ـ حَلَفَ يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلوفاً ومَحْلوفَةً ، ويقالُ : لا ومَحْلوفائِهِ ، ومَحْلوفَةً باللهِ ، أي : أحْلِفُ مَحْلوفَةً ، أي : قَسَماً . ـ الأحْلوفَةُ : أُفْعولَةٌ من الحَلِفِ . ـ حِلْفُ : العَهْدُ بَيْنَ القَوْمِ ، والصَّداقَةُ ، والصَّديقُ يَحْلِفُ لِصاحِبِهِ أنْ لا يَغْدِرَ به ، ج : أحْلافٌ . ـ الأحْلافُ في قَوْلِ زُهَيْرٍ : أسَدٌ وغَطَفانُ ، لأِنَّهُم تَحالَفوا على التَّناصُرِ . ـ أحْلافُ : قَوْمٌ مِنْ ثَقيفٍ ، ـ أحْلافُ في قُرَيْشٍ : سِتُّ قَبائِلَ : عَبْدُ الدارِ ، وكَعْبٌ ، وجُمَحُ ، وسَهْمٌ ، ومَخْزومٌ ، وعَدِيٌّ ، لأنَّهُم لَمَّا أرادَتْ بَنو عَبْدِ مَنافٍ أخْذَ ما في أيْدي عَبْدِ الدارِ من الحِجابَةِ والسِقايَةِ ، وأبَتْ عَبْدُ الدارِ ، عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ على أمْرِهِم حِلْفاً مُؤَكَّداً على أنْ لا يَتَخاذَلوا ، فَأَخْرَجَتْ عَبْدُ مَنافٍ جَفْنَةً مَمْلوءَةً طيباً ، فَوَضَعَتْها لأِحْلافِهِمْ ، وهُم : أسَدٌ وزُهْرَةُ وتَيْمٌ ، عِنْدَ الكَعْبَةِ ، فَغَمَسوا أيْدِيَهُم فيها وتَعاقَدوا ، وتَعاقَدَتْ بَنو عَبْدِ الدارِ وحُلفاؤُهُم حِلْفاً آخَرَ مُؤَكَّداً ، فَسُمُّوا الأحْلافَ ، وقِيلَ لِعُمَرَ ، رضي الله تعالى عنه : أحْلافِيٌّ ، لأنَّه عَدَوِيٌّ . ـ حَليفُ : المُحالِفُ . ـ حَليفانِ : بَنو أسَدٍ وطَيِّئٌ وفَزارَةُ وأسَدٌ أيْضاً . ـ هو حَليفُ اللِّسان : حَديدُهُ ، وما أحْلَفَ لِسانَهُ . ـ الحَليفُ ، في قَوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ : قِيلَ : سِنانٌ حَديدٌ ، أو فَرَسٌ نَشيطٌ . ـ حُلَيْفُ : موضع بِنَجْدٍ ، وابنُ مازِنِ بنِ جُشَمَ . ـ ذُو الحُلَيْفَةِ : موضع على سِتَّةِ أمْيالٍ من المَدينَةِ ، وهو ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ مِيقاتٌ للمَدينَةِ والشَّأْمِ ، وموضع بَيْنَ حاذَةَ وذَاتِ عِرْقٍ . ـ الحُلَيْفاتُ : موضع . ـ حَلْفُ بنُ أفْتَلَ : هو خَثْعَمُ بنُ أنْمارٍ . ـ حَلْفاءُ ، وحَلَفُ : نَبْتٌ ، الواحِدَةُ : حَلِفَةٌ وحَلَفَةٌ وحَلْفاةٌ . ـ وادٍ حُلافِيٌّ : يُنْبِتُهُ . ـ حَلْفاءُ : الأَمَةُ الصَّخَّابَةُ ، ج : حُلُفٌ . ـ أحْلَفَتِ حَلْفاءُ : أدْرَكَتْ ، ـ أحْلَفَ الغُلامُ : جاوَزَ رِهاقَ الحُلُمِ ، ـ أحْلَفَ فُلاناً : حَلَّفَهُ . ـ قَوْلُهُم : '' حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ '': هُما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ ، فَيَظُنُّ الناظِرُ بِكُلٍّ منْهُما أنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ إنَّهُ سُهَيْلٌ ، ويَحْلِفُ آخَرُ إنه ليس به ، وكلُّ ما يُشَكُّ فيه فَيُتحَالَفُ عليه ، فهو : مُحْلِفٌ ، ـ كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ : خالِصُ اللَّوْنِ . ـ حَلَّفَه تَحْليفاً : اسْتَحْلَفَه . ـ حالفَفَه : عاهَدَه ولازَمَهُ . ـ تحَالَفُوا : تَعاهَدوا .
المعجم: القاموس المحيط
خَبَرُ
ـ خَبَرُ : النَّبَأ ، ج : أخبارٌ جج : أخابِيرُ . ـ رجُلٌ خابِرٌ وخَبيرٌ وخَبِرٌ وخُبْرٌ : عالمٌ به . ـ أخْبَرَهُ خُبورَهُ : أنبأهُ ما عِندَهُ . ـ خِبْرُ وخِبْرَةُ وخُبْرُ وخُبْرَةُ ومَخْبَرَةُ ومَخْبُرَةُ : العِلْمُ بالشيءِ ، كالاخْتِبارِ والتَّخَبُّرِ . وقد خَبُرَ . ـ خَبْرُ : المَزادَةُ العظيمَةُ ، كالخَبْراءِ ، والناقَةُ الغَزيرَةُ اللَّبَنِ ، ج : خُبُورٌ ، وقرية بِشيرازَ ، منها الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ صاحبُ المُسْنَدِ ، وقرية باليَمنِ ، والزَّرْعُ ، ومَنْقَعُ الماءِ في الجَبَلِ ، والسِّدْرُ ، كالخَبِرِ . ـ خَبْراءُ : القاعُ تُنْبِتُهُ ، كالخَبِرَةِ ، ج : الخَبارَى والخَبارِي والخَبْرَاوَاتُ والخَبَارُ ، ومَنْقَعُ الماءِ في أُصُولِهِ . ـ خَبَارُ : ما لاَنَ من الأرضِ واسْتَرْخَى ، والجَراثيمُ ، وجِحَرَةُ الجُرْذانِ ، و ’‘ من تَجَنَّبَ الخَبَارَ ، أمن العِثارَ ’‘: مَثَلٌ . ـ خَبِرَتِ الأرضُ : كثُرَ خَبارُها . ـ فَيْفَاءُ أو فَيْفُ الخَبَارِ : موضع بِنَواحِي عَقيقِ المدينةِ . ـ مُخابَرَةُ : أن يَزْرَعَ على النِّصْفِ ونحوِهِ ، كالخِبْرِ ، والمُؤَاكَرَةُ . ـ خَبِيرُ : الأَكَّارُ ، والعالِمُ بالله تعالى ، والوَبَرُ ، والنَّباتُ والعُشْبُ ، وزَبَدُ أفْواهِ الإِبِلِ ، ونُسالَةُ الشَّعَرِ ، وجَدُّ والِدِ أحمدَ بنِ عمرانَ المحدِّثِ ، وبالهاءِ : الطَّائِفَةُ منه ، والشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْنَ جَماعَةٍ فَتُذْبَحُ ، كالخُبْرَة ، ـ تَخَبَّرُوا : فَعَلُوا ذلك ، والصُّوفُ الجَيِّدُ من أولِ الجَزِّ . ـ مَخْبَرَةُ : المَخْرَأَةُ ، ونَقيضُ المَرْآةِ . ـ خُبْرَةُ : الثَّريدَةُ الضَّخْمَةُ ، والنَّصيبُ تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أو سَمَكٍ ، وما تَشْتَرِيهِ لأَهْلِكَ ، كالخُبْرِ ، والطَّعامُ ، واللَّحْمُ ، وما قُدِّمَ من شيءٍ ، وطَعامٌ يَحْمِلُهُ المُسافِرُ في سُفْرَتِهِ ، وقَصْعَةٌ فيها خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أربَعَةٍ أو خَمْسَةٍ . ـ خابُورُ : نَبْتٌ ، ونَهْرٌ بينَ رأسِ عَيْنٍ والفُراتِ ، وآخَرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ ، ووادٍ . ـ خابُوراءُ : موضع . ـ خَيْبَرُ : حِصْنٌ معروف قُرْبَ المدينةِ . ـ أحمدُ بنُ عبدِ القاهِرِ ، ومحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الخَيْبَرِيَّانِ : كأَنَّهُما وُلِدَا في خَيْبَرُ . ـ عليُّ بنُ محمدِ بنِ خَيْبَرَ : محدِّثٌ . ـ خَيْبَرى : الحَيَّةُ السَّوْداءُ . ـ خَبَرَهُ خُبْراً وخِبْرَةً : بَلاهُ ، كاخْتَبَرَهُ ، ـ خَبَرَ الطَّعامَ : دَسَّمَهُ . ـ خابَرانُ : ناحيةٌ بينَ سَرَخْسَ وأبِيوَرْدَ ، وموضع . ـ اسْتَخْبَرَهُ : سأَلَهُ الخَبَرَ ، كتَخَبَّرَهُ . ـ خَبَّرَهُ تَخْبيراً : أخْبَرَهُ . ـ خَبْرِينُ : قرية بِبُسْتَ . ـ مَخْبُورُ : الطَّيِّبُ الإِدامِ . ـ خَبُوْرٌ : الأَسَدُ . ـ خَبِرَةٌ : ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ . ـ خَبْرَاءُ العِذْقِ : موضع بالصَّمَّانِ . ـ خَبائِرَةُ : من ولَدِ ذِي جَبَلَةَ بنِ سَوادٍ أبو بَطْنٍ من الكُلاعِ ، منهم : أبو علِيٍّ الخَبائِرِيُّ ، وسُلَيْمُ بنُ عامِرٍ الخَبائِرِيُّ : تابِعِيٌّ ، وعبدُ اللهِ بنُ عبدِ الجَبَّارِ الخَبائِرِيُّ . ـ لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ : لأَعْلَمَنَّ عِلْمَكَ . ـ ‘‘ وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلَه ’‘: وجَدْتُهُمْ مَقُولاً فيهم هذا ، أي : ما من أحَدٍ إلا وهو مَسْخوطُ الفِعْلِ عندَ الخِبْرَةِ . ـ أخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ : وجدْتُهُا غَزِيرَةً . ـ محمدُ بنُ علِيٍّ الخابِرِيُّ : محدِّثٌ .
المعجم: القاموس المحيط
لأحتنكنّ ذرّيّته
لأستولينّ عليهم . أو لأستأصلنّهم بالإغواء سورة : الاسراء ، آية رقم : 62
المعجم: كلمات القران
أحد
" في أَسماءِ الله تعالى : الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ، وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول : ما جاءَني أَحد ، والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة . والأَحَد : بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد ، تقول أَحد واثنان وأَحد عشر وإِحدى عشرة . وأَما قوله تعالى : قل هو الله أَحد ؛ فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما ، قال الله تعالى : لنسفعنْ بالناصية ناصية ؛ قال الكسائي : إِذا أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله ، فتقول : ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم . والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون : ما فعلت الأَحد عشر أَلف درهم . لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد . وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر . وقال الله تعالى : لستن كأَحد من النساءِ ؛ وقال : فما منكم من أَحد عنه حاجزين . وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير مصروفين لأَنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً . وحكي عن بعض الأَعراب : معي عشرة فأَحِّدْهن أَي صيرهن أَحد عشر . وفي الحديث : أَنه ، قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد : أَحِّدْ أَحِّدْ . وفي حديث سعد في الدعاء : أَنه ، قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين : أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى . والأَحَدُ من الأَيام ، معروف ، تقول مضى الأَحد بما فيه ؛ فيفرد ويذكر ؛ عن اللحياني ، والجمع آحاد وأُحْدانٌ . واستأْحد الرجل : انفرد . وما استاحد بهذا الأَمر : لم يشعر به ، يمانية . وأُحُد : جبل بالمدينة . وإِحْدى الإِحَدِ : الأَمر المنكر الكبير ؛
قال : بعكاظٍ فعلوا إِحدى الإِحَدْ وفي حديث ابن عباس : وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال : إِحدى من سبع ؛ يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي ، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام ، المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي السبع التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد . "
المعجم: لسان العرب
جنس
" الجِنْسُ : الضَّربُ من كل شيء ، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ . قال ابن سيده : وهذا على موضوع عبارات أَهل اللغة وله تحديد ، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ ؛ قال الأَنصاري يصف النخل : تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو سِ ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ والجِنْسُ أَعم من النوع ، ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ . ويقال : هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله ، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم يكن له تمييز ولا عقل . والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ ، فإِذا واليت سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً ، وكذلك الجَذَعُ والثَّنيُّ والرُّبَعُ . والحيوان أَجناسٌ : فالناس جنس والإِبل جنس والبقر جنس والشَّاء جنس ، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله ، ويقول : ليس بعربي صحيح ، ويقول : إِنه مولَّد . وقول المتكلمين : الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من كلام العرب . وقول المتكلمين : تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو توسع . وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان ، والأَعرف من حَِسِّك . التهذيب : ابن الأَعرابي : الجَنَسُ جُمُودٌ (* قوله « الجنس جمود » عبارة القاموس : والجنس ، بالتحريك ، جمود الماء وغيره .). وقال : الجَنَسُ المياه الجامدة . "
المعجم: لسان العرب
خدر
" الخِدْرُ : سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلُّ ما واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً . والجمع خُدُورٌ وأَخْدارٌ ، وأَخادِيرُ جمع الجمع ؛
وأَنشد : حتى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ وفي الحديث : أَنه ، عليه الصلاة والسلام ؛ كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى بناته أَتى الخِدْرَ فقال »: إِن فلاناً يَخْطُبُ ، فإِن طَعَنَتْ في الخِدْرِ لم يزوّجها ؛ معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة إِذا دخل فيها ؛ وقيل : معناه ضربت بيدها على الخِدْرِ ، ويشهد له ما جاء في رواية أُخْرَى : نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طعنت . وجارية مُخَدَّرَةٌ إِذا أُلزمت الخِدْرَ ، ومَخْدُورَة . والخِدْرُ : خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعير مستورة بثوب ، وهو الهَوْدَجُ ؛ وهودج مَخْدُورٌ ومُخَدَّر : ذو خِدْرٍ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : صَوَّى لها ذا كَذْنَةٍ في ظَهْرِه ، كأَنه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ أَراد في ظهره سَنامٌ تامك . كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ ، فأَقام الصفة التي هي قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام ، كما ، قال : كأَنَّكَ من جِمالٍ بَني أُقَيْشٍ ، يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنَّ أَي كأَنك جمل من جمال بني أُقيش ، فحذف الموصوف واجتزأَ منه بالصفة لعلم المخاطب بما يعني . وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ ؛ قال ابن أَحمر ؛ وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ ، لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا
ويروى : بذي الجذاةِ . واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ : استترت به فصار لها كالخِدْرِ ؛ قال ذو الرمة : حتى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ ، واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها في الخَمَرِ والهَبَطِ : سَتَرَتْهُ هنالك . وخِدْرُ الأَسدِ : أَجَمَتُه . وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ : لزم خِدْرَه وأَقام ، وأَخْدَرَه عَرِينُه : واراه . والمُخْدِرُ : الذي اتخذ الأَجَمَةَ خُِدْراً ؛
أَنشد ثعلب : مَحَلاًّ كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً ، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ والخادِرُ : الذي خَدَرَ فيها . وأَسَدٌ خادِرٌ : مقيم في عَرِينهِ داخلٌ في الخِدْرِ ، ومُخْدِرٌ أَيضاً . وخَدَرَ الأَسدُ في عَرِينهِ ، ويعني بالخِدْرِ الأَجَمَةَ ؛ وفي قصيد كعب بن زهير : مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ ، مَسْكَنُهُ ، بِبَطْنِ عَثَّرَ ، غِيلٌ دونه غِيلُ خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ ، فهو خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه ، وهو بيته ، وخَدَرَ بالمكان وأَخْدَرَ : أَقام ؛
قال : إِنِّي لأَرْجو من شَبِيبٍ بِرّاً والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يوماً قَرَّا وأَخْدَرَ فلان في أَهله أَي أَقام فيهم ؛
وأَنشد الفراء : كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا ، أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا يعني أَقام في وٍكْرِه . والخَدَرُ : المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ في بيوتهم ؛ قال الراجز : ويَسْتُرونَ النَّارَ من غيرِ خَدَرْ والخَدْرَةُ : المَطْرَةُ . ابن السكيت : الخَدَرُ الغيم والمطر ؛
وأَنشد الراجز أَيضاً : لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ ، ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ ، ويَسْتُرون النَّارَ من غيرِ خَدَرْ يقول : يسترون النار مخافة الأَضياف من غير غيم ولا مطر . وقد أَخْدَرَ القوم : أَظلهم المطر ؛
وقال : شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ ويوم خَدِرٌ : بارِدٌ نَدٍ ، وليلة خَدِرَةٌ ؛ قال ابن بري : لم يذكر الجوهري شاهداً على ذلك ؛ قال : وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره ، وهو : وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها ، كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِر ؟
قال ابن بري : البيت لطرفة بن العبد . والظلمان : ذكور النعام ، الواحد ظليم . والزَّعِلُ : النشيط والمَرِحُ . والمخاض : الحوامل ؛ شبه النعام بالمخاض الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام ، وخص اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض ؛ ومنه قيل للعُقابِ : خُدارِيَّة لشدّة سوادها ؛ قال العجاج : وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر وقال ابن الأَعرابي : أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي يُلْبِسهُم ؛ ومنه قوله : « والدَّجْنُ مُخْدِرٌ ». أَي ملبس ؛ ومنه قيل للأَسد . خادر ؛ قال الأَزهري : وأَنشدني عمارة لنفسه : فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها شَمسُ النَّهارِ ، أَكَلَّها الإِخْدارُ أَكلها : أَبرزها ، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم . والخَدَرُ والخَدِرُ : الظلمة . والخُدْرَةُ : الظلمة الشديدة ، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ وخُدارِيُّ : مظلم ؛ وقال بعضهم : الليل خمسة أَجزاء : سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل . وأَخْدَرَ القومُ : كأَلْيَلُوا . وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حبسه ، والليل مُخْدِرٌ ؛ قال العجاج يصف الليل : ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ والخُدارِيُّ : السحاب الأَسودُ . وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد ، وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ . وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ : سوداء ؛ قال ذو الرمة : ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرِ ؟
قال شمر : يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل خروج الكلام من الفم ، يقول : بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ من وَكْرِها ؛ وقوله : كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا فسره ثعلب فقال : تكون العُقابُ الطائرة ، وتكون الرايَةَ لأَن الراية يقال لها عُقابٌ . وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم . وشَعَرٌ خُدارِيُّ : أَسود . وكل ما منع بصراً عن شيء ، فقد أَخْدَرَهُ . والخَدَرُ : المكان المظلم الغامض ؛ قال هدبة ؛ إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ والخَدَرُ : امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء : الرِّجلَ واليدَ والجسدَ . وقد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء : فُتُورٌ يعتري الشاربَ وضَعْفٌ . ابن الأَعرابي : الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من المشي . خَدِرَ خَدَراً ، فهو خَدِرٌ ، وأَخْدَرَهُ ذلك . والخَدَرُ في العين : فتورها ، وقيل : هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها ؛ وعين خَدْراءُ : خَدِرَةٌ . والخَدَرُ : الكسَلُ والفُتور ؛ وخَدِرَتْ عظامه ؛ قال طرفة : جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا ، آخِرَ الليلِ ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ خَدِرٌ : كأَنه ناعس . والخَدِرُ من الظباء : الفاتر العظام . والخادِرُ : الفاتِرُ الكَسْلانُ . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه رَزَقَ الناسَ الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشاربَ قبل السكر ، ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ . وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له : ما لرجْلكَ ؟، قال : اجتمع عَصَبُها ، قيل : اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك ، قال : يا محمدُ ، فَبَسَطَها . والخادِرُ : المُتَحَيِّرُ . والخادِرُ والخَدُورُ من الدواب وغيرها : المُتَخَلِّفُ الذي لم يَلْحَقْ ، وقد خَدَرَ . وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً : تخلفت عن القطيع مثل خَذَلَتْ . والخَدُورُ من الظباء والإِبل : المتخلفة عن القَطِيع . والخَدُورُ من الإِبل : التي تكون في آخر الإِبل ؛ وقول طرفة : وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ ، بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ (* رواية ديوان طرفة لهذا البيت : وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ ببَهكِنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَّمدِ ). أَراد : تقصير يوم الدَّجْنِ ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ ، الواو واو الحال أَي في حال إِخْدارِ الدَّجْنِ ؛ وقوله : ومَرَّتْ على ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً ، وقد رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ الخَدُورُ : التي تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلى التي تسير سارت معها ؛ قال ومثله : واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَ ؟
قال : ومثله : إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ ، حتى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ وخَدِرَ النهارُ خَدَراً ، فهو خَدِرٌ : اشتد حره وسكنت ريحه ولم تتحرك فيه ريح ولا يوجد فيه رَوْحٌ . الليث : يوم خَدِرٌ شديد الحر ؛
وأَنشد : كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوم الخَدِر ؟
قال أَبو منصور : لأَراد باليوم الخَدِرِ المَطِيرَ ذا الغيم ؛ قال ابن السكيت : وإِنما خص اليوم المطير بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع . والخِدارُ : عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ . وخُدارُ : اسم فرس ؛
أَنشد ابن الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ : وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ ، إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي ، خُدارُ وأَخْدَرُ : فحل من الخيل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ وضَرَبَ فيها ، قيل إِنه كان لسليمان بن داود ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ؛ والأَخْدَرِيَّةُ من الخيل : منسوبة إِليه . والأَخْدَرِيَّةُ من الحُمُرِ : منسوبة إِلى فحل يقال له الأَخْدَرُ : قيل : هو فرس ، وقيل : هو حمار ، وقيل : الأَخْدَرِيَّةُ منسوبة إِلى العراق ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك . ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُرِ : بناتُ الأَخْدَرِ . والأَخْدَرِيُّ : الحمارُ الوَحْشِيُّ ؛ وفي التهذيب : والأَخْدَريُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ كأَنه نسب إِلى فحل اسمه أَخْدَرُ ؛ قال : والخُدْرَةُ اسم أَتان كانت قديمة فيجوز أَن يكون الأَخْدَرِيُّ منسوباً إِليها . الأَصمعي : إِذا تخلف الوحشي عن القطيع قيل : خَدَرَ وخَذَلَ ؛ وقال ابن الأَعرابي : الخُدَرِيُّ الحمار الأَسود . الأَصمعي : يقول عاملُ الصدقات : ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ ؛ فالحشفة : اليابسة ، والخَدِرَةُ : التي تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ . وفي حديث الأَنصار : اشْتَرَطَ أَن لا يأْخذ ثَمْرَةً خَدِرَةً ؛ أَي عَفِنَةً ، وهي التي اسودّ باطنها . وبنو خُدْرَةَ : بطن من الأَنصار منهم أَبو سعيد الخُدْرِيُّ . وخَدُورَةُ : موضع ببلاد بني الحرث بن كعب ؛ قال لبيد : دَعَتْني ، وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ ، فَجِئتُ غِشاشاً ، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ "
المعجم: لسان العرب
حنك
" الحَنَكُ من الإنسان والدابة : باطن أَعلى الفم من داخل ، وقيل : هو الأَسفل في طرف مقدّم اللَّحيْين من أَسفلهما ، والجمع أَحْناك ، لا يكسّر على غير ذلك . الأَزهري عن ابن الأَعرابي : الحَنَكُ الأَسفل والفَقْمُ الأَعلى من الفم . يقال : أَخذ بفَقْمِه ، والحَنَكان الأَعلى والأسفل ، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأَعْلى حَنَك ؛ قال حميد يصف الفيل : فالحَنَكُ الأَعْلى طُوالٌ سَرْطَمُ ، والحَنَكُ الأَسفل منه أَفْقَمُ يريد به الحَنَكَيْنِ . وحَنَّكَ الدابة : دلَكَ حَنَكَها فأَدماه . والمِحْنَكُ والحِناكُ : الخيط الذي يُحنََّك به . والحِناكُ : وثاق يربط به الأَسير ، وهو غُلٌّ ، كلما جُذِبَ أَصاب حنكه ؛ قال الراعي يذكر رجلاً مأَسوراً : إذا ما اشْتَكَى ظلْمَ العَشِيرة ، عَضَّهُ حِناكٌ وقَرَّاصٌ شديدُ الشَّكائمِ الأَزهري : التَّحْنِيك أَن تُحَنِّك الدابة تغرز عُوداً في حَنَكه الأَعلى أَو طرفَ قَرْنٍ حتى تُدْمِيه لحَدَثٍ يحدث فيه . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه كان يُحَنِّكُ أَولاد الأَنصار ؛ قال : والتَّحْنِيك أَن تمضغ التمر ثم تدلُكه بحَنَك الصبي داخل فمه ؛ يقال منه : حَنَكْتُه وحَنَّكْتُه فهو مَحْنوك ومُحَنَّك . وفي حديث ابن أُم سليم لما ولدته وبعثت به إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم : فمضغ له تمراً وحَنَّكه أَي دلك به حَنَكَه . وحَنَك الصبيَّ بالتمر وحَنَّكه : دلَكَ به حَنَكه . وأَخذ بحِناكِ صاحبه إِذا أَخذ بحَنَكه ولَبَّته ثم جره إِليه . وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها ويَحْنُكها : جعل الرَّسَنَ في فيها من غير أَن يشتق من الحنك ؛ رواه أَبو عبيد ، قال ابن سيده : والصحيح عندي أَنه مشتق منه ، وكذلك احْتَنَكه . ويقال : أَحْنَكُ الشاتين وأَحْنَكُ البعيرين أَي آكَلُهما بالحَنَك ؛ قال سيبويه : وهو من صيغ التعجب والمفاضلة ، ولا فعل له عنده . واسْتَحْنك الرجلُ : قوي أَكله واشتد بعد ضعف وقلة ، وهو من ذلك . وقولهم : هذا البعير هذا البعير أحنك الإبل مشتق من الحنك ، يريدون أَشَدَّها أَكلاً ، وهو شاذ لأَن ال خلقة لا يقال فيها ما أَفْعلَهُ . والحُنُك : واحتنك الجرادُ الأَرض : أتى على نبتها وأَكل ما عليها . والحَنَك : الجماعة من الناس يَنْتَجِعون بلداً يرعونه . يقال : ما تَرك الأَحْناكُ في أَرضنا شيئاً ، يعني الجماعات المارة ؛ قال أبو نخيلة : إنا وكنا حَنَكاً نَجْدِيَّا ، لما انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِيّا ، فلم نَجِدْ رَطْباً ولا لَويّا وقوله عز وجل ، حاكياً عن إِبليس . لأَحْتَنِكَنَّ ذريته إِلا قليلا ؛ مأَخوذ من احْتَنَكَ الجرادُ الأرض إذا أَتى على نبتها ؛ قال الفراء : يقول لأستولينّ عليهم إلا قليلاً يعني المعصومين ؛ قال محمد بن سلام : سألت يونس عن هذه الآية فقال : يقال كان في الأَرض كلأ فاحْتَنَكه الجراد أَي أَتى عليه ، ويقول أَحدهم : لم أَجد لجاماً فاحْتَنَكْتُ دابتي أَي أَلقيت في حَنَكها حبلاً وقُدتها . وقال الأَخفش . في قوله لأحْتَنِكَنَّ ذريته ، قال : لأَستأْصلنهم ولأَستمِيلَنَّهم . واحْتَنَك فلان ما عند فلان أَي أَخذه كله . وفي حديث خزيمة : والعِضاه مُسْتَحْنِكاً أَي منقلعاً من أَصله ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية . قال ابن سيده : واحْتَنَكَ الرجل أَخذ ماله كأَنه أَكله بالحَنَك ؛ ثعلب أَن الأَعرابي أَنشده لزياد بن سيار الفزاري : فإن كنتَ تُشْكى بالجِماع ، ابنَ جَعْفَرٍ ، فإنَّ لَديْنا ملجِمِينَ وحانِك (* قوله « وحانك » هكذ في الأصل ). قال : تُشْكى تُزَنّ ، وحانك : من يدقّ حَنَكه باللجام . وحَنَكُ الغرابِ : مِنقاره . وأَسود كحَنَك الغرابِ : يعني منقاره ، وقيل سواده ، وقيل نونه بدل من لام حَلَك ، وقد تقدم . وأَسود حانِكٌ وحالِكٌ : والحَنَك ما تحت الذقن من الإنسان وغيره . قال ابن بري : حكى ابن حمزة عن ابن دريد أَنه أَنكر قولهم أَسودُ من حَنَك الغرابِ ؛ قال أَبو حاتم : سأَلت أُم الهيثم فقلت لها أَسود ممَّاذا ؟، قالت : من حَلَك الغراب لَحْيَيْهِ وما حولهما ومنقاره وليس بشيء ، وقال قوم : النون بدل من اللام وليس بشيء أَيضاً . والتَّحَنُّك : التَّلَحِّي ، وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك . والحُنْكةُ : السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور . وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً وحَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه واحْتَنَكَتْهُ : هَذَّبته ، وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل ، والإسم الحُنْكة والحُنْك والحِنْك . الأَزهري عن الليث : حَنّكَته السِّنُّ إذانبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل ، وحَنّكتْه السنُّ إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور ، فهو مْحَنَّك ومُحْنَك . ابن الأَعرابي : جَرَّذَه الدهرُ ودَلَكَه ووَعَسَهُ وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَهُ بمعنى واحد . وقال الليث : يقولون هم أَهل الحُنْك والحِنْك والحُنْكة أَي أَهل السن والتجارِبِ . واحْتَنك الرجلُ أي استحكم . وفي حديث طلحة : أَنه ، قال لعمر ، رضي الله عنهما : قد حَنَّكَتْك الأُمور أَي راضتك وهذبتك ، يقال بالتخفيف والتشديد ، وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلاً يقوده به . ورجل مُحْتَنَك وحَنيك : مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك ، وإِن لم يستعمل . وحَنَكْتُ الشيءَ : فهمته وأَحكمته . الفراء : رجل حُنُك وامرأَة حُنُكة إذا كانا لبيبين عاقلين . وقال الليث : رجل مُحَنَّك وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور . والمُحْتَنَك : الرجل المتناهي عقله وسنه . ابن الأَعرابي : الحُنُك العقلاء جمع حَنِيك . يقال : رجل مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنَك ومُحَنَّك إذا كان عاقلاً . والحَنيك : الشيخ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وهو قريب من الأَول ؛
وأَنشد : وهَبْتُه من سَلْفَعٍ أَفُوكِ ، ومن هِبِلٍّ قد عَسا حَنِيك ، يَحْمِلُ رأساً مثل رأْس الديكِ وقد احْتَنَكت السنُّ نفسها . ويقال : أَحْنَكَهُم عن هذا الأَمر إِحناكاً وأَحكمهم أَي ردهم . والحَنَكَةُ الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ . يقال : أَشرف على هاتِيك الحنَكة وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ . وقال أَبو خيرة : الحَنَكُ آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة ، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَذَّان . وقال النضر : الحَنَكة تَلٍّ غليظ وطوله في السماء على وجه الأَرض مثل طول الرَّزْن ، وهما شيء واحد . والحُنْكة والحِناك : الخشبة التي تضم الغَراضِيف ، وقيل : هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل . قال الأَزهري : الحُنُك خشب الرحل جمع حِناك . "
المعجم: لسان العرب
أخر
" في أَسماء الله تعالى : الآخِرُ والمؤخَّرُ ، فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه ، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها ، وهو ضدّ المُقَدَّمِ ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ . تقول : مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً ، والتأَخر ضدّ التقدّم ؛ وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً ؛ عن اللحياني ؛ وهذا مطرد ، وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية . وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ ، واستأْخَرَ كتأَخَّر . وفي التنزيل : لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون ؛ وفيه أَيضاً : ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ ؛ يقول : علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه ، وقيل : عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها ، وقال ثعلبٌ : عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً ، وقيل : إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيمن يصلي في النساء ، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف ، فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه ، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أَخِّرْ عني يا عمرُ ؛
يقال : أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى ؛ كقوله تعالى : لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله ؛ أَي لا تتقدموا ، وقيل : معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة . والتأْخيرُ : ضدُّ التقديم . ومُؤَخَّرُ كل شيء ، بالتشديد : خلاف مُقَدَّمِه . يقال : ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره . وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها : ما وَليَ اللِّحاظَ ، ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين . ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ : الذي يلي الصُّدْغَ ، ومُقْدِمُها : الذي يلي الأَنفَ ؛ يقال : نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها : جاء في العين بالتخفيف خاصة . ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره ، كله : خلاف قادِمته ، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب . وفي الحديث : إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه ؛ هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير . وفي حديث آخَرَ : مِثْلَ مؤْخرة ؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه ، وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد . ومُؤْخِرَة السرج : خلافُ قادِمتِه . والعرب تقول : واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه . ويقولون : مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل ؛ قال يعقوب : ولا تقل مُؤْخِرَة . وللناقة آخِرَان وقادمان : فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها ، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها ، والآخِران من الأَخْلاف : اللذان يليان الفخِذَين ؛ والآخِرُ : خلافُ الأَوَّل ، والأُنثَى آخِرَةٌ . حكى ثعلبٌ : هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً . الأَزهري : وأَمَّا الآخِرُ ، بكسر الخاء ، قال الله عز وجل : هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن . روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال وهو يُمَجِّد الله : أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء . الليث : الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة ، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم ، والآخَر ، بالفتح : أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ ، والأُنثى أُخْرَى ، إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة . والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ ، وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر ، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها . قال الأَخفش : لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز ؛ قال ابن جني : هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها ، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ ، أَلا تراهم لما كسَّروا ، قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ ، كما ، قالوا جابِرٌ وجوابِرُ ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً ، قال : إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً ، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ : هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه ، وقَرَّتْ به العينانِ ، بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ . وقوله تعالى : فآخَرَان يقومانِ مقامَهما ؛ فسَّره ثعلبٌ فقال : فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن ، وقال الفراء : معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا ، والجمع بالواو والنون ، والأُنثى أُخرى . وقوله عز وجل : وليَ فيها مآربُ أُخرى ؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية ، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ . وقولهم : جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم ؛ وأَنشد : أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى : والرسولُ يدعوكم في أُخراكم ؛ مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ . الليث : يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ ، قال : وأُخَرُ جماعة أُخْرَى . قال الزجاج في قوله تعالى : وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ ، وهو أُخْرًى وآخَرُ ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ ؛ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ ، وما أَشبههما . وقرئ : وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ ؛ على الواحدِ . وقوله : ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى ؛ تأْنيث الآخَر ، ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ ؛ وقولُ أَبي العِيالِ : إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَدَّ ، عن أُخْراتِها ، العُصَب ؟
قال السُّكَّريُّ : أَراد أُخْرَياتِها فحذف ؛ ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي : ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه ، مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَم ؟
قال ابن جني : وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام ، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ . قال : وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ، ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم ، قال العجاج : فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ . قال ابن سيده : وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة ، قال في بعض كلامه : أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ ؛ وقد ، قال العجاج : فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة ، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال : إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا ؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ . وقولُهُم : لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً ، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ ؛
قال : وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ ، يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم . والأَجادلُ : جمع أَجْدلٍ الصَّقْر . وخَوْتُ البازِي : انقضاضُهُ للصيدِ ؛ قال ابنُ بَرِّي : وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ ، وهو : أَن لا تزالوا ، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ ، مَوالياً إِخوان ؟
قال ابن بري : وقبله : أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ : جمع أُخْرَى ، وأُخْرَى : تأْنيثُ آخَرَ ، وهو غيرُ مصروفٍ . وقال تعالى : قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً ، تقولُ : مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك ، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت ، تقولُ : مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ، ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب : صُغْراها مُرَّاها ؛ ولا يجوز أَن تقول : مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه ، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ ، وبغير الأَلف واللامِ ، وبغير الإِضافةِ ، تقولُ : مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين ، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ ، فلما جاء معدولاً ، وهو صفة ، مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ، ولم تَصرفْه عند سيبويه ؛ وقول الأَعشى : وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني ، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى . والأُخْرَى والآخِرَةُ : دارُ البقاءِ ، صفةٌ غالبة . والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ ، وهو صفة ، يقال : جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ ، بفتح الخاءِ ، وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ . وفي الحديث : كان رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقولُ : بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه . قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه ، وهو بفتح الهمزة والخاءُ ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً . ويقال : لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ ، بالمدّ ، أَي آخِرَ كلِّ شيء ، والأُنثى آخِرَةٌ ، والجمع أَواخِرُ . وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين . وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف ؛ وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً : وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ، شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة . والبَدْرَةُ : التي تَبْدُر بالنظر ، ويقال : هي التامة كالبَدْرِ . ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ : يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها . وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ، ولا يقالُ : بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً . ويقال في الشتم : أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ ، بكسر الخاء وقصر الأَلِف ، والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى . وحكى بعضهم : أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ ، بالمد ، والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ . شمر في قولهم : إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا ، قال ابن شميل : الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ ؛ وقال شمر : معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ ؛ قال : أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء . وفي حديث ماعِزٍ : إِنَّ الأَخِرَ قد زنى ؛ الأَخِرُ ، بوزن الكِبِد ، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير . ويقال : لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ؛ ابن السكيت : يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه . وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه ، وهي آخِرَةُ الرحلِ . والمِئخارُ : النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام :، قال : ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا ، مِن وَقْعِه ، يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى : ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ . وقال أَبو حنيفة : المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء ، وأَنشد البيت أَيضاً . وفي الحديث : المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ؛ ويروى بالمدّ ، أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب . "
المعجم: لسان العرب
أخذ
" الأَخْذ : خلاف العطاء ، وهو أَيضاً التناول . أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً : تناولته ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً ، والإِخذُ ، بالكسر : الاسم . وإِذا أَمرت قلت : خذْ ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً ؛ قال ابن سيده : فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاء على الأَصل فقيل : أُوخذ ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ؛ ويقال : خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى . والتأْخاذُ : تَفْعال من الأَخذ ؛ قال الأَعشى : لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَح ؟
قال ابن بري : والذي في شعر الأَعشى : ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها . يقال : رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه ، وفسر العكْرَ بقوله : دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح . والمنَحُ : جمع مِنْحَة ، وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها . وفي النوادر : إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها . وفي الحديث : جاءت امرأَة إِلى عائشة ، رضي الله عنها ، أُقَيّدُ جملي (* قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) . وفي حديث آخر : أُؤْخِّذ جملي . فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها ؛ وفي حديث آخر :، قالت لها : أُؤْخِّذُ جملي ؟، قالت : نعم . التأْخيذُ : حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء ، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة ، رضي الله عنها ، فلذلك أَذِنت لها فيه . والتأْخِيذُ : أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها ، وذلك نوع من السحر . يقال : لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء ، وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ؛ ومنه قيل للأَسير : أَخِيذٌ . وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ؛ ومنه قوله تعالى : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم . معناه ، والله أَعلم : ائْسِروهم . الفراء : أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش ، وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه ، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه . والأَخيذُ : المأْخُوذُ . والأَخيذ : الأَسير . والأَخِيذَةُ : المرأَة لِسَبْي . وفي الحديث : أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال : كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر . والأَخيذَةُ : ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ . وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة : عاقبه . وفي التنزيل العزيز : فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه . وقوله عز وجل : وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها ؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله : ويستعجلونك بالعذاب . وفي الحديث : من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به . يقال : أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به . وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا . يقال : أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده . وقوله عز وجل : وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه ، قال الزجاج : ليتمكنوا منه فيقتلوه . وآخَذَه : كأَخَذَه . وفي التنزيل العزيز : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ؛ والعامة تقول واخَذَه . وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه ، وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها ، واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه ، بالكسر ، أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه ، وقال الفراء : ما والاه وكان في ناحيته . وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم ، يكسرون (* قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم ، بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) . الأَلف ويضمون الذال ، وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال ، أَي ومن سار سيرهم ؛ ومن ، قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم . والعرب تقول : لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ، ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل (* قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد ) . فسره فقال : أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم ، لم يقل ذلك غيره . وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم ؛ أَي نزلوا منازِلَهم ؛ قال ابن الأَثير : هو بفتح الهمزة والخاء . والأُخْذَة ، بالضم : رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال ، من التأْخِيذِ . وآخَذَه : رَقاه . وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً ، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير ، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ : أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ، ولم آخُذْ عنك النائمَ ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد : ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ، ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه ، وهو حيٌّ ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده . ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء : محبوس . وائْتَخَذْنا في القتال ، بهمزتين : أَخَذَ بعضُنا بعضاً . والاتِّخاذ : افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ . قالوا : تَخِذَ يَتْخَذ ، وقرئ : لتَخِذْت عليه أَجراً . وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول : اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً ، كما ، قالوا : ظَلْتُ من ظَلِلْتُ . قال ابن شميل : اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ . والإِخاذةُ : الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه ؛ وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان . والأَخْذُ : ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك ، والجمع الأُخْذانُ ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً . والإِخْذُ والإِخْذَةُ : ما حفرته كهيئةِ الحوض ، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ . والإِخاذُ : الغُدُرُ ، وقيل : الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ ، نادر ، وقيل : الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى ، والإِخاذةُ : شيء كالغدير ، والجمع إِخاذ ، وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ ، وقد يخفف ؛ قال الشاعر : وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو ، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع ، قال : ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ ؛ وقال أَبو عبيد : هو الإِخاذُ بغير هاء ؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير ؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً : فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ ؛ وقال الأَخطل : فظَلَّ مُرْتَثِئاً ، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ ، وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه : وأَما الإِخاذةُ ، بالهاء ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها ، وقيل : الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه ، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وامتلأَت الإِخاذُ ؛ أَبو عدنان : إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ ؛ وقال أَبو عبيدة : الإِخاذةُ والإِخاذ ، بالهاء وغير الهاء ، جمع إِخْذٍ ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه . وفي حديث أَبي موسى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً ، فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير ، وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا ، وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً ، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به ؛ الإِخاذاتُ : الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة ، الواحدةُ إِخاذة . والقيعانُ : جمع قاع ، وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء . وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل ، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها . وأَخذ في كذا أَي بدأَ . ونجوم الأَخْذِ : منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها ؛
قال : وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً ، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله : يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ ، وهي نجومُ الأَنواءِ ، وقيل : إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها ، وقيل : نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع ، والأَول أَصح . وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً ، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها ، وجمعها أُخَذٌ ؛ ومنه قول الراجز : وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث : يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً ، وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً ، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه ، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية . قال الله عز وجل : لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً ؛ قال الفراء : قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ ؛ قال : وأَنشدني العتابي : تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُ ؟
قال : وأَصلها افتعلت ؛ قال أَبو منصور : وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء ، وقرأَ أَبو زيد : لَتَخَذْتَ عليه أَجراً . قال : وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت ، بفتح الخاء وبالأَلف ، فإِنه يخالف الكتاب . وقال الليث : من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء ، وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما . والأَخِذُ من الإِبل : الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ ، والجمع أَواخِذُ . وأَخِذَ الفصيل ، بالكسر ، يأْخَذُ أَخَذاً ، فهو أَخِذ : أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم . أَبو زيد : إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ ، وروي عن الفراء أَن ؟
قال : من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء ؛ قال أَبو زيد : هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن . والأَخَذُ : شبه الجنون ، فصيل أَخِذٌ على فَعِل ، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً ، وهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة ، وقياسه أَخِذٌ . والأُخُذُ : الرَّمَد ، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً . ورجل أَخِذٌ : بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد ، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل . ورجل مُسْتأْخِذٌ : كأَخِذ ؛ قال أَبو ذؤيب : يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ : الذي به أُخُذٌ من الرمد . والمستأْخِذُ : المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره . أَبو عمرو : يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً . وقولهم : خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء ؛ فقال : خذ الخطام (* قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له .) وقولهم : أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء ، وبعضهم يُظهرُ الذال ، وهو قليل . "