" السَّفْح : ع " قال الأَعشى :
تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكثيبَ فذَا قا ... رٍ فَرَوْضَ القَطَا فذَاتَ الرِّئالِ من المجاز : السَّفْح : " عُرْض الجَبَل " حيث يَسْفَح فيه الماءُ وهو عُرْضُه " المُضْطجِع أَو أَصْلُه أَو أَسفلُه أَو الحَضِيضُ " ؛ كلّ ذلك أَقوالٌ مذكُورَةٌ . " ج سُفوحٌ " بالضّمّ . " وسَفَحَ الدَّمَ كمَنَع : أَراقَه " وصَبَّه . وسَفَحْت دَمَه : سَفَكْته . وسَفَحْت الماءَ : أَهرَقْته . ويقال : بينهم سِفاحٌ أَي سَفْكٌ للدِّماءِ . وفي حديث أَبي هِلالٍ : " فقُتِلَ علَى رَأْسِ الماءِ حتّى سَفَحَ الدَّمُ الماءَ " . جاءَ تَفسيرُه في الحديث أَنه غَطَّى الماءَ . قال ابن الأَثير : وهذا لا يُلائم اللُّغَةَ لأَنّ السَّفْح الصّبّ فيحتمل أَنه أَراد أَنّ الدّم غَلَبَ الماءَ فاسْتَهْلَكه كالإِناءِ المُمْتَلئِ إِذا صُبَّ فيه شَيْءٌ أَثْقلُ ممّا فيه فإِنه يَخْرُج ممّا فيه بقَدْر ما صُبّ فيه فكأَنّه من كَثرةِ الدَّم انْصَبَّ الماءُ الّذي كان في ذلك المَوْضِع فخَلَفَه الدَّمُ . سَفَحَ " الدَّمْعَ : أَرْسَلَه " يَسْفَحُه " سَفْحاً وسُفُوحاً . و " سَفَحَ " الدَّمْعُ " نَفْسُه " سَفْحاً وسُفوحاً وسَفَحَاناً " محرَّكَةً " : انصَبَّ " . قال الطِّرِمّاح :
مُفَجَّعةً لا دَفْعَ للضَّيْمِ عِندَهَا ... سِوَى سَفَحَانِ الدَّمْعِ منْ كلِّ مَسْفَحِ
" وهو " دَمْعٌ " سافِحٌ ج سَوافِحُ " ودَمْعُ سَفُوحٌ : سافِحٌ ومَسفوحٌ . " والتَّسَافُح والسِّفَاح والمُسَافَحَةُ " : الزِّنَا و " الفُجور " . وفي المِصْباح : المُسَافَحَة : المُزانَاة لأَنّ الماءَ يُصَبّ ضائعاً . انتهَى . وفي التَّنْزيل " مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ " قال الزَّجّاج : وأَصلُ ذلك من الصَّبِّ . تقول : سافَحْتُه مُسافَحةً وسِفاحاً وهو أَن تُقِيمَ امرأَةٌ مع رَجُلٍ على الفَجُورِ من غير تَزْويجٍ صَحِيحٍ . وفي الحديث : " أَوَّلُه سِفَاحٌ وآخرُه نِكاحٌ " . وهي المرأَةُ تُسَافِحُ رجلاً مدة فيكون بينهما اجتماع على فجُور ثم يَتَزوَّجُها بعدَ ذلك . وكَرِهَ بعضُ الصَّحَابَةِ ذلك وأَجازه أَكثرُهم قال : وسُمِّيَ الزِّنا سِفاحاً لأَنّه كان عن غَيْرِ عَقْدٍ كأَنّه بمنزلةِ الماءِ المَسفوح الّذي لا يَحْبِسه شَيْءٌ . وقال غيرُه : سُمِّيَ الزِّنَا سِفاحاً لأَنه ليس ثَمَّ حُرْمةُ نِكَاحٍ ولا عَقْدُ تَزْوِيجٍ وكلُّ واحد منهما سَفَح مَنْيَته أَي دَفَقَهَا بلا حُرْمَةٍ أَباحَتْ دَفْقَهَا . وكان أَهلُ الجاهليّة إِذا خَطَبَ الرَّجلُ المَرْأَةَ قال : أَنْكِحيني فإِذا أَرادَ الزِّنا قال : سافِحيني . " والسَّفَّاح ككَتّان " : الرّجلُ " المِعْطاءُ " مُشتقٌّ من ذلك هو أَيضاً الرَّجلُ " الفَصِيحُ " . ورجلٌ سَفّاحٌ أَي قادِرٌ على الكلام . السِّفّاح : لَقَب أَميرِ المؤمنينَ " عبد الله بن محمّدِ " بن عليّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاس رضي الله عنهم " أَوّل خُلفاءِ بني العبّاس " وآخِرُهم المُسْتَعْصِم بالله المقتولُ ظُلْماً وأَخبارُهم مشهورة . السَّفَّاحُ " رئيسٌ للعربِ " . السَّفّاح : " سَيْفُ حُمَيْدِ بنِ بَحْدَل " بالحاء المهملة على وزْن جَعْفَر . " والسُّفُوح " بالضَّمّ : جمْع سَفْحٍ وهي أَيضاً " الصُّخُورُ اللَّيِّنَةُ " المُتَزلِّقة . والسَّفِيح : الكِسَاءُ الغَلِيظُ . و " من المَجَاز : السَّفِيحُ أَيضاً : " قِدْحٌ من " قِدَاحِ " المَيْسِرِ " ممّا " لا نَصِيبَ له " . وقال اللِّحْيَانيّ : السَّفِيح : الرّابِعُ من القِدَاحِ الغُفْلِ الّتي لَيْسَتْ لها فُرُوضٌ ولا أَنْصِبَاءُ ولا عليها غُرْمٌ وإِنما يُثَقَّل بها القِدَاحُ اتِّقَاءَ التُّهَمَةِ . وقال في موضِعٍ آخَرَ : يَدْخُلُ في قِدَاحِ المَيْسر قِداحٌ يُتكثَّر بها كَرَاهَةَ التُّهَمَة أَوّلُها المُصَدَّر ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفِيح ليس لَهَا غُنْمٌ ولا عليها غُرْمٌ . السَّفِيح : " الجُوالِقُ " كالخُرْج يُجْعَل على البَعير . قال :
" يَنْجُو إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفيحانْ
" نَجَاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحَانْ " والمَسْفوح : بَعيرٌ " قد " سُفِحَ في الأَرْض ومُدَّ والواسِع والغَلِيظُ " . وإِنه لمسفوحُ العُنُقِ أَي طَوِيلُه غليظُه . ومن المَجَاز : جَملٌ مَسفوحُ الضُّلُوعِ : ليس بكَزِّهَا . المَسْفُوح : " فَرَسُ صَخْرِ بنِ عَمْرِو ابن الحارِث " . من المجاز : " المُسَفِّح " كمحدِّث : يقال لكُلّ " من عَملَ عملاً لا يُجْدِي عليه وقد سَفَّحَ تَسْفِيحاً " شُبِّه بالقِدْح السَّفيح وأَنشد :
ولَطَالَمَا أَرَّبْتَ غَيرَ مُسَفِّح ... وكَشَفْتَ عن قَمْعِ الذُّرَى بِحُسامِ قوله : أَرَّبْت أَي أَحْكَمْتَ . يقال : " أَجْرَوْا سِفاحاً أَي بغَيْرِ خَطَرٍ " . من المَجَاز : " ناقَةٌ مَسْفوحةُ الإِبْطِ " أَي " واسعَتُه " وفي الأَساس : واسِعَتُهَا . قال ذو الرُّمّة :
بمَسْفُوحَةِ الآباطِ عُرْيانَةِ القَرَا ... نِبَالٍ تَوَالِيها رِحَابٍ جُنوبُهَا " والأُسْفَح " بالفَاءِ " : الأَصْلَعُ " لُغَة في القاف وسيأْتي قريباً . ومما يستدرك عليه : يُقَال لابن البَغِيِّ : ابنُ المُسَافِحة . وقال أَبو إِسحاقَ : المُسَافِحَة : التي لا تَمتنِعُ عن الزِّنَا . وللوَادِى مَسَافِحُ : مَصَابُّ . ومن المَجاز : بينهما سِفَاحٌ : قِتالٌ أَو مُعَاقَرَةٌ