وصف و معنى و تعريف كلمة لأعظك:


لأعظك: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ كاف (ك) و تحتوي على لام (ل) و ألف همزة (أ) و عين (ع) و ظاء (ظ) و كاف (ك) .




معنى و شرح لأعظك في معاجم اللغة العربية:



لأعظك

جذر [أعظ]

  1. عَظا : (فعل)
    • عَظَوْتُ، أَعْظُو
    • عَظَا عَدُوَّهُ : سَقَاهَ سُمّاً فَقَتَلَهُ
    • وَقَاهُ الَّلهُ مَا عَظَاهُ : مَا سَاءهُ
    • عَظَا جَارَهُ : أَبْعَدَهُ، صَرَفَهُ عَنِ الخَيْرِ
    • عَظَا الغَائِبَ : ذَكَرَهُ بِالسُّوءِ وَتَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ
  2. عِظَة : (اسم)
    • عِظَة : مصدر وَعَظَ
  3. عَظى : (اسم)
    • عَظى : فاعل من عَظَى
  4. عِظة : (اسم)
    • الجمع : عِظات
    • عِظَةٌ : مَوْعِظَةٌ
    • جعله عظةً لغيره: عاقبه عقابًا شديدًا، بالغ في تأديبه
    • عِظة:نُصح وإرشاد وتذكير بالواجبات ودعوة إلى السِّيرة الصَّالحة
    • مصدر وعَظَ


  5. واعِظ : (اسم)
    • الجمع : واعِظون و وُعَّاظ
    • اسم فاعل من وعَظَ
    • الوَاعِظُ : مَن ينصَحُ ويُذَكّر ويأْمر بالمعروف وينهى عن المنكر والجمع : وُعَّاظٌ
  6. واعِظ : (اسم)
    • واعِظ : فاعل من وَعَظَ
  7. عَظّ : (اسم)
    • عَظّ : مصدر عَظَّ
,
  1. لعظ
    • ابن المظفر: جارية مُلَعَّظة طويلة سمينة؛ قال الأَزهري: لم أَسمع هذا الحرف مستعملاً في كلام العرب لغير ابن المظفر.

    المعجم: لسان العرب

  2. مُلَعَّظَةُ
    • ـ مُلَعَّظَةُ: الجارِيةُ السَّمينةُ الطويلةُ الجسيمةُ.


    المعجم: القاموس المحيط

,
  1. لَأظُ
    • ـ لَأظُ : الغَمُّ .
      ـ لَأظَه : طَرَدَه ، وقد دَنَا منه ،
      ـ لَأظَ في التَّقاضِي : شَدَّد عليه .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. لاظَه
    • ـ لاظَه يَلُوظُه : بمعنَى لَأظَه .
      ـ مِلْوَظُ : عَصاً يُضْرَبُ بها ، أو سَوْطٌ .
      ـ الْتاظَتِ الحاجةُ : تَعَذَّرَتْ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. صَنَعَ
    • ـ صَنَعَ إليه مَعْروفاً صُنعاً ، وصَنَعَ به صَنيعاً قبيحاً : فَعَلَهُ ،
      ـ صَنَعَ الشيءَ صَنْعاً وصُنْعاً : عَمِلَهُ ، وما أحسَنَ صُنْعَ اللهِ ، وصَنيعَ اللهِ عندَكَ .
      ـ صِناعةُ : حِرْفَةُ الصانِعِ ،
      ـ الصَّنْعَةُ : عَمَلُ الصانِعِ .
      ـ صَنْعَةُ الفرسِ : حُسْنُ القِيامِ عليه ، صَنَعْتُ فَرَسِي صَنْعاً وصَنْعَةً .
      ـ صَنِيعُ : ذلك الفرسُ ، والسيفُ الصَّقِيلُ المُجَرَّبُ ، والسَّهْمُ كذلك ، وفرسُ باعِثِ بنِ حُوَيْصٍ الطائِيِّ ، والطعامُ ، والإِحْسَانُ ، كالصَّنِيعَةِ ، ج : صنائِعُ .
      ـ هو صَنِيعِي وصَنيعَتي : اصْطَنَعْتُه ورَبَّيْتُه وخَرَّجْتُه .
      ـ صُنِعَتِ الجاريةُ : أُحْسِنَ إليها حتى سَمِنَتْ ، كصُنِّعَتْ تَصْنِيعاً ،
      ـ اصْنَعِ الفرسَ ، وصَنِّعِ الجاريةَ : أحْسِنْ إليها وسَمِّنْها ، لأن تَصْنِيعَ الجاريةِ لا يكونُ إلا بأشياءَ كثيرةٍ وعِلاجٍ .
      ـ صُنْعٌ : جبلٌ بِدِيارِ سُلَيْمٍ .
      ـ رجلٌ صِنْعُ اليدَينِ ، وصَنَعُ اليدَينِ ، وصَنيعُ اليدَينِ ، وصنَاعُهُما : حاذِقٌ في الصَّنْعَةِ من قومٍ صُنْعَى الأَيْدِي ، وصُنُعَى وصَنَعَى وصِنْعَى الأيْدي ، وأصْناعِ الأيْدي ، وحُكِيَ : رِجالٌ ونِسْوَةٌ صُنُعٌ ، ورجلٌ صَنَعُ اللسانِ ،
      ـ لسانٌ صَنَعٌ : يقالُ للشاعِرِ ، ولكلِّ بَليغٍ .
      ـ امرأةٌ صَناعُ اليدينِ : حاذِقةٌ ، ماهِرةٌ بعَمَلِ اليدينِ ، وامرأتانِ صَناعانِ ، ونِسْوَةٌ صُنُعٌ .
      ـ صَناعُ الحِمْصِيُّ : ( رجلٌ من حِمْصَ ) له حِكايةٌ مع دِعْبِلِ بنِ عليٍّ .
      ـ صَنْعاءُ : بلد باليمن كثيرةُ الأشجارِ والمِياهِ تُشْبِهُ دِمَشْقَ ، وقرية ببابِ دِمَشْقَ ، والنِّسْبَةُ إليها صَنْعائيٌّ ، أو إليهما صَنْعانِيٌّ .
      ـ صَنْعَةُ : قرية باليمن ،
      ـ صِنْعُ : السَّفُّودُ ، وما صُنِعَ من سُفْرَةٍ أو غيرِها ، والخَيَّاطُ ، أو الدَّقِيقُ اليدينِ ، والشَّوَّاءُ ، والثوبُ ، والعِمامةُ ، ومَصْنَعَةُ الماءِ ، ج : أصْناعٌ ، وموضع ، ويُضافُ إلى قَساً ،
      ـ صَنْعُ : دُوَيْبَّةٌ أو طائرٌ ، كالصَّوْنَعِ ، فيهما .
      ـ صَنَّاعةُ وصَناعُ : خَشَبٌ يُتَّخَذُ في الماءِ ليُحْبَسَ به الماءُ ويُمْسِكُهُ حيناً .
      ـ مَصْنَعَةُ : الدَّعْوَةُ يُدْعَى إليها الإِخْوانُ ،
      ـ اصْطَنَعَ : اتَّخَذَها ، وكالْحَوضِ يُجْمَعُ فيها ماءُ المَطَرِ ، كالمَصْنَعِ ،
      ـ مصانِعُ : الجَمْعُ ، والقُرَى ، والمَبانِي من القُصورِ والحُصونِ .
      ـ أصْنَعَ : أعانَ آخَر ،
      ـ أصْنَعَ الأَخْرَقُ : تَعَلَّمَ وأحكَمَ .
      ـ اصْطَنَعَ عندَه صَنيعَةً : اتَّخَذَها .
      ـ تَصَنُّعُ : تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ ، والتَّزَيُّنُ .
      ـ مُصانَعَةُ : الرِّشْوَةُ ، والمُداراةُ ، والمُداهَنَةُ ،
      ـ مُصانَعَةُ في الفرسِ : أن لا يُعْطِيَ جَميعَ ما عِندَه من السَّيْرِ ، وله صَوْنٌ يَصونُهُ ، فهو يُصانِعُكَ بِبَذلِهِ سَيْره .
      ـ { واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسي }: اخْتَرْتُكَ لخاصَّةِ أمْرٍ أسْتَكفيكهُ .
      ـ اصْطَنَعَ خَاتماً : أمرَ أَن يُصْنَعَ له .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. ظنن
    • " المحكم : الظَّنُّ شك ويقين إلاَّ أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ ، إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ ، فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلاَّ علم ، وهو يكون اسماً ومصدراً ، وجمعُ الظَّنِّ الذي هو الاسم ظُنُون ، وأَما قراءة من قرأَ : وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونا ، بالوقف وترك الوصل ، فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل ، ورؤُوس الآي وفواصلها يجري فيها ما يجري في أَواخِرِ الأَبياتِ والفواصل ، لأَنه إنما خوطب العرب بما يعقلونه في الكلام المؤَلف ، فيُدَلُّ بالوقف في هذه الأَشياء وزيادة الحروف فيها نحو الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا ، على أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ وانقطع ، وأَنَّ ما بعده مستأْنف ، ويكرهون أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذلك إلى مخالفة المصحف .
      وأَظَانِينُ ، على غير القياس ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً ، فاقْعُد لها ودَعَنْ عنك الأَظَانِين ؟

      ‏ قال ابن سيده : وقد يجوز أَن يكون الأَظَانين جمع أُظْنُونة إلاَّ أَني لا أَعرفها .
      التهذيب : الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ ؛

      وأَنشد أَبو عبيدة : ظَنِّي بهم كعَسَى ، وهم بتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ يقول : اليقين منهم كعسى ، وعسى شك ؛ وقال شمر :، قال أَبو عمرو معناه ما يُظَنُّ بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب .
      وفي التنزيل العزيز : إني ظَنَنْتُ أَني مُلاقٍ حِسَابيه ؛ أَي علمت ، وكذلك قوله عزَّ وجل : وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا ؛ أَي علموا ، يعني الرسل ، أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا يصدقونهم ، وهي قراءة أَبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر بالتشديد ، وبه قرأَت عائشة وفسرته على ما ذكرناه .
      الجوهري : الظن معروف ، قال : وقد يوضع موضع العلم ، قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة : فقلت لهم : ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ، سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرِّدِ .
      أَي اسْتَيْقِنُوا ، وإِنما يخوِّف عدوّه باليقين لا بالشك .
      وفي الحديث : إياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنِّ أَكذبُ الحديث ؛ أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لك في الشيء فتحققه وتحكم به ، وقيل : أَراد إياكم وسوء الظَّن وتحقيقَه دون مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ وخواطر القلوب التي لا تُدْفع ؛ ومنه الحديث : وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ ؛ قال : وقد يجيء الظَّن بمعنى العلم ؛ وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْر : وظَنَنَّا أَنْ لم يَجُدْ عليهما أَي عَلِمْنا .
      وفي حديث عُبَيدة :، قال أَنس سأَلته عن قوله تعالى : أَو لامَسْتُم النساء ؛ فأَشار بيده فظَنَنْتُ ما ، قال أَي علمت .
      وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه على التحويل ؛

      قال : كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه ، إلاَّ تَرَهْ تَظَنَّهْ أَراد تَظَنَّنْه ، ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النونين ياء ، ثم حذف للجزم ، ويروى تَطَنَّه .
      وقوله : تَرَه أَراد إلاَّ تَرَ ، ثم بيَّن الحركة في الوقف بالهاء فقال تره ، ثم أَجرى الوصل مجرى الوقف .
      وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم : لقد ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ ، فحذفوا كما حذفوا ظَلْتُ ومَسْتُ وما أَحَسْتُ ذاك ، وهي سُلَمِيَّةٌ .
      قال سيبويه : أَما قولهم ظَنَنْتُ به فمعناه جعلته موضع ظَنِّي ، وليست الباء هنا بمنزلتها في : كفى بالله حسيباً ، إذ لو كان ذلك لم يجز السكت عليه كأَنك قلت ظَنَنْتُ في الدار ، ومثله شَككت فيه ، وأَما ظَنَنْتُ ذلك فعلى المصدر .
      وظَنَنْتُه ظَنّاً وأَظْنَنْتُه واظْطَنَنْتُه : اتَّهَمْتُه .
      والظِّنَّة : التُّهَمَة .
      ابن سيده : وهي الظِّنَّة والطِّنَّة ، قلبوا الظاء طاء ههنا قلباً ، وإن لم يكن هنالك إدغام لاعتيادهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ ، كما حكاه سيبويه من قولهم الدِّكرَ ، حملاً على ادَّكَر .
      والظَّنِينُ : المُتَّهم الذي تُظَنُّ به التهمة ، ومصدره الظِّنَّة ، والجمع الظِّنَنُ ؛ يقال منه : اظَّنَّه واطَّنَّه ، بالطاء والظاء ، إذا اتهمه .
      ورجل ظَنِين : مُتَّهم من قوم أَظِنَّاء بَيِّنِي الظِّنَّة والظِّنَانَةِ .
      وقوله عزَّ وجل : وما هو على الغَيْبِ بِظَنِينٍ ، أَي بمُتَّهَمٍ ؛ وفي التهذيب : معناه ما هو على ما يُنْبِئُ عن الله من علم الغيب بمتهم ، قال : وهذا يروى عن علي ، عليه السلام .
      وقال الفراء : ويقال وما هو على الغيب بظَنِين أَي بضعيف ، يقول : هو مُحْتَمِلٌ له ، والعرب تقول للرجل الضعيف أَو القليل الحيلة : هو ظَنُون ؛ قال : وسمعت بعضَ قُضَاعة يقول : ربما دَلَّكَ على الرَّأْي الظَّنُونُ ؛ يريد الضعيف من الرجال ، فإِن يكن معنى ظَنِين ضعيفاً فهو كما قيل ماء شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني وقَرُونَتي وقَرِينَتي ، وهي النَّفْسُ والعَزِيمة .
      وقال ابن سيرين : ما كان عليٌّ يُظَّنُّ في قتل عثمان وكان الذي يُظَّنُّ في قتله غيره ؛ قال أَبو عبيد : قوله يُظَّنُّ يعني يُتَّهم ، وأَصله من الظَّنِّ ، إنما هو يُفْتَعل منه ، وكان في الأَصل يُظْتَنُّ ، فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمة ، ثم أُدْغِمَتْ ، ويروى بالطاء المهملة ، وقد تقدَّم ؛

      وأَنشد : وما كلُّ من يَظَّنُّني أَنا مُعْتِبٌ ، ولا كُلُّ ما يُرْوى عَلَيَّ أَقُولُ .
      ومثله : هو الجَوادُ الذي يُعْطِيك نائلَه عَفْواً ، ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ .
      كان في الأَصل فيَظْتَلِمُ ، فقلبت التاء ظاء وأُدغمت في الظاء فشدّدت .
      أَبو عبيدة : تَظَنَّيْت من ظَننْتُ ، وأَصله تَظَنَنَّتْ ، فكثرت النونات فقلبت إحداها ياء كما ، قالو قَصَّيْتُ أَظفاري ، والأَصل قصَّصتُ أَظفاري ، قال ابن بري : حكى ابن السكيت عن الفراء : ما كل من يَظْتَنُّنِي .
      وقال المبرد : الظَّنِينُ المُتَّهَم ، وأَصله المَظْنُون ، وهو من ظَنَنْتُ الذي يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد .
      تقول : ظَنَنْتُ بزيد وظننت زيداً أَي اتَّهَمْتُ ؛ وأَنشد لعبد الرحمن ابن حسان : فلا ويَمينُ الله ، لا عَنْ جِنايةٍ هُجِرْتُ ، ولكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ .
      ونسب ابن بري هذا البيت لنَهارِ بن تَوْسِعَة .
      وفي الحديث : لا تجوز شهادة ظَنِين أَي مُتَّهَم في دينه ، فعيل بمعنى مفعول من الظِّنَّة التُّهَمَةِ .
      وقوله في الحديث الآخَر : ولا ظَنِينَ في وَلاءٍ ، هو الذي ينتمي إلى غير مواليه لا تقبل شهادته للتهمة .
      وتقول ظَنَنْتُك زيداً وظَنَنْتُ زيداً إياك ؛ تضع المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبره .
      والمَظِنَّةُ والمِظَنَّة : بيتٌ يُظَنُّ فيه الشيء .
      وفلان مَظِنَّةٌ من كذا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ ؛

      وأَنشد أَبو عبيد : يَسِطُ البُيوتَ لكي يكونَ مَظِنَّةً ، من حيث تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ الجوهري : مَظِنَّةُ الشيء مَوْضِعه ومأْلَفُه الذي يُظَنُّ كونه فيه ، والجمع المَظانُّ .
      يقال : موضع كذا مَظِنَّة من فلان أَي مَعْلَم منه ؛ قال النابغة : فإِنْ يكُ عامِرٌ قد ، قالَ جَهْلاً ، فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ ‏

      ويروى : ‏ السِّبَابُ ، ويروى : مَطِيَّة ، قال ابن بري :، قال الأَصمعي أَنشدني أَبو عُلْبة بن أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأٍَحْمرِ : فإِن مطية الجهل الشباب .
      لأَنه يَسْتَوْطِئه كما تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ .
      وفي حديث صِلَةَ بن أُشَيْمٍ : طلبتُ الدنيا من مَظانِّ حلالها ؛ المَظانُّ جمع مَظِنَّة ، بكسر الظاء ، وهي موضع الشيء ومَعْدِنه ، مَفْعِلَةٌ من الظن بمعنى العلم ؛ قال ابن الأَثير : وكان القياس فتح الظاء وإِنما كسرت لأَجل الهاء ، المعنى طلبتها في المواضع التي يعلم فيها الحلال .
      وفي الحديث : خير الناس رجلٌ يَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ أَي مَعْدِنَه ومكانه المعروف به أَي إذا طُلِبَ وجد فيه ، واحدتها مَظِنَّة ، بالكسر ، وهي مَفْعِلَة من الظَّنِّ أَي الموضع الذي يُظَّنُّ به الشيء ؛ قال : ويجوز أَن تكون من الظَّنِّ بمعنى العلم والميم زائدة .
      وفي الحديث : فمن تَظَنُّ أَي من تتهم ، وأَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمَةِ ، فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشدّدة كما يقال مُطَّلِم في مُظَّلِم ؛ قال ابن الأَثير : أَورده أَبو موسى في باب الطاء وذكر أَن صاحب التتمة أَورده فيه لظاهر لفظه ، قال : ولو روي بالظاء المعجمة لجاز .
      يقال : مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كما يقال مُدَّكر ومُذَّكر ومُذْدَكر .
      وإنه لمَظِنَّةٌ أَن يفعل ذاك أَي خليق من أَن يُظَنَّ به فِعْلُه ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ؛ عن اللحياني .
      ونظرت إلى أَظَنّهم أَن يفعل ذلك أَي إلى أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ به ذلك .
      وأَظْنَنْتُه الشيءَ : أَوْهَمْتُه إياه .
      وأَظْنَنْتُ به الناسَ : عَرَّضْتُه للتهمة .
      والظَّنِينُ : المُعادِي لسوء ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ به .
      والظَّنُونُ : الرجل السَّيِّءِ الظَّنِّ ، وقيل : السَّيّءِ الظَّنِّ بكل أَحد .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الظَّنِّ أَي لا تَثِقُوا بكل أَحد فإِنه أَسلم لكم ؛ ومنه قولهم : الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ .
      وفي حديث علي ، كرَّم الله وجهه : إن المؤمن لا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إلاّع ونَفْسُه ظَنُونٌ عنده أَي مُتَّهَمَة لديه .
      وفي حديث عبد الملك بن عُمَير : السَّوْآءُ بنت السيد أَحَبُّ إليّ من الحسْناء بنت الظَّنُونِ أَي المُتَّهَمة .
      والظَّنُونُ : الرجل القليل الخير .
      ابن سيده : الظَّنينُ القليل اليخر ، وقيل : هو الذي تسأعله وتَظُنُّ به المنع فيكون كما ظَنَنْتَ .
      ورجل ظَنُونٌ : لا يُوثَق بخبره ؛ قال زهير : أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بني تَميمٍ ، وقد يأْتيك بالخَبَرِ الظَّنُونُ .
      أَبو طالب : الظَّنُونُ المُتَّهَمُ في عقله ، والظَّنُونُ كل ما لا يُوثَقُ به من ماء أَو غيره .
      يقال : عِلْمُه بالشيء ظَنونٌ إذا لم يوثق به ؛

      قال : كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ في مَرَاحٍ وفي حَزْمٍ ، وعَلْمُهما ظَنُونُ والماء الظَّنُونُ : الذي تتوهمه ولست على ثقة منه .
      والظِّنَّةُ : القليل من الشيء ، ومنه بئر ظَنُون : قليلة الماء ؛ قال أَوس بن حجر : يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير ظِنَّة ، ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ .
      وفي المحكم : بئر ظَنُون قليلة الماء لا يوثق بمائها .
      وقال الأَعشى في الظَّنُون ، وهي البئر التي لا يُدْرَى أَفيها ماء أَم لا : ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيِّ ، إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وفي الحديث : فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونه الماء يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً ؛ الماء الظَّنُون : الذي تتوهمه ولست منه على ثقة ، فعول بمعنى مفعول ، وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء .
      وفي حديث شَهْرٍ : حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُونٍ ، قال : وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ .
      ومَشْرَبٌ ظَنُون : لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا ؛ قال : مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون : لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا : ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيّ ، إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ .
      وفي الحديث : فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونِ الماء يَتَبَرَّضه تَبَرُّضاً ؛ الماء الظَّنُون : الذي تتوهمه ولست منه على ثقة ، فعول بمعنى مفعول ، وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء .
      وفي حديث شَهْرٍ : حَجَّ رجلٌ فمرّ بماء ظَنُونٍ ، قال : وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ .
      ومَشْرَبٌ ظَنُون : لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا ؛

      قال : مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ .
      ودَيْن ظَنُون : لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا .
      وكل ما لا يوثق به فهو ظَنُونٌ وظَنِينٌ .
      وفي حديث علي ، عليه السلام ، أَنه ، قال : في الدَّيْنِ الظَّنُونِ يزكيه لما مضى إذا قبضه ؛ قال أَبو عبيد : الظَّنُون الذي لا يدري صاحبه أَيَقْضيه الذي عليه الدين أَم لا ، كأَنه الذي لا يرجوه .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا زكاة في الدَّيْنِ الظَّنُونِ ؛ هو الذي لا يدري صاحبه أَيصل إليه أم لا ، وكذلك كل أَمر تُطالبه ولا تَدْرِي على أَيِّ شيء أَنت منه فهو ظَنونٌ .
      والتَّظَنِّي : إِعمال الظَّنِّ ، وأَصله التَّظَنُّنُ ، أُبدل من إحدى النونات ياء .
      والظَّنُون من النساء : التي لها شرف تُتَزَوَّجُ طمعاً في ولدها وقد أَسَنَّتْ ، سميت ظَنُوناً لأَن الولد يُرْتَجى منها .
      وقول أَبي بلال بنِ مِرْداسٍ وقد حضر جنازة فلما دفنت جلس على مكان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وقال : كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إلا القتلَ في سبيل الله ؛ لم يفسر ابن الأَعرابي ظَنُوناً ههنا ، قال : وعندي أَنها القليلة الخير والجَدْوَى .
      وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلاً ونهاراً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. عدا
    • " العَدْو : الحُضْر ‏ .
      ‏ عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى : أَحْضَر ؛ قال رؤبة : من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ وحكى سيبويه : أَتيْته عَدْواً ، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل ، وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع ‏ .
      ‏ وقالوا : هو مِنِّي عَدْوةُ الُفَرَس ، رفعٌ ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه ، وقد أَعْداه إذا حَمَله على الحُضْر ‏ .
      ‏ وأَعْدَيْتُ فرسي : اسْتَحضَرته ‏ .
      ‏ وأَعْدَيْتَ في مَنْطِقِكَ أَي جُرت ‏ .
      ‏ ويقال للخَيْل المُغِيرة : عادِيَة ؛ قال الله تعالى : والعادِياتِ ضَبْحاً ؛ قال ابن عباس : هي الخَيْل ؛ وقال علي ، رضي الله عنه : الإِبل ههنا ‏ .
      ‏ والعَدَوانُ والعَدَّاء ، كلاهما : الشَّديدُ العَدْوِ ؛

      قال : ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

      ‏ وأَنشد ‏ ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر : وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد ، فإِنَّه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ وقال الأَعشى : والقارِحَ العَدَّا ، وكلّ طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها أَراد العَدَّاءِ ، فقَصَر للضرورة ، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم بذلك ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو ، وذئْبٌ عَدَوانٌ إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ ؛

      وأَنشد : تَذْكُرُ ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ ، نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ ، وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي والعِداء والعَداءَ : الطَّلَق الواحد ، وفي التهذيب : الطَّلَق الواحد للفرس ؛

      وأَنشد : يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ وقال : فمن فَتَحَ العينَ ، قال جازَ هذا إلى ذاك ، ومن كَسَر العِدَاء فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ ، من العَدْو وهو الحُضْر ، حتى يَلْحقَه ‏ .
      ‏ وتَعادىَ القومُ : تَبارَوْا في العَدْو ‏ .
      ‏ والعَدِيُّ : جماعةُ القومِ يَعْدون لِقِتال ونحوه ، وقيل : العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة ، وذلك لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ وهو منه ؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي : لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ يَسْلُبهم : يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم ، وهذا البيت استشهد به الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم ، قال : وهو جمع عادٍ مثل غازٍ وغَزِيٍّ ؛ وبعده : كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ ، إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم والشَّواجِنُ : أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة ، يقول : لمَّا هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها ‏ .
      ‏ وفي حديث لُقْمان : أَنا لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ ؛ العاديَة : الخَيْل تَعْدو ، والعادي الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد ، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ ؛ ومنه حديث خيبر : فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : والعاديةُ كالعَدِيِّ ، وقيل : هو من الخَيْلِ خاصَّة ، وقيل : العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان ؛ قال أبو ذؤيب : وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما تُزَعْزِعُها ، تحتَ السَّمامةِ ، رِيحُ

      ويقال : رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون الفُرْسان ‏ .
      ‏ وقال أَبو عبيد : العَدِيُّ جماعة القَوْم ، بلُغةِ هُذَيل ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ عَدْواً بغير علم ، وقرئ : عُدُوّاً مثل جُلُوس ؛ قال المفسرون : نُهُوا قبل أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها ، وقوله : فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم ؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً وظُلْماً ، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام ، لأَن المعنى فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً ، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله للظلم ، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً ‏ .
      ‏ يقال في الظُّلْم : قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر ، وقرئ : فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً ، بفتح العين وهو ههنا في معنى جماعة ، كأَنه ، قال فيسُبُّوا الله أَعداء ، وعَدُوّاً منصوب على الحال في هذا القول ؛ وكذلك قوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ ؛ عَدُوّاً في معنى أَعداءً ، المعنى كما جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء ، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك من الأَنبياء وأُممهم ، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به ، وشياطينَ الإِنس منصوب على البدل ، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول ثان وشياطين الإنس المفعول الأول ‏ .
      ‏ والعادي : الظالم ، يقال : لا أَشْمَتَ اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ ‏ .
      ‏ قال أَبو بكر : قولُ العَرَب فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه ‏ .
      ‏ ويقال : فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان وعَدُوُّ فلان ، فمن ، قال فلانة عدُوَّة فلانٍ ، قال : هو خبَر المُؤَنَّث ، فعلامةُ التأْنيثِ لازمةٌ له ، ومن ، قال فلانة عدوُّ فلان ، قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور ؛ قال الأَزهري : هذا إِذا جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين ؛ أَي فلا سَبيل ، وكذلك قوله : فلا عُدْوانَ عليَّ ؛ أَي فلا سبيل عليَّ ‏ .
      ‏ وقولهم : عَدَا عليه فَضَربه بسيفه ، لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم ‏ .
      ‏ وعَدَا عَدْواً : ظَلَمَ وجار ‏ .
      ‏ وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان : أَنه عُدِيَ عليه أَي سُرِقَ مالُه وظُلِمَ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ غَنَمٍ ؛ العادي : الظَّالِمُ ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ ‏ .
      ‏ وفي حديث علي ، رضي الله عنه : لا قَطْعَ على عادِي ظَهْرٍ ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبد العزيز : أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً فلم يَرَ قَطْعَه وقال : تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ ؛ العادِية : من عَدَا يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه ، والظَّهْرُ : ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء ، ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ ؛ قال يعقوب : هو فاعِلٌ من عَدَا يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ ‏ .
      ‏ قال : وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ فقلب ، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان : الظُّلْم ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : ولا تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان ؛ يقول : لا تَعاوَنوا على المَعْصية والظُّلْم ‏ .
      ‏ وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى ، كُلُّه : ظَلَمه ‏ .
      ‏ وعَدَا بنُو فلان على بني فلان أَي ظَلَمُوهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء ؛ العَداءُ ، بالفتح والمد : الظُّلْم وتَجاوُز الحدّ ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا تَعْتَدوا ؛ قيل : معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا تَقتلوا غَيْرَهُمْ ، وقيل : ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل النِّساءِ والأَطفال ‏ .
      ‏ وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه ، كلاهما : تَجاوَزَة ‏ .
      ‏ وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ : جاوَزَهُ على المَثَل ‏ .
      ‏ ويقال : ما يَعْدُو فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه ‏ .
      ‏ والتَّعَدِّي : مُجاوَزَةُ الشيء إِلى غَيْرِه ، يقال : عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ ‏ .
      ‏ وقوله : فلا تَعْتَدُوها أَي لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها ، وكذلك قوله : ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله ؛ أَي يُجاوِزْها ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم العادُون ؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به ، وقوله عز وجل : فمن اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه من الضرورة ، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ ‏ .
      ‏ يقال : تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته ‏ .
      ‏ وقد ، قالت العرب : اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى الظلم ‏ .
      ‏ وعَدَّى عن الأَمر : جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها ، وفي رواية : في الزَّكاة ؛ هُو أَن يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها ، وقيل : أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما في الإِثم سواء ‏ .
      ‏ وفي الحديث : سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ ؛ هو الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم ؛ سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه ، لأَن صورة الفِعْلين واحدةٌ ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية ؛ والعرب تقول : ظَلَمني فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا ، والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم ، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل قوله : وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها ؛ السيئة الأُولى سيئة ، والثانية مُجازاة وإن سميت سيئة ، ومثل ذلك في كلام العرب كثير ‏ .
      ‏ يقال : أَثِمَ الرجلُ يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً ‏ .
      ‏ قال الله تعالى : ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً ؛ أَي جزاءً لإِثْمِه ‏ .
      ‏ وقوله : إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين ؛ المُعْتَدون : المُجاوِزون ما أُمرُوا به ‏ .
      ‏ والعَدْوَى : الفساد "

    المعجم: لسان العرب

  6. عذب
    • " العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ : كُلُّ مُسْتَسَاغٍ .
      والعَذْبُ : الماءُ الطَّيِّبُ .
      ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِـيَّة عَذْبَةٌ .
      وفي القرآن : هذا عَذْبٌ فُراتٌ .
      والجمع : عِذَابٌ وعُذُوبٌ ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري : فَبَيَّتْنَ ماءً صافِـياً ذا شَريعةٍ ، * له غَلَلٌ ، بَيْنَ الإِجامِ ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ .
      والعَذْبُ : الماء الطَّيِّبُ .
      وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً ، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ .
      وأَعْذَبَه اللّه : جَعَلَه عَذْباً ؛ عن كُراع .
      وأَعْذَبَ القومُ : عَذُبَ ماؤُهم .
      واستَعْذَبُوا : استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً .
      واستعْذَبَ لأَهلِه : طَلب له ماءً عَذْباً .
      واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً .
      واستَعْذَبَه : عَدّه عَذْباً .
      ويُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَي يُسْتَقى له .
      وفي الحديث : أَنه كان يُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقْيا أَي يُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ ، وهو الطَّيِّبُ الذي لا مُلوحة فيه .
      وفي حديث أَبي التَّيّهان : أَنه خرج يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ الماءَ العَذْبَ .
      وفي كلام عليّ يَذُمُّ الدنيا : اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها واحْلَوْلَى ؛ هما افْعَوعَلَ من العُذُوبة والـحَلاوة ، هو من أَبنية المبالغة .
      وفي حديث الحجاج : ماءٌ عِذَابٌ .
      يقال : ماءة عَذْبَةٌ ، وماء عِذَابٌ ، على الجمع ، لأَن الماء جنس للماءة .
      وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ : سائغَتُه ، حُلْوَتُه ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ : إِذا تَطَنَّيْتَ ، بَعْدَ النَّوْمِ ، عَلَّتَها ، * نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلاَّتِ مِعْذابا والأَعْذَبان : الطعامُ والنكاح ، وقيل : الخمر والريقُ ؛ وذلك لعُذوبَتهما . وإِنه لَعَذْبُ اللسان ؛ عن اللحياني ، قال : شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ .
      والعَذِبَةُ ، بالكسر ،.
      (* قوله « بالكسر » أي بكسر الذال كما صرح به المجد .) عن اللحياني : أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطعام ، فيُرْمَى به .
      والعَذِبَة والعَذْبَةُ : القَذاةُ ، وقيل : هي القَذاةُ تَعْلُو الماءَ .
      وقال ابن الأَعرابي : العَذَبَةُ ، بالفتح : الكُدْرةُ من الطُّحْلُب والعَرْمَضِ ونحوهما ؛ وقيل : العَذَبة ، والعَذِبة ، والعَذْبةُ : الطُّحْلُب نفسُه ، والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ .
      وماءٌ عَذِبٌ وذو عَذَبٍ : كثير القَذى والطُّحْلُب ؛ قال ابن سيده : أَراه على النسب ، لأَني لم أَجد له فعلاً .
      وأَعْذَبَ الـحَوْضَ : نَزَع ما فيه من القَذَى والطُّحْلُبِ ، وكَشَفَه عنه ؛ والأَمرُ منه : أَعْذِبْ حوضَك .
      ويقال : اضْرِبْ عَذَبَة الـحَوْضِ حتى يَظْهَر الماء أَي اضْرِبْ عَرْمَضَه .
      وماء لا عَذِبَةَ فيه أَي لا رِعْيَ فيه ولا كَلأَ .
      وكل غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ .
      والعَذِبُ : ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ .
      والعاذِبُ والعَذُوبُ : الذي ليس بينه وبين السماءِ سِتْر ؛ قال : ‏ الجَعْدِيُّ يصف ثوراً وَحْشِـيّاً بات فَرْداً لا يذُوقُ شيئاً : فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ ، كأَنـَّه * سُهَيْلٌ ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ وعَذَبَ الرجلُ والـحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً ، فهو عاذِبٌ والجمعُ عُذُوبٌ ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ : لم يأْكل من شِدَّةِ العطَشِ .
      ويَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل ، فهو عاذِب : لا صائم ولا مُفْطِرٌ .
      ويقال للفرس وغيره : باتَ عَذُوباً إِذا لم يأْكل شيئاً ولم يشرب .
      قال الأَزهري : القول في العَذُوب والعاذِب انه الذي لا يأْكل ولا يشرب ، أَصْوَبُ من القول في العَذُوب انه الذي يمتنع عن الأَكل لعَطَشِه .
      وأَعْذَبَ عن الشيء : امتنع .
      وأَعْذَبَ غيرَه : منعه ؛ فيكون لازماً وواقعاً ، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر ، وأَمْلَقَ غيرَه .
      وأَما قول أَبي عبيد : وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ ، فخطأٌ ، لأَنَّ فَعولاً لا يُكَسَّر على فُعولٍ .
      والعاذِبُ من جميع الحيوان : الذي لا يَطْعَمُ شيئاً ، وقد غَلَبَ على الخيل والإِبل ، والجمع عُذُوبٌ ، كساجدٍ وسُجُود .
      وقال ثعلب : العَذُوب من الدوابِّ وغيرها : القائم الذي يرفع رأْسه ، فلا يأْكل ولا يشرب ، وكذلك العاذِبُ ، والجمع عُذُب .
      والعاذِبُ : الذي يبيت ليله لا يَطْعَم شيئاً .
      وما ذاقَ عَذُوباً : كَعَذُوفٍ .
      وعَذَبَه عنه عَذْباً ، وأَعْذَبَه إِعْذاباً ، وعَذَّبَه تَعْذيباً : مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر .
      وكل من منعته شيئاً ، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته .
      وأَعْذَبه عن الطعام : منعه وكَفَّه .
      واسْتَعْذَبَ عن الشيء : انتهى .
      وعَذَب عن الشيء وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ : كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب .
      وأَعْذَبَه عنه : منعه .
      ويقال : أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَي اظْلِفْها عنه .
      وفي حديث عليّ ، رضي اللّه عنه ، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّـةً فقال : أَعْذِبُوا ، عن ذِكْرِ النساء ، أَنْفُسَكم ، فإِن ذلك يَكْسِرُكم عن الغَزْو ؛ أَي امْنَعوها عن ذكر النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ .
      وكلُّ من مَنَعْتَه شيئاً فقد أَعْذَبْتَه .
      وأَعْذَبَ : لازم ومُتَعَدٍّ .
      والعَذَبُ : ماءٌ يَخْرُجُ على أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم .
      وروي عن أَبي الهيثم أَنه ، قال : العَذَابَةُ الرَّحِمُ ؛

      وأَنشد : وكُنْتُ كذاتِ الـحَيْضِ لم تُبْقِ ماءَها ، * ولا هِـيَ ، من ماءِ العَذَابةِ ، طاهِرُ < ص : ؟

      ‏ قال : والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة .
      وعَذَبُ النَّوائح : هي الـمَـآلي ، وهي الـمَعاذِبُ أَيضاً ، واحدتها : مَعْذَبةٌ .
      ويقال لخرقة النائحة : عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ ، وجمعُ العَذَبةِ مَعاذِبُ ، على غير قياس .
      والعَذَابُ : النَّكَالُ والعُقُوبة .
      يقال : عَذَّبْتُه تَعْذِيباً وعَذَاباً ، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ على أَعْذِبَةٍ ، فقال في قوله تعالى : يُضَاعَفْ لها العَذَابُ ضِعْفَيْن ؛ قال أَبو عبيدة : تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ ؛ قال ابن سيده : فلا أَدري ، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عبيدة ، أَم الزجاجُ استعمله .
      وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً ، ولم يُسْتَعمل غيرَ مزيد .
      وقوله تعالى ولقد أَخَذْناهُم بالعَذاب ؛ قال الزجاج : الذي أُخذُوا به الجُوعُ .
      واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فيما لا حِسَّ له ؛ فقال : لَيْسَتْ بِسَوْداءَ من مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ ، * ولم تُعَذَّبْ بـإِدْناءٍ من النارِ ابن بُزُرْجَ : عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِـينَ ، وأَصابه مني عَذَابُ عِذَبِـينَ ، وأَصابه مني العِذَبونَ أَي لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ .
      وفي الحديث : أَنَّ الميت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عليه ؛ قال ابن الأَثير : يُشْبِهُ أَن يكون هذا من حيث أَن العرب كانوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عليهم ، وإِشاعةِ النَّعْيِ في الأَحياءِ ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم ، فالميت تلزمه العقوبةُ في ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به .
      وعَذَبةُ اللسان : طَرَفُه الدقيق .
      وعَذَبَةُ السَّوْطِ : طَرَفُه ، والجمع عَذَبٌ .
      والعَذَبةُ : أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط .
      وأَطْرافُ السُّيوفِ : عَذَبُها وعَذَباتُها .
      وعَذَّبْتُ السَّوْطَ ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَـةً ؛ قال : وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه ؛ وقول ذي الرمة : غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ ، * مِثْلُ السَّراحِـينِ ، في أَعْنَاقِها العَذَبُ يعني أَطرافَ السُّيُور .
      وعَذَبةُ الشَّجَرِ : غُصْنُه .
      وعَذَبَةُ قَضِـيبِ الجَمَل : أَسَلَتُه ، الـمُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمِه ، والجمع العَذَبُ .
      وقال ابن سيده : عَذَبةُ البعير طَرَفُ قَضِـيبِه .
      وقيل : عَذَبةُ كل شيء طرفُه .
      وعَذَبَةُ شِرَاكِ النعل : الـمُرْسَلةُ من الشِّرَاك .
      والعَذَبَةُ : الجِلْدَةُ الـمُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه .
      وعَذَبَةُ الرُّمْح : خِرقة تُشَدُّ على رأْسه .
      والعَذَبة : الغُصْنُ ، وجمعه عَذَبٌ .
      والعَذَبة : الخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِـيزانُ ، والجمعُ من كل ذلك عَذَبٌ .
      وعَذَباتُ الناقة : قوائمها .
      وعاذِبٌ : اسم مَوْضِع ؛ قال النابغة الجَعْدِي : تَـأَبـَّدَ ، من لَيْلى ، رُماحٌ فعاذِبُ ، * فأَقْفَر مِـمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ والعُذَيْبُ : ماء لبَنِـي تميم ؛ قال كثير : لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِـيمِ تَرَحَّلَتْ ، * وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَه ؟

      ‏ قال ابن جني : أَراد العُذَيْبةَ ، فحذف الهاء كما ، قال : أَبْلِـغ النُّعْمانَ عَنّي مَـأْلُكا ؟

      ‏ قال الأَزهري : العُذَيْبُ ماء معروف بين القادِسيَّةِ ومُغِـيثَةَ .
      وفي الحديث : ذِكْرُ العُذَيْبِ ، وهو ماء لبني تميم على مَرْحلة من الكوفة ، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ ؛ وقيل : سمي به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة ، وهي طَرَفُ الشيء .
      وعاذِبٌ : مكانٌ .
      وفي الصحاح : العُذَبِـيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق ، بالذال معجمة ؛

      وأَنشد لكثيرٍ : سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيْلِها ، ثم أَعْرَضَتْ * إِلى عُذَبِـيٍّ ، ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ < ص : ؟

      ‏ قال ابن بري : ليس هذا كُثَيِّر عَزَّة ، إِنما هو كُثَيِّرُ بن جابر الـمُحارِبيُّ ، وهذا الحرف في التهذيب في ترجمة عدب ، بالدال المهملة ، وقال : هو العُدَبِـيُّ ، وضبطه كذلك .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. عدل
    • " العَدْل : ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم ، وهو ضِدُّ الجَوْر .
      عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ ؛ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ ، وعَدَل عليه في القضيَّة ، فهو عادِلٌ ، وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته .
      وفي أَسماء الله سبحانه : العَدْل ، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم ، وهو في الأَصل مصدر سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ ، وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً ، وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ .
      والعَدْلُ : الحُكْم بالحق ، يقال : هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ .
      وهو حَكَمٌ عادِلٌ : ذو مَعْدَلة في حكمه .
      والعَدْلُ من الناس : المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه .
      وقال الباهلي : رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة .
      ورَجُلٌ عَدْلٌ : رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة ؛ قال ابن بري ومنه قول كثير : وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء ، ولم يَكُنْ شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة : وُصِف بالمصدر ، معناه ذو عَدْلٍ .
      قال في موضعين : وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم ، وقال : يَحْكُم به ذَوَا عَدْلٍ منكم ؛ ويقال : رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ ، كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ ، فهو لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث ، فإِن رأَيته مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ‏ ليس ‏ بمصدر ، وقد حكى ابن جني : امرأَة عَدْلة ، أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل ، ولا هو الفاعل في الحقيقة ، وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث ؛ وقال ابن جني : قولهم رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية ، فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع الجنس مبالغةً كما تقول : استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة والنُّبْل ونحو ذلك ، فوُصِف بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً ، وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً للمصدر المذكور ، وكذلك القول في خَصْمٍ ونحوه مما وُصِف به من المصادر ، قال : فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك ، فإِذا كان نفس المصدر قد جاء مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه ، قيل : الأَصل لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه ، وذلك أَن الزِّيادة والعيادة والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها ، فلحاقُ التاء لها لا يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها ، وليس كذلك الصفة لأَنها ليست في الحقيقة مصدراً ، وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة بالصَّنْعة إِليه ، ولو قيل رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ ، ونَدْبة من نَدْبٍ ، وفَخْمة من فَخْمٍ ، فلم يكن فيها من قُوَّة الدلالة على المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة ، فالأُصول لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها ، ويُقْتَصر على بعض ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها ، فإِن قيل : فقد ، قالوا رجل عَدْل وامرأَة عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد ؛ وقول أُميَّة : والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا ، من بيتِها ، آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ قيل : هذا قد خَرَجَ على صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره ومؤَنَّثه ، فجرى هذا في حفظ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ على أَصله ، نحو استَحْوَذَ وضَنِنُوا ، ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه ، وإِن كان قد نُقِل إِلى فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت ؛ وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة وضَيْفة ، وجَمَع فقال : يا عَيْنُ ، هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ ، إِذ قُمْنا ، وقامَ الخُصومُ في كَبَد ؟ وعليه قول الآخر : إِذا نزَلَ الأَضْيافُ ، كان عَذَوَّراً ، على الحَيِّ ، حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ ، كلُّه : العَدْل .
      وتعديل الشهود : أَن تقول إِنهم عُدُولٌ .
      وعَدَّلَ الحُكْمَ : أَقامه .
      وعَدَّلَ الرجلَ : زَكَّاه .
      والعَدَلةُ والعُدَلةُ : المُزَكُّون ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي .
      قال القُرْمُليُّ : سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين يُعَدِّلونه .
      وقال أَبو زيد : يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً ، وهم الذين يُزَكُّون الشهودَ وهم عُدُولٌ ، وقد عَدُلَ الرجلُ ، بالضم ، عَدالةً .
      وقوله تعالى : وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم ؛ قال سعيد بن المسيب : ذَوَيْ عَقْل ، وقال إِبراهيم : العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه رِيبةٌ .
      وكَتَب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه : إِنَّ العَدْلَ على أَربعة أَنحاء : العَدْل في الحكم ، قال الله تعالى : وإِن حَكَمْتَ (* قوله « قال الله تعالى وان حكمت إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب والتلاوة بالقسط ) فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل .
      والعَدْلُ في القول ، قال الله تعالى : وإِذا قُلْتُم فاعْدِلوا : والعَدْل : الفِدْية ، قال الله عز وجل : لا يُقْبَل منها عَدْلٌ .
      والعَدْل في الإِشْراك ، قال الله عز وجل : ثم الذين كفروا برَبِّهم يَعْدِلون ؛ أَي يُشْرِكون .
      وأَما قوله تعالى : ولن تَسْتَطِيعوا أَن تَعْدِلوا بين النساء ولو حَرَصْتُم ؛ قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك : في الحُبِّ والجِماع .
      وفلان يَعْدِل فلاناً أَي يُساوِيه .
      ويقال : ما يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ مَوْقِعَك .
      وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ : سَوَّاها .
      وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه عَدْلاً وعادَله : وازَنَه .
      وعادَلْتُ بين الشيئين ، وعَدَلْت فلاناً بفلان إِذا سَوَّيْت بينهما .
      وتَعْدِيلُ الشيء : تقويمُه ، وقيل : العَدْلُ تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً .
      والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل ، وقيل : هو المِثْلُ وليس بالنَّظِير عَيْنه ، وفي التنزيل : أَو عَدْلُ ذلك صِياماً ؛ قال مُهَلْهِل : على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ ، إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور والعَدْلُ ، بالفتح : أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً حَسَنًا ، تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع ، كما ، قالوا امرأَة رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق .
      والعَدِيلُ : الذي يُعادِلك في الوَزْن والقَدر ؛ قال ابن بري : لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً مثله ، وفَرَق سيبويه بين العَدِيل والعِدْل فقال : العَدِيلُ من عادَلَك من الناس ، والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ للمتاع خاصَّة ، فبَيَّن أَنَّ عَدِيل الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله ، وأَنَّ العِدْل لا يكون إِلاَّ للمتاع ، وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله ، وعَدْلُه ، بالفتح لا غير ، قيمتُه .
      وفي حديث قارئ القرآن (* قوله « وفي حديث قارئ القرآن إلخ » صدره كما في هامش النهاية : فقال رجل يا رسول الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل ؟ فقال : ليست إلخ .
      وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست .
      وقوله :، قال ابن الاثير إلخ عبارته في النهاية : قد تكرر ذكر العدل والعدل بالكسر والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح الى آخر ما هنا ).
      وصاحب الصَّدَقة : فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل ؛ هو المِثْل ؛ قال ابن الأَثير : هو بالفتح ، ما عادَله من جنسه ، وبالكسر ما ليس من جنسه ، وقيل بالعكس ؛ وقول الأَعلم : مَتى ما تَلْقَني ومَعي سِلاحِي ، تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ يقول : كأَنَّ عَدِيلَ الموت فَجْأَتُه ؛ يريد لا مَنْجَى منه ، والجمع أَعْدالٌ وعُدَلاءُ .
      وعَدَل الرجلَ في المَحْمِل وعَادَلَهُ : رَكِب معه .
      وفي حديث جابر : إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن .
      وعَدِيلُك : المُعادِلُ لك .
      والعِدْل : نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي البعير ، وقال الأَزهري : العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به ، والجمع أَعْدالٌ وعُدُولٌ ؛ عن سيبويه .
      وقال الفراء في قوله تعالى : أَو عَدْل ذلك صياماً ، قال : العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه ، ومعناه أَي فِداءُ ذلك .
      والعِدْلُ : المِثْل مِثْل الحِمْل ، وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً ، فإِذا أَردت قيمته من غير جنسه نَصَبْت العَيْن فقلت عَدْل ، وربما كَسَرها بعضُ العرب ، قال بعض العرب عِدْله ، وكأَنَّه منهم غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من العِدْل ، وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل ؛ قال : ونُصِب قوله صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام ، وكذلك قوله : مِلْء الأَرضِ ذَهباً ؛ وقال الزجاج : العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل ، قال : والمعنى واحد ، كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس .
      قال أَبو إِسحق : ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول إِنَّ بعض العرب غَلِط .
      وقرأَ ابن عامر : أَو عِدْلُ ذلك صِياماً ، بكسر العين ، وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة بالفتح .
      وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار بطنه كالعِدْل وامْتَلأ ؛ قال الأَزهري : وكذلك عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه .
      ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم يَصْرَع أَحدُهما الآخر .
      والعَدِيلتان : الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها .
      الأَصمعي : يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً ؛ يُحْمَل على جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر .
      ابن الأَعرابي : العَدَلُ ، محرّكٌ ، تسوية الأَوْنَيْن وهما العِدْلانِ .
      ويقال : عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية للاعْتِكام يومَ الظَّعْن .
      والعدِيل : الذي يُعادِلُك في المَحْمِل .
      والاعْتِدالُ : تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ ، كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر ، وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد والحارِّ ، ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل ، بالذال المعجمة .
      وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل ؛ وكلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته .
      وزعموا أَن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : الحمد لله الذي جَعَلَني في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ ، أَي قَوَّمُوني ؛ قال : صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْتُ بالأَرض ، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وعَدَّلَه : كعَدَلَه .
      وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل أَي استقام .
      ومن قرأَ قول الله ، عز وجل : خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك ، بالتخفيف ، في أَيِّ صورةٍ ما شاء ؛ قال الفراءُ : من خَفَّف فَوجْهُه ، والله أَعلم ، فَصَرَفك إِلى أَيِّ صورة ما شاء : إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح ، وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير ، وهي قراءة عاصم والأَخفش ؛ وقيل أَراد عَدَلك من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة (* قوله « وهي نعمة » كذا في الأصل ، وعبارة التهذيب : وهما نعمتان ) ومن قرأَ فعَدَّلك فشَدَّد ، قال الأَزهري : وهو أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية ، فمعناه قَوَّمك وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق ، وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز ، قال : واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أَن تكون في العَدْل ، لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَفتك إِلى كذا ، وهذا أَجودُ في العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَفْتك فيه ، وقد ، قال غير الفراء في قراءة من قرأَ فَعَدَلك ، بالتخفيف : إِنه بمعنى فَسَوّاك وقَوَّمك ، من قولك عَدَلْت الشيء فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى ؛ ومنه قوله : وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَي قَوَّمْناه فاستقام ، وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ .
      وعَدَلْت الشيءَ بالشيء أَعْدِلُه عُدولاً إِذا ساويته به ؛ قال شَمِر : وأَما قول الشاعر : أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا ءِ ، لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل ؟ يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر .
      واعْتَدَل الشِّعْرُ : اتَّزَنَ واستقام ، وعَدَّلْته أَنا .
      ومنه قول أَبي علي الفارسي : لأَن المُرَاعى في الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء .
      وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم .
      وفي الحديث : العِلْم ثلاثة منها فَرِيضةٌ عادِلَةٌ ، أَراد العَدْل في القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة في الكتاب والسُّنَّة من غير جَوْر ، ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة ، فتكون هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما .
      وقولهم : لا يُقْبَل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ ، قيل : العَدْل الفِداء ؛ ومنه قوله تعالى : وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها ؛ أَي تَفْدِ كُلَّ فِداء .
      وكان أَبو عبيدة يقول : وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ منها ؛ قال الأَزهري : وهذا غلط فاحش وإِقدام من أَبي عبيدة على كتاب الله تعالى ، والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها الفِداءُ يومئذ .
      ومثله قوله تعالى : يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ ببَنِيه (* قوله « واني لانحي » كذا ضبط في المحكم ، بضم الهمزة وكسر الحاء ، وفي القاموس : وأنحاء عنه : عدله ).
      قال : معناه لم يَنْعَدِلْ ، وقيل : معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل بنحو أَرضها أَي بقَصْدِها نحواً ، قال : ولا يكون يُعادِل بمعنى يَنْعَدِل .
      والعِدال : أَن يَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ فأَنت تَرَوَّى في ذلك ؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد : وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه ، إِذا لم تُميِّتْه الرُّقى ، ويُعَادِلُ يقول : يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب .
      تُميِّتْه : تُذَلِّله المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب .
      والمُعادَلَةُ : الشَّكُّ في أَمرين ، يقال : أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر أَي في شكٍّ منه : أَأَمضي عليه أَم أَتركه .
      وقد عادلْت بين أَمرين أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت ؛ وقول ذي الرمة : إِلى ابن العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ ، قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا
      ، قال الأَزهري : العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على عَزْمي ، وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ فعَزَم على أَوْلاهما عنده .
      وفي حديث المعراج : أُتِيتُ بإِناءَيْن فَعَدَّلْتُ بينهما ؛ يقال : هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ، يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر على اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده ، وهو من قولهم : عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً إِذا مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر ؛ وقال المَرَّار : فلما أَن صَرَمْتُ ، وكان أَمْري قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ
      ، قال : عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا يميل به عن طريقه المَيْلُ ؛ وقال الآخر : إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه ، ولَسْتَ بمُمْضيه ، وأَنْتَ تُعادِلُه
      ، قال : معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه .
      ويقال : فلان يعادِل أَمرَه عِدالاً ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ؛ قال ابن الرِّقاع : فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ ، فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه سِجالَ الخير ؛ إِنَّ له سِجالا والعِدالُ : أَن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ ، ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ .
      وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من الخدَّين ، قاله أَبو عبيدة .
      وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ : نحَّاه فتنحَّى ؛ قال أَبو النجم : وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب .
      وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ : أَشْرَك .
      والعادل : المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه ؛ ومنه قول المرأَة للحَجَّاج : إِنك لقاسطٌ عادِلٌ ؛ قال الأَحمر : عَدَلَ الكافرُ بربِّه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ ؛ ومنه حديثُ ابن عباس ، رضي الله عنه :، قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي أَشْرَكْنا به وجَعَلْنا له مِثْلاً ؛ ومنه حديث عليّ ، رضي الله عنه : كَذَبَ العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم .
      وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه : وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ ؛ هو العَدْلُ بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه ، فقال الناس : وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ ، ثم قيل ذلك لكل شيء يُئِسَ منه .
      وعَدَوْلى : قريةٌ بالبحرين ، وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ عليه بعَدَوْلى فقال الفارسي : أَصلها عَدَوْلاً ، وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسماً للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً .
      والعَدَوْلِيَّةُ في شعر طَرَفَةَ : سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى ؛ فأَما قول نَهْشَل بن حَرِّيّ : فلا تأْمَنِ النَّوْكَى ، وإِن كان دارهُمُ وراءَ عَدَوْلاتٍ ، وكُنْتَ بقَيْصَرا فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة ، وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي ، وأَما ابن الأَعرابي فقال : هي موضع وذهب إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ ، لا أَنه أَراد عَدَوْلى ، ونظيره قولهم قَهَوْباةُ للنَّصْل العريض .
      قال الأَصمعي : العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين يقال لها عَدَوْلى ، قال : والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة ؛ وقال ابن الأَعرابي في قول طَرَفة : عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل (* قوله « نبتل » كذا في الأصل والتهذيب ، والذي في التكملة : يا من ؛ وتمامه : يجوز بها الملاح طورا ويهتدي ).
      قال : نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم ، يقول هي قديمة أَو ضَخْمة ، وقيل : العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة ، وذكر عن ابن الكلبي أَنه ، قال : عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على حِدَة ؛ قال الأَزهري : والقولُ في العَدَوْليَّ ما ، قاله الأَصمعي .
      وشجر عَدَوْلِيٌّ : قديمٌ ، واحدته عَدَوْلِيَّة ؛ قال أَبو حنيفة : العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء ؛ وأَنشد غيره : عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه ويروى : عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ أَيضاً .
      وفي خبر أَبي العارم : فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ .
      والعَدَوْلِيُّ : المَلاَّح .
      ابن الأَعرابي : يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات والأَخْصام والثَّفِنات ، وروى الأَزهري عن الليث : المُعْتَدِلةُ من النوق الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض ، قال : وروى شَمِر عن مُحارِب
      ، قال : المُعْتَدِلة مِن النوق ، وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل ، قال الأَزهري : والصواب المعتدلة ، بالتاء ، وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني أَنشده : وعَدَلَ الفحلُ ، وإِن لم يُعْدَلِ ، واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ
      ، قال : اعتدالُ ذات السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً ؛ قال الأَزهري : وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح ، وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام وغيره ، ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس ، وسيأْتي ذكره في موضعه ، لأَن عَنْدَل رُباعيٌّ خالص .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. صنع
    • " صَنَعَه يَصْنَعُه صُهْعاً ، فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ : عَمِلَه .
      وقوله تعالى : صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء ؛ قال أَبو إِسحق : القراءة بالنصب ويجوز الرفع ، فمن نصب فعلى المصدر لأَن قوله تعالى : وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحابِ ، دليل على الصَّنْعةِ كأَن ؟

      ‏ قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً ، ومن قرأَ صُنْعُ الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ الله .
      واصْطَنَعَه : اتَّخَذه .
      وقوله تعالى : واصْطَنَعْتُك لنفسي ، تأْويله اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم ؛ وقال الأَزهري : أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده .
      وفي حديث آدم :، قال لموسى ، عليهما السلام : أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه ؛ قال ابن الأَثير : هذا تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ .
      والاصطِناع : افتِعالٌ من الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان .
      وفي الحديث :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لا تُوقِدُوا بليل ناراً ، ثم ، قال : أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم ؛ قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل الله .
      ويقال : اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن يَصْنَع له خاتماً .
      وروى ابن عمر أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، اصطَنَعَ خاتماً من ذهب كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به ، أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له ، والطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد .
      واسْتَصْنَعَ الشيءَ : دَعا إِلى صُنْعِه ؛ وقول أَبي ذؤَيب : إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ ، كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ صُنُوعُه ؟

      ‏ قال بان سيده : صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً .
      والصَّناعةُ : حِرْفةُ الصانِع ، وعَمَلُه الصَّنْعةُ .
      والصِّناعةُ : ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ ؛ ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع ، وأَما سيبويه فقال : لا يُكَسَّر صَنَعٌ ، اسْتَغْنَوا عنه بالواو والنون .
      ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ اليدين ، بكسر الصاد ، أَي صانِعٌ حاذِقٌ ، وكذلك رجل صَنَعُ اليدين ، بالتحريك ؛ قال أَبو ذؤيب : وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه رواية الأَصمعي ويروى : صَنَعَ السَّوابِغَ ؛ وصِنْعُ اليدِ من قوم صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي ، وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً .
      وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين ، وتُفْرَدُ في المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي ، وفي الصحاح : وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد صَناعُ اليد في المذكر ؛ قال ابن بري : والذي اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد وامرأَة صَناعُ اليد ، فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ ؛ وقال ابن شهاب الهذلي : صَناعٌ بِإِشْفاها ، حَصانٌ بِفَرْجِها ، جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ ، والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه صَنَعُون لا غير ، وكذلك صِنْعٌ ؛ يقال : رجال صِنْعُو اليد ، وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ ، وقال ابن درستويه : صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ ، والأَصل فيه عنده الكسر صَنِعٌ ليكون بمنزلة دَنِفٍ وقَمِنٍ ، وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ بَطَراً ، وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع ؛

      وأَنشد لحميد بن ثور : أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ ، وبَيْنَ التي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا صَنِعٌ لأَنه لم يُسْمَعْ صَنِعٌ ؛ هذا جميعُه كلا ابن بري .
      وفي المثل : لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً ؛ الثَّلَّةُ : الصوف والشعر والوَبَر .
      وورد في الحديث : الأَمةُ غيرُ الصَّناعِ .
      قال ابن جني : قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دليل على مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث ، فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو حسَن وحسَنة ؛ قال ابن السكيت : امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها .
      وامرأَة صَناعٌ : حاذقةٌ بالعمل : ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة ، ورجل صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ اليدين ، مكسور الصاد إِذا أُضيفت ؛ قال الشاعر : صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وقال آخر : أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا وفي حديث عمر : حين جُرِحَ ، قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني ، فقال : غلامُ المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ ، قال : الصَّنَعُ ؟، قال : نعم .
      يقال : رجل صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بها .
      ويقال : امرأَتانِ صَناعانِ في التثنية ؛ قال رؤبة : إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا ، أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ .
      قال الإِيادي : وسمعت شمراً يقول رجل صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ ، بسكون النون .
      ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ ، يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن (* قوله « بين » في القاموس وشرحه : يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين ) وهو على المثل ؛ قال حسان بن ثابت : أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه ، فيما أَراد ، لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وقال الراجز في صفة المرأَة : وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ .
      والمَصْنَعةُ : الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها ؛ قال الراعي : ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيه ؟

      ‏ قال الأَصمعي : يعني مَدْعاةً .
      وصَنْعةُ الفرَسِ : حُسْنُ القِيامِ عليه .
      وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً ، وهو فرس صنِيعٌ : قام عليه .
      وفرس صنِيعٌ للأُنثى ، بغير هاء ، وأرى اللحياني خص به الأُنثى من الخيل ؛ وقال عدي بن زيد : فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا ، ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وقوله تعالى : ولِتُصْنَعَ على عَيْني ؛ قيل : معناه لِتُغَذَّى ، قال الأَزهري : معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي .
      يقال : صَنَعَ فلان جاريته إِذا رَبّاها ، وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه ، وقال الليث : صَنع فرسه ، بالتخفيف ، وصَنَّعَ جاريته ، بالتشديد ، لأَن تصنيع الجارية لا يكون إِلا بأَشياء كثيرة وعلاج ؛ قال الأَزهري : وغير الليث يُجِيز صنع جاريته بالخفيف ؛ ومنه قوله : ولتصنع على عيني .
      وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها .
      وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه ؛ قال عامر بن الطفيل : سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا ، صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ، ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري : صَناعِيةٌ يصنعون المال ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف ، وقد ذكرت الأَبيات كلها في ترجمة صلمع .
      وفرَسٌ مُصانِعٌ : وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير له صَوْنٌ يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه .
      والصنِيعُ : الثَّوْبُ الجَيِّدُ النقي ؛ وقول نافع بن لقيط الفقعسي أَنشده ابن الأَعرابي : مُرُطٌ القِذاذِ ، فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ ، لا الرِّيشُ يَنفَعُه ، ولا التَّعْقِيبُ فسّره فقال : مَصْنَعٌ أَي ما فيه مُسْتَمْلَحٌ .
      والتَّصَنُّعُ : تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به .
      والتَّصَنُّعُ : تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ .
      والصِّنْعُ : الحَوْضُ ، وقيل : شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء ، وقيل : خشبة يُحْبَسُ بها الماء وتُمْسِكُه حيناً ، والجمع من كل ذلك أَصناعٌ .
      والصَّنَّاعةُ : كالصِّنْع التي هي الخشبَة .
      والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ : كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر .
      والمَصانِعُ أَيضاً : ما يَصْنَعُه الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها ؛ قال لبيد : بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ ، وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِع ؟

      ‏ قال الأَزهري : ويقال للقُصور أَيضاً مَصانعُ ؛ وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي : لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي ، في المَصانِيعِ ، لا يَنِينَ اطِّلاعا فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع مَصْنعةٍ ، وزاد الياء للضرورة كما ، قال : نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور ومكاسِير .
      وفي التنزيل : وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون ؛ المَصانِعُ في قول بعض المفسرين : الأَبنية ، وقيل : هي أَحباسٌ تتخذ للماء ، واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ ، وقيل : هي ما أُخذ للماء .
      قال الأَزهري : سمعت العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ ، واحدها صِنْعٌ ؛ وروى أَبو عبيد عن أَبي عمرو ، قال : الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ ، والزَّلَفُ المَصانِعُ ، قال الأَصمعي : وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها .
      وقال الأَصمعي : العرب تُسَمِّي القُرى مَصانِعَ ، واحدتها مَصْنَعة ؛ قال ابن مقبل : أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ ، بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ : الحُصون ؛ قال ابن بري : شاهده قول البعيث : بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً ، مِنَ الحجارةِ ، لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وفي الحديث : مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ ؛ الصِّنْعُ ، بالكسر : المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء ، وجمعه أَصْناعٌ ، وقيل : أَراد بالصِّنْع ههنا الحِصْنَ .
      والمَصانِعُ : مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت ، واحدتها مَصْنَعةٌ ؛ حكاه أَبو حنيفة .
      والصُّنْعُ : الرِّزْق .
      والصُّنْعُ ، بالضم : مصدر قولك صَنَعَ إِليه معروفاً ، تقول : صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه ، كلاهما : قَدَّمه ، وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ .
      والصَّنِيعةُ : ما اصْطُنِعَ من خير .
      والصَّنِيعةُ : ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها ، وجمعها الصَّنائِعُ ؛ قال الشاعر : إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ صَنِيعةً ، حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً ، وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه .
      وصانَعَه : داراه ولَيَّنَه وداهَنَه .
      وفي حديث جابر : كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي يُصانِعُ قائدَهُ أَي يداريه .
      والمُصانَعةُ : أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك شيئاً آخر ، وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ .
      وصانِعَ الوالي : رَشاه .
      والمُصانَعةُ : الرَّشْوةُ .
      وفي لمثل : من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ .
      وصانَعَه عن الشيء : خادَعه عنه .
      ويقال : صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه .
      والصِّنْعُ : السُّودُ (* قوله « والصنع السود » كذا بالأصل ، وعبارة القاموس مع شرحه : والصنع ، بالكسر ، السفود ، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة ، ووقع في اللسان : والصنع السود ، ثم ، قال : فليتأمل في العبارتين ؛)، قال المرّارُ يصف الإِبل : وجاءَتْ ، ورُكْبانُها كالشُّرُوب ، وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يعني سُودَ الأَلوان ، وقيل : الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وكلُّ ما صُنِعَ فيه ، فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها .
      وسيف صَنِيعٌ : مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ ؛ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح معاوية : أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها ، تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ ، كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وسهم صَنِيعٌ كذلك ، والجمع صُنُعٌ ؛ قال صخر الغيّ : وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ ، ممدودة : ببلدة ، وقيل : هي قَصَبةُ اليمن ؛ فأَما قوله : لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة ، والإِضافة إِليه صَنْعائي ، على غير قياس ، كم ؟

      ‏ قالوا في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ ، وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ ، والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء ؛ حكاه سيبويه ، قال ابن جني : ومن حُذَّاقِ أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب ، وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك : من وَّافِدِ ، وإن وَّقَفْتَ وقفتُ ، ونحو ذلك ، قال : وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة ، قال : وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا ، قال : وكان يحتج في قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول : ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذِئْبٍ ذيب ، وفي جُؤْنةٍ ، وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه ، فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه ، وكذلك النون والهمزة .
      والأَصْناعُ : موضع ؛ قال عمرو بن قَمِيئَة : وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً ، فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وقولهم : ما صَنَعْتَ وأَباك ؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً لما كانا للاشتراك والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر ، وإِنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد ، فإِن وكدته رفعت وقلت : ما صنعت أَنت وأَبوك ؟ واما الذي في حديث سعد : لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ينزل فيأْخذها ؛ قال ابن الأَثير : كذا ، قال صُنُع ، قاله الحربي ، وأَظنه صِيغةً أَي مستوية من عمل رجل واحد .
      وفي الحديث : إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ ؛ قال جرير : معناه أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف مذهب الرياء ، يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت ؛ قال أَبو عبيد : والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سِياقتُه ولا لفظه على هذا التفسير ، قال : ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمّ لترك الحياء ، ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك أَمراً ، ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله ، صلى الله عليه وسلم : من كذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار ، والذي يراد من الحديث أَنه حَثَّ على الحياء ، وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه ؛ وقيل : هو على الوعيد والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك ، وكقوله تعالى : اعملوا ما شئتم ، وذكر ذلك كله مستوفى في موضعه ؛

      وأَنشد : إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي ، ولمْ تَسْتَحْي ، فاصْنَعْ ما تشاءُ وهو كقوله تعالى : فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ .
      وقال ابن الأَثير في ترجمة ضيع : وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها ، قال : ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون ، وقيل : إِنه هو الصواب ، وقيل : هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة ، قال : وكلاهما صواب في المعنى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. عدد
    • " العَدُّ : إِحْصاءُ الشيءِ ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه .
      والعَدَدُ في قوله تعالى : وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً ؛ له معنيان : يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال ، يقال : عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد ، كما يقال : نفضت ثمر الشجر نَفْضاً ، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ، ويكون معنى قوله : أَحصى كل شيء عدداً ؛ أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه ، والاسم العدد والعديد .
      وفي حديث لقمان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته ، وقيل : لا نعتده علينا مِنَّةً له .
      وفي الحديث : أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون ، فقال : إِذا تكاملت العِدَّتان ؛ قيل : هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة ؛ وحكى اللحياني : عَدَّه مَعَدّاً ؛

      وأَنشد : لا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ ، كَزِّ القُصَيْرى ، مُقْرِفِ المَعَدِّ (* قوله « لا تعدليني » بالدال المهملة ، ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في المحلين وان كان الظاهر ما هنا ).
      قوله : مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه ؛ قال ابن سيده : وعندي أَن المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد ، قال كز القصيرى ، والقصيرى عُضْو ، فمقابلة العضو بالعضو خير من مقابلته بالعِدَّة .
      وقوله عز وجل : ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام أُخَر ؛ أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن السبب الذي هو الإِفطار .
      وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب : عددت الدراهم أَفراداً وَوِحاداً ، وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ، ثم ، قال : لا أَدري أَمن العدد أَم من العدة ، فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها ؛ وقول أَبي ذؤيب : رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها ، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها .
      والعَدَدُ : مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه ، والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ ، وقيل : العِدّةُ مصدر كالعَدِّ ، والعِدّةُ أَيضاً : الجماعة ، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ ؛ تقول : رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ ، وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب .
      والعديدُ : الكثرة ، وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة ، جاؤوا به على هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل ، فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ .
      ابن الأَعرابي : يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه ( قوله « وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا ) أَي مِثْلُه وقِرْنُه ، والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ ؛ والعَدائدُ النُّظَراءُ ، واحدُهم عَديدٌ .
      ويقال : ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين .
      وهم يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد ، وقيل : يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد ، ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم .
      وفي التنزيل : واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ .
      وفي الحديث : فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً .
      وفي حديث أَنس : إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة أَو يزيدون عليها ؛

      قال : وكذلك يَتَعدّدون .
      والأَيام المعدودات : أَيامُ التشريق وهي ثلاثة بعد يوم النحر ، وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة ، عُرِّفَتْ تلك بالتقليل لأَنها ثلاثة ، وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة ، وإِنما قُلِّلَ بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة ؛ ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ معدودة أَي قليلة .
      قال الزجاج : كل عدد قل أَو كثر فهو معدود ، ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ ، وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير .
      والعِدُّ : الكَثْرَةُ .
      يقال : إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ .
      وفي الحديث : يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً .
      وعَدَدْتُ : من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد اعتقاد حذف الوسيط .
      يقولون : عددتك المالَ ، وعددت لك المال ؛ قال الفارسي : عددتك وعددت لك ولم يذكر المال .
      وعادَّهُم الشيءُ : تَساهَموه بينهم فساواهم .
      وهم يَتَعادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها .
      والعدائدُ : المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ .
      ابن الأَعرابي : العَدِيدَةُ الحِصَّةُ ، والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد : تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً ، والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث ، ويقال : هو من عِدَّةِ المال ؛ وقد فسره ابن الأَعرابي فقال : العَدائد المالُ والميراثُ .
      والأَشْراكُ : الشَّرِكةُ ؛ يعني ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً : سهمين سهمين ، وسهماً سهماً ، فيقول : تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد .
      وقول أَبي عبيد : العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث ، خطأٌ ؛ وقول أَبي دواد في صفة الفرس : وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْزَابِ ، ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال : شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ ، وإِن كان هو لم يفسرها .
      وقال الأَزهري : معناه ليس لها نظائر .
      وفي التهذيب : العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً في الميراث .
      وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم .
      وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار معدوداً واعْتُدَّ به .
      وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم ، ويُعَدُّ منهم في الديوان .
      وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم .
      والعِدادُ والبِدادُ : المناهَدَة .
      يقال : فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه ، والجمع أَعْدادٌ وأَبْدادٌ .
      والعَدِيدُ : الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم .
      قال ابن شميل : يقال أَتيت فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد .
      والعرب تقول : ما يأْتينا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة إِلا مرة واحدة ؛

      أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل : إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ ، فقد ذَهَبَ الشِّتاء ؟

      ‏ قال أَبو الهيثم : وإِنما يقارنُ القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال ، وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء .
      ويقال : ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ ، وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ ، وإِلا عدادَ الثريا من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة ؛ وقيل : في عِدَّةِ نزول القمر الثريا ، وقيل : هي ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر ؛ وفي الصحاح : وذلك أَن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة .
      قال ابن بري : صوابه أَن يقول : لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة وذلك في خمسة أَيام من آذار ؛ وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل : إِذا ما قارن القمر الثريا البيت ؛ وقال كثير : فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى ، إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً ، ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه ، قال إِن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة ، وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة ، ويكون كل ليلة في منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة ، وما تعرض الجوهري للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا .
      ويقال : فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين .
      ويقال : به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زماناً ثم يعاوده ، وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً ، وكذلك السليم والمجنون كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ .
      والعِدادُ : اهتياجُ وجع اللديغ ، وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم ، والعِدَدُ ، مقصور ، منه ، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر .
      يقال : عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ .
      وفي الحديث : ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة ؛ قال الشاعر : يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ، كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل : عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة أَيام ، فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ ، وما لم تمض قيل : هو في عِدادِه .
      ومعنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ سمها ؛ كما ، قال النابغة في حية لدغت رجلاً : تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ

      ويقال : به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة .
      وعِدادُ الحمى : وقتها المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه ؛ وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال : هو الشيءُ يأْتيك لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ ، وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ ، وأَصله من العَدَدِ كما تقدم .
      أَبو زيد : يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه ، وجَمْعُها العِدَدُ ؛ ومثله : انقضت مُدَّتُه ، وجمعها المُدَدُ .
      ابن الأَعرابي ، قال :، قالت امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً : أيَن شَبابُك وجَلَدُك ؟ فقال : من طال أَمَدُه ، وكَثُر ولَدُه ، ورَقَّ عَدَدُه ، ذهب جَلَدُه .
      قوله : رق عدده أَي سِنُوه التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً ؛ وأَما قول الهُذَلِيِّ في العِدادِ : هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي ؟ فمعناه : هل تعرفين وقت وفاتي ؟ وقال ابن السكيت : إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم .
      وعِدَّةُ المرأَة : أَيام قُروئها .
      وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحدادها على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها .
      وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها ، وجمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ ؛ وقد انقضت عِدَّتُها .
      وفي الحديث : لم تكن للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق .
      وعِدَّةُ المرأَة المطلقة والمُتَوَفَّى زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو أَربعة أَشهر وعشر ليال .
      وفي حديث النخعي : إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما ؛ يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة ، كفت إِحداهما عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين ، وخالفه غيره في هذا ، وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضي بالوضع عند الأَكثر .
      وفي التنزيل : فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ؛ فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت ، وحذف الوسيط أَي تعتدون بها .
      وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه : إِحْضارُه ؛ قال ثعلب : يقال : اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ ، واسم ذلك العُدَّة .
      يقال : كونوا على عُدَّة ، فأَما قراءةُ من قرأَ : ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ ، فعلى حذف علامة التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان .
      والعُدَّةُ : ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح .
      يقال : أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بمعنىً .
      قال الأَخفش : ومنه قوله تعالى : جمع مالاً وعَدَّدَه .
      ويقال : جعله ذا عَدَدٍ .
      والعُدَّةُ : ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ .
      يقال : أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه .
      وأَعَدّه لأَمر كذا : هيَّأَه له .
      والاستعداد للأَمر : التَّهَيُّؤُ له .
      وأَما قوله تعالى : وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً ، فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين ، كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام ، فهو من هذا الباب ، وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه ، ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال .
      قال ابن دريد : والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه ، خص به السلاح لفظاً فلا أَدري أَخصه في المعنى أَم لا .
      وفي الحديث : أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه ، فلما ول ؟

      ‏ قال رجل : يا رسول الله ، أَتدري ما أَقطعته ؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ ؛ قال : فرَجَعه منه ؛ قال ابن المظفر : العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير ، والجمع الأَعْدادُ ، ثم ، قال : العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ ؛ قال الأَزهري : غلط الليث في تفسير العِدِّ ولم يعرفه ؛ قال الأَصمعي : الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر ، وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ .
      وفي الحديث : نزلوا أَعْدادَ مياه الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار ؛ قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال : دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ ، واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها : يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت في منازلها ؛ وهذا استعارة كما ، قال : ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ ، وَوَادِياً يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ ، وقيل : العِدُّ ما نبع من الأَرض ، والكَرَعُ ، ما نزل من السماء ، وقيل : العِدُّ الماءُ القديم الذي لا يَنْتَزِحُ ؛ قال الراعي : في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها ، دَيْمُومَةٍ ، ما بها عِدٌّ ولا ثَمَد ؟

      ‏ قال ابن بري : صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء ، ويروى جَدَّاءَ بدل غبراء ، والجداء : التي لا ماء بها ، وكذلك الديمومة .
      والعِدُّ : القديمة من الرَّكايا ، وهو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ ؛ قال ابن دريد : هو مشتق من العِدِّ الذي هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه ؛ وقال بعضُ المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ كثير ، تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ ؛ قال الشاعر : فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة : أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ ، وإِنما أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدّ ؟

      ‏ قال أَبو عدنان : سأَلت أَبا عبيدة عن الماءِ العِدِّ ، فقال لي : الماءُ العِدُّ ، بلغة تميم ، الكثير ،، قال : وهو بلغة بكر بن وائل الماءُ القليل .
      قال : بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ ، مثلُ كاظِمَةٍ ، جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ لم ينزح قط ، وقالت لي الكُلابِيَّةُ : الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ ؛ يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ ؟ وأَنشدتني : وماءٍ ، لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ ، قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ ، قَلَّ أَو كَثُرَ .
      وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ : أَوّلُهما وأَفضلهما ؛ قال العجاج : ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ : الزَّمانُ والعَهْدُ ؛ قال الفرزدق يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال : أَمِسْكِينُ ، أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها ، فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ : به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ، كَكِسرى على عِدَّانِه ، أَو كَقَيْصَرا ؟ قوله : به لا بظبي ، يريد : به الهَلَكَةُ ، فحذف المبتدأَ .
      معناه : أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره .
      قال : وهو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ .
      وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه ، وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً .
      وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان تَفْعَلُ ذلك أَي حينه .
      ويقال : كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو أَفضله وأَكثره ؛ قال : واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً .
      وعِدادُ القوس : صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر ؛ قال صخر الغيّ : وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْراءَ هَتُوفٍ ، عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ : بَثرٌ يكون في الوجه ؛ عن ابن جني ؛ وقيل : العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح .
      يقال : قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ ؛ قال : والقَبْحُ ، بالباء ، الكَسْرُ .
      ابن الأَعرابي : العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ .
      وعَدْعَدَ في المشي وغيره عَدْعَدَةً : أَسرع .
      ويوم العِدادِ : يوم العطاء ؛ قال عتبة بن الوعل : وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها : أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّر ؟

      ‏ قال : والعِدادُ يومُ العَطاءِ ؛ والعِدادُ يومُ العَرْض ؛

      وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ : مِنَ البيضِ العَقَائِلِ ، لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِداد ؟

      ‏ قال شمر : أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً .
      ويقال : بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون ، وقيده الأَزهري فقال : هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة .
      أَبو زيد : يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ ،، قال : وعَدَسْ مثلُه .
      والعَدْعَدةُ : صوتُ القطا وكأَنه حكاية ؛ قال طرفة : أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ ، ولا أَرى بَعِيداً غَداً ، ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول : لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهُم كلها .
      وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ ، فقد تقدّم في موضعه .
      وفي المثل : أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ ، وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير ، يُضْرَب للرجُل الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس ، فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه .
      وقال ابن السكيت : تسمع بالمعيدي لا أَنْ تراهُ ؛ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه .
      والمَعَدَّانِ : موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ .
      ومَعَدٌّ : أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ ، وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ في الكلام ، وقد خولِفَ فيه .
      وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم ، أَو انتسب إِليهم ، أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ .
      وقال عمر ، رضي الله عنه : اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ؛ قال أَبو عبيد : فيه قولان : يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا شبَّ وغلُظ : قد تَمَعْدَدَ ؛ قال الراجز : رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا

      ويقال : تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ ، وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش ؛ يقول : فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم ؛ وهكذا هو في حديث آخر : عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة ؛ وفي الصحاح : وأَما قول معن بن أَوس : قِفَا ، إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بها ، وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد ،، قال ابن بري : صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية .
      قال : وكذا ذكر سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ .
      قال : ولا يحمل على تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه ، وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب ، وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى ؛ وعليه قول الراجز : أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا ، وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي أَبْعَدَا في الذهاب ؛ ومعنى البيت : أَنه يقول لصاحبيه : قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً ، واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن ، وقبل البيت : قِفَا نَبْكِ ، في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ ، تُثابَا وتُحْمَدَا "

    المعجم: لسان العرب



  10. عقب
    • " عَقِبُ كُلِّ شيءٍ ، وعَقْبُه ، وعاقِـبتُه ، وعاقِـبُه ، وعُقْبَتُه ، وعُقْباهُ ، وعُقْبانُه : آخِرُه ؛ قال خالدُ ابن زُهَيْر الـهُذلي : فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً ، * فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها يقول : جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر .
      والجمعُ : العَواقِبُ والعُقُبُ .
      والعُقْبانُ ، والعُقْبَـى : كالعاقبةِ ، والعُقْبِ .
      وفي التنزيل : ولا يَخافُ عُقْباها ؛ قال ثعلب : معناه لا يَخافُ اللّهُ ، عز وجل ، عاقِـبةَ ما عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في العاقبةِ ، كما نَخافُ نحنُ .
      والعُقْبُ والعُقُبُ : العاقبةُ ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ .
      ومِنْه قوله تعالى : هو خَيْرٌ ثواباً ، وخَيْرٌ عُقْباً أَي عاقِـبةً .
      وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه .
      والعُقْبَـى جَزاءُ الأَمْر .
      وقالوا : العُقبـى لك في الخَيْر أَي العاقبةُ .
      وجمع العَقِبِ والعَقْبِ : أَعقابٌ ، لا يُكَسَّر على غير ذلك .
      الأَزهري : وعَقِبُ القَدَم وعَقْبُها : مؤَخَّرُها ، مؤنثة ، مِنْه ؛ وثلاثُ أَعْقُبٍ ، وتجمع على أَعْقاب .
      وفي الحديث : أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً ، فقال : انْظُري إِلى عَقِـبَيْها ، أَو عُرْقُوبَيها ؛ قيل : لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِـباها ، اسودَّ سائرُ جَسَدها .
      وفي الحديث : نَهَى عن عَقِبِ الشيطانِ ، وفي رواية : عُقْبةِ الشيطانِ في الصلاة ؛ وهو أَن يَضَعَ أَلْـيَتَيْه على عَقِـبَيْه ، بين السجدتين ، وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ .
      وقيل : أَن يَترُكَ عَقِـبَيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ ، وجمعُها أَعْقابٌ ، وأَعْقُبٌ ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : فُرْقَ الـمَقاديمِ قِصارَ الأَعْقُبِ وفي حديث عليّ ، رضي اللّه عنه ، قال :، قال رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي ، وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي ؛ لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ ، ولا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك ، ولا تُقْعِ على عَقِـبَيْك في الصلاة ، فإِنها عَقِبُ الشيطان ، ولا تَعْبَثْ بالـحَصَى وأَنت في الصلاة ، ولا تَفْتَحْ على الإِمام .
      وعَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً : ضَرَب عَقِـبَه .
      وعُقِبَ عَقْباً : شَكا عَقِـبَه .
      وفي الحديث : وَيْلٌ للعَقِبِ من النار ، ووَيْلٌ للأَعْقابِ من النار ؛ وهذا يَدُلُّ على أَن الـمَسْحَ على القَدَمَيْن غيرُ جائز ، وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين ، لأَنه ، صلى اللّه عليه وسلم ، لا يُوعِدُ بالنار ، إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه ، وهو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم .
      قال ابن الأَثير : وإِنما خَصَّ العَقِبَ بالعذاب ، لأَنه العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ ، وقيل : أَراد صاحبَ العَقِب ، فحذف المضاف ؛ وإِنما ، قال ذلك لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في الوضوءِ .
      وعَقِبُ النَّعْلِ : مُؤَخَّرُها ، أُنْثى .
      ووَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ : مَشَوْا في أَثَرِه .
      وفي الحديث : أَن نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً ، مُخَصَّرةً ، مُلَسَّنةً .
      الـمُعَقَّبةُ : التي لها عَقِبٌ .
      ووَلَّى على عَقِـبِه ، وعَقِـبَيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى .
      والتَّعْقِـيبُ : أَن يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده .
      وفي الحديث : لا تَرُدَّهم على أَعْقابِهِم أَي إِلى حالتهم الأُولى من تَرْكِ الـهِجْرَةِ .
      وفي الحديث : ما زالُوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي راجعين إِلى الكفر ، كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم .
      وجاءَ مُعَقِّباً أَي في آخرِ النهارِ .
      وجِئْتُكَ في عَقِبِ الشهر ، وعَقْبِه ، وعلى عَقِـبِه أَي لأَيامٍ بَقِـيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ .
      وجِئتُ في عُقْبِ الشهرِ ، وعلى عُقْبِه ، وعُقُبِه ، وعُقْبانِه أَي بعد مُضِـيِّه كلِّه .
      وحكى اللحياني : جِئتُك عُقُبَ رمضانَ أَي آخِرَه .
      وجِئْتُ فلاناً على عَقْبِ مَمَرِّه ، وعُقُبه ، وعَقِبِه ، وعَقْبِه ، وعُقْبانِه أَي بعد مُرورِه .
      وفي حديث عمر : أَنه سافر في عَقِب رمضانَ أَي في آخره ، وقد بَقِـيَتْ منه بقية ؛ وقال اللحياني : أَتَيْتُك على عُقُبِ ذاك ، وعُقْبِ ذاك ، وعَقِبِ ذاكَ ، وعَقْبِ ذاكَ ، وعُقْبانِ ذاك ، وجِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَي بعده .
      وعَقَبَ فلانٌ على فلانة إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل ، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها .
      والمُعَقِّبُ : الذي أُغِـيرَ عليه فَحُرِب ، فأَغارَ على الذي كان أَغارَ عليه ، فاسْتَرَدَّ مالَه ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس : يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ ، ويُرْ * ضِـيك عِقاباً إِنْ شِـيتَ أَو نَزَق ؟

      ‏ قال : عِقَاباً يُعَقِّبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى ؛

      قال : وقالوا عِقاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ ؛ وقال الأَزهري : هو جمع عَقِبٍ .
      وعَقَّبَ فلانٌ في الصلاة تَعْقيباً إِذا صَلَّى ، فأَقامَ في موضعه ينتظر صلاةً أُخرى .
      وفي الحديث : من عَقَّبَ في صلاةٍ ، فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه ، بعدما يَفرُغُ من الصلاة ؛ ويقال : صلَّى القَوْمُ وعَقَّبَ فلان .
      وفي الحديث : التَّعْقيبُ في المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات .
      وحكى اللِّحْيانيُّ : صلينا عُقُبَ الظُّهْر ، وصلينا أَعقابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها .
      وعَقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده ، وقد بَقِـيَ من الأَوَّل شيءٌ ؛ وقيل : عَقَبَه إِذا جاءَ بعده .
      وعَقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه ، ولم يَبْقَ منه شيء .
      وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء ، وخَلَفَه ، فهو عَقْبُه ، كماءِ الرَّكِـيَّةِ ، وهُبوبِ الريح ، وطَيَرانِ القَطا ، وعَدْوِ الفَرس .
      والعَقْبُ ، بالتسكين : الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل ؛ تقول : لهذا الفرس عَقْبٌ حَسَن ؛ وفَرَسٌ ذُو عَقِب وعَقْبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ ؛ قال امْرُؤُ القَيْس : على العَقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ ، * إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ ، غَلْيُ مِرْجَل .
      (* قوله « على العقب جياش إلخ » كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما .) وفرسٌ يَعْقوبٌ : ذو عَقْبٍ ، وقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْباً .
      وفرس مُعَقِّبٌ في عَدْوِه : يَزْدادُ جودةً .
      وعَقَبَ الشَّيْبُ يَعْقِبُ ويَعْقُبُ عُقُوباً ، وعَقَّبَ : جاءَ بعد السَّوادِ ؛ ويُقال : عَقَّبَ في الشَّيْبِ بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ .
      والعَقِبُ ، والعَقْبُ ، والعاقِـبةُ : ولَدُ الرجلِ ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده .
      وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة .
      وقولهم : ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي ليس له ولَد ؛ وقولُ العَرَبِ : لا عَقِبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر ؛ وقوله تعالى : وجَعَلَها كَلمةً باقِـيَةً في عَقِـبِه ، أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم ، عليه السلام ، يعني : لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه .
      والجمع : أَعقاب .
      وأَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَقِـباً أَي ولداً ؛ يقال : كان له ثلاثةُ أَولادٍ ، فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا عَقِـباً ، ودَرَجَ واحدٌ ؛ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ : كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ ، لم تَدْعُ هالِكاً * من القَومِ هُلْكاً ، في غَدٍ ، غيرَ مُعْقِبِ يعني : أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ ، جاءَ سَيِّدٌ ، فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه .
      وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا خَلَفه ، وهو مثْلُ عَقَبه .
      وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْباً وعاقِـبة ، وعَقَّبَ إِذا خَلَف ؛ وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً ، الأَوّل لازم ، والثاني مُتَعَدّ ، وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ ، وعاقِبٌ له ؛ قال : وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر ، كقوله تعالى : ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه ، وهو مثلُ عَقَبه ؛ ويقال لولد الرجل : عَقِبُه وعَقْبُه ، وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه ، وكل ما خَلَف شيئاً ، فقد عَقَبَه ، وعَقَّبه .
      وعَقَبُوا من خَلْفِنا ، وعَقَّبُونا : أَتَوا .
      وعَقَبُونا من خَلْفِنا ، وعَقَّبُونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا .
      وأَعْقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ ، فلم يَبْقَ منه شيءٌ ، وصارَ الآخَرُ مكانَه .
      والمُعْقِبُ : نَجْمٌ يَعْقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده .
      وأَعْقَبَه نَدَماً وغَمّاً : أَوْرَثَه إِياه ؛ قال أَبو ذُؤَيْب : أَودَى بَنِـيَّ وأَعْقَبُوني حَسْرَةً ، * بعدَ الرُّقادِ ، وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

      ويقال : فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه ندامةً .
      ويقال : أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه .
      ويقال : لَقِـيتُ منه عُقْبةَ الضَّبُع ، كما يقال : لَقيتُ منه اسْتَ الكَلْب أَي لقِـيتُ منه الشِّدَّة .
      وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً ، وبالآخَر أُخْرَى .
      ويقال : فلان عُقْبَةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم .
      ويقال للرجل إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام : لو كان له عَقْبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ .
      والعاقِبُ : الذي دُون السَّيِّدِ ؛ وقيل : الذي يَخْلُفُه .
      وفي الحديث : قَدِمَ على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، نَصارى نَجْرَانَ : السَّيِّدُ والعاقِبُ ؛ فالعاقِبُ : مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بعده .
      والعاقِبُ والعَقُوبُ : الذي يَخْلُف من كان قبله في الخَيْرِ .
      والعاقِبُ : الآخر .
      وقيل : السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم ، وأَصحاب مراتبهم ، والعاقبُ يتلو السيد .
      وفي الحديث : أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل ؛ وقال النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : لي خمسةُ أَسماء : أَنا مُحَمَّدٌ ، وأَنا أَحمدُ ، والـمَاحِـي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِـي ، والعاقِبُ ؛ قال أَبو عبيد : العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء ؛ وفي المحكم : آخرُ الرُّسُل .
      وفلانٌ يَسْتَقي على عَقِبِ آلِ فُلان أَي في إِثْرهم ؛ وقيل : على عُقْبتهم أَي بَعْدَهم .
      والعَاقِبُ والعَقُوب : الذي يَخْلُف مَنْ كان قبله في الخَيْر .
      والمُعَقِّبُ : الـمُتَّبِـعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه .
      وذهب فلانٌ وعَقَّبَ فلانٌ بعْدُ ، وأَعْقَب .
      والـمُعَقِّبُ : الذي يَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ في حَقٍّ ؛ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ : حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ ، وهاجَهُ * طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله : عَقَّبَ في الأَمْر إِذا تَرَدَّد في طلبه مُجِدّاً ، وأَنشده ؛ وقال : رفع المظلوم ، وهو نعتٌ للـمُعَقِّبِ ، على المعنى ، والـمُعَقِّبُ خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل .
      ويقال أَيضاً : الـمُعَقِّبُ الغَريمُ الـمُماطل .
      عَقَّبَني حَقِّي أَي مَطَلَني ، فيكون المظلومُ فاعلاً ، والـمُعَقِّبُ مفعولاً .
      وعَقَّبَ عليه : كَرَّ ورَجَع .
      وفي التنزيل : وَلَّى مُدْبراً ولم يُعَقِّبْ .
      وأَعْقَبَ عن الشيءِ : رَجَعَ .
      وأَعْقَبَ الرجلُ : رَجَعَ إِلى خَيْر .
      وقولُ الحرث بن بَدْر : كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُقْبه ؛ فسره ابن الأَعرابي فقال : معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان لَقِـيَ مني شَرّاً ، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً .
      وقالوا : العُقْبَـى إِلى اللّه أَي الـمَرْجِـعُ .
      والعَقْبُ : الرُّجُوع ؛ قال ذو الرمة : كأَنَّ صِـياحَ الكُدْرِ ، يَنْظُرْنَ عَقْبَنا ، * تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ معناه : يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا .
      والمُعَقِّبُ : الـمُنْتَظِرُ .
      والـمُعَقِّبُ : الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ ، ولا يُقِـيمُ في أَهله بعد القُفُولِ .
      وعَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ ، وغَزاةٍ بعد غزاةٍ : وَالى .
      وفي الحديث : وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ الغَزوُ بينهم نُوَباً ، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت ، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانيةً ، حتى تَعْقُبَها أُخْرى غيرُها .
      ومنه حديث عمر : أَنه كان يُعَقِّبُ الجيوشَ في كل عام .
      وفي الحديث : ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن ؛ إِلا أَنها كانت عُقَباً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة ، فهم يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ .
      ويقال للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ ، وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ ، فيعودُ إِلى غريمه في تقاضيه .
      مُعَقِّبٌ ؛

      وأَنشد بيت لبيد : طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ والمُعَقِّبُ : الذي يَكُرُّ على الشيءِ ، ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ ، وهو قول سلامة بن جَنْدل : إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا أَي غَزا غَزوةً أُخْرى .
      وعَقَّبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك .
      وفي حديث أَبي هريرة : كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِـبونَ الليل أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة .
      وفي حديث أَنس بن مالك : أَنه سُئِلَ عن التَّعْقِـيبِ في رَمَضانَ ، فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت .
      وفي التهذيب : فقال إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه ، أَو شَرٍّ يَخافُونَه .
      قال ابن الأَثير : التَّعْقِـيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً ، ثم تَعُودَ فيه ؛ وأَراد به ههنا صلاةَ (* قوله « والمعقب الرجل يخرج إلخ » ضبط المعقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه .) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً ؛ ومنه قوله : وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني ، * وإِنْ تَلْتَمِسْني في الـحَوانِيتِ تَصْطَدِ أَي لا أَكونُ مُعَقَّباً .
      وعَقَّبَ وأَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً ، وهذا مَرَّةً .
      والتَّعْقِـيبُ في الصَّلاةِ : الجلوسُ بعد أَن يَقْضِـيَها لدُعاءٍ أَو مَسْـأَلة .
      وفي الحديث : من عَقَّبَ في صلاة ، فهو في الصلاةِ .
      وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها تَعْقِـيبٌ أَي استثناء .
      وأَعْقَبَه الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوْقاتٍ ؛ قال امرؤُ القيس يصف فرساً : ويَخْضِدُ في الآريّ ، حَتى كأَنـَّه * به عُرَّةٌ ، أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ وإِبلٌ مُعاقِـبةٌ : تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ ، ومرةً في خُلَّةٍ .
      وأَما التي تَشْرَبُ الماءَ ، ثم تَعُودُ إِلى الـمَعْطَنِ ، ثم تَعُودُ إِلى الماءِ ، فهي العواقِبُ ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وعَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً ، وأَعْقَبَتْ : كلاهما تحوّلَتْ منه إِليه تَرْعَى .
      ابن الأَعرابي : إِبلٌ عاقِـبةٌ تَعْقُب في مَرْتَعٍ بعد الـحَمْضِ ، ولا تكون عاقبةً إِلا في سنةٍ جَدْبة ، تأْكل الشَّجَر ثم الـحَمْضَ .
      قال : ولا تكون عاقِـبةً في العُشْبِ .
      والتَّعاقُبُ : الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة .
      والمُعَقِّباتُ : اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل الـمُعْتَرِكاتِ على الـحَوْض ، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى ، وهي الناظراتُ العُقَبِ .
      والعُقَبُ : نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت ، فذلك عُقْبَتُها .
      وعُقْبَةُ الماشية في الـمَرْعَى : أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْبةً ، ثم تُحَوَّل إِلى الـحَمْضِ ، فالـحَمْضُ عُقْبَتُها ؛ وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الـحَمْض إِلى الخُلَّة ، فالخُلَّة عُقْبَتُها ؛ وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم : أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه * من لائحِ الـمَرْوِ ، والـمَرعى له عُقَبُ وقد تقدّم .
      والمِعْقَابُ : المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى .
      ونخلٌ مُعاقِـبةٌ : تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر .
      وعِقْبةُ القَمَرِ : عَوْدَتُه ، بالكسر .
      ويقال : عَقْبةُ ، بالفتح ، وذلك إِذا غاب ثم طَلَع .
      ابن الأَعرابي : عُقْبَةُ القمر ، بالضم ، نَجْمٌ يُقارِنُ القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً ؛

      قال : لا تَطْعَمُ الـمِسْكَ والكافورَ ، لِـمَّتُه ، * ولا الذَّريرَةَ ، إِلا عُقْبةَ القَمَرِ هو لبعض بني عامر ، يقول : يَفْعَلُ ذلك في الـحَوْلِ مَرَّةً ؛ ورواية اللحياني عِقْبَة ، بالكسر ، وهذا موضع نظر ، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة .
      وما أَعلم ما معنى قوله : يُقارن القمر في كل سنة مرة .
      وفي الصحاح يقال : ما يَفْعَلُ ذلك إِلا عُقْبةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً .
      والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ : التَّداوُل .
      والعَقِـيبُ : كلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شيئاً .
      وهما يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِـبانِ أَي إِذا جاءَ هذا ، ذَهَب هذا ، وهما يَتَعاقَبانِ كلَّ الليل والنهار ، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبانِ ، وهما عَقيبان ، كلُّ واحدٍ منهما عَقِـيبُ صاحبه .
      وعَقِـيبُك : الذي يُعاقِـبُك في العَمَل ، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً .
      وفي حديث شُرَيْح : أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها ، وهو رَفْسُها ، كانَ لا يُلْزِمُ صاحِـبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِـعَ ذلك رَمْحاً .
      وعَقَبَ الليلُ النهارَ : جاءَ بعدَه .
      وعاقَبه أَي جاءَ بعَقِـبه ، فهو مُعاقِبٌ وعَقِـيبٌ أَيضاً ؛ والتَّعْقِـيبُ مثله .
      وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَهُ فلانٌ بعدُ ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه .
      وهما يُعَقِّبانِه ويَعْتَقِـبانِ عليه ويَتَعاقَبانِ : يَتَعاونانِ عليه .
      وقال أَبو عمرو : النَّعامَةُ تَعْقُبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى ، فمرَّةً تأْكل الآءَ ، ومَرة التَّنُّوم ، وتَعْقُبُ بعد ذلك في حجارة الـمَرْوِ ، وهي عُقْبَته ، ولا يَغِثُّ عليها شيء من الـمَرْتَع ، وهذا معنى قول ذي الرمة :

      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      . وعُقْبَتُه * من لائِحِ الـمَرْوِ ، والـمَرْعَى له عُقَبُ وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة .
      واعْتَقَبَ بخير ، وتَعَقَّبَ : أَتى به مرَّةً بعد مرة .
      وأَعْقَبه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً ؛ والاسم منه العُقْبَـى ، وهو شِـبْهُ العِوَضِ ، واسْتَعْقَبَ منه خيراً أَو شَرّاً : اعْتاضَه ، فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله .
      وهو بمعنى قوله : ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِـبْه بطاعَتِه ، * كما أَطاعَكَ ، وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير .
      واسْتَعْقَبْتُ الرجلَ ، وتَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته .
      وتقول : أَخَذْتُ من أَسِـيري عُقْبةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً .
      وفي الحديث : سَـأُعْطيكَ منها عُقْبَى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطلاق .
      وفي حديث الضيافة : فإِن لم يَقْرُوه ، فله أَن يُعْقِـبَهُم بمثْل قِراهُ أَي يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى .
      وهذا في الـمُضْطَرِّ الذي لا يَجِدُ طعاماً ، ويخاف على نفسه التَّلَفَ .
      يقال : عَقَبَهم وعَقَّبهم ، مُشَدَّداً ومخففاً ، وأَعْقَبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْبَـى وعُقْبةً ، وهو أَن يأْخذ منهم بدلاً عما فاته .
      وتَعَقَّبَ من أَمره : نَدِمَ ؛ وتقول : فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه ندامة أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة .
      وأَعْقَبَ الرجلَ : كان عَقِـيبَه ؛ وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً وعُقْباناً .
      (* قوله « وعقباناً » ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً ، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً .
      وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء ، وبالجملة فشرحه غير محرر .) وعُقْبَـى حسَنةً أَو سيئة .
      وفي الحديث : ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَـى مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ ؛ وفي رواية : أَحمد عُقْباناً أَي عاقبة .
      وأُعْقِبَ عِزُّه ذُلاًّ : أُبْدِلَ ؛

      قال : كم من عزيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه ، * فأَصْبَحَ مَرْحُوماً ، وقد كان يُحْسَدُ

      ويقال : تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة .
      ويقال : أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فعَقَبَ بخير منه ؛

      وأَنشد : فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ

      ويقال : رأَيتُ عاقبةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْقُبُ بعضُها بعضاً ، تَقَعُ هذه فتطير ، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِـعَ الأُولى .
      وأَعْقَبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها : نَضَدَها .
      وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ : أَعْقابٌ ، كأَنها مَنْضُودة عَقْباً على عَقْبٍ ؛ قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة : إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ * أَعقابُ نَيٍّ ، على الأَثْباجِ ، مَنْضُودِ والأَعْقابُ : الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر ، لكي يَشْتَدَّ ؛ قال كُراع : لا واحد له .
      وقال ابن الأَعرابي : العُقابُ الخَزَفُ بين السافات ؛

      وأَنشد في وصف بئر : ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ ويُروى : وذاتَ حَمّ ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبلها ، فقال : وذاتَ حَمّ .
      وأَعقابُ الطَّيِّ : دوائرُه إِلى مؤَخَّره .
      وقد عَقَّبْنا الرَّكِـيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ حجر .
      والعُقابُ : حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل .
      وعَقَبْتُ الرجلَ : أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ مني ، وأَنا أَعْقُب ، بضم القاف ، ويقال : أَعْقَبَ عليه يَضْرِبُه .
      وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهله : بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه .
      وعَقَبَ في أَثر الرجل بما يكره يَعْقُبُ عَقْباً : تناوله بما يكره ووقع فيه .
      والعُقْبةُ : قدرُ فَرسخين ؛ والعُقْبَةُ أَيضاً : قَدْرُ ما تَسِـيرُه ، والجمعُ عُقَبٌ ؛

      قال : خَوْداً ضِناكاً لا تَسِـير العُقَبا أَي إِنها لا تَسير مع الرجال ، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها وتَرَفِها ؛ كقول ذي الرمة : فلم تَسْتَطِـعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى ، * ولا لَيْلَ عِـيسٍ في البُرِينَ خَواضِـعُ والعُقْبةُ : الدُّولةُ ؛ والعُقْبةُ : النَّوْبةُ ؛ تقول : تَمَّتْ عُقْبَتُكَ ؛ والعُقبة أَيضاً : الإِبل يَرْعاها الرجلُ ، ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه ، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِـيها ، * لَسْتُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِـي ، وأُحْسِنُ رَعْيَها .
      وقوله : لستُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها ، يقول : لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها ؛ فعلى هذا إِنما أَراد : ولا مُنْسِئِها ، فأَبدل الهمزةَ ياء ، لإِقامة الرِّدْفِ .
      والعُقْبةُ : الموضع الذي يُرْكَبُ فيه .
      وتَعاقَبَ الـمُسافرانِ على الدابة : رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً .
      وفي الحديث : فكان الناضِحُ يَعْتَقِـبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ .
      يُقال : جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه .
      وفي الحديث : مَنْ مَشى عن دابته عُقْبةً ، فله كذا ، أَي شَوْطاً .
      ويُقال : عاقَبْتُ الرجلَ ، مِن العُقْبة ، إِذا راوَحْتَه في عَمل ، فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبةٌ ؛ وكذلك أَعْقَبْتُه .
      ويقول الرجل لزَمِـيله : أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُقْبتِـي ؛ وكذلك كلُّ عَمل .
      ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة ، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ : أَعْقِـبِـي آلَ هاشِمٍ ، يا مَيَّا ! يقول : انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم ، فتكون لهم العُقْبةُ عليكم .
      واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ .
      وأَعْقَبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً ، ورَكِـبْتَ عُقْبةً ، مثلُ الـمُعاقَبةِ .
      والمُعاقَبةُ في الزِّحافِ : أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي الياء ، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض .
      والعرب تُعْقِبُ بين الفاء والثاء ، وتُعاقِبُ ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ .
      وعاقَبَ : رَاوَحَ بين رِجْليْه .
      وعُقْبةُ الطائر : مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ ، * قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا ، * كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا معنى قوله : مُعْقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها .
      وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ : وهو الـمُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة ، تَيمُّناً بفَوْزِه ؛

      وأَنشد : بمَثْنى الأَيادِي والـمَنيحِ الـمُعَقَّبِ وجَزُورٌ سَحُوفُ الـمُعَقَّب إِذا كان سميناً ؛

      وأَنشد : بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ الـمُعَقَّبِ وتَعَقَّبَ الخَبَر : تَتَبَّعَه .
      ويقال : تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته .
      والتَّعَقُّبُ : التَّدَبُّرُ ، والنظرُ ثانيةً ؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ : فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّـةً ، * إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّعَقُّب يقول : إِذا تَعَقَّبوا أَيامَنا ، لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّـة .
      ويقال : لم أَجد عن قولك مُتَعَقَّباً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم أُرَخِّصْ لنفسي التَّعَقُّبَ فيه ، لأَنْظُرَ آتِـيه أَم أَدَعُه .
      وفي الأَمر مُعَقَّبٌ أَي تَعَقُّبٌ ؛ قال طُفَيْل : مَغَاويرُ ، من آلِ الوَجِـيهِ ولاحقٍ ، * عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُعَقَّبُ وقوله : لا مُعَقِّبَ لِـحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه .
      وقوله تعالى : وَلَّى مُدْبِراً ولم يُعَقِّبْ ؛ أَي لم يَعْطِفْ ، ولم يَنْتَظِرْ .
      وقيل : لم يمكُثْ ، وهو من كلام العرب ؛ وقال قتادة : لم يَلْتَفِتْ ؛ وقال مجاهد : لم يَرْجِـعْ .
      قال شمر : وكُلُّ راجع مُعَقِّبٌ ؛ وقال الطرماح : وإِنْ تَوَنَّى التَّالِـياتُ عَقَّبا (* قوله « والمعقب النجم إلخ » ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل .) الذي يَطْلعُ ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ الـمُعاقِبُ ؛ ومنه قول الراجز : كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ ، أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ أَبو عبيدة : الـمِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر ، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر ، رَكِبَ الذي كان يمشي .
      وعُقْبَةُ القِدْرِ : ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره .
      والعُقْبة : مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة ، بضم العين ، وأَعْقَبَ الرجُلَ : رَدَّ إِليه ذلك ؛ قال الكُمَيْت : وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ، ولم يكنْ ، * لعُقْبةِ قِدْرِ الـمُستَعِـيرين ، مُعْقِبُ وكان الفراء يُجيزها بالكسر ، بمعنى البَقِـيَّة .
      ومن ، قال عُقْبة ، بالضم ، جعله من الاعْتِقاب .
      وقد جعلها الأَصمعي والبصريون ، بضم العين .
      وقَرارَةُ القِدْرِ : عُقْبَتُها .
      والمُعَقِّباتُ : الـحَفَظةُ ، من قوله عز وجل : له مُعَقِّباتٌ (* قوله « له معقبات إلخ »، قال في المحكم أي للإنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه .) من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه .
      والـمُعَقِّبات : ملائكةُ الليل والنهار ، لأَنهم يَتَعاقبون ، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها ، نحو نَسّابة وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ .
      وقرأ بعض الأَعراب : له مَعاقِـيبُ .
      قال الفراء : الـمُعَقِّباتُ الملائكةُ ، ملائكةُ الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار ، وملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ الليل .
      قال الأَزهري : جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنى عاقَبَ ، كما يقال : عاقَدَ وعَقَّدَ ، وضاعَفَ وضَعَّفَ ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد ، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل ، وصَعِدَ ملائكةُ النهار ، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل ، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً .
      وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَقَّبَ .
      وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ ، ومُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع ؛ وقول النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : مُعَقِّباتٌ لا يَخِـيبُ قائلُهُنَّ ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً ، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً ، ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة ؛ سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ ، لأَنها عادَتْ مرةً بعد مرة ، أَو لأَنها تُقال عَقِـيبَ الصلاة .
      وقال شمر : أَراد بقوله مُعَقِّباتٌ تَسْبِـيحات تَخْلُفُ بأْعْقابِ الناسِ ؛ قال : والـمُعَقِّبُ من كل شيءٍ : ما خَلَفَ بِعَقِبِ ما قبله ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ : ولَسْتُ بشَيْخٍ ، قد تَوَجَّهَ ، دالفٍ ، * ولكنْ فَـتًى من صالحِ القوم عَقَّبا يقول : عُمِّرَ بعدَهم وبَقي .
      والعَقَبة : واحدة عَقَباتِ الجبال .
      والعَقَبةُ : طريقٌ ، في الجَبَلِ ، وَعْرٌ ، والجمع عَقَبٌ وعِقابٌ .
      والعَقَبَة : الجبَل الطويلُ ، يَعْرِضُ للطريق فيأْخُذُ فيه ، وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ ، وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ في السماءِ ، في صُعود وهُبوط ، أَطْوَلُ من النَّقْبِ ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى ، وقد يكونُ طُولُهما واحداً .
      سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء ، وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار .
      قال الأَزهري : وجمع العَقَبَةِ عِقابٌ وعَقَباتٌ .
      ويقال : من أَين كانتْ عَقِـبُكَ أَي من أَين أَقْبَلْتَ ؟ والعُقابُ : طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ ؛ وقيل : العُقابُ يَقَع على الذكر والأُنثى ، إِلا أَن يقولوا هذا عُقابٌ ذكَر ؛ والجمع : أَعْقُبٌ وأَعْقِـبةٌ ؛ عن كُراع ؛ وعِقْبانٌ وعَقابينُ : جمعُ الجمع ؛

      قال : عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ وقيل : جمع العُقاب أَعْقُبٌ ؛ لأَنها مؤنثة .
      وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث ، مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ ، وذراع وأَذْرُعٍ .
      وعُقابٌ عَقَنْباةٌ ؛ ذكره ابن سيده في الرباعي .
      وقال ابن الأَعرابي : عِتاقُ الطير العِقْبانُ ، وسِـباعُ الطير التي تصيد ، والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ .
      وقال أَبو حنيفة : من العِقبان عِقبانٌ تسمى عِقبانَ الجِرْذانِ ، ليست بسُودٍ ، ولكنها كُهْبٌ ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها ، إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِـيحَ .
      والعُقابُ : الراية .
      والعُقابُ : الـحَرْبُ ؛ عن كراع .
      والعُقابُ : عَلَم ضَخْمٌ .
      وفي الحديث : أَنه كان اسم رايته ، عليه السلام ، العُقابَ ، وهي العَلَمُ الضَّخْمُ .
      والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ عُقاباً ، على التشبيه .
      والعُقابُ الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر ، وهي مؤنثة أَيضاً ؛ قال أَبو ذؤيب : ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً ، * لها غايةٌ تَهْدِي ، الكرامَ ، عُقابُها عُقابُها : غايَتُها ، وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين ، وجَمْعُها عِقْبانٌ .
      والعُقابُ : فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ .
      والعُقابُ : صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر ، تَخْرِقُ الدِّلاءَ ، وربما كانت من قِـبَلِ الطَّيِّ ؛ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها ، وربما قام عليها الـمُسْتَقي ؛ أُنثى ، والجمع كالجَمْعِ .
      وقد عَقَّبها تَعْقِـيباً : سَوّاها .
      والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها ، يقال له : الـمُعَقِّبُ .
      ابن الأَعرابي : القَبِـيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر ، والعُقابانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها .
      وقيل : العُقابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل ، شِـبْهُ مِرْقاة .
      وقيل : العُقابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل .
      والعُقابانِ : خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ بينهما الجِلْدَ .
      والعُقاب : خَيْطٌ صغيرٌ ، يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ القُرْطِ ، يُشَدُّ به .
      وعَقَبَ القُرْطَ : شَدَّه بعَقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ ؛ قال سَيّارٌ الأَبانِـيُّ : كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها الـمَعْقوبِ * على دَباةٍ ، أَو على يَعْسُوبِ جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة ، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة ، فوصَفَها بالوَقصِ .
      والخَوْقُ : الـحَلْقَةُ .
      واليَعْسوبُ : ذكر النحل .
      والدَّباةُ : واحدةُ الدَّبى ، نَوْعٌ من الجَراد .
      قال الأَزهري : العُقابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط .
      والمِعْقَبُ : القُرْطُ ؛ عن ثعلب .
      واليَعْقُوبُ : الذَّكَرُ من الـحَجَل والقَطَا ، وهو مصروف لأَنه عربيّ لم يُغَيَّرْ ، وإِن كان مَزيداً في أَوَّله ، فليس على وزن الفعل ؛ قال الشاعر : عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَعْقُوبُ والجمع : اليعاقيبُ .
      قال ابن بري : هذا البيت ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَعْقُوبِ ، لذَكَر الـحَجَل ، والظَّاهر في اليَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب ، مِثْل اليَرْخُوم ، ذَكَرِ الرَّخَم ، واليَحْبُورِ ، ذَكَرِ الـحُبارَى ، لأَن الـحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ في الطَّيران ؛ ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق : يوماً تَرَكْنَ ، لإِبْراهِـيمَ ، عافِـيَةً * من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِـيل من النُّسور واليَعاقيب ، ومعلوم أَن الـحَجَلَ لا يأْكل القَتْلى .
      وقال اللحياني : اليَعْقُوبُ ذَكَرُ القَبْجِ .
      قال ابن سيده : فلا أَدْرِي ما عَنى بالقَبْجِ : أَلـحَجَلَ ، أَم القَطا ، أَم الكِرْوانَ ؛ والأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الـحَجَلُ .
      وقيل : اليَعاقِـيبُ من الخَيل ، سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِـيبِ الـحَجَل لسُرْعتها ؛ قال سلامة بن جَنْدَل : وَلَّى حَثِـيثاً ، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه ، * لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِـيبِ .
      (* قوله « يتبعه » كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه ، وجوّز في ركض الرفع والنصب .) قيل : يعني اليَعاقِـيبَ من الخَيْل ؛ وقيل : ذكور الحجَل .
      والاعْتِقابُ : الـحَبْسُ والـمَنْعُ والتَّناوُبُ .
      واعتَقَبَ الشيءَ : حَبَسه عنده .
      واعْتَقَبَ البائِـعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن الـمُشتري حتى يقبضَ الثمن ؛ ومنه قول إِبراهيم النَّخَعِـيّ : الـمُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ ؛ الاعْتِقابُ : الـحَبس والمنعُ .
      يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً ، ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند البائع ، فقد ضَمِنَ .
      وعبارة الأَزهري : حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله ، وضمانُه منه .
      وعن ابن شميل : يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً ، وعليه تَعْقِبةٌ إِن كانت فيها ، وقد أَدْرَكَتْني في تلك السِّلْعة تَعْقِـبَةٌ .
      ويقال : ما عَقَّبَ فيها ، فعليك في مالك أَي ما أَدركني فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه .
      وقوله عليه السلام : لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَه ؛ عُقُوبَتُه : حَبْسُه ، وعِرْضُه : شِكايتُه ؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما ذكرناه .
      واعْتَقَبْتُ الرجُلَ : حَبَسْتُه .
      وعِقْبَةُ السَّرْو ، والجَمالِ ، والكَرَمِ ، وعُقْبَتُه ، وعُقْبُه : كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه ، وقال اللحياني : أَي سِـيماهُ وعلامته ؛ قال : والكَسْرُ أَجْوَدُ .
      ويُقال : على فلان عِقْبةُ السَّرْوِ والجَمال ، بالكسر ، إِذا كان عليه أَثَرُ ذلك .
      والعِقْبَةُ : الوَشْيُ كالعِقْمةِ ، وزعم يَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل من الميم .
      وقال اللحياني : العِقْبة ضَرْبٌ من ثِـياب الـهَوْدَجِ مُوَشًّى .
      ويُقال : عَقْبة وعَقْمَة ، بالفتح .
      والعَقَبُ : العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار ، الواحدة عَقَبَةٌ .
      وفي الحديث : أَنه مضغ عَقَباً وهو صائم ؛ قال ابن الأَثير : هو ، بفتح القاف ، العَصَبُ والعَقَبُ من كل شيءٍ : عَصَبُ ال "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: