وصف و معنى و تعريف كلمة لتستووا:


لتستووا: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على لام (ل) و تاء (ت) و سين (س) و تاء (ت) و واو (و) و واو (و) و ألف (ا) .




معنى و شرح لتستووا في معاجم اللغة العربية:



لتستووا

جذر [ستو]

  1. لتستووا
    • لتستقرّوا . و تستعلوا
      سورة : الزخرف ، آية رقم : 13

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

,
  1. لَتْزُ
    • ـ لَتْزُ : اللكْزُ ، أو الوَكْزُ ، والدَّفْعُ ، يَلْتُزُ ويَلْتِزُ في الكُلِّ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. سَمْعُ


    • ـ سَمْعُ : حِسُّ الأذُنِ ، والأذُنُ ، وما وَقَرَ فيها من شيءٍ تَسْمَعُه ، والذِّكْرُ المَسْموعُ ، كالسَّماعِ ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ ، ج : أسْماعٌ وأسْمُعٌ ، جج : أسامِعُ ، سمِع ، سَمْعاً ، أو السَّمْعُ : المَصْدَرُ ، السِّمْعُ : الاسمُ ، وسَماعاً وسَماعَةً وسَماعِيَةً ، وتَسَمَّعَ واسَّمَّعَ .
      ـ سَمْعَةُ : فَعْلَةٌ من الإِسْماع ، والسِّمْعَةُ : هَيْئَتُه .
      ـ سَمْعَكَ إليَّ : اسْمَعْ مِنِّي .
      ـ قالوا : ذلك سَمْعَ أُذُني ، وسَماعَها وسَماعَتَها ، أي : إسْماعَها ، وإن شِئْتَ قلْتَ : سَمْعاً ، قال : ذلك إذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ ، وقالوا : أخَذْتُ عنه سَمْعاً وسَماعاً ، جاؤوُا بالمَصْدَرِ على غيرِ فِعْلِه ،
      ـ قالوا : سَمْعاً وطاعةً : أمْري ذلك ، وسَمْعُ أُذُنِي فلاناً يقولُ ذلك وسَمْعَةُ أُذُنِي ، وأُذُنٌ سَمْعَةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعَةٌ وسَميعَةٌ وسَميعٌ ، وسامِعَةٌ وسَمَّاعةٌ وسَموعٌ ، وجمعُ الأخيرةِ : سُمُعٌ .
      ـ ما فَعَلَهُ رِياءً ولا سَمْعَةً ، وسُمْعَةٌ وسَمَعَةٌ : وهي ما نُوِّهَ بذِكْرِهِ ليُرَى ويُسْمَعَ .
      ـ رجلٌ سِمْعٌ : يُسْمَعُ ، أو يقالُ : هذا امْرُؤٌ ذو سِمْعٍ ، وذو سَماعٍ ،
      ـ في الدعاءِ : '' اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً '' و '' اللهمَّ سَمْعاً لا بَلْغاً '': يُسْمَعُ ولاَ يَبْلُغُ ، أو يُسْمَعُ ولا يُحْتاجُ إلى أن يُبَلَّغَ ، أو يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ ، أو هو كَلاَمٌ يقولُهُ من يَسْمَعُ خَبَراً لا يُعْجِبُهُ .
      ـ مِسْمَعُ : الأذُنُ ، كالسامِعَةِ ، ج : مَسامِعُ ، وعُرْوَةٌ في وسَطِ الغَرْبِ يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ ، وأبو قَبيلَةٍ ، وهم المَسامِعَةُ ، والخَشَبَتَانِ تُدخَلانِ في عُرْوَتَيِ الزِنْبيلِ إذا أُخْرِجَ به التُّرابُ من البِئْرِ .
      ـ مَسْمَعٌ : المَوْضِع الذي يُسْمَعُ منه .
      ـ هو مِنِّي بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ : بِحَيْثُ أراهُ وأسْمَعُ كَلامَهُ .
      ـ هو بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها : إذا لم يُدْرَ أيْنَ تَوَجَّهَ ، أو مَعْناهُ بَيْنَ سَمْعِ أهْلِ الأرْضِ ، فَحُذِفَ المُضافُ ، أو بِأَرْضٍ خالِيَةٍ ما بها أحَدٌ ، أي : لا يَسْمَعُ كلاَمَهُ أَحدٌ ، ولا يُبْصِرُهُ أحَدٌ إلاَّ الأرْضُ القَفْرُ ، أو سَمْعُها وبَصَرُها : طولُها وعَرْضُها ، ويقالُ : ألْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها : إذا غَرَّرَ بها ، وألْقاها حَيْثُ لا يُدْرَى أيْنَ هو ، أو حَيْثُ لا يُسْمَعُ صَوْتُ إنْسانٍ ، ولا يُرَى بَصَرُ إنْسانٍ .
      ـ وسَمَّوْا : سَمْعونَ وسَمَاعَةَ وسِمْعانَ وسُمَيْعٌ .
      ـ دَيْرُ سِمْعانَ : موضع بِحَلَبَ ، وموضع بِحِمْصَ به دُفِنَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِمْعانَ ،
      ـ سِمْعانِيُّ : أبو منصورٍ محدِّثٌ ،
      ـ سَمْعانِيُّ والسِّمْعانِيُّ : الإِمامُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحمدٍ السَّمْعانِيُّ ، وابْنُه الحافظُ أبو بكرٍ محمدٌ .
      ـ سَميعُ : المُسْمِعُ والسامِعُ ، والأسَدُ يَسْمَعُ الحِسَّ من بُعْدٍ .
      ـ أُمُّ سميعِ ، وأُمُّ سَمْعِ : الدِماغُ .
      ـ سَمَعُ أَو سَمِعُ : هو ابنُ مالِكِ بنِ زيدِ بنِ سَهْلٍ ، أَبو قبيلةٍ من حِمَيْرَ منهم : أَبو رُهْمٍ أَحْزابُ بن أَسيدٍ ، وشُفْعَةُ ؛ التابِعيَّانِ ، ومحمدُ بنُ عَمْرٍو من تابِعي التابعينَ ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيَّاشٍ المُحدِّثُ ، أَو يقالُ في النِّسْبَةِ أَيضاً : سِماعِيٌّ .
      ـ السُّمَّعُ : الخفيفُ ، ويوصَفُ به الغولُ .
      ـ سَمَعْمَعُ : الصغيرُ الرأسِ أَو اللِّحْيَةِ ، والدَاهيةُ ، والخفيفُ السريعُ ، ويوصَفُ به الذئبُ ، والمرأةُ الكالِحَةُ في وجْهِكَ المُوَلْوِلَةُ في أثَرِكَ ، والرجلُ الطويلُ الدَّقيقُ .
      ـ سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ ، ونُظْرُنَّةُ ونِظْرِنَّةُ ، وفي : ن ظ ر . ويقالُ فيها : سِمْعَنَةٌ ، أي : مُسْتَمِعَةٌ سَمَّاعةٌ .
      ـ سِمْعُ : الذِكْرُ الجميلُ ، ووَلَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ ، وهي : سِمْعَةٌ ، يَزْعُمونَ أنه لا يموتُ حَتْفَ أنْفِهِ ، كالحَيَّةِ ، وفي عَدْوِهِ أسرَعُ من الطَّيْرِ ، ووَثْبَتُهُ تَزيدُ على ثلاثينَ ذِراعاً ، وبلا لام : جَبَلٌ .
      ـ فَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَكَ : لِتَسْمَعَه .
      ـ سَماعُ : بَطْنٌ .
      ـ سَماعُ : اسْمَعْ .
      ـ سُمَيْعِيَّةُ : قرية قُرْبَ مَكَّةَ .
      ـ أسْمَعَه : شَتَمَهُ ،
      ـ أسْمَعَه الدَّلْوَ : جَعَلَ لها مِسْمَعَاً ، وكذا الزِّنْبيل .
      ـ مُسْمِعُ : القَيْدُ ،
      ـ مُسْمِعَةُ : المُغَنِّيَةُ .
      ـ تَسْميعُ : التَّشْنيعُ والتَّشْهيرُ ، وإزَالةُ الخُمولِ بِنَشْرِ الذِّكْرِ ، والإِسْماعُ .
      ـ مُسَمَّعُ : المُقَيَّدُ المُسَوْجَرُ .
      ـ استَمَعَ له ، وإليه : أَصْغَى ، وتَسامَعَ به الناسُ ،
      ـ قولهُ تعالى : { واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ }، أَي : غيرَ مَقْبولٍ ما تقولُ ، أَو اسْمَعْ لا أُسْمِعْتَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. لتسكنوا إليها
    • لِتميلوا إليها و تألفوها
      سورة : الروم ، آية رقم : 21

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  4. لتز
    • " اللَّتْزُ : الدَّفْعُ ، لَتَزَه يَلْتِزُه ويَلْتُزُه لَتْزاً : دَفَعه ، وهو كاللَّكْزِ والوَكْزِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. زول

    • " الزَّوَال : الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال ، زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً ؛ هذه عن اللحياني ؛ قال ذو الرمة : وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها ، إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة ، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ ، وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة ، وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها .
      وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال ، وما زال يَفْعل كذا وكذا .
      وحكى أَبو الخطاب : أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا ، وما زِيلَ يفعل كذا ؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ .
      وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة ؛ كل ذلك عن اللحياني .
      ابن الأَعرابي : الزَّوْل الحَرَكة ؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك .
      وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا .
      أَبو الهيثم : يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه .
      والزَّوَّال : الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل ؛

      وأَنشد أَبو عمرو : البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّا ؟

      ‏ قال ابن بري : الرجز لأَبي الأَسود العجلي ، قال : وهو مُغَيَّر كُلُّه (* قوله « وهو مغير كله » عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري : البحتر المجذر الزوّال ، وهو تصحيف قبيح ، والصواب : الزوّاك ، بالكاف والرجز كافيّ ) والذي أَنشده أَبو عمرو : البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله : تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ : القَصير .
      وفي حديث كعب بن مالك : رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره .
      يقال : زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً ؛ ومنه قول كَعب بن زهير : يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها ، من اللَّوامِعِ ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى .
      والزَّوْلُ : الزَّوَلانُ .
      وزالَ المُلْكُ زَوَالاً ، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة ، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه .
      وقال يعقوب : يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء ؛ هكذا ، قال ، والصواب يدعو عليه ؛ وقول الأَعشى : هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها ، ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها ؟ قيل : معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها ؛ قال ابن الأَعرابي : وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها ، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع : زالَ زوالُها ، على الإِقواء ؛ قال أَبو عمرو : هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله ، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم : أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة ، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ ، وأَطْرِقْ كَرَا ، وأَصْبِحْ نَوْمانُ ، يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها ، وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء ، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار ؛ وقال أَبو بكر : زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول ، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ .
      ويقال : رُكوبي رُكوبَ الأَمير ، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات .
      ويقال : أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه .
      ابن السكيت : يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله ، وحكي زِيلَ زَوالُه ، ويقال : زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه ، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ .
      قال أَبو منصور : وهذا يحقق ما ، قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها .
      والازْدِيالُ : الإِزالة ، وقال كثير : أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة ، بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل : فَأَزَلَّهما الشيطانُ ؛ فَسَّره ثعلب فقال : معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما .
      والزَّوَائل : النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها .
      والزَّوَال : زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله .
      وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً ، بغير همز ، كذلك نَصَّ عليه ثعلب ، وزِيالاً وزَوَلاناً : زَلَّتْ عن كَبِد السماء .
      وزالَ النهارُ : ارتفع ، من ذلك .
      وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ : والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك ؛ الزائلة : كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه ، ولا يستَقِرُّ في مكانه ، يقع على الإِنسان وغيره ، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه ؛ ومن ذلك قول الشاعر : وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً ، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها ، وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه ، فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة ، والشَّرَعاتُ : الأَوتار ، واحدتها شَرْعَة ؛ وفي قصِيد كعب : في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ ، قال قائِلُهم ، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا : زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ .
      ويقال : فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه .
      والزوائل : الصَّيْد .
      وازْدَال : رَمَى الزَّوائل .
      والزوائل : النساء على التشبيه بالوَحْش ؛ قال : فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً : نَهَضَتْ ؛ قال النابغة : كأَنّ رَحْلي ، وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ (* قوله « يوم الحليل إلخ » كذا بالأصل هنا بالمهملة ، وفي ديوان النابغة : يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا : بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم ).
      وقيل : معناه ذَهَبَ وتمَطَّى ؛ وقيل بَرِحَ كقوله : عهدي بهم يومَ باب القريتين ، وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس ، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما ، قالوا في الشمس .
      وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ .
      وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً ؛ هذه عن اللحياني .
      وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم ؛ عنه أَيضاً .
      وقالوا : لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه ، وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة ، وقد تقدم ؛

      وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة : ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها ، إِذا أَغْفَلُوها ، الزَّوِيل

      ويقال : أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق .
      ويقال : زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه .
      ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ : زِيلَ زَوِيلُه .
      وورد في حديث قتادة : أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان ، وهو والزَّوَال بمعنى .
      وفي حديث أَبي جهل : يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ ، ويروى يَرْفُل .
      وفي حديث معاوية : أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً ؛ المِزْيَل ، بكسر الميم وسكون الزاي : الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة ، والميم زائدة .
      والمُزَاوَلة : معالجة الشيء ، يقال : فلان يُزَاوِل حاجة له ، قال أَبو منصور : وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً .
      وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله : عَالَجَه ؛

      أَنشد ثعلب لابن خارجة : فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها ، بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة : المُحَاولة والمُعَالَجة .
      وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن : والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير : فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا ، يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا : تَعَالَجُوا .
      وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً : حاوَلَه وطَالَبه .
      وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ .
      وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه : أَجاءه ؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد .
      والزَّوْلُ : الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه ، والجمع أَزْوالٌ .
      وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف ، والأُنْثى زَوْلَة .
      ووَصِيفَةٌ زَوْلَة : نافِذة في الرَّسائل .
      وتَزَوَّل : تَنَاهَى ظَرْفُه .
      والزَّوْل : الغُلام الظَّريف .
      والزّوْل : الصَّقْر ، والزَّوْلُ : فَرْجُ الرَّجُل .
      والزَّوْل : الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته ؛

      وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد : لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال ، مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل : الجَواد .
      والزَّوْلة : المرأَة البَرْزَة ، ويقال : هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية .
      وفي حديث النساء : بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ ، هو من ذلك ، وقيل الظَّرِيفة .
      والزَّوْل : الخفيف الحركات .
      والزَّوْل : العَجَب .
      وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة ؛ قال الكميت : فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيبِ ، زَوْلاً لَدَيْها ، هو الأَزْوَلُ ابن بري :، قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار .
      والزَّوْل : الخَفِيف ؛

      وأَنشد القَزَّاز : تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ ، مع الخائف العَجْلانِ ، زَوْلٌ وُثُوبُها "

    المعجم: لسان العرب

  6. سلك
    • " السُّلُوك : مصدر سَلَكَ طريقاً ؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وفيه وأَسْلكه إياه وفيه وعليه ؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِيُّ : حتى إذا أَسْلَكُوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ ، كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا وقال ساعِدَة بنُ العَجْلان : وهمْ مَنَعُوا الطريق وأَسْلَكوهُمْ على شَمَّاءَ ، مَهْواها بَعيدُ والسَّلْكُ ، بالفتح : مصدر سَلَكْتُ الشيء في الشيء فانْسَِلَك أَي أَدخلته فيه فدخل ؛ ومنه قول زهير : تَعَلَّماها ، لَعَمْرُ الله ، ذا قَسَما ، وافْصِدْ بِذَرْعِكَ ، وانظرُ أَين تَنْسَلِكُ وقال عديُّ بن زيد : وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ ، وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ وفي التنزيل العزيز : كذلك سَلَكْناه في قلوب المجرمين ، وفيه لغة أخرى : أَسْلَكْتُهُ فيه .
      والله يُسْلِكُ الكفَّارَ في جهنم أي يدخلهم فيها ، وأنشد بيت عبد مناف بن رِبْعٍ ، وقد تقدّم .
      وفي التزيل العزيز : أَلم تر أَن الله أَنزل من السماء ماءً فسَلَكَه يَنابِيعَ في الأرض ، أي أَدخله ينابيع في الأرض .
      يقال : سَلَكْتُ الخَيْطَ في المِخْيَطِ أَي أَدخلته فيه .
      أَبو عبيد عن أصحابه : سلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمعنى واحد .
      ابن الأَعرابي : سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري ، قال : ويجوز أَسْلَكْتُه غيري .
      وسَلَكَ يَدَه في الجَيْب والسِّقاء ونحوهما يَسْلُكها وأسْلَكَها : أَدخلها فيهما .
      والسَّلْكَةُ : الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ ، وجمعه سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ ؛ كلاهما جمع الجمع .
      والمَسْلَكُ : الطريق .
      والسَّلْكُ : إِدخالُ شيء تَسْلُكه فيه كما تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه على سَجيحته ؛ وأَنشد قول امرئ القيس : نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً ، كَرَّكَ ّلأمَيْنِ على نابِلِ وروي : كرَّ كلامَيْنِ ، قال : وصَفَه بسرعة الطعن وشبهه بمن يدفع الريشة إلى النَّبَّال في السرعة ، وإنما يحتاج إليه في السرعة والخفة لأن الغِراء إذا بَرَدَ لم يَلْزَقْ فيستعمل حارًّاً .
      والسُّلْكى : الطعنةُ المستقيمة تلقاءَ وجهه ، والمَخْلوجَةُ التي في جانب .
      وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه ، قال : ذهب من كان يُحْسِنُ هذا الكلام ، يعني سُلْكى ومَخْلُوجَةً .
      ابن السكيت : يقال الرأيُ مَخْلُوجةٌ وليس بسُلْكى أَي ليس بمستقيم .
      وأَمْرُهُمْ سُلْكى : على طريقة واحدة ؛ وقولُ قيس بن عَيْزارَةَ : غَداةَ تَنادَوْا ، ثم قامُوا فأَجْمَعُوا بقَتْلِيَ سُلْكى ، ليس فيها تنَازُعُ أَراد عزيمة قوية لا تنازع فيها .
      ورجل مُسَلَّكٌ : نحيف وكذلك الفرس .
      والسُّلَكُ : فرخُ القَطا ، وقيل فَرْخُ الحَجَلِ ، وجمعهِ سِلْكانٌ ، لا يكسر على غير ذلك مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ ، الأَخيرة قليلة ؛ قال الشاعر : تَظَلُّ به الكُدْرُسِلْكانُها والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ : اسمان .
      وسُليْكٌ : اسم رجل ، وهو سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وهو من العَدَّائين ، كان يقال لهُ سلَيْك المقانِبِ ، واسم أمه سُلَكَةُ ؛ وقال قرّان الأَسدي : لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ ، على الهَوْلِ ، أَمْضى من سُلَيْك المَقانِبِ "

    المعجم: لسان العرب

  7. سحر
    • " الأَزهري : السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة منه ، كل ذلك الأَمر كينونة للسحر ، ومن السحر الأُخْذَةُ التي تأْخُذُ العينَ حتى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما يُرَى وليس الأَصل على ما يُرى ؛ والسِّحْرُ : الأُخْذَةُ ‏ .
      ‏ وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ ، فهو سِحْرٌ ، والجمع أَسحارٌ وسُحُورٌ ، وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه ، ورجلٌ ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ ، وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِينَ ، ولا يُكَسَّرُ ؛ والسِّحْرُ : البيانُ في فِطْنَةٍ ، كما جاء في الحديث : إِن قيس بن عاصم المِنْقَرِيَّ والزَّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ وعَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قدموا على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فسأَل النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عَمْراً عن الزِّبْرِقانِ فأَثنى عليه خيراً فلم يرض الزبرقانُ بذلك ، وقال : والله يا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إِنه ليعلم أَنني أَفضل مما ، قال ولكنه حَسَدَ مكاني منك ؛ فَأَثْنَى عليه عَمْرٌو شرّاً ثم ، قال : والله ما كذبت عليه في الأُولى ولا في الآخرة ولكنه أَرضاني فقلتُ بالرِّضا ثم أَسْخَطَنِي فقلتُ بالسَّخْطِ ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : إِن من البيان لَسِحْراً ؛ قال أَبو عبيد : كأَنَّ المعنى ، والله أَعلم ، أَنه يَبْلُغُ من ثنائه أَنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إِلى قوله ثم يَذُمُّهُ فَيَصْدُق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله الآخر ، فكأَنه قد سَحَرَ السامعين بذلك ؛ وقال أَن الأَثير : يعني إِن من البيان لسحراً أَي منه ما يصرف قلوب السامعين وإِن كان غير حق ، وقيل : معناه إِن من البيان ما يَكْسِبُ من الإِثم ما يكتسبه الساحر بسحره فيكون في معرض الذمّ ، ويجوز اين يكون في معرض المدح لأَنه تُسْتَمالُ به القلوبُ ويَرْضَى به الساخطُ ويُسْتَنْزَلُ به الصَّعْبُ ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : وأَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشيء عن حقيقته إِلى غيره فكأَنَّ الساحر لما أَرَى الباطلَ في صورة الحق وخَيَّلَ الشيءَ على غير حقيقته ، قد سحر الشيء عن وجهه أَي صرفه ‏ .
      ‏ وقال الفراء في قوله تعالى : فَأَنَّى تُسْحَرُون ؛ معناه فَأَنَّى تُصْرَفون ؛ ومثله : فأَنى تؤْفكون ؛ أُفِكَ وسُحِرَ سواء ‏ .
      ‏ وقال يونس : تقول العرب للرجل ما سَحَرَك عن وجه كذا وكذا أَي ما صرفك عنه ؟ وما سَحَرَك عنا سَحْراً أَي ما صرفك ؟ عن كراع ، والمعروف : ما شَجَرَك شَجْراً ‏ .
      ‏ وروى شمر عن ابن عائشة (* قوله : « ابن عائشة » كذا بالأَصل وفي شرح القاموس : ابن أبي عائشة ) ‏ .
      ‏ قال : العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يزيل الصحة إِلى المرض ، وإِنما يقال سَحَرَه أَي أَزاله عن البغض إِلى الحب ؛ وقال الكميت : وقادَ إِليها الحُبَّ ، فانْقادَ صَعْبُه بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّبِ يريد أَن غلبة حبها كالسحر وليس به لأَنه حب حلال ، والحلال لا يكون سحراً لأَن السحر كالخداع ؛ قال شمر : وأَقرأَني ابن الأَعرابي للنابغة : فَقالَتْ : يَمِينُ اللهِ أَفْعَلُ إِنَّنِي رأَيتُك مَسْحُوراً ، يَمِينُك فاجِرَ ؟

      ‏ قال : مسحوراً ذاهِبَ العقل مُفْسَداً ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : وأَما قوله ، صلى الله عليه وسلم : من تَعَلَّمَ باباً من النجوم فقد تعلم باباً من السحر ؛ فقد يكون على المعنى أَوَّل أَي أَن علم النجوم محرّم التعلم ، وهو كفر ، كما أَن علم السحر كذلك ، وقد يكون على المعنى الثاني أَي أَنه فطنة وحكمة ، وذلك ما أُدرك منه بطريق الحساب كالكسوف ونحوه ، وبهذا علل الدينوري هذا الحديث ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ والسحّارة : شيء يلعب به الصبيان إِذ مُدّ من جانب خرج على لون ، وإِذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف ، وكل ما أَشبه ذلك : سَحَّارةٌ ‏ .
      ‏ وسَحَرَه بالطعامِ والشراب يَسْحَرُه سَحْراً وسَحَّرَه : غذَّاه وعَلَّلَه ، وقيل : خَدَعَه ‏ .
      ‏ والسِّحْرُ : الغِذاءُ ؛ قال امرؤ القيس : أُرانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ ، ونُسْحَرُ بالطَّعامِ وبالشَّرابِ عَصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ ، وأَجْرَأُ مِنْ مُجَلِّجَةِ الذِّئَابِ أَي نُغَذَّى أَو نُخْدَعْ ‏ .
      ‏ قال ابن بري : وقوله مُوضِعين أَي مسرعين ، وقوله : لأَمْرِ غَيْبٍ يريد الموت وأَنه قد غُيِّبَ عنا وَقْتُه ونحن نُلْهَى عنه بالطعام والشراب ‏ .
      ‏ والسِّحْرُ : الخديعة ؛ وقول لبيد : فَإِنْ تَسْأَلِينَا : فِيمَ نحْنُ ؟ فإِنَّنا عَصافيرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ يكون على الوجهين ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : إِنما أَنتَ من المُسَحَّرِين ؛ يكون من التغذية والخديعة ‏ .
      ‏ وقال الفراء : إِنما أَنت من المسحرين ، قالوا لنبي الله : لست بِمَلَكٍ إِنما أَنت بشر مثلنا ‏ .
      ‏ قال : والمُسَحَّرُ المُجَوَّفُ كأَنه ، والله أَعلم ، أُخذ من قولك انتفخ سَحْرُكَ أَي أَنك تأْكل الطعام والشراب فَتُعَلَّلُ به ، وقيل : من المسحرين أَي ممن سُحِرَ مرة بعد مرة ‏ .
      ‏ وحكى الأَزهري عن بعض أَهل اللغة في قوله تعالى : أَن تتبعون إِلا رجلاً مسحوراً ، قولين : أَحدهما إِنه ذو سَحَرٍ مثلنا ، والثاني إِنه سُحِرَ وأُزيل عن حد الاستواء ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يا أَيها السَّاحِرُ ادْعُ لنا ربك بما عَهِدَ عندك إِننا لمهتدون ؛ يقول القائل : كيف ، قالوا لموسى يا أَيها الساحر وهم يزعمون أَنهم مهتدون ؟ والجواب في ذلك أَن الساحر عندهم كان نعتاً محموداً ، والسِّحْرُ كان علماً مرغوباً فيه ، فقالوا له يا أَيها الساحر على جهة التعظيم له ، وخاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر ، إِذ جاء بالمعجزات التي لم يعهدوا مثلها ، ولم يكن السحر عندهم كفراً ولا كان مما يتعايرون به ، ولذلك ، قالوا له يا أَيها الساحر ‏ .
      ‏ والساحرُ : العالِمُ ‏ .
      ‏ والسِّحْرُ : الفسادُ ‏ .
      ‏ وطعامٌ مسحورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه ، وقيل : طعام مسحور مفسود ؛ عن ثعلب ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : هكذا حكاه مفسود لا أَدري أَهو على طرح الزائد أَم فَسَدْتُه لغة أَم هو خطأٌ ‏ .
      ‏ ونَبْتٌ مَسْحور : مفسود ؛ هكذا حكاه أَيضاً الأَزهري ‏ .
      ‏ أَرض مسحورة : أَصابها من المطر أَكثرُ مما ينبغي فأَفسدها ‏ .
      ‏ وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إِذا كان ماؤه أَكثر مما ينبغي ‏ .
      ‏ وسَحَرَ المطرُ الطينَ والترابَ سَحْراً : أَفسده فلم يصلح للعمل ؛ ابن شميل : يقال للأَرض التي ليس بها نبت إِنما هي قاعٌ قَرَقُوسٌ ‏ .
      ‏ أَرض مسحورة (* قوله : « أرض مسحورة إلخ » كذا بالأصل ‏ .
      ‏ وعبارة الأساس : وعنز مسحورة قليلة اللبن وأرض مسحورة لا تنبت ): قليلةُ اللَّبَنِ ‏ .
      ‏ وقال : إِن اللَّسَقَ يَسْحَرُ أَلبانَ الغنم ، وهو أَن ينزل اللبن قبل الولاد ‏ .
      ‏ والسَّحْر والسحَر : آخر الليل قُبَيْل الصبح ، والجمع أَسحارٌ ‏ .
      ‏ والسُّحْرَةُ : السَّحَرُ ، وقيل : أَعلى السَّحَرِ ، وقيل : هو من ثلث الآخِر إِلى طلوع الفجر ‏ .
      ‏ يقال : لقيته بسُحْرة ، ولقيته سُحرةً وسُحْرَةَ يا هذا ، ولقيته سَحَراً وسَحَرَ ، بلا تنوين ، ولقيته بالسَّحَر الأَعْلى ، ولقيته بأَعْلى سَحَرَيْن وأَعلى السَّحَرَين ، فأَما قول العجاج : غَدَا بأَعلى سَحَرٍ وأَحْرَسَا فهو خطأٌ ، كان ينبغي له أَن يقول : بأَعلى سَحَرَيْنِ ، لأَنه أَوَّل تنفُّس الصبح ، كما ، قال الراجز : مَرَّتْ بأَعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ ولقيتُه سَحَرِيَّ هذه الليلة وسَحَرِيَّتَها ؛

      قال : في ليلةٍ لا نَحْسَ في سَحَرِيِّها وعِشائِها أَراد : ولا عشائها ‏ .
      ‏ الأَزهري : السَّحَرُ قطعة من الليل ‏ .
      ‏ وأَسحَرَ القومُ : صاروا في السَّحَر ، كقولك : أَصبحوا ‏ .
      ‏ وأَسحَرُوا واستَحَرُوا : خرجوا في السَّحَر ‏ .
      ‏ واسْتَحَرْنا أَي صرنا في ذلك الوقتِ ، ونَهَضْنا لِنَسير في ذلك الوقت ؛ ومنه قول زهير : بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ وتقول : لَقِيتُه سَحَرَ يا هذا إِذا أَردتَ به سَحَر ليلَتِك ، لم تصرفه لأَنه معدول عن الأَلف واللام وهو معرفة ، وقد غلب عليه التعريفُ بغير إِضافة ولا أَلف ولا لام كما غلب ابن الزبير على واحد من بنيه ، وإِذا نكَّرْتَ سَحَر صرفتَه ، كما ، قال تعالى : إِلاَّ آلَ لُوط نجيناهم بِسَحَرٍ ؛ أَجراهُ لأَنه نكرةٌ ، كقولك نجيناهم بليل ؛ قال : فإِذا أَلقَتِ العربُ منه الباءَ لم يجروه فقالوا : فعلت هذا سَحَرَ يا فتى ، وكأَنهم في تركهم إِجراءه أَن كلامهم كان فيه بالأَلف واللام فجرى على ذلك ، فلما حذفت منه الأَلف واللام وفيه نيتهما لم يصرف ، وكلامُ العرب أَن يقولوا : ما زال عندنا مُنْذُ السَّحَرِ ، لا يكادون يقولون غيره ‏ .
      ‏ وقال الزجاج ، وهو قول سيبويه : سَحَرٌ إِذا كان نكرة يراد سَحَرٌ من الأَسحار انصرف ، تقول : أَتيت زيداً سَحَراً من الأَسحار ، فإِذا أَردت سَحَرَ يومك قلت : أَتيته سَحَرَ يا هذا ، وأَتيته بِسَحَرَ يا هذا ؛ قال الأَزهري : والقياس ما ، قاله سيبويه ‏ .
      ‏ وتقول : سِرْ على فرسك سَحَرَ يا فتى فلا ترفعه لأَنه ظرف غير متمكن ، وإِن سميت بسَحَر رجلاً أَو صغرته انصرف لأَنه ليس على وزن المعدول كَأُخَرَ ، تقول : سِرْ على فرسك سُحَيْراً وإِنما لم ترفعه لأَن التصير لم يُدْخِله في الظروف المتمكنة كما أَدخله في الأَسماء المنصرفة ؛ قال الأَزهري : وقول ذي الرمة يصف فلاة : مُغَمِّض أَسحارِ الخُبُوتِ إِذا اكْتَسَى ، مِن الآلِ ، جُلأً نازحَ الماءِ مُقْفِر قيل : أَسحار الفلاة أَطرافها ‏ .
      ‏ وسَحَرُ كل شيء : طَرَفُه ‏ .
      ‏ شبه بأَسحار الليالي وهي أَطراف مآخرها ؛ أَراد مغمض أَطراف خبوته فأَدخل الأَلف واللام فقاما مقام الإِضافة ‏ .
      ‏ وسَحَرُ الوادي : أَعلاه ‏ .
      ‏ الأَزهري : سَحَرَ إِذا تباعد ، وسَحَرَ خَدَعَ ، وسَحِرَ بَكَّرَ ‏ .
      ‏ واستَحَرَ الطائرُ : غَرَّد بسَحَرٍ ؛ قال امرؤ القيس : كَأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمامِ ، وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ ، يُعَلُّ به بَرْدُ أَنيابِها ، إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ والسَّحُور : طعامُ السَّحَرِ وشرابُه ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : السَّحور ما يُتَسَحَّرُ به وقت السَّحَرِ من طعام أَو لبن أَو سويق وضع اسماً لما يؤكل ذلك الوقت ؛ وقد تسحر الرجل ذلك الطعام أَي أَكله ، وقد تكرر ذكر السَّحور في الحديث في غير موضع ؛ قال ابن الأَثير : هو بالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب ، وبالضم المصدر والفعل نفسه ، وأَكثر ما روي بالفتح ؛ وقيل : الصواب بالضم لأَنه بالفتح الطعام والبركة ، والأَجر والثواب في الفعل لا في الطعام ؛ وَتَسَحَّرَ : أَكل السَّحورَ ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحْرُ : ما التزق بالحلقوم والمَرِيء من أَعلى البطن ‏ .
      ‏ ويقال للجبان : قد انتفخ سَحْرُه ، ويقال ذلك أَيضاً لمن تعدّى طَوْرَه ‏ .
      ‏ قال الليث : إِذا نَزَتْ بالرجل البِطْنَةُ يقال : انتفخ سَحْرُه ، معناه عَدَا طَوْرَهُ وجاوز قدرَه ؛ قال الأَزهري : هذا خطأٌ إِنما يقال انتفخ سَحْرُه للجبان الذي مَلأَ الخوف جوفه ، فانتفخ السَّحْرُ وهو الرئة حتى رفع القلبَ اإلى الحُلْقوم ، ومنه قوله تعالى : وبلغت القلوبُ الحناجرَ وتظنون بالله الظنون ، وكذلك قوله : وأَنْذِرْهُمْ يومَ الآزفة إِذ القلوبُ لَدَى الحناجر ؛ كلُّ هذا يدل على أَن انتفاخ السَّحْر مَثَلٌ لشدّة الخوف وتمكن الفزع وأَنه لا يكون من البطنة ؛ ومنه قولهم للأَرنب : المُقَطَّعَةُ الأَسحارِ ، والمقطعة السُّحُورِ ، والمقطعةُ النِّياط ، وهو على التفاؤل ، أَي سَحْرُه يُقَطَّعُ على هذا الاسم ‏ .
      ‏ وفي المتأَخرين من يقول : المُقَطِّعَة ، بكسر الطاء ، أَي من سرعتها وشدة عدوها كأَنها تُقَطَّعُ سَحْرَها ونِياطَها ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي جهل يوم بدر :، قال لِعُتْبَةَ بن ربيعة انتَفَخَ سَحْرُك أَي رِئَتُك ؛ يقال ذلك للجبان وكلِّ ذي سَحْرٍ مُسَحَّرٍ ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ أَيضاً : الرئة ، والجمع أَسحارٌ وسُحُرٌ وسُحُورٌ ؛ قال الكميت : وأَربط ذي مسامع ، أَنتَ ، جأْشا ، إِذا انتفخت من الوَهَلِ السُّحورُ وقد يحرك فيقال سَحَرٌ مثال نَهْرٍ ونَهَرٍ لمكان حروف الحلق ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ أَيضاً : الكبد ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ : سوادُ القلب ونواحيه ، وقيل : هو القلب ، وهو السُّحْرَةُ أَيضاً ؛

      قال : وإِني امْرُؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتي ، إِذا ما انطَوَى مِنِّي الفُؤادُ على حِقْدِ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : مات رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين سَحْرِي ونَحْرِي ؛ السَّحْرُ الرئة ، أَي مات رسول الله ، « صلى الله عليه وسلم »، وهو مستند إِلى صدرها وما يحاذي سَحْرَها منه ؛ وحكى القتيبي عن بعضهم أَنه بالشين المعجمة والجيم ، وأَنه سئل عن ذلك فشبك بين أَصابعه وقدّمها عن صدره ، وكأَنه يضم شيئاً إِليه ، أَي أَنه مات وقد ضمته بيديها إِلى نحرها وصدرها ، رضي الله عنها والشَّجْرُ : التشبيك ، وهو الذَّقَنُ أَيضاً ، والمحفوظ الأَوَّل ، وسنذكره في موضعه ‏ .
      ‏ وسَحَرَه ، فهو مسحور وسَحِيرٌ : أَصاب سَحْرَه أَو سُحْرَه أَو سُحْرَتَه (* قوله : « أو سحرته » كذا ضبط الأصل ‏ .
      ‏ وفي القاموس وشرحه السحر ، بفتح السكون وقد يحرك ويضم فهي ثلاث لغات وزاد الخفاجي بكسر فسكون اهـ بتصرف ) ‏ .
      ‏ ورجلٌ سَحِرٌ وسَحِيرٌ : انقطع سَحْرُه ، وهو رئته ، فإِذا أَصابه منه السِّلُّ وذهب لحمه ، فهو سَحِيرٌ وسَحِرٌ ؛ قال العجاج : وغِلْمَتِي منهم سَحِيرٌ وسَحِرْ ، وقائمٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ سَحِرَ : انقطع سَحْرُه من جذبه بالدلو ؛ وفي المحكم ؛ وآبق من جذب دلويها وهَجِرٌ وهَجِيرٌ : يمشي مُثْقَلاً متقارب الخَطْوِ كأَن به هِجَاراً لا ينبسط مما به من الشر والبلاء ‏ .
      ‏ والسُّحَارَةُ : السَّحْرُ وما تعلق به مما ينتزعه القَصَّابُ ؛ وقوله : أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ ؟ ظَلِيفاً ؟ إِنَّ ذا لَهْوَ العَجِيبُ معناه : مصروم الرئة مقطوعها ؛ وكل ما يَبِسَ منه ، فهو صَرِيمُ سَحْرٍ ؛ أَنشد ثعلب : تقولُ ظَعِينَتِي لَمَّا استَقَلَّتْ : أَتَتْرُكُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ ؟ وصُرِمَ سَحْرُه : انقطع رجاؤه ، وقد فسر صَريم سَحْرٍ بأَنه المقطوع الرجاء ‏ .
      ‏ وفرس سَحِيرٌ : عظيم الجَوْفِ ‏ .
      ‏ والسَّحْرُ والسُّحْرةُ : بياض يعلو السوادَ ، يقال بالسين والصاد ، إِلاَّ أَن السين أَكثر ما يستعمل في سَحَر الصبح ، والصاد في الأَلوان ، يقال : حمار أَصْحَرُ وأَتان صَحراءُ ‏ .
      ‏ والإِسحارُّ والأَسْحارُّ : بَقْلٌ يَسْمَنُ عليه المال ، واحدته إِسْحارَّةٌ وأَسْحارَّةٌ ‏ .
      ‏ قال أَبو حنيفة : سمعت أَعرابيّاً يقول السِّحارُ فطرح الأَلف وخفف الراء وزعم أَن نباته يشبه الفُجْلَ غير أَن لا فُجْلَةَ له ، وهو خَشِنٌ يرتفع في وسطه قَصَبَةٌ في رأْسها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ ، فيها حَبٌّ له دُهْنٌ يؤكل ويتداوى به ، وفي ورقه حُروفَةٌ ؛ قال : وهذا قول ابن الأَعرابي ، قال : ولا أَدري أَهو الإِسْحارّ أَم غيره ‏ .
      ‏ الأَزهري عن النضر : الإِسحارَّةُ والأَسحارَّةُ بقلة حارَّة تنبت على ساق ، لها ورق صغار ، لها حبة سوداء كأَنها الشِّهْنِيزَةُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. سأل
    • " سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلاً وسَأَلَةً (* قوله « وسأله » ضبط في الأصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه ؛

      وقوله ، قال أبو ذؤيب : أساءلت ، كذا في الأصل ، وفي شرح القاموس : وساءله مساءلة ، قال أبو ذؤيب إلخ )، قال أَبو ذؤيب : أَساءَلْتَ رَسْمَ الدَّار ، أَم لم تُسائِل عن السَّكْنِ ، أَم عن عَهْده بالأَوائِل ؟ وسَأَلْتُ أَسْأَل وسَلْتُ أَسَلُ ، والرَّجُلانِ يَتَساءَلانِ ويَتَسايَلانِ ، وجمع المَسْأَلة مَسائِلُ بالهمز ، فإِذا حذفوا الهمزة ، قالوا مَسَلَةٌ .
      وتَساءلوا : سَأَل بعضُهم بعضاً .
      وفي التنزيل العزيز : واتَّقُوا الله الذي تَسَّاءََلون به والأَرحام ، وقرئ : تَساءَلُون به ، فمن قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سيناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت فيها ، قال : ومن قرأَ تَسَاءَلون فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حذفت التاء الثانية كراهية للإِعادة ، ومعناه تَطْلُبون حقوقَكم به .
      وقوله تعالى : كان على ربك وَعْداً مَسْؤولاً ؛ أَراد قولَ الملائكة : رَبَّنا وأَدْخِلْهُم جَنَّات عَدْنٍ التي وعَدْتَهم (* قوله « وجمع السائل إلخ » عبارة شرح القاموس : وجمع السائل سألة ككاتب وكتبة وسؤال كرمّان ) الفقير سُؤّال .
      وفي الحديث : للسائِل حَقٌّ وإِن جاء على فَرَس ؛ السائل : الطالب ، معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض لك ، وأَن لا تجيبه (* قوله « وأن لا تجيبه » هكذا في الأصل ، وفي النهاية : وأن لا تجيبه ) بالتكذيب والردِّ مع إِمكان الصدق أَي لا تُخَيِّب السائلَ وإِن رابَك مَنْظَرُه وجاء راكباً على فرس ، فإِنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أَو دَيْن يجوز معه أَخذ الصَّدَقة ، أَو يكون من الغُزاة أَو من الغارمين وله في الصدقة سَهْم .
      "


    المعجم: لسان العرب

  9. سكن
    • " السُّكُونُ : ضدّ الحركة .
      سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته ، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً .
      وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك .
      وسَكَنَ الرجل : سكت ، وقيل : سَكَن في معنى سكت ، وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب .
      وقوله تعالى : وله ما سَكَن في الليل والنهار ؛ قال ابن الأَعرابي : معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار ؛ وقال الزجاج : هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره ، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى .
      وقال أَبو العباس في قوله تعالى : وله ما سكن في الليل والنهار ، قال : إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة ، قال : وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك ، وإنما معناه ، والله أَعلم ، الخَلْق .
      أَبو عبيد : الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ ، وهو الكَوْثَلُ أَيضاً .
      وقال أَبو عمرو : الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن .
      الليث : السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل ؛ ومنه قول طرفة : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ .
      وسُكَّانُ السفينة عربي .
      والسُّكّانُ : ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب .
      والسِّكِّين : المُدْية ، تذكر وتؤَنث ؛ قال الشاعر : فعَيَّثَ في السَّنامِ ، غَداةَ قُرٍّ ، بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب : يُرَى ناصَحاً فيما بَدا ، وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ ، على الحَلْقِ ، حاذق ؟

      ‏ قال ابن الأَعرابي : لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين ، وقال ثعلب : قد سمعه الفراء ؛ قال الجوهري : والغالب عليه التذكير ؛ قال ابن بري :، قال أَبو حاتم البيت الذي فيه : بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ .
      هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا .
      وفي الحديث : فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس ؛ قال ابن بري : ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال ، وذكره الهروي في الغريبين .
      ابن سيده : السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين ؛

      قال : سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو ، نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ :، قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة ؛ هي لغة في السِّكِّين ، والمشهور بلا هاء .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه : إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث ، ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ ؛ وقوله أَنشده يعقوب : قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين ، وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِين ؟

      ‏ قال ابن سيده : أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين ، وقوله : بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله ، وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ ؛ قال : الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد .
      ابن دريد : السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه ؛ وقال الأَزهري : سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت .
      وكل شيء مات فقد سَكَنَ ، ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت .
      ورجل شِمِّير : لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش .
      وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً : أَقام ؛ قال كثيِّر عزة : وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ، ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ .
      فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ، وقيل : جمع على قول الأَخفش .
      وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري ، والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب ، وهم سُكّان فلان ، والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى .
      وقال اللحياني : والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار .
      يقال : لك فيها سَكَنٌ .
      أَي سُكْنَى .
      والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن : المنزل والبيت ؛ الأخيرة نادرة ، وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ ، بالفتح .
      والسَّكْنُ : أَهل الدار ، اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ ؛ قال سَلامة بن جَنْدَل : ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ، يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة : فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ ، والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّل ؟

      ‏ قال ابن بري : أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر ، وقوله : فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم .
      والسَّكْنُ : جمع ساكن كصَحْب وصاحب .
      وفي حديث يأْجوج ومأْجوج : حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ ؛ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت .
      وقال اللحياني : السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة .
      يقال : تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا .
      والسَّكَنُ : كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره ، وربما ، قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ؛ ومنه قوله تعالى : جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً .
      والسَّكَنُ : المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها .
      والسَّكَنُ : الساكِنُ ؛ قال الراجز : لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ ، إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث : اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه ، وهو بفتح السين والكاف .
      الليث : السَّكْنُ السُّكّانُ .
      والسُّكْنُ : أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء ، قال : والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت ، الواحد ساكِنٌ .
      وفي حديث الدجال : السُّكْنُ القُوتُ .
      وفي حديث المهدي : حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته ، وهو بمنزلة النُّزْل ، وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه .
      والأَسْكانُ : الأَقْواتُ ، وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ ، وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً .
      ويقال : مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن ، كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ .
      قال : والسُّكْنُ المَسْكَن .
      يقال : لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد .
      وسُكْنى المرأَة : المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه .
      يقال : لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه .
      وسُكّانُ الدَّارِ : هُمُ الجنّ المقيمون بها ، وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ذبائح الجن .
      والسَّكَنُ ، بالتحريك : النار ؛ قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن : أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر : أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ ، وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي : التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ ، وهو النار .
      والتَّسْكين : أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ ، وهو الحمار الخفيف السريع ، والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة ، وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة .
      قال : والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه .
      والسُّكَيْنُ : الحمار الوحشي ؛ قال أَبو دُواد : دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً ، وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة : الوَدَاعة والوَقار .
      وقوله عز وجل : فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ ؛ قال الزجاج : معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم ؛ قال ابن سيده :، قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء ، وقيل : إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل ، وقيل : إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان .
      قال الحسن : جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه .
      الفراء : من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة .
      وفي حديث قَيْلَةَ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لها : يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ ؛ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ .
      يقال : رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ .
      وروي عن ابن مسعود أَنه ، قال : السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم ، وقيل : أَراد بها ههنا الرحمة .
      وفي الحديث : نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة .
      وقال شمر :، قال بعضهم السَّكِينة الرحمة ، وقيل : هي الطمأْنينة ، وقيل : هي النصر ، وقيل : هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان .
      وقوله تعالى : فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم .
      وتقول للوَقُور : عليه السُّكون والسَّكِينة ؛ أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي : للهِ قَبْرٌ غالَها ، ماذا يُجِنْنَ ، لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة : عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير .
      وفي حديث الخروج إلى الصلاة : فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة .
      وفي حديث زيد بن ثابت : كنت إلى جنب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فغَشِيَتْه السَّكِينةُ ؛ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي .
      وفي الحديث : ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ ؛ قيل : هو من الوقار والسكون ، وقيل : الرحمة ، وقيل : أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز ، قيل في تفسيرها : إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع ، وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء ، وقيل : هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم ، فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم ، وقيل : هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، قال : والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة .
      وفي حديث علي ، رضي الله عنه ، وبناء الكعبة : فأَرسل الله إليه السَّكينة ؛ وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ .
      والسَّكِّينة : لغة في السَّكينة ؛ عن أَبي زيد ، ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة .
      والسِّكِّينةُ ، بالكسر : لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي .
      وتَسَكَّنَ الرجل : من السَّكِينة والسَّكِّينة .
      وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم ، وقال ثعلب : على مساكنهم ، وفي المحكم : على مَنازلهم ، قال : وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر ، إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر ، فافهم .
      وقالوا : تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم .
      والسَّكِنة ، بكسر الكاف : مقرّ الرأْس من العنق ؛ وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه ، وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث : أَنه ، قال يوم الفتح : اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ، ويقال : واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات ، يعني أَن الله قد أَعز الإسلام ، وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين .
      ويقال : الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم ؛ قال ابن بري : وقال زامِل بن مُصاد العَيْني : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّ ؟

      ‏ قال : وقال طُفَيل : بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ، ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّ ؟

      ‏ قال : وقال النابغة : بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب .
      والمِسْكينُ والمَسْكِين ؛ الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل : الذي لا شيء له ، وقيل : الذي لا شيء له يكفي عياله ، قال أَبو اسحق : المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه ، وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل ، وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول ، والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه ، وسنذكر منه هنا شيئاً ، وهو مِفْعيل من السكون ، مثل المِنْطيق من النُّطْق .
      قال ابن الأَنباري :، قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين ، والفقير الذي له بعض ما يُقيمه ، والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير ، وهو قول ابن السكيت ؛ قال يونس : وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال : لا والله بل مسكين ، فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير ؛ واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي : أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال ، فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله ؛ قال : وقول مالك في هذا كقول يونس .
      وروي عن الأَصمعي أَنه ، قال : المسكين أَحسن حالاً من الفقير ، واليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد ، قال : وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعال ؟

      ‏ قال : أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين ؛ فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة ، وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض : يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً ؛ فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين .
      قال ابن بري : وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ، ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ ، واستدل على ذلك بقوله : مِسْكيناً ذا مَتربةٍ ؛ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر ، ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه ، واستدل على ذلك بقوله عز وجل : أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر ؛ فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر ؛ واستدل أَيضاً بقول الراجز : هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ ، تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ ، عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ ، قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ .
      فأَثبت أَن له عشر شياه ، وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة ، واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك ؛ وهو قوله : أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه ، قال : أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته ، وقال : فلم يُترك له سَبَدٌ ، فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله ، ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ، ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً ، يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه ، قال : الذي كانت حلوبته ، ولم يقل الذي حلوبته ، وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة ، وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً ، بعد أَن كان ذا مال وثروة ، وكذلك يكون المعنى في قوله : أَما الفقير الذي كانت حلوبته .
      أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ، ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك : أَما الفقير الذي كان له مال وثروة ، لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته ، وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً ، لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ، ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ ، وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ، ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره ، فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً ، فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير ؛ قال علي بن حمزة : ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره ، وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى : إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين ، وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول ، والثالث أَصلح حالاً من الثاني ، وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن ، قال : ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال ، أَلا ترى أَنهم ، قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ، ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟، قال : ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال ، فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه ، قال : ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ، ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي ؛ وقال قتادة : الفقير الذي به زَمانة ، والمِسْكين الصحيح المحتاج .
      وقال زيادة الله بن أَحمد : الفقير القاعد في بيته لا يسأَل ، والمسكين الذي يسأَل ، فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى ، والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله ، فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال ، فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ، ويشهد بصحة ذلك قوله ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ ، وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى ، فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل ، وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير ، والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً ، إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين ، لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة ، فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير ، وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه ، فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير ، وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين ، وأَصل المسكين في اللغة الخاضع ، وأَصل الفقير المحتاج ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين ؛ أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر ، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج .
      قال محمد بن المكرّم : وقد استعاذ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الفقر ؛ قال : وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ ، عليه السلام : أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ، فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً ، وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً ، إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة ، وهو الخضوع والذل ، ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل : يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ ؛ والمَتْرَبةُ : الفقر ، وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة ، وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره ، وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر ، ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه .
      قال ابن الأَثير : وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ ، قال : وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة ، واسْتَكانَ إذا خضع .
      والمَسْكَنة : فَقْرُ النفس .
      وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين ، وهم جمع المِسْكين ، وهو الذي لا شيء له ، وقيل : هو الذي له بعض الشيء ، قال : وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ؛ ومنه حديث قَيْلة :، قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ ؛ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر .
      قال سيبويه : المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها ، تقول : مررت به المِسْكين ، تنصبه على أَعني ، وقد يجوز الجرّ على البدل ، والرفع على إضمار هو ، وفيه معنى الترحم مع ذلك ، كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء ؛

      قال : وكان يونس يقول مررت به المسكينَ ، على الحال ، ويتوهم سقوط الأَلف واللام ، وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ، ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً ، ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه ، قال لقيت المسكين ، لأَنه إذا ، قال مررت به فكأَنه ، قال لقيته ، وحكي أَيضاً : إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه : إنه أَحمق ، وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ ، وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها ، والأُنثى مِسْكينة ؛ قال سيبويه : شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار ، وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى ؛ قال تأَبط شرّاً : قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ ، كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها ، والجمع مَساكين ، وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون ؛ قال أَبو الحسن : يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير ، وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة ، فلما ، قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ، ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون .
      وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً ، وإنما ، قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء ، والاسم المَسْكَنة .
      الليث : المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين ، وإذا اشتقوا منه فعلاً ، قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً .
      ويقال : أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً .
      قال الجوهري : المسكين الفقير ، وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف .
      يقال : تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن ، كم ؟

      ‏ قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل ، على تَمَفْعَل ،
      ، قال : وهو شاذ ، وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم .
      وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً ، أَثبتوا الزائد ، كما ، قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة .
      قال اللحياني : تَسَكَّن كتَمَسْكَن ، وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة .
      وحكي : ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ .
      وتمسكَنَ لربه : تضَرَّع ؛ عن اللحياني ، وهو من ذلك .
      وتمسكن إذا خضع لله .
      والمَسْكَنة : الذِّلَّة .
      وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال للمصلي : تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك ؛ وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع ، وهو تَمَفْعَل من السكون ؛ وقال القتيبي : أَصل الحرف السُّكون ، والمَسْكَنة مَفْعلة منه ، وكان القياس تسَكَّن ، وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل ، ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع ؛ وقال سيبويه : كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ ، تقول : تمَعْدَد ، وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد ؛ قال أَبو منصور : وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل ، فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه .
      وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد : المَسْكين ، بفتح الميم ، المِسْكين .
      والمِسْكينة : اسم مدينة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال ابن سيده : لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      واستَكان الرجل : خَضَع وذلَّ ، وهو افتَعَل من المَسْكَنة ، أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً .
      وفي التنزيل العزيز : فما استَكانوا لربهم ؛ وهذا نادر ، وقوله : فما استكانوا لربهم ؛ أَي فما خضعوا ، كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله : لها مَتْنتان خَظانا ، أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف .
      يقال : سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل .
      وفي حديث توبة كعب : أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ .
      والاسْتِكانة : اسْتِفْعال من السُّكون ؛ قال ابن سيده : وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع ، مدّت فتحة الباء بأَلف ، وكقوله : أَدْنو فأَنظُورُ ، وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ ، فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان ، وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه ؛ قال كثيِّر عزة : فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ، ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى : وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم ؛ أَي يَسْكُنون بها .
      والسَّكُون ، بالفتح : حيّ من اليمن .
      والسَّكون : موضع ، وكذلك مَسْكِنٌ ، بكسر الكاف ، وقيل : موضع من أَرض الكوفة ؛ قال الشاعر : إنَّ الرَّزِيَّة ، يَوْمَ مَسْكِنَ ، والمُصِيبةَ والفَجيعه .
      جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه .
      وأَما المُسْكان ، بمعنى العَرَبون ، فهو فُعْلال ، والميم أَصلية ، وجمعه المَساكين ؛ قاله ابن الأَعرابي .
      ابن شميل : تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة ، وفلان بنُ السَّكَن .
      قال الجوهري : وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف ؛ قال ابن بري :، قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ ؛ قال جرير في الإسكان : ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني ، وعَمْرو بنُ عَفْرا ، لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ : أَسماء .
      وسُكَينٌ : اسم موضع ؛ قال النابغة : وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ ، وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ .
      وسُكَينٌ ، مصغر : حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني .
      قال ابن بري : يعني هذا البيت : وعلى الرُّميثة من سُكين .
      وسُكَيْنة : بنت الحُسَين بن علي ، عليهم السلام ، والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. رأي
    • " الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد ، وبمعنى العِلْم تتعدَّى إلى مفعولين ؛ يقال : رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً مثل راعَة ‏ .
      ‏ وقال ابن سيده : الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب ‏ .
      ‏ وحكى ابن الأَعرابي : على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ ، وفيه ضَعَةٌ ، وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال : ‏ رُويَتِك ، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك ، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال : ‏ رِيَّتِكَ ‏ .
      ‏ وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة ، وليست الهاءُ في رَأْية هنا للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة ، فأَمَّا إذا لم تُردْ هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة ‏ .
      ‏ ورَأَيْته رِئْيَاناً : كرُؤْية ؛ هذه عن اللحياني ، وَرَيْته على الحَذْف ؛

      أَنشد ثعلب : وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ ، فانْشَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ : يعني ضُمورَ أَخْلافها ، وانْشَمَلَ : ارْتَفَعَ كانْشمرَ ، يقول : من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ ؛

      وأَنشد ابن جني : حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ : يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة ؛

      وقوله : مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى ، إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ ؟ ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى ، إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ ؟ أَصل هذا : من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ : لا هَناك المَرْتَعُ ، فاجتمعت أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين ؛ وقال ابن سيده : أَصله رأَى فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت ، وفي قرأْت قَرَيْت ، وفي أَخْطأْت أَخْطَيْت ، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل ؛ قال : وسأَلت أَبا علي فقلت له من ، قال : مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت ؟

      ‏ قال : لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب ، وذهب أَبو علي في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت ونحوه ، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً ، وهذان إعلالان تواليا في العين واللام ؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم : جَا يَجِي ، فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً ، فأَعلّ اللام والعين جميعاً ‏ .
      ‏ وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ ، حذَفوا الهمزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها ‏ .
      ‏ قال سيبويه : كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه ، وذلك لكثرة استعمالهم إياه ، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب ، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا تَرْأَى ، وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي هي عين الفعل ، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين ، وإن كانت الأُولى زائدةً والثانية أَصليةً ، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين ، وإن كان بينهما حرف ساكن ، وهي الراء ، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا يَرَى ونَرَى وتَرَى كما ، قالوا أَرَى ؛ قال سيبويه : وحكى أَبو الخطاب قدْ أَرْآهم ، يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل ؛

      قال : أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ ، ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا وقال بعضهم : ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ ؛ قال سُراقة البارقي : أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ ، كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ وقد رواه الأَخفش : ما لم تَرَياهُ ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف ‏ .
      ‏ التهذيب : وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ ، على التخفيف ، قال : وعامة كلام العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف ، قال : ويعضهم يحقِّقُه فيقول ، وهو قليل ، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً ، وأَنشد بيت سراقة البارقي ‏ .
      ‏ وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت : كرَأَيْت أَعني من رُؤية العَين ‏ .
      ‏ قال اللحياني :، قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين ، وبعضهم يَترُك الهمز وهو قليل ، قال : وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ ؛

      وأَنشد فيمن خفف : صاحِ ، هَلْ رَيْتَ ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ ؟

      ‏ قال الجوهري : وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً : صاحِ ، هَلْ رَيْتَ ، أَو سَمِعتَ ‏

      ويروى : ‏ في العلاب ؛ ومثله للأَحوص : أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ مَضَى ، ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا وكذلك ، قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك ، بلا همز ؛ قال أَبو الأَسود : أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ أَتاني فقال : اتَّخِذْني خَلِيلا فترَك الهمزةَ ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري : فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى جُعلْتُ لها ، وإنْ بَخِلَتْ ، فِداءَ أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى ، أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ ؟ والذي في شعره كلام حبَّى ، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى ؛ ومثله قول الآخر : أَرَيْتَ ، إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً ، وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِل ؟

      ‏ قال : وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز : أَرَيْتَ ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا ، أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُود ؟

      ‏ قال ابن بري : وفي هذا البيت الأَخير شذوذ ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم الفاعل ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ ، فإذا جئتَ إلى الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت العرب ، الذين يهمزون والذين لا يهمزون ، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى ونَرَى وأَرَى ، قال : وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل : فتَرَى الذين في قُلُوبِهِم مَرَض ، وقوله عز وجل : فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى ، وإنِّي أَرَى في المَنامِ ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم ؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى ، وهو الأَصل ، فإذا ، قالوا متى نَراك ، قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك ، وبعضٌ يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك ؛

      وأَنشد : أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى تقولُ : أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا وأَنشد فيمن قلب : ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ من أُسْدِ خَفَّانَ ، جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ

      ويقال : رأَى في الفقه رأْياً ، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته في كلامهم ، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته ؛ قال ابن سيده : وأَنشد شاعِرُ تَيْمِ الرِّباب ؛ قال ابن بري : هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي : أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ ، ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََع ؟

      ‏ قال ابن بري : ويروى ويَسْمَعُ ، بالرفع على الاستئناف ، لأَن القصيدة مرفوعة ؛ وبعده : بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه إليَّ ، وراءَ الحاجِزَينِ ، ويُفْرِعُ ‏

      يقال : ‏ أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي ؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما أَنشده أَبو زيد : لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآن ؟

      ‏ قال : وهو كثير في القرآن والشعر ، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز يَتْركون الهمز فيقولون : رَ ذلك ، وللإثنين : رَيا ذلك ، وللجماعة : رَوْا ذلك ، وللمرأَة رَيْ ذلك ، وللإثنين كالرجلين ، وللجمع : رَيْنَ ذاكُنَّ ، وبنو تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون : ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء ارْأَيْنَ ، قال : فإذا ، قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها ، وإن لم يكن من كلامهم الهمز ، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز ، نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك الهمز فيه في جميع القرآن ، وقالوا : ولو تَرَ ما أَهلُ مكة ، قال أَبو علي : أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال ‏ .
      ‏ اللحياني : يقال إنه لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان ، رفعاً وجزماً ، وكذلك ولا تَرَ ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ فيهما جميعاً وجهان : الجزم والرفع ، فإذا ، قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ ما فُلانٌ ، قالوه بالجزم ، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ ؛ حكى ذلك عن الكسائي كله ‏ .
      ‏ وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت : ارْءَ ، وعلى الحذف : را ‏ .
      ‏ قال ابن بري : وصوابه على الحذف رَهْ ، لأَن الأَمر منه رَ زيداً ، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال ‏ .
      ‏ الفراء في قوله تعالى : قُلْ أَرَأَيْتَكُم ، قال : العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان : أَحدهما أَنْ يسأَلَ الرجلُ الرجلَ : أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك ؟ فهذه مهموزة ، فإذا أَوْقَعْتَها على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال ، يريد هل رأَيتَ نَفْسَك على غير هذه الحالة ، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين أَرَأَيْتُماكُما ، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ ، وللمرأَة أَرأََيْتِكِ ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك ، والمعنى الآخر أَنْ تقول أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني ، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: