وصف و معنى و تعريف كلمة لتابين:


لتابين: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على لام (ل) و تاء (ت) و ألف (ا) و باء (ب) و ياء (ي) و نون (ن) .




معنى و شرح لتابين في معاجم اللغة العربية:



لتابين

جذر [لتب]

  1. تَبْيين: (اسم)
    • تَبْيين : مصدر بَيَّنَ
  2. تابو: (اسم)
    • الجمع : تابوات
    • ما لا يحل انتهاكه، ما هو محرَّم مسُّه التخلُّص من كل محظورات وتابوات الأبحاث التاريخيّة،
  3. مُستتِبّ: (اسم)
    • مُستتِبّ : فاعل من إِستتبَّ
  4. تِبُونَ: (اسم)
    • تِبُونَ : جمع ثُّبَةُ


  5. تابِن: (اسم)
    • تابِن : فاعل من تبَنَ
  6. تَبوت: (اسم)
    • التَّبُوت : التابُوت
  7. تأبَّى : (فعل)
    • تأبَّى / تأبَّى على / تأبَّى عن يتأبَّى ، تَأَبَّ ، تَأَبّيًا ، فهو مُتأبٍّ ، والمفعول مُتأبًّى - للمتعدِّي
    • تأَبّى عليه: استعصَى
    • تأبَّى الشَّخصُ امتنع
    • تأبَّى الشَّيءَ: كرهه ولم يَرْضَه تأبَّى الذلَّ والظُّلمَ
    • تأبَّى عليه: تكبَّر وامتنع تأبَّى عليه أخوه
    • تأبَّى على الدَّنيَّة/ تأبَّى عن الدَّنيَّة: ترفَّع عنها تأبَّى على الصَّغائر
    • تأبَّى فلانًا: اتَّخذه أَبًا
  8. تأَبَّنَ : (فعل)
    • تَأَبَّنَ الأَثَر: اقتفاه
  9. تبوَّأَ : (فعل)
    • تبوَّأَ / تبوَّأَ بـ يتبوَّأ ، تَبَوُّءًا ، فهو مُتبوِّئ ، والمفعول مُتبوَّأ
    • تبوَّأ مكانةً مُطاوع بوَّأَ: شغلها تبوّأ منصبًا مهمًّا في وزارة العدل
    • تبوَّأ الحُكْمَ: تولاّه، تسلّم زمامه،
    • تبوَّأ العرش: تسنَّمه/ ملَكَه
    • تبوَّأ المكانَ/ تبوَّأ بالمكان: توطَّنه، نزله وأقام به
  10. تابوات : (اسم)


    • تابوات : جمع تابو
  11. تَباوَأَ : (فعل)
    • تَباوَأَ القتيلان في القِصاص: تعادلا
  12. تابّ : (اسم)
    • تابّ : فاعل من تَبَّ
  13. تبيية : (اسم)
    • تبيية : مصدر بيَّى
  14. باوأَ : (فعل)
    • باوَأَهُ : كان دمه كُفْئًا لدمه
    • باوَأَهُ فلاناً بفلان: قتله به وهو كُفْءٌ
  15. تابَ : (فعل)
    • تابَ / تابَ إلى / تابَ على / تابَ عن يَتوب ، تُبْ ، تَوْبًا وتَوْبَةً ، فهو تائب ، والمفعول مَتُوب إليه
    • تاب المذنبُ/ تاب المذنبُ إلى الله : ندِم على ما صدر عنه، ورجع عن المعصية تاب العاصي من ذنوبه الكثيرة،
    • تاب اللهُ عليه/ تاب اللهُ عنه: وفّقه للرُّجوع عن المعصية وغَفَر له وصَفَح عنه التوبة النصوح أن يتوب العبد عن الذنب ولا يعود إليه،
    • تَابَ اللهُ عَلَيْهِ : غَفَرَ لَهُ
  16. اِستتبَّ : (فعل)


    • استتبَّ يستتبّ ، اسْتَتْبِبْ / اسْتَتِبَّ ، استتبابًا ، فهو مُستتِبّ
    • اسْتَتَبَّ الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ لِمَنْ يَسْلُكُه
    • استتبّ له الأمرُ: لقي أمرُه نجاحًا
    • اسْتَتَبَّ الأَمرُ: اطَّردَ واستقام واسْتَقَرَّ
  17. تَبَوُّء : (اسم)
    • تَبَوُّء : مصدر تبوَّأَ
  18. بَيَّتَ : (فعل)
    • بيَّتَ يبيِّت ، تَبْييتًا ، فهو مُبَيِّت ، والمفعول مُبَيَّت
    • بَيَّتَ عَمَلَهُ : عَمِلَهُ لَيْلاً
    • بَيَّتَ البَيْتَ : بَنَاهُ
    • بَيَّتَ العَدُوُّ : هَجَمَ لَيْلاً فَجْأَةً
    • بيَّتَ النخلةَ: شذبها من شوكها وسَعَفِها
    • بيَّت الضَّيفَ وغيرَه : أباته؛ جعله يقضي الليل عنده
    • بيَّت الأمرَ: دَبَّرَه ليلاً أو في خفاء
    • بيَّت الرَّأيَ: أطال الفكرَ فيه وأحكمه
    • بيَّت الصِّيامَ: نواه ليلاً
  19. باوَكَ : (فعل)
    • باوَكَهُمْ : خَالطهم في جوار أَو صَحبة
  20. أَتْبَاب : (اسم)
    • أَتْبَاب : جمع تَّابُّ
  21. أباييتُ : (اسم)
    • أباييتُ : جمع بَيْتُ
  22. بَيْن : (اسم)


    • بَيْن : مصدر بانَ
  23. بَيَّنَ : (فعل)
    • بيَّنَ يبيِّن ، تَبْيينًا وتِبيانًا ، فهو مُبيِّن ، والمفعول مُبَيَّن - للمتعدِّي
    • بَيَّنَ آراءهُ : أَوْضَحَها، فَسَّرَها بِوُضوحٍ
    • بَيَّنَ البِنْتَ : زَوَّجَهَا
    • بَيَّنَ الهِلاَلُ : اِتَّضَحَ
    • بَيَّنَ الشَّجَرُ : ظَهَرَتْ بِدَايَةُ وَرَقِهِ
  24. بَيِّن : (اسم)
    • الجمع : أبْيِنَاءُ ، و بُيَناءُ ، و أبْيَانٌ
    • البَيِّنُ : الواضح
    • البَيِّنُ :الطَّلق اللِّسان الفصيح
    • تَكَلَّمَ بِكَلامٍ بَيِّنٍ : واضِحٍ كانَ فُضولُهُ يَخْتَلِفُ عَنْ فُضولِهِمُ اخْتِلافاً بَيِّناً (ع غلاب)
  25. بَيِّن : (اسم)
    • بَيِّن : فاعل من بانَ
,
  1. تابو (المعجم اللغة العربية المعاصر)
    • تابو :-
      جمع تابوات: ما لا يحل انتهاكه، ما هو محرَّم مسُّه :-التخلُّص من كل محظورات وتابوات الأبحاث التاريخيّة، - تابوات المرأة.
  2. يتبوّأ منها (المعجم قرآن) - انظر التحليل و التفسير المفصل

    • يتّخذ منها نباءة و منزلا
      سورة :يوسف، آية رقم :56
  3. تُبَّتُ (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ تُبَّتُ: بِلادٌ بالمَشْرِقِ، يُنْسَبُ إليها المِسْكُ الأَذْفَرُ.
      ـ تَبُوتُ: التَّابوتُ.
  4. التَّبُوت (المعجم المعجم الوسيط)
    • التَّبُوت : التابُوت.
  5. تبا (المعجم الرائد)
    • تبا - يتبو ، تبوا
      1-غزا وغنم
  6. أبن (المعجم لسان العرب)
    • "أَبَنَ الرجلَ يأْبُنُه ويأْبِنُه أَبْناً: اتَّهمَه وعابَه، وقال اللحياني: أَبَنْتُه بخَير وبشرٍّ آبُنُه وآبِنُه أَبْناً، وهو مأْبون بخير أَو بشرٍّ؛ فإذا أَضرَبْت عن الخير والشرّ قلت: هو مأْبُونٌ لم يكن إلا الشرّ، وكذلك ظَنَّه يظُنُّه.
      الليث: يقال فلان يُؤْبَنُ بخير وبشَرّ أَي يُزَنُّ به، فهو مأْبونٌ.
      أَبو عمرو: يقال فلان يُؤْبَنُ بخير ويُؤْبَنُ بشرّ، فإذا قلت يُؤْبَنُ مُجَرَّداً فهو في الشرّ لا غيرُ.
      وفي حديث ابن أَبي هالة في صفة مجلس النبي، صلى الله عليه وسلم: مجلِسُه مجلسُ حِلْمٍ وحيَاءٍ لا تُرْفَعُ فيه الأَصْواتُ ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُذْكَر فيه النساءُ بقَبيح، ويُصانُ مجلسُه عن الرَّفَث وما يَقْبُحُ ذِكْرُه.
      يقال: أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إذا رَمَيْتَه بِخَلَّةِ سَوْء،فهو مأْبُونٌ، وهو مأْخوذ عن الأُبَن، وهي العُقَدُ تكونُ في القِسيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بها.
      الجوهري: أَبَنَه بشرٍّ يَأْبُنُه ويأْبِنه اتَّهَمَه به.
      وفلانٌ يُؤْبَنُ بكذا أي يُذْكَرُ بقبيح.
      وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن الشِّعْر إذا أُبِنَتْ فيه النساءُ؛ قال شمر: أَبَنْتُ الرجلَ بكذا وكذا إذا أَزْنَنْته به.
      وقال ابن الأَعرابي: أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه إذا رَمَيْتَه بقبيح وقَذَفْتَه بسوء، فهو مأْبُونٌ، وقوله: لا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُرْمى بسُوء ولا تُعابُ ولا يُذْكَرُ منها القبيحُ وما لا يَنْبَغي مما يُسْتَحى منه.
      وفي حديث الإفْك: أَشِيروا عليَّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلي أَي اتَّهَموها.
      والأبْنُ: التهمَةُ.
      وفي حديث أَبي الدَّرداء: إن نُؤْبَنْ بما ليس فينا فرُبَّما زُكِّينا بما ليس فينا؛ ومنه حديث أَبي سعيد: ما كُنَّا نأْبِنُه بِرُقْية أَي ما كُنَّا نَعْلم أَنه يَرْقي فنَعيبَه بذلك: وفي حديث أَبي ذرٍّ: أَنه دَخَل على عُثْمان بن عَفَّانَ فما سَبَّه ولا أَبَنه أَي ما عابَه، وقيل: هو أَنَّبه، بتقديم النون على الباء، من التأْنيب اللَّومِ والتَّوبيخ.
      وأَبَّنَ الرجلَ: كأَبَنَه.
      وآبَنَ الرجلَ وأَبَّنَه، كلاهما: عابَه في وجهه وعَيَّره.
      والأُبْنة، بالضم: العُقْدة في العُود أَو في العَصا، وجمْعُها أُبَنٌ؛ قال الأَعشى: قَضيبَ سَرَاءٍ كثير الأُبَنْ (* قوله «كثير الابن» في التكملة ما نصه: والرواية قليل الابن، وهو الصواب لأن كثرة الابن عيب، وصدر البيت: سلاجم كالنحل أنحى لها.
      قال ابن سيده: وهو أَيضاً مَخْرَج الغُصْن في القَوْس.
      والأُبْنة: العَيْبُ في الخَشَب والعُود، وأَصلُه من ذلك.
      ويقال: ليس في حَسَبِ فلانٍ أُبْنةٌ، كقولك: ليس فيه وَصْمةٌ.
      والأُبْنةُ: العَيْبُ في الكلام، وقد تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ في الأُبْنة والوَصْمة؛ وقول رؤبة: وامْدَحْ بِلالاً غير ما مُؤَبَّنِ،ترَاهُ كالبازي انْتَمَى للْمَوْكِنِ انْتَمى: تَعَلَّى.
      قال ابن الأَعرابي: مُؤَبَّنٌ مَعيبٌ، وخالَفَه غيره، وقيل: غير هالكٍ أَي غير مَبْكيٍّ؛ ومنه قول لبيد: قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ،(* قوله «قوما تجوبان إلخ» هكذا في الأصل، وتقدم في مادة نوح: تنوحان.
      وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ،ومِدْرهَ الكَتيبةِ الرَّداحِ.
      وقيل للمَجْبوس: مأْبونٌ لأَنه يُزَنُّ بالعيب القبيح، وكأَنَّ أَصلَه من أُبْنة العَصا لأَنها عيبٌ فيها.
      وأُبْنة البعيرِ: غَلْصَمتُه؛ قال ذو الرُّمّة يصف عَيْراً وسَحيلَه: تُغَنِّيه من بين الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ نَهُومٌ، إذا ما ارتَدَّ فيها سَحِيلُها.
      تُغَنِّيه يعني العَيْر من بين الصَّبيَّيْن، وهما طرَفا اللَّحْي.
      والأُبْنةُ: العُقْدةُ، وعنى بها ههنا الغَلْصمة، والنَّهُومُ: الذي يَنْحِطُ أَي يَزْفر، يقال: نَهَمَ ونأَم فيها في الأُبنة، والسَّحِيلُ: الصَّوْتُ.
      ويقال: بينهم أُبَنٌ أَي عداواتٌ.
      وإبَّانُ كلِّ شيء، بالكسر والتشديد: وقْتُه وحِينُه الذي يكون فيه.
      يقال: جِئْتُه على إبَّانِ ذلك أَي على زمنه.
      وأَخَذَ الشيءَ بإبَّانِهِ أَي بزمانه، وقيل: بأَوَّله.
      يقال: أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ، وإبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار، وإبّانَ الحرِّ والبرد أَي أَتانا في ذلك الوقت، ويقال: كل الفواكه في إبّانِها أَي في وَقْتها؛ قال الراجز: أَيَّان تقْضي حاجتي أَيّانا،أَما تَرى لِنُجْحها إبّانا؟ وفي حديث المبعث: هذا إبّانُ نجومه أَي وقت ظهوره، والنون أَصلية فيكون فِعَّالاً، وقيل: هي زائدة، وهو فِعْلانُ من أَبَّ الشيءُ إذا تهَيَّأَ للذَّهاب، ومن كلام سيبويه في قولهم يا لَلْعجَب أَي يا عجب تعالَ فإِنه من إبّانِكَ وأَحْيانِك.
      وأَبَّنَ الرجلَ تأْبيناً وأَبَّله: مَدَحه بعد موته وبكاه؛ قال مُتمِّم بن نُوَيرة: لعَمري وما دَهري بتأْبين هالكٍ،ولا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا.
      وقال ثعلب: هو إذا ذكَرْتَه بعد موته بخير؛ وقال مرة: هو إذا ذكرته بعد الموت.
      وقال شمر: التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرجل في الموت والحياة؛ قال ابن سيده: وقد جاء في الشعر مدْحاً للحَيّ، وهو قول الراعي: فرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وأَبَّنُوا هُنَيْدَة، فاشتاقَ العُيونُ اللَّوامِح.
      قال: مَدحَها فاشْتاقوا أَن يَنْظروا إليها فأَسْرعوا السيرَ إليها شَوْقاً منهم أَن ينظروا منها.
      وأَبَنْتُ الشيء: رَقَبْتُه؛ وقال أَوسٌ يصف الحمار: يقولُ له الراؤُونَ: هذاكَ راكِبٌ يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علياءَ واقِفُ وحكى ابن بري، قال: روى ابنُ الأَعرابي يُوَبِّر، قال: ومعنى يُوَبِّر شخصاً أَي ينظر إليه ليَسْتَبينَه.
      ويقال: إنه لَيُوَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه، وقيل لمادح الميت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله وصنائعه.
      والتَّأْبينُ: اقتِفار الأََثر.
      الجوهري: التأْبينُ أَن تقْفو أَثَرَ الشيء.
      وأَبَّنَ الأثر: وهو أَن يَقْتَفِره فلا يَضِح له ولا ينفَلِت منه.
      والتأْبين: أَن يُفْصَدَ العِرْقُ ويُؤْخَذ دَمُه فيُشوى ويُؤكل؛ عن كراع.
      ابن الأَعرابي: الأَبِنُ، غير ممدود الأَلف على فَعِلٍ من الطعام والشراب،الغليظ الثَّخين.
      وأَبَنُ الأَرض: نبتٌ يخرُج في رؤُوس الإكام، له أَصل ولا يَطول، وكأَنه شَعَر يُؤْكل وهو سريع الخُروج سريع الهَيْج؛ عن أَبي حنيفة.
      وأَبانانِ: جبلان في البادية، وقيل: هما جَبَلان أَحدهما أَسود والآخر أَبْيض، فالأَبيَض لبني أَسد، والأَسود لبني فَزارة، بينهما نهرٌ يقال له الرُّمَةُ، بتخفيف الميم، وبينهما نحو من ثلاثة أَميال وهو اسم علم لهما؛ قال بِشْر يصف الظعائن: يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ،وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ وإنما قيل: أَبانانِ وأَبانٌ أَحدهما، والآخر مُتالِعٌ، كما يقال القَمَران؛ قال لبيد: دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ وأَبانِ،فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبان؟

      ‏قال ابن جني: وأَما قولهم للجبَلين المُتقابلين أَبانانِ، فإنَّ أَبانانِ اسم علم لهما بمنزلة زيدٍ وخالد، قال: فإن قلت كيف جاز أَن يكون بعض التثنية علماً وإنما عامَّتُها نكرات؟ أَلا ترى أَن رجُلين وغُلامَين كلُّ واحد منهما نكرة غير علم فما بال أَبانَين صارا علماً؟ والجواب: أَن زيدين ليسا في كل وقت مُصْطحِبَين مقترنين بل كل واحد منهما يُجامِع صاحبَه ويُفارِقه، فلما اصطحَبا مرة وافترقا أُخرى لم يُمْكِن أَن يُخَصَّا باسمٍ علم يُفيدُهما من غيرِهما، لأَنهما شيئان، كلُّ واحد منهما بائنٌ من صاحِبه، وأَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا يُفارق واحدٌ منهما صاحبَه،فجَرَيا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْرى المسمَّى الواحد نحو بَكْرٍ وقاسِمٍ،فكما خُصَّ كلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم يُفيدُه من أُمَّتِه، كذلك خُصَّ هذان الجَبَلان باسم يُفيدهما من سائر الجبال، لأَنهما قد جَرَيا مجرى الجبل الواحد، فكما أَن ثَبيراً ويَذْبُل لمَّا كان كل واحد منهما جبلاً واحداً متصلة أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا يُشارَك فيه، فكذلك أَبانانِ لمَّا لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجَبَل الواحد، خُصّا باسمٍ علم كما خُصَّ يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشمَامِ كلُّ واحد منها باسم علم؛ قال مُهَلهِل: أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ، وكان الخِباءُ من أَدَمِ لَوْ بأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبها رُمِّلَ، ما أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ الجوهري: وتقول هذان أَبانان حَسَنَينِ، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكرة وصفت به معرفة، لأَن الأَماكن لا تزولُ فصارا كالشيء الواحد، وخالَف الحيوانَ، إذا قلت هذان زيدان حسَنان، ترفع النعت ههنا لأَنه نكرةٌ وُصِفت بها نكرة؛ قال ابن بري: قول الجوهري تنصب النعت لأَنه نكرة وصفت به معرفة، قال: يعني بالوصف هنا الحال.
      قال ابن سيده: وإنما فرقوا بين أَبانَين وعَرَفاتٍ وبين زَيدَينِ وزَيدين من قِبَل أَنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علماً لرجُلينِ ولا لرِجال بأَعيانِهم، وجعلوا الاسم الواحد علَماً لشيء بعينه، كأَنهم، قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَيْدٍ إنما نريد هات هذا الشخص الذي يسيرُ إليه، ولم يقولوا إذا قلنا جاء زيدانِ فإنما نعني شخصين بأَعيانهما قد عُرِفا قبل ذلك وأُثْبِتا، ولكنهم، قالوا إذا قلنا جاء زيد بن فلان وزيدُ بن فلانٍ فإنما نعني شيئين بأَعيانهما، فكأَنهم، قالوا إذا قلنا ائتِ أَبانَيْنِ فإنما نعني هذينِ الجبلَينِ بأَعيانهما اللذين يسير إليهما،أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أمْرُرْ بأَبانِ كذا وأَبانِ كذا؟ لم يفرّقوا بينهما لأَنهم جعلوا أَبانَيْنِ اسماً لهما يُعْرَفانِ به بأَعيانهما، وليس هذا في الأَناسيِّ ولا في الدوابّ، إنما يكون هذا في الأَماكنِ والجبال وما أَشبه ذلك، من قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لا تزول فيصيرُ كل واحدٍ من الجبلَينِ داخلاً عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبُه من الحال والثَّباتِ والخِصبِ والقَحْطِ، ولا يُشارُ إلى واحدٍ منهما بتعريفٍ دون الآخر فصارا كالواحد الذي لا يُزايِله منه شيءٌ حيث كان في الأَناسيّ والدوابّ والإنسانانِ والدّابتان لا يَثْبُتانِ أَبداً، يزولانِ ويتصرّفان ويُشارُ إلى أَحدِهما والآخرُ عنه غائبٌ، وقد يُفرَد فيقال أَبانٌ؛ قال امرؤ القيس: كان أَباناً، في أَفانِينِ وَدْقِه،كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ (* في رواية أخرى: كأنّ كبيراً، بدل أباناً).
      وأَبانٌ: اسم رجلٍ.
      وقوله في الحديث: من كذا وكذا إلى عَدَن أَبْيَنَ، أَبْيَنُ بوزن أَحْمر، قريةٌ على جانب البحر ناحيةَ اليمن، وقيل: هو اسمُ مدينة عدَن.
      وفي حديث أُسامة:، قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمّا أَرسَله إلى الرُّوم: أَغِرْ على أُبْنَى صباحاً؛ هي، بضمّ الهمزة والقصر، اسمُ موضعٍ من فلَسْطينَ بين عَسْقَلانَ والرَّمْلة، ويقال لها يُبْنَى، بالياء، والله أَعلم.
      "


  7. بوأ (المعجم لسان العرب)
    • "باءَ إِلى الشيء يَبُوءُ بَوْءاً: رَجَعَ.
      وبُؤْت إِليه وأَبَأْتُه،عن ثعلب، وبُؤْته، عن الكسائي، كأَبَأْتُه، وهي قليلة.
      والباءة، مثل الباعةِ، والباء: النِّكاح.
      وسُمي النكاحُ باءةً وباءً من المَباءة لأَن الرجل يَتَبَوَّأُ من أَهله أَي يَسْتَمْكِنُ من أَهله، كما يَتَبَوَّأُ من دارِه.
      قال الراجز يصف الحِمار والأُتُنَ: يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا، أَكرَمُ عِرْسٍ، باءةً، إِذ أعْرَسا وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم: مَن استطاع منكم الباءة،فَليْتزوَّجْ، ومَن لم يَسْتَطِعْ، فعليهِ بالصَّومِ، فإِنَّه له؛ وجاء: أَراد بالباءة النكاحَ والتَّزْويج.
      ويقال: فلان حَريصٌ على الباءة أَي على النكاح.
      ويقال: الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ، والأصلُ في الباءةِ المَنْزِل ثم قيل لِعَقْدِ التزويج باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلاً.
      والهاء في الباءة زائدة، والناسُ يقولون: الباه.
      قال ابن الأَعرابي: الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مقولات.
      ابن الأَنباري: الباءُ النِّكاح، يقال: فُلانٌ حريصٌ على الباء والباءة والباهِ، بالهاء والقصر، أَي على النكاح؛ والباءةُ الواحِدةُ والباء الجمع، وتُجمع الباءة على الباءَاتِ.
      قال الشاعر: يا أَيُّـــها الرّاكِبُ، ذُو الثّباتِ،إِنْ كُنتَ تَبْغِي صاحِبَ الباءَاتِ،فــــاعْمِدْ إِلى هاتِيكُمُ الأَبْياتِ وفي الحديث: عليكم بالباءة، يعني النّكاحَ والتَّزْويج؛ ومنه الحديث الآخر: إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجل وقد تَزَيَّنَت للباءة.
      وبَوَّأَ الرجلُ: نَكَحَ.
      قال جرير: تُبَوّئُها بِمَحْنِيةٍ، وحِيناً * تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا وللبئرِ مَباءَتان: إِحداهما مَرْجِع الماء إِلى جَمِّها، والأُخْرى مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِية.
      وقول صخر الغي يمدَح سيفاً له: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ، * أَبْيضَ مَهْوٍ، في مَتْنِه رُبَدُ فَلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيحَ، * حَتَّى باءَ كَفّي، ولم أَكَدْ أَجِدُ الخَشِيبةُ: الطَّبْعُ الأَوَّلُ قبل أَن يُصْقَلَ ويُهَيَّأً، وفَلَوْتُ: انْتَقَيْتُ.
      أَرْيَحُ: مِن اليَمَنِ.
      باءَ كَفِّي: أَي صارَ كَفِّي له مَباءة أَي مَرْجِعاً.
      وباءَ بذَنْبِه وبإِثْمِه يَبُوءُ بَوْءاً وبَواءً: احتمَله وصار المُذْنِبُ مأْوَى الذَّنب، وقيل اعْتَرفَ به.
      وقوله تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بإِثْمِي وإِثْمِك، قال ثعلب: معناه إِن عَزَمْتَ على قَتْلِي كان الإِثْمُ بك لا بي.
      قال الأَخفش: وباؤُوا بغَضَبٍ من اللّه: رَجَعُوا به أَي صارَ عليهم.
      وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فباؤُوا بغَضَبٍ على غَضَب، قال: باؤُوا في اللغة: احتملوا، يقال: قد بُؤْتُ بهذا الذَّنْب أَي احْتَمَلْتُه.
      وقيل: باؤُوا بغَضَب أَي بإِثْم اسْتَحَقُّوا به النارَ على إِثْمٍ اسْتَحَقُّوا به النارَ أَيضاً.
      قال الأَصمعي: باءَ بإِثْمِه، فهو يَبُوءُ به بَوْءاً: إِذا أَقَرّ به.
      وفي الحديث: أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليَّ، وأَبُوءُ بذنبي أَي أَلتزِمُ وأَرْجِع وأُقِرُّ.
      وأَصل البَواءِ اللزومُ.
      وفي الحديث: فقد باءَ به أَحدُهما أَي التزَمَه ورجَع به.
      وفي حديث وائلِ بن حُجْر: انْ عَفَوتَ عنه يَبُوء بإِثْمِه وإِثْم صاحِبِه أَي كانَ عليه عُقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه، فأَضافَ الإِثْمَ إِلى صاحبه لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه؛ وفي رواية: إِنْ قَتَلَه كان مِثْلَه أَي في حُكم البَواءِ وصارا مُتَساوِيَيْن لا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إِذا اسْتوْفَى حَقَّه على المُقْتَصِّ منه.
      وفي حديث آخر: بُؤْ للأَمِيرِ بذَنْبِك، أَي اعْتَرِفْ به.
      وباءَ بدَمِ فلان وبحَقِّه: أَقَرَّ، وذا يكون أَبداً بما عليهِ لا لَه.
      قال لبيد: أَنْكَرْت باطِلَها، وبُؤْت بحَقِّها * عِنْدِي، ولم تَفْخَرْ عَلَيَّ كِرامُها وأَبَأْتُه: قَرَّرْتُه وباءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءاً وبَواءً: عَدَلَه.
      وباءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً، ممدود، وأَباءَه وباوَأَه: إِذا قُتِل به وصار دَمُه بِدَمِه.
      قال عبدُاللّه بنُ الزُّبير: قَضَى اللّهُ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَيْنَنا، * ولــمَ نـكُ نَرْضَى أَنْ نُباوِئَكـُمْ قَبـْلُ والبَواء: السَّواء.
      وفُلانٌ بَواءُ فُلانٍ: أَي كُفْؤُهُ ان قُتِلَ به،وكذلك الاثنانِ والجَمِيعُ.
      وباءه: قَتَلَه به.
      (* قوله «وباءه قتله به» كذا في النسخ التي بأيدينا ولعله وأباءه بفلان قتله به.) أَبو بكر، البواء: التَّكافُؤ، يقال: ما فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ: أَي ما هو بكُفْءٍ له.
      وقال أَبو عبيدة يقال: القوم بُواءٌ: أَي سَواءٌ.
      ويقال: القومُ على بَواءٍ.
      وقُسِمَ المال بينهم على بَواءٍ: أَي على سواءٍ.
      وأَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ: قَتَلْتُه به.
      ويقال: هم بَواءٌ في هذا الأَمر: أَي أَكْفاءٌ نُظَراء، ويقال: دمُ فلان بَواءٌ لدَم فُلان: إِذا كان كُفْأً له.
      قالت لَيْلى الأَخْيلية في مَقْتَلِ تَوْبةَ بن الحُمَيِّر: فانْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً، فإِنَّكُمْ * فَتىً مَّا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ وأَبَأْتُ القاتِلَ بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضاً: إِذا قَتَلْته به.
      واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واسْتَبَأْتُ به كلاهما: اسْتَقَدْته.
      وتَباوَأَ القَتِيلانِ: تَعادَلا.
      وفي الحديث: أَنه كان بَيْنَ حَيَّيْنِ من العَربِ قتالٌ، وكان لأَحَدِ الحَيَّينِ طَوْلٌ على الآخَر، فقالوا لا نَرْضَى حتى يُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ منهم وبالمرأَةِ الرجلُ، فأَمَرهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يَتَباءَوْا.
      قال أَبو عبيدة: هكذا روي لنا بوزن يَتَباعَوْا، قال: والصواب عندنا أَن يَتَباوَأُوا بوزن يَتباوَعُوا على مثال يَتَقاوَلوا، من البَواءِ وهي المُساواةُ، يقال: باوَأْتُ بين القَتْلى: أَي ساوَيْتُ؛ قال ابن بَرِّي: يجوز أَن يكون يتَباءَوْا على القلب، كما، قالوا جاءَاني، والقياس جايَأَني في المُفاعَلة من جاءَني وجِئْتُه؛ قال ابن الاثير وقيل: يَتَباءَوْا صحيحٌ.
      يقال: باءَ به إِذا كان كُفْأً له، وهم بَواءٌ أَي أَكْفاءٌ، معناه ذَوُوبَواء.
      وفي الحديث أَنه، قال: الجِراحاتُ بَواءٌ يعني أَنها مُتَساويةٌ في القِصاص، وأَنه لا يُقْتَصُّ للمَجْرُوحِ الاَّ مِنْ جارِحِه الجاني، ولا يُؤْخَذُ إِلا مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وما يُساوِيها في الجُرْحِ، وذلك البَواءُ.
      وفي حديث الصَّادِقِ: قيل له: ما بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظةً على بني آدمَ؟ فقال: تُريدُ البَواءَ أَي تُؤْذِي كما تُؤْذَى.
      وفي حديث علي رضِي اللّه عنه: فيكون الثّوابُ جزاءً والعِقابُ بَواءً.
      وباءَ فلان بفلان: إِذا كان كُفْأً له يُقْتَلُ به؛ ومنه قول الـمُهَلْهِلِ لابن الحرث بن عَبَّادٍ حين قَتَله: بُؤْ بِشِسْعِ نَعْلَيْ كُلَيْبٍ،معناه: كُنْ كُفْأً لِشسْعِ نَعْلَيْه.
      وباء الرجلُ بصاحبه: إِذا قُتِلَ به.
      يقالُ: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ، وهما بَقَرَتانِ قُتِلَتْ إِحداهما بالأُخرى؛ ويقال: بُؤْ به أَي كُنْ مـمن يُقْتَل به.
      وأَنشد الأَحمر لرجل قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه، فقال: فقلتُ له بُؤْ بامرِئٍ لَسْتَ مثْلَه، * وإِن كُنتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما يقول: أَنتَ، وإِن كنتَ في حَسَبِكَ مَقْنَعاً لكل مَنْ طَلَبَكَ بثَأْر،فلَسْتَ مِثلَ أَخي.
      وإِذا أَقَصَّ السلطانُ رجلاً برجل قِيل: أَباءَ فلاناً بفلان.
      قال طُفَيْل الغَنَوِيُّ: أَباءَ بقَتْلانا مِن القومِ ضِعْفَهم، * وما لا يُعَدُّ مِن أَسِيرٍ مُكَلَّب؟

      ‏قال أَبو عبيد: فان قتله السلطانُ بقَود قيل: قد أَقادَ السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه وأَباءَه وأَصْبَرَه.
      وقد أَبأْتُه أُبيئُه إِباءة.
      قال ابن السكِّيت في قول زُهَيْر بن أَبي سُلْمَى: فَلَم أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَديًّا، * ولم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباء؟

      ‏قال: الهَديُّ ذو الحُرْمَة؛ وقوله يُسْتَباءُ أَي يُتَبَوّأُ، تُتَّخَذ امرأَتُهُ أَهلاً؛ وقال أَبو عمرو الشيباني: يُسْتبَاء، من البَواء، وهو القَوَد.
      وذلك أَنه أَتاهم يريد أَن يَسْتَجِيرَ بهم فأَخَذُوه، فقتلوه برجل منهم.
      وقول التَّغْلَبي: أَلا تَنْتَهِي عَنَّا مُلوكٌ، وتتَّقي * مَحارِمَنا لا يُبْأَءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَرادَ: حِذارَ أَن يُباء الدَّم بالدَّم؛ ويروى: لا يَبْؤُءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَي حِذارَ أَنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماءِ مَنْ قتَلوه.
      وبَوَّأَ الرُّمحَ نحوه: قابَله به، وسَدَّدَه نحْوَه.
      وفي الحديث: أَنَّ رجلاً بَوَّأَ رَجلاً برُمحِه، أَي سَدَّده قِبَلَه وهَيَّأَه.
      وبَوَّأَهُم مَنْزِلاً: نَزَلَ بهم إِلى سَنَدِ جَبَل.
      وأَبَأْتُ بالمَكان: أَقَمْتُ به.
      وبَوَّأْتُكَ بَيتاً: اتَّخَذْتُ لك بيتاً.
      وقوله عز وجل: أَنْ تَبَوَّآ لقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيوتاً، أَي اتَّخِذا.
      أَبو زيد: أَبَأْتُ القومَ مَنْزلاً وبَوَّأْتُهم مَنْزِلاً تَبْوِيئاً، وذلك إِذا نزلْتَ بهم إِلى سَنَدِ جبل، أَو قِبَلِ نَهر.
      والتبوُّؤُ: أَن يُعْلِمَ الرجلُ الرجلَ على المَكان إِذا أَعجبه لينزله.
      وقيل: تَبَوَّأَه: أَصْلَحه وهَيَّأَه.
      وقيل: تَبوَّأَ فلان مَنْزِلاً: إِذا نظَر إِلى أَسْهَلِ ما يُرى وأَشَدِّه اسْتِواءً وأَمْكَنِه لِمَبيتِهِ، فاتَّخذَه؛ وتَبوَّأَ: نزل وأَقام، والمَعْنَيانِ قَريبان.
      والمباءة: مَعْطِنُ القَوْمِ للابِل، حيث تُناخُ في المَوارِد.
      وفي الحديث:، قال له رجل: أُصَلِّي في مَباءة الغَنَم؟، قال: نَعَمْ، أَي مَنْزِلها الذي تَأْوِي إليه، وهو المُتَبَوّأُ أَيضاً.
      وفي الحديث أَنه، قال: في المدينة ههُنا المُتَبَوَّأُ.
      وأَباءَه مَنْزِلاً وبَوَّأَه إِيَّاهُ وبَوَّأَه له وبَوَّأَهُ فيه، بمعنى هَيَّأَه له وأَنْزَلَه ومَكَّنَ له فيه.
      قال: وبُوِّئَتْ في صَمِيمِ مَعْشَرِها، * وتَمَّ، في قَوْمِها، مُبَوَّؤُها أَي نَزَلَت من الكَرم في صَمِيمِ النَّسب.
      والاسم البِيئةُ.
      واسْتَباءه أَي اتَّخَذَهُ مَباءة.
      وتَبَوَّأْتُ منزلاً أَي نَزَلْتُه.
      وقوله تعالى: والذِين تَبَوَّأُوا الدارَ والإِيمانَ، جَعلَ الإِيمانَ مَحَلاًّ لهم على المَثَل؛ وقد يكون أَرادَ: وتَبَوَّأُوا مكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ، فحَذَف.
      وتَبَوَّأَ المكانَ: حَلَّه.
      وإِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هيئة التَّبَوُّءِ.
      والبيئةُ والباءة والمباءة: المنزل، وقيل مَنْزِل القوم حيث يَتَبَوَّأُونَ من قِبَلِ وادٍ، أَو سَنَدِ جَبَلٍ.
      وفي الصحاح: المَباءة: مَنْزِلُ القوم في كل موضع، ويقال: كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ.
      قال طَرَفة: طَيِّبو الباءة، سَهْلٌ، ولَهُمْ * سُبُلٌ، إِن شئتَ في وَحْش وَعِر.
      (* قوله «طيبو الباءة» كذا في النسخ وشرح القاموس بصيغة جمع المذكر السالم والذي في مجموعة أَشعار يظن بها الصحة طيب بالأفراد وقبله: ولي الأصل الذي في مثله * يصلح الآبر زرع المؤتبر) وتَبَوَّأَ فلان مَنْزِلاً، أَي اتخذه، وبَوَّأْتُهُ مَنْزِلاً وأَبَأْتُ القَومَ منزلاً.
      وقال الفرَّاء في قوله عز وجل: والذين آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحاتِ لَنُبَوِّئنَّهُمْ مِن الجَنَّة غُرَفاً، يقال: بَوَّأْتُه منزلاً، وأَثْوَيْتُه مَنْزِلاً ثُواءً: أَنْزَلْتُه، وبَوَّأْتُه منزلاً أَي جعلته ذا منزل.
      وفي الحديث: مَن كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار.
      وتكرّرت هذه اللفظة في الحديث ومعناها: لِيَنْزِلْ مَنْزِله مِن النار.
      يقال: بَوَّأَه اللّهُ منزلاً أَي أَسكَنه إِياه.
      ويسمى كِناسُ الثَّوْرِ الوَحْشِيِّ مَبَاءة؛ ومَباءة الإِبل: مَعْطِنها.
      وأَبَأْتُ الإِبل مَباءة: أَنَخْتُ بعضَها إِلى بعض.
      قال الشاعر: حَلِيفان، بَيْنَهما مِيرةٌ * يُبِيئانِ في عَطَنٍ ضَيِّقِ وأَبَأْتُ الإِبلَ، رَدَدْتُها إِلى الـمَباءة، والـمَباءة: بيتها في الجبل؛ وفي التهذيب: وهو الـمُراحُ الذي تَبِيتُ فيه.
      والـمَباءة مِن الرَّحِمِ: حيث تَبَوَّأَ الولَدُ.
      قال الأَعلم: ولَعَمْرُ مَحْبَلِكِ الهَجِينِ على * رَحبِ الـمَباءة، مُنْتِنِ الجِرْمِ وباءَتْ بِبيئةِ سُوءٍ، على مِثالِ بِيعةٍ: أَي بحالِ سُوءٍ؛ وانه لحَسَنُ البِيئةِ؛ وعَمَّ بعضُهم به جميعَ الحال.
      وأَباءَ عليه مالَه: أَراحَه.
      تقول: أَبَأْتُ على فلان ماله: إِذا ارَحْتَ عليه إِبلَه وغَنَمَه،وأَباءَ منه.
      وتقول العرب: كَلَّمناهم، فأَجابونا عن بَواءٍ واحدٍ: أَي جوابٍ واحد.
      وفي أَرض كذا فَلاةٌ تُبيء في فلاةٍ: أَي تَذْهبُ.
      الفرَّاء: باءَ، بوزن باعَ: إِذا تكبَّر، كأَنه مقلوب مَن بَأَى، كم؟

      ‏قالوا أَرى ورأَى( ) ( مقتضاه أَنّ أرى مقلوب من رأى كما ان باء مقلوب من بأى،ولا تنظير بين الجانبين كما لا يخفى فضلاًعن ان أرى ليس من المقلوب وان اوهم لفظُه ذلك والصواب «كما، قالوا راءَ من رأى».
      (ابراهيم اليازجي)) وسنذكره في بابه.
      وفي حاشية بعض نسخ الصحاح: وأَبَأْتُ أَدِيمَها: جَعَلْتُه في الدباغ.
      "
  8. بيي (المعجم لسان العرب)
    • "حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ، قيل: حَيَّاكَ مَلَّكَكَ، وقيل: أَبقاكَ، ويقال: اعْتَمدك بالمُلْك، وقيل: أَصْلَحك، وقيل: قَرَّبَكَ؛ الأَخيرة حكاها الأَصمعي عن الأَحمر.
      وقال أَبو مالك أَيضاً: بَيَّاكَ قَرَّبَك؛

      وأَنشد: ‏بَيَّا لهم، إذ نزلوا، الطَّعامَا الكِبْدَ والمَلْحاءَ والسَّنامَا وقال الأَصمعي: معنى حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ أَي أَضحكك.
      وفي الحديث عن آدم، عليه السلام: أَنه اسْتَحْرَمَ بعد قَتْلِ ابنه مائةَ سنة فلم يضحك حتى جاءه جبريل، عليه السلام، فقال: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ فقال: وما بَيَّاكَ؟ قيل: أَضْحكَك؛ رواه بإسناد له عن سعيد بن جبير، وقيل: عجَّلَ لكَ ما تُحِبُّ، قال أَبو عبيدة: بعض الناس يقول إنه إتباع، قال: وهو عندي على ما جاء تفسيره في الحديث أَنه ليس بإتباع، وذلك أَن الإتباع لا يكاد يكون بالواو، وهذا بالواو، وكذلك قول العباس في زمزم: إني لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لشاربٍ حِلُّ وبِلٌّ.
      وقال الأَحمر: بَيَّاكَ اللهُ معناه بَوَّأَك منزلاً، إلاَّ أَنها لما جاءت مع حَيَّاكَ تركت همزتها وحُوِّلَتْ واوها ياء أَي أَسكنك منزلاً في الجنة وهَيَّأَكَ له.
      قال سلمة بن عاصم: حَكَيْتُ للفراء قولَ خَلَفٍ فقال: ما أَحسنَ ما، قال وقيل: يقال بَيَّاكَ لازدواج الكلام.
      وقال ابن الأَعرابي: بَيَّاكَ قَصَدَكَ واعتَمَدَك بالمُلْكِ والتحية، من تَبَيَّيْتُ الشيءَ: تَعَمَّدْتُه؛ وأَنشد:لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ،أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيم؟

      ‏قال: وهذه الأَبيات تحتمل الوجهين معاً؛ وقال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ: باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا،وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا أَي تعتمد حَوْضَها؛ وقال آخر: وعَسْعَسٌ، نِعْمَ الفَتى، تَبَيَّاهْ مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاه؟

      ‏قال ابن الأَثير: أَبو مُحَيَّاةٍ كنية رجل، واسمه يحيى بن يعلى.
      وقيل: بَيَّك جاءَ بكَ.
      وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لا يعرف أَصله ولا فصله،وفي الصحاح: إذا لم يعرف هو ولا أَبوه؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر يصف حرباً مهلكة: فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ الجوهري: ويقال ما أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو.
      ابن الأَعرابي: البَيُّ الخسيس من الرجال، وكذلك ابن بَيّان وابن هَيّان، كله الخسيس من الناس ونحو ذلك.
      قال الليث: هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان‎ ‎بن‎ بَيّانَ.
      ويقال: إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ من ولد آدم ذهب في الأَرض لمَّا تفرق سائر ولد آدم فلم يُحَسَّ منه عَين ولا أَثر وفقد.
      ويقال: بَيَّنْتُ الشيء وبَيَّيْتُه إذا أَوضحته.
      والتَّبْييُ: التبيين من قرب.
      "
  9. تابَ (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ تابَ إلى اللَّه تَوْباً وتَوْبَةً ومَتاباً وتابَةً وتَتْوِبَةً: رَجَعَ عن المَعْصيَة، وهو تائِبٌ وتَوَّابٌ.
      ـ تابَ الله عليه: وفَّقَه للتَّوبةِ، أو رجَعَ به من التَّشْدِيد إلى التَّخْفيفِ، أو رَجَعَ عليه بِفَضْلِهِ وقبوله، وهو تَوَّابٌ على عبادِه.
      ـ أحمدُ بنُ يَعْقُوبَ التائِبُ: مُقْرِئٌ كَبيرٌ مُتَقَدِّمٌ.
      ـ عبدُ اللَّهِ بنُ أبي التائبِ: مُحَدِّثٌ مُتَأَخِّرٌ.
      ـ تَوْبَةُ: اسْمٌ.
      ـ تَلُّ تَوْبَةَ: قرية قُرْبَ المَوْصِلِ.
      ـ اسْتَتابَه: سأَله أن يَتُوبَ.
      ـ تَابوتُ: أصلهُ تَأْبُوَةٌ، سُكِّنَتِ الواوُ فانْقَلَبَتْ هاءُ التَّأْنِيثِ تاءً، ولُغَةُ الأَنْصارِ: التَّابُوهُ بالهاءِ.
  10. البَيْنُ (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ البَيْنُ: يكونُ فُرْقَةً ووَصْلاً، واسْماً، وظَرْفاً مُتَمَكِّناً، والبُعْدُ،
      البِيْنُ: الناحيةُ، والفَصْلُ بين الأرْضَيْنِ، وارتِفاعٌ في غِلَظٍ، وقَدْرُ مَدِّ البَصَرِ، وموضع قربَ نَجْرانَ، وموضع قُرْبَ الحِيرةِ، وموضع قربَ المدينةِ، وقرية بفَيْرُوزابادِ فارِسَ، وموضع، ونَهْرٌ بين بَغْدادَ وبين دَفاعِ.
      ـ جَلَسَ بين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ.
      ـ لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بينٍ: إذا لَقِيَهُ بعدَ حين، ثم أمْسَكَ عنه، ثم أتاهُ.
      ـ بانُوا بَيْنَاً وبَيْنونةً: فارَقوا،
      ـ بانُوا الشيءُ بَيْناً بُيوناً وبَيْنونةً: انْقَطَعَ، وأبانَهُ غيرُه
      ـ بانُوا المرأةُ عن الرجُلِ، فهي بائِن: انْفَصَلَتْ عنه بطَلاقٍ. وتَطْليقَةٌ بائنَةٌ لا غيرُ.
      ـ وبانَ بياناً: اتَّضَحَ، فهو بَيِّنٌ,ج: أبْيِناءُ.
      ـ بنْتُه، وبَيَّنْتُه وتَبَيَّنْتُه وأبَنْتُه واسْتَبَنْتُه: أوضَحْتُه، وعَرَّفْتُه، فبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ وأبانَ واسْتَبانَ.
      ـ التِّبْيانُ، والتَّبْيانُ: مَصْدَرٌ شاذٌ، وضَرَبَه فأَبانَ رأسَه، فهو مُبِينٌ ومُبْيِنٌ.
      ـ بايَنَه: هاجَرَه.
      ـ تَباينَا: تَهاجَرا.
      ـ البائِنُ: مَن يأتي الحَلوبَةَ من قِبَل شِمالِها، وكلُّ قَوْسٍ بانَتْ عن وَتَرِها كثيراً، كالبائِنةِ، والبئْرُ البعيدةُ القَعْرِ الواسعةُ، كالبَيُونِ.
      ـ غُرابُ البَيْنِ: الأبْقَعُ، أو الأحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ. وأما الأسْوَدُ، فإنه الحاتِمُ، لأَنه يَحْتِمُ بالفِراق.
      ـ هذا بَيْنَ بَيْنَ: أي: بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، اسْمانِ جُعِلا واحداً.
      ـ الهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى: بَيْنَ بَيْنَ.
      ـ بَيْنا نَحْنُ كذا: هي بينَ أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها، فَحَدَثَتِ الألِفُ.
      ـ بَينا وبينما: من حُروفِ الابْتِداءِ والأصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صَلُحَ موضعُهُ بَيْنَ، كقوله: بَيْنا تَعَنُّفِه الكُماةَ ورَوْغِه **** يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ,وغَيْرُهُ يَرْفَعُ ما بَعْدَها على الابْتِدَاء والخَبَرِ.
      ـ البَيانُ: الإِفْصاحُ مع ذكَاءٍ.
      ـ البَيِّنُ: الفصيحُ,ج: أبيِناء وأبْيانٌ وبُيَناء.
      ـ الكَواكِبُ البَيانِيَّاتُ: التي لا تَنْزِلُ الشمسُ بها ولا القمرُ.
      ـ بَيَّنَ بِنْتَهُ: زَوَّجَهَا، كأَبانَها،
      ـ بَيَّنَ الشجرُ: بَدا، وَظَهَرَ أوَّلَ ما يَنْبُتُ،
      ـ بَيَّنَ القَرْنُ: نَجَمَ. وأبو علِي بنُ بَيَّانٍ،
      ـ بَيَّانٌ: زاهِدٌ ذو كَراماتٍ.
      ـ بَيَّانَةُ: قرية بالمغرب، منها قاسِمُ بنُ أصْبَغٍ البَيَّانِيُّ الحافِظُ المُسْنِد، وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ المقرِئ.
      ـ بَيانٌ: موضع بِبَطَلْيَوْسَ.
      ـ ويوسُفُ بنُ المُبارَكِ بنِ البِيني: محدثٌ.
      ـ بَيْنونُ: حِصْنٌ باليمن،
      ـ بَيْنونةُ: قرية بالبَحْرَيْن.
      ـ بَيْنُونَةُ الدُّنْيا والقُصْوَى: قَرْيتانِ في شِقِّ بني سَعْدٍ.
      ـ بَيْنَةُ: موضع بوادي الرُّوَيْثَةِ، وثَنَّاهَا كُثَيِّرٌ: ألا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ **** بحَيْثُ الْتَقَتْ من بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ
  11. التابُوت (المعجم المعجم الوسيط)
    • التابُوت : الصُّنْدُوق الذي يُحْرَزُ فيه المتاع .
      ويقال: ما أَودعتُ تابوتي شيئًا ففقدتُه؛ أَي صَدري.
      و التابُوت الناووس.
      و التابُوت من النَّاعورة: عُلبة من خشب أَو حديد، تغرِف الماءَ من البئر .
      و التابُوت (عند قدماء المصريين) : صندوقٌ من حجرٍ أَو خشبٍ توضع فيه الجُثَّةُ، عليه من الصور والرسوم ما يصوّر آمال المصريين وعقائدَهم في العالم الآخر .
  12. تبوَّأَ (المعجم اللغة العربية المعاصر)
    • تبوَّأَ / تبوَّأَ بـ يتبوَّأ ، تَبَوُّءًا ، فهو مُتبوِّئ ، والمفعول مُتبوَّأ :-
      • تبوَّأ مكانةً مُطاوع بوَّأَ: شغلها :-تبوّأ منصبًا مهمًّا في وزارة العدل:-
      • تبوَّأ الحُكْمَ: تولاّه، تسلّم زمامه، - تبوَّأ العرش: تسنَّمه/ ملَكَه.
      • تبوَّأ المكانَ/ تبوَّأ بالمكان: توطَّنه، نزله وأقام به :- {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ} .
  13. بيَّنَ (المعجم اللغة العربية المعاصر)
    • بيَّنَ يبيِّن ، تَبْيينًا وتِبيانًا ، فهو مُبيِّن ، والمفعول مُبَيَّن (للمتعدِّي) :-
      • بيَّن الشَّجرُ ظهر ورقُه أو ثمرُه.
      • بيَّن الأمرَ: أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه :-بيَّن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش، - {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} - {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} .
  14. استتبَّ (المعجم اللغة العربية المعاصر)
    • استتبَّ يستتبّ ، اسْتَتْبِبْ / اسْتَتِبَّ ، استتبابًا ، فهو مُستتِبّ :-
      • استتبَّ الأمنُ استقرّ واستقام واطّرد :-استتب النظام:-
      • استتبّ له الأمرُ: لقي أمرُه نجاحًا.
  15. تبَنَ (المعجم اللغة العربية المعاصر)
    • تبَنَ يَتبِن ، تَبْنًا ، فهو تابِن ، والمفعول مَتْبون :-
      • تبَن الماشِيةَ علَفها التِّبْنَ.
  16. أبي (المعجم لسان العرب)
    • "الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبى فلان يأْبى، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق، وهو شاذ، أَي امتنع؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم: يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد،ٍ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ، بالتحريك؛ قال أَبو المجشِّر، جاهليّ: وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه‏.
      ‏قال يعقوب: أَبى يَأْبى نادر، وقال سيبويه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ‏.
      ‏وقال مرَّة: أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال: وقالوا يِئْبى، وهو شاذ من وجهين: أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏.
      ‏قال ابن جني: وقد، قالوا أَبى يَأْبى؛

      أَنشد أَبو زيد: يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي‏.
      ‏قال ابن بري: وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى؛

      وأَنشد: ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه؟

      ‏قال الفراء: لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل، مفتوح العين في الماضي والغابر، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى، فإِنه جاء نادراً، قال: وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن، وخالفه الفراء فقال: إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن‏.
      ‏وقال أَحمد بن يحيى: لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وزاد المبرّد: جَبى يَجْبى، قال أَبو منصور: وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها، إِذا تَنَغَّم، على قَلا يَقْلي، وغَشِيَ يَغْشى، وشَجاه يَشْجُوه، وشَجيَ يَشْجى، وجَبا يَجْبي‏.
      ‏ورجل أَبيٌّ: ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: ذو إِباءٍ شديد‏.
      ‏ويقال: تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه‏.
      ‏ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ‏.
      ‏ويقال: أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه‏.
      ‏وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ‏.
      ‏والإِباءُ: أَشدُّ الامتناع‏.
      ‏وفي حديث أَبي هريرة: ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين، فقيل: أَربعين سنة؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: شهراً؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: يوماً؟ فقال: أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ‏.
      ‏قال ابن سيده:، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ: قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ: التي تَعافُ الماء، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء‏.
      ‏وفي المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها‏.
      ‏وماءٌ مأْباةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ‏.
      ‏وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال، قال الجوهري: يقال أَخذه أُباءٌ، على فُعال، إِذا جعل يأْبى الطعامَ‏.
      ‏ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ: إِني أَبيٌّ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ، وابنُ أَبيٍّ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها‏.
      ‏والأَبِيَّة من الإِبل: التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح‏.
      ‏وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحيَّات المُلوك في الجاهلية، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ‏.
      ‏وفي حديث ابن ذي يَزَن:، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏.
      ‏وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عنه من غير شِبَع‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: يأْبى الطعامَ، وقيل: هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة، والجمع إِبْيان؛ عن كراع‏.
      ‏وقال بعضهم: آبى الماءُ (* قوله «آبى الماء إلى قوله خاطر بها» كذا في الأصل وشرح القاموس)‏.
      ‏أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏.
      ‏وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ: سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ‏.
      ‏أَبو عمرو: الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله «الأبي النفاس من الإبل» هكذا في الأصل بهذه الصورة)، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏.
      ‏والأُباءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وهي الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ‏.
      ‏قال أَبو حنيفة: الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت‏.
      ‏قال أَبو زيد: يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه‏.
      ‏وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء:فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها‏.
      ‏تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء، وقد أَبِيَ أَبىً‏.
      ‏أَبو زياد الكلابي والأَحمر: قد أَخذ الغنم الأُبَى، مقصور، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء؛ قال أَبو منصور: قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: وكذلك سمعت العرب‏.
      ‏أَبو الهيثم: إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة، وهي الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ، فيقال: قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً‏.
      ‏وفصيلٌ مُوبىً: وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله «تسن» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت: تسل) ‏.
      ‏واحدته أَباءةٌ‏.
      ‏والأَباءةُ: القِطْعة من القَصب‏.
      ‏وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يُنْزَح، ولا يقال يُوبى‏.
      ‏ابن السكيت: يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته؛ وقال اللحياني: ماءٌ مُؤْبٍ قليل، وحكي: عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ‏.
      ‏وقال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، ولم يفسِّره؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء‏.
      ‏التهذيب: ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً، ويقال: عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع‏.
      ‏أَبو عمرو: آبَى أَي نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛

      وأَنشد: ‏وما جُنِّبَتْ خَيْلِي، ولكِنْ وزَعْتُها، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه؟

      ‏قال: نَقَص، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي: فأَبَّى قَتالُها ‏.
      ‏والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص، وفي الإِضافة أَبَيْكَ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قال الشاعر:فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين؟

      ‏قال: وعلى هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بري: شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ: باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر: فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ: نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق: يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن؟

      ‏قال: وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ: أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر: كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ: يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر: أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ: الأَبُ والأُمُّ‏.
      ‏ابن سيده: الأَبُ الوالد، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ؛ عن اللحياني؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي: أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب‏.
      ‏يقال: هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً، كما تقول: هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي؟

      ‏قال: يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ؛ قال الشاعر: سِوَى أَبِكَ الأَدْنى، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان، ومَنْ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ، وأَبَوان على الأَصل‏.
      ‏ويقال: هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه، وجائز في الشعر: هُما أَباهُ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال: هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم، وهم الأَبُونَ‏.
      ‏قال أَبو منصور: والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد‏.
      ‏ومن العرب مَن يقول: أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين: أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد، وقد نهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن: التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه، والتوكيد كقول الشاعر: لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ، لا عَمْرُ غيرهِمْ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين، وهو في كلامهم كثير؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن: تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً: كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب؟

      ‏قال ابن جني: فهذا تأْنيثُ الآباء، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله:، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق‏.
      ‏وأَبَوْتَ وأَبَيْت: صِرْت أَباً‏.
      ‏وأَبَوْتُه إِباوَةً: صِرْتُ له أَباً؛ قال بَخْدَج: اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب: ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏.
      ‏ويقال: ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ‏.
      ‏أَبو عبيد: تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً‏.
      ‏ابن الأَعرابي: فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة: يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك؟

      ‏قال ابن بري: وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي: تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها؟ أَي مَن كان أَباها‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ‏.
      ‏الليث: يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده‏.
      ‏وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة، والأُبُوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب: لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه: أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح؟

      ‏قال ابن بري: ومثله قول لبيد: وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم؟

      ‏قال وقال الكُمَيت: نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري، أَوْ صُفُونا (* قوله «جواري أو صفونا» هكذا في الأصل هنا بالجيم، وفي مادة صفن بالحاء) ‏.
      ‏وتَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، والاسم الأُبُوَّة؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر: أَيُوعِدُني الحجَّاج، والحَزْنُ بينَنا، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً، لا أَرى لَكَ طاعَةً، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ، لَكالمُتأَبِّي، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وقيل: ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ‏.
      ‏ويقال: اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً‏.
      ‏قال أَبو منصور: وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فزادوا بدل الواو باءً كما، قالوا قِنٌّ للعبد، وأَصله قِنْيٌ، ومن العرب من، قال لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ‏.
      ‏وفي حديث أُم عطية: كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت بِأَباهُ؛ قال ابن الأَثير: أَصله بأَبي هو‏.
      ‏يقال: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا، وفيها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بين الباءين، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي، وقيل: هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏.
      ‏الجوهري: وقولهم يا أَبَةِ افعلْ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله «تقف عليها بالتاء» عبارة الخطيب: وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء) ‏.
      ‏اتِّباعاً للكتاب، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون: يا طَلْحَتْ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها‏.
      ‏قال ابن بري: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حذفت منه التاء، قال: وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ، وقالوا في النداء يا أَبةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قال سيبويه: وسأَلت الخليلَ، رحمه الله، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ، قال: ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ، كما تقول يا خالَهْ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ، قال: وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء، قال: وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏.
      ‏وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ، بفتح التاء، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف؛ وقوله أَنشده يعقوب: تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي: كأَنك فِينا، يا أَباتَ، غَريبُ أَراد: يا أَبَتاهُ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء، وهو تأْنيث الأَبا، ذكره ابن سيده والجوهري؛ وقال ابن بري: الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله: فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله: إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب: فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ، كأَنه، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ فسره فقال: إِنما، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وقال العُجَير السَّلُولي: تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة: هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما؟ تريد: وابأَبي هُما‏.
      ‏قال ابن بري: ويروى وَابِيَباهُما، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال أَبو عليّ: الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً، قال: وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي، فهذا من البِيَبِ، قال: وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا؛ قال: وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه، قال: ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي: ويا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: وهو مركَّب من قولهم بأَبي، فأَبقى الهمزة لذلك؛ قال ابن بري: فينبغي على قول من، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا، بالياء غير مهموز، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له؛ وهي: يا بِأَبي أَنتَ، ويا فَوق البِيَبْ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ، وكذا فِعْل المُحِبْ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ ‏.
      ‏خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏.
      ‏أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام، وقال: يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف‏.
      ‏وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏.
      ‏وقالوا: لابَ لك يريدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، ونظيره قولهم: وَيْلُمِّه، يريدون وَيْلَ أُمِّه‏.
      ‏وقالوا: لا أَبا لَك؛ قال أَبو علي: فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة، فهذا وجه، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله: ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي؛ قال عنترة: فاقْنَيْ حَياءَك، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس: أَلْقِ الصَّحيفةَ، لا أَبا لَك، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير: يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له؟ ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبا لَك، وهو مَدْح، وربم؟

      ‏قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري: أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد: تُخَوِّفِينني، فحذف النون الأَخيرة؛ قال ابن بري: ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل: وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ، وأَيُّ كَريمٍ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ؟

      ‏قال ابن بري: وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع: فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه؟

      ‏قال: وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله «بحزج» كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً:، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ‏.
      ‏وفي القاموس: بخدج اسم، زاد في اللسان: شاعر)‏.
      ‏بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة: إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء: فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً، بِذاتِ الغَضى، أَن لا أَبا لَكُما بِيا؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها: أَرِيني سِلاحي، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه، بِصالِح أَيّامي، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة، قبلَ هذه، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى: فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله: عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ؛ قال: وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول: رَبّ العِبادِ، ما لَنا وما لَكْ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال: أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد‏.
      ‏وفي الحديث: لله أَبُوكَ، قال ابن الأَثير: إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك‏.
      ‏قال أَبو الهيثم: إِذا، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة، وهو شَتْم، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً، وأَما إِذا، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً، وإِذا أَراد كرامةً، قال: لا أَبا لِشانِيكَ، ولا أَبَ لِشانِيكَ، وقال المبرّد: يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ، بغير لام، وروي عن ابن شميل: أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال: معناه لا كافيَ لك‏.
      ‏وقال غيره: معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله «وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد» هكذا في الأصل) ‏.
      ‏وقال الفراء: قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏.
      ‏وأَبو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبيب ‏.
      ‏ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ،أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال: حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال: أَبا مالِك، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة: هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف‏.
      ‏وفي حديث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة؛ قال ابن الأَثير: حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب‏.
      ‏وفي حديث عائشة:، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء‏.
      ‏والأَبْواء، بالمدّ: موضع، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ، جَبَل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسَب إِليه‏.
      ‏وكَفْرآبِيا: موضع‏.
      ‏وفي الحديث: ذِكْر أَبَّى، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء: بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى، نَزَلها سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أَتى بني قُريظة.
      "
  17. بيت (المعجم لسان العرب)
    • "البَيْتُ من الشَّعَر: ما زاد على طريقةٍ واحدة، يَقَع على الصغير والكبير؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛ والخِباءُ: بيت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو بيتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً.
      الجوهري: البيتُ معروف.
      التهذيب: وبيت الرجل داره، وبيته قَصْره، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من قَصَب؛ أَراد: بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة.
      وقوله عز وجل: ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة،معناه: ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن؛ وجاء في التفسير: أَنه يعني بها الخانات، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها الأَشياء، ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل: إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم: أَي إِمتاع لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم.
      وقوله عز وجل: في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: أَراد المساجدَ، قال: وقال الحسن يعني به بيتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن: وجمعَه تفخيماً وتعظيماً، وكذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد.
      وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة.
      وقد يكون البيتُ للعنكبوت والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ.
      وفي التنزيل العزيز: وإِنَّ أَوْهَنَ البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت؛

      وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه: أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لا أَبا لَكا وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا ابن سيده:، قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ العِيدانِ، وكذلك، قال أَبو عبيد: السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون فيه، فجعَل لها بيتاً.
      وقال أَبو عبيد أَيضاً: الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قال: وكلُّ ذلك أُراه على التشبيه ببيت الإِنسان، وجمعُ البَيْت: أَبياتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء: أَبْياواتٌ، وهذا نادر؛ وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، بكسر أَوله، والعامة تقول: بُوَيْتٌ.
      قال: وكذلك القول في تصغير شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها.
      وبَيَّتُ البَيْتَ: بَنَيْتُه.
      والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء، وهو يقع على الصغير والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام، كما يَضُمُّ البيتُ أَهلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها، والجمع: أَبْيات.
      وحكى سيبويه في جمعه بُيوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال، حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج: يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي،فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ جاءَ بالتأْسيس، ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ.
      قال أَبو الحسن؛ وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر البناءِ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه.
      التهذيب: والبَيْتُ من أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كبَيْتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وقول الشاعر: وبيتٍ، على ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُف؟

      ‏قال: يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم.
      وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ،شرَّفها اللَّه: البيتَ الحرامَ.
      ابن سيده: وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ.
      قال الفارسي: وذلك كما قيل للخليفة: عبدُ اللَّه، وللجنة: دار السلام.
      قال: والبيْتُ القَبْر، على التشبيه؛ قال لبيد: وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بيومه،وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر (* قوله «وصاحب ملحوب» هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب.
      وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب.
      من ياقوت.) وفي حديث أَبي ذر: كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتى يكون البيتُ بالوَصِيف؟، قال ابن الأَثير: أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ: الغلامُ؛ أَراد: أَن مواضع القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ.
      وقال نوح، على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام، حينَ دَعا رَبَّه: رَبِّ اغْفِرْ لي ولوالديَّ، ولمن دخل بيتي مؤْمناً؛ فسَمَّى سَفِينَته التي رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً.
      وبَيْتُ العرب: شَرَفُها، والجمع البُيوتُ، ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع.
      ابن سيده: والبَيْتُ من بُيُوتات العرب: الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وكان ابن الكلبي يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب.
      ويقال: بَيْتُ تَميم في بني حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم: حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً؛ أَراد ببيته: شَرَفَه العاليَ؛ والمُهَيْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك.
      وقولُه تعالى: إِنما يُريدُ اللَّهُ ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ؛ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رضي اللَّهُ عنهم.
      قال سيبويه: أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مضافةً،وأَهلُ البيتِ، وآل فلانٍ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا،فتنصبه على الاختصاص، كما تنصب المنادى المضاف، وكذلك سائر هذه الأَربعة.
      وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
      وبَيْتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ؛

      وقال: أَلا يا بَيْتُ، بالعَلْياءِ بَيْتُ،ولولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ أَراد: لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ.
      ابن الأَعرابي: العرب تَكْني عن المرأَة بالبَيْت؛ قاله الأَصمعي وأَنشد: أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْتُ؟ الجوهري: البَيْتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز: ما لي، إِذا أَنْزِعُها، صَأَيْتُ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْتُ؟ والبَيْتُ: التَزْويجُ؛ عن كراع.
      يقال: باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ.
      ويقال: بَنى فلانٌ على امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً، وقد نَقَل إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره.
      وفي حديث عائشة، رضي اللَه عنها: تَزَوَّجني رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، على بَيْتٍ قِيمَتُه خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ، فحذف المضاف، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه.
      ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً.
      وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ، قال سيبويه: من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر،ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً.
      الجوهري: وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً.
      ابن الأَعرابي: العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال: أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال: زالَ (* قوله «وأزيل يقال زال» كذا بالأصل وشرح القاموس.)، يريدون أَزال.
      قال ومن كلام بني أَسَد: ما يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع.
      الصحاح: باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة.
      ابن سيده: باتَ يفعل كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله لَيْلاً، وليس من النَّوم، كما يقال: ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار.
      وقال الزجاج: كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم.
      وفي التنزيل العزيز: والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك البِيتةُ.
      التهذيب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة اللَّه، أَو معصيته.
      وقال الليث: البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل.
      يقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا.
      قال: ومن، قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول: بِتُّ أُراعي النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر إِليها؟

      ويقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً.
      قال ابن سيده وغيره: وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت، فبناه على فِعْلِه، كما، قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت.
      وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد.
      وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه ليلاً، أَوْ دَبَّره ليلاً.
      وفي التنزيل العزيز: بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول: كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّتَ.
      ويقال: هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بمعنى واحد.
      وقوله: واللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً.
      وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر.
      وفي الحديث: أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً، ولا يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته.
      وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بهم ليلاً؛ والاسمُ البَياتُ.
      وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل.
      ويقال: بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وهم غارُّونَ.
      وفي الحديث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلاً.
      وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ: هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم،فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو البَياتُ؛ ومنه الحديث: إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا: هم لا يُنْصَرُونَ.
      وفي الحديث: لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه من الليل.
      يقال: بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ: فقد بُيِّتَ.
      ومنه الحديث: هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ، قال ابن كَيْسانَ: باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قاله في كان وأَخواتها، ما زال،وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ.
      وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ: كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها عُلالَةَ بَيُّوتٍ، من الماءِ، قارِسِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوت؟

      ‏قال أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فقلب.
      والقَرَى: ما يُجْمَعُ في الحَوْض من الماء؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن يكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به.
      قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول: اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً وحُقِنَ في السِّقاء، حتى بَرَدَ فيه ليلاً؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في المَزادة لَيْلاً: بَيُّوتٌ.
      والبائِتُ: الغَابُّ؛ يقال: خُبْزٌ بائِتٌ، وكذلك البَيُّوتُ.
      والبَيُّوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال الهذلي: وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً،إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ وهَمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ في الصَّدْر؛

      وقال: عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ والمَبِيتُ: الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه.
      وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بكسر الباء، أَي ما عنده قُوتُ لَيْلة.
      ويقال للفقير: المُسْتَبِيتُ.
      وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ.
      والبِيتةُ: حال المَبِيتِ؛ قال طرفة: ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ،بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ وبيتٌ: اسم موضع؛ قال كثير عزة: بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ"
  18. بين (المعجم لسان العرب)
    • "البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ،ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر: لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها،فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح: لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى،ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر: كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً: ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ؟

      ‏قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً.
      وفي التنزيل العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف،يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه، قال: معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي، قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين: أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً،لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل،أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه.
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛

      وأَنشد ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة: المُفارَقَة.
      وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا.
      وغُرابُ البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة: ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ،وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ،فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق.
      وتقول: ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ.
      وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق.
      وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً.
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً.
      وفي حديث الشَّعْبي، قال: سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟

      ‏قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟ فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري،أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ.
      وفي حديث الصديق:، قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛

      وأَنشد: كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة إذا انفصلا.
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.
      وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ (* قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً).
      ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً.
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه.
      والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث.
      ويقال: بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً؛ قال الطرماح: أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ.
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها.
      وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛ يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ.
      وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو ماتوا.
      وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل: البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي: إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ،لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ.
      وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها: يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل.
      وفي التكملة: والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ.
      وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها.
      قال ابن بري، رحمه الله: البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ.
      والبائنةُ: البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً.
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق؛

      قال: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها،لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده سيبويه: فبَيْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ،وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى: واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر: بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه،يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل).
      قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب،ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب.
      والتَّبْيينُ: الإيضاح.
      والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة: إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها.
      والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء.
      ومنه حديث آدم وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح.
      وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به الأَصنام، والأَوّل أَجود.
      وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة.
      قال ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة: تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً،كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين.
      ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة،فهو مُبينٌ، بمعناه.
      ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد.
      ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء.
      قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين.
      قال أَبو منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً.
      يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك.
      قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.
      ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ ومتعدّ.
      وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما.
      وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد:، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه،وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا، والمعنيان متقاربان.
      وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا،وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً.
      وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين،
      ، قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت.
      وقال كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه بَيْناً.
      والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح.
      والبَيان: الإفصاح مع ذكاء.
      والبَيِّن من الرجال: الفصيح.
      ابن شميل: البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج.
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً.
      ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛

      وأَنشد شمر: قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء.
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين، قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه.
      روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه، قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛
      ، قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ،فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً.
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ،ولذلك، قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً.
      وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ،عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان.
      ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ (* قوله «البين الفصل إلخ» كذا بالأصل).
      بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ،وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ.
      والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ.
      يقال: بانه يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما لَبَيْناً لا غير.
      وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه.
      ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري: من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها.
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية.
      الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب.
      والباناةُ: النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب.
      وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ.
      والبَيْنُ: الفراق.
      التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها، والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت: يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ،من الحالبَيْنِ، بأَن لا غِرار؟

      ‏قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها.
      والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين الأَرْضَيْن.
      والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ،
      ، قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ: لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها،من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به،أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله «بسرو»، قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال: والتذكير أَصْوَبُ.
      ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.
      وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة.
      ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح: يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ،على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ،وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب.
      وبَيْنونةُ: موضع؛

      قال: يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا،جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
      التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ.
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن.
      الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ.
      والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ.
      التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس بن الخَطيم: حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها،كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي ن) على (ب و ن).
      "
  19. تبب (المعجم لسان العرب)
    • "التَّبُّ: الخَسارُ.
      والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ.
      وتَبّاً له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إِلى ما قبله.
      وتَبّاً تَبيباً، على الـمُبالَغَةِ.
      وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه:، قال له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره.
      تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً.
      وتَبَّتْ يَداهُ تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا.
      قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ الـمَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ.
      وتَبَّتْ يَداهُ: خَسِرتا.
      وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا.
      وقال الراجز: أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ،تَبَّتْ يدا صافِقِها، ماذا فَعَلْ وهذا مَثَلٌ قِيل في مُشْتَري الفَسْوِ.
      والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ.
      وفي حديث أَبي لَهَبٍ: تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا.
      التَّبُّ: الهَلاكُ.
      وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم.
      والتَّتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ.
      وفي التنزيل العزيز: وما زادُوهم غير تَتْبِيبٍ؛ قال أَهل التفسير: ما زادُوهم غير تَخْسِير.
      ومنه قوله تعالى: وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا في تَبابٍ؛ أَي ما كَيْدُه إِلا في خُسْرانٍ.
      وتَبَّ إِذا قَطَعَ.
      والتابُّ: الكبير من الرجال، والأُنثى تابَّةٌ.
      والتَّابُّ: الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هذلية نادرة.
      واسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَيَّأً واسْتَوَى.
      واسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إِذا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هذا من الطَّرِيق الـمُسْتَتِبِّ، وهو الذي خَدَّ فيه السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لمن يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَيِّناً من جَماعةِ ما حَوالَيْهِ من الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ الـمُسْتَقِيمُ به.
      وأَنشد المازِنيُّ في الـمَعَاني: ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه * يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ، دامي الأَظْلَلِ أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه، * شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه، * ضاحِي الـمَوارِدِ، كالحَصِيرِ الـمُرْمَلِ نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً.
      أَراد: في نواحي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ.
      شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ الـمُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُّرُقاتِ بآثار السِّنِّ، وهو الحَديدُ الذي يُحْرَثُ به الأَرضُ.
      وقال آخر في مثله: أَنْضَيْتُها من ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها، * في مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما أَي في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ.
      وفي حديث الدعاءِ: حتى اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ في أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ.
      والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ: ضَرْبٌ من التمر، وهو بالبحرين كالشّهْرِيزِ بالبَصْرة.
      قال أَبو حنيفة: وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ البَحْرَيْنِ.
      وفي التهذيب: رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ.
      قال الشاعر: وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه، * إِذا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إِذا دَبِرَ.
      وجَمَلٌ تابٌّ: كذلك.
      ومن أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً.
      يقول: لم يَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ عليه ما مَلَكَ.
      وتَبْتَبَ إِذا شاخَ.
      "
  20. تبن (المعجم لسان العرب)
    • "التِّبْنُ: عَصيفة الزَّرْع من البُرِّ ونحوه معروف، واحدته تِبْنة، والتَّبْنُ: لغة فيه.
      والتَّبْنُ، بالفتح: مصدر تَبَنَ الدابةَ يَتْبِنُها تَبْناً عَلَفَها التِّبْنَ.
      ورجل تَبّانٌ: يَبيع التِّبْنَ، وإن جعلتَه فَعْلانَ من التَّبّ لم تصْرِفْه.
      والتِّبْنُ، بكسر التاء وسكون الباء: أَعظم الأَقْداعْ يكادُ يُرْوي العشرين، وقيل: هو الغليظ الذي لم يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه.
      قال ابن بري وغيره: ترتيبُ الأَقداحِ الغُمَر، ثم القَعْب يُرْوي الرجل، ثم القَدَحُ يُرْوي الرَّجلين، ثم العُسُّ يُروي الثلاثةَ والأَربعة، ثم الرَّفْد، ثم الصَّحْن مقارب التِّبْنِ.
      قال ابن بري: وذكر حمزة الأَصفهاني بعد الصَّحْن ثم المعْلَق، ثم العُلْبة، ثم الجَنْبَة، ثم الحَوْأَبةُ، قال: وهي أَنْكَرُها، قال: ونسب هذه الفروق إلى الأَصمعي.
      وفي حديث عمرو بن معديكرب: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَن.
      والتَّبَانةُ: الطَّبانةُ والفِطْنة والذَّكاءُ.
      وتَبِنَ له تَبَناً وتَبانةً وتَبانِيَةً: طَبِنَ، وقيل: التَّبَانةُ في الشر، والطَّبَانةُ في الخير.
      وفي حديث سالم بن عبد الله، قال: كنا نقول في الحامل المتوفَّى عنها زوجُها إنه يُنْفَقُ عليها من جميع المال حتى تَبَّنْتُم ما تَبَّنْتُم؛ قال عبد الله: أُراها خَلَّطْتُم، وقال أَبو عبيدة: هو من التَّبانة والطَّبانةِ، ومعناهما شدَّةُ الفِطْنةِ ودِقَّةُ النظر، ومعنى قول سالم تَبَّنْتُمْ أَي أَدْقَقْتُمْ النظر فقُلْتُم إنه يُنْفَقُ عليها من نصيبها.
      وقال الليث: طَبِنَ له، بالطاء، في الشرِّ، وتَبِنَ له في الخير؛ فجعَل الطَّبانة في الخَديعةِ والاغْتِيال، والتَّبانةَ في الخير؛ قال أَبو منصور: هما عند الأَئمة واحدٌ، والعرب تُبْدِلُ الطاءَ تاءً لقُرْب مَخرَجِهما، قالوا: مَتَّ ومَطَّ إذا مَدَّ، وطَرَّ وتَرَّ إذا سقط، ومثله كثير في الكلام.
      وقال ابن شميل: التَّبَنُ إنما هو اللُّؤْمُ والدِّقَّة، والطَّبَنُ العِلْمُ بالأُمور والدَّهاءُ والفِطنة؛ قال أَبو منصور: وهذا ضدُّ الأَول.
      وروي عن الهوازني أَنه، قال: اللهم اشْغَلْ عنا أَتبانَ الشعراء، قال: وهو فِطْنَتهم لما لا يُفطَنُ له.
      الجوهري: وتَبِنَ الرجلُ، بالكسر،يَتْبَنُ تَبَناً، بالتحريك، أَي صارَ فَطِناً؛ فهو تَبِنٌ أَي فَطِنٌ دقيقُ النظر في الأُمور، وقد تَبَّنَ تَتْبيناً إذا أَدَقَّ النظرَ.
      قال أَبو عبيد: وفي الحديث أَن الرجلَ لَيَتكلَّم بالكلمةِ يُتَبِّنُ فيها يَهْوِي بها في النار؛ قال أَبو عبيد: هو عندي إِغْماضُ الكلام وتَدقيقُه في الجدلِ والخصومات في الدِّين؛ ومنه حديث مُعاذٍ: إياكم ومُغَمَّضاتِ (* قوله «ومغمضات» هكذا ضبط في بعض نسخ النهاية، وفي بعض آخر كمؤمنات وعليه القاموس وشرحه).
      الأُمور.
      ورجل تَبِنٌ بَطِنٌ: دقيقُ النظر في الأُمور فَطِنٌ كالطَّبِن، وزعم يعقوب أَن التاء بدل.
      قال ابن بري:، قال أَبو سعيد السيرافي تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عند قول سيبويه.
      وبَطِنَ بَطَناً، فهو بَطِنٌ، وتَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ، قال: وقد يجوز أَن يريد سيبويه بتَبِنَ (* قوله «وقد يجوز أن يريد سيبويه بتبن إلخ» هكذا فيما بأيدينا من النسخ.
      امتَلأَ بطنُه لأَنه ذكره بعده،وبَطِنَ بَطَناً، وهذا لا يكون إلا الفطنة، قال: والتَّبِنُ الذي يَعْبَثُ بيدِه في كل شيء.
      وقوله في حديث عمر ابن عبد العزيز: إنه كان يَلْبَسُ رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ أَي يُشْبه لونه لونَ التَِّبْنِ.
      والتُّبَّان، بالضم والتشديد: سَراويلُ صغيرٌ مقدارُ شبْر يستر العورة المغلَّظة فقط، يكون للملاَّحينَ.
      وفي حديث عمّار: أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إني مَمْثونٌ أَي يشتكي مَثانَتَه، وقيل: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراويلِ الصغير.
      وفي حديث عمر: صلى رجل في تُبّانٍ وقميص، تذكَِّره العرب، والجمع التَّبابِين.
      وتُبْنَى: موضع؛ قال كثيِّر عزة: عَفا رابغٌ من أََهلِه فالظَّواهِرُ،فأَكنافُ تُبْنَى قد عَفَتْ، فالأَصافِرُ.
      "
  21. البَيُّ (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ البَيُّ: الرجلُ الخَسيسُ، كابنِ بَيَّانَ، وابنِ بَيٍّ.
      ـ هَيُّ بنُ بَيٍّ: من وَلَدِ آدَمَ، ذَهَبَ في الأرضِ لَمَّا تَفَرَّقَ سائِرُ وَلَدِهِ، فَلَمْ يُحَسَّ منه أَثَرٌ، وفُقِدَ.
      ـ يُوسُفُ بنُ هِلالِ ابنِ بَيَّةَ: مُحَدِّثٌ.
      ـ بَيَّاكَ اللُّه: أضْحَكَكَ اللُّه، أو قَرَّبَكَ، أو جاءَ بكَ، أو بَوَّأَكَ، أو إتْباعٌ لحَيَّاكَ، وليس بشيءٍ.
      ـ محمدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ بَيَّا: شَيْخٌ للسِّلَفِيِّ.
      ـ ابنُ بايٍ: مُحَدِّثٌ.
      ـ بَيَّيْتُ الشيءَ تَبْيِيّاً: بَيَّنْتُهُ، وأوْضَحْتُهُ.
      ـ تَبَيَّيْتُ الشيءَ: تَعَمَّدْتُه.
  22. تَبَا (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ تَبَا يَتْبُو: غَزَا وغَنِمَ.


معنى لتابين في قاموس معاجم اللغة

Advertisements
المعجم الوسيط
بالشيء ـُ لُتُوباً: لصِق. وـ في الشيء: ثبت. فهو لاتب. وـ فلاناً وعليه لتْباً: لازمه. وـ ثوبه: أدام لبسه كأنّه لا يريد أن يخلعه.( ألْتَبَ ) عليه الأمر: أوجبه عليه.( الْتَتَبَ ) الثوبَ: لتبه.( المَلاتِب ): الخُلقان من الثياب.( المِلْتَب ): اللازم بيته فراراً من الفتن.
Advertisements
الصحاح في اللغة
الَّلاتِبُ: الثابتُ، تقول منه: لَتَبَ لَتْباً ولُتوباً. وأنشد أبو الجراح: فإنْ يَكُ هذا من نبـيذٍ شـربـتُـهُ   فإنِّيَ من شربِ النـبـيذ لـتـائِبُ صُداعٌ وتَوصيمُ العِظـامِ وفـتـرةٌ   وغَمٌّ من الإشراقِ في الجوفِ لاتِبُ واللاتِبُ أيضاً: اللازق، مثل اللازب. ولَتَبْتُ في مَنْحَرِ الناقة، أي طعنتُ، مثل لَتَمْتُ.
تاج العروس

اللَّتْبُ واللُّتُوب : اللُّزُوم واللُّصُوق نقله الجَوْهَرِيُّ عن الأَصمعيّ . والثَّبَاتُ تقولُ منه : لَتَبَ يَلْتُبُ لَتْباً ؛ فهو لاتِبٌ ؛ وأَنشد أَبو الجَرّاحِ :

فإِنْ يَكُ هذا من نَبِيذٍ شَرِبْتُهُ ... فإِنِّيَ من شُرْبِ النَّبِيذِ لَتائبُ

صُداعٌ وتَوْصِيمُ العِظَامِ وفَتْرَةٌ ... وغَمٌّ مَع الإِشراقِ في الجَوْفِ لاتِبُ وقال الفَرّاءُ فِي قوله تَعَالَى " مِنْ طِين لازِب " قال : اللاّزِبُ واللاتِب واحد . قال : وقَيْسٌ تقولُ : طِينٌ لاتِبٌ ؛ والّلاتِبُ : اللازِقُ مثلُ اللاّزِب وهذا الشَّيْءُ ضَرْبَةُ لاتِب كضَرْبَةِ لازِبٍ . اللَّتْبُ : الطَّعْنُ . وقد سَقَط هذا من بعض النُّسَخ وثَبَت في غيرِه يُقال لَتَبَ في سَلَبَةِ النّاقةِ ومَنحْرَهِا : إِذا طَعَنَهَا وكذلك اللَّتْمُ يقال : خُذِ الشَّفْرَةَ فَالْتُبْ بها في لَبَّةِ الجَزُور والْتُمْ بها بمعنىً واحدٍ أَي : اطْعَنْ بها . رواه أَبو تُرَابٍ عن ابْنِ شُمَيْلٍ . اللَّتْبُ واللُّتُوبُ : الشَّدُّ يقالُ : لَتَبَ عليه ثِيابَهُ ورَتَبَهَا : إِذا شَدَّهَا عليه . قال الليث : اللَّتْبُ : لُبْسُ الثَّوْبِ يقال لَتَبَ عليه ثَوْبَهُ : إِذا لَبِسَهُ كأَنّه لا يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَهُ كالالْتِتاب . اللَّتْبُ : شَدُّ الجُلِّ على الَفَرِس كالتَّلْتِيبِ شُدّد للمُبَالَغَة . قال مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ :

فَلَهُ ضَرِيبُ الشَّوْلِ إِلاّ سُؤْرَهُ ... والجُلُّ فَهْو مُلَتَّبٌ لا يُخْلَعُ يَعني فَرسَهُ . وأَلْتَبَهُ أَي : الأَمْرِ عَلَيْهِ إِلْتاباً : أَوْجَبَهُ فهو مُلْتِبٌ . المِلْتَبُ كَمِنْبَر : اللاّزِمُ بَيْتِه فِراراً من الفِتَنِ . قال اللَّيْث : المَلاتِبُ الجِبابُ والخُلْقانُ من الثِّيابِ . وبَنُو لُتْب بالضَّمِّ : حًيٌّ من الأَزْدِ منهم : عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ الصَّحابيُّ وهي أُمُّهُ ومنهم من يفتح اللاَّمَ والمُثَنَّاة وفي بعض الرِواياتِ : الأَلْتَبِيّة بالهمزة وفي بعضٍ بضَمٍّ ففَتْحٍ كَهُمَزِيَّةٍ له ذِكْر في رُسُلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاله شيخُنَا . قلتُ : وقرأْتُ في مُعْجَمِ الحافظِ تقيّ الدِّينِ ما نَصُّهُ : عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيّةِ الأَزديُّ الّذِي استعملهُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الصَّدَقَة

الرائد
* لتب يلتب: لتبا ولتوبا. 1-به: لصق. 2-في الشيء: ثبت. 3-في منحر الناقة: طعن. 4-السرج على الفرس: شده عليه.
الرائد
* لتب تلتيبا. 1-السرج على الفرس: شده عليه. 2-عليه ثوبه: لبسه كأنه لا يريد أن يخلعه.
Advertisements


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: