الْحَتْفُ : الْمَوْتُ قال الجَوْهَرِيُّ : ولا يُبْنَى منه فِعْلٌ وكذا صَرَّحَ به ابنُ فَارِسٍ والمَيْدانِيٌّ والأَزْهَرِيُّ قال شيخُنَا : وحَكَى ابنُ القُوطِيَّةِ وابنُ القَطَّاعِ - وغيرُهما من أَرْبَاب الأَفْعَالِ - أَنَّه يُقَالُ منه : حَتَفَ كَضَرَبَ وإِخَالُه في المِصْباحِ أَيضاً . انتهى
قلتُ : وإِليه يَلْحَظُ كلامُ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ حيثُ قال : ( الْمَرْءُ يَسْعَى ويَطُوف وعَاقِبَتُه الحُتُوف ) الحُتُوفُ : مَصْدَرٌ بمَعْنَى الحَتْفِ . وهو أََيضاً : جَمْعُ حَتْفِ فَتَأَمَّل
ويُقال : مَاتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ ويُقال أَيضاً : مات حَتْفَ فِيهِ وهو قَلِيلٌ كَأنَّه لأَنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ بتَنَفٌّسِه منه كما يَتَنَفَّسُ من أَنْفِهِ ويُقَال أَيضاَ : حَتْفَ أَنْفَيْهِ ومنه قَوْلُ الشاعِرِ :
إِنَّمَا المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِىٍّ ... حَتْفَ أَنْفَيْهِ أَو لِفِلْقٍ طَحُونِ
ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ المرادُ مِنْخَرَيْهِ ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ أَنْفَهُ وفَمَهُ فغَلَّبَ الأَنْفَ للتَّجاوُرِ ومنه الحَدِيثُ : ( ومنْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فقد وَقَعَ أَجْرُهُ علَى اللهِ ) : أَي في سَبِيلِ اللهِ قال أَبو عُبَيْدٍ : هو أَن يَمُوتَ ( عَلَى فِرَاشِهِ مِن غَيْرِ قَتْلٍ ولا ضرَْبٍ ولا غَرَقٍ ولا حَرَقٍ ولا سَبُعٍ . ولا غيرِه وفي روايةٍ : ( فهو شَهِيدٌ ) قال عبدُ اللهِ بنُ عَتِيكٍ - رَضِيَ اللهُ عنه وهو رَاوِي هذا الحديث - : واللهِ إِنَّهَا لَكَلِمَةٌ ما سَمِعْتُها مِن أَحَدٍ من العَرَبِ قَطٌ قَبءلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم يعني قولَه : ( حَتْفَ أَنْفِهِ ) وفي حديثِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ أنَّه قال في السَّمَك : ( ما مَاتَ مِنْهَا حَتْفَ أَنْفِهِ فَلاَ تَأْكُلْهُ ) يعني السَّمَكَ الطَّافِيَ قال القَطَرِيُّ :
" فإِنْ أَمُتْ حَتْفَ أَنْفشي لا أَمُتْ كَمَداًعلَى الطِّعَانِ وقَصْرُ الْعَاجِزِ الْكَمَدُ قال أَبو أَحمد الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سِعيدٍ العَسْكَرِيُّ : وإِنَّمَا خُصَّ الأَنْفُ ؛ لأَنَّه أَرَادَ أَنَّ رُوحَه تَخْرُجُ مِن أَنْفِهِ بِتَتَابُعِ نَفَسِهِ ؛ لأَنَّ المَيِّتَ علَى فِرَاشِهِ من غَيْرِ قَتْلٍ يَتَنَفَّسُ حتى يَنْقَضِيَ رَمَقُهُ فخُصَّ الأَنْفُ بذلِكَ ؛ لأَنَّ مِن جِهَتِهِ يَنْقَضِي الرَّمَقُ أَو لأَنَّهُمْ كانُوا يَتَخَيَّلُونَ أَن الْمَرِيضَ تَخْرُجُ رُوحُهُ مِن أَنْفِهِ ورُوحُ الْجَرِيحِ مِن جِرَاحَتِهِ قالَه ابن الأَثِيرِ في العُبَابِ : وقيل : لأَنَّ نَفْسَهُ تخرُج بتَنَفُّسِهِ مِن فِيهِ وأَنْفِهِ وغُلِّب أَحَدُ الاسْمَيْنِ علَى الآخَرِ لِتَجاوُرِهما وانْتَصَبَ ( حَتْفَ أَنْفِهِ ) عَلَى المَصْدَرِ كأَنَّه قِيلَ : مَوْتَ أَنْفِهِ وفي اللِّسَانِ : كأَنَّهم تَوَهَّمُوا ( حَتَفَ ) وإِن لم يَكُنْ له فِعْلٌ
وفي حَدِيثِ عامِرِ بنِ فُهَيْرَةَ :
" والْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ يُرِيدُ أَنَّ حَذَرَهُ وجُبْنَهُ غيرُ دَافِعٍ عنه الْمِنَيَّةَ إِذا حَلَّتْ به وأَوَّلُ مَن قال ذلك عَمْرُو بنُ مَامَةَ في شعره كما في اللسانِ
قلتُ : وقد جاءَ في بَيْتِ السَّمَوْأَلِ أَيضاً وهو يُخَالِفُ ما سبَق مِن قَوْلِ رَاوِي الحَدِيثِ : إِنَّهَا كلمةٌ لم يَسْمَعْها مِن أَحَدٍ مِن العَرَبِ قَطُّ قَبْلَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم وأَجابُوا بأَنَّه لم يَسْمَعْهَا أَو أَنَّ الرِّوَايَةَ ليْسَتْ كذلكَ كما نَقَلَهُ شَيْخُنا وفيه نَظَرٌ وتَأَمُّلٌ
ج : حُتُوفٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِحَنَشِ بنِ مَالِكِ :
فَنَفْسَكَ أَحْرِزَ فإِنَّ الْحُتُو ... فَ يَنْبَأْةَ بِالْمَرْءِ في كُلِّ وَادِ وحَيَّةٌ حَتْفَةٌ : نَعْتٌ لها هكذا في شِعْرِ أُمَيَّةَ زاد الزَّمَخْشَرِيُّ : كما يُقَالُ : امْرَأَةٌ عَدْلَةٌ قال أُمَيَّةُ :
" والْحَيَّةُ والْحَتْفَةُ الرَّقْشَاءُ أَخرَجَهَامِنْ بَيْتِهَا أَمَنَاتُ اللهِ والكَلِمُ والْحُتَيْفُ كزُبَيْر : ابنُ السِّجْفِ واسْمُهُ الرَّبِيعُ بنُ عَمْروٍ والسِّجْفِ لَقَبُ أَبِيهِ وهو ابنُ عبدِ الحارِثِ ابنِ طَرِيفِ بنِ عَمْرِو بنِ عامرِ بنِ ربِيعَةَ بنِ كعبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّةَ ابنِ أَدٍّ ونَسَبَهُ ابنُ اليَقْظَان فقال : هو الحُتَيْفُ بنُ السِّجْفِ بنِ بَشِيرِ ابنِ أَدْهَمَ بنِ صَفْوَانَ بنِ صَبَاحِ بنِ طَرِيفِ بنِ عَمْروٍ : شَاعِرٌ فَارِسٌ قال جَمِيلُ بنُ عَبَدَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَرَادَةَ يَفْخَرُ بفِعَالِ جَدِّهِ الحُتَيْفِ وأُمُّ سَلَمَةَ ابنِ عَرَادَةَ سَلاَمَةُ بنتُ الحُتَيْفِ :
حُتَيْفُ بنُ عَمْروٍ جَدُّنا كان رِفْعَةً ... لضَبَّةَ أَيَّامٌ له ومَآثِرُ أَو هُوَ حَتْنَفٌ كجَعْفّرٍ كما قالَه ابنُ دُرَيْدٍ في كتابِ الاشْتِقاقِ ووَافَقَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ وهو وَهَمٌ
وحُتَيْفُ بنُ زَيْدِ بنِ جَعْوَنَةَ النَّسَّابَةُ هو أَحَدُ بني المُنْذِرِ بنِ جَهْمةَ بنِ عَدِيِّ بنِ جُنْدَبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بن تَمِيمٍ له مع دَغْفَلٍ النَّسَّابَةِ خَبَرٌقلتُ ويُقالُ : وفيه أَيضاً : حَنْتَفٌ كما ضَبَطَه الحافظُ هكذا
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : حُتَافَةُ الخِوَانِ بِالضَّمِّ كحُتَامَتِه : ما انْتَثَرَ فَيُؤْكَلُ ويُرْجَى فيه الثَّوابُ ويُقالُ : هو حُفَافَةٌ بالفَاءِ كما سيأْتي
والحَتْفُ بالفَتْحِ : سَيْفٌ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَقَلَهُ شَيْخُنا