِ أو النَّاقةِ . ـ القوادِمُ والقُدامَى : أرْبَعُ أو عَشْرُ ريشاتٍ في مُقَدَّمِ الجَناحِ ، الواحِدَةُ : قادِمَةٌ . ـ المِقْدامُ : نَخْلٌ ، وابنُ مَعْد يكْرِبَ : صَحابِيٌّ . ـ قَدِمَ من سَفَرِهِ ، قُدوماً وقِدْماناً : آبَ ، فهو قادِمٌ , ج : قُدُمٌ وقُدَّامٌ . ـ القَدُومُ : آلةٌ للنَّجْرِ ، مُؤَنَّثَةٌ , ج : قَدائِمُ وقُدُمٌ ، وقرية بحَلَبَ ، وموضع بنَعْمَانَ ، وجَبَلٌ بالمَدينَة ، وثَنِيَّةٌ بالسَّراةِ ، وموضع اخْتَتَنَ به إبراهيمُ ، عليه الصلاةُ والسلامُ ، والقَدُّومُ ، وثَنِيَّةٌ في جَبَلٍ ببلادِ دَوْسِ ، وحِصنٌ باليمنِ ، ـ قَيْدومُ الشيءِ : مُقَدَّمُهُ ، وصَدْرُهُ ، كقَيْدامِهِ ، ـ قَيْدومُ من الجَبَلِ : أنْفٌ يَتَقَدَّمُ منهُ . ـ قُدَّامُ : ضِدُّ وراءَ ، كالقَيْدامِ والقَيْدومِ ، وقد يُذَكَّرُ ، تَصْغيرُها : قُدَيْدِيمَةٌ وقُدَيْديمٌ . ـ القُدَّامُ أيضاً : الجَزَّارُ ، وجَمْعُ قادِمٍ . ومُقْدِمُ الرَّحْلِ ، ومُقْدِمَةٌ ومُقَدَّمٌ ومُقَدَّمَةٌ ، وقادِمَتُهُ وقادِمُهُ بمَعْنًى . ـ القَدْمُ : ثَوْبٌ أحْمَرُ . ـ قُدَمٌ : حَيٌّ باليمنِ ، وموضع منه الثيابُ القُدَمِيَّةُ ، ـ قَدامٌ : فرسُ عُروةَ بنِ سِنانٍ العَبْدِيِّ ، وفرسُ عبدِ الله بنِ العَجْلانِ النَّهْدِيِّ ، ـ وكَلْبَةٌ وكهَيُولَى : موضع بالجَزيرَةِ ، أو ببابِلَ . ـ قدِّيمٌ وقُدَّامٌ وقَدَّامٌ : المَلِكُ ، والسَّيِّدُ ، ومن يَتَقَدَّمُ الناسَ بالشَّرَفِ ، وسَمَّوْا : قادِماً ، وقُدامَةٌ ومُقَدَّمٌ ومِقْدامٌ . ـ قُدامَةٌ : ابنُ حَنْظَلَةَ ، وابنُ عبدِ الله ، وابنُ مالِكٍ ، وابنُ مَظْعونٍ ، وابنُ مِلْحانَ : صَحابيُّونَ . ـ الأقْدَمُ : الأسَدُ . ـ القَدَميَّةُ : ضَرْبٌ من الأدَمِ ، ـ القُدَميَّةُ : التَّبَخْتُرُ . ـ قَدومَةُ : ثَنِيَّةٌ . ـ ذو أقْدامٍ : جَبَلٌ . ـ قادِمٌ : قَرْنٌ . ـ القادِمَةُ : ماءٌ لبَني ضَبينَةَ . ـ تَقَدَّمَ إليه في كذا : أمَرَهُ ، وأوصاهُ به . ـ المُقَدِّمَةُ : ضَرْبٌ من الامْتشاطِ . ـ قَدِمٌ من الحَرَّةِ ، وقَدِمَةٌ ، أي : ما غَلُظَ منها . ـ قَدَّمْتُ يَميناً : حَلَفْتُ ، وأقْدَمْتُه .
كَفِّيّات :- • كَفِّيَّات القدم ( الحيوان ) رتبة من الطّيور ، فيها أربع رُتَيْبَات هي : طويلات الرِّيش ومنها القَطْرَس ، وشاملات الكفوف ومنها البجع ، وصُفَيْحيّات المناقير ومنها الوزيّات والبطيّات والنحاميّات ، وعديمات الرّيش ومنها البطريق .
الكَفِيحُ(المعجم المعجم الوسيط)
الكَفِيحُ : الكُفْءُ والنَّظِيرُ . و الكَفِيحُ الضَّجيع . و الكَفِيحُ الضَّيْف المُفاجئُ .
وحدة قياس للطّول تساوي 12 بوصة ، أو ثُلُث ياردة ، أو 30 . 48 سم :- قدم مكعّب .
القَدَمُ (المعجم المعجم الوسيط)
القَدَمُ : ما يطأُ الأَرضَ من رجل الإِنسان ؛ وفوقها السّاقُ ، وبينهما المَفصِلُ المُسَمَّى الرُّسْغَ [ أنثى ]. و القَدَمُ التقَّدُّمُ والسَّبْقُ في الخير أَو الشر . يقال : لفلان قَدَمٌ في العلم أَو الكَرَم ونحوهما . ويقال : قَدَمُ صِدْق وقَدَمُ كَرَم . وفي التنزيل العزيز : يونس آية 2 وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عنْدَ رَبِّهِمْ ) ) : سابقة فضيلةٍ . ويقال : له عند فلان قَدَمٌ : معروف . و القَدَمُ ما قدّمه الإِنسان من خير أَو شرّ . و القَدَمُ من الرِّجال : الشجاعُ لا يُعَرِّجُ ولا يَنْثني يتقدّم النَّاسَ في الحرب [ يستوي فيه المذكر والمؤنثُ والمفرد والجمع ]. يقال : رجُلٌ قَدَمٌ ، وامرأَةٌ قَدَمٌ ، ورجالٌ قَدَمٌ ، ونساءٌ قَدَمٌ . و القَدَمُ وَحدةُ قياس توازي ثُلُثَ يَاردة . والجمع : أَقْدَامٌ . 17 .
القَدِمُ (المعجم المعجم الوسيط)
القَدِمُ من الرِّجال : الكثيرُ الإِقدام .
القُدْمُ (المعجم المعجم الوسيط)
القُدْمُ ( بتسكين الدال وضمها ) : المُضِيُّ إِلى الأَمام . و القُدْمُ من الرِّجال : الشُّجاعُ .
القِدْمُ (المعجم المعجم الوسيط)
القِدْمُ : من أَسماءِ الزمان . يقال : كان كذا قِدْمًا : في الزمان القديم .
كفت - يكفت ، كفتا وكفاتا وكفيتا وكفتانا 1 - كفت الطائر أو غيره : أسرع في الطيران . 2 - كفت : أسرع في العدو وتقبض فيه .
كفأ(المعجم لسان العرب)
" كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَاءً : جازاه . تقول : ما لي بهِ قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه . وقول حَسَّانَ بن ثابت : وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ أَي جبريلُ ، عليه السلام ، ليس له نَظِير ولا مَثيل . وفي الحديث : فَنَظَر اليهم فقال : مَن يُكافِئُ هؤُلاء . وفي حديث الأَحنف : لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له ، يعني الشيطانَ . ويروى : لا أُقاوِلُ . والكَفِيءُ : النَّظِيرُ ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ ، على فُعْلٍ وفُعُولٍ . والمصدر الكَفَاءةُ ، بالفتح والمدّ . وتقول : لا كِفَاء له ، بالكسر ، وهو في الأَصل مصدر ، أَي لا نظير له . والكُفْءُ : النظير والمُساوِي . ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح ، وهو أَن يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك . وتَكافَأَ الشَّيْئانِ : تَماثَلا . وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً : ماثَلَه . ومن كلامهم : الحمدُ للّه كِفاءَ الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له . والاسم : الكَفاءة والكَفَاءُ . قال : فَأَنْكَحَها ، لا في كَفَاءٍ ولا غِنىً ، * زِيادٌ ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ وهذا كِفَاءُ هذا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه ، بالفتح عن كراع ، أَي مثله ، يكون هذا في كل شيء . قال أَبو زيد : سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن : لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفىً أَحَدٌ ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء . وقال الزجاج : في قوله تعالى : ولم يَكُنْ له كُفُؤاً أَحَدٌ ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة ، منها ثلاثة : كُفُؤاً ، بضم الكاف والفاء ، وكُفْأً ، بضم الكاف وإِسكان الفاء ، وكِفْأً ، بكسر الكاف وسكون الفاء ، وقد قُرئ بها ، وكِفاءً ، بكسر الكاف والمدّ ، ولم يُقْرَأْ بها . ومعناه : لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه ، تعالى ذِكْرُه . ويقال : فلان كَفِيءُ فلان وكُفُؤُ فلان . وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُؤاً ، مثقلاً مهموزاً . وقرأَ حمزة كُفْأً ، بسكون الفاء مهموزاً ، وإِذا وقف قرأَ كُفَا ، بغير همز . واختلف عن نافع فروي عنه : كُفُؤاً ، مثل أَبي عَمْرو ، وروي : كُفْأً ، مثل حمزة . والتَّكافُؤُ : الاسْتِواء . وفي حديث النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : الـمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم . قال أَبو عبيد : يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك . وفلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً ، والجمع من كل ذلك : أَكْفَاء . قال ابن سيده : ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ . وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك ، أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ ، المفتوحِ الأَول أَيضاً . وشاتان مُكافَأَتانِ : مُشْتَبِهتانِ ، عن ابن الأَعرابي . وفي حديث العَقِيقةِ عن الغلام : شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً ، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا . وقيل : مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ . واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ ، قال : واللفظة مُكافِئَتانِ ، بكسر الفاء ، يقال : كافَأَه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه . قال : والمحدِّثون يقولون مُكافَأَتَانِ ، بالفتح . قال : وأَرى الفتح أَولى لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما . قال : وأَما بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان ، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا ، وإِنما لو ، قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى . وقال الزمخشري : لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ ، لأَن كل واحدة إِذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ ، فهي مُكافِئة ومُكافَأَة ، أَو يكون معناه : مُعَادَلَتانِ ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من الأَسنان . قال : ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان ، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق ؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد . وقيل : تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى ، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً ، حتى يكون مثله ، فهو مُكافِئٌ له . والمكافَأَةُ بين الناس من هذا . يقال : كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي . ومنه الكُفْءُ من الرِّجال للمرأَة ، تقول : إِنه مثلها في حَسَبها . وأَما قوله ، صلى اللّه عليه وسلم : لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها . فإِن معنى قوله لِتَكْتَفِئَ : تَفتَعِلُ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها ؛ والصَّحْفةُ : القَصْعةُ . وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها . ويقال : كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا . قال الكميت : نَحْر الـمُكافِئِ ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ والمَكْثُورُ : الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم . يهْتَبلُ : يَحْتالُ للخلاص . ويقال : بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها . قال أَبو ذرّ ، رضي اللّه عنه ، في حديثه : ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ ، من الـمُكافَأَة : الـمُقاوَمة ، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب . وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ ، وهو مَكْفُوءٌ ، واكْتَفَأَه مثل كَفَأَه : قَلَبَه . قال بشر بن أَبي خازم : وكأَنَّ ظُعْنَهُم ، غَداةَ تَحَمَّلُوا ، * سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَكَفَّأَتِ المرأَةُ في مِشْيَتِها : تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَيْدانَةُ . الكسائي : كَفَأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه ، وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمَاله ، لُغَيّة ، وأَباها الأَصمعي . ومُكْفِئُ الظُّعْنِ : آخِرُ أَيام العَجُوزِ . والكَفَأُ : أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه ؛ جملٌ أَكْفَأُ وناقة كَفْآءُ . ابن شميل : سَنامٌ أَكْفَأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير ، وناقة كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير ، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه . وكَفَأْتُ الإِناءَ : كَبَبْته . وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمالَه ، ولهذا قيل : أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها . غيره : وأَكْفَأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها . (* قوله « حين يرمي عليها » هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها .). قال ذو الرمة : قَطَعْتُ بها أَرْضاً ، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ، * إِذا ما عَلَوْها ، مُكْفَأً ، غيرَ ساجِعِ أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ . والساجِعُ : القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ . والـمُكْفَأُ : الجائر ، يعني جائراً غير قاصِدٍ ؛ ومنه السَّجْعُ في القول . وفي حديث الهِرّة : أَنه كان يُكْفِئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة . وفي حديث الفَرَعَة : خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه ، وتُكْفِئُ إِناءَك ، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه . وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها . وفي حديث الصراط : آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ به الصراطُ ، أَي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ . وفي حديث دُعاء الطّعام : غيرَ مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه رَبَّنا ، أَي غير مردود ولا مقلوب ، والضمير راجع إِلى الطعام . وفي رواية غيرَ مَكْفِيٍّ ، من الكفاية ، فيكون من المعتلِّ . يعني : أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي ، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيٍّ ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل . وقوله : ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده . وأَما قوله : رَبَّنا ، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء ، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه ، قال : حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد . وفي حديث الضحية : ثم انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما ، أَي مالَ ورجع . وفي الحديث : فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْكَفِئُ عليه . وفي حديث القيامة : وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَكْفَؤُها الجَبَّار بيده كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر . وفي رواية : يَتَكَفَّؤُها ، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة ، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة ، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ . وفي حديث صفة النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : أَنه كان إِذا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً . التَّكَفِّي : التَّمايُلُ إِلى قُدَّام كما تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ في جَرْيها . قال ابن الأَثير : روي مهموزاً وغير مهموز . قال : والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً ، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً ، والهمزة حرف صحيح ، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً ، وتَسَمَّى تَسَمِّياً ، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَكَفِّياً بالكسر . وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه ، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ . وكذلك قوله : إِذا مَشَى تَقَلَّع ، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره . وقال ثعلب في تفسير قوله : كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ : أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن ، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة ، وأَنشد : الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه ، ولذلك جُعِل المصدر تَكَفِّياً . وأَكْفَأَ في سَيره : جارَ عن القَصْدِ . وأَكْفَأَ في الشعر : خالَف بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه ، وقيل : هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ قَوافِيهِ ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ . وقال بعضهم : الإِكْفَاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام ، والنون والميم . قال الأَخفش : زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ ، وسمعته من غيره من أَهل العلم . قال : وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً ، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف ، فأَنشدته : كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ ، منها ، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ ، كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ فقال : هذا هو الإِكْفَاءُ . قال : وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة ، فعابَه ، ولا أَعلمه إِلاَّ ، قال له : قد أَكْفَأْتَ . وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ : أَكْفَأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ ، وهو مثل الإِقْواءِ . قال ابن جني : إِذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره ، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه ، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً ، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ . قال الأَخفش : إِلا أَنِّي رأَيتهم ، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف ، أَو كانت من مَخْرَج واحد ، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها ، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم ، يعني عامَّةَ العرب . وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله : الإِكْفَاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها طاءً ، فقال : صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج ، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم . والـمُكْفَأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب ، وإِلى هذا يذهبون . قال الشاعر : ولَمَّا أَصابَتْنِي ، مِنَ الدَّهْرِ ، نَزْلةٌ ، * شُغِلْتُ ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها إِذا الفارِغَ الـمَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه ، * أَبَرَّ ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم . قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ ، قالت تَرْثِي أَباها ، وقُتِلَ ، وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام : وما لَيْثُ غَرِيفٍ ، ذُو * أَظافِيرَ ، وإِقْدامْ كَحِبِّي ، إِذْ تَلاَقَوْا ، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ وبالكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ ، أَبْيَضُ ، خَدّامْ وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ ، قال : جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما ، وهو كثير . قال : وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي . قال الأَخفش : وبالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ الـمُخالَفةُ . وقال في قوله : مُكْفَأً غير ساجِعِ : الـمُكْفَأُ ههنا : الذي ليس بِمُوافِقٍ . وفي حديث النابغة أَنه كان يُكْفِئُ في شِعْرِه : هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً . قال : وهو كالإِقْواء ، وقيل : هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فلا يلزم حرفاً واحداً . وكَفَأَ القومُ : انْصَرَفُوا عن الشيءِ . وكَفَأَهُم عنه كَفْأً : صَرَفَهم . وقيل : كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره ، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا . ويقال : كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا ، إِذا انهزموا . وانْكَفَأَ القومُ : انْهَزَمُوا . (* قوله « عذاب » هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين .) أَراد به النخيلَ ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها ؛ والبحرُ ههنا : الماءُ الكَثِير ، لأَن النخيل لا تشرب في البحر . أَبو زيد يقال : اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً ، فجعل للنخل كَفْأَةً ، وهو ثَمَرُ سَنَتِها ، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل . واسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً ، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه . والاسم : الكَفْأَة والكُفْأَة ، تضم وتفتح . تقول : أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك . غيره : كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها : نِتاجُ عامٍ . ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ . وأَكْفأَها إِذا جَعَلَها كَفْأَتين ، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً ، ويَدَعُ نصفاً ، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة ، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل ، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل . وفي الصحاح : لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً ، وتُتْرَكَ عاماً ، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة ، وأَنشد قول ذي الرمة : تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ ، في النِّتاجَيْنِ ، لامِسُ وفي الصحاح : كِلا كَفْأَتَيْها ، يعني : أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً ، وهو محمود عندهم . وقال كعب بن زهير : إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً ، عامَ كُفْأَةٍ ، * بَغاها خَناسِيراً ، فأَهْلَكَ أَرْبَعا الخَناسِيرُ : الهَلاكُ . وقيل : الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ : نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ . وقيل : بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ . يقال من ذلك : نَتَجَ فلان إِبله كَفْأَةً وكُفْأَةً ، وأَكْفَأْتُ في الشاءِ : مِثلُه في الإِبل . وأَكْفَأَتِ الإِبل : كَثُر نِتاجُها . وأَكْفَأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً : جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها . وقال بعضهم : مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها : وَهَب له أَلبانَها وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ . ووَهَبْتُ له كَفْأَةَ ناقتِي وكُفْأَتها ، تضم وتفتح ، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة . واسْتَكْفَأَه ، فأَكْفَأَه : سَأَلَه أَن يجعل له ذلك . أَبو زيد : اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً . وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ : أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع ، فأَتَى أُمَّه ، فاسْتَأْمَرها ، فقالت : إِنك اشتريته بثلثمائة شاة : أُمُّها مائةٌ ، وأَولادُها مائة شاة ، وكُفْأَتُها مائة شاة ، فَنَدِمَ ، فاسْتَقالَ صاحِبَه ، فأَبَى أنْ يُقِيلَه ، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ ، كَرُّم اللّه وجهه ، فقال : إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً ؛ فسأَله عليّ ، كرّم اللّه وجهه ، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع . فقال عليّ : ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم ؛ أَراد بالـمُتْبِع : التي يَتْبَعُها أَولادُها . وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به ، يَأْثُوا أَثْواً . والكُفْأَةُ أَصلها في الإِبل : وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ ، وأَنشد شمر : قَطَعْتُ إِبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن ، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما في عامَيْن ، * أَنْتِجُ عاماً ذِي ، وهذِي يُعْفَيْن وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن ، * مِنْ عامِنا الجَائي ، وتِيكَ يَبْقَيْن ، قال أَبو منصور : لمْ يزد شمر على هذا التفسير . والمعنى : أَنَّ أُمَّ الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً . ولو كانت إِبلاً كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين ، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها وقت ضِرابِها أَجْمَعَ ، وتَحْمِلُ أَجْمَع ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عليها سَنةً ، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها . وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ ما اشْتَرى به ابنُها ، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه ، فأَبَى ، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن ، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح ، وسَعَى به إِلى عَليٍّ ، رضي اللّه عنه ، ليأْخذ منه الخمس ، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في سِعايَته بصاحِبِه إليه . والكِفاءُ ، بالكسر والمَدّ : سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه . وقيل : الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ . وقيل : هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ . وقيل : هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ . وقد أَكْفَأَ البيتَ إِكْفاءً ، وهو مُكْفَأٌ ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَاءً . وكِفَاءُ البيتِ : مؤَخَّرُه . وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت ، هو من ذلك ، والجمعُ أَكْفِئةٌ ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ . ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ : مُتَغَيِّرُه ساهِمُه . ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً . ويقال : رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ . (* قوله « متكفّئ اللون ومنكفت اللون » الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب .) أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله . ويقال : أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه ، كأَنه كُفِئَ ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ . قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة : وأَسْمَرَ ، من قِداحِ النَّبْعِ ، فَرْعٍ ، * كَفِيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ . وفي حديث الأَنصاريِّ : ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً ؟، قال : من الجُوعِ . وقوله في الحديث : كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ . قال القتيبي : معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه ، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها . قال ابن الأَثير ، وقال ابن الأَنباري : هذا غلط ، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأَنَّ اللّه ، عز وجل ، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً ، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به . وإنما المعنى : أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه ، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم . قال : وقال الأَزهريّ : وفيه قول ثالث : إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه ، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه . "
كفي(المعجم لسان العرب)
" الليث : كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر . ويقال : اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه . ويقال : كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك ، وكَفاكَ هذا الشيء . وفي الحديث : من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل ، وقيل : إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة في قيام الليل ، وقيل : تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه . وفي الحديث : سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بما فتَح عليكم . والكُفاةُ : الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة ، جمع كافٍ . وكفَى الرجلُ كِفايةً ، فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ ؛ عن ثعلب ، واكْتَفَى ، كلاهما : اضْطَلَع ، وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به . أَبو زيد : هذا رجل كافِيك من رَجُل وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد . وكَفَيْته ما أَهَمَّه . وكافَيْته : من المُكافاة ، ورَجَوْتُ مُكافاتَك . ورجل كافٍ وكَفِيٌّ : مثل سالِم وسَلِيمٍ . ابن سيده : ورجل كافِيكَ من رجل وكَِفْيُكَ من رجُل (* قوله « وكفيك من رجل » في القاموس مثلثة الكاف .) وكَفَى به رجلاً . قال : وحكى ابن الأَعرابي كَفاكَ بفلان وكَفْيُكَ به وكِفاكَ ، مكسور مقصور ، وكُفاكَ ، مضموم مقصور أَيضاً ، قال : ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث . التهذيب : تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل ، ورأَيت رجلين كافِيَك من رجلين ، ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال ، معناه كَفاك به رجلاً . الصحاح : وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ كافُوكَ من رِجال ، وكَفْيُك ، بتسكين الفاء ، أَي حَسْبُكَ ؛
وأَنشد ابن بري في هذا الموضع لجثامة الليثي : سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ ، كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ ، إِذا عَرَضَتْ ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل : وكفَى بالله وليّاً ، وما أَشبهه في القرآن : معنى الباء للتَّوْكيد ، المعنى كفَى اللهُ وليّاً إِلا أَن الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ ، المعنى اكْتَفُوا بالله وليّاً ، قال : ووليّاً منصوب على الحال ، وقيل : على التمييز . وقال في قوله سبحانه : أَوَلم يَكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد ؛ معناه أَوَلم يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك ، ومعنى الكِفاية ههنا أَنه قد بين لهم ما فيه كِفاية في الدلالة على توحيده . وفي حديث ابن مريم : فأَذِنَ لي إِلى أَهْلي بغير كَفِيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي . يقال : كَفاه الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه . وفي حديث الجارود : وأَكْفي مَنْ لم يَشهد أَي أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه ؛ فأَمّا قول الأَنصاري : فكَفَى بِنا فَضْلاً ، على مَن غَيْرُنا ، حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا فإِنما أَراد فكَفانا ، فأَدخل الباء على المفعول ، وهذا شاذ إِذ الباء في مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَى باللهِ ؛ وقوله : إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ ، كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا هو من المقلوب ، ومعناه كفَى بقوم خَبِيراً صاحبُهم ، فجعل الباء في الصاحب ، وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى ؛ وأَما زيادَتها في الفاعل فنحو قولهم : كَفى بالله ، وقوله تعالى : وكفى بنا حاسبين ، إِنما هو كفى اللهُ وكفانا كقول سحيم : كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله ، كقولك ما قام من أَحد ، فالجار والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله ، ونحوه قولهم في التعجب : أَحْسِنْ بِزَيْدٍ ، فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل ، وقد زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل ؛
قال : ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ ، وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ (* قوله « وهل يعرف » كذا بالأصل ، والذي في المحكم : ولم ينكر .) أَراد : ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن ، وقد يجوز أَن يكون معناه ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء الهين ، كقولك : وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن ، فتكون الباء على هذا غير زائدة ، وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله : كَفَى بالله ، تقديره كفَى اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَكْفِيك ؛ قال ابن جني : وهذا يضعف عندي لأَن الباء على هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء ، ومحال حذف الموصول وتبقية صلته ، قال : وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَى فدلَّ على الاكتفاء لأَنه من لفظه ، كما تقول : مَن كَذب كان شرًّا له ، فأَضمرته لدلالة الفعل عليه ، فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب ، وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته التي هي بعضه ، فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً ، قال : فلذلك ضعف عندي ، قال : والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى الله ، كقولك : وكفى الله المؤمنين القتال ؛ ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً ، فقوله بهنَّ في موضع رفع ، والباء زائدة كما ترى . قال : أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم ؛ قال : ووجدت مثله للأَخطل وهو قوله : فقُلْتُ : اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها ، وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ ؛ قال ابن جني : وإِنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل إِلى فاعله . والكُفْيةُ ، بالضم : ما يَكْفِيك من العَيش ، وقيل : الكُفْيَةُ القُوت ، وقيل : هو أَقلّ من القوت ، والجمع الكُفَى . ابن الأَعرابي : الكُفَى الأَقوات ، واحدتها كُفْيةٌ . ويقال : فلان لا يملك كُفَى يومه على ميزان هذا أَي قُوتَ يومه ؛
وأَنشد ثعلب : ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى ، وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُه ؟
قال : يكون كُفًى جمع كُفْيَة وهو أَقلّ من القُوت ، كما تقدّم ، ويجوز أَن يكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء ، ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِيٌّ أَي كافٍ . والكِفْيُ : بطن الوادي ؛ عن كراع ، والجمع الأَكْفاء . ابن سيده : الكُفْوُ النظير لغة في الكُفءِ ، وقد يجوز أَن يريدوا به الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا . "
كفح(المعجم لسان العرب)
" المُكافَحةُ : مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة . كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً : لقيه مواجهة . ولقيه كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة ، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل ؛ قال ابن سيده : وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره ؛
وأَنشد الأَزهري في كتابه : أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها كِفاحاً ، ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ في الحرب : المضاربة تلقاء الوجوه . وفي الحديث أَنه ، قال لحسان : لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله ؛ المُكافَحَةُ : المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ، ويروى نافَحْتَ ، وهو بمعناه . وكَفَحه بالعصا كَفْحاً : ضربه بها . الفراء : أَكْفَحْته بالعصا أَي ضربته ، بالحاء . وقال شمر : كَفَخْتُه ، بالخاء المعجمة . قال الأَزهري : كَفَحْتُه بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة ، صحيح . وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غير . وكَفِحَ عنه (* قوله « وكفح عنه إلخ » بابه سمع كما في القاموس .) كَفْحاً : جَبُنَ . وأَكْفَحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام عليَّ . الجوهري : كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ ولا غيره . والكَفِيحُ : الكُفْؤ . والمُكافِحُ : المباشر بنفسه . وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه . وفي حديث جابر : إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رسول . وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً : تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه ، وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ . وكَفَحها باللجام كَفْحاً : جذبها . وتقول في التقبيل : كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً . وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها : قبلها غفلة . وفي الحديث : إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة . وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه ؛ قال الأَزهري : وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل : أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ فقال : نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير اختلاس ، مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه ، وبعضهم يَرْويه : وأَقْحَفُها ؛ قال أَبو عبيد : فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة للجلد ، وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ ، فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً ؛ قال ابن الرِّقاع : يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى ، مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ ، وللفَم ؟
قال : ومن رواه : وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في الإِناء إِذا شرب ما فيه . وكَفِيحُ المرأَة : زوجُها ، وهو من ذلك . وكَفَحْته كَفْحاً : كَلَوَّحْتُه . وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها : كَفَحَ بعضها بعضاً ؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي : فَرَّجَ عنها ، حَلَقَ الرَّتائِجِ ، تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة ؛ وكقوله : تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ . ابن شميل في تفسير قوله : أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة . وفي النوادر : كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة . وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه : كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه . والأَكْفَحُ : الأَسودُ . "